من روائع صلاح احمد ابراهيم .عيناك

ورميت راسى فى يدى
ما تنفع الشكوى وشعرك
جف بالشعر الخيال
وكان راسى فى يدى
روحى مشقشقة
بها عطش شديد للجمال
وعلى شفاه الملح واللعنات
والالم المحنط بالهزال
وكان راسى فى يدى
ساقاى ترتجفان من الجوع
ومن عطش ومن فرط الكلال
وانا افتش عن ينابيع الجمال
وحدى بصحراء المحال
بسموم صحراء المحال
انا والتعاسه والملال
وكان راسى فى يدى
والمركبات تهزنى
ذات اليمين او الشمال
والمركبات تغص بالنسوان
واللغط الشديد وبالرجال
وكان راس فى يدى
ماذال يقلقنى اللعين كانه
الغربال من اقصى
اليمين الى الشمال
وبقلبى الامل المهشم
والحنين الى الجمال
والوحشة الغراء
والنور المكفل بالظلال
وخلو ايامى وراسى فى يدى
********************
ورفعت راسى من جحور كابتى
وادرت عينى فى المكان
وكنت انت قبالتى
عيناك نحوى تنظران
عيناك...واخضر المكان
وتسمرت عيناى فى عينيك
ما عاد المكان ولا الزمان
عيناك بس !!!
ورفعت قوس كمانتى
عيناك إذ تتالقان
عيناك من عسل المفاتن جرتان
عيناك من صور المحاسن آيتان
عيناك مثل صبيتين
عيناك اروع ماستين
(هذا قليل)
عيناك اصدق كلمتين
عيناك اسعد لحظتين
(هذا اقل)
عيناك انضر روضتين
عيناك اجمل واحتين
(ما قلت شئ)
عيناك اطهر بركتين من البراءة
نزل الضياء ليستحم نها
فالقى عند ضفتها رداءه
الفتنة العسلية السمراء
والعسل المصفى والهناءة
وهناك اغرق نفسه
(عجز الخيال)
عيناك فوق تخيلى
فوق انطلاق براعتى
فوق انفعال براعتى
عيناك فوق تأملى
***********
ومضتيت مأخوذا وكنت فد
اختفيت
من انت ؟ما اسمك ياجميل؟
وكنت من اى الكواكب قد اتيت
وقد اختفيت
***************
مازلت تملا خاطرى مثل الاريج خضر
خضر المروج
كهدى اهازيج الرعاة تلمه
كبقية الحلم الذى ينداح
عن صبح بهيج
ومضيت مأخوذا وكنت قد
اختفيت
ومضت ليالى كالشهور فما
ظهرت ولا اتيت
وانا اسائل عنك فى الليل
القمر
وانا افتش فى ابتسامات
الرضا..لك عن اثر
فى كل ركن سعادة لك عن اثر
فى كل نحم خافق
فى كل عطر عابق
فى كل نور دافق
لك عن اثر
حتى لقيتك انت تذكر فى ضحى
من غير ميعاد وغير تعمد
ولمحت وجهك فجاة
وظللت مشدوها بهول المشهد
وتزلزلت روحى ونط القلب
يهتف صائحا
هو نفسه ...هو نفسه
وتفتح
وكأن ليلا اصبح
ووقفت فى ادب وفى فرط احتشام
ومددت كفى بالسلام
لكن كفك فى الطريق ترددت
وتعثرت
وامتد فى عيتيك ظل توجس
وكأنما قتليت حسينا ،او رمت
بالمنجنيق قداسة البيت الحرام
لكننى لم انبس
وخنقت فى صدرى كلام
وحبست فى حلقى ملام
ومضيت مغتاظا الملم مهجتى
والم من فوق التراب كرامتى
واسب يوما كنت تجلس
انت فيه قبالتى
ولكم دعوتك ..كم دعوتك
بيد انك لم تلبى
ما زلت تخشى ان ترى نورى
وتغرق نورك الوضاح فى ارجاء
قلبى
وتخاف لمس اناملى
وتخاف قلبك ان يجيب
تخاف من خطوات حبى
لك ما تشاء ..فلسوف اعلق جنتى
ولسوف اطفئ نورك الخابئ
واوقد شمعتى ..ولسوف اطرد
طيفك المغرور ..انفيه لاقصى بقعة
ولسوف اتركه لتنهشه
مخالب غضبتى
والم من فوق التراب كرامتى
واسب يوما كنت تجلس
انت فيه قبالتى
حتى لقيتك انت تذكر من جديد
فى ذلك الركن القصى
بذلك البلد البعيد
إذ جئت تخطرنحونا
وكأن وجهك يوم عيد
ماذا تريد وهفا الفؤاد
هفا فقمت نهرته
وهتفت ما شأنى به وذجرته
وذكرت انك طالما عذبته واهنته
ولويت راسك يا عنيد
واتيت مبتسما وفى عينيك الوان الحنان
ماذا هناك ؟؟
ومددت كفك بالسلام
لا لم تعد تلقى يداه الاتهام
وتقول كفاه (......)يدى حرام
لا لم يعد
وضممتها ...وضممتها
ورميت قلبى فى ذراعى بهجة
وحمدت يوما كنت تجلس
انت فيه قبالتى