طليطلة بكائية أندلسية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طليطلة بكائية أندلسية
طليطلة
شعر أحمد عبدالمعطي حجازي
كان الحنين مَدى عَذْبا، وكان لنا
من وجهها كوكب في الليل سيَّارُ
هذا دخان القرى، مازال يتبعنا
وملء أحلامنا زرع، وأجنحة
وصبْية
وطريق في الحقولِ إلي الموتى
وصبَّارُ
فملتقي الأرضِ بالأفقِ الذي اشتعلت
ألوانه شفقا
فالقاطرات التي غابت مولولةَ
في بؤرة الضوءِ،
فالحزن الذي هَطَلَتْ
عليَّ أمطارُه يوما
فصِرت إلى طيري،
وسافرت من حزنِ الصبا إلي
لحزنِ الرجالِ، فكلُّ العمرِ أسفارُ
يا صاحبِيٌ قِفا!
فالشمس قد رجعت،
ولم تَعِد بغَدِ
فجلّ المقاهي انتظارُ
ساءَ ما فَعلَتْ بِنَا السنون التي تمضي،
ونحن علي موائدها في الزوايا،
ضارعين إلي شمسٍ تخلَّلتِ البللٌورَ واهنة
ولامَستْ جلدَنا المعتلَّ، وانحسرت
عَنٌَا إلي جارنا،
فما نَعِمْنا، ولم يْنَعم بها الجارُ
يا صاحبيّ!
أخمرْ في كئوسِكما
أَمْ في كئوسكما هَمَّ وتَذكارُ!
وما الذي تنفع الذكري إذا نَكأَتْ
في القلب جرحا، علَّمْنا لا دواءَ له
حتى نعودَ،
وما يبدو أن اقتربتْ
أَيَّامُ عودِتنا، والجرح نَغَّارُ
ها نحن نفرِط فوق النهرِ وردتَنا
وتلك أوراقها تنأى، ويأخذها
ورادَ أحلامِنا موجٌ وتيَّارُ
يا صاحبيَّ!
أحقا أنَها وسِعَتْ
أعداءَها!
وجفَت أبناءَها الدَّارُ؟!
لو أنَها حوصرت حتى النهايِة،
حتى الموتِ، لو سحَبَتْ
علي مفاتِنِها غلالة من مياهِ النيلِ،
واضطَجعتْ في قاعِهِ!
لو سفَتْها الريح فانْطمَرَتْ
في الرمِل وانْدلعَتْ
من كل وردةِ جرحٍ وردةٌ
فالمدى عشب ونوَّارُ
هذا دخان قراها يقتفي دَمَنا
ومِلءُ أحلامِنا زرعٌ، وأجنحةٌ
ومِلءُ أحلامِنا ذئبٌ نَهَشّ له
نسقيه من كأسنا الذاوي،
ونسأله عنها،
وننهارُ!
شعر أحمد عبدالمعطي حجازي
كان الحنين مَدى عَذْبا، وكان لنا
من وجهها كوكب في الليل سيَّارُ
هذا دخان القرى، مازال يتبعنا
وملء أحلامنا زرع، وأجنحة
وصبْية
وطريق في الحقولِ إلي الموتى
وصبَّارُ
فملتقي الأرضِ بالأفقِ الذي اشتعلت
ألوانه شفقا
فالقاطرات التي غابت مولولةَ
في بؤرة الضوءِ،
فالحزن الذي هَطَلَتْ
عليَّ أمطارُه يوما
فصِرت إلى طيري،
وسافرت من حزنِ الصبا إلي
لحزنِ الرجالِ، فكلُّ العمرِ أسفارُ
يا صاحبِيٌ قِفا!
فالشمس قد رجعت،
ولم تَعِد بغَدِ
فجلّ المقاهي انتظارُ
ساءَ ما فَعلَتْ بِنَا السنون التي تمضي،
ونحن علي موائدها في الزوايا،
ضارعين إلي شمسٍ تخلَّلتِ البللٌورَ واهنة
ولامَستْ جلدَنا المعتلَّ، وانحسرت
عَنٌَا إلي جارنا،
فما نَعِمْنا، ولم يْنَعم بها الجارُ
يا صاحبيّ!
أخمرْ في كئوسِكما
أَمْ في كئوسكما هَمَّ وتَذكارُ!
وما الذي تنفع الذكري إذا نَكأَتْ
في القلب جرحا، علَّمْنا لا دواءَ له
حتى نعودَ،
وما يبدو أن اقتربتْ
أَيَّامُ عودِتنا، والجرح نَغَّارُ
ها نحن نفرِط فوق النهرِ وردتَنا
وتلك أوراقها تنأى، ويأخذها
ورادَ أحلامِنا موجٌ وتيَّارُ
يا صاحبيَّ!
أحقا أنَها وسِعَتْ
أعداءَها!
وجفَت أبناءَها الدَّارُ؟!
لو أنَها حوصرت حتى النهايِة،
حتى الموتِ، لو سحَبَتْ
علي مفاتِنِها غلالة من مياهِ النيلِ،
واضطَجعتْ في قاعِهِ!
لو سفَتْها الريح فانْطمَرَتْ
في الرمِل وانْدلعَتْ
من كل وردةِ جرحٍ وردةٌ
فالمدى عشب ونوَّارُ
هذا دخان قراها يقتفي دَمَنا
ومِلءُ أحلامِنا زرعٌ، وأجنحةٌ
ومِلءُ أحلامِنا ذئبٌ نَهَشّ له
نسقيه من كأسنا الذاوي،
ونسأله عنها،
وننهارُ!
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: طليطلة بكائية أندلسية
بكاءنا كثر هذي الايام واكثر ما نخشاه ان يستمر ويصبح لطليطلة اخوات
يا صاحبِيٌ قِفا!
فالشمس قد رجعت،
ولم تَعِد بغَدِ
فجلّ المقاهي انتظارُ
ساءَ ما فَعلَتْ بِنَا السنون التي تمضي،
ونحن علي موائدها في الزوايا،
ضارعين إلي شمسٍ تخلَّلتِ البللٌورَ واهنة
ولامَستْ جلدَنا المعتلَّ، وانحسرت
عَنٌَا إلي جارنا،
فما نَعِمْنا، ولم يْنَعم بها الجارُ
فالشمس قد رجعت،
ولم تَعِد بغَدِ
فجلّ المقاهي انتظارُ
ساءَ ما فَعلَتْ بِنَا السنون التي تمضي،
ونحن علي موائدها في الزوايا،
ضارعين إلي شمسٍ تخلَّلتِ البللٌورَ واهنة
ولامَستْ جلدَنا المعتلَّ، وانحسرت
عَنٌَا إلي جارنا،
فما نَعِمْنا، ولم يْنَعم بها الجارُ
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
مواضيع مماثلة
» بكائية..للدم المسفوك
» تداعيات يحي فضل الله
» بكائية الفنان عز الدين الشاعر محمد المكي إبراهيم
» صوره من حى المحلج التقطتها فى ثمانينات القرن الماضى
» بكائية حزينة لصلاح أحمد إبراهيم في رثاء رفيق عمره علي المك
» تداعيات يحي فضل الله
» بكائية الفنان عز الدين الشاعر محمد المكي إبراهيم
» صوره من حى المحلج التقطتها فى ثمانينات القرن الماضى
» بكائية حزينة لصلاح أحمد إبراهيم في رثاء رفيق عمره علي المك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى