براقش الافريقية!!!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
براقش الافريقية!!!
بَرَاقشُ .. الأَفريقيَّة! ...
كمال الجزولي
الاثنين
حين أطلق سراح نلسون مانديلا، في الحادي عشر من فبراير عام 1990م، بعد سبع وعشرين سنة من الصمود الأسطوري بين جدران الزنزانة رقم (46664)، بسجن روبن آيلاند بجنوب أفريقيا، كنا مجموعة معتقلين سياسيين نقضي فترة اعتقال متطاولة بسجن بورسودان العمومي، فتلقفنا الخبر، من جهاز تلفاز عتيق كان وسيلتنا الوحيدة للتواصل مع العالم (الحارجي!)، كأننا نتلقف خبر إطلاق سراحنا نحن أنفسنا، و .. حقاً "لا يعرف (السّجن) إلا من يكابده"!
وُلد مانديلا بترانسكاي بجنوب أفريقيا، في 18/7/1918م. وفي 1930م التحق بمدرسة داخليَّة لتلقي تعليمه العام، قبل أن يبدأ في التحضير للبكالوريوس من جامعة (فورت هار). لكنه ما لبث أن فصل، مع رفيقه أوليفر تامبو، عام 1940م، لاشتراكهما في إضراب طلابي، فاضطرَّ لمواصلة دراسته بالمراسلة، حتى تأهَّل للالتحاق بكليَّة القانون بجامعة (ويتواتر ساند).
في الرَّابعة والعشرين التحق مانديلا بـ (المؤتمر الوطني الأفريقي ANC)، الذي كان يناضل، وقتها، ضد سياسات (الفصل العنصري)، خصوصاً بعد صعود الحزب القومي إلى سدة الحكم، مع خواتيم أربعينات القرن المنصرم، والذي تشدَّد في منع السُّود من المشاركة في الحياة السّياسيَّة، وحرمانهم من إدارة شئون بلادهم، وتجريدهم من ممتلكاتهم، وتهجيرهم من مقاطعاتهم، وانتهاك قيمهم ومقدَّساتهم القبليَّة!
كان المؤتمر يدعو، أوَّل أمره، للمقاومة السّلميَّة. لكنه، بعد حظر الحركات المناهضة للعنصريَّة، في عقابيل حادثة إطلاق النار المشهورة على المتظاهرين عام 1960م، اعتمد المقاومة المسلحة، فأصبح مانديلا، في 1961م، قائداً لجناحه العسكري. وفي أغسطس 1962م حوكم بالسّجن خمس سنوات بتهمة السَّفر غير القانوني، والتدبير لإضراب. ثمَّ حوكم، في 1964م، بالسّجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لعمل مسلح. ومن ذلك الحين أضحت المطالبة بإطلاق سراحه بنداً ثابتاً في جدول أعمال الحركة العالميَّة المناضلة من أجل السَّلام والتحرُّر والديموقراطيَّة، وأصبح هو رمزاً ملهماً للصُّمود والبسالة والتضحية، لا بالنسبة لشعبه، فحسب، وإنما بالنسبة لكلّ الشُّعوب المكافحة ضد الاستعمار والقهر، ولمحبي الحريَّة والعدل كافة!
ويوم إطلاق سراحه ذاك حيَّيته بقصيدة أسميتها (بهاء)، أقول فيها:
[سبعٌ وعشرونَ سنةْ
قطرةً
قطرةً
تحلَّبَتْ،
من ضِرعِ أفريقيا،
على
ملايينِ الشّفاهِ
السَّاكِنةْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
تفتحُ الكواكِبُ
أكمامَها،
في المجرَّاتِ،
كلَّ يومٍ،
ثمَّ تختفي،
ساحِبةً ظلالها الخريفيَّةَ،
كالمجاريفِ،
فوقَ
جبينِك
المديدْ،
والخناجِرُ ،
تحتَ المعاطفِ
والقُبُّعاتِ،
تسطعُ،
لحظةً
منْ
بعدِ
لحظةٍ،
لتنطفي،
وأنتَ،
وحدُكَ أنتَ،
نشعُ القرنفلِ في ..
رئةِ
المدارِ
البعيدْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ !
فلا الغيومُ
عَتَّمَتْ بهاءَكَ،
يا سيِّدَ
البهاءِ،
في احتقاناتِها الآسِنةْ،
ولا الخناجرُ،
مَرَّةً،
حَزَّتْ ..
معابرَ الشُّهداءِ فيكَ،
من
الوريدِ
إلى
الوريدْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
منذُ الملوك في ..
أقمِطةِ
الطفولةْ،
والجَّنَرالات العُتاةُ،
بعدُ،
في الأسِرَّةِ
المُبَلَّلََةْ،
يوعدونَ بالإماءِ
ـ قبلَ عُتوِّهِم ـ
وبالعبيدِ،
وبالممالكِ المُزَلَّلَةْ،
حينذاكَ كانت البطولةْ،
تقرعُ ،
وحدها،
دونَ
مارشٍ
عسكريّ
ولا هُتافاتٍ مُجَلْجِلَةْ،
بَوَّابةَ الرُّعبِ،
في صمتِهِ
المُوحِشِ،
والزَّلْزَلةْ،
راسمةً،
بالقبضةِ
اليُمنى،
على الفضاءِ:
لا،
وناثرةً،
بالقبضةِ
اليُسرى،
رذاذَ الصحوِ ..
في
كُلِّ
العيونِ
الذَّاهِلةْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
من قبلِ أن يصيرَ كلُّ صنمٍ
ملِكاً متوَّجاً،
وكلُّ جَنَرالٍ تميمةً من النُّحاسِ ..
والأحزمةِ
المُلوَّنةْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
آهِ، أيَّتُها الجّباهْ،
ترفَّعي
ترفَّعي
كفى خُنوعاً راكِعاً ..
وذلَّةً
ومَسْكَنَةْ،
فكم مليكٍ،
من الشَّمعِ،
زيَّنَ الذلُّ مجدَهُ الشَّمعيَّ،
وكم إلهْ ..
شيَّدَ الركوعُ الطويلُ
عَرشَهُ
ـ من العَجْوَة ِـ
فوقَ تماوُجِ الغاباتِ
وفى مصبَّاتِ المياهْ،
وكم جيفةٍ ..
ضمَّخها الخنوعُ المُرُّ
بالعُطورِ،
حتى
تبخَّرت العُطورُ
رُوحاً
وبدنَا،
فأنْتَنَتْ،
كما في أصلِها
كانتْ
تفوحُ
نتنَا!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
قطرةً
قطرةً
تحلَّبَتْ ،
على
ملايينِ الشِّفاهِ
السَّاكِنةْ]!
***جزء من روزنام الاريب الاديب كمال الجزولي مهداة للاخ طارق مع التحية
كمال الجزولي
الاثنين
حين أطلق سراح نلسون مانديلا، في الحادي عشر من فبراير عام 1990م، بعد سبع وعشرين سنة من الصمود الأسطوري بين جدران الزنزانة رقم (46664)، بسجن روبن آيلاند بجنوب أفريقيا، كنا مجموعة معتقلين سياسيين نقضي فترة اعتقال متطاولة بسجن بورسودان العمومي، فتلقفنا الخبر، من جهاز تلفاز عتيق كان وسيلتنا الوحيدة للتواصل مع العالم (الحارجي!)، كأننا نتلقف خبر إطلاق سراحنا نحن أنفسنا، و .. حقاً "لا يعرف (السّجن) إلا من يكابده"!
وُلد مانديلا بترانسكاي بجنوب أفريقيا، في 18/7/1918م. وفي 1930م التحق بمدرسة داخليَّة لتلقي تعليمه العام، قبل أن يبدأ في التحضير للبكالوريوس من جامعة (فورت هار). لكنه ما لبث أن فصل، مع رفيقه أوليفر تامبو، عام 1940م، لاشتراكهما في إضراب طلابي، فاضطرَّ لمواصلة دراسته بالمراسلة، حتى تأهَّل للالتحاق بكليَّة القانون بجامعة (ويتواتر ساند).
في الرَّابعة والعشرين التحق مانديلا بـ (المؤتمر الوطني الأفريقي ANC)، الذي كان يناضل، وقتها، ضد سياسات (الفصل العنصري)، خصوصاً بعد صعود الحزب القومي إلى سدة الحكم، مع خواتيم أربعينات القرن المنصرم، والذي تشدَّد في منع السُّود من المشاركة في الحياة السّياسيَّة، وحرمانهم من إدارة شئون بلادهم، وتجريدهم من ممتلكاتهم، وتهجيرهم من مقاطعاتهم، وانتهاك قيمهم ومقدَّساتهم القبليَّة!
كان المؤتمر يدعو، أوَّل أمره، للمقاومة السّلميَّة. لكنه، بعد حظر الحركات المناهضة للعنصريَّة، في عقابيل حادثة إطلاق النار المشهورة على المتظاهرين عام 1960م، اعتمد المقاومة المسلحة، فأصبح مانديلا، في 1961م، قائداً لجناحه العسكري. وفي أغسطس 1962م حوكم بالسّجن خمس سنوات بتهمة السَّفر غير القانوني، والتدبير لإضراب. ثمَّ حوكم، في 1964م، بالسّجن مدى الحياة بتهمة التخطيط لعمل مسلح. ومن ذلك الحين أضحت المطالبة بإطلاق سراحه بنداً ثابتاً في جدول أعمال الحركة العالميَّة المناضلة من أجل السَّلام والتحرُّر والديموقراطيَّة، وأصبح هو رمزاً ملهماً للصُّمود والبسالة والتضحية، لا بالنسبة لشعبه، فحسب، وإنما بالنسبة لكلّ الشُّعوب المكافحة ضد الاستعمار والقهر، ولمحبي الحريَّة والعدل كافة!
ويوم إطلاق سراحه ذاك حيَّيته بقصيدة أسميتها (بهاء)، أقول فيها:
[سبعٌ وعشرونَ سنةْ
قطرةً
قطرةً
تحلَّبَتْ،
من ضِرعِ أفريقيا،
على
ملايينِ الشّفاهِ
السَّاكِنةْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
تفتحُ الكواكِبُ
أكمامَها،
في المجرَّاتِ،
كلَّ يومٍ،
ثمَّ تختفي،
ساحِبةً ظلالها الخريفيَّةَ،
كالمجاريفِ،
فوقَ
جبينِك
المديدْ،
والخناجِرُ ،
تحتَ المعاطفِ
والقُبُّعاتِ،
تسطعُ،
لحظةً
منْ
بعدِ
لحظةٍ،
لتنطفي،
وأنتَ،
وحدُكَ أنتَ،
نشعُ القرنفلِ في ..
رئةِ
المدارِ
البعيدْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ !
فلا الغيومُ
عَتَّمَتْ بهاءَكَ،
يا سيِّدَ
البهاءِ،
في احتقاناتِها الآسِنةْ،
ولا الخناجرُ،
مَرَّةً،
حَزَّتْ ..
معابرَ الشُّهداءِ فيكَ،
من
الوريدِ
إلى
الوريدْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
منذُ الملوك في ..
أقمِطةِ
الطفولةْ،
والجَّنَرالات العُتاةُ،
بعدُ،
في الأسِرَّةِ
المُبَلَّلََةْ،
يوعدونَ بالإماءِ
ـ قبلَ عُتوِّهِم ـ
وبالعبيدِ،
وبالممالكِ المُزَلَّلَةْ،
حينذاكَ كانت البطولةْ،
تقرعُ ،
وحدها،
دونَ
مارشٍ
عسكريّ
ولا هُتافاتٍ مُجَلْجِلَةْ،
بَوَّابةَ الرُّعبِ،
في صمتِهِ
المُوحِشِ،
والزَّلْزَلةْ،
راسمةً،
بالقبضةِ
اليُمنى،
على الفضاءِ:
لا،
وناثرةً،
بالقبضةِ
اليُسرى،
رذاذَ الصحوِ ..
في
كُلِّ
العيونِ
الذَّاهِلةْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
من قبلِ أن يصيرَ كلُّ صنمٍ
ملِكاً متوَّجاً،
وكلُّ جَنَرالٍ تميمةً من النُّحاسِ ..
والأحزمةِ
المُلوَّنةْ!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
آهِ، أيَّتُها الجّباهْ،
ترفَّعي
ترفَّعي
كفى خُنوعاً راكِعاً ..
وذلَّةً
ومَسْكَنَةْ،
فكم مليكٍ،
من الشَّمعِ،
زيَّنَ الذلُّ مجدَهُ الشَّمعيَّ،
وكم إلهْ ..
شيَّدَ الركوعُ الطويلُ
عَرشَهُ
ـ من العَجْوَة ِـ
فوقَ تماوُجِ الغاباتِ
وفى مصبَّاتِ المياهْ،
وكم جيفةٍ ..
ضمَّخها الخنوعُ المُرُّ
بالعُطورِ،
حتى
تبخَّرت العُطورُ
رُوحاً
وبدنَا،
فأنْتَنَتْ،
كما في أصلِها
كانتْ
تفوحُ
نتنَا!
سبعٌ وعشرونَ سنةْ!
قطرةً
قطرةً
تحلَّبَتْ ،
على
ملايينِ الشِّفاهِ
السَّاكِنةْ]!
***جزء من روزنام الاريب الاديب كمال الجزولي مهداة للاخ طارق مع التحية
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: براقش الافريقية!!!
بعد تقاعده في 1999 تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم. كان له كذلك عدد من الأراء المثيرة للجدل في الغرب مثل أراءه في القضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، وغيرها.في يونيو 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو الـ 85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والإنتقال، كما أنه فضل أن يقضي ما تبقى من عمرة بين عائلته.
في 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.وتزامناً مع يوم ميلاده التسعين في يوليو 2008 أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.
دكتورة شكراً على النافذه الممتلئة بالوطنية وروح الإبـــاء....في 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.وتزامناً مع يوم ميلاده التسعين في يوليو 2008 أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.
"آهِ، أيَّتُها الجّباهْ،
ترفَّعي
ترفَّعي
كفى خُنوعاً راكِعاً ..
وذلَّةً
ومَسْكَنَةْ،
فكم مليكٍ،
من الشَّمعِ،
زيَّنَ الذلُّ مجدَهُ الشَّمعيَّ،"
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: براقش الافريقية!!!
في يوليو 2008 أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية.
سبحان الله
سبحان الله
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
مواضيع مماثلة
» جنت على نفســها براقش
» على نفسها جنت (براقش الوطني )
» ما هي قصة المثل : وجنت على نفسها براقش ....
» اسعداد مبكر لقمة السودان الافريقية
» فريق زريبة العيش خارج المنافسات الافريقية
» على نفسها جنت (براقش الوطني )
» ما هي قصة المثل : وجنت على نفسها براقش ....
» اسعداد مبكر لقمة السودان الافريقية
» فريق زريبة العيش خارج المنافسات الافريقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى