عالم الدراسة
+3
عوض السيد ابراهيم
الفاتح محمد التوم
فلس
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عالم الدراسة
عااااااااااااالم الدراسة!!
(منقول....ضفاري)
عبدالجليل رجل حباه المولى سبحانه وتعالى بشق من زينة الحياة الدنيا وهم البنون، فكان لديه سبعة أبناء من ذكور واناث، منذ صغره عشق عبدالجليل التعليم، فلم يكن في يوم من الأيام يحلم بأن يصبح في المستقبل طبيباً أو مهندساً كبقية أقرانه.. إنما كان جل طموحه أن يكون معلماً صاحب رسالة في هذه الفانية.. وتحقق له ذلك فقد كان من ابرز معلمي المنطقة، ولم يستغرب زملاءه حينما اصبح مديراً لإحدى المدارس وهو في عمر صغير نسبياً.
حينما بلغ (أرذل العمر) وشعر بأنه غير قادر على العطاء تقدم بطلب اعفائه من منصبه حتى يفسح المجال لغيره من الجيل القادم، وتم تكريمه من كل من له صلة بالتعليم، أما هو فقد كان يرى أن اكبر تكريم له هو العدد الضخم الذي تتلمذ على يديه.
بعد هذه الفترة أصبح عبدالجليل متنقلاً بين أبنائه الذين يعيشون كلهم في الخارج فمنهم من (تلوتر)، ومنهم من (تخلجن)، وما بدلوا تبديلا.. قضى في هذه التنقلات ما لا يقل عن عشر سنوات لم يعد فيها إلى البلد.. إلى أن اتى اليوم الذي قرر فيه العودة إلى البلد في اجازة قصيرة.
كان أكثر شوقاً لمدرسة (المبادئ) الثانوية التي قضى فيها أجمل أيام حياته وتدرج فيها من معلم صغير إلى أصبح مديراً لها، لذلك كان يشده لها شوق وحنين من نوع خاص، جعله في صباح اليوم التالي أول شيء فعله التوجه إلى المدرسة.
لم يتعرف عليه احد وهو في طريقه إلى المدرسة إلا قلة من الناس.. اكثر شيء لفت نظره ملابس الطلبة المتباينة ما بين (المبرقع)، والألوان الزاهية.. بعد أن مشى لثلث الساعة وصل لمكان المدرسة فوجد أن كل المكان قد تغير، ووجد ملصقات كثيرة على سورها، اخرج نظارة القراءة وهو يقول لنفسه:
=ما شاء الله باين الجمعيات الأدبية بقت مالية المدرسة جوا وبرا.
حينما دقق النظر في أحد الملصقات وجده مكتوباً عليه:
تشكيلة مدرسة الخمائل:
عصام كيمياء
عاطف احياء
السر رياضيات
حماد جغرافيا
لم يفهم عبدالجليل رغم اعادته للقراءة مرة واثنين وثلاث، توجه إلى الباب الرئيس للمدرسة فوجد مجموعة من الشباب يقومون بوضع لافتة على جانبه مكتوب عليها:
بشرى سارة.. منير (اسبوتنغ) رسمياً في (كشوفات) الخمائل!!.
لو سمحت يا ولدي النادي دا اسمه نادي شنو!!.
-دا ما نادي يا حاج.. دي مدرسة
=مدرسة.. مدرسة شنو البتخت (تشكيلة) وعصام كيمياء، و..
-يا حاج انت عايش وين..
=طيب و(المبادئ) وين؟!
باستغراب:
-والله يا حاج (المبادئ) دي إلا مسلسل.. لكن البلد دي كلها مافيها حاجة اسمها (المبادئ)!
-كيف مافي.. انا كنت مدير (المبادئ) دي.. بنيتها طوبة طوبة..تقول لي مافي!!.
يتدخل ثاني في النقاش:
-يا حاج المبادي دي وضعها شنو (ممتاز)، واللا (درجة أولى)، واللا تانية واللا (ليق)!!.
=ليق.. انا بسألك عن مدرسة!
-يا حاج عليك الله خلينا نشوف شغلنا.. الأيام دي ايام امتحانات الشهادة (نهاية موسم) يعني.. وبنستعد للـ(موسم الجديد).
وقبل أن يسترسل معهم في النقاش سمع صوت من خلفه يقول:
استاذ عبدالجليل.. اصلو ما بصدق.. ويدخل في سلام بالأحضان..
لم يتعرف عليه حاج عبدالجليل.. لكنه تظاهر بمعرفته عسى ولعل تسعفه الذاكرة باخراج اسمه.. ثم قال ذلك الشخص وهو يقوم باغلاق سيارته الفارهة بواسطة السنتر لوك:
=طبعاً ما عرفتني.. أنا محسن.. أنا واحد من تلامذتك.. وكان جابوني ليك هنا (خدمة وطنية) وفي أول شهر انت كنت سافرت!!.
-معليش يا ولدي.. عمك كبر.
=اتفضل جوا..
-الحقيقة انا كنت بسأل عن (المبادئ)؟!
ضحك محسن:
=ايوا دي هي نفسها المبادئ.. الحقيقة انا اشتريتها.. اصلي بعت بيتنا الكان في وسط البلد، واشتريت واحد تاني بعيد شوية.. وبفرق السعر اشتريت بيه المدرسة دي.. كدي عليك الله اتفضل عندنا اجتماع صغير كدا جوا انا عاوزك تحضروا معانا.. يمكن تحن تاني للتعليم وترجع لينا.
حاول عبدالجليل الاعتذار.. لكن محسن اصر عليه أن يحضر الاجتماع ليرى حجم (التطور) الهائل الذي طرأ على التعليم.
قبل بداية الاجتماع بدأ محسن بتعريف المجتمعين على الضيف:
=الراجل دا هو ابونا عبدالجليل.. اشهر مدير مر على المدرسة دي.. هو البناها طوبة طوبة زمان.. ثم قال موجهاً حديثه لعبد الجليل:
الأول دا فيصل أحسن سمسار اساتذة، و(كشاف) نوابغ ممتاز.. برصد لينا المعلمين الكويسين كويسين عشان نحن نقوم بضمهم لمدرستنا في (الموسم) الجديد، ومهمته التانية كمان يراقب لينا الطلبة أثناء (الموسم) ويشوف لينا النوابغ عشان نقوم (نسجلهم) معانا في المدرسة هنا.
=وليه.. انت عندك عجز؟!
ضحك محسن ثم قال:
-ابداً.. انت طبعاً ما عارف انو الاوضاع اتغيرت.. لانك من زمن (خُطة) التدريس 6-3-3، حالياً التدريس بقى علم قائم بذاته.. واستثمار، و(خُطة) التدريس كمان اتغيرت بقت 8-3 حتى انها تكون مواكبة.
ثم يواصل تعريفه ببقية المجتمعين:
البعدو داك سعيد المراقب المالي.. لانو القروش البتدخل المدرسة ما ساهلة عشان كدا محتاجين لمراقب مالي.. والاثنين الجنبو ديلك محاسبين والباقين ديلك اعضاء مجلس إدارة.
=ووين الوكيل.. والناظر؟!
-وكيل وناظر شنو يا حاج عشان يعملوا شنو.. انحنا اعلى حاجة عندنا هنا بقت (الالفة)؟!
عند هذا الحد قام عبدالجليل مستاذناً وهو يقول:
=خلاص انا اسيبكم تشوفوا شغلكم وامشي واجي ان شاء الله في يوم اجتماع (مجلس الآباء) عشان دا الجيل الوحيد الممكن الاقي فيه ناس بتعرفني.
ضحك المجتمعون ثم قال محسن:
-مجلس آباء.. آباء شنو ومجلس شنو يا حاج.. الآباء ديل بجونا هنا أيام دفع الأقساط.. يا اما يجو يدفعوا.. أو يجو (يحنسو) عشان ناجل ليهم قسط.. حالياً يا حاج في مجلس (امناء) بس.
انهار عبدالجليل على المقعد وهو يصرخ:
=القراية بقت بالاقساط؟!.
-ايوا يا حاج.. لكن اقساط مريحة جداً، فانت عشان تعلم أولادك تعليم كويس لازم تدفع.. لانو ديل هم الاستثمار الحقيقي ليك.. والزمن حالياً بقى مختلف و(المنافسة) بقت شديدة بين المدارس، وعندنا هنا في المدارس الخاصة انت بتضمن انو ولدك في ايد امينة لكن هناك لا، والفصول مكيفة لكن هناك مافي فصول ذاتو عشان تتكيف، وبنقدم وجبة.. وبنديهم لبس، وهنا بكون في عشرين طالب مشتركين في المركز الأول.. لكن في مدارس (الليق) بكون في عشرين طالب مشتركين في كتاب!!.
=مدارس الليق؟!
-ايوا يا حاج.. دي مدارس درجة تالتة.. بدخلوها (البروتاريا).. وانحنا هنا ناس (التعليم الممتاز).. لكن لو في واحد مبرز ونابغة منهم بندعم بيه (صفوف) المدرسة، ونجيبو (محترف).
عبدالجليل بانهيار:
=محترف؟!.
-ايوا محترف.. لانو المدارس بقت سمعة.. لازم انت تعمل سمعة كويسة عشان تقدر تنافس.
=تنافس منو؟!
-ننافس بيها في الدوري الدراسي.
=والطالب بدفع كم؟!
-ما كتير.. يعني زي تلاتة مليون كدا (بس)..
عبدالجليل صارخاً:
=تلاتة مليون في تلاتة سنين.. ياخي حرام عليك.. ياخي المبلغ دا زمان كان ميزانية الوزارة كلها.
محسن بحذر:
-يا حاج التلاتة مليون دي في السنة!!
=في شـ..شـ نـو.. اس.. اس.. السنة بتلاتة مليون.. حسبي الله ونعم الوكيل.
=اقول ليك حاجة.. انحنا (أرخص) مدرسة، وبتقدم براح في الدفع.. لكن في مدارس لو ما دفعت حق السنة كامل ولدك والله ما (يدقها).
-كيف يعني؟!
=يعني زي مدرسة (الانتماء) ديل ماسكين المركز الأول ليهم سنين لكن انت عارف عملوا شنو؟!
عبدالجليل باستسلام:
-اها عملوا شنو؟!
=ديل يا سيدي جابوا ليهم (محترفين) من تركيا.. وكمان ناظر المدرسة (برازيلي) عشان يرفعوا مستوى المدرسة!!.
في هذه اللحظة دخل رفعت وهو يحمل في يده صحيفة (الاستيكة): =شفتو ناس مدرسة الشتول عملوا شنو؟!
رد محسن بسرعة:
-عملوا شنو.. ما تقول لي (سجلو) استاذ عباس!!.
=هم قالوا استاذ عباس حالياً في (غرفة تسجيلاتهم) والمشرف على عملية التسجيل دي (الفيزياوي) نفسه!!.
ثم يقوم بطي الصحيفة على صورة رجل يرتدي نظارة سوداء ومعه شخص مبتسم مكتوب عليها: استاذ عباس في قبضتنا.
=الجريدة ما جايبة تفاصيل العقد؟!.
-لا ابداً لكن اكيد بكونوا ساوه بـ(المحترفين)!!
أخذ حاج عبدالجليل الصحيفة وأخذ يقلب في صفحاتها وهو غير مصدق.. بينما انشغل محسن ومن معه في مناقشة الرسوم الدراسية.. ومن مِن التلاميذ المبرزين الذين يمكنم الاستفادة منهم في دعم (مشوار) المدرسة في (الموسم الدراسي الجديد)، ومن مَن الاساتذة الذين سيتم (فك تسجيلهم) والاستغناء عن خدماتهم.
قرأ عبدالجليل المانشيت الرئيسي الذي كان مكتوباً فيه:
استاذ علوب للـ(ستيكة): لو وزنوني(دروس خصوصية) لن أُدرس في غير مدرسة الشتول!!.
محطتي القادمة (الاحتراف) في مدارس اليمن!!
مدرسة الشتول تجنس استاد التاريخ النيجيري، وتشطب استاد الفنون!!
مدرسة النوابغ (تُعير) استاد الانجليزي إلى مدرسة بن الافطح!!
مدرسة موناكو الثانوية بنين تطلب خدمات (نجم) الكيمياء موسى.. والناظر يرفض!!.
اتحاد المعلمين يرفض تسجيل بكري لمدرسة النضال!!
أما المانشيت الثاني فمكتوب فيه:
في حواره مع (الاستيكة) مدير مدرسة الكواكب (الألماني):
المركز الأول هذا العام مسؤوليتي في الشهادة.. وعلى بقية المدارس المنافسة في بقية المراكز!!.
خُطة تدريسنا لهذا الموسم هي 4-4-2.
الفيزياوي: استاذ علوب في (غرفة تسجيلاتنا).. وهذه الصور للمشككين!!.
محترف مدرسة الشتول النيجيري: احببت التدريس في الشتول لأنها ترتدي نفس الوان مدرستي في نيجيريا!
اسعد دُرة المدارس النموذجية: منذ صغري وانا احب مدرسة الكواكب.. ولمن يشككون في مقدراتي اقول لهم: ان ردي سيكون في (الورقة).
حركة تسجيلات المعلمين ليوم أمس:
في حركة التسجيلات قامت مدرسة (النوابغ) وسط اجراءات أمنية مشددة بضم معلم الفيزياء عثمان الذي اتى وسط مجلس إدارة المدرسة، المنتقل من مدرسة (الشوارد)، بينما قامت مدرسة (العواصم) بـ(إعارة) حمدان لمدرسة (الشواهد) الذي قال مديرها إن مدرستنا لن تكون مخزنناً لبقية المدارس، وسيكون لنا كلمتنا في هذا (الموسم).
أما على صعيد الطلاب فقد خلت الساحة يوم من أمس إلا من تسجيل طالب من مدرسة (البروتاريا) في مدرسة الشتول.
في هذا الأثناء دخل رجل في العقد الرابع من عمره وهو يحمل في يديه كيس مملوء بالنقود ويسال عن محسن.
محسن:
=مرحب بيك!
-الحقيقة انا ولي امر تلميذ معاكم هنا، السنة الفاتت انتو قلتو لي ح نعمل ليك (دسكاون) لو جبت ولدك التاني عشان يجيكم في المدرسة هنا!
=ايوا صحيح.. ونحن عند كلمتنا!!
ثم يوجه كلامه للمحاسب الذي قام من فوره وذهب معه إلى المكتب المجاور.
أحد اعضاء مجلس الإدارة قائلاً:
=انحنا السنة دي خطة الدراسة كيف يا محسن، (مجموعات) واللا (دوري من دورة واحدة)؟!
-لا مجموعات..
لم يستطع عبدالجليل الجلوس اكثر من ذلك فعقله لم يعد قادراً على استيعاب ما يسمعه، لذلك استاذن عائداً إلى المنزل، في العربة التي استغلها للوصول إلى المنزل كان السائق يعبث بمؤشر الراديو للوصول لاذاعة معينة يبدو أنه من المهتمين والمتابعين لاحد برامجها الذي ياتي في هذا التوقيت، وبعد عدة محاولات جاء الصوت منساباً ليقول المذيع:
(عااااالم الدراسة) ثم صوت موسيقته المعهودة، ثم المذيع مستعرضاً لفقرات البرنامج.. وجولة (المدارس) التي تحدثت عن استعدادات المدارس للـ(موسم الدراسي الجديد)، ثم تحدث عن (تنقلات) المعلمين، حتى وصل إلى الفقرة الرئيسية والتي تتحدث عن امتحان الشهادة الرئيسية والتي قال عنها المذيع إن المدارس اكملت كافة استعداداتها للامتحانات.. فاليوم هو يوم الطلبة، ولا شيء سيوقف (المد التعليمي) الذي سينثر الأفراح في كل المنازل.. فلا (فيزياء) ولا (كيمياء) ولا تلك.. ولا الدنيا باجمعها ستقف في وجه (الموج الطلابي) الذي سوف (يكتسح) كل (مواد) المجموعة الاولى (علمي) التي يطلقون عليها مجموعة الموت، أما المجموعة الثانية (أدبي) والتي ينازل فيها الطلبة (مواد) من العيار الثقيل.. فلا تقل شراسة عن المجموعة الأولى.
نأمل أن نسمع زغاريد الأفراح تنشر الفرح في كل منزل.. حتى يجني الأهل ما زرعوه طيلة هذه الفترة، وسيقوم (مايكرفون عالم الدراسة) بتغطية الاحداث أولاً باول. أيها الأخوة الدارسون إلىىىىىىىىىى لقاء.
بعد ان عاد إلى المنزل اغلق باب الغرفة عليه وجلس يتصل بابنه ليخبره بأنه سوف يأتي غداً على أول طائرة مغادرة، لم يحاول ابنه ثنيه عن قراره أو حتى مناقشته، وبالفعل سافر عبدالجليل و(الغصة تطعن في الحلق)، ومعاهداً نفسه على عدم تكرار مثل هذه الاجازة مرة أخرى.
بعد عشر سنوات أخرى رن الهاتف في منزل ابنه بالخارج لينعي الناعي وفاة الأخ الشقيق لعبد الجليل، ليجد عبدالجليل نفسه مجبراً على النزول إلى البلد لتلقي واجب العزاء، وفي اليوم التالي كان بين الأهل يتلقى العزاء والفواتح.. اضطرته الظروف لأن يذهب بجوار مدرسته السابقة.. في هذه المرة لم يجد العددية الضخمة من الملصقات وهي تملأ سور المدرسة.. لكن كان هناك ملصق واحد.. امر سائق العربة أن يتوقف.. فترجل منها ولبس نظارته ليقرأ ما هو مكتوب على الملصق فقرأ:
بعد نجاح البومها السابق (حساب المثلثات) الآن بالأسواق حنان غُرزة في البومها الجديد (المبتدأ والخبر)!!.
بوز البوز
بالأمس كاد المعلم أن يكون (رسولا).. واليوم أصبح المعلم (فريسة) للمدارس الخاصة لضعف المرتبات فيما سواها.. نخشى أن يتحول المعلم غداً في ظل الوضع القاسي إلى (جمرة خبيثة) لا يعمل إلا بـ(الدفع المقدم)!!
(منقول....ضفاري)
عبدالجليل رجل حباه المولى سبحانه وتعالى بشق من زينة الحياة الدنيا وهم البنون، فكان لديه سبعة أبناء من ذكور واناث، منذ صغره عشق عبدالجليل التعليم، فلم يكن في يوم من الأيام يحلم بأن يصبح في المستقبل طبيباً أو مهندساً كبقية أقرانه.. إنما كان جل طموحه أن يكون معلماً صاحب رسالة في هذه الفانية.. وتحقق له ذلك فقد كان من ابرز معلمي المنطقة، ولم يستغرب زملاءه حينما اصبح مديراً لإحدى المدارس وهو في عمر صغير نسبياً.
حينما بلغ (أرذل العمر) وشعر بأنه غير قادر على العطاء تقدم بطلب اعفائه من منصبه حتى يفسح المجال لغيره من الجيل القادم، وتم تكريمه من كل من له صلة بالتعليم، أما هو فقد كان يرى أن اكبر تكريم له هو العدد الضخم الذي تتلمذ على يديه.
بعد هذه الفترة أصبح عبدالجليل متنقلاً بين أبنائه الذين يعيشون كلهم في الخارج فمنهم من (تلوتر)، ومنهم من (تخلجن)، وما بدلوا تبديلا.. قضى في هذه التنقلات ما لا يقل عن عشر سنوات لم يعد فيها إلى البلد.. إلى أن اتى اليوم الذي قرر فيه العودة إلى البلد في اجازة قصيرة.
كان أكثر شوقاً لمدرسة (المبادئ) الثانوية التي قضى فيها أجمل أيام حياته وتدرج فيها من معلم صغير إلى أصبح مديراً لها، لذلك كان يشده لها شوق وحنين من نوع خاص، جعله في صباح اليوم التالي أول شيء فعله التوجه إلى المدرسة.
لم يتعرف عليه احد وهو في طريقه إلى المدرسة إلا قلة من الناس.. اكثر شيء لفت نظره ملابس الطلبة المتباينة ما بين (المبرقع)، والألوان الزاهية.. بعد أن مشى لثلث الساعة وصل لمكان المدرسة فوجد أن كل المكان قد تغير، ووجد ملصقات كثيرة على سورها، اخرج نظارة القراءة وهو يقول لنفسه:
=ما شاء الله باين الجمعيات الأدبية بقت مالية المدرسة جوا وبرا.
حينما دقق النظر في أحد الملصقات وجده مكتوباً عليه:
تشكيلة مدرسة الخمائل:
عصام كيمياء
عاطف احياء
السر رياضيات
حماد جغرافيا
لم يفهم عبدالجليل رغم اعادته للقراءة مرة واثنين وثلاث، توجه إلى الباب الرئيس للمدرسة فوجد مجموعة من الشباب يقومون بوضع لافتة على جانبه مكتوب عليها:
بشرى سارة.. منير (اسبوتنغ) رسمياً في (كشوفات) الخمائل!!.
لو سمحت يا ولدي النادي دا اسمه نادي شنو!!.
-دا ما نادي يا حاج.. دي مدرسة
=مدرسة.. مدرسة شنو البتخت (تشكيلة) وعصام كيمياء، و..
-يا حاج انت عايش وين..
=طيب و(المبادئ) وين؟!
باستغراب:
-والله يا حاج (المبادئ) دي إلا مسلسل.. لكن البلد دي كلها مافيها حاجة اسمها (المبادئ)!
-كيف مافي.. انا كنت مدير (المبادئ) دي.. بنيتها طوبة طوبة..تقول لي مافي!!.
يتدخل ثاني في النقاش:
-يا حاج المبادي دي وضعها شنو (ممتاز)، واللا (درجة أولى)، واللا تانية واللا (ليق)!!.
=ليق.. انا بسألك عن مدرسة!
-يا حاج عليك الله خلينا نشوف شغلنا.. الأيام دي ايام امتحانات الشهادة (نهاية موسم) يعني.. وبنستعد للـ(موسم الجديد).
وقبل أن يسترسل معهم في النقاش سمع صوت من خلفه يقول:
استاذ عبدالجليل.. اصلو ما بصدق.. ويدخل في سلام بالأحضان..
لم يتعرف عليه حاج عبدالجليل.. لكنه تظاهر بمعرفته عسى ولعل تسعفه الذاكرة باخراج اسمه.. ثم قال ذلك الشخص وهو يقوم باغلاق سيارته الفارهة بواسطة السنتر لوك:
=طبعاً ما عرفتني.. أنا محسن.. أنا واحد من تلامذتك.. وكان جابوني ليك هنا (خدمة وطنية) وفي أول شهر انت كنت سافرت!!.
-معليش يا ولدي.. عمك كبر.
=اتفضل جوا..
-الحقيقة انا كنت بسأل عن (المبادئ)؟!
ضحك محسن:
=ايوا دي هي نفسها المبادئ.. الحقيقة انا اشتريتها.. اصلي بعت بيتنا الكان في وسط البلد، واشتريت واحد تاني بعيد شوية.. وبفرق السعر اشتريت بيه المدرسة دي.. كدي عليك الله اتفضل عندنا اجتماع صغير كدا جوا انا عاوزك تحضروا معانا.. يمكن تحن تاني للتعليم وترجع لينا.
حاول عبدالجليل الاعتذار.. لكن محسن اصر عليه أن يحضر الاجتماع ليرى حجم (التطور) الهائل الذي طرأ على التعليم.
قبل بداية الاجتماع بدأ محسن بتعريف المجتمعين على الضيف:
=الراجل دا هو ابونا عبدالجليل.. اشهر مدير مر على المدرسة دي.. هو البناها طوبة طوبة زمان.. ثم قال موجهاً حديثه لعبد الجليل:
الأول دا فيصل أحسن سمسار اساتذة، و(كشاف) نوابغ ممتاز.. برصد لينا المعلمين الكويسين كويسين عشان نحن نقوم بضمهم لمدرستنا في (الموسم) الجديد، ومهمته التانية كمان يراقب لينا الطلبة أثناء (الموسم) ويشوف لينا النوابغ عشان نقوم (نسجلهم) معانا في المدرسة هنا.
=وليه.. انت عندك عجز؟!
ضحك محسن ثم قال:
-ابداً.. انت طبعاً ما عارف انو الاوضاع اتغيرت.. لانك من زمن (خُطة) التدريس 6-3-3، حالياً التدريس بقى علم قائم بذاته.. واستثمار، و(خُطة) التدريس كمان اتغيرت بقت 8-3 حتى انها تكون مواكبة.
ثم يواصل تعريفه ببقية المجتمعين:
البعدو داك سعيد المراقب المالي.. لانو القروش البتدخل المدرسة ما ساهلة عشان كدا محتاجين لمراقب مالي.. والاثنين الجنبو ديلك محاسبين والباقين ديلك اعضاء مجلس إدارة.
=ووين الوكيل.. والناظر؟!
-وكيل وناظر شنو يا حاج عشان يعملوا شنو.. انحنا اعلى حاجة عندنا هنا بقت (الالفة)؟!
عند هذا الحد قام عبدالجليل مستاذناً وهو يقول:
=خلاص انا اسيبكم تشوفوا شغلكم وامشي واجي ان شاء الله في يوم اجتماع (مجلس الآباء) عشان دا الجيل الوحيد الممكن الاقي فيه ناس بتعرفني.
ضحك المجتمعون ثم قال محسن:
-مجلس آباء.. آباء شنو ومجلس شنو يا حاج.. الآباء ديل بجونا هنا أيام دفع الأقساط.. يا اما يجو يدفعوا.. أو يجو (يحنسو) عشان ناجل ليهم قسط.. حالياً يا حاج في مجلس (امناء) بس.
انهار عبدالجليل على المقعد وهو يصرخ:
=القراية بقت بالاقساط؟!.
-ايوا يا حاج.. لكن اقساط مريحة جداً، فانت عشان تعلم أولادك تعليم كويس لازم تدفع.. لانو ديل هم الاستثمار الحقيقي ليك.. والزمن حالياً بقى مختلف و(المنافسة) بقت شديدة بين المدارس، وعندنا هنا في المدارس الخاصة انت بتضمن انو ولدك في ايد امينة لكن هناك لا، والفصول مكيفة لكن هناك مافي فصول ذاتو عشان تتكيف، وبنقدم وجبة.. وبنديهم لبس، وهنا بكون في عشرين طالب مشتركين في المركز الأول.. لكن في مدارس (الليق) بكون في عشرين طالب مشتركين في كتاب!!.
=مدارس الليق؟!
-ايوا يا حاج.. دي مدارس درجة تالتة.. بدخلوها (البروتاريا).. وانحنا هنا ناس (التعليم الممتاز).. لكن لو في واحد مبرز ونابغة منهم بندعم بيه (صفوف) المدرسة، ونجيبو (محترف).
عبدالجليل بانهيار:
=محترف؟!.
-ايوا محترف.. لانو المدارس بقت سمعة.. لازم انت تعمل سمعة كويسة عشان تقدر تنافس.
=تنافس منو؟!
-ننافس بيها في الدوري الدراسي.
=والطالب بدفع كم؟!
-ما كتير.. يعني زي تلاتة مليون كدا (بس)..
عبدالجليل صارخاً:
=تلاتة مليون في تلاتة سنين.. ياخي حرام عليك.. ياخي المبلغ دا زمان كان ميزانية الوزارة كلها.
محسن بحذر:
-يا حاج التلاتة مليون دي في السنة!!
=في شـ..شـ نـو.. اس.. اس.. السنة بتلاتة مليون.. حسبي الله ونعم الوكيل.
=اقول ليك حاجة.. انحنا (أرخص) مدرسة، وبتقدم براح في الدفع.. لكن في مدارس لو ما دفعت حق السنة كامل ولدك والله ما (يدقها).
-كيف يعني؟!
=يعني زي مدرسة (الانتماء) ديل ماسكين المركز الأول ليهم سنين لكن انت عارف عملوا شنو؟!
عبدالجليل باستسلام:
-اها عملوا شنو؟!
=ديل يا سيدي جابوا ليهم (محترفين) من تركيا.. وكمان ناظر المدرسة (برازيلي) عشان يرفعوا مستوى المدرسة!!.
في هذه اللحظة دخل رفعت وهو يحمل في يده صحيفة (الاستيكة): =شفتو ناس مدرسة الشتول عملوا شنو؟!
رد محسن بسرعة:
-عملوا شنو.. ما تقول لي (سجلو) استاذ عباس!!.
=هم قالوا استاذ عباس حالياً في (غرفة تسجيلاتهم) والمشرف على عملية التسجيل دي (الفيزياوي) نفسه!!.
ثم يقوم بطي الصحيفة على صورة رجل يرتدي نظارة سوداء ومعه شخص مبتسم مكتوب عليها: استاذ عباس في قبضتنا.
=الجريدة ما جايبة تفاصيل العقد؟!.
-لا ابداً لكن اكيد بكونوا ساوه بـ(المحترفين)!!
أخذ حاج عبدالجليل الصحيفة وأخذ يقلب في صفحاتها وهو غير مصدق.. بينما انشغل محسن ومن معه في مناقشة الرسوم الدراسية.. ومن مِن التلاميذ المبرزين الذين يمكنم الاستفادة منهم في دعم (مشوار) المدرسة في (الموسم الدراسي الجديد)، ومن مَن الاساتذة الذين سيتم (فك تسجيلهم) والاستغناء عن خدماتهم.
قرأ عبدالجليل المانشيت الرئيسي الذي كان مكتوباً فيه:
استاذ علوب للـ(ستيكة): لو وزنوني(دروس خصوصية) لن أُدرس في غير مدرسة الشتول!!.
محطتي القادمة (الاحتراف) في مدارس اليمن!!
مدرسة الشتول تجنس استاد التاريخ النيجيري، وتشطب استاد الفنون!!
مدرسة النوابغ (تُعير) استاد الانجليزي إلى مدرسة بن الافطح!!
مدرسة موناكو الثانوية بنين تطلب خدمات (نجم) الكيمياء موسى.. والناظر يرفض!!.
اتحاد المعلمين يرفض تسجيل بكري لمدرسة النضال!!
أما المانشيت الثاني فمكتوب فيه:
في حواره مع (الاستيكة) مدير مدرسة الكواكب (الألماني):
المركز الأول هذا العام مسؤوليتي في الشهادة.. وعلى بقية المدارس المنافسة في بقية المراكز!!.
خُطة تدريسنا لهذا الموسم هي 4-4-2.
الفيزياوي: استاذ علوب في (غرفة تسجيلاتنا).. وهذه الصور للمشككين!!.
محترف مدرسة الشتول النيجيري: احببت التدريس في الشتول لأنها ترتدي نفس الوان مدرستي في نيجيريا!
اسعد دُرة المدارس النموذجية: منذ صغري وانا احب مدرسة الكواكب.. ولمن يشككون في مقدراتي اقول لهم: ان ردي سيكون في (الورقة).
حركة تسجيلات المعلمين ليوم أمس:
في حركة التسجيلات قامت مدرسة (النوابغ) وسط اجراءات أمنية مشددة بضم معلم الفيزياء عثمان الذي اتى وسط مجلس إدارة المدرسة، المنتقل من مدرسة (الشوارد)، بينما قامت مدرسة (العواصم) بـ(إعارة) حمدان لمدرسة (الشواهد) الذي قال مديرها إن مدرستنا لن تكون مخزنناً لبقية المدارس، وسيكون لنا كلمتنا في هذا (الموسم).
أما على صعيد الطلاب فقد خلت الساحة يوم من أمس إلا من تسجيل طالب من مدرسة (البروتاريا) في مدرسة الشتول.
في هذا الأثناء دخل رجل في العقد الرابع من عمره وهو يحمل في يديه كيس مملوء بالنقود ويسال عن محسن.
محسن:
=مرحب بيك!
-الحقيقة انا ولي امر تلميذ معاكم هنا، السنة الفاتت انتو قلتو لي ح نعمل ليك (دسكاون) لو جبت ولدك التاني عشان يجيكم في المدرسة هنا!
=ايوا صحيح.. ونحن عند كلمتنا!!
ثم يوجه كلامه للمحاسب الذي قام من فوره وذهب معه إلى المكتب المجاور.
أحد اعضاء مجلس الإدارة قائلاً:
=انحنا السنة دي خطة الدراسة كيف يا محسن، (مجموعات) واللا (دوري من دورة واحدة)؟!
-لا مجموعات..
لم يستطع عبدالجليل الجلوس اكثر من ذلك فعقله لم يعد قادراً على استيعاب ما يسمعه، لذلك استاذن عائداً إلى المنزل، في العربة التي استغلها للوصول إلى المنزل كان السائق يعبث بمؤشر الراديو للوصول لاذاعة معينة يبدو أنه من المهتمين والمتابعين لاحد برامجها الذي ياتي في هذا التوقيت، وبعد عدة محاولات جاء الصوت منساباً ليقول المذيع:
(عااااالم الدراسة) ثم صوت موسيقته المعهودة، ثم المذيع مستعرضاً لفقرات البرنامج.. وجولة (المدارس) التي تحدثت عن استعدادات المدارس للـ(موسم الدراسي الجديد)، ثم تحدث عن (تنقلات) المعلمين، حتى وصل إلى الفقرة الرئيسية والتي تتحدث عن امتحان الشهادة الرئيسية والتي قال عنها المذيع إن المدارس اكملت كافة استعداداتها للامتحانات.. فاليوم هو يوم الطلبة، ولا شيء سيوقف (المد التعليمي) الذي سينثر الأفراح في كل المنازل.. فلا (فيزياء) ولا (كيمياء) ولا تلك.. ولا الدنيا باجمعها ستقف في وجه (الموج الطلابي) الذي سوف (يكتسح) كل (مواد) المجموعة الاولى (علمي) التي يطلقون عليها مجموعة الموت، أما المجموعة الثانية (أدبي) والتي ينازل فيها الطلبة (مواد) من العيار الثقيل.. فلا تقل شراسة عن المجموعة الأولى.
نأمل أن نسمع زغاريد الأفراح تنشر الفرح في كل منزل.. حتى يجني الأهل ما زرعوه طيلة هذه الفترة، وسيقوم (مايكرفون عالم الدراسة) بتغطية الاحداث أولاً باول. أيها الأخوة الدارسون إلىىىىىىىىىى لقاء.
بعد ان عاد إلى المنزل اغلق باب الغرفة عليه وجلس يتصل بابنه ليخبره بأنه سوف يأتي غداً على أول طائرة مغادرة، لم يحاول ابنه ثنيه عن قراره أو حتى مناقشته، وبالفعل سافر عبدالجليل و(الغصة تطعن في الحلق)، ومعاهداً نفسه على عدم تكرار مثل هذه الاجازة مرة أخرى.
بعد عشر سنوات أخرى رن الهاتف في منزل ابنه بالخارج لينعي الناعي وفاة الأخ الشقيق لعبد الجليل، ليجد عبدالجليل نفسه مجبراً على النزول إلى البلد لتلقي واجب العزاء، وفي اليوم التالي كان بين الأهل يتلقى العزاء والفواتح.. اضطرته الظروف لأن يذهب بجوار مدرسته السابقة.. في هذه المرة لم يجد العددية الضخمة من الملصقات وهي تملأ سور المدرسة.. لكن كان هناك ملصق واحد.. امر سائق العربة أن يتوقف.. فترجل منها ولبس نظارته ليقرأ ما هو مكتوب على الملصق فقرأ:
بعد نجاح البومها السابق (حساب المثلثات) الآن بالأسواق حنان غُرزة في البومها الجديد (المبتدأ والخبر)!!.
بوز البوز
بالأمس كاد المعلم أن يكون (رسولا).. واليوم أصبح المعلم (فريسة) للمدارس الخاصة لضعف المرتبات فيما سواها.. نخشى أن يتحول المعلم غداً في ظل الوضع القاسي إلى (جمرة خبيثة) لا يعمل إلا بـ(الدفع المقدم)!!
فلس- نشط مميز
رد: عالم الدراسة
بدا التعليم الخاص بالسودان في الخمسينات من القرن الماضى مع التعليم المتوسط والثانوى فقط ذلك بمبادرة من الاستاذ / ميسرة السراج من اسرة الشيخ الطيب السراج، حيث انتشرت مدارسه بالعاصمة، عاملة على نفس نسق البعثة التعليمية المصرية، وهذة المدارس لا زالت تعمل حتى اليوم.
كانت تلك المدارس ممنهجة وتربوية فيها العلم يسوق الطالب الى المعلم , استمر الحال الى ان جات التسعينات حيث أصبح القرش يسوق المعلم ويطرد الطالب..... وغابت الصفة المنهجية و التربوية للمدارس الخاصة وسط زخم " الكاش داون" ....
فعلاً يا عباسي أصبح المعلم " الناجح : ليس النجاح المطلق ولكنه بمقاييس اليوم " يفك تسجيلاته من مدرسة وينط في مدرسة أخرى وترتفع أسهمه .وحتى الطلاب أصبحوا فريسة لهذا النوع من التعليم فالنوابغ ممكن يدرسّوا مجان كي يرفعوا رصيد المدرسة من العشرة الأوائل المبشرين بدخول أعرق الكليات ... وعمك عبدالجليل في قصتك الجميلة الواقعية ياعباسي عايش على الماضي .. و الماضي ولى زمان..
كانت تلك المدارس ممنهجة وتربوية فيها العلم يسوق الطالب الى المعلم , استمر الحال الى ان جات التسعينات حيث أصبح القرش يسوق المعلم ويطرد الطالب..... وغابت الصفة المنهجية و التربوية للمدارس الخاصة وسط زخم " الكاش داون" ....
فعلاً يا عباسي أصبح المعلم " الناجح : ليس النجاح المطلق ولكنه بمقاييس اليوم " يفك تسجيلاته من مدرسة وينط في مدرسة أخرى وترتفع أسهمه .وحتى الطلاب أصبحوا فريسة لهذا النوع من التعليم فالنوابغ ممكن يدرسّوا مجان كي يرفعوا رصيد المدرسة من العشرة الأوائل المبشرين بدخول أعرق الكليات ... وعمك عبدالجليل في قصتك الجميلة الواقعية ياعباسي عايش على الماضي .. و الماضي ولى زمان..
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: عالم الدراسة
من يرفع المعلم ويشهره هو الطالب لذلك مادّيا فيما يخص ادارات المدارس الخاصه تقييم الطلّاب أهم من تقييم الموجه ان وجد.
المعلم الذائع الصيت فى اوساط طلابه هو المعلم المعنى بتسجيلات الحبيب العباسى حيث كل مدراء وملّاك المدارس الخاصه يتابعون انطباعات الطلاب عن معلميهم ومن يجدون انه استحوذ على اعجاب الطلاب بلا شك يسعون لضمه حتى يكون سببا فى تسجيل اكبر قدر من الطلاب وما المدارس الخاصه الا مؤسسات تجاريه ولكن لا أحد يستطيع انكار فائدها للطلاب قياسا بالمدارس الحكوميه
المعلم الذائع الصيت فى اوساط طلابه هو المعلم المعنى بتسجيلات الحبيب العباسى حيث كل مدراء وملّاك المدارس الخاصه يتابعون انطباعات الطلاب عن معلميهم ومن يجدون انه استحوذ على اعجاب الطلاب بلا شك يسعون لضمه حتى يكون سببا فى تسجيل اكبر قدر من الطلاب وما المدارس الخاصه الا مؤسسات تجاريه ولكن لا أحد يستطيع انكار فائدها للطلاب قياسا بالمدارس الحكوميه
عوض السيد ابراهيم- مشرف المنتدى العام
رد: عالم الدراسة
شكرا الفاتح شكرا عوض السيد علي المرور
لكن هذه هي الحقيقةيعني الماعندو قرش الله يكون في عونه يعني ممكن يكون في طالب ذكي لكن لقلة ذات اليد لايمكن ان يدرس في هذه المدارس وهم كثر
والشيء التاني المدارس الخاصة تكلفتها عالية جدا
والشيء التالي العالم كله عدد سنين الدراسة قبل الجامعة 12 سنة في السودان نقص الي 11 سنة يعني الآن الاكملوا تامنة حدث ولاحرج
نحن وقتها ذهبنا للهند للدراسة كان هنالك الطلاب الصوماليين الوحيدين الذين لم يتم قبولهم الي الجامعة مباشرتا لماذا لانه درسوا 11 سنة فقط لذلك يكملوا ثالثة ثانوي بعد ذلك يتم قبولهم للجامعة يعني يتموا السنة ال12
نسأل الله ان يكون في عون الكل
لكن هذه هي الحقيقةيعني الماعندو قرش الله يكون في عونه يعني ممكن يكون في طالب ذكي لكن لقلة ذات اليد لايمكن ان يدرس في هذه المدارس وهم كثر
والشيء التاني المدارس الخاصة تكلفتها عالية جدا
والشيء التالي العالم كله عدد سنين الدراسة قبل الجامعة 12 سنة في السودان نقص الي 11 سنة يعني الآن الاكملوا تامنة حدث ولاحرج
نحن وقتها ذهبنا للهند للدراسة كان هنالك الطلاب الصوماليين الوحيدين الذين لم يتم قبولهم الي الجامعة مباشرتا لماذا لانه درسوا 11 سنة فقط لذلك يكملوا ثالثة ثانوي بعد ذلك يتم قبولهم للجامعة يعني يتموا السنة ال12
نسأل الله ان يكون في عون الكل
فلس- نشط مميز
رد: عالم الدراسة
فلس شكرا على الموضوع الجميل00ولا راى لنا بعد الخبراء
غريق كمبال- مشرف المنتدى الاقتصادى
رد: عالم الدراسة
شكرا لك غريق
من هولاء الخبراءالذي تقصد كل الناس اصبحت خبراءوفي مجال غير تخصصه والشواهد كثيرة
من هولاء الخبراءالذي تقصد كل الناس اصبحت خبراءوفي مجال غير تخصصه والشواهد كثيرة
فلس- نشط مميز
القرش يسوق المعلم ويطرد الطالب
الخال محمد سعيد..موضوع رائع وثر وحيوي وإن كان بإسلوب الكاتب الساخر ولكنه واقع معاش يمشي على قدمين ...ما أقسى أن يتحول التعليم في بلادي إلى سلعة تجارية لمن له المقدرة على أن (يشتري) تعليماً جيداً لأبنائه ..اما الذي لا يملك كان الله في عونه وعون أبنائه ..وكان الله في عون مبادئ عم عبدالجليل..والله كريم ولطيف بعباده وقادر على الذين تسببو وإنحدروا بالتعليم إلى هذا الدرك السحيق في السودان تلك القطط السمان التي تنتفخ وتثرى على حساب البسطاء والغلابة..وصدقت أخي الفاتح أصبح القرش يسوق المعلم ويطرد الطالب ويا لبؤس المعادلة المعاشة واقعاً.
اشرف بشرى إدريس- مبدع مميز
رد: عالم الدراسة
شكر الله الكاتب والناقل
والله موضوع مليان واري ان من بيدهم الامر سيكتفون بابتسامة صفراء
والله موضوع مليان واري ان من بيدهم الامر سيكتفون بابتسامة صفراء
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
مواضيع مماثلة
» القصــيدة اليتيمة ( الوحيــدة و التي قتلت قائلها )
» إلى الابن بدرالدين حامد
» الألـــفى ...... شعر محي الدين الفاتح
» أمريكا تعلن فتح باب الدراسة للطــــلاب السودانيين
» زكريات الدراسة من ابوجبيهة الجنوبية الى المتوسطة
» إلى الابن بدرالدين حامد
» الألـــفى ...... شعر محي الدين الفاتح
» أمريكا تعلن فتح باب الدراسة للطــــلاب السودانيين
» زكريات الدراسة من ابوجبيهة الجنوبية الى المتوسطة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى