[b]الموروث الثقافي : كيف يكون معاصرا" ...؟؟[/b]
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
[b]الموروث الثقافي : كيف يكون معاصرا" ...؟؟[/b]
الموروث الثقافي يمكن تعريفه على أنه كل أو بعض القيم والعادات .. التقاليد .. الأعراف والتصورات و الرؤى .. وكذلك كل أو بعض السلوكيات والممارسات التي تقوم بها جماعة من البشر وتشكل نمط حياة وأسلوب في التعامل فيما بين أفرادها وما بين الجماعات الأخرى وأفرادها والتمايز فيما بينهم وبينها أفراد وجماعات .
ما يهمنا هنا مما سبق ليس في التعرف على مكونات الموروث بذاتها .. وإنما في التعرف على إشكالية الموروث. وكيف يمكن تجاوزها ... أشكالية الموروث الثقافي هي في تواصل عناصره ومكوناته السلبيه مع غياب أو أهمال العناصر والمكونات الإيجابيه .. فوق هذا ، هناك المشكله المصاحبه له و هي أن الموروث الثقافي ، على هذا النحو ، يشكل عقبه أمام قدرات جماعة ما ، في تعاطيها مع القضايا المعاصره والتي تتطلب تعاملات ومنظومة قيم مختلفه ؛ أنها أشكالية تواصل الماضي في أفعال وممارسات الحاضر، لجماعة ما ، وبما تعكس مخزونا" رئيسيا" للعقليه الآنيه لها و لأفرادها .. هذه العقليه الآنيه في سياق تواصل الموروث السلبي وغياب أوإهمال الإيجابي ، هي مايشكل معضله جماعة ما ، في عدم قدرتها و افرادها على التعاطي مع متطلبات العصر وقضاياه وتحدياته وتداعياته ...
في مجتمعاتنا العربية .. يمكن ملاحظة ورصد عدد من المكونات والعناصر السلبيه المتواصله في الموروث الثقافي .. من ذلك : سيادة الإنفعال .. الإزدواجيه .. العنصرية والنظرة الدونية للآخر .. الإنغلاق .. عدم الإهتمام والسلبية التامة واللامبالاة بالشأن العام .. غياب الطوعيه ،..غياب النقد .. البحث عن المختلفات بين الناس كالجهوية والقبلية والمناطقيه .. التذررفي التفكير والنظر إلى الجزئيات والصغائر وترك الكليات ، والخنوع والخضوع والإستكانه .. التعصب والتشدد بكل أشكاله .. والإنفصام بين عالمين عالم الدنيا وعالم الآخرة .. عدم الحوار.. النظرة الدونية للعمل الجسماني .. الطابع الخطابي الحماسي الدفاعي تعويضا" للنقص .. وغياب الربط بين العله والمعلول أوبين السبب والنتيجه .....الخ.
في المقابل هناك مجموعه من القيم والمكونات الإيجابيه المهمله و / أو المغيبة .. والتي على سبيل المثال لا الحصر نذكر منها التالي : التسامح والدعوه بالحسنى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) الجدل والحوار .. إحترام الآخرين والتعامل حتى مع المختلف .. والمساواه ، والتفكير و التسآؤل ... رفض الظلم والخنوع والإستكانه .. إحترام الكرامه الإنسانية (و لقد كرمنا بني آدم) العفو (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ......الخ.
السؤال هنا هو ؟ لماذا هذا التواصل السلبي للموروث الثقافي بعناصره السليبه وغياب أو تغييب الإيجابي منه ..!؟ قد يرجع السبب الرئيسي إلى وجود قوى ذات مصالح متداخله .. متحالفه .. تاريخيه .. راغبة في تواصل الموروث الثقافي بتلك الصفات .. لإستدامة الوضع القائم أو إ بقاءه على هذا النحو . تلك القوى المهيمنه هي تحالفات ، دينيه ، سياسيه ، إجتماعيه ، زاعمةً صلاحية الموروث وأحتوائه على كل شيء ....
ما يُعاد إحياءه حاليا" في بعض مجتمعاتنا العربيه وخاصه الخليجيه منها هو إعادة إنتاج للعناصر السلبيه للموروث الثقافي المحلي .. من ذلك نلاحظ ما يحتفى به في تزايد العديد من برامج بعض القنوات الفضائيه في إعادة ثقافة التصحر كما في مزايين الإبل .. و شاعر المليون ،..والمهرجانات التراثيه الشكليه والتنافس فيما بينها .. عاكسة في تمظهراتها إبرازا" للنعره القبليه والتشدد والتي تقود في غالبها إلى سيرورات وصيرورات غير واعيه.. مولدة عدم قدرة الجماعة المعنية ( أو أية جماعة أخرى موازية ) وأفرادها على التعاطي الملائم مع التحديات ومطلب المتغيرات الجارية ......
المبتغي هنا هو في كيفية تجاوز تلك الإشكاليه في الموروث الثقافي . حيث لايمكن أتمام عملية التجاوز بطريقة ميكانيكة بغربلة الموروث .. و رمي ما لانرغب في التواصل معه .. أوالحفاظ على الجزء المرغوب فيما نريد التواصل معه .. فإن عملية التجاوز يمكن أن تتم بطريقتين متوازيتين ومتزامنتين : واحدة من داخل الموروث و الأخرى من خارجه ..
من داخل الموروث : تجديد الموروث من خلال إعادة إحياء المهمل والمغيب فيه من قيم وممارسات إيجابيه أبرازا" لمكوناته الإيجابيه وما يحويه من قيم إنسانيه تقدمية .. كالتسامح .. التقوى .. الزهد .. والعدل و المساواه .. الصفح .. العفو .. التواضع .. والجدل .. والحوار .. والنظر .. والتفكير ...
من خارج الموروث : إدخال قيم وممارسات من ثقافات أخرى .. ذات طابع إنساني ومعاصر .. وفي الغالب تتلاقى مع العناصر الإيجابية للموروث الثقافي و لا تتعارض معها .. ومنها : الحوار وقبول الرأي الأخر .. والتعدد .. والتنوع .. والنقد .. والطوعية .. والمساواه .. والمواطنه .. وإحترام حقوق الإنسان...الخ .
أما وسائل تحقيق كل من الطريقتين فتتم من خلال التالي :
1- تجديد الخطاب الديني : تعدد و تنوع وإنفتاح القراءات بما يلبي حاجات العصر والتقدم والتغيير الإجتماعي ، كما كانت تفعل قديما" تقدميه تماشت مع عصرها الذي نشأت فيه .
2- سن تشريعات وقوانين بحيث تتكون بيئة قانونية حاضنة رافعة لتلك القيم والممارسات الإيجابيه قديمها وحديثها .
3- في سياق ما تقدم من التشريعات و القوانين ، الأمر يتطلب إطلاق قيام مؤسسات المجتمع المدني .
4- و في سياق كل ماتقدم الحاجه الى سياسات تثقيفيه وتربويه على مستوى التعليم ( المدارس / الجامعات / المؤسسات التعليميه) .. التجمعات ، المساجد ، والأسره ، والحاجه إلى دورالإعلام والوسائط الإعلاميه .. والمؤتمرات .. والندوات .. والحوارات بإعتبارها و سائط لإتمام و نشر و تعميم لموروث ثقافي معاصر في قيمه و ممارسته الإيجابية الحيوية قديمة و حديثة . و في الوقت عينه يتطلب الأمر سياسات و ممارسات في سياق تلك الوسائل و الوسائط تقلل من التشديد على الجوانب و المكونات السلبية للموروث الثقافي ...
تلك العمليات المتوازية . إذا ما حدثت .. ستحقق سيروره يتم من خلالها إقصاء تدريجي للعناصر السلبيه وإحياء و إدخال للعناصر الإيجابيه للموروث الثقافي ذات البعد الإنساني . كل هذا يمكن أن يحدث دون حاجة للإزاحات الفوريه .. إذ هي أصلا" على النحو الفوري تبدو مستحيلة وصعبة . بل تتم بتراكم تدريجي لوعي يُمكن من التحول الثقافي ليكون في غالبه ومكوناته و قيمه داعما" لسلوك وممارسات تُعين على التعامل السليم مع المعطيات و القضايا و التحديات المعاصره.. عندها يكون الموروث الثقافي موروثا" معاصرا" ....!
ما يهمنا هنا مما سبق ليس في التعرف على مكونات الموروث بذاتها .. وإنما في التعرف على إشكالية الموروث. وكيف يمكن تجاوزها ... أشكالية الموروث الثقافي هي في تواصل عناصره ومكوناته السلبيه مع غياب أو أهمال العناصر والمكونات الإيجابيه .. فوق هذا ، هناك المشكله المصاحبه له و هي أن الموروث الثقافي ، على هذا النحو ، يشكل عقبه أمام قدرات جماعة ما ، في تعاطيها مع القضايا المعاصره والتي تتطلب تعاملات ومنظومة قيم مختلفه ؛ أنها أشكالية تواصل الماضي في أفعال وممارسات الحاضر، لجماعة ما ، وبما تعكس مخزونا" رئيسيا" للعقليه الآنيه لها و لأفرادها .. هذه العقليه الآنيه في سياق تواصل الموروث السلبي وغياب أوإهمال الإيجابي ، هي مايشكل معضله جماعة ما ، في عدم قدرتها و افرادها على التعاطي مع متطلبات العصر وقضاياه وتحدياته وتداعياته ...
في مجتمعاتنا العربية .. يمكن ملاحظة ورصد عدد من المكونات والعناصر السلبيه المتواصله في الموروث الثقافي .. من ذلك : سيادة الإنفعال .. الإزدواجيه .. العنصرية والنظرة الدونية للآخر .. الإنغلاق .. عدم الإهتمام والسلبية التامة واللامبالاة بالشأن العام .. غياب الطوعيه ،..غياب النقد .. البحث عن المختلفات بين الناس كالجهوية والقبلية والمناطقيه .. التذررفي التفكير والنظر إلى الجزئيات والصغائر وترك الكليات ، والخنوع والخضوع والإستكانه .. التعصب والتشدد بكل أشكاله .. والإنفصام بين عالمين عالم الدنيا وعالم الآخرة .. عدم الحوار.. النظرة الدونية للعمل الجسماني .. الطابع الخطابي الحماسي الدفاعي تعويضا" للنقص .. وغياب الربط بين العله والمعلول أوبين السبب والنتيجه .....الخ.
في المقابل هناك مجموعه من القيم والمكونات الإيجابيه المهمله و / أو المغيبة .. والتي على سبيل المثال لا الحصر نذكر منها التالي : التسامح والدعوه بالحسنى ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) الجدل والحوار .. إحترام الآخرين والتعامل حتى مع المختلف .. والمساواه ، والتفكير و التسآؤل ... رفض الظلم والخنوع والإستكانه .. إحترام الكرامه الإنسانية (و لقد كرمنا بني آدم) العفو (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ......الخ.
السؤال هنا هو ؟ لماذا هذا التواصل السلبي للموروث الثقافي بعناصره السليبه وغياب أو تغييب الإيجابي منه ..!؟ قد يرجع السبب الرئيسي إلى وجود قوى ذات مصالح متداخله .. متحالفه .. تاريخيه .. راغبة في تواصل الموروث الثقافي بتلك الصفات .. لإستدامة الوضع القائم أو إ بقاءه على هذا النحو . تلك القوى المهيمنه هي تحالفات ، دينيه ، سياسيه ، إجتماعيه ، زاعمةً صلاحية الموروث وأحتوائه على كل شيء ....
ما يُعاد إحياءه حاليا" في بعض مجتمعاتنا العربيه وخاصه الخليجيه منها هو إعادة إنتاج للعناصر السلبيه للموروث الثقافي المحلي .. من ذلك نلاحظ ما يحتفى به في تزايد العديد من برامج بعض القنوات الفضائيه في إعادة ثقافة التصحر كما في مزايين الإبل .. و شاعر المليون ،..والمهرجانات التراثيه الشكليه والتنافس فيما بينها .. عاكسة في تمظهراتها إبرازا" للنعره القبليه والتشدد والتي تقود في غالبها إلى سيرورات وصيرورات غير واعيه.. مولدة عدم قدرة الجماعة المعنية ( أو أية جماعة أخرى موازية ) وأفرادها على التعاطي الملائم مع التحديات ومطلب المتغيرات الجارية ......
المبتغي هنا هو في كيفية تجاوز تلك الإشكاليه في الموروث الثقافي . حيث لايمكن أتمام عملية التجاوز بطريقة ميكانيكة بغربلة الموروث .. و رمي ما لانرغب في التواصل معه .. أوالحفاظ على الجزء المرغوب فيما نريد التواصل معه .. فإن عملية التجاوز يمكن أن تتم بطريقتين متوازيتين ومتزامنتين : واحدة من داخل الموروث و الأخرى من خارجه ..
من داخل الموروث : تجديد الموروث من خلال إعادة إحياء المهمل والمغيب فيه من قيم وممارسات إيجابيه أبرازا" لمكوناته الإيجابيه وما يحويه من قيم إنسانيه تقدمية .. كالتسامح .. التقوى .. الزهد .. والعدل و المساواه .. الصفح .. العفو .. التواضع .. والجدل .. والحوار .. والنظر .. والتفكير ...
من خارج الموروث : إدخال قيم وممارسات من ثقافات أخرى .. ذات طابع إنساني ومعاصر .. وفي الغالب تتلاقى مع العناصر الإيجابية للموروث الثقافي و لا تتعارض معها .. ومنها : الحوار وقبول الرأي الأخر .. والتعدد .. والتنوع .. والنقد .. والطوعية .. والمساواه .. والمواطنه .. وإحترام حقوق الإنسان...الخ .
أما وسائل تحقيق كل من الطريقتين فتتم من خلال التالي :
1- تجديد الخطاب الديني : تعدد و تنوع وإنفتاح القراءات بما يلبي حاجات العصر والتقدم والتغيير الإجتماعي ، كما كانت تفعل قديما" تقدميه تماشت مع عصرها الذي نشأت فيه .
2- سن تشريعات وقوانين بحيث تتكون بيئة قانونية حاضنة رافعة لتلك القيم والممارسات الإيجابيه قديمها وحديثها .
3- في سياق ما تقدم من التشريعات و القوانين ، الأمر يتطلب إطلاق قيام مؤسسات المجتمع المدني .
4- و في سياق كل ماتقدم الحاجه الى سياسات تثقيفيه وتربويه على مستوى التعليم ( المدارس / الجامعات / المؤسسات التعليميه) .. التجمعات ، المساجد ، والأسره ، والحاجه إلى دورالإعلام والوسائط الإعلاميه .. والمؤتمرات .. والندوات .. والحوارات بإعتبارها و سائط لإتمام و نشر و تعميم لموروث ثقافي معاصر في قيمه و ممارسته الإيجابية الحيوية قديمة و حديثة . و في الوقت عينه يتطلب الأمر سياسات و ممارسات في سياق تلك الوسائل و الوسائط تقلل من التشديد على الجوانب و المكونات السلبية للموروث الثقافي ...
تلك العمليات المتوازية . إذا ما حدثت .. ستحقق سيروره يتم من خلالها إقصاء تدريجي للعناصر السلبيه وإحياء و إدخال للعناصر الإيجابيه للموروث الثقافي ذات البعد الإنساني . كل هذا يمكن أن يحدث دون حاجة للإزاحات الفوريه .. إذ هي أصلا" على النحو الفوري تبدو مستحيلة وصعبة . بل تتم بتراكم تدريجي لوعي يُمكن من التحول الثقافي ليكون في غالبه ومكوناته و قيمه داعما" لسلوك وممارسات تُعين على التعامل السليم مع المعطيات و القضايا و التحديات المعاصره.. عندها يكون الموروث الثقافي موروثا" معاصرا" ....!
الحاج عبدالرازق الحاج الب- نشط مميز
رد: [b]الموروث الثقافي : كيف يكون معاصرا" ...؟؟[/b]
اشكرك اخي على الموضوع الشيق والجميل اتمنى ان يهتم الجميع بالموروث الثقافي من اجل تفعيل وتنشيط هذا الدور المعهم لنا شكرا للموضوع الحيوي اتمنى ان تواصل في الكتابة
محمد النو- نشط مميز
مواضيع مماثلة
» تفعيل الدور الثقافي والاجتماعي في الحباك
» عندما تتوشح الملاعب "الخضراء"بـ "السواد"
» الملحق الثقافي السعودي » : يجب ابتعاث الطلاب إلى الدول الأكثر تطوراً لتلقي تعليم متقدم والحصول على مخرجات علمية جيدة.
» قد يكون قدرنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
» كيف يكون الحال
» عندما تتوشح الملاعب "الخضراء"بـ "السواد"
» الملحق الثقافي السعودي » : يجب ابتعاث الطلاب إلى الدول الأكثر تطوراً لتلقي تعليم متقدم والحصول على مخرجات علمية جيدة.
» قد يكون قدرنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
» كيف يكون الحال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى