إفلاس مخزون الخطاب الإنقاذوي و الإنحطاط الشديد

إفلاس مخزون الخطاب الإنقاذوي و الإنحطاط الشديد

علي الكرار
alialkarar_33@yahoo.com

يحكى أن عصفورا سقط على الثلج من هول البرد و صار على شفير الموت فإذا ببقرة تعلف بالجوار رمت بروثها الدافي على العصفور فدب فيه الدفء و أخذ يفرفر للتخلص من الروث و إذ بقط يرصد الفرفرة فيزيح الروث و يلتهم العصفور.
مغزى القصة: ( ليس كل من يرمي بأدرانه علينا بعدو و ليس كل من يزيحها عنا بصديق.)
ظللنا طوال العشرين السنة الفائتة - و موعودين بربع قادم لا محالة - نتمرغ في برد الفساد المقنن و المحمي بكل أجهزة الدولة بدءا من الشرطة مرورا بالأجهزة التشريعية و التنفيذية و إنتهاء بالقضاء حتى بدا أن الإنقاذيين بل مدعيي الإنقاذ معصومين من الأخطاء السياسية بدليل بقاء صفحاتهم بلا مساس طوال العقدين الماضيين برغم ما بدا عليهم من ثراء عجزنا نحن أن نحقق واحد في المائة مما هم فيه و بالجانب الآخر تشتكي سجون السودان بالغارمين في دولة الزكاة و المرضى الذين وجدوا إعلانهم في صفحات الصحف أكثر تفاعلا مع زكاة أختزلت مصارفها الثمانية في العاملين عليها
و حتى رجال الإفتاء الذين خرج البشير على إفتاءهم بعدم جواز سفره للخارج بعد ما صدر أمر توقيفه من المحكمة الدولية لم يروا ضرورة
لإصدار فتوى واحدة تروي الظمأ الروحي لدى الشعب السوداني حيال الفساد و إهدار المال العام و لا تراهم يمرون على مبدأ من أين لك هذا إلا مرور الكرام لأنهم يدركون إن فعلوا سوف لن تقوم لهم قائمة.
إلى اين ينحدر بنا الخطاب الأنقاذوي ...وا محجوباه
عواليق ...ما يشرب مويتنا و ما يمشي في زلطنا و ما يشغل كهربتنا ....جلد كديس ,..يلحس كوعو ... أي زول خارج المؤتمر الوطني ما عندو قيمة و لا يساوي أي شيء ... المغترب كان بشحد غدا يهتف الشعب السوداني لحكومة المؤتمر الوطني الراكوبة الراكوبة الراكوبة و قطعا ليست راكوبتنا هذه بل تلك الراكوبة الآيلة للسقوط.
رسالة للدكتور كامل إدريس للأسف أيها الدكتور الهمام لن تفوز... برنامجك الإنتخابي كان علميا و موضوعيا بدرحة الإمتياز لذلك لن تفوز
أنت لم ترقص لذلك لن تفوز ...أنت لم تكذب لذلك لن تفوز ...أنت لم تستخدم لغة شوارعية منحطة لذلك لن تفوز ... أنت لست صاحب عقلية عسكرية لذلك لن تفوز
أنت لم تحدثك نفسك بشراء ذمم المفوضية بثمن بخس دراهم معدودات لذلك لن تفوز
أنت لم تنافق ...لم تهتف هي لله هي لله لا للسلطة و لا للجاه ..لذلك لن تفوز ... أنت لا تشير إليك سبابة المحكمة الدولية بتجريم لذلك لن تفوز ... أنت لم تفرط في حلايب لذلك لن تفوز ... و لكن سلواك و سلوانا بيت الشعر
و النجم تستصغر الأبصار صورته و الذنب للعين لا للنجم في الصغر
سلوانا أن بالسودان من هم مثلك ...سلوانا أن الـ 01% الذين صوتوا لك لم يساقوا سوقا لصناديق الإقتراع بل صوتوا لك من عقولهم قبل قلوبهم .... و لكن أيها الدكتور الهمام إليك بنبوءتي:
غدا عندما يعلن فوز البشير المؤكد بنسبة (99.99%) سيتصل بك و يعطيك من طرف اللسان حلاوة و يلعب معك أوراقه بخبرة و احد و عشرين عاما ...سيقول لك بدهاء يتغلفه خبث إنك إبن السودان البار و أن السودان في حاجة إليك و لذلك عليك القبول بمنصب كبييييييير ....سيقول لك بأنه بصدد أن يكوّن حكومة عريضة ... و يريد أن يفيد السودان من خبراتك ...قل له ما قالت بلقيس ( ما كنت قاطعة أمرا حتى تشيرون) و نحن الذين صوتنا لك سنشير ... سيشير لك الضمير السوداني و شرفاء السودان بألا تتدنس ...
هم لا يريدونك مغردا لوحدك في رياض الأخلاق السامية ...إنهم يريدونك عوّاء فاحش اللسان خبيث الكلمة ...كذلك يريدونك لإقامة الحجة على الملأ بأن لا كريم و تستوي عندهم كفتا الميزان ليعودوا بالرضا و لكن
تبـّا لأيام نطق بومها و صار بلبلها رهين سكات
لسنا أوصياء عليك و لا قيمين و لكن بما أننا صوتنا لك فإليك بما نرى:
لا نريدك ثم لا نريدك أن تقبل بأي منصب و إلا فأنت منهم و حاشاك
لست منهم بالعيش فيهم و لكن معدن الذهب و الرغام
بالأمس القريب فقدنا سوار الذهب ولم يعد يتقلد إحترام الشعب السوداني ...و فقدنا معه البروفسير الحبر نور الدائم القائل أمام حشد جماهيري بأن البشير خير من يخدم الإسلام! و فقدنا و فقدنا و فقدنا و فقدنا الكثير لكنا نريدك تبقى لنا مدّخرا ... لا نريدك أن تبقى بقاء من لا حراك له ... نريدك غيثا بعد أربعة سنوات عجاف ... و نعدك بصبر العشرين سنة التي ولت و إن لم يكن صبرنا إختيارا فليكن إضطرارا لأربع سنوات قادمات لتشرق بعدها شمس جديدة ...عهد لم يرضع من ثدي الحزبية الضيقة و لا العسكرية المتخلفة البغيضة... لتأخذ بأيدي شباب واعد يضع ثقته و حبه بين يديك لأجل سودان يستحق من يحكمه