أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
+4
اشرف بشرى إدريس
أزهرى الحاج البشير
فيصل خليل حتيلة
خدورة أم بشق
8 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
لقد دون الأخ أزهري رابط الغرباوية وذهبيت وتجولت وسمعت العجب العجاب من شيخ حسن !! فسألت نفسي أليس هو عينه من شارك في تصفية الأخ العزيز داؤود يحيى بولاد؟؟ ياسبحان الله ثم يتباكى على نساء دارفور!!! أهو هوى النفس الأمارة بالسوء فتنقلب رأساً على عقب لا يا ترابي الضلال نحن لسنا خدجاً حتى تستهبلنا لأجل الكرسي الذي سلبك هيبتك وحياءك .. إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .. ويوم حسابك قريب.
شيء عن داؤود يحيى بولاد:-
زميلي وجاري في فصل واحد لمدة عامين في الفاشر الثانوية كان بداخلية النجومي وكنت بداخلية أبوسن. بجانب تخصصنا رياضيات كان يجمعنا حب الأدبين العربي والإنجليزي... كان تقياً ذكياً هادئ الطباع كمعظم أهل دارفور ، دائم الصلاة ومن الإسلاميين . كان يمازح الأدبيين كثيراً (الكرشجية) بقصائد جميلة وبشكل شبه يومي فينبري له الهادي عمر (كبير الكرشجية).
كان في أقصى اليمين وكنت في أقصى اليسار ولكن مايربطنا كان أقوى من اليمين واليسار.. حينما خرجت من المعتقل في عام 1974 كان هو رئيس إتحاد جامعة الخرطوم تم تكريم جميع المعتقلين الذين أطلق سراحهم بدون فرز يمين ويسار وأهداني إنابة عن الاتحاد مصحفاً كريماً ولا يفوت على أي فطن ماذا كان يعني بذلك.
من أوائل الذين اختلفوا مع الشيخ فألصقوا به ما ألصقوا وقاتلهم حتى وقع في أسرهم فما راعوا فيه إلا ولا ذمة ولا ماضٍ يربطهم
ولم يراعوا حتى حقوق الأسير ونكلوا به بل وصل الحد بأن ألصقوا حد الردة بجثته حيث قالوا أنهم وجدوا صليباً برقبته. لم يقدم لمحكمة ولو لخمس دقائق يدافع عن نفسه!!!
التقيته آخر مرة عام 1975 في دار الاتحاد في مظاهرة ضد ارتفاع سعر السكر فطلب مني المبيت لأن الوقت متأخر ويخشى علي من كلاب الأمن الضالة بليل الخرطوم تعشيت معه في نادى الأساتذة وودعته متسللاً وكان ذلك اللقاء الأخير... نم أخي لاتثريب عليك حتى تلتقي من قتلوك تحت ظل عدالة قدسية عند مليك مقتدر ولا نامت أعين الجبناء.
وبهذه المناسبة أترككم مع مقال لعبدالعزيز البطل يروي قصة النهاية لداؤود من لسان أحد الاسلاميين.
بولاد: هَذرُ العذارَى وفقه الأسَارَى ... بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
(1)
نشرت صحيفة " الاحداث" مؤخراً على مدى أسابيع متوالية سلسلة من حلقات بعنوان (حكايات داؤد بولاد)، بلغت فى العدد عشراً، كتبها الاستاذ عبد المحمود نور الدائم الكرنكى. وقد وجدتُ فى مطالعة تلك الحلقات فائدةً جمّة، كما وجدت فى قراءتها ايضاً متعةً لا تدانيها متعة. وان كانت شخصية وسيرة داؤد بولاد، الكادر الاسلاموى الحركى المنظم، الذى انقلب على عقبيه فانضم الى الحزب الاتحادى الديمقراطى فى مقتبل العام ١٩٨٧، ثم الى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى مقتبل التسعينات، حيث خدم كقائد عسكرى فى صفوفها حتى جرت واقعة أسره، ومأساة قتله فى ذروة (رقصة هياج)، على النحو الذى فصّله الكاتب والذى سنتطرق له فى حينه؛ نقول لئن كانت شخصية الرجل وسيرته هى المحور الناظم والعمود الرئيس لتلك الحلقات، الا أن جانباً مقدراًً مما كتب الكرنكى انصب على توصيفٍ رفيع وتوظيفٍ بديع لبعض أوجه حياة وممارسات وذكريات الطلاب والطالبات من عناصر الحركة الاسلاموية فى جامعة الخرطوم، خلال تلك الحقبة الخصيبة التى كان فيها الكاتب، ورصيفه الأسير القتيل، طلاباً ينهلون المعارف من غدير تلك المؤسسة العلمية الرائدة.
(2)
أضحكتنى رواية الكرنكى – كما جاءت فى احدى الحلقات – عن تعلق بعض طالبات التنظيم ببعض الطلاب الاسلامويين تعلقاً عاطفياً بلغ حد تأليف بعض الطالبات لاغنيات يتشببن فيها بطلاب معينين، من قيادات الحركة، ممن أسروا قلوب العذارى الاسلامويات. ولكننى كدت استلقى على قفاى تماماً عندما قرأت فى حلقة اخرى كيف ان احدى الطالبات ضبطت طالبة اخرى وهى تنزع من قلب مادة ورقية دعائية مثبتة على الحائط، صورة طالب اسلاموى معين، سماه الكاتب باسمه، من المرشحين لانتخابات اتحاد الطلاب، اشتهر عنه انه كان فارس احلام العديد من الطالبات. انتزعت الطالبة الاسلاموية الصورة وادخلتها على عجل فى حقيبتها الخاصة، ولكن سوء حظها مكّن طالبة اخرى من ان تضبطها متلبسة، مما جعل الاولى تتضرع اليها متوسلة: (عليكى الله أسترينى يا ابتسام)، فوافقت ابتسام وتمت السترة!
وبحسب الكرنكى فأن بعض الطلاب الاسلامويين كانوا يشببون بدورهم بالعذارى من اسلامويات الجامعة، فيسعون الى الدخول الى قلوبهن من أبوابها، ويعرضون عليهن الاقتران على سنة الله ورسوله، او على الاقل الموافقة على الخطبة حتى يأذن الله للمتحابين بالتخرج والاستعداد لأعباء الحياة المشتركة. فإذا صادف الطلب هوى عند الفتاة الاسلاموية أجابت الطالب من فورها الى مطلبه فأكتملت سعادته واستتب هناؤه. أما اذا كان الطالب دون طموح الفتاة، او ممن لا يرقى الى قلبها او يوافق عقلها، فأرادت ان تتخلص منه باسلوب مهذب وكريم فإن ردها يكون: (خلاص خلينى استخير). تعنى بذلك ان يتركها الطالب حتى تصلى صلاة الاستخارة ثم تحزم أمرها. وكان الاجماع، المستند الى رصيد متراكم من الخبرات والتجارب، قد انعقد فى معسكر الطلاب على أن العبارة الدالة على الرغبة فى الاستخارة اذا مرقت من ثغر الاسلاموية المتمنعة فى مواجهة الاسلاموى العاشق فإن ذلك يكون بمثابة السهم، أو "الشاكوش"، الذى يجتث آماله من الجذور ويلقى بها من حالق.
ولكن دعنا من ذكريات الكرنكى الساخرة وتداعياته الهاذرة، فأغلب عذارى السبعينات فى جامعة الخرطوم، حيث تمركزت الحلقات، تثاقلت عليهن تكاليف الحياة اذ اصبحن أُمهات، وكثير منهن يزحفن بخطىً واثقة نحو جيل الجدّات، ان لم يكنَّ قد صرن جدّات بالفعل، لا يرجون من دنياهن غير العفو والعافية. كما ولج الكرنكى نفسه، هو وأضرابه من طلاب الزمان الذاهب، ولوجاً رفيقاً الى مراحل الشيخوخة الباكرة، وأحسب انهم ما عادوا ينظرون الى ذلك الماضى المتنائى الا بمقدار ما ينتزعون من براثنه ابتسامةً سريعة او ضحكةً عابرة يمسحون بها صهد الحياة ويستعينون بها على وعثائها، وهم يهمهمون: (ألا ليت الشباب ...)!
(3)
بيد أن الذى وقفت عنده ملياً عند قراءتى للحلقات، هو ما جاء فى متنها من رصدٍ محكم وتسجيلٍ دقيق للفصل الأخير فى حياة الراحل المرحوم داؤد بولاد. وكتابة الكرنكى فى هذا المضمار تتميز عن غيرها من حيث أنها تصدر عن رجلٍ عليم، تكتسب روايته سلطتها من كون الكاتب لاعبٌ أصيل ذى قدم راسخ فى معسكر العصبة المنقذة، التى كتبت بيديها سيناريو المشهد النهائى فى حياة هذا الرجل ذو السيرة الجدلية المثيرة.
أبان الكرنكى ان بولاد كان أصلاً موضع ريبة فى دوائر الحركة، وأن جهات تنظيمية داخل الجبهة الاسلامية القومية اتهمته بأنه الكاتب الفعلى لمقال كانت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية قد نشرته عام ١٩٨٦، عن خطط الاسلامويين للانقضاض على السلطة. كما أن قيادياً فى نظام الانقاذ، من الثقات، عيّنه الكرنكى، أفاده عام ١٩٩٣ ان بولاد كان قد أقام علاقات مع (الامريكيين)، وانه التقى بمسئولين فى السفارة الامريكية فى كل من زمبابوى والقاهرة. وبعد ان تناول بالعرض ملابسات لقاء بولاد بالعقيد جون قرنق وانضمامه لحركته، وما تلا ذلك من افتراعه لجبهة عسكرية ضد حكومة الانقاذ وقيادته جحافل مسلحة فى مسيرة عسكرية من بحر الغزال الى جبل مرة، وصولاً الى الفصل الخاتم حيث وقع بولاد أسيراً فى يد القوات الحكومية. كتب الكرنكىجاء والى الولاية لمشاهدة القائد الأسير. كان الوالى الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير، الشاعر الودود، عضو اتحاد طلاب دورة ٧٤/ ٧٧ برئاسة داؤد بولاد نفسه.. تعطلت لغة الكلام بين "الأخوين المسلمين".. ظل الطيب ابراهيم وبولاد ينظران الى بعض نظرة صامتة استمرت خمسة عشر دقيقة).
ثم يمضى الكرنكى فى عرض المعلومات التى بحوزته بشأن مصير بولاد، ليصل بنا الى حيث يثبّت ويعضّد تعضيدا تفصيلياً ما كان قد تردد فى الماضى فى طوايا أحاديث متناثرة، من أن عناصر الانقاذ قامت بقتل الأسير دون محاكمة، لا عسكرية ولا مدنية. وواقعة قتل الأسير هى التى استوقفتنى فى الرواية كلها. حيث ان تلك الواقعة تستولد أسئلة لا حصر لها وفى طليعتها، بطبيعة الحال، السؤال التالى: ما هو المسوغ الشرعى او المستند الفقهى الذى ارتكز اليه والى دارفور الاسبق وزمرته من عناصر الحركة الاسلاموية فى قتلهم لرجلٍ أسير وقع تحت أيديهم، واصبح فى ذمتهم، وانتفى خطره على الدولة والنظام؟ وهو سؤال يستمد مشروعيته ومصداقيته من كون الوالى وزمرته ينتمون الى جماعة استولت على السلطة بذريعة تحكيم شرع الله.
وشرع الله، الذى يفترض انه المرجعية الحاكمة، كامل الإبانة فى أمر حقوق الأسير، وشديد الوضوح فى شأن حرمة دمه. ولو أن الوالى وزمرته يهتدون بهدى الله وناموسه فإن التشريع الاسلامى بشأن الأسرى تضمنته عدد من آيات الذكر الحكيم، الذى هو المصدر الاول للتشريع فى الاسلام، وثبتت قواعدة السنة المطهرة قوليةً، وفعليةً، وتقريرية. جاء فى محكم التنزيل يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) " الانفال/ الآية ٧٠". بل يوصى الاسلام بإطعام الأسير قبل المسلم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) " الانسان الاية ٨". وفى الأثر عن النبى الكريم استوصوا بالأسارى خيراً) "الطبرانى/المعجم الكبير". والحكم الأصلى فى مصير الأسرى يقرره القرآن الكريم بقوله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) "محمد /الآية ٤". وقد أشار الطبرى الى اقوال بعض الفقهاء بنسخ هذه الآية إلاّ انه ردّ هذه الاقوال جميعاً اذ قرر أن: (الصواب من القول عندنا فى ذلك ان الآية محكمة غير منسوخة)، واستدل على ذلك بفعل رسول الله فيمن صار أسيرا بيده من أهل الحرب. وجاء فى "بداية المجتهد" لابن رشد: (لا يجوز قتل الأسير، وحكى الحسن بن محمد التميمى انه إجماع الصحابة). بل ان شريعة الاسلام تذهب الى ما هو ابعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للادلاء بمعلومات عن العدو، (وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلَّ على عورة العدوِّ؟ قال: ما سمعت بذلك) " السهيلي: الروض الأنف، 3/58، وابن كثير: تفسير القرآن العظيم، 4/68 ". وفى الفصل الرابع من رسالة الباحث عطية سلامة للدكتوراه بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية، ١٩٨٧الأصل فى الشريعة أنه لا يجوز قتل الأسير لمجرد أنه أسير، وذلك استنادا الى الآية الكريمة التى تحصر مصير الأسرى بالمن والفداء).
وغنىٌّ عن البيان، انه الى جانب ما اشتملت عليه أحكام الشريعة الاسلامية من نهى عن قتل من وقع من الاعداء فى أيدى المسلمين، فإن القانون الدولى العام يرتب حقوقاً للأسير أثبتتها المواثيق الدولية تضمن مكانة الاسير وحقوقه التى يتمتع بها بموجب هذه الأحكام مثل عدم محاكمته، وعدم تعرضه للتعذيب، وتلقى علاج طبى كامل، والاتصال بأقربائه وغير ذلك من الحقوق. وبحسب ميثاق جنيف الثالث لعام ١٩٤٩ فإن داؤد بولاد تنطبق عليه صفة الاسير انطباقاً كاملاً اذ ان الميثاق حدد ثلاثة تعريفات لمصطلح المقاتل الشرعى الذى تنسحب عليه صفة الاسير ومنها (المقاتل فى جيش لكيان سياسى يدار كدولة ولو كان غير معترف به). ومعلوم ان الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت قد أقامت دولتها فى المناطق المحررة، وكانت تديرها على هذا الاساس، وان لم تعترف بها حكومة الانقاذ المركزية.
(4)
ومهما يكن من أمر فإننا نقدر للقيادى الاعلامى الاسلاموى عبد المحمود الكرنكى، ونحمد له حمداً كثيراً انه لم يداور او يناور، ولم يتمحك او يتلكك، وهو يتعرض لواقعة – ولعلنا نقول جريمة – قتل الاسير داؤد بولاد بالمخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية وقواعد القانون الدولى فدوّن الوقائع بحذافيرها، وأظهر ادانته لها، ووصف واقعة القتل بأنها تمت فى وسط "رقصة هياج". كما أنه – ونحمد له ذلك ايضاً - أدان حملة الاغتيال المعنوى المُحكمة التدبير التى لحقت بذيول الاغتيال الحسى، اذ أشاع الاسلامويون عن الأسير القتيل انه عند حمل جثته من موقع القتل وجدت على رقبته قلادة تحمل الصليب كناية عن تنصره وارتداده عن عقيدة الاسلام. كما اذاعوا عنه أنه كان عند أسره يرافق ويعاشر "إمراة صديقة" لم تكن له بزوجة. فضلاً عن ذائعات اخريات. وقد أدهشنى، بقدر ما أعجبنى، ان الكرنكى وافته الشجاعة فلم يكتف بفضح ورد الدعاوى الكاذبة الملفقة التى ألحقها بالرجل عامدين متعمدين رفقاء درب أمسه القريب، بل أدان الحركة الاسلاموية بكاملها، ونسب اليها انه كان لها، بحسب كلماته: (وجهٌ أسود تنبعث منه اشعاعات خفية لتدمير سمعة غير المرغوب فيهم تنظيمياً). انظر وتأمل، يا رعاك الله، جلال هذه الحكمة التى صدع بها الكرنكى فى لحظة تجلٍّ وهو يتهيأ لإماطة اللثام عن صفحة، ظلت عبر الحقب مستورة، من تاريخ الحركة فى اشانة السمعة، مهما كان المتهم بالزور شهيراً فإن عدد الذين لا يعرفونه عن كثب يزيد عن عدد الذين يعرفونه عن كثب. لذلك يجب على الذين يعرفون الحقيقة أن يتكلموا، لأن المعارف فى أهل النُهى ذمم، لأن الحقيقة أمانة وكتمانها خيانة).
مضى الكرنكى قدماً، بذات الروح، فأثبت أن هناك عدداً من "حادثات الافك" فى حركة الاخوان المسلمين تحتاج الى مجلد. ولأمرٍ ما استنكف الكرنكى ان يدوّن أسماء من استهدفتهم أحاديث الافك هذه صراحةً، بيد أنه ذكر أشهر الأسماء ولكن بالاحرف الاولى، وسجلها هكذا: (التسريبات الغامضة ضد الراحل الدكتور "م. ع. ب"، والدكتور "ع .أ .ب"، والعالم العابد الفقيه "ح .ن"، والراحل داؤد بولاد. حيث لا يصدق انسان محترم تلك التسريبات "الاخوانية". تلك التسريبات عزف منفرد على الدقنجة). لم أعرف ما تعنيه لفظة "الدقنجة"، ولكننى أزعم اننى تمكنت من فك شفرة واحد من الأسماء المرمزة، وهو اسم الراحل الدكتور محمود برّات، الذى كان استاذاً بكلية التربية بجامعة الخرطوم، وكانت له خلافات مبدئية وعقدية مع شيخ الجماعة الدكتور حسن الترابى، سارت بذكرها الركبان. واعلم يقينا، كما يعلم كثيرون غيرى، انه كان واحداً من ضحايا آلة الاغتيال المعنوى الاسلاموى، التى ظلت تلاحقه وتستهدفه فى نهاية السبعينيات وبدايات الثمانينيات استهدافاً محكم التصويب، حتى أظل الناس يومٌ غائمٌ حملوا فيه العالم الجليل برّات على آلةٍ حدباء الى مستقره الاخير.
(5)
ومهما يكن فإن اسلوب مناهضة الخصوم داخل التنظيمات العقائدية بتوظيف استراتيجيات إغتيال الشخصية من الممارسات الفاشية داخل كثير من التنظيمات العقيدية. وللحزب الشيوعى السودانى، بغير شك، سهمٌ وافر وسجلٌ حافل فى هذا المضمار، يبدأ دفتر مشتملاته من شبهة الاختلال العقلى وينتهى بمسبة الشذوذ الجنسى. وتمر الصفحات بين هذا وذاك بمحطات اخرى مثل الانتهازية والتصفوية والرخاوة الفكرية، وما شاكلها من مصطلحات القتل المعنوى. والثابت بشهادة عدد من قادة الحركة الاسلاموية ان تنظيمها اقتبس عبر تاريخه الطويل كثيرا من مناهج عمل الحزب الشيوعى. ومن بين هؤلاء الدكتور غازى صلاح الدين الذى كان قد أدلى، فى زمنٍ مضى، بحديث مستفيض للتلفزيون السودانى، أماط فيه اللثام عن أن الحركة الاسلاموية نقلت عن الحزب الشيوعى بعضاً من الاستراتيجيات والاساليب والممارسات ووظفتها لصالحها. ولابد ان "اغتيال الشخصية" كنهج ووسيلة لتحييد الخصوم وتحجيم خطرهم وإضعاف أثرهم السياسى كان واحداً مما انتحلته الحركة من بيئة الشيوعيين السودانيين. ولكن السعى لاغتيال رجل اغتيالاً معنوياً، بعد قتله ومفارقته الحياة فعلياً، وذلك باختراع الروايات الوهمية والصاقها بجثته، وإذاعة الذائعات الملفقة وترويجها بعد مماته، بما فيها ذائعة الردة عن الاسلام، ربما بلغت فى الشطط والجموح والسفه مبلغاً غلب فيه الحوار شيخه!
ومشروع قتل الكادر الاسلاموى داؤد بولاد قتلاً معنوياً، بعد تصفيته حسياً، يُعد من المشروعات القلائل التى اجتمع عليها الفصيلان المتفاصلان للحركة الاسلاموية. وربما كان مرد ذلك هو ان واقعة القتل وبادرة التشهير تمتا بعلم ومباركة زعيم التنظيم إبان وحدته، فلم يعد الى التنصل من عارها سبيل او مخرج. وكان من بين تورطوا فى ذلك الشغَب الأثيم الصديق الراحل العزيز المرحوم محمد طه محمد أحمد، قبيل مراجعاته الكبرى، وانفتاحه النبيل على جميع التيارات التى ادمن معاداتها فى الماضى، وشروعه فى اعادة تقويم ممارساته الصحفية ومواقفه الفكرية والسياسية. وفى كتابه الذى صدر، عن دار مدارك، بدايات هذا الشهر من عامنا الجديد ٢٠١٠، بعنوان ( الحركة الاسلامية السودانية: دائرة الضوء- خيوط الظلام)، كتب الاستاذ المحبوب عبد السلام، أحد أبرز القيادات السياسية والاعلامية لحزب المؤتمر الشعبى يشير الى الأسير القتيل.. كما جاء اسمه فى رأس قوائم المتعاونين مع جهاز الأمن المايوى إبان حكم النميرى بعد أن قامت لجنة تصفية جهاز أمن الدولة بتسليم وثائق الجهاز لديوان النائب العام).
ولم استغرب لزعم المحبوب، فقد سمعت ذات الحديث من قبل من فم الحصان نفسه كما يقول الفرنجة. وكان اسم بولاد قد ورد فى جلسة جمعتنى بالشيخ حسن الترابى، وذلك بعد وقت قليل من توارد أنباء مصرع الرجل. وقد أفاض الشيخ الترابى على مسمعى تفصيلات عن ذات الرواية التى كتبها المحبوب، ثم أضاف الشيخ اليهما روايتين اخرتين. اولاهما ان بولاد لم يكن فوق الشبهات من حيث الأمانة والخلق، وانه حوّل لمنفعته الشخصية بعض موارد التنظيم، ومنها على وجه التخصيص سيارة لاندكروزر، وذلك إبان توليه مهامه الحزبية فى اقليم دارفور. وثانيتهما انه كان رجلاً مريباً له أجندته الخطيرة المثيرة التى يحاول تمريرها مستغلاً صلاته السياسية، وانه فى هذا السبيل سبق أن قدم للشيخ الترابى قائمة بأسماء ضباط فى القوات المسلحة ألحّ على ضرورة فصلهم من الخدمة العسكرية بزعم انه يملك معلومات موثوقة عن ضلوعهم فى التآمر ضد الحكومة.
(6)
غير انه وبعد تأمل واستمزاج كل هذه المزاعم، التى لا يخالجنى شك فى انها تندرج تحت لافتة القتل المعنوى كما قرر الكرنكى، فإن سؤالا واحدا يظل يطرح نفسه وباصرار، ويطلب اجابته عند المتكثرين الذين أهالوا الاتهامات على قبر الأسير القتيل بغير حساب وبغير فطنة: صحيح ان حزب الجبهة الاسلامية كان من أول التنظيمات التى حصلت واطلعت على قوائم المتعاونين مع جهاز أمن الدولة المايوى عقب انتفاضة ابريل. وكانت صحفها، وبصورة أخص صحيفة (الوان) توظف وثائق الجهاز وتستخدمها فى ابتزاز الخصوم السياسيين والتشهير بهم، مثلما فعلت فى حالة الصحافى سيداحمد خليفة، الذى أراد حزب الجبهة تنحيته عن دائرة الصحافة وجبرة خوفاً من تكتل مجموعات الشايقية خلفه، مما قد يضعف فرص فوز الدكتور حسن الترابى الذى كان قد اعلن ترشيحه للبرلمان عن تلك الدائرة. وكانت (الوان) قد استبقت العملية الانتخابية بنشر مراسلات، من وثائق الجهاز، بين الصحافى المرشح سيدأحمد خليفة واللواء كمال حسن احمد نائب رئيس جهاز أمن الدولة، توحى بأن الاول كان على صلةٍ ما بالجهاز. ومعلوم ان حزب الجبهة كان يملك عددا من العملاء الناشطين والكوادر الفاعلة فى العديد من الاجهزة الحساسة. وقد كان على رأس هؤلاء من الواقفين على أمر الجهاز ووثائقه ضابط برتبة عقيد فى القوات المسلحة، حمل آنذاك بوجه رسمى صفة "نائب رئيس لجنة حصر وتصفية جهاز أمن الدولة". وقد عُرف هذا الضابط بين زملائه ابان توليه هذه المهمة فى العام ١٩٨٥ باسم العقيد عمر حسن. ولكنه بات فى يومه هذا وهو يحمل اسماً اكتمل بدره، وصفةً اخرى، تتقطع دونها دونها الرقاب: المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية!
قلنا ان هناك سؤالاً واحداً يظل يطرح نفسه بإصرار. وهو يطرح نفسه مستنداً الى خلفية المعلومات التى اوردناها فى الفقرة الطويلة السابقة. اذا كانت الجبهة الاسلامية القومية كانت قد علمت حقاً وصدقاً عقب سقوط نظام النميرى، وتصفية جهاز أمن الدولة، وكشف أسماء المتعاملين معه فى منتصف العام ١٩٨٥، أن الأسير القتيل المهندس داؤد بولاد كان قد خان عهد جماعته وتورط فى العمالة لجهاز أمن الدولة المايوى، وامتلكت الدليل على ذلك كما يزعم المحبوب وشيخه وغيرهم، فلماذا وعلى أى أساس وتحت أية حيثيات قام الشيخ الترابى وحزب الجبهة الاسلامية، بعد عام كامل من كشف أسماء المتعاملين مع جهاز أمن الدولة، بتقديم الأسير القتيل لشعب دارفور، فى منتصف العام ١٩٨٦ ، مرشحاً عن الحزب فى انتخابات الجمعية التأسيسية للديمقراطية الثالثة عن دائرة نيالا، أكبر وأهم الدوائر الجغرافية فى دارفور؟! ولماذا كلفته رسمياً بالاشراف على الاقليم وعهدت اليه ووضعت تحت إمرته الموارد البشرية والمادية الخاصة بالتنظيم، وهى تعلم أنه خائن، خان التنظيم وباع أسراره، وتواطأ مع أجهزة أمن النميرى، التى كانت قد قعدت للاسلامويين، قبيل الانتفاضة، كل مرصد ولم تهدأ بالاً حتى أودعت كل قياداتهم فى غيابات السجون، بمعونة مفترضة من الأسير القتيل؟!
لماذا ولى الشيخ الترابى، وهو أمير الجماعة، خائناً علقت فوق جبينه تهمة الخيانة، على شيعته من عضوية الحركة فى اقليم دارفور، ولماذا زكاه لأهل نيالا لينتخبوه ويجعلوه على رأسهم، ويفوضوه ممثلاً عنهم فى البرلمان القومى؟ ألم يكن الترابى قد علم ان الأمير مكلفٌ شرعاً بأداء الأمانات الى أهلها، ومقتضى ذلك وفقاً للسياسة الشرعية فى الاسلام هو أن يولى ويوظف القوى الأمين؟ أم ان دارفور كانت قد عدمت الأقوياء الأمناء، فصارت القوة والأمانة عند أهلها نسبية؟ أيجوز أن أمير الجماعة لم يكن قد سمع بحديث الرسول الكريم، كما رواه ابن عمه عبدالله بن عباس، ونقله البخارى ومسلم: (من استعمل رجلاً من عصابة، وفى تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين)؟!
(7)
ولسنا نعرض هذه التساؤلات المهالك ونفتح تلك الصفحات الحوالك ونحن نرجو من ورائها خيراً كثيراً. أول ما يقبض النفس ويثقل الفؤاد أنه حتى وان نحّينا ملف بولاد جانباً، فإن سجل العصبة المنقذة فى تصفية الخصوم بوجوه غير مشروعة، تجافى القواعد المستقرة دينياً، وتنافى الاحكام المرعية وضعياً، سجلٌ قاتمٌ مروّع تذهل فى حضرته كل مرضعة عما أرضعت. ولا سبيل للعصبة المنقذة لتجاوز هذا السجل الأغبر والقفز من فوقه، دون معالجات جذرية ترد المظالم وتصون الحقوق وتحفظ القيم وتعزز الكرامات. وكنا فى ماضٍ لنا قريب، قد دعونا العصبة الى مثل ذلك، ثم وقفنا جنباً الى جنب مع قوىً أصيلة داخل الوطن، دعت الى انفاذ مبادئ العدالة الانتقالية على سُنة الحقيقة والانصاف والمصالحة. تأسياً بالدول المنيعة الوديعة التى ثابت الى رشد الديمقراطية بعد دهور الغيبوبة، وآبت الى حياض العفة السياسية والسلام الاجتماعى بعد تطاول الاغترابٍ.
وها نحن فى يومنا هذا نعود معادنا ونرجع مرجعنا فندعو العصبة المنقذة من جديد الى ان تهتدى بهدى الحقيقة والانصاف والمصالحة، فتبين للناس مَن مِن رجالها قتل الأسير المهندس داؤد بولاد، بغير رخصةٍ شرعية ودون مظلة وضعية، وماذا عساه يكون موقفها العدلى من تلك الجريمة النكراء، من حيث كونها الحفيظة على الدستور والقانون، ثم تقوم الى مقام الانصاف فترد لأهل الأسير القتيل حقوقه وحقوقهم، ماديةً ومعنوية، وترشدهم الى قبره فيزينونه بشاهدٍ وحصىً وزرع وماءٍ وزيارة. ثم تسعى من بعد مع الساعين فى طريق الصلح والصلاح على نهج التائبين المستنصحين. ولا يهولن العصبة المنقذة، ولا يفزعنّها اصطفاف الصفوف المتراصة ممن وقعت عليهم مظالمها عبر الحقب، ودارت عليهم دوائرها بالشبهات والريَب، فتسترخص المخارج وتشق عليها العزائم. فلا عاصم لها اليوم، ولا عاصم لها غداً، من استحقاقات العدالة الانتقالية ومتطلباتها. وقديماً قيل: لا بد مما ليس منه بدٌّ. (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيّء لنا من أمرنا رشَدا).
شيء عن داؤود يحيى بولاد:-
زميلي وجاري في فصل واحد لمدة عامين في الفاشر الثانوية كان بداخلية النجومي وكنت بداخلية أبوسن. بجانب تخصصنا رياضيات كان يجمعنا حب الأدبين العربي والإنجليزي... كان تقياً ذكياً هادئ الطباع كمعظم أهل دارفور ، دائم الصلاة ومن الإسلاميين . كان يمازح الأدبيين كثيراً (الكرشجية) بقصائد جميلة وبشكل شبه يومي فينبري له الهادي عمر (كبير الكرشجية).
كان في أقصى اليمين وكنت في أقصى اليسار ولكن مايربطنا كان أقوى من اليمين واليسار.. حينما خرجت من المعتقل في عام 1974 كان هو رئيس إتحاد جامعة الخرطوم تم تكريم جميع المعتقلين الذين أطلق سراحهم بدون فرز يمين ويسار وأهداني إنابة عن الاتحاد مصحفاً كريماً ولا يفوت على أي فطن ماذا كان يعني بذلك.
من أوائل الذين اختلفوا مع الشيخ فألصقوا به ما ألصقوا وقاتلهم حتى وقع في أسرهم فما راعوا فيه إلا ولا ذمة ولا ماضٍ يربطهم
ولم يراعوا حتى حقوق الأسير ونكلوا به بل وصل الحد بأن ألصقوا حد الردة بجثته حيث قالوا أنهم وجدوا صليباً برقبته. لم يقدم لمحكمة ولو لخمس دقائق يدافع عن نفسه!!!
التقيته آخر مرة عام 1975 في دار الاتحاد في مظاهرة ضد ارتفاع سعر السكر فطلب مني المبيت لأن الوقت متأخر ويخشى علي من كلاب الأمن الضالة بليل الخرطوم تعشيت معه في نادى الأساتذة وودعته متسللاً وكان ذلك اللقاء الأخير... نم أخي لاتثريب عليك حتى تلتقي من قتلوك تحت ظل عدالة قدسية عند مليك مقتدر ولا نامت أعين الجبناء.
وبهذه المناسبة أترككم مع مقال لعبدالعزيز البطل يروي قصة النهاية لداؤود من لسان أحد الاسلاميين.
بولاد: هَذرُ العذارَى وفقه الأسَارَى ... بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
(1)
نشرت صحيفة " الاحداث" مؤخراً على مدى أسابيع متوالية سلسلة من حلقات بعنوان (حكايات داؤد بولاد)، بلغت فى العدد عشراً، كتبها الاستاذ عبد المحمود نور الدائم الكرنكى. وقد وجدتُ فى مطالعة تلك الحلقات فائدةً جمّة، كما وجدت فى قراءتها ايضاً متعةً لا تدانيها متعة. وان كانت شخصية وسيرة داؤد بولاد، الكادر الاسلاموى الحركى المنظم، الذى انقلب على عقبيه فانضم الى الحزب الاتحادى الديمقراطى فى مقتبل العام ١٩٨٧، ثم الى الحركة الشعبية لتحرير السودان فى مقتبل التسعينات، حيث خدم كقائد عسكرى فى صفوفها حتى جرت واقعة أسره، ومأساة قتله فى ذروة (رقصة هياج)، على النحو الذى فصّله الكاتب والذى سنتطرق له فى حينه؛ نقول لئن كانت شخصية الرجل وسيرته هى المحور الناظم والعمود الرئيس لتلك الحلقات، الا أن جانباً مقدراًً مما كتب الكرنكى انصب على توصيفٍ رفيع وتوظيفٍ بديع لبعض أوجه حياة وممارسات وذكريات الطلاب والطالبات من عناصر الحركة الاسلاموية فى جامعة الخرطوم، خلال تلك الحقبة الخصيبة التى كان فيها الكاتب، ورصيفه الأسير القتيل، طلاباً ينهلون المعارف من غدير تلك المؤسسة العلمية الرائدة.
(2)
أضحكتنى رواية الكرنكى – كما جاءت فى احدى الحلقات – عن تعلق بعض طالبات التنظيم ببعض الطلاب الاسلامويين تعلقاً عاطفياً بلغ حد تأليف بعض الطالبات لاغنيات يتشببن فيها بطلاب معينين، من قيادات الحركة، ممن أسروا قلوب العذارى الاسلامويات. ولكننى كدت استلقى على قفاى تماماً عندما قرأت فى حلقة اخرى كيف ان احدى الطالبات ضبطت طالبة اخرى وهى تنزع من قلب مادة ورقية دعائية مثبتة على الحائط، صورة طالب اسلاموى معين، سماه الكاتب باسمه، من المرشحين لانتخابات اتحاد الطلاب، اشتهر عنه انه كان فارس احلام العديد من الطالبات. انتزعت الطالبة الاسلاموية الصورة وادخلتها على عجل فى حقيبتها الخاصة، ولكن سوء حظها مكّن طالبة اخرى من ان تضبطها متلبسة، مما جعل الاولى تتضرع اليها متوسلة: (عليكى الله أسترينى يا ابتسام)، فوافقت ابتسام وتمت السترة!
وبحسب الكرنكى فأن بعض الطلاب الاسلامويين كانوا يشببون بدورهم بالعذارى من اسلامويات الجامعة، فيسعون الى الدخول الى قلوبهن من أبوابها، ويعرضون عليهن الاقتران على سنة الله ورسوله، او على الاقل الموافقة على الخطبة حتى يأذن الله للمتحابين بالتخرج والاستعداد لأعباء الحياة المشتركة. فإذا صادف الطلب هوى عند الفتاة الاسلاموية أجابت الطالب من فورها الى مطلبه فأكتملت سعادته واستتب هناؤه. أما اذا كان الطالب دون طموح الفتاة، او ممن لا يرقى الى قلبها او يوافق عقلها، فأرادت ان تتخلص منه باسلوب مهذب وكريم فإن ردها يكون: (خلاص خلينى استخير). تعنى بذلك ان يتركها الطالب حتى تصلى صلاة الاستخارة ثم تحزم أمرها. وكان الاجماع، المستند الى رصيد متراكم من الخبرات والتجارب، قد انعقد فى معسكر الطلاب على أن العبارة الدالة على الرغبة فى الاستخارة اذا مرقت من ثغر الاسلاموية المتمنعة فى مواجهة الاسلاموى العاشق فإن ذلك يكون بمثابة السهم، أو "الشاكوش"، الذى يجتث آماله من الجذور ويلقى بها من حالق.
ولكن دعنا من ذكريات الكرنكى الساخرة وتداعياته الهاذرة، فأغلب عذارى السبعينات فى جامعة الخرطوم، حيث تمركزت الحلقات، تثاقلت عليهن تكاليف الحياة اذ اصبحن أُمهات، وكثير منهن يزحفن بخطىً واثقة نحو جيل الجدّات، ان لم يكنَّ قد صرن جدّات بالفعل، لا يرجون من دنياهن غير العفو والعافية. كما ولج الكرنكى نفسه، هو وأضرابه من طلاب الزمان الذاهب، ولوجاً رفيقاً الى مراحل الشيخوخة الباكرة، وأحسب انهم ما عادوا ينظرون الى ذلك الماضى المتنائى الا بمقدار ما ينتزعون من براثنه ابتسامةً سريعة او ضحكةً عابرة يمسحون بها صهد الحياة ويستعينون بها على وعثائها، وهم يهمهمون: (ألا ليت الشباب ...)!
(3)
بيد أن الذى وقفت عنده ملياً عند قراءتى للحلقات، هو ما جاء فى متنها من رصدٍ محكم وتسجيلٍ دقيق للفصل الأخير فى حياة الراحل المرحوم داؤد بولاد. وكتابة الكرنكى فى هذا المضمار تتميز عن غيرها من حيث أنها تصدر عن رجلٍ عليم، تكتسب روايته سلطتها من كون الكاتب لاعبٌ أصيل ذى قدم راسخ فى معسكر العصبة المنقذة، التى كتبت بيديها سيناريو المشهد النهائى فى حياة هذا الرجل ذو السيرة الجدلية المثيرة.
أبان الكرنكى ان بولاد كان أصلاً موضع ريبة فى دوائر الحركة، وأن جهات تنظيمية داخل الجبهة الاسلامية القومية اتهمته بأنه الكاتب الفعلى لمقال كانت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية قد نشرته عام ١٩٨٦، عن خطط الاسلامويين للانقضاض على السلطة. كما أن قيادياً فى نظام الانقاذ، من الثقات، عيّنه الكرنكى، أفاده عام ١٩٩٣ ان بولاد كان قد أقام علاقات مع (الامريكيين)، وانه التقى بمسئولين فى السفارة الامريكية فى كل من زمبابوى والقاهرة. وبعد ان تناول بالعرض ملابسات لقاء بولاد بالعقيد جون قرنق وانضمامه لحركته، وما تلا ذلك من افتراعه لجبهة عسكرية ضد حكومة الانقاذ وقيادته جحافل مسلحة فى مسيرة عسكرية من بحر الغزال الى جبل مرة، وصولاً الى الفصل الخاتم حيث وقع بولاد أسيراً فى يد القوات الحكومية. كتب الكرنكىجاء والى الولاية لمشاهدة القائد الأسير. كان الوالى الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير، الشاعر الودود، عضو اتحاد طلاب دورة ٧٤/ ٧٧ برئاسة داؤد بولاد نفسه.. تعطلت لغة الكلام بين "الأخوين المسلمين".. ظل الطيب ابراهيم وبولاد ينظران الى بعض نظرة صامتة استمرت خمسة عشر دقيقة).
ثم يمضى الكرنكى فى عرض المعلومات التى بحوزته بشأن مصير بولاد، ليصل بنا الى حيث يثبّت ويعضّد تعضيدا تفصيلياً ما كان قد تردد فى الماضى فى طوايا أحاديث متناثرة، من أن عناصر الانقاذ قامت بقتل الأسير دون محاكمة، لا عسكرية ولا مدنية. وواقعة قتل الأسير هى التى استوقفتنى فى الرواية كلها. حيث ان تلك الواقعة تستولد أسئلة لا حصر لها وفى طليعتها، بطبيعة الحال، السؤال التالى: ما هو المسوغ الشرعى او المستند الفقهى الذى ارتكز اليه والى دارفور الاسبق وزمرته من عناصر الحركة الاسلاموية فى قتلهم لرجلٍ أسير وقع تحت أيديهم، واصبح فى ذمتهم، وانتفى خطره على الدولة والنظام؟ وهو سؤال يستمد مشروعيته ومصداقيته من كون الوالى وزمرته ينتمون الى جماعة استولت على السلطة بذريعة تحكيم شرع الله.
وشرع الله، الذى يفترض انه المرجعية الحاكمة، كامل الإبانة فى أمر حقوق الأسير، وشديد الوضوح فى شأن حرمة دمه. ولو أن الوالى وزمرته يهتدون بهدى الله وناموسه فإن التشريع الاسلامى بشأن الأسرى تضمنته عدد من آيات الذكر الحكيم، الذى هو المصدر الاول للتشريع فى الاسلام، وثبتت قواعدة السنة المطهرة قوليةً، وفعليةً، وتقريرية. جاء فى محكم التنزيل يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) " الانفال/ الآية ٧٠". بل يوصى الاسلام بإطعام الأسير قبل المسلم: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) " الانسان الاية ٨". وفى الأثر عن النبى الكريم استوصوا بالأسارى خيراً) "الطبرانى/المعجم الكبير". والحكم الأصلى فى مصير الأسرى يقرره القرآن الكريم بقوله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) "محمد /الآية ٤". وقد أشار الطبرى الى اقوال بعض الفقهاء بنسخ هذه الآية إلاّ انه ردّ هذه الاقوال جميعاً اذ قرر أن: (الصواب من القول عندنا فى ذلك ان الآية محكمة غير منسوخة)، واستدل على ذلك بفعل رسول الله فيمن صار أسيرا بيده من أهل الحرب. وجاء فى "بداية المجتهد" لابن رشد: (لا يجوز قتل الأسير، وحكى الحسن بن محمد التميمى انه إجماع الصحابة). بل ان شريعة الاسلام تذهب الى ما هو ابعد من ذلك، حيث تمنع تعذيب الأسير للادلاء بمعلومات عن العدو، (وقد قيل للإمام مالك: أَيُعذَّبُ الأسيرُ إن رُجِيَ أن يدلَّ على عورة العدوِّ؟ قال: ما سمعت بذلك) " السهيلي: الروض الأنف، 3/58، وابن كثير: تفسير القرآن العظيم، 4/68 ". وفى الفصل الرابع من رسالة الباحث عطية سلامة للدكتوراه بكلية الحقوق بجامعة الاسكندرية، ١٩٨٧الأصل فى الشريعة أنه لا يجوز قتل الأسير لمجرد أنه أسير، وذلك استنادا الى الآية الكريمة التى تحصر مصير الأسرى بالمن والفداء).
وغنىٌّ عن البيان، انه الى جانب ما اشتملت عليه أحكام الشريعة الاسلامية من نهى عن قتل من وقع من الاعداء فى أيدى المسلمين، فإن القانون الدولى العام يرتب حقوقاً للأسير أثبتتها المواثيق الدولية تضمن مكانة الاسير وحقوقه التى يتمتع بها بموجب هذه الأحكام مثل عدم محاكمته، وعدم تعرضه للتعذيب، وتلقى علاج طبى كامل، والاتصال بأقربائه وغير ذلك من الحقوق. وبحسب ميثاق جنيف الثالث لعام ١٩٤٩ فإن داؤد بولاد تنطبق عليه صفة الاسير انطباقاً كاملاً اذ ان الميثاق حدد ثلاثة تعريفات لمصطلح المقاتل الشرعى الذى تنسحب عليه صفة الاسير ومنها (المقاتل فى جيش لكيان سياسى يدار كدولة ولو كان غير معترف به). ومعلوم ان الحركة الشعبية لتحرير السودان كانت قد أقامت دولتها فى المناطق المحررة، وكانت تديرها على هذا الاساس، وان لم تعترف بها حكومة الانقاذ المركزية.
(4)
ومهما يكن من أمر فإننا نقدر للقيادى الاعلامى الاسلاموى عبد المحمود الكرنكى، ونحمد له حمداً كثيراً انه لم يداور او يناور، ولم يتمحك او يتلكك، وهو يتعرض لواقعة – ولعلنا نقول جريمة – قتل الاسير داؤد بولاد بالمخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية وقواعد القانون الدولى فدوّن الوقائع بحذافيرها، وأظهر ادانته لها، ووصف واقعة القتل بأنها تمت فى وسط "رقصة هياج". كما أنه – ونحمد له ذلك ايضاً - أدان حملة الاغتيال المعنوى المُحكمة التدبير التى لحقت بذيول الاغتيال الحسى، اذ أشاع الاسلامويون عن الأسير القتيل انه عند حمل جثته من موقع القتل وجدت على رقبته قلادة تحمل الصليب كناية عن تنصره وارتداده عن عقيدة الاسلام. كما اذاعوا عنه أنه كان عند أسره يرافق ويعاشر "إمراة صديقة" لم تكن له بزوجة. فضلاً عن ذائعات اخريات. وقد أدهشنى، بقدر ما أعجبنى، ان الكرنكى وافته الشجاعة فلم يكتف بفضح ورد الدعاوى الكاذبة الملفقة التى ألحقها بالرجل عامدين متعمدين رفقاء درب أمسه القريب، بل أدان الحركة الاسلاموية بكاملها، ونسب اليها انه كان لها، بحسب كلماته: (وجهٌ أسود تنبعث منه اشعاعات خفية لتدمير سمعة غير المرغوب فيهم تنظيمياً). انظر وتأمل، يا رعاك الله، جلال هذه الحكمة التى صدع بها الكرنكى فى لحظة تجلٍّ وهو يتهيأ لإماطة اللثام عن صفحة، ظلت عبر الحقب مستورة، من تاريخ الحركة فى اشانة السمعة، مهما كان المتهم بالزور شهيراً فإن عدد الذين لا يعرفونه عن كثب يزيد عن عدد الذين يعرفونه عن كثب. لذلك يجب على الذين يعرفون الحقيقة أن يتكلموا، لأن المعارف فى أهل النُهى ذمم، لأن الحقيقة أمانة وكتمانها خيانة).
مضى الكرنكى قدماً، بذات الروح، فأثبت أن هناك عدداً من "حادثات الافك" فى حركة الاخوان المسلمين تحتاج الى مجلد. ولأمرٍ ما استنكف الكرنكى ان يدوّن أسماء من استهدفتهم أحاديث الافك هذه صراحةً، بيد أنه ذكر أشهر الأسماء ولكن بالاحرف الاولى، وسجلها هكذا: (التسريبات الغامضة ضد الراحل الدكتور "م. ع. ب"، والدكتور "ع .أ .ب"، والعالم العابد الفقيه "ح .ن"، والراحل داؤد بولاد. حيث لا يصدق انسان محترم تلك التسريبات "الاخوانية". تلك التسريبات عزف منفرد على الدقنجة). لم أعرف ما تعنيه لفظة "الدقنجة"، ولكننى أزعم اننى تمكنت من فك شفرة واحد من الأسماء المرمزة، وهو اسم الراحل الدكتور محمود برّات، الذى كان استاذاً بكلية التربية بجامعة الخرطوم، وكانت له خلافات مبدئية وعقدية مع شيخ الجماعة الدكتور حسن الترابى، سارت بذكرها الركبان. واعلم يقينا، كما يعلم كثيرون غيرى، انه كان واحداً من ضحايا آلة الاغتيال المعنوى الاسلاموى، التى ظلت تلاحقه وتستهدفه فى نهاية السبعينيات وبدايات الثمانينيات استهدافاً محكم التصويب، حتى أظل الناس يومٌ غائمٌ حملوا فيه العالم الجليل برّات على آلةٍ حدباء الى مستقره الاخير.
(5)
ومهما يكن فإن اسلوب مناهضة الخصوم داخل التنظيمات العقائدية بتوظيف استراتيجيات إغتيال الشخصية من الممارسات الفاشية داخل كثير من التنظيمات العقيدية. وللحزب الشيوعى السودانى، بغير شك، سهمٌ وافر وسجلٌ حافل فى هذا المضمار، يبدأ دفتر مشتملاته من شبهة الاختلال العقلى وينتهى بمسبة الشذوذ الجنسى. وتمر الصفحات بين هذا وذاك بمحطات اخرى مثل الانتهازية والتصفوية والرخاوة الفكرية، وما شاكلها من مصطلحات القتل المعنوى. والثابت بشهادة عدد من قادة الحركة الاسلاموية ان تنظيمها اقتبس عبر تاريخه الطويل كثيرا من مناهج عمل الحزب الشيوعى. ومن بين هؤلاء الدكتور غازى صلاح الدين الذى كان قد أدلى، فى زمنٍ مضى، بحديث مستفيض للتلفزيون السودانى، أماط فيه اللثام عن أن الحركة الاسلاموية نقلت عن الحزب الشيوعى بعضاً من الاستراتيجيات والاساليب والممارسات ووظفتها لصالحها. ولابد ان "اغتيال الشخصية" كنهج ووسيلة لتحييد الخصوم وتحجيم خطرهم وإضعاف أثرهم السياسى كان واحداً مما انتحلته الحركة من بيئة الشيوعيين السودانيين. ولكن السعى لاغتيال رجل اغتيالاً معنوياً، بعد قتله ومفارقته الحياة فعلياً، وذلك باختراع الروايات الوهمية والصاقها بجثته، وإذاعة الذائعات الملفقة وترويجها بعد مماته، بما فيها ذائعة الردة عن الاسلام، ربما بلغت فى الشطط والجموح والسفه مبلغاً غلب فيه الحوار شيخه!
ومشروع قتل الكادر الاسلاموى داؤد بولاد قتلاً معنوياً، بعد تصفيته حسياً، يُعد من المشروعات القلائل التى اجتمع عليها الفصيلان المتفاصلان للحركة الاسلاموية. وربما كان مرد ذلك هو ان واقعة القتل وبادرة التشهير تمتا بعلم ومباركة زعيم التنظيم إبان وحدته، فلم يعد الى التنصل من عارها سبيل او مخرج. وكان من بين تورطوا فى ذلك الشغَب الأثيم الصديق الراحل العزيز المرحوم محمد طه محمد أحمد، قبيل مراجعاته الكبرى، وانفتاحه النبيل على جميع التيارات التى ادمن معاداتها فى الماضى، وشروعه فى اعادة تقويم ممارساته الصحفية ومواقفه الفكرية والسياسية. وفى كتابه الذى صدر، عن دار مدارك، بدايات هذا الشهر من عامنا الجديد ٢٠١٠، بعنوان ( الحركة الاسلامية السودانية: دائرة الضوء- خيوط الظلام)، كتب الاستاذ المحبوب عبد السلام، أحد أبرز القيادات السياسية والاعلامية لحزب المؤتمر الشعبى يشير الى الأسير القتيل.. كما جاء اسمه فى رأس قوائم المتعاونين مع جهاز الأمن المايوى إبان حكم النميرى بعد أن قامت لجنة تصفية جهاز أمن الدولة بتسليم وثائق الجهاز لديوان النائب العام).
ولم استغرب لزعم المحبوب، فقد سمعت ذات الحديث من قبل من فم الحصان نفسه كما يقول الفرنجة. وكان اسم بولاد قد ورد فى جلسة جمعتنى بالشيخ حسن الترابى، وذلك بعد وقت قليل من توارد أنباء مصرع الرجل. وقد أفاض الشيخ الترابى على مسمعى تفصيلات عن ذات الرواية التى كتبها المحبوب، ثم أضاف الشيخ اليهما روايتين اخرتين. اولاهما ان بولاد لم يكن فوق الشبهات من حيث الأمانة والخلق، وانه حوّل لمنفعته الشخصية بعض موارد التنظيم، ومنها على وجه التخصيص سيارة لاندكروزر، وذلك إبان توليه مهامه الحزبية فى اقليم دارفور. وثانيتهما انه كان رجلاً مريباً له أجندته الخطيرة المثيرة التى يحاول تمريرها مستغلاً صلاته السياسية، وانه فى هذا السبيل سبق أن قدم للشيخ الترابى قائمة بأسماء ضباط فى القوات المسلحة ألحّ على ضرورة فصلهم من الخدمة العسكرية بزعم انه يملك معلومات موثوقة عن ضلوعهم فى التآمر ضد الحكومة.
(6)
غير انه وبعد تأمل واستمزاج كل هذه المزاعم، التى لا يخالجنى شك فى انها تندرج تحت لافتة القتل المعنوى كما قرر الكرنكى، فإن سؤالا واحدا يظل يطرح نفسه وباصرار، ويطلب اجابته عند المتكثرين الذين أهالوا الاتهامات على قبر الأسير القتيل بغير حساب وبغير فطنة: صحيح ان حزب الجبهة الاسلامية كان من أول التنظيمات التى حصلت واطلعت على قوائم المتعاونين مع جهاز أمن الدولة المايوى عقب انتفاضة ابريل. وكانت صحفها، وبصورة أخص صحيفة (الوان) توظف وثائق الجهاز وتستخدمها فى ابتزاز الخصوم السياسيين والتشهير بهم، مثلما فعلت فى حالة الصحافى سيداحمد خليفة، الذى أراد حزب الجبهة تنحيته عن دائرة الصحافة وجبرة خوفاً من تكتل مجموعات الشايقية خلفه، مما قد يضعف فرص فوز الدكتور حسن الترابى الذى كان قد اعلن ترشيحه للبرلمان عن تلك الدائرة. وكانت (الوان) قد استبقت العملية الانتخابية بنشر مراسلات، من وثائق الجهاز، بين الصحافى المرشح سيدأحمد خليفة واللواء كمال حسن احمد نائب رئيس جهاز أمن الدولة، توحى بأن الاول كان على صلةٍ ما بالجهاز. ومعلوم ان حزب الجبهة كان يملك عددا من العملاء الناشطين والكوادر الفاعلة فى العديد من الاجهزة الحساسة. وقد كان على رأس هؤلاء من الواقفين على أمر الجهاز ووثائقه ضابط برتبة عقيد فى القوات المسلحة، حمل آنذاك بوجه رسمى صفة "نائب رئيس لجنة حصر وتصفية جهاز أمن الدولة". وقد عُرف هذا الضابط بين زملائه ابان توليه هذه المهمة فى العام ١٩٨٥ باسم العقيد عمر حسن. ولكنه بات فى يومه هذا وهو يحمل اسماً اكتمل بدره، وصفةً اخرى، تتقطع دونها دونها الرقاب: المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية!
قلنا ان هناك سؤالاً واحداً يظل يطرح نفسه بإصرار. وهو يطرح نفسه مستنداً الى خلفية المعلومات التى اوردناها فى الفقرة الطويلة السابقة. اذا كانت الجبهة الاسلامية القومية كانت قد علمت حقاً وصدقاً عقب سقوط نظام النميرى، وتصفية جهاز أمن الدولة، وكشف أسماء المتعاملين معه فى منتصف العام ١٩٨٥، أن الأسير القتيل المهندس داؤد بولاد كان قد خان عهد جماعته وتورط فى العمالة لجهاز أمن الدولة المايوى، وامتلكت الدليل على ذلك كما يزعم المحبوب وشيخه وغيرهم، فلماذا وعلى أى أساس وتحت أية حيثيات قام الشيخ الترابى وحزب الجبهة الاسلامية، بعد عام كامل من كشف أسماء المتعاملين مع جهاز أمن الدولة، بتقديم الأسير القتيل لشعب دارفور، فى منتصف العام ١٩٨٦ ، مرشحاً عن الحزب فى انتخابات الجمعية التأسيسية للديمقراطية الثالثة عن دائرة نيالا، أكبر وأهم الدوائر الجغرافية فى دارفور؟! ولماذا كلفته رسمياً بالاشراف على الاقليم وعهدت اليه ووضعت تحت إمرته الموارد البشرية والمادية الخاصة بالتنظيم، وهى تعلم أنه خائن، خان التنظيم وباع أسراره، وتواطأ مع أجهزة أمن النميرى، التى كانت قد قعدت للاسلامويين، قبيل الانتفاضة، كل مرصد ولم تهدأ بالاً حتى أودعت كل قياداتهم فى غيابات السجون، بمعونة مفترضة من الأسير القتيل؟!
لماذا ولى الشيخ الترابى، وهو أمير الجماعة، خائناً علقت فوق جبينه تهمة الخيانة، على شيعته من عضوية الحركة فى اقليم دارفور، ولماذا زكاه لأهل نيالا لينتخبوه ويجعلوه على رأسهم، ويفوضوه ممثلاً عنهم فى البرلمان القومى؟ ألم يكن الترابى قد علم ان الأمير مكلفٌ شرعاً بأداء الأمانات الى أهلها، ومقتضى ذلك وفقاً للسياسة الشرعية فى الاسلام هو أن يولى ويوظف القوى الأمين؟ أم ان دارفور كانت قد عدمت الأقوياء الأمناء، فصارت القوة والأمانة عند أهلها نسبية؟ أيجوز أن أمير الجماعة لم يكن قد سمع بحديث الرسول الكريم، كما رواه ابن عمه عبدالله بن عباس، ونقله البخارى ومسلم: (من استعمل رجلاً من عصابة، وفى تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين)؟!
(7)
ولسنا نعرض هذه التساؤلات المهالك ونفتح تلك الصفحات الحوالك ونحن نرجو من ورائها خيراً كثيراً. أول ما يقبض النفس ويثقل الفؤاد أنه حتى وان نحّينا ملف بولاد جانباً، فإن سجل العصبة المنقذة فى تصفية الخصوم بوجوه غير مشروعة، تجافى القواعد المستقرة دينياً، وتنافى الاحكام المرعية وضعياً، سجلٌ قاتمٌ مروّع تذهل فى حضرته كل مرضعة عما أرضعت. ولا سبيل للعصبة المنقذة لتجاوز هذا السجل الأغبر والقفز من فوقه، دون معالجات جذرية ترد المظالم وتصون الحقوق وتحفظ القيم وتعزز الكرامات. وكنا فى ماضٍ لنا قريب، قد دعونا العصبة الى مثل ذلك، ثم وقفنا جنباً الى جنب مع قوىً أصيلة داخل الوطن، دعت الى انفاذ مبادئ العدالة الانتقالية على سُنة الحقيقة والانصاف والمصالحة. تأسياً بالدول المنيعة الوديعة التى ثابت الى رشد الديمقراطية بعد دهور الغيبوبة، وآبت الى حياض العفة السياسية والسلام الاجتماعى بعد تطاول الاغترابٍ.
وها نحن فى يومنا هذا نعود معادنا ونرجع مرجعنا فندعو العصبة المنقذة من جديد الى ان تهتدى بهدى الحقيقة والانصاف والمصالحة، فتبين للناس مَن مِن رجالها قتل الأسير المهندس داؤد بولاد، بغير رخصةٍ شرعية ودون مظلة وضعية، وماذا عساه يكون موقفها العدلى من تلك الجريمة النكراء، من حيث كونها الحفيظة على الدستور والقانون، ثم تقوم الى مقام الانصاف فترد لأهل الأسير القتيل حقوقه وحقوقهم، ماديةً ومعنوية، وترشدهم الى قبره فيزينونه بشاهدٍ وحصىً وزرع وماءٍ وزيارة. ثم تسعى من بعد مع الساعين فى طريق الصلح والصلاح على نهج التائبين المستنصحين. ولا يهولن العصبة المنقذة، ولا يفزعنّها اصطفاف الصفوف المتراصة ممن وقعت عليهم مظالمها عبر الحقب، ودارت عليهم دوائرها بالشبهات والريَب، فتسترخص المخارج وتشق عليها العزائم. فلا عاصم لها اليوم، ولا عاصم لها غداً، من استحقاقات العدالة الانتقالية ومتطلباتها. وقديماً قيل: لا بد مما ليس منه بدٌّ. (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا، إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيّء لنا من أمرنا رشَدا).
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
داؤد يحى بولاد.
معلوم استاذنا الكبير فضل الحاج كل الذى فعله الترابى و لا يزال يفعله
و لكن سؤالى هل يتحمل د. الترابى كل أخطاء الحركة الاسلاميه فى السودان؟
بالتاكيد لا.
تحياتى
و لكن سؤالى هل يتحمل د. الترابى كل أخطاء الحركة الاسلاميه فى السودان؟
بالتاكيد لا.
تحياتى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
يا فيصل منّور ...
أن تحرّض العالم على بلادك هي الخيانة التي ما بعدها خيانة .. سمعنا أن أحدهم أوصى بضرب مصنع الشفا ... وذكر الترابي في فيديو الغرباوية أمراً نستحي أن نذكره سعيا لتأجيج الصراع والمشاكل .. ثم تعود صحيفته وتتدّعي بأن مصنع أجياد ينتج سلاحا لحماس ؟؟؟؟ والله هذا وزر الدنيا بأكمله وعارها الأعظم , ولا تساوي أخطاء الحركة الإسلامية مع كثرتها وفداحتها شعرة مقارنة بهذه الفرية الكبرى ... ماذا جرى لهذا الرجل ؟؟؟؟؟؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
أن تحرّض العالم على بلادك هي الخيانة التي ما بعدها خيانة .. سمعنا أن أحدهم أوصى بضرب مصنع الشفا ... وذكر الترابي في فيديو الغرباوية أمراً نستحي أن نذكره سعيا لتأجيج الصراع والمشاكل .. ثم تعود صحيفته وتتدّعي بأن مصنع أجياد ينتج سلاحا لحماس ؟؟؟؟ والله هذا وزر الدنيا بأكمله وعارها الأعظم , ولا تساوي أخطاء الحركة الإسلامية مع كثرتها وفداحتها شعرة مقارنة بهذه الفرية الكبرى ... ماذا جرى لهذا الرجل ؟؟؟؟؟؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
لا نتفق مع د.الترابى فيما ذهب اليه و لكن يبدو واضحا ان الاسلاميين
يسعون الى الحكم بأى شكل و الغاية تبرر الوسيلة.
الترابى يعارض الحكومة بنفس الاسلوب التى يحكم به المؤتمر الوطنى الشعب
السودانى ( الفضل )يعنى يا ابو الزهور لا يفرق معانا احمد و حاج احمد.
نحن مواطنين من الدرجة الثالثة و نعرف تماما كيف ينظر ولاة الامر الى هذا
الشعب الغلبان.يتصارع هؤلاى على الغنيمة التى هى معروفة على حساب هلاك
هذه الامة.
ارجو ان تكون الرسالة قد وصلت.
تحياتى
يسعون الى الحكم بأى شكل و الغاية تبرر الوسيلة.
الترابى يعارض الحكومة بنفس الاسلوب التى يحكم به المؤتمر الوطنى الشعب
السودانى ( الفضل )يعنى يا ابو الزهور لا يفرق معانا احمد و حاج احمد.
نحن مواطنين من الدرجة الثالثة و نعرف تماما كيف ينظر ولاة الامر الى هذا
الشعب الغلبان.يتصارع هؤلاى على الغنيمة التى هى معروفة على حساب هلاك
هذه الامة.
ارجو ان تكون الرسالة قد وصلت.
تحياتى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
تماماً غاياتهم تبرر وسائلهم ..كلهم ملة واحدة من كبيرهم وحتى ترابيهم ...بل الأدهى أن الذي أتهموه بالتحريض لضرب مصنع الشفاء وبالخيانة العظمى وتلك الفرقعة الإعلامية التي كانت مثارة حينها و عندما عاد إستقبلوه إستقبالاً حاراً بل وتم تعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية مشاركاً معهم في الحكم .. وترشح مؤخراً لمنصب رئيس الجمهورية...وذكر في حلقات بابكر حنين التي كانت تبث على الهواء مباشرةً من قناة النيل الأزرق لطرح البرامج الإنتخابية عندما سأله مقدم البرنامج عن تلك الحادثة ذكر: ان الذي زود الأمريكان بالمعلومات الخاطئة عن مصنع الشفاء أحد كوادر الحركة الإسلامية الذي كان يعمل نائب لمدير المصنع ؟؟ هؤلاء القوم يملكون آلة إعلامية بارعة في الكذب والتضليل وللأسف نحن نصدق كل ما يرد منهم
اشرف بشرى إدريس- مبدع مميز
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصــــالحينا
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعينا
أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــنا
مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا
عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعينا
أنهم قالوا و خير القـــول قول العارفيــــنا
مخطئ من ظـــن يومـــا أن للثــــعلب دينا
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
الشيخ ده كان قعد في بيتو السمح ده وريح بالو وجره السبحه باقي عمرو مش احسن ليهو
حيدر خليل- نشط مميز
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
والله يا حيدر اخوي الله اعلم بعدين الظاهر ادروب ولوف ما بقدر يخلي الشغلة دي
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
اسمحـوا لي أيها الأكارم أن أنتحي جانباً قصياً من جنبات نقاشكم هذا لأكتب
عن رجل أثارت حياته جدلاً كثيفاً لم يهدأ حتـى بعد ممـاته ..,
المرحـوم
داؤود بولاد .. ,
فكثيراً ما تستهويني سيرة هذا الرجل الطود رغم شح التوثيق عنها و الغموض
الذي يلف الحال التـي انتهى عليها ..,
رجل كان ملء الأسماع و الأبصار و شغل الناس زمناً مديداً تنتهـي به دروب
الحياة في قبو مظلم و لا يُـستدل اليوم على رفاته .. يا للفجيعـة .. ! ..,
و أسفـي على السياسـة التي تفرق بكل برود ما جمعتـه راوبط الأخـوة
و الإنتماء الوجدانـي الصادق لكيان يـُعتبـر الوثاق المتين الذي يربط بين
أبناءه هـو قول لا إلـه إلا الله .. محمد رسول الله .. و ما أمتنه من وثاق
وما أقواها من رابطـة .. ,
ان بولاد وبغـض النظر عن رأيـي الشخصـي في السبيل الذي اهتدى اليه
في آخـر فصول عمره إلا انه يظل – في اعتقادي – أحـد الثوار الذين قلما
يجود الزمان بأمثالهم يستوي في ذلك مع شهداء الحـرية الأفارقـة الملهمين
لوممبا و ستيف بيكـو و مالكولم اكس .. ,
يذهلـك صدق الرجل واتساقه مع ذاته .. ويهـزك ثباته على مبدأه .. فبولاد
متى ما اقتنع رسـخ .. ومتى ما عـزم مضـى .. لايعوقه عائق و لا يحول بينه
و بين مقصده حائل إلا الموت الذي مضـى اليه ثابتاً دون وجل حتى عندما تفرق
من حوله الرجال و أغروه بالنكوص على عقبيه .. فمضـى الى حتفـه و لسان
حاله يقول : هي كلمة ان تقلها تمـت .. و ان لم تقلها تمت .. إذاً قلها و مت .. !
فأي دافـع هذا الذي يدفـع برجل حباه الله القيادة و الريادة و الحظوة داخل
التنظيـم الى أن يترك مباهج الحياة التي لـو أرادها لأقبلت اليه طائعة مختارة
ويستبلها راضياً بحياة الأحراش و نوم الخنادق .. !
لعمـري إنه الصدق يمشي على قدميـن .. ,
..,
إسلامـي راسـخ تعرفـه الزنازين ولا تعرفه كراسـي السلطـة و بهرجها .. ,
كان من المجاهرين بقول الحـق عندما كانت الانتماء للإتجاه الإسلامي
تهمـة تكفـي لأن تزج بصاحبهـا إلى غياهب السجون ..
حافظ لكتاب الله بمختلف رواياته .. ,
حركـي من الطراز الأول .., و قيل انه كان معتقلاً مع الشيخ الترابي في
أحد سجون جعفر نميري فتحرك شباب التنظيم لتهريب الشيخ من السجن
عبر الشاحنـة التـي كانت تنقل منتجات مزرعـة السجن .. فأصر الشيخ
علـي أن يتم تهريب بولاد عوضاً عنه لما له من مقدرة على شحذ الهمم
و حشد الشباب .. و قد كان .. و لكن ما لبث أن عاد مجدداً الى الحبس ..
فرجل مثل بولاد لا يطيق أن يكون بعيداً عن صنع الأحداث متوارياً عن
الأضواء .. ,
هكذا كان بولاد
إسلامـي راســخ
و سودانـي كلس .. ,
عليـه الرحمـة .. و علـي السياسـة اللعنـة .. ,
,,.
عن رجل أثارت حياته جدلاً كثيفاً لم يهدأ حتـى بعد ممـاته ..,
المرحـوم
داؤود بولاد .. ,
فكثيراً ما تستهويني سيرة هذا الرجل الطود رغم شح التوثيق عنها و الغموض
الذي يلف الحال التـي انتهى عليها ..,
رجل كان ملء الأسماع و الأبصار و شغل الناس زمناً مديداً تنتهـي به دروب
الحياة في قبو مظلم و لا يُـستدل اليوم على رفاته .. يا للفجيعـة .. ! ..,
و أسفـي على السياسـة التي تفرق بكل برود ما جمعتـه راوبط الأخـوة
و الإنتماء الوجدانـي الصادق لكيان يـُعتبـر الوثاق المتين الذي يربط بين
أبناءه هـو قول لا إلـه إلا الله .. محمد رسول الله .. و ما أمتنه من وثاق
وما أقواها من رابطـة .. ,
ان بولاد وبغـض النظر عن رأيـي الشخصـي في السبيل الذي اهتدى اليه
في آخـر فصول عمره إلا انه يظل – في اعتقادي – أحـد الثوار الذين قلما
يجود الزمان بأمثالهم يستوي في ذلك مع شهداء الحـرية الأفارقـة الملهمين
لوممبا و ستيف بيكـو و مالكولم اكس .. ,
يذهلـك صدق الرجل واتساقه مع ذاته .. ويهـزك ثباته على مبدأه .. فبولاد
متى ما اقتنع رسـخ .. ومتى ما عـزم مضـى .. لايعوقه عائق و لا يحول بينه
و بين مقصده حائل إلا الموت الذي مضـى اليه ثابتاً دون وجل حتى عندما تفرق
من حوله الرجال و أغروه بالنكوص على عقبيه .. فمضـى الى حتفـه و لسان
حاله يقول : هي كلمة ان تقلها تمـت .. و ان لم تقلها تمت .. إذاً قلها و مت .. !
فأي دافـع هذا الذي يدفـع برجل حباه الله القيادة و الريادة و الحظوة داخل
التنظيـم الى أن يترك مباهج الحياة التي لـو أرادها لأقبلت اليه طائعة مختارة
ويستبلها راضياً بحياة الأحراش و نوم الخنادق .. !
لعمـري إنه الصدق يمشي على قدميـن .. ,
..,
إسلامـي راسـخ تعرفـه الزنازين ولا تعرفه كراسـي السلطـة و بهرجها .. ,
كان من المجاهرين بقول الحـق عندما كانت الانتماء للإتجاه الإسلامي
تهمـة تكفـي لأن تزج بصاحبهـا إلى غياهب السجون ..
حافظ لكتاب الله بمختلف رواياته .. ,
حركـي من الطراز الأول .., و قيل انه كان معتقلاً مع الشيخ الترابي في
أحد سجون جعفر نميري فتحرك شباب التنظيم لتهريب الشيخ من السجن
عبر الشاحنـة التـي كانت تنقل منتجات مزرعـة السجن .. فأصر الشيخ
علـي أن يتم تهريب بولاد عوضاً عنه لما له من مقدرة على شحذ الهمم
و حشد الشباب .. و قد كان .. و لكن ما لبث أن عاد مجدداً الى الحبس ..
فرجل مثل بولاد لا يطيق أن يكون بعيداً عن صنع الأحداث متوارياً عن
الأضواء .. ,
هكذا كان بولاد
إسلامـي راســخ
و سودانـي كلس .. ,
عليـه الرحمـة .. و علـي السياسـة اللعنـة .. ,
,,.
غسان حامد عقب- نشط ثلاثة نجوم
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
شايب مثير للجدل هو الذي أدخل فلسفة " علم الكلام" وقام بالهجوم على ثوابت في شريعة الإسلام لم يسبقه احد اليها ,بعد فتوى إباحة زواج المسلمة برجل كتابي , نفي وجود عذاب القبر وليلة القدر, حيث إطلق العديد من الفتاوى المثيرة للجدل، إذ نشرت صحيفة (الوطن) السودانية تصريحات مثيرة له، قال فيها: "إن الجهلاء لم يفهموا حديثه عن ليلة القدر على وجه صحيح"، وأضاف أنه لا توجد ليلة قدر بالمعنى الذي يتصوره أو يصوره بعضهم، وإنما هي مناسبة تشبه العيد، مثل غزوة بدر التي كانت مناسبة فاصلة بين الإيمان والكفر"، وفق التصريحات المنسوبة إلى الترابي.
وفي مسألة شائكة أخرى هي "عذاب القبر" قال : "هناك من يقول بمنكر ونكير وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه وتعالى بخلق جسد جديد من الطين، الذي خلق منه الإنسان للروح نفسه"، على حد تعبيره.
وسبق له أن أثار حفيظة الأوساط الإسلامية وتعرض لحملة هجوم ضارية من قبل علماء دين وفقهاء إسلاميين اعتبروا أن هذه الفتاوي ضد الإسلام، ومخالفة للشرع والمذاهب الإسلامية، خاصة تلك الفتوى التي كان قد أباح فيها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحياً كان أو يهودياً، وهو ما يؤكد الفقهاء أنه يخالف "المعلوم من الدين بالضرورة".
( أين الدين في فتاويه ؟ ماهي ضرورة الإفتاء أصلاً في هذه المسائل؟ إذن كيف يكون لهــذا ديناً؟ ...
وفي مسألة شائكة أخرى هي "عذاب القبر" قال : "هناك من يقول بمنكر ونكير وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه وتعالى بخلق جسد جديد من الطين، الذي خلق منه الإنسان للروح نفسه"، على حد تعبيره.
وسبق له أن أثار حفيظة الأوساط الإسلامية وتعرض لحملة هجوم ضارية من قبل علماء دين وفقهاء إسلاميين اعتبروا أن هذه الفتاوي ضد الإسلام، ومخالفة للشرع والمذاهب الإسلامية، خاصة تلك الفتوى التي كان قد أباح فيها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحياً كان أو يهودياً، وهو ما يؤكد الفقهاء أنه يخالف "المعلوم من الدين بالضرورة".
( أين الدين في فتاويه ؟ ماهي ضرورة الإفتاء أصلاً في هذه المسائل؟ إذن كيف يكون لهــذا ديناً؟ ...
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: أعطى الضوء الأخضر لقتل بولاد ويتباكى على نساء دارفور
العزيز فيصل ... يجب ألا نعمم .. منهم من خيرة الرجال لم تمتد أياديهم إلى حرام وصدقني يا فيصل داؤود واحد من أولئك والترابي دائماً ما يقرب ذوي النفوس المريضة من التنظيم الذين يعشيهم بريق المال فذاك ممسكه عليهم ولا يمكن أن يعارضوه ودائماً ما يخشى ممن يمحضوه كلمة الحق دون رياء أو تزلف .. وأبسط مثال ماذا تقول عن سمساعة محمد الفضل أو حتى جعفر شيخ إدريس أوصادق عبدالله عبد الماجد أو استاذنا محمود عبدالله برات أو دكتور غازي صلاح الدين أو حسن محمد حسن أو كثير ممن أعرفهم طوال حياتي والذين آثروا الابتعاد عن التنظيم في أوائل سنين الانقاذ فقط بسبب الممارسات الخاطئة والظلم الذي ارتكبه الترابي وولده عصام الذي انزوى بعد أن أثرى من دماء السودانيين... الترابي مسئول عن أي كارثة حلت بالسودان وآمل أن ترجع للرابط الذي أرسله أزهري لترى كيف يوقظ شيخ على أبواب الثمانين فتنة قد لا تبقي ولا تذر وهو على بعد شبر من القبر ..أنظر حتى إلى طريقة حديثه التي يعف عنها ابن الثلاثين حتى ترى عظمة الله في كيف ينزع الحياء من شيخ لا يرجى حلمه.
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
داؤد يحى بولاد.
تحياتى يا شيخ الطلاب.
فقط لدى سؤال وهو ايهما اكثر ثراءا؟هل هم اعضاء المؤتمر الشعبى ام
اعضاء الحزب الحاكم؟
انا احترم رأيك فى د.الترابى و لكنى مع الراى القائل ان حجم الفساد المادى
و الاخلاقى داخل الحزب الحاكم اكبر بكثير من فساد اعضاء المؤتمر الشعبى.
هذا ليس من باب دعم المؤتمر الشعبى لانه حزب معارض و لكن هى حقيقة الوضع
على الارض.
تحياتى لك ابو دكتورة سماح
فقط لدى سؤال وهو ايهما اكثر ثراءا؟هل هم اعضاء المؤتمر الشعبى ام
اعضاء الحزب الحاكم؟
انا احترم رأيك فى د.الترابى و لكنى مع الراى القائل ان حجم الفساد المادى
و الاخلاقى داخل الحزب الحاكم اكبر بكثير من فساد اعضاء المؤتمر الشعبى.
هذا ليس من باب دعم المؤتمر الشعبى لانه حزب معارض و لكن هى حقيقة الوضع
على الارض.
تحياتى لك ابو دكتورة سماح
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
مواضيع مماثلة
» عشرة حبال تخنق الزواج وتقتل السعادة الزوجية
» وداعاً أيها الضوء الشتوي
» زجاج يسمح بنفاذ الضوء دون الحرارة
» مرحباً أكتوبر الأخضر مرحى - زيدان ابراهيم
» المسيح المصلوب فى لوح المحبوب: الحركة الاسلامية، دائرة الضوء وخيوط الظلام
» وداعاً أيها الضوء الشتوي
» زجاج يسمح بنفاذ الضوء دون الحرارة
» مرحباً أكتوبر الأخضر مرحى - زيدان ابراهيم
» المسيح المصلوب فى لوح المحبوب: الحركة الاسلامية، دائرة الضوء وخيوط الظلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى