الأحزاب المنسحبة تلوح بعدم المشاركة في وليمة المطلقة ....

بدا أداء المعارضة السودانية وسلوكها السياسي قبل وأثناء الانتخابات الحالية مثارا للتندر من طرف قواعدها بسبب ترددها والتباس مواقفها.
وبينما يرى محللون أن "غياب الديمقراطية" لأكثر من عقدين مسؤول عن بعض ما تعانيه، يصر أخواننا في المعارضة والمنسحبين على أن "سياسات المؤتمر الوطني الإقصائية وممارساته في التزوير" هي المسؤولة عن كل ذلك.
أظهرت كل القوى المعارضة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي تماسكها القوي في جوبا بتعاهدها على العمل من أجل "تحول ديمقراطي وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات"، واعتباره شرطا وحيدا لمشاركتها في الانتخابات الحالية، بات واضحا أنها تفرقت وأن لقاء جوبا ذاك أضحى من الماضي.
فعلى سبيل المثال، أعلن حزب الأمة القومي -بزعامة الصادق المهدي- مشاركته في الانتخابات بمختلف مستوياتها من رئاسية وبرلمانية وولائية، ثم عاد وانسحب من معمعة الحملة الانتخابية، معلنا أنه اتفق مع المعارضة على شروط معينة للمشاركة، ثم أعلن أن 80% من الشروط التي قدمها منفردا تحققت، في إشارة إلى أنه بات قاب قوسين أو أدنى من المشاركة، قبل أن يعلن فجأة أنه قرر المقاطعة نهائيا.
هذا المشهد كان اختزالا لحالة تردد وتذبذب عاشتها أحزاب المعارضة السودانية في الأيام الماضية، فالحزب الاتحادي الديمقراطي/الأصل -بزعامة محمد عثمان الميرغني- أعلن ترشحه بداية ثم ما لبث أن شاعت تسريبات قوية بمقاطعته للرئاسات ومشاركته في باقي المستويات الانتخابية، ثم ما فتئ أن أعلن استمرار مرشحه حاتم السر في المنازلة الانتخابية.
وبعد يومين من بدء الاقتراع –ووسط شائعات لا تنقطع عن قرب انسحابه وعن وجود خلافات داخله- صدرت أوامر، بحسب العديد من المصادر، بسحب مندوبي الحزب من مراكز الاقتراع، وفسخ عقود باستئجار سيارات لنقل أنصاره لتلك المراكز، غير أن الحزب عاد في يوم الثلاثاء ليؤكد استمراره في المنازلة.
الناجون من " عملية التردد والتأرجح و المزاجية " في انتخابات السودان هذه هو الحزب الشيوعي –بزعامة محمد إبراهيم نقد- الذي أعلن منذ اليوم الأول مقاطعته لها، وكذلك المؤتمر الشعبي -بزعامة حسن الترابي- الذي قرر البقاء فيها إلى آخر نفس.
أنا اتحدث عن واقع سياسي سوداني مرهق جداً , , فلكل من أطياف تلك المعارضة "أهدافه الخاصة" و"كل منها يسعى لمصالحه الخاصة، وما يفرق بينها أكثر بكثير مما يجمعها"، وذلك -بحسبه- ما استحال معه أن تتوحد في مواجهة الرئيس عمر حسن البشير. إن المعارضة "مرتبكة". "غياب الديمقراطية لأكثر من 20 عاما ضعضع بنيانها السياسي وأبقى مسافة كبيرة بين قياداتها وقواعدها"، وهو ما يؤدي في أحيان لأن تخطئ القيادة فهم ما تريده القاعدة، ومن هنا يبدو التردد والتجاذب أحيانا بين ما يريده كل من هذا وذاك.
الأحزاب المعارضة المنسحبة وموقفها من المؤتمر الوطني :
لماذا يرفضون ؟ هل خوفاً من الوصاية تحت برنامج المؤتمر؟ ألا يلتقون في البرامج وخاصة الأمة , الاتحادي , والأحزاب ذات الطابع الإســلامي ؟ أم هو الخوف من إطلاق جملة " إنتهازيون شرعيون " .....؟
قراءتي بدقة للأحداث :-
إن المعارضة المنسحبة تحمل حزب المؤتمر الوطني الحاكم كل ما لحق بها جراء "سياساته الإقصائية" و"ممارساته غير الديمقراطية".وفي حديث للجزيرة نت يبرر مبارك الفاضل رئيس حزب الأمة/الإصلاح والتجديد -الذي ترشح للرئاسة ثم ما لبث أن انسحب- ما بدا ترددا من قبل المعارضة بأن "التعاطي السياسي ليس مسألة إغلاق زر أو فتحه". ويقول إن "ما بدت عليه العملية الانتخابية من تزوير أظهر أننا كنا على حق حين انسحبنا".
أما مريم الصادق المهدي نائبة الأمين العام لحزب الأمة القومي فتنفي -في حديث للجزيرة نت عبر الهاتف- أن تكون مواقف المعارضة ملتبسة، وترى أن "لديها وضوحا في الرؤية ليس بعده وضوح".
غير أن إمساك المؤتمر الوطني -كما تقول مريم المهدي- "بالأغلبية الميكانيكية وهي 52% من البرلمان" -وفقا لاتفاق نيفاشا- "هو ما أفقد المعارضة معناها.
وقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي في مؤتمر صحفي بالخرطوم: إن حزبه "أبعد الأحزاب عن المؤتمر الوطني وبالتالي لن يشارك مع نظام شعاره ليس مع الإسلام".
وعادت تصريحات حزب الأمة القومي لم يقنع في إمكانية تحقيق رؤيته السابقة بضرورة تشكيل حكومة قومية لمعالجة ما يسميها بالمشكلات المستعصية. غير أنه لفت عبر القيادي في الحزب فضل الله برمة ناصر إلى أن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن الحكومة القومية "لكن هناك حوارات ستجرى بين كافة القوى السياسية للوصول إلى صيغة مرضية للجميع".
من جهته، استبعد الحزب الشيوعي السوداني المشاركة في أي حكومة يدعو لها المؤتمر الوطني "وفق رؤاه السابقة، حتى لا نكون كأحزاب حكومة البرنامج الوطني التي تتحرك وفق منهج المؤتمر الوطني دون غيره".
أما رئيس اللجنة التنفيذية للتجمع المعارض فاروق أبو عيسى فعلى الرغم من قبوله مبدئيًا مواقيت الدعوة فإنه طالب بأن تكون "صادقة وليست قفزة على فضيحة الانتخابات الحالية".
واعتبر أن المعارضة "هي الأصل" في إطلاق شعار تشكيل حكومة قومية، وجدد ذلك عبر مذكرتها لمؤسسة الرئاسة خلال الفترة الماضية بحيث تشرف هذه الحكومة القومية على الانتخابات حتى تكون حرة ونزيهة تنقل البلاد نحو التحول الديمقراطي الحقيقي.
أخلص الى القول بأن أحزاب المعارضة المنسحبة تعلق و بالواضح عدم دخولها الإنتخابات في محاور أهمها التزوير , المعارضة وبعد هزائمها مع الشعب السوداني قبل أن يدخل المؤتمر الوطني الانتخابات هتفت بتزويرها....... واثناءفترة الإقتراع وبعد ظهور النتائج ...
أقنعونا كيف ذلك ؟؟؟ المعارضة تقول أن السجل الانتخابي ليس حقيقي وهذا الحديث قبل الشروع في الإنتخابات , طيب لماذا دخلتم في التسجيل للترشح في الرئاسة و الدوائر القومية و الدوائر الولائية ؟..... لماذا رفضت بعض قواعد تلك الأحزاب الإنسحاب وثبتت على مبدأ المواصلة في الانتخابات القومية و الولائية .؟ ونالت أصوات ؟
وأثناء الإقتراع وبعد إعلان النتائج لماذا لم تقدم شكوى للمفوضية من قبل الأحزاب للبت في إنتهاكات أو تزوير ؟
أخيراً سكوت غرايشون أدرك الخلاصات الأساسية ومعه الرئيس كارتر الذي رأى الجهد الذي بذل في الانتخابات ترقى إلى مستويات للمعاير الدولية من الجهد المثابر نحو النزاهة إلا أنها أخفقت قليلاً في مسائل لوجستية وفنية ولذا العالم الأول سيعترف بها !!! الجمعيات والهيئات والمؤسسات أفريقية وأفروعربية و أوربية وعربوية ذهبت الى أن الممارسة الإنتخابية في جميع مستوياتها كانت منتظمة ومنضبطة وترقى لمستوى المعايير الدولية
وختام قولي بأن المعارضة المنسحبة تعيش حالة نفسية تمنعها من حضور وليمة زواج مطلقتهم وهي مائدة الحكم للسودان , والتي يريد كل حزب ان يستأثر بها , ولكنهم نسوا أنّ المائدة تقسمت في بداية حكم الإنقاذ وقبل التفكير في الإنتخابات الى موائد جانبيه , تم رصها في مولاة مع مائدة للمؤتمر الوطني منذ البداية ..... ومائدة بقية المعارضون وهم نفسهم المنسحبون ,برد ما فيها وبرد كل من إلتف حولها وأحبط و أكتئب واردوها , و القيادات ما زالت تتأرجح وتتردد حول قرار مشاركتهم التي دعا لها الحزب الفائز بالأغلبية وهو المؤتمر الوطني للأسباب التي ذكرتها أعلاه ,, من الضحية ؟ هو الشعب السوداني , وأنتم مسئولون أمام الله من هذا الشعب , أنتم تريدون حكمهم بالوصاية , وغيركم محترف في إدارة فاعلية المشاركة , إن لم تنتبهوا لهذه القواعد فستذهب ادراج الرياح وتتطاير أو تذوب أو تنزوي في موقف المتفرج , ونيابة عنهم أقول للأحزاب المنسحبة "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ..... أو إستخيروا حتى !! وأقنعونا لماذا عدم المشاركة؟...لا تحسبوا عدم المشاركة إنتصار ولكن ........جهزوا سجاداتكم للإعتكاف في بيوتكم واستغفروا لذنوبكم وأعلنــوا الطلاق الأكبر بالتـــلاتة للسياسة ................