(يامولاي آهــ من غُلبيَ) أغنية الدوبيت ..... أسعد الطيب العباسي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
(يامولاي آهــ من غُلبيَ) أغنية الدوبيت ..... أسعد الطيب العباسي
ذكر لي الأستاذ علاء الدين أنه كان يلقي محاضرة بقاعة الصداقة عن الشعر القومي، وكان يأتي من خلالها بنماذج شعرية من الدوبيت وذلك على أسماع وفد من دولة قطر ضم أدباء وشعراء شعبيين أتوا لدراسة أدبنا القومي، وقد أم المحاضرة جمع من طلاب الجامعات السودانية، ولم يلبث أعضاء الوفد القطري أن أطلقوا صيحات وآهات الإعجاب،بينما كان الطلاب السودانيون يطالبون المحاضر بشرح ما يلقيه عليهم من دوبيت، آلم هذا الأمر أستاذنا علاء الدين وهو يتساءل كيف يفهم القطريون الدوبيت السوداني ولا يفهمه طلبة جامعاتنا السودانية، فقفزت الى ذهنه فكرة وهي تقديم الدوبيت مموسقاً وملحناً حتى يُصيب وجدان الأجيال الشابة، وبالفعل قام باختيار عدد من المربعات الشعرية من الدوبيت متوخياً فيها السلاسة والعذوبة والسهولة وقوة المعاني لشعراء ستة هم محمد شريف العباسي وعكير الدامر ومحمد أحمد محمد وعلي الشلهمة الشهير بالفنجري وعبد الله حمد ود شوراني ومحمد علي أبو قطاطي والطيب حاج عبد القادر ثم وضع الأستاذ علاء الدين في الأغنية مربعين شعريين من تأليفه كما وضع للأغنية (العصا) وهي من تأليفه أيضاً مستوحياً نظمها من المربع الذي تبدأ به الأغنية والعصا تتردد بعد كل مربع أو مقطع من الأغنية ويقول في عصاه:
يا مَولايا آه من غُلبي مِن النَارُو حَرَقَتْ قَلبي
كان اختيار الأستاذ علاء الدين للمربعات الشعرية اختياراً ممتازاً كما كان لحنه للأغنية موفقاً الى حد بعيد، فقد ألبس الكلمات ثوباً بديعاً من إيقاع الدليب. وسرعان ما تسلل ذلك اللحن وكلماته وهذا الايقاع الى الوجدان السوداني بسرعة وقوة، وطارت الأغنية بجناحي الشهرة والنجاح لاسيما وأن من أداها هو الفنان الموهوب الجيلي الشيخ الذي بعث به العميد سليمان محمد سليمان من مدني عندما كان حاكماً على الأقليم الأوسط للأستاذ علاء الدين الذي دفع إليه بهذه الأغنية ورفده بعد ذلك بكثير من الألحان وعندما اعتزل الفنان الجيلي الشيخ الغناء أخذ يرددها من بعده بأداء جيد الفنان هشام درماس، وهكذا نجحت فكرة الأستاذ علاء الدين فأخذ الشباب يحفظون الأغنية ويرددون كلماتها بفهم واستعذاب كعملة جيدة تطرد عملة رديئة. وقد عنَّ لي أن استعرض بعض مربعات هذه الأغنية بالشرح والتحليل والإسناد وأبدأ بمطلعها وهو مربع الشاعر محمد شريف العباسي الذي بث فيه شكاته لرفيق أنيس بحسرة وتوجّع نادباً حظه الذي لايني يبعده عن ديار المحبوبة محطماً قلبه بالسفر على ظهر جمله (التلب) الذي تحفت أخفافه وهو يوغل بصاحبه في دروب سفر بعيدة فيهب النسيم ويلهب الأشواق ويقول الشاعر:
يا مَوْلَايَ بشكيلَكْ شَقَايَا وغُلْبي وحَظي الدِيمة من ردَ الأَنيسْ جَافلْبي
طَاْلت السَفْرَّهواتَحفًّتْ مَنَاسِمْ تِلْبي وهَبَّ الرَّيمْ وعَاوَدَكْ الحِنينْ يَا قَلَبي
وعندما صرخت روح محمد شريف بالأنين وهي عطشى وفارق النوم عينيه لأجل ظبية كحلاء مقلاء أوقعت صاحبه في حبها قال:
مَالكْ نَفْسِي مَطْعُونَة تَمَلي تَنِيني
مَالك عِيني للغَميدْ أَبيتي تْلِيني
عَطْشَانْ دِيمة كفحْ الموية ما برويني
كاتلاني الطريفية البريدا قريني
ويتصل حديث محمد شريف بالفراق المر الذي فرض عليه وعن تلك النسائم التي تلهب الذكرى والأشواق وعن جراحات حبه المميتة التي يجدها شدو البلابل وهديل القماري ويقول:
غصباً عني فَارقت الضَريح غَير أمري
وكل ماَهبّ نَسَّام مِنَُو زَادْ في جمري
جَرْحي القرَّبْ يبرى وكَادْ يوَّدرْ عُمري
عَوَدُو ليْ تغريد بلبلك يا قمري
ومن ثم تتزين الأغنية بقوافي عكير الدامر التي تتمسك دائماً باللزوميات دون تكلفة أو صنعة، فيقول وهو يصف العيد وبهجته وكيف أن الناس تزور فيه الأصدقاء غير أن زيارته كانت مختلفة إذ اندفع لزيارة الحبيب صاحب الثغر الفضي الذي أتلف قلبه ويقول:
النَاس عَيدَت مَرَقتْ عَلي أصحَابَا
وأنا فريتْ عَليْ الجَاهلَة السَمِحْ تِرحَابَا
فَاطراً يحكي بَرَّاق البدَودي سِحَابَا
لفَّتْ قَلَبي زي لفْ طَرْحَتَا اللافحَابَا
ويمسك عكير ريشته ليرسم لنا حبيبته في لوحة شعرية بديعة وزاهية الألواب ويقول:
أَخَدَرْ لَيهُو ضُلْ فَوقُو المَحَاسِنْ شَرَّنْ
أَفْلج فَاطرو زَي برق السَواري الكرَّنْ
يِتقَسَمْ مَقَاطِع في المَشِي ويتْحرَّنْ
زي فرخ القطا الأماتو رَكَّنْ وفرَّنْ
ويقول:
من البيتْ جَا طَالع بيْ لُطُفْ يتكَّلْ
الطِيب المَفَحلْ بْي القُرُنفُل عَكَّلْ
فوق سَدْرُو وتحتْ تَوبُو الَرهيف ومَشَكَّلْ
يَغطِس ومَرَّة يقْلَع بُرْتُكانْ البركَلْ
وتستمر مربعات عكير في الأغنية لتبلغ ستة مربعات،ويجىء دور الشاعر الفحل محمد أحمد الفنجري وهو يشكو لعمه من سهام أعين أصابته في مقتل فأطاحت بنومه وسلبنه حياه وعصفت بصبره فيلوذ بالشعر ويقول:
عَمْ الهَادِي نَشَابْ البَريدَا ضَربْنِي
قَسَّمْ نومِي مِن تَيبَانْ حَيَايَ سَلَبَني
حَاكْم إَنصافي أَبَي يقْبَلْ سُؤَاليِ صَلبْني
وصَبْري الكَانْ جميل جَرَّبْتُو كُلُو غَلبْني
ثم يضع وجهها المليح على مربع شعري آخر مترافقاً مع أدبها العالي ومكانتها السامية قائلاً:
لَهَجِك زَي لذيذْ عَسَل النَحَل في الضوقْ
يالمَرْدَا الجَمَالِك بَهْدَلْ المَخَلُوقْ
إِتفننتِ فِي دَرْسَ الأَدبْ والذَوقْ
وكُلْ ما عِلينْ الطَبَقَاتْ لِقَنِكْ فُوقْ
وتبتهج الأغنية بمربع شهير لشاعر كبير هو عبد الله حمد ود شوراني رغم ما فيه من الأحيح والنار والجروح والهزيمة يقول فيه:
أَحْ والوَحَه مَا بِتْدُورْ تَفَارِقْقَلْبِي
أحْ من نار فلانة وجرحها النوسربي
يا نفسيِ الَصبُر لوُكيهُو لا تنْسَلبي
الحَظْ مَا بدُومْ يَومْ غَالبَة يوَمْ تنغَلْبيَ
ويبرز لنا في الأغنية شاعر شندي المشهور الطيب حاج عبد القادر بمربع رائع إحتوشته تشبيهات بديعة فجاء كما يلي:
إَِتمنى الدَهَبْ لَو لَونُو يِشْبَه لَونِكْ
وأشتهَت الدُرَرْلَو هِي تبْقَى سِنُونٍكْ
مَجْنُونْ لَيلي حَالتُو أقل مِن مَجْنُونِكْ
زَيْمَا ليلي كَانَتْ في المحاسِنْ دُونِك
ولم ينس الأستاذ علاء الدين أن يختار من الشاعر الفرد محمد علي أبوقطاطي مربعين يقول في أحدهما.
شَعْرك مُنْتَظمْ زَيْ السَلاَسلْ فَتْلُو
وعِينك تَرقصْ الحَجَرْ إنْ بِقَتْ شَافَتْلُو
الطاؤوسة قَاصْدَه مَشِيَك ومَا عْرفَتْلُو
وأعصَابْ الزآكْ إتكهربَتْ تِلْفَتْلُو
ومن أجمل ما عنده من شعر أضاف الملحن والشاعر علاء الدين مربعين للأغنية يفسدهما الشرح والتحليل يقول في الأول:
كِوْني حَلِيفُو مَالُو عَليَ بِعْلِنْحَرْبُو
طَالِعْ سَعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَانْ عِندٍي وَاحِد بُعدْوُ أوكَانْ قُرْبُو
مَا بَارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
ويقول في الثاني:
مَمْشُوق القَوَام الما وَجَدتَ نَظِيرُو
خِصَامُو مَعَايْ أَخيرْ ليَّ مِن مِحَنَة غَيرُو
جَافَاني العزِيزْالكُتَّ ديمة نصيرو
هو يسوي الغلط وأنا أسوي كتر خيرو
إن ما أصابه الأستاذ علاء الدين من نجاح بأغنية يا مولاي يعتبر بكل المقاييس فتحاً جديداً للعودة إلى الجذور والى ابقاء الدوبيت كما كان دائماً في وجدان الأمة وروح الشعب وإثباتاً لرفعة جماله، وهذا ما يدعوني لتجديد دعوتي القديمة بأن يعتمد فن الغناء السوداني فيما يعتمد على الدوبيت، ففيه متسع للجميع وفيه ما يغني وجداننا ويثريه.
مـــــــــــــــــــولاي آآآآآآآه من غلــــــــبي
يـــا مولايَ بشـــكِيلَك شـــقايَ وغُـــلبي
حظِّي الدِّيمَة مـن غيبة الأنيـس جـافِـلْبـي
طــالْـتَ السَّـفْـرة وانحفَّـت مناسِـم تِلْبـي
هـبَّ الرَّيـْم وعــاودَك الحنيـن يا قلـبـي
&&&
مالِـك نفسـي مطـعــونـة وتمَـلِّـي تنيـنـي
مالِـــك عينـي للغمَّيـــد أبـــيـتـي تليـنـي
عطشان ديمة كَفـْحَ المـويـة مـا بروينـي
كـاتلانـي الطــريفـيـة البـريـــدا قريـنـي
&&&
النَــاس عَيـَّـدَتْ مَــرَقتْ عَــلَي أصْحَابَا
وانا فرَّيتْ عَلَى الجَاهله السَمِحْ تِرحَـابَا
فَـاطْــراً يحكِـي بَرَّاق البِـدَودِي سِـحَابَا
لفَّــتْ قَــلَبي زي لفْ طَـرْحَتَا اللافحَابَا
&&&
اتَمنّى الدهب لو لونهُ يشبه لونِك
واشتهت الدرر لو هي تبقى سُنونِك
مجنون ليلى حالتو اقل من مجنونِك
ما دام ليلى كانت في المحاسِن دُونِك
&&&
غصباً عني فارقتَ الضريح غير أمري
كــل ما هبّ نسَّــام منُّو زاد في جمْري
جرحي القرَّب يبرا وكادْ يودِّر عـمري
ردَدُو ليَّ تغـــريد بـُلبــلك يا قُــمري
&&&
أَخَدَرْ لَيهُو ضُلْ فَوقُـو المَحَاسِنْ شَـرَّنْ
أَفْلج فَاطرُو زَي برق السَواري الكرَّنْ
يِتقَسَّـــمْ مَقَاطِـع في المَشِــي ويتْحـرَّنْ
زي فــرخ القطـا الأمَّاتو رَكَّـنْ وفرَّنْ
&&&
عــــمي الهادي نشّاب البريدا ضربني
قسّــــم نومــــي من تيبَان حيايا سلبني
حاكـم انصافي أبي يقبل سؤالي صلبنى
صبري الكان جميل جربتو و كلو غلبني
&&&
من البيتْ جَــا طَــالــع بيْ لُطُـــفْ يتكَّـلْ
الطِّــيب المَفَـحَّــلْ بْي القُــرُنفُــل عَكَّـــلْ
فوق سَدْرُو وتحتْ تَوبُو الَرهيف ومَشَكَّلْ
يَغـطِـــس ومَـــرَّة يقْـلَع بُرْتُكانْ البركَــلْ
&&&
ختَّتْ أيدها فـوق إيـدي انجذبـتَ خِــدِرْتَ
حبيت أمشي من كُتر الطـرب مـا قـدِرْتَ
بقــت الحنـَّة بيـن إيـدي وأيديهـا انـدِرْتَ
لـولا الحنـَّة بينـي وبينهـا كــنـت ودِرْتَ
&&&
شـــعـرِك منتظـــم زي السـلاسـل فتـْلـُو
وعينيكِ ترقِّص الحجـر إن بقـت شافتْلُـو
الطـاؤوسة قاصـدة مشيكـي مـا عرفتْلـُو
واعصـاب الـرءآك اتكـهـربـت تِـلْفَـتْـلُـو
&&&
كَـوْنِي حَلِيفُو مَـالُو عَليَّ بِعْلِنْ حَـرْبُو
طَـالِعْ سَـعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَـانْ عِندِي وَاحِد بُعْدُو أو كَانْ قُرْبُو
مَا بَـارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
&&&
ممشُــوق القــوام المــا وجــدتا مثيــــلو
خصامو معايَ أخير ليْ من محنَّة غيرو
جافــانى العـــزيز الكنتا ديمـــه نصـيرو
هو يسـوِّى الغلط وانا اسوِّي كتَّر خيرو
&&&
أَحْ والوَحَّـــه مَاب تَدُورْ تَفَــارِقْ قَلْبِي
أحْ من نـار فلانة وجرحها النوسربي
يا نفسيِ الَصــبُر لوُكيهُو لا تنْسَــلبي
الحَظْ مَا بدُومْ يَومْ غَالبَة يوَمْ تنغَـلْبيَ
&&&
عن من أحبـُّه غيـر خاطـري أنا فُـرِقْـتَ
هائج بي غرام عن حالتـي كلـي سُرِقـْتَ
لولا أدمعـي مـن نـــاري كـنـت حـرِقـْتَ
ولو ما ناري مـن كتـرة دموعـي غرقـْتَ
يا مَولايا آه من غُلبي مِن النَارُو حَرَقَتْ قَلبي
كان اختيار الأستاذ علاء الدين للمربعات الشعرية اختياراً ممتازاً كما كان لحنه للأغنية موفقاً الى حد بعيد، فقد ألبس الكلمات ثوباً بديعاً من إيقاع الدليب. وسرعان ما تسلل ذلك اللحن وكلماته وهذا الايقاع الى الوجدان السوداني بسرعة وقوة، وطارت الأغنية بجناحي الشهرة والنجاح لاسيما وأن من أداها هو الفنان الموهوب الجيلي الشيخ الذي بعث به العميد سليمان محمد سليمان من مدني عندما كان حاكماً على الأقليم الأوسط للأستاذ علاء الدين الذي دفع إليه بهذه الأغنية ورفده بعد ذلك بكثير من الألحان وعندما اعتزل الفنان الجيلي الشيخ الغناء أخذ يرددها من بعده بأداء جيد الفنان هشام درماس، وهكذا نجحت فكرة الأستاذ علاء الدين فأخذ الشباب يحفظون الأغنية ويرددون كلماتها بفهم واستعذاب كعملة جيدة تطرد عملة رديئة. وقد عنَّ لي أن استعرض بعض مربعات هذه الأغنية بالشرح والتحليل والإسناد وأبدأ بمطلعها وهو مربع الشاعر محمد شريف العباسي الذي بث فيه شكاته لرفيق أنيس بحسرة وتوجّع نادباً حظه الذي لايني يبعده عن ديار المحبوبة محطماً قلبه بالسفر على ظهر جمله (التلب) الذي تحفت أخفافه وهو يوغل بصاحبه في دروب سفر بعيدة فيهب النسيم ويلهب الأشواق ويقول الشاعر:
يا مَوْلَايَ بشكيلَكْ شَقَايَا وغُلْبي وحَظي الدِيمة من ردَ الأَنيسْ جَافلْبي
طَاْلت السَفْرَّهواتَحفًّتْ مَنَاسِمْ تِلْبي وهَبَّ الرَّيمْ وعَاوَدَكْ الحِنينْ يَا قَلَبي
وعندما صرخت روح محمد شريف بالأنين وهي عطشى وفارق النوم عينيه لأجل ظبية كحلاء مقلاء أوقعت صاحبه في حبها قال:
مَالكْ نَفْسِي مَطْعُونَة تَمَلي تَنِيني
مَالك عِيني للغَميدْ أَبيتي تْلِيني
عَطْشَانْ دِيمة كفحْ الموية ما برويني
كاتلاني الطريفية البريدا قريني
ويتصل حديث محمد شريف بالفراق المر الذي فرض عليه وعن تلك النسائم التي تلهب الذكرى والأشواق وعن جراحات حبه المميتة التي يجدها شدو البلابل وهديل القماري ويقول:
غصباً عني فَارقت الضَريح غَير أمري
وكل ماَهبّ نَسَّام مِنَُو زَادْ في جمري
جَرْحي القرَّبْ يبرى وكَادْ يوَّدرْ عُمري
عَوَدُو ليْ تغريد بلبلك يا قمري
ومن ثم تتزين الأغنية بقوافي عكير الدامر التي تتمسك دائماً باللزوميات دون تكلفة أو صنعة، فيقول وهو يصف العيد وبهجته وكيف أن الناس تزور فيه الأصدقاء غير أن زيارته كانت مختلفة إذ اندفع لزيارة الحبيب صاحب الثغر الفضي الذي أتلف قلبه ويقول:
النَاس عَيدَت مَرَقتْ عَلي أصحَابَا
وأنا فريتْ عَليْ الجَاهلَة السَمِحْ تِرحَابَا
فَاطراً يحكي بَرَّاق البدَودي سِحَابَا
لفَّتْ قَلَبي زي لفْ طَرْحَتَا اللافحَابَا
ويمسك عكير ريشته ليرسم لنا حبيبته في لوحة شعرية بديعة وزاهية الألواب ويقول:
أَخَدَرْ لَيهُو ضُلْ فَوقُو المَحَاسِنْ شَرَّنْ
أَفْلج فَاطرو زَي برق السَواري الكرَّنْ
يِتقَسَمْ مَقَاطِع في المَشِي ويتْحرَّنْ
زي فرخ القطا الأماتو رَكَّنْ وفرَّنْ
ويقول:
من البيتْ جَا طَالع بيْ لُطُفْ يتكَّلْ
الطِيب المَفَحلْ بْي القُرُنفُل عَكَّلْ
فوق سَدْرُو وتحتْ تَوبُو الَرهيف ومَشَكَّلْ
يَغطِس ومَرَّة يقْلَع بُرْتُكانْ البركَلْ
وتستمر مربعات عكير في الأغنية لتبلغ ستة مربعات،ويجىء دور الشاعر الفحل محمد أحمد الفنجري وهو يشكو لعمه من سهام أعين أصابته في مقتل فأطاحت بنومه وسلبنه حياه وعصفت بصبره فيلوذ بالشعر ويقول:
عَمْ الهَادِي نَشَابْ البَريدَا ضَربْنِي
قَسَّمْ نومِي مِن تَيبَانْ حَيَايَ سَلَبَني
حَاكْم إَنصافي أَبَي يقْبَلْ سُؤَاليِ صَلبْني
وصَبْري الكَانْ جميل جَرَّبْتُو كُلُو غَلبْني
ثم يضع وجهها المليح على مربع شعري آخر مترافقاً مع أدبها العالي ومكانتها السامية قائلاً:
لَهَجِك زَي لذيذْ عَسَل النَحَل في الضوقْ
يالمَرْدَا الجَمَالِك بَهْدَلْ المَخَلُوقْ
إِتفننتِ فِي دَرْسَ الأَدبْ والذَوقْ
وكُلْ ما عِلينْ الطَبَقَاتْ لِقَنِكْ فُوقْ
وتبتهج الأغنية بمربع شهير لشاعر كبير هو عبد الله حمد ود شوراني رغم ما فيه من الأحيح والنار والجروح والهزيمة يقول فيه:
أَحْ والوَحَه مَا بِتْدُورْ تَفَارِقْقَلْبِي
أحْ من نار فلانة وجرحها النوسربي
يا نفسيِ الَصبُر لوُكيهُو لا تنْسَلبي
الحَظْ مَا بدُومْ يَومْ غَالبَة يوَمْ تنغَلْبيَ
ويبرز لنا في الأغنية شاعر شندي المشهور الطيب حاج عبد القادر بمربع رائع إحتوشته تشبيهات بديعة فجاء كما يلي:
إَِتمنى الدَهَبْ لَو لَونُو يِشْبَه لَونِكْ
وأشتهَت الدُرَرْلَو هِي تبْقَى سِنُونٍكْ
مَجْنُونْ لَيلي حَالتُو أقل مِن مَجْنُونِكْ
زَيْمَا ليلي كَانَتْ في المحاسِنْ دُونِك
ولم ينس الأستاذ علاء الدين أن يختار من الشاعر الفرد محمد علي أبوقطاطي مربعين يقول في أحدهما.
شَعْرك مُنْتَظمْ زَيْ السَلاَسلْ فَتْلُو
وعِينك تَرقصْ الحَجَرْ إنْ بِقَتْ شَافَتْلُو
الطاؤوسة قَاصْدَه مَشِيَك ومَا عْرفَتْلُو
وأعصَابْ الزآكْ إتكهربَتْ تِلْفَتْلُو
ومن أجمل ما عنده من شعر أضاف الملحن والشاعر علاء الدين مربعين للأغنية يفسدهما الشرح والتحليل يقول في الأول:
كِوْني حَلِيفُو مَالُو عَليَ بِعْلِنْحَرْبُو
طَالِعْ سَعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَانْ عِندٍي وَاحِد بُعدْوُ أوكَانْ قُرْبُو
مَا بَارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
ويقول في الثاني:
مَمْشُوق القَوَام الما وَجَدتَ نَظِيرُو
خِصَامُو مَعَايْ أَخيرْ ليَّ مِن مِحَنَة غَيرُو
جَافَاني العزِيزْالكُتَّ ديمة نصيرو
هو يسوي الغلط وأنا أسوي كتر خيرو
إن ما أصابه الأستاذ علاء الدين من نجاح بأغنية يا مولاي يعتبر بكل المقاييس فتحاً جديداً للعودة إلى الجذور والى ابقاء الدوبيت كما كان دائماً في وجدان الأمة وروح الشعب وإثباتاً لرفعة جماله، وهذا ما يدعوني لتجديد دعوتي القديمة بأن يعتمد فن الغناء السوداني فيما يعتمد على الدوبيت، ففيه متسع للجميع وفيه ما يغني وجداننا ويثريه.
مـــــــــــــــــــولاي آآآآآآآه من غلــــــــبي
يـــا مولايَ بشـــكِيلَك شـــقايَ وغُـــلبي
حظِّي الدِّيمَة مـن غيبة الأنيـس جـافِـلْبـي
طــالْـتَ السَّـفْـرة وانحفَّـت مناسِـم تِلْبـي
هـبَّ الرَّيـْم وعــاودَك الحنيـن يا قلـبـي
&&&
مالِـك نفسـي مطـعــونـة وتمَـلِّـي تنيـنـي
مالِـــك عينـي للغمَّيـــد أبـــيـتـي تليـنـي
عطشان ديمة كَفـْحَ المـويـة مـا بروينـي
كـاتلانـي الطــريفـيـة البـريـــدا قريـنـي
&&&
النَــاس عَيـَّـدَتْ مَــرَقتْ عَــلَي أصْحَابَا
وانا فرَّيتْ عَلَى الجَاهله السَمِحْ تِرحَـابَا
فَـاطْــراً يحكِـي بَرَّاق البِـدَودِي سِـحَابَا
لفَّــتْ قَــلَبي زي لفْ طَـرْحَتَا اللافحَابَا
&&&
اتَمنّى الدهب لو لونهُ يشبه لونِك
واشتهت الدرر لو هي تبقى سُنونِك
مجنون ليلى حالتو اقل من مجنونِك
ما دام ليلى كانت في المحاسِن دُونِك
&&&
غصباً عني فارقتَ الضريح غير أمري
كــل ما هبّ نسَّــام منُّو زاد في جمْري
جرحي القرَّب يبرا وكادْ يودِّر عـمري
ردَدُو ليَّ تغـــريد بـُلبــلك يا قُــمري
&&&
أَخَدَرْ لَيهُو ضُلْ فَوقُـو المَحَاسِنْ شَـرَّنْ
أَفْلج فَاطرُو زَي برق السَواري الكرَّنْ
يِتقَسَّـــمْ مَقَاطِـع في المَشِــي ويتْحـرَّنْ
زي فــرخ القطـا الأمَّاتو رَكَّـنْ وفرَّنْ
&&&
عــــمي الهادي نشّاب البريدا ضربني
قسّــــم نومــــي من تيبَان حيايا سلبني
حاكـم انصافي أبي يقبل سؤالي صلبنى
صبري الكان جميل جربتو و كلو غلبني
&&&
من البيتْ جَــا طَــالــع بيْ لُطُـــفْ يتكَّـلْ
الطِّــيب المَفَـحَّــلْ بْي القُــرُنفُــل عَكَّـــلْ
فوق سَدْرُو وتحتْ تَوبُو الَرهيف ومَشَكَّلْ
يَغـطِـــس ومَـــرَّة يقْـلَع بُرْتُكانْ البركَــلْ
&&&
ختَّتْ أيدها فـوق إيـدي انجذبـتَ خِــدِرْتَ
حبيت أمشي من كُتر الطـرب مـا قـدِرْتَ
بقــت الحنـَّة بيـن إيـدي وأيديهـا انـدِرْتَ
لـولا الحنـَّة بينـي وبينهـا كــنـت ودِرْتَ
&&&
شـــعـرِك منتظـــم زي السـلاسـل فتـْلـُو
وعينيكِ ترقِّص الحجـر إن بقـت شافتْلُـو
الطـاؤوسة قاصـدة مشيكـي مـا عرفتْلـُو
واعصـاب الـرءآك اتكـهـربـت تِـلْفَـتْـلُـو
&&&
كَـوْنِي حَلِيفُو مَـالُو عَليَّ بِعْلِنْ حَـرْبُو
طَـالِعْ سَـعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَـانْ عِندِي وَاحِد بُعْدُو أو كَانْ قُرْبُو
مَا بَـارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
&&&
ممشُــوق القــوام المــا وجــدتا مثيــــلو
خصامو معايَ أخير ليْ من محنَّة غيرو
جافــانى العـــزيز الكنتا ديمـــه نصـيرو
هو يسـوِّى الغلط وانا اسوِّي كتَّر خيرو
&&&
أَحْ والوَحَّـــه مَاب تَدُورْ تَفَــارِقْ قَلْبِي
أحْ من نـار فلانة وجرحها النوسربي
يا نفسيِ الَصــبُر لوُكيهُو لا تنْسَــلبي
الحَظْ مَا بدُومْ يَومْ غَالبَة يوَمْ تنغَـلْبيَ
&&&
عن من أحبـُّه غيـر خاطـري أنا فُـرِقْـتَ
هائج بي غرام عن حالتـي كلـي سُرِقـْتَ
لولا أدمعـي مـن نـــاري كـنـت حـرِقـْتَ
ولو ما ناري مـن كتـرة دموعـي غرقـْتَ
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: (يامولاي آهــ من غُلبيَ) أغنية الدوبيت ..... أسعد الطيب العباسي
اتَمنّى الدهب لو لونهُ يشبه لونِك
واشتهت الدرر لو هي تبقى سُنونِك
مجنون ليلى حالتو اقل من مجنونِك
ما دام ليلى كانت في المحاسِن دُونِك
تسلم على الابداع اخوى الفاتح ...
واشتهت الدرر لو هي تبقى سُنونِك
مجنون ليلى حالتو اقل من مجنونِك
ما دام ليلى كانت في المحاسِن دُونِك
تسلم على الابداع اخوى الفاتح ...
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
بعد الحبيبة وقربها في الشعر العربي
قال جميل بن معمر العذري ( من بني عذرة ) وهو صاحب بثينة التي مجدّها بشعر في غاية العذوبة وهو من المدرسة التي تؤمن بأن بعدالحبيب هو ما يأجج الشوق فقال في أحدى درره الخالدة
يموت الهوى مني إذا ما لاقيتها * ويحيا إذا فارقتها فيعود
أما الشاعر عبداللة بن الدمينة الخعثمي صاحب حماء (زوجته )وأكثر غزله الرقيق فيها والدمينة أمه وينسب إليها وخعثم قبيلة يمانية وهو من العصر الأموي
فهو من المدرسة التي تؤمن بإستعار نار الشوق عند قرب الحبيبة فضلا عن الأصل عنده سيّان حالتي القرب والبعد ، ونحى نحوه العقاد الذي أفاد أن كلا البعد والقرب قاتلاه .. وذلك في رائعة ليلة الوداع ( أبعدا نرُجي أم نّرجي تلاقيا * كلا البعد والقربى يهّيج ما بيا ) أما الخعثمي فقال في قصيدتة الرائعة .. صبا نجد ..
وَقَد زَعَمُوا أَن المُحِب إِذَا دَنَا
يَمَلُّ وإََن النأي يَشفِي مِنَ الوَجدِ
بِكُل تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بنَا
عَلَى أَن قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعد
وزاد على ذلك :
على أن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود ...... ووردت أيضا ليس بذي عهدِ
وهاتين القصيدتين كانتا ضمن كتاب المحفوظات في المناهج القديمة للسنة الرابعة المتوسطة التي تعادل الآن ثامنة أساس
وقصيدة العقاد أتحفنا بها الراحل الفذ الأستاذ محجوب كردواي ونحن في الثانية متوسط سادسة أساس حاليا خارجا عن نص المقرر وكان هذا دأب الرعيل الأول كرادوي ، الفوال ، أغا ، الطيب أبوشعر وذلك الرهط الجميل ثم عدنا ووجدنا رائعة العقاد ضمن منهج الأدب في الشهادة الثانوية في منتصف السبعينات
وتذكرت قولي الخعثمي والعقّاد عندما أطلعت لمسدار أبوقطاطي الجميل
كِوْني حَلِيفُو مَالُو عَليَ بِعْلِنْ حَرْبُو
طَالِعْ سَعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَانْ عِندٍي وَاحِد بُعدْوُ أوكَانْ قُرْبُو
مَا بَارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
شكرا فاتح لهذه الإضاءة وشكرا لأسعد حفيد الأسرة الشاعرة وشكرا سهاد نيابة عن الفاتح لمرورك وحضورك المتميز دائما وحقيق لنا أن نفخر بك يا أخت روحنا
يموت الهوى مني إذا ما لاقيتها * ويحيا إذا فارقتها فيعود
أما الشاعر عبداللة بن الدمينة الخعثمي صاحب حماء (زوجته )وأكثر غزله الرقيق فيها والدمينة أمه وينسب إليها وخعثم قبيلة يمانية وهو من العصر الأموي
فهو من المدرسة التي تؤمن بإستعار نار الشوق عند قرب الحبيبة فضلا عن الأصل عنده سيّان حالتي القرب والبعد ، ونحى نحوه العقاد الذي أفاد أن كلا البعد والقرب قاتلاه .. وذلك في رائعة ليلة الوداع ( أبعدا نرُجي أم نّرجي تلاقيا * كلا البعد والقربى يهّيج ما بيا ) أما الخعثمي فقال في قصيدتة الرائعة .. صبا نجد ..
وَقَد زَعَمُوا أَن المُحِب إِذَا دَنَا
يَمَلُّ وإََن النأي يَشفِي مِنَ الوَجدِ
بِكُل تَدَاوَينَا فَلَم يُشفَ مَا بنَا
عَلَى أَن قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعد
وزاد على ذلك :
على أن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود ...... ووردت أيضا ليس بذي عهدِ
وهاتين القصيدتين كانتا ضمن كتاب المحفوظات في المناهج القديمة للسنة الرابعة المتوسطة التي تعادل الآن ثامنة أساس
وقصيدة العقاد أتحفنا بها الراحل الفذ الأستاذ محجوب كردواي ونحن في الثانية متوسط سادسة أساس حاليا خارجا عن نص المقرر وكان هذا دأب الرعيل الأول كرادوي ، الفوال ، أغا ، الطيب أبوشعر وذلك الرهط الجميل ثم عدنا ووجدنا رائعة العقاد ضمن منهج الأدب في الشهادة الثانوية في منتصف السبعينات
وتذكرت قولي الخعثمي والعقّاد عندما أطلعت لمسدار أبوقطاطي الجميل
كِوْني حَلِيفُو مَالُو عَليَ بِعْلِنْ حَرْبُو
طَالِعْ سَعْدُو في شَرْقوُ وَمُنَوِّرْ غَرْبُو
سَيَانْ عِندٍي وَاحِد بُعدْوُ أوكَانْ قُرْبُو
مَا بَارَحْني في مُرُورْ النَفَسْ بَشْعُرْبُو
شكرا فاتح لهذه الإضاءة وشكرا لأسعد حفيد الأسرة الشاعرة وشكرا سهاد نيابة عن الفاتح لمرورك وحضورك المتميز دائما وحقيق لنا أن نفخر بك يا أخت روحنا
عدل سابقا من قبل أزهرى الحاج البشير في 2nd أغسطس 2010, 11:39 عدل 1 مرات
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: (يامولاي آهــ من غُلبيَ) أغنية الدوبيت ..... أسعد الطيب العباسي
تسلم يا عزيزى ازهرى وانا فخوره بانى منكم واليكم.
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: (يامولاي آهــ من غُلبيَ) أغنية الدوبيت ..... أسعد الطيب العباسي
ما بقول شكراً وبس صراحة عجبتوني شديد...... " وفيـــتوا وكفّيـــتوا" ,,,إنه الصدق والفطره السليمة لمن سكن الحباك "ولو ليوم وآحد فقط" ,فكيف بنــا؟؟!!....
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
مواضيع مماثلة
» رائعة الطيب محمد سعيد العباسي
» محاكمة الحسناء القاتلة .. الطيب العباسي هدية الأدب للقانون
» ذات الفراء كاملة .. الطيب العباسي
» أسعد الطيب العبّـاسي في ذكرى رحيل والده الشاعر الراحل
» أغنية بمائة أغنية
» محاكمة الحسناء القاتلة .. الطيب العباسي هدية الأدب للقانون
» ذات الفراء كاملة .. الطيب العباسي
» أسعد الطيب العبّـاسي في ذكرى رحيل والده الشاعر الراحل
» أغنية بمائة أغنية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى