مع كل الود والتقدير....(وفقك الله) رانيـا هــارون

حتي هذه اللحظة الثاني عشـر من رمضان هناك برامج في الفضائيات السودانية في الشهر الكريم دينية قوية وفعالة يستفاد منها جداً خلال الشهر الكريم تقدم النصح وتصحح المفاهيم من علماء أجلاء لايختلف عليهم اثنين من السودانيين أمثال الشيخ محمد أحمد حسن ,والشيخ الدكتور عبدالحي (بارك الله فيهما) ,وبرامج معادة للشيخ محمد سيّد ( أسكنه الله الجنة ) وآخرون من المشايخ (جزاهم الله خيراً ),,,
ويقيني أنّ البرنامج الناجح كذلك لهذه الدورة التلفزيونية الرمضانية على مستوى فضائيات السودان ,, برنامج الانسانية وروعة الحوار والمقــال في الانسان السوداني برنامج (مع كل الود والتقدير) الذي يبث عبر قناة الشروق الفضائية وهو من اعداد وتقديم المذيعة الانسانة رانيا هارون .هذا البرنامج الذي أهدت عبره الابتسامة للأسر الفقيرة الصابرة ,وما أكثر مآسي تلك الاسر أنها تحزن النفوس وتكسر الخاطر وتدمي القلوب وتدمع العيون .
شكرا للمذيعة رانيا ,, ونسأل الله لها التوفيق والشكر للقائمين على هذا البرنامج في التمويل و الإعداد والإخراج ومن هم خلف مقود السيارة(ات) التي تقل فريق البرنامج ,,, يتكبدون المشاق عبر المسافات الطويلة ,,و الاحوال القاسية التي يمرون بها يوميا أما رانيا مقدمة البرنامج تنهمر دموعها وتغلبها احزانها وهي تشاهد مآسي تلك الاسر التي تزورها. وتنهمر معها دموع الملايين من المتابعين لهذا البرنامج العملاق ,,, المؤثــر
وأصدقكم القول بأني أدخل البيت لأجد الجميع يجلسون بهــدوء غير طبيعي والكل يبكي وينتحب ويجفف دموعه ,,,,تأثرت جداً في حلقة في منزل حاجة امنة المرأة الحديدية الصابرة التي فقدت فلذات كبدها بمرض غريب ولعين حتي بلغ عدد المتوفيين منهم خمسة وهي الان ترعي اثنين من ابناء بنتها بذات المرض اللعين وابنها الذي اقعده المرض .
ومرة أخرى , عندما زارت اسرة فاطنية التي ارهقها النزوح من اقاصي الغرب الي مدينة الفاشر والتي فقدت فيها زوجها وابو بناتها الخمسة .. الموت حق هكذا قالت فاطنية وتحملت المسؤولية بصبر شديد .
ولكن مصيبتها في ان اربعة من بناتها يعانين من الصم ويتعاملن مع والدتهن وشقيقتهن الكبيرة بالاشارة وكم كان الحديث محزناً عن تلك الاسرة والام تحكي صعوبة الحياة ولكنها سرعان ما تعود لتشكر الله وتحمده علي اي حال .
وبالأمس القريب أسرة كمال الطيب الذي سكن مع والده ووالدته وأولاده وزوجته في غرفة أمامها راكوبه معروشة بخلطة أكياس بلاستيك وبروش و خيش لا يحميهم لفح الشموس ولا يقيهم من برد الشتاء حين يصفر ولا يغطيهم من المطر ,, عمك كمال سائق لحافلة يسلم كلما يجده لوزارة المالية ( زوجته) وحين تقوم عيه البواسير لا يتحرك للعمل ,,ترشّد زوجته القريشات عشان تكمل مبلغ (إجار البيت )..لأنهم رحلوا من بيت وقع على رؤوسهم الى منطقة الشقيلاب ابنهم الكبير ... مشاعر غريبة متداخلة يشوبها الحزن وتلفها الحيرة ...
نعم ..... هكذا حال أغلب أهلنا في السودان ,,, وما نقل لايمثل إلا القليل ولكني أقول ومع كل الود والتقدير اليك ايتها النخله السامقة والبنت الحديقة المهذبة المذيعة الاستاذة رانيا هارون وبإطلالتك الهادئة الوادعة كنت مدخلا إلى قلوب المشاهدين و برنامج كهذا مثال حي في العمل الإنساني والطوعي والإعلامي وتستحقين كلمة شكرا جزيلا ,,,و أدعو الله صادقاً أن يتقبل دعوات وضراعات أهلنا البسطاء الذين لمست أنهم يتحرون الحــلال ,,,وأحسبهم من أصحاب الدعوات المستجابه ,,, ونسال الله ان ينوّر طريقك ويحميك , كما أضأتي لهؤلاء الطريق ولويشمعه أو أمل مرتقب واتمني من كل قلبي ان يكون هذا البرنامج الرائع محركاً ودينمو حقيقي لمشاعر الناس ليتعاطفوا ويتكاتفوا ويتكافلوا لا ريـــاءً ولا سمعه ,,,, الفقــر ليس عيباً ولكن من خلال متابعة البرنامج أو سماعك لأهلي هؤلاء ستصلك رسالة البرنامج الحقيقية ، ناس حاجة تانية من طراز فريد ونوع اخر من البشر و وتري نفوساً عزيزة ، وإرادة قوية ، وعفة يد ولسان ، ورضا وقناعة لن تسمع منهم غير الحمد لله ونتعلم منهم دروس قليل وجودها في هذا الزمن ، بأم عينيك ستقرأ أنّ الغنى في القنــاعة,,, ويقيني أن المبلغ الذي يقدم ضئيل وقليل لا يطفئ جمر أغلى مايملكون الشرف واللقمة الحلال في زمن طفحت البطون بالكسب الحرام أماالأخلاق فقد ذابت إحتراقاً خلف هدير نار الطمع والجشــع.... ،((( اللهم أصلح الحــــال )))