عروس السفائن
+5
الفاتح محمد التوم
صباح حسن عبد الرحيم
أزهرى الحاج البشير
غريق كمبال
فيصل خليل حتيلة
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عروس السفائن
هذا نص نادر لعروس السفائن اتمنى ان يجد قبولكم.
فوانيسُ في عُنُقِ المُهرِ.. علَّقَها الإشتهاءُ
ونجمٌ يضيءُ على عاتقِ الليلِ.. زيَّتَ نخلُ الهموم
وأعتقَ من عقدةِ الشاطئين رحيلَ السفينةِ
من سُفُنٍ لا تُضَاءُ
وناحت مزاميرُ ريحُ الفنارِ فأيقظْتَ رُبّانَها المُتّحيل
فذاقَ الرياحَ وأطرَبهُ الإبتلاء
وسادنُ روحي وقد أطْبَقَ الموج
حتى تَجرحَّها
أنها وحّدَت نفسها بالسفينة
من ينتمي هكذا الإنتماء
فنيتُ بعشقٍ وأفنيته بفنائي
لينبتَ من فانيين بقاءُ
بنيتُ بيوتاً من الوهمِ والدمعِ
أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. تم البناءُ
عروس السفائن ألصقتُ ظهري الكسير
على خشب الشمس فيك
حريصاً على الصمت.. مدماً من الناس
في البئر أستنجد البحرَ.. قبل قراءاتِ بوصلتي ودليلي
وأخصفُ ما نهشتهُ الجوارح
من مضغةِ القلبِ أبقِ الجروحَ
مُفَتَحّةً في رياحِ المَمَالِحِ
لا يَحلمُ الجُرْح ما لم يُحَدِّقْ بسكينهِ عابساً
في الظلامِ الثقيلِ
إذاً.. دارت الشمسُ دورتها
وارتأتني الرؤى نائماً تحت ألفِ شِراعٍ
مجوسيةٌ قصتي
معبدُ النارِ فيها
وقلبي على عجلٍ للرحيل
بعيداً عن الزمن المبتلى.. يا سفينةُ
إن قليلاً من الوزر أمتعتي المزدرات
ولم تثقلي بالقليل
سأبقي المصابيح موقدةً في بواء الصباح
مصالحةً بين صحوِ الصباحِ وصحوي
وأُبقِ الرياحَ دليلي
وأسألُ عن نورسٍ صاحبُ الروحِ في زمن البرقِ
يومَ المُحيطاتِ كانت تنامُ بحضني نَشْوى
وما زالَ ثوبي أخضرَ من مائها
يا لهُ من زمانٍ مرَّ بين ألفٍ من السنواتِ الفتيةِ
يا وَجْدُ ما كُنتَ دون حَمَاسٍ.. وما ظَلَّ في خَاطِري الآن
إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..
والزَبَدُ الأرجوان.. المعتق في غسقٍ باللآلئ..
والزبد الأرجوان.. المزخرف بالليل
والقمر الآن من زهرةِ البرتقال
تغيرتُ مستعجلاً أيها الفرح الضجري
وأصبحَ محشرُ أغربة سطحَ قلبي
ينحنح قبيل مغيب الهلال
عروس السفائن اني إنتهيت.. على سطحكِ الذهبي
ورأسي الى البحر يهفو رائحة اللانهايات
والليل.. تعبان.. يطوِّحها الموجُ ذات اليمينِ وذات الشمالِ
لقد ثَقًلَ الرأسُ بالخمرِ
والزمنُ الصعب قبل قليل
وأنهكني البحر في زمن للطحالب
عن طحلب بلا قلب.. يصيخُ معي في الهزيع الى جهة المستحيل
لدى الله كل النوارس نامت
ولم يبقَ إلا سفينتك الآن
مبهورةً بالشمول
على وجهها من رذاذ الغروب
ومن عرق الله بالأرخبيل
فأين سيلقي المراسي الماء
بنيت بيوتاً من الماء هدمها الجَذْفُ
كيما يتم البناء
ومنذ نهارين في وحدة المتناقض
هذي السفينة يدفعها ويدافعها الإبتداء
أعللها بعليل الرياح.. ويغري بها أنها من طبيعتها تستمد
خليل السفائن سليني النهايات
يا لانتشائك إذا هَزَجَ البحرُ
بالزبد الزئبقي.. ويزهو اللبرجد واللازورد
إذا هزج البحر فالكون زاءُ ملونةٌ
فوقها شدةٌ.. فوقها شدةٌ
ثم مدُّ
وللشدِّ من بعد ذلك شَدُّ.. وللشدِّ شَدُّ
وإني على الحبل من مركبي.. في الظلام أشُدُّ
وعلى دمعتي في الهزيع
كما خصر أنثى أشُدُّ
وتندمل هنا يا صاحبي فالنجوم هنا لا تُعَدُّ
وأنت كما خلق الله في نخوة الخلق
بين الصواري يؤجج ما قد تبقى
من الشيب برقٌ
ويعبث فيما تبقى من القلب رعدُ
عجيب صراخك في غمرات البنفسج.. والكون
إذ يصل العتبات الأخيرة
في غفوةٍ لا يَنِدُّ
عروس السفائن لا تتركيني على أنقة الساحلين
يَجِنُ جُنوني إذا رنَّ في هدأة الليل بُعْدُ
أهيم إذا رنّ في هدأة الليل بُعْدُ
عروس السفائن لا تتركيني لذى حاكمٍ وسخٍ يَسْتَبِدُّ
لقد كفت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت
واربد بالصبر جلد
أحب الحروف لها شهقةٌ بعدها لا تندُّ
وما العاشقون سوى شدة الله
أسراها لا تحدُّ
فإن ساح البنفسج في موهن البحر
صارت تَلِزُّ.. تَلِزُّ
وصُرتُ ألِزُّ.. ألِزُّ
عروس السفائن والبردُ في ألقِ الصُبحِ خَزُّ
وليس يهاجر في الفجر إلا الأوَز
رسى السأمُ السرمدي بجسمي
وليس سوى غامضاتِ البِحار
التي تستفزُّ
أصيحُ.. خذيني لأسمع أجراسها
ان برقاً بقلبي يلز
أنا عاشق أيهذي البحار لأجراسكن
فقد أوحشتني الشوارع
مما بها من لحى ً ورؤوس تجز
وفاض وفاض الإناء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ
أين هو العشق.. تم البناءُ
أُحاور روحي أحاورها.. وكل حوار مع الروح ماء
بكى طائر العمر في قفصي
مذ رأى مخلب الموت
ينزل في صحبه ويَكُفّ الغناء
متى أيهذي العروسُ يجيء الزمان الصفاء
ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل
والجسد الآن في غاية الإعتلال
خذيني.. لأقرأ روح العواصف
حين تخانق سخط الليالي
خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال
خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال
خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي
وينقذ من فقمات المقاهي
كفى لغطاً عاهراً أيها الفقمات
كفى يا ضفادع هذا النقيق الدنيء
فأنتم سبات
سأصرخ يا بحر.. يا رب.. يا رقص.. يا عتمات..
زٌحَارٌ بكل التقاليدِ
لا يتبعَ البحرُ بوصلةً
بل تتابعه البوصلات..
زحار ببحارة يرهنون لحاهم على ساحل
واعصفي فالمقادير قد أفلتت عن إرادتها العجلات
سيولٌ على بعضها تتواكب في زحمة الإرتطام
وفي دمهم يعبرُ السائرونَ
إذا لَزِمَ المعبرُ
ومن قطرةٍ يعرف المصدر
هي اللحظة اقتربتْ فابشروا
تَهِبُّ البنادق تستهترُ.. وتصحو النيازك والعنبرُ
ويأتي دمٌ مُدْلَهِمٌ مُخيفٌ
أقَلُّ ارتطاماته مَحشرُ
وعاصفُ أسودُ ذو ألفِ عينٍ
على متنهِ عاصفٌ أحمرُ
وتمسي ذقونَ ذُنَابَ عَقاربَ
في أوجهِ الخائفينَ وما زوّروا
فذئبٍ بفخذينِ من آخرٍ
يَدفِنُ الوجهَ رُعباً
فهم نسقٌ راعشٌ أصفرُ
لقد كنتُ أحلمُ وعياً
وفي حلمٍ بالذي سوف يأتي وفاءُ
ومرّت جنازةُ طفلٍ على حُلُمي بالعَشِيِّ
يرادُ بها ظاهرَ الشامِ، قلتُ:
أثانيةً كربلاءُ
فقالوا من اللاجئين.. كَفَرْتُ
وهل ثم أرضٌ تسمى لجوءً لنُدفن فيها
وهل في التراب كذلك
مقبرةٌ أغنياء.. ومقبرة فقراءُ
تلفتّ في ظاهرِ الشام أبحثُ عن موضعٍ
لا يمتُّ لغير منابعه
ندفنُ الطفلَ فيه
وقد دبَّ فينا المساءُ
وكان على كل أرضٍ نظام الحوانيت
يتبعنا في الغروب
وكان يُشارُ لنا: غُرَبَاءُ
وحين دنونا لمقبرة ليس من مالكين لها
جَعْجَعَ الحرس الأموي بنا: فُرزَت للخليفة
قلت بل يفرز الخلفاء!!
وكان نسيم الطفولة ينضحُ من شقوق الجنازة
بين المخيم والشام تنبت أين اللقاء
جنازة من هذه؟ ولماذا بلا وطن؟
وكلاب الخليفة تنبح من حولها
والمخيم يحملها راكضاً والشواهد تعرقُ
قلت: فلتعرقي
واكفهرّ على تلة في البعيد الشتاء
أليست هي الأرض ملك لرب العباد؟
وهذي الجنازة أصغر من أصبعي.. فادفنوها
وأم الجنازة يكسرها الإنحناء
وجد الجنازة أعمى يتأتئ
والعينُ يرشح منها على الصمت ماءُ
فقيل لنا: مبلغٌ يحسم الأمرَ
فاجتمع الفقراءُ
فللمال أفعاله يستفز
هنا دفن الطفل في آخر الأمر
يا أرض غزة فاسترجعيه
لئلا مقابرهم تستفزُّ
وليس يهاجر في موهن الليل إلا الأُوَزُّ
عروس السفائن ان المراكب
ان لم يكن فوقها عالمٌ بالبحار تنزُّ
ويلقي بها الليل منهكةً يتناول فيها النشيج
ويرتفع البحر جيما عجيبةَ
اما تصاعد منه الضجيج
وما نقطة الجيم الا البقية من جنةٍ
انا كالحبر فيها الأريجُ
وأسأل هل نزل الطفل في قبره...
لاجئاً بين أمواتنا
لكأن اللجوء مصير اللجوجِ
عروس السفائن أسندت ظهري على خشب الشمس فيك
حريصاً على الصمت.. أستنجد البحر
ان الجماهير في شاغل والدهاقين في قمة النفط
في حكةٍ بين أفخاذهم
والزمانُ على عجل للرحيل
وقد دارت الشمس دورتها
وانتهى اليوم
والشمس ترجئ بعض الدقائق.. قبل الأصيل
خذيني الى البحر
يا أيُّهذي العروس
لقد مَلَّ قلبي ألاعيبَ أهل السياسة
والرأس أثقله الخمر
والزمن الصعب.. قبل قليل
وكل النوارس نامت
ولم يبق إلا السفينة مبهورة بالشمول
عروس السفائن يا هودجاً.. يتهودج بين الكواكب
فليمرج البحر.. ولتحمليني لوادي الملوك
أرى عربات الزمان مُطَعّمَةً
ترجو الأبدية في معبد الشمس
شامخةً (طيبة) الآن
تلبس كل مفاتنها.. نهدها في اهتزازِ
ويرتفع الحزن من فوق أكتافها
يتبارك بالموكب الملكي
ترتفع الابتهالات.. فرعونُ.. فرعون.. فرعون
يرتفع الصبح.. فرعون.. فرعون.. فرعون
يرتفع المجدُ.. ترتفع الخيل بالرسل الذهبية
أصرخ قِفْ!
يتوقف رب الزمان
وقلبي توقف في الحزن كالحجر الأردوازي
و(طيبة) شامخة نهدها في اهتزاز
رفعت عيوني الى نثر طيبة
فوق الجبين الذي مسحته الخليقة بالخمر
والإعتزاز
أفرعون يا من تُخلد أهرامكَ الموتى
أسرع هنالك من يَقتنيْ هرماً للمخازي
تقزّزَ وجهُ الإله.. وألهبَ طهرُ الجيادِ سياطاً وقرحها
صحتُ قفْ أيها السادنُ الأبديّ
فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر
زَوّرُوا شعبَ مصرَ
وقعوا باسم مصر ومصر بُراءُ
شربوا نخبها وهي جائعة
ليس في قدميها حذاء
ولكن متى كان فرعون يصغي!
استجرت المماليك
لكنهم أرسلوا مصر فوق الجمال
لوالي الجزيرة كسوه
ووالي الجزيرة بين سراويله
الحل.. والربط.. والزيت.. والموت.. والحرب..
والسلم.. والعنعناتُ
وأكثر ما يُصرخ الأمعاتُ
ولكن لمصر مواعيدها.. للصعيد مواعيدهُ
للرصاص مواعيدهُ
والنجوم هنا لا تُعَدُّ
وليس أمام البراكين في لحظة الروعِ سَدُّ
وهذي الفوانيس تفضي لحلوان في الليل
حيث السلاح الخفي يُعَدُّ
أعدوا لهم ولعاهرهم، "ان عاهر نجد يعد"
لقد حاولوا أن يهدوا على "ناصر" قبره
فهو معترض دربهم
والقبور لهن لدى الله حَدُّ
ولكن لدى الله جند، ومصرُ الرحيمة
لا ترحم السفهاء
أنا لست بالناصري ولكنهم
ألقوا القبض ميتاً عليه
وعري من كفن نسجته قرى مصر من دمعتيها
إذاً.. سقط الآن عن بعض من دفنوه الطلاء
أقول لناصر أخطأت فينا اجتهاداً
ولكننا أمناء
وأن الذي في الكنانة مما رحمتَ فأطلقتَ بالأمس
يكافئكَ الطلقاء
لئن كان كافور أمس خصياً
فكافورها اليوم ينجب فيه الخصاء
تفتق فيه الغباءُ ذكاءً
ومن مُشْكِلٍ يتذاكى.. بدون حياءٍ غباءُ
وما عجبٌ ترسل الريح في أزمةٍ
وتلفُّ بموضعها الخنفساء
ولكن تموت على ظهرها وتكابر
مسألةٌ تقتضي فوهَ ماءُ
ومهما السجون تضم أماماً
يظل على شفة الكادحين الغناء
ومصر التي في السجون مع الرفض
أما التي في البيانات مصر البغاء
وحاشا فإن من النيل ما يغسل الدهرَ
مهما طغى الحاكمون الجفاءُ
لمن في الظلام الدماء
لمن في الظلام التوابيت تمشي
وفيم الحراسة حول المقابر
قال الذي يتلفت: ان العزيز يمر على شهداء (المحلة) بالطائرة
فقلت: هو القسط يُدْفَعُ
أقفل فمك فالمباحث من حولنا كالبعوض
وفيم العجالة في الدفن؟
أسكت!
مخافة أن يزحف الدم في القاهرة
صرخت: سيزحف.. علمني زمن بالعراق
بأن الدماء هي الآخرة...
وحين الصعيد يطوق قصر المماليك
لست أبالغ يجتمع الله في الناصرة
تقول البيانات قد قتلوا عاملاً واحداً
تكذب العاهرة
فهذا دم يجمع العرب الفقراء من الأطلسي الى صفقة في الخليج
وقد كفرت نخلة حين بيعت
واني من النخلة الكافرة
أرى الأرض تنقل أيضاً مع النفط
في الباخرة
خنازير هذا الخليج يبيعوننا
والذين هنا يمسحون قذارتهم بالقروض
لقد تمت الدائرة
لمن في الظلام الدماء؟.. سؤال يلح
وتزهر من حوله أغنية السائرين على جثث
زيتتها المكائن والدم والكبرياء
ستبقى المكاتب هذي مزيتتة بالدماء
وينتج عنها قماش دماء
عروس السفائن أبحرت مبتعداً عن متاهات روحي فيك
فإني من أمة تتفجر في ليلها الصحراء
وما بدعة لا أرى في المذاهب غير جواهرها
ما بهذا انتقاء
أمد جذوري تضرب في الأرض
عن ثقة أن دهري سماء
وليس على ناظري الغشاوة فيما رأيت
ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ
(أبا ذر) إنا نفيناك ثانيةً
حين قُلنا بمحض الفجاجةِ:
من غير روحك يبتدئ الفقراء
وما كَفَنٌ قد شَرَطْتَ وعشت به في الزمان
فناراً تحاولك العادياء
سوى أن فائض مال رفضتَ
وشرعّت أن الخلائق خَلْقٌ سواءُ
وأنك في الفكر والروح أصلٌ
ومن معجز الملتقى.. يتوحد فيك الثرى والفضاء
بنيت بيوتاً من الوهم والدمع
أين هوَ العشقُ.. أين هو العشق.. أين هو العشق.. تم البناء
بكى طائر العمر في قفصي
مذْ رأى مخلب الموت ينزل في صحبه
ويكفّ الغناء
فأنبته أن يصدح كي يسكر القفص الدنيوي
فإن انفلاتاً من الشرط بدءُ لفك الشروط
كما تتعرى مراهقةٌ تتمتع حلمتها
أن يراها الهواء
ومنذ نهارين والطائر المشرئب.. يحدق في الأفق
ماذا تراه يشفُّ الوراء
كأن به هاجساً يتقرب من خطر
أو به خطر.. انها الأرض تدخل منزلةً وتشاء
هو الآن في وحدة المتناقض
حيث يتم النقيض الجديد
ويستكمل الدورة الإنحناء
أحاورُ روحي أحاورها
وحوارٌ مع الروح ماءُ
عروس السفائن أدعو النجوم الى قمرتي
فأنا أُولِمُ الليل نذراً
وألبسُ أبهى ثيابي
فقد كنت عند نخيل العراق.. وإن كان حُلماً
وكان العراقُ على مُهره عارياً
مثلما ولدته السماءُ
وكان على عتباتِ العراقُ الفضاءُ
وبين ضلوعي فضاءٌ.. به نجمةُ
لستُ أدري بماذا تُضَاءُ
وفي نجمتي تلك يجتمعُ الله والأنبياءُ
تأخرَ عنهم نبيٌ
سُئِلْتُ
فقلتُ: يُزَيِّتُ حَدَّ السِلاحِ
فإنّ نبيَّ الزمان الفداء
عروس السفائن صار العراقُ لطول المجافاةِ حُلْماً
ولكن به دجلة والفرات
كأن من الحلمِ يرشحُ عشقٌ وماءُ
يُسيءُ إلينا العراقُ.. وفي الحُبِّ حُلوٌ يساء
أيا وطني قد ضاقَ بيَّ الإناءُ
كأن الجمال بليل الجزيرة
سوف يطولُ عليها الحذاء
كأن الذي قتل المتنبي بشعر إبتداءُ
لأمرٍ يهاجر هذا الذي أسمه المتنبي
وتعشقهُ بالعذاب النساء
وما قدرٌ أنه في الجزيرة يوماً.. وفي مصر يوماً.. وفي الشام يوماً..
فأرضٌ مجزأةٌ.. والتجزؤ فيها جزاءُ
عروس السفائن
كُلٌّ على قَدَرِ الزيتِ فيهِ يُضَاءُ
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
يُسِيْءُ إِلَيْنَا الْعِرَاقُ.. وَفِيْ الْحُبِّ حُلْوٌ أَنْ يُسَاءَ
أَيّا وَطَنِيْ قَدْ ضَاقَ بِيَّ الْإِنَاءُ
كَأَنَّ الْجَمَالَ بِلَيْلٍ الْجَزِيرَةِ
سَوْفَ يَطُوْلُ عَلَيْهَا الْحَدَّاءْ
كَأَنَّ الَّذِيْ قُتِلَ الْمُتَنَبِّيْ بِالْشِّعْرِ إِبْتِدَاءُ
لِأَمْرٍ يُهَاجِرْ هَذَا الَّذِيْ أَسْمُهُ الْمُتَنَبِّيْ
وَتَعْشَقُهُ بِالْعَذَابِ الْنِّسَاءِ
وَمَا قَدَرٌ أَنَّهُ فِيْ الْجَزِيْرَةِ يَوْمَا.. وَفِيْ مِصْرَ يَوْمَا.. وَفِيْ الْشَّامِ يَوْمَا..
فَأَرْضٌ مُجَزَّأَةٌ.. وَالْتَّجَزُّؤُ فِيْهَا جَزَاءُ
شكرا فيصل لهذا النص الجميل لهذا الشاعر المرهق
عدل سابقا من قبل أزهرى الحاج البشير في 22nd فبراير 2011, 16:01 عدل 3 مرات
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
لك يا محمود منصور
محمود منصور لك التحيه يا عزيزى
شاركت بهذا النص فى 25/8/2010 و بالطبع الشاعر مظفر النواب غنى عن التعريف و كانت محاولة منى
لفتح حوار مع الاخوه حول الراهن السياسى العربى فى ذاك الوقت.
الآن اهديك هذا النص يا عزيزى بعد ان قرأت مداخلتك فى السياسى حول الاوضاع فى ليبيا.
تحياتى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
عروووووووووس السفائن
النص جميل اخي فيصل خليل
جمال هدا الصباح المشرق
تسلم
النص جميل اخي فيصل خليل
جمال هدا الصباح المشرق
تسلم
صباح حسن عبد الرحيم- مبدع مميز
رد: عروس السفائن
أوآه يا فيصـــل خليل....
متى أيهذي العروسُ يجيء الزمان الصفاء
ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل
والجسد الآن في غاية الإعتلال
خذيني.. لأقرأ روح العواصف
حين تخانق سخط الليالي
خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال
خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال
خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي
وينقذ من فقمات المقاهي
أكيد يا حبيبي الفارع مهيب الطلعة تتذكر ... زيارته للخرطوم ليتك تتنزل ببعض كلمات .....أوقصائد ..وقبل ذلك ليتك تنورنا بقصيدته .....
الخرطوم تذيع نشيداً لزجاً
في مرثيته للمحجوب ..... وكان مطلعها ..
وسافرت الى الغابات
ظبى ذبح الان
وللنبع عصافير
نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
ملت....
فضج الكون عصافير ملونه
صعدت على سلم زقزقه
فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
غطانى السندس
*****=*****
ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل
والجسد الآن في غاية الإعتلال
خذيني.. لأقرأ روح العواصف
حين تخانق سخط الليالي
خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال
خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال
خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي
وينقذ من فقمات المقاهي
أكيد يا حبيبي الفارع مهيب الطلعة تتذكر ... زيارته للخرطوم ليتك تتنزل ببعض كلمات .....أوقصائد ..وقبل ذلك ليتك تنورنا بقصيدته .....
الخرطوم تذيع نشيداً لزجاً
في مرثيته للمحجوب ..... وكان مطلعها ..
وسافرت الى الغابات
ظبى ذبح الان
وللنبع عصافير
نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
ملت....
فضج الكون عصافير ملونه
صعدت على سلم زقزقه
فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
غطانى السندس
*****=*****
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: عروس السفائن
الرائع دوما استاذنا فيصل
ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ
ماهذه الروعه
نص من بيت الكلاوى والله
خالص الود
ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ
ماهذه الروعه
نص من بيت الكلاوى والله
خالص الود
موسى عبدالنبى موسي- عضو نشط
رد: عروس السفائن
تسلمو يا احباء ( صباح - الفاتح-ازهرى )
أين انت يا موسى من كل هذا الزخم؟
لك التحية
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
كل ده يطلع منك يا عمده ؟؟؟
وينك من زمان؟؟
حقيقة منتهى الابداع وغاية الروعة
وقمة الذوق في الاختيار وانا متوقع منك اكثر واكثر...... تحياتي
وينك من زمان؟؟
حقيقة منتهى الابداع وغاية الروعة
وقمة الذوق في الاختيار وانا متوقع منك اكثر واكثر...... تحياتي
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: عروس السفائن
تسل يا صديقى محمود
دا كلو من زوقك و انت زول فنان و مرهف و يسكنك الجمال و الرقه و الحساسية.
زكرتنى ملحمة اكتوبر ( ازهرى الحاج -يوسف منصور-عثمان ابوكشوه-نجيب صديق و أخرين )
من ذالك الجيل الجميل.
وطنى نحنا سيوف امجادك ---نحنا مواكب تفدى ترابك
شكرا محمود
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد ..عروس السفائن
حضووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور...........
إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..
تسلم ياصديق يا ذوق
الاختيار موفّق (كتاب بلاغة عدييييييل)
انا
إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..
تسلم ياصديق يا ذوق
الاختيار موفّق (كتاب بلاغة عدييييييل)
انا
amin_manga- نشط مميز
رد: عروس السفائن
ماأجمل هذه العروس ؛ملاحظ ميّال كثيراً للشعر العربي ؛لغاية ماتميت سيرة العروس دي تعبت عديل كدا من طولها ؛بس قزازفيصل خليل حتيلة كتب:
فأين سيلقي المراسي الماء
بنيت بيوتاً من الماء هدمها الجَذْفُ
كيما يتم البناء
ومنذ نهارين في وحدة المتناقض
هذي السفينة يدفعها ويدافعها الإبتداء
أعللها بعليل الرياح.. ويغري بها أنها من طبيعتها تستمد
خليل السفائن سليني النهايات
يا لانتشائك إذا هَزَجَ البحرُ
بالزبد الزئبقي.. ويزهو اللبرجد واللازورد
إذا هزج البحر فالكون زاءُ ملونةٌ
فوقها شدةٌ.. فوقها شدةٌ
ثم مدُّ
وللشدِّ من بعد ذلك شَدُّ.. وللشدِّ شَدُّ
وإني على الحبل من مركبي.. في الظلام أشُدُّ
وعلى دمعتي في الهزيع
كما خصر أنثى أشُدُّ
وتندمل هنا يا صاحبي فالنجوم هنا لا تُعَدُّ
وأنت كما خلق الله في نخوة الخلق
بين الصواري يؤجج ما قد تبقى
من الشيب برقٌ
ويعبث فيما تبقى من القلب رعدُ
عجيب صراخك في غمرات البنفسج.. والكون
إذ يصل العتبات الأخيرة
في غفوةٍ لا يَنِدُّ
عروس السفائن لا تتركيني على أنقة الساحلين
يَجِنُ جُنوني إذا رنَّ في هدأة الليل بُعْدُ
أهيم إذا رنّ في هدأة الليل بُعْدُ
عروس السفائن لا تتركيني لذى حاكمٍ وسخٍ يَسْتَبِدُّ
لقد كفت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت
واربد بالصبر جلد
أحب الحروف لها شهقةٌ بعدها لا تندُّ
وما العاشقون سوى شدة الله
أسراها لا تحدُّ
فإن ساح البنفسج في موهن البحر
صارت تَلِزُّ.. تَلِزُّ
وصُرتُ ألِزُّ.. ألِزُّ
عروس السفائن والبردُ في ألقِ الصُبحِ خَزُّ
وليس يهاجر في الفجر إلا الأوَز
رسى السأمُ السرمدي بجسمي
وليس سوى غامضاتِ البِحار
التي تستفزُّ
أصيحُ.. خذيني لأسمع أجراسها
ان برقاً بقلبي يلز
أنا عاشق أيهذي البحار لأجراسكن
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
مرثية المحجوب - مظفر
لك ما اردت يا فاتح
********************
وسافرت الى الغابات
ظبى ذبح الان
وللنبع عصافير
نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
ملت....
فضج الكون عصافير ملونه
صعدت على سلم زقزقه
فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
غطانى السندس
أغمضت
وصدع من خرزه أمس
وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ
وتحريت مطارات العالم
لم أسمع غير الكذب
واقعى طفل فى عفن الشمس
تغوط فى دعه وتمسح كالجن
بآخر تصريح فى صحف الأمس
وللنبع المجرور الى الظل
وتسحبه الشمس ببطء
كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى
والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ
يحمل رأس ثلاثه ثوريين
ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ
أين ستذهب يا قاتل
يا قنفذ
الناس عراه فى الشارع
الناس بنادق فى الشارع
الناس جحيم
اى الابواب فتحت
فهنالك نار
ولله جنود من عسل
وعلى رأسك يا محجوب
رأينا سله خبز تأكل منه الطير
فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك
وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء
مفقأه الأعين
وارتفعت أدخنه الكيف الدولى
الهى اى مزاح تمزح هذا
ليسدل شئ فوق المسرح
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
فيصل......دوماً
وداً .. مداً ..
عطراً .. مطراً .. نسماً
عهداً .. وعداً ..
((الهى اى مزاح تمزح هذا...
ليسدل شئ فوق المسرح ..)
وداً .. مداً ..
عطراً .. مطراً .. نسماً
عهداً .. وعداً ..
((الهى اى مزاح تمزح هذا...
ليسدل شئ فوق المسرح ..)
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: عروس السفائن
لا بل انت الغيث و انت الدرر.
لو تكرمت يا فاتح مرثية سميح القاسم ( الله يخليك )
تسلم يا العزيز
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
مرثية أخرى للشاعر اسامه الخواض يا فاتح
في رثاء عبدالخالق محجوب
*************************
كان مسموعاُ ومرئياُ لدي الزهرةِِ,
مقروءً كصفحاتِ الرياضةْْ
واسمه السري "راشدْ" (1)
واسمه القومي مكتوب باحلام الشبابيكِِ،
ورعشات الايادي العاشقةْ
يقرا "الميدانَ" (2)
لا يطربه من صوتها الا رنين الكلماتْ
كان مشغولا بتنسيق الصراع الطبقيْ
لابسا بدلته الحمراء، حلاها باقوال الغمامْ
ملحداً بالفقر والقهر،
صديقا لدي عمال "بحري" (3)
ونساء الريف،
والزراع،
والطلاب،
والوردة
والكسرة،
والحلم
و اولاد الحرامْ
كان شبّاكا من اللذة، والغبطة مفتوحا علي
ابهج وقت، وفضاء الاغنياتْ
يدعم العشبَ،
ويعطيه " دعاشا" ضد نسيان السماءْ
كان عنوانا لمن لا شغل لهْْ
وصديقا للحمامات،
رفيق النيل في نزهته الكبري
وبستان حماسْ
كان عاما من نكات ذهبت تطفئ احزان الطبيعةْ
ايقظ الثورة من نومتها الاولي،
واعطاها مفاتيح الجدلْ
وتغشاه ذبولٌ فضحكْْ
ومضي فيه انقلابٌ وكتبْ
..............
..................
.....................
كان لا يخطب الا عن جموح القمحِ،
والاحلام،
والمراة ذات الخبز، والسطوة، والافق الرخيمْ
وعدائيا اذا قلصت الارض اغانيها،
حنونا حينما يكتحل الشارع بالعنف الوسيم
وزميلا للعصافير، يماما من تقدّمْ
يعشق الشدو صباحا ومساء،
يعجن الخضرة،
يهديها "اتحادات الشباب"
ويري الواعظ منفىً,
ويرانا شجرا يمشي ولا يمشي,
يري البسمة في احراش حزن عائليٍ،
ويناديها،
"يفلِّي" شعرها النيليَ،
يعطيها وصاياه،
لكي تذهب من عزلتها نحو " اتحادات النساءْ"
كان نعناعا علي الشاي الذي اخفي شجوني،
ومضي بي في النساء الحالماتْ
كان في برنامج الصدمة وردا ,
واقتراحات العصافير علي حزب الشجرْ
كان اهلا ثم سهلا في شمال الياسمينْ
واحتمالاتٍ سكاري في جنوب السيسبانْ
قيل "ما قدمت ؟"
قال " الوعيَ"
والحلمََِ,
واسرار ابتهاجات الشعوبِ,
اندهشت فاروزةٌ،
ضجّت نباتاتٌ،
ونامت في البنايات احاديث الفراع المرِّ،
اهدته النساء الروح /ايقاعا من السكرِ،
وينبوع قرنفلْْ
..............
.................
......................
خطفته الزنبقةْ
وسري في المشنقةْ
وراي صورة قلبهْ
في مقامات التقدمْ
وتقدمْ
وتقدمْ
وتقدمْ
.... والنساء- الان- يطلبن مناديل، مناديل، مناديل،
مناديل من الدمِّ،
مناديل من الوردِ،
مناديل من الشهوةِ,
يطلبنَ،
ويذهبن الي رغبتة النيلية الاولي،
ويخضعن الي غبطته،
لم ينكسرْ غيمٌ،
ولم يجبن نهارٌ،
لم ير الجندي ايقاع التلاميذ نشازا،
لم يرَ التلميذ وقتا مثل "عبدالخالق" المحجوب عن اسطورة الموت،
ولم ياسف نبيذ لذهاب الحلم عنه،
انهمرت فيه اناشيد،
اناشيد،
ونادتنا فراشات,
فراشات,
الي ما يشبه المراة في شهوتها،
قامت قيامات،
واشجتنا مقامات،
مضت عصفورةٌ في مسرح الموتِ،
زهت ارجوزةٌ بالشنقِ،
"عبدالخالق المحجوب" اغرته البناتُ - الان- بالموتِ،
واغراه الكلام الحلوُ،
ناداه الي نوم عميق قزحيْ
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
ما أروعك ................... وقيام وإنتباه في حضرتهم...أرسل لي أحد الأصدقاء الأعزاءجداً الى قلبي " زميل " .... وصية الشهيد عبدالخالق محجوب عثمان .... شعر "صديق ضرار "
وتواعدنا على الشطِّ مِرارا
كان يسـبقـنى ،
ويحـترق انتظارا
وببؤبؤِ عينيه تحدٍّ واخضرارْ
وحديث لا يُجارى
عن أغانى الإنتصارْ
كان مغنِّيها يُغار
حينما ينسرب الضوءُ جهارا
ليبث الروح فى رحم النهارْ
لا تسألونى : ـ خابَ ظنُّه ؟
أم من الحزن توارى ومضُ عينِه ؟
أم سُهاد الليل قد غير لونَه ؟
كان شيئاً غير هذا . .
لا يجارى .
هدهد حزنى ،
وبوجدٍ ليس مثله
كان يسأل :
عنكمُ ، عن كل شهيد
تقمصت روحُه بلوريتارياً جديد
كان يسأل عن قضايا الشعبِ ،
عن دور اليسارْ
وهتافٍ غاضبٍ ، ينمو على كل جدار
عن رفاقٍ خلف قضبان الحديدْ
ومواقيت انتهاءٍ للتتارْ
ثم نادانى إليه ، وقال :ـ
" ليس هذا الوقت وقت للسؤال
كن بقبضة هذا الشعب خنجر
واطعن الباغى بحدَّك ،
لا تشفق عليه
إن مثلى لَيولِّى
تاركاً خلفى البديل
إن مثلى يستطيل
مثلما يمتد نيل
. . ببلادى
ليبثَّ الوجد للوادى الأحنِّ
ولهذا الشعبِ حقٌّ ،
ليس يرجى بالتمنى
فانطلق فى الغابةِ . . فى العتمورِ
وفى صوت المغنى
ولتكن موتاً زؤاما ،
على الباغين لعنة
ولتكن لابرنث يحيط بكل مارق
وأُصيك بأبنائى البلوريتاريا الأوفياء
من زمان ساد فيه الفسق والإفساد
وقرصان تربع فى حماه
فلتجنبهم دجاه
***_***
ْ
وتواعدنا على الشطِّ مِرارا
كان يسـبقـنى ،
ويحـترق انتظارا
وببؤبؤِ عينيه تحدٍّ واخضرارْ
وحديث لا يُجارى
عن أغانى الإنتصارْ
كان مغنِّيها يُغار
حينما ينسرب الضوءُ جهارا
ليبث الروح فى رحم النهارْ
لا تسألونى : ـ خابَ ظنُّه ؟
أم من الحزن توارى ومضُ عينِه ؟
أم سُهاد الليل قد غير لونَه ؟
كان شيئاً غير هذا . .
لا يجارى .
هدهد حزنى ،
وبوجدٍ ليس مثله
كان يسأل :
عنكمُ ، عن كل شهيد
تقمصت روحُه بلوريتارياً جديد
كان يسأل عن قضايا الشعبِ ،
عن دور اليسارْ
وهتافٍ غاضبٍ ، ينمو على كل جدار
عن رفاقٍ خلف قضبان الحديدْ
ومواقيت انتهاءٍ للتتارْ
ثم نادانى إليه ، وقال :ـ
" ليس هذا الوقت وقت للسؤال
كن بقبضة هذا الشعب خنجر
واطعن الباغى بحدَّك ،
لا تشفق عليه
إن مثلى لَيولِّى
تاركاً خلفى البديل
إن مثلى يستطيل
مثلما يمتد نيل
. . ببلادى
ليبثَّ الوجد للوادى الأحنِّ
ولهذا الشعبِ حقٌّ ،
ليس يرجى بالتمنى
فانطلق فى الغابةِ . . فى العتمورِ
وفى صوت المغنى
ولتكن موتاً زؤاما ،
على الباغين لعنة
ولتكن لابرنث يحيط بكل مارق
وأُصيك بأبنائى البلوريتاريا الأوفياء
من زمان ساد فيه الفسق والإفساد
وقرصان تربع فى حماه
فلتجنبهم دجاه
***_***
ْ
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
كمال الجزولى
تعرف يا فاتح انا اقترح فتح بوست كامل على مداخلتك الدسمة ---- لك الحية
طبلان .. واحدى وعشرون طلقة ل 19 يوليو
" الى الذين نصبوا متاريس الفرح الجرىء عصر يومنا التاسع عشر من سنة الواحد والسبعين "
الطبل الأول
الشعر الليلة - مطر الدم ، رعاف يهدر فى الفم
صخاب ظهر أبى ، وخصيب رحم الأم ،
فلنشعل تار "الدوبيت" اذن ، ونوقد جمر النم
ولنعرض ببنادقنا وسط الأصوات !
الطبل الثانى
أجيد القول - الليلة - فى المسحوقين ، فى الناس الغبش
على طول السودان ، وكل بيوت الطين ، فى المارد فى وثبته ،
القابض جمر الحق ، الرائع فى وقفته ، تنداح سنين الزهو ، الحقد ،
الحزن على "جبهته" ، أقول.. أعيد القول - الليلة - فى قوته ..
وبطولته ، وأفاخر .. بالتاريخ وبالصولات !
الطلقة رقم (1 )
امتطت الريح الصهوات ،
ترجل قرص الشمس.. وأحنى النخل الهامات
سقط العقرب .. فوق العقرب ..
كان اليوم التاسع عشر ،
دقات الساعة أتت أربع مرات ..
الزمن الأول ..
الزمن الثانى ..
الزمن الثالث ..
الزمن الرابع ..
الزمن الوهج .. الزمن المازوت ..
الزمن الغائر بعد الظهر ،
الزمن النسر ،
اندفع الى الأضلاع ، الى الأعراق ، الى الحدقات
لما جلجل سلح القصر
وانهمر الصحو برش الفرح المجهد ..
فى الطرقات
الطلقة رقم (2 )
هذا فجر العيد تدلى ..
فى الآفاق مشانق ،
الباشق حلق فى ..
اثر الباشق ،
وتهاوى النجم رواشق !
الطلقة رقم (3 )
آتون الساعة فى "الهبباى " ،
وفى الأمطار ..
وفى الوهج الغاضب .. فى حقد
" خماسين " ،
فى طمى النيل الخالق ..
فى نار التكوين ،
فى قمة "كررى" ، من حيدوب " ،
من "التاكا " ،
من "مرة" آتون ،
آتون من العلو السامق ..
آتون كما الومض البارق ..
...............................
مرحب .. مرحب عبدالخالق ..
الليلة أطفال السودان على
طول الطرقات ،
ينتظرون قدومك بالحلوى ، بالرايات الحمر ،
وبالباقات ،
أطفال السودان الجرحو الحدقات ،
يا عبدالخالق ..
من ولدوا ليل الثامن والعشرين
من يوليو ..
عام الغضب الحارق ،
ينتظرون على طول الطرقات ..
بالحلوى ..بالرايات الحمر ..
وبالباقات ،
الطلقة رقم (4 )
قلب الشاعر شاهد ،
قالوا فى الحكمة ،
فى أمثال الناس ..
وأنا ينهال القلق على ،
الواحد .. بعد الواحد
أعرف هذا الاحساس !
أدركنى فى القرن الماضى ،
عند سقوط الخرطوم ..
.................................
لحظتها كانت "موسكو " ..
تتلفع بالمغرب ..
والشفق الأحمر ليس دما ..
الشفق الأحمر بحر نبيذ
وأنا .. والراديو ..
لا نتعب ،
لا يغشانا النوم ..
أعرف هذا الاحساس ..
أدركنى فى القرن الماضى ،
عند سقوط الخرطوم ..
أدركن .. و ..
.............................
بركان القلق تفجر ،
هطل الشدو من الحلقوم ،
تحدر ,,
فوقفت أغنى عارى الصدر ..
وحافى القدمين ،
فى وسط الميدان "الأحمر " !
الطلقة رقم (5 )
من هذا القادم ؟
من هذا الفارع كالنخلة ..
الأسمر .. حقل الكاكاو القاتم
والسيف المصقول الصارم ،
والدرع الفاحم ..
من هذا ال ..
ويحى ..
ذلك هاشم !
ذلك هاشم !
الطلقة رقم (6 )
وتعدد صوتك عبر المدن المسروقة
أشعل شط النيل ..
ودوى فى الحارات المسحوقة :
السلطة للعمال ..
لعبيد أرضى .. لكل جريح وشح دمه
" بيت المال " ..
لكل عريس أوقد نارا ..
ثم مضى .. "اكتوبر " ..
ولكل شريف فى "كوبر " ..
ولتذهب لجهنم حنجرة الزيف المخنوقة !
الطلقة رقم (7)
زغرودة أمى أعرفها ..
من بين ملايين
الأصوات ،
أميزها ..بالشرخ الراعف فيها ..
بالآهات ..
زغرودة أمى لك وحدك ..
هذه الليلة ،
وأبى حمحم مثل الفرس الأصهب ..
صال وجال ..
هز السيف وأنشد شعرا
كالشلال ،
" لشفيع" الناس المقهورين ،
" شفيع" الموج الأول فى
بحر العمال
من هدروا خلفك ظهر الثانى ..
والعشرين ،
جاءوك - الليلة - من "جودة " ،
من ورش الصهر ..الترميم ..الوابورات ..
جاءوك على مر الأجيال ..
فتعال ..تعال .. تعال
أهلا بك أهلا ..
ان لم يحملك الرأس ،
أشيلك فوق الكتفين -
اخضر الساعد .. هبت
ريح المد ،
واجتمع العقد ..
با يعلو فوق
السد ..
............................
هانحن - الساعة ننسج فى عينيك
وشاحا .. وجديلة ،
وهلالا يسطع فوق جبين
الغد !
الطلقة رقم ( 8 )
زحفت على اسلاك التلفون ،
وطرت مع الريح .. مع الرعد ..
مع الحقد الملعون ..
وسبحت أنا .. حتى انقطعت
أنفاسى ،
بين "الأسود" و "المتوسط "
وركضت .. ركضت ..كما الفرس المطعون ،
يا أمى .
وعبرت النيل اليك ،
وعند الشاطىء كنت أرى ،
ما أبشع ما كنت أراه ! ،
" كتشنر" يعود بخوزته الحجرية ،
وجنود بصديد فى الصدر ،
وقمل فى الأفواه ..
وأنا أركض يا أمى ..
فيك ،
ألملم تاريخى .. وأخترق المدفع
كى أحميك ..
أركض .. أركض مثل الفرس
المطعون ،
لكن الطاعون ..
اجتاح عروقى تلك الليلة يا أمى ،
أوغل فى عينيك ..
" كتشنر" .. الطاعون .. الغدر ..
الخوزات الحجرية ..
جاءوا يا أمى .. من كل حقول النفط .. الذهب ..
ومن شط "الأبيض" و "الأحمر " ..
من عمق الصحراء الغربية !
....................................
وتشبثت بكفيك ..
كبوت .. نهضت .. رفعت الرأس اليك ..
ورأيتك يافرحى !
شامخة أنت .. كما أنت
كما النار الخالدة الأسطورية !
الطلقة رقم (9)
الكوكب مختل العقل !!
الكوكب مهر جمح .. فدار .. ودار ..
وسقط على الوجه ،
لما أنهكه الاعياء ..
وأنا أرجو يا كوكبنا ..
لو أوهب مقدرة ..
لأعيد على وجهك ترتيب الأشياء ..
لكنى ..
ولأنى لست بساحر ،
و لأنى لا أملك غير المزمار الثائر ،
فسأبقى - معذرة - أنفخ فى رئتيك أناشيدى
حتى تنهض من هذا الاغماء !!
الطلقة رقم ( 10)
تحترق لهاتى حين أغنيك ،
تلتهب العينان ..
يركض صوتى ، يعلو يهطل فوق ..
شوارع أمدرمان
أقسم أنى ما غنيت لسلطان ،
ما شلت العيب ، ولا مارست العهر
على رئة "الطنبور "
لكن الساعة يا بابكر النور ،
أطلق شدوى ،
أعزف فوق الجرح الغائر فى صدرى
أجعل من أضلاعى ربابة ..
ياروحى ،
وأحلق فى أنفاسك عبر عذابات السودان !
الطلقة رقم ( 11)
أمدد كفك يا "فاروق " ،
أبشر بالخير ،
أزهر جرحك ..
نبت القمح الأسمر ..
فوق جبينك .. سقسق فى عينيك
الطير،
وفاح نزيف دمائك فى الصحراء ،
وهاش خريف ..
أمدد كفك ،
لمع التاريخ على فوهات بنادقنا ..
يا قلبى الراعف ..
شب على حد السيف !
الطلقة رقم (12)
باعوا الغابة يا جوزيف !
باعو المانجو الناضج والنى ..باعوا "البفرة " ،
والرمح وبوق الصيد ،
باعوا كل طبول العيد ..
يا جوزيف .. وسحر قبائلنا ،
وثن ألأبنوس .. وسن الفيل ..
والكوخ النائى .. والأمطار ..
وكل تماسيح النيل ،
باعوا الفيضان و أثداء الفتيات
الأبكار ،
والماعز .. والأبقار ..
يا جوزيف ،
باعوها لأنه السوق القادم من
كل فنادق أوربا ..
من كل عصور الزيف ،
بالويسكى .. بالموهير اللامع .. والدولار !
برباط العنق .. وبالدبوس الذهبى ..
وبطاقات ال ..
وختم الماس !
.....................................
لكن الناس !!
لكن الناس !!
الطلقة رقم (13)
أجمل أطفال السودان
لم يولد بعد ..
أحلى زهرات الغد ..
ما نبتت حتى الآن ..
كلنا نقسم بالايمان :
أن الأشجار ستطرح أطفالا
لم أشهد أجمل منهم عينان ..
فالسلطان ..
غول من قش
والعرش
قنبلة تحت السلطان !!
الطلقة رقم (14)
ابعد مكانك ,, يا عثمان،
يقترن "الأبيض" "بالأزق" فى جرحك ،
فافتح جرحك للآخر ..
يتلاقى "حرس القصر" .. بغضب الشارع
فى جرحك ..
فأفتح جرحك للآخر ..
يا سيف الصاعقة الباتر ،
لا وقت - الليلة - للأحزان !
لا وقت - الليلة - للأحزان !
الطلقة رقم (15)
عيناك الجمر !
يا "ود الريح " ،
كتفاك قلاع النخوة .. والفخر
أنشد - هأ نذا - فى مدحك ،
أنشد للماضى ، والحاضر حين اعتنقا ..
لما وثب "الماظ" بمدفعه ..
وتهدم فوقك "مستشفى النهر " !
الطلقة رقم (16)
زين الفرسان سلاما ،
" ودالزين " !
زين الشرفاء المأزومين ..
أشعل قنديلك يا شبل الأهوال ،
" مهيرة" أمس تنظم فيك ..
عقود المدح الليلة ..
أختى ماحت وسط الساحة "بالشبال "
فالبرق القبلى "شال " ،
يا ود الزين ،
وعرق العزة وهوة عبر الأجيال !
الطلقة رقم ( 17 )
ما كنت جميلا يا وطنى
كجمالك ذاك العصر
لما فجرك القهر ،
فى بدنى ..
مثل الديناميت ،
وفجرنى !
الطلقة رقم ( 18 )
لا يجنى الموت سوى الموتى -
فارفع قلبك للريح ،
يا عبد الحى
كقرنفلة حمراء ..
للريح ،
لا يجنى الموت سوى الموتى ..
وأدلقك دمك المسفوح
ليعطر حارات بلادى ..
يا عبد الحى ..
فيوقدها ..
بيتا .. بيتا
الطلقة رقم (19)
حار دلوك يا حاردلو ..
حار دلوك يا ولدى ..
من لهب الرفض ..
ولهذا أنت ستعلو
دوما كالبيرق تعلو
وسنضفر من شريانك ..
...........
الطلقة رقم (20)
عبد المنعم طبل العز ،
" نحاس" الغبرة ،
عبد المنعم .. جبل ....
قل "للباشا" : كنت ....
اذا صدقت سراب ....
فنحن رضعنا - قبل اليوم ..
دماء الثورة !
الطلقة رقم (21)
فقأوا عينى ..
وكسروا - يا وطنى - ...
منعوا عنى ضوء الشمس !
لكنا لا بأس !
فأنا أعصابى ..أوتار ،
وسأحفر كلماتى - ....
فوق جار السجن ..
باظافرى
الحريق وأحلام البلابل
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
فيصل ..... " حلفتني وقسمتني ...ولك ما أردت صديقي "....فهذه مرثية سميح القاسم في محمود درويش ..... كنت أحفظ منها بعض أبيات ... متفرقات ولكني وجدتها لك كاملةً..... الكل يعرف صداقة سميح القاسم ومحمود درويش ... حملا القضية وسارا في نفس الطريق فنسابت لهم الكلمات بأحرف ذكية نقية تعبيراً عن القضية.
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟
* * *
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي
ونحنُ عذابُ الدروبِ
وسخطُ الجِهاتِ
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
وعَجْزُ اللُّغاتِ
وبَعضُ الصَّلاةِ
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
وأعدائِنا الطارئينْ
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابلٍ بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
سِوى مَا سِوايَ
وماذا وَجّدْتَ
سِوى مَا سِواكْ؟
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ..
* * *
تَخَفَّيْتَ بِالموتِ،
تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ
ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ.
ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ
ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ.
ومَا مِن أقارِبْ
تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ
زَحْفُ العَقَارِبْ
يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ
ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا
بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا.
وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ.
* * *
وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
وسِرِّ العَقيدَهْ
وأوجاعِها المزمِنَهْ
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
أينَ الوصيَّهْ؟
نُريدُ الوصيَّهْ!
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
وأنتَ الوصيَّهْ
وسِرُّ القضيَّهْ
ولكنَّها الجاهليَّهْ
أجلْ يا أخي في عَذابي
وفي مِحْنَتي واغترابي
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ
وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ
وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ
واللهُ أكبَرْ..
* * *
سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا
وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا
قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ،
نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا
وَلاميّةَ الشّنفرى
وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون
ومُعجزَةَ المتنبّي،
أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا
قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت
وشوقَ أتاتورك هذا الحقيقيّ
شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ
لأُمِّ محمَّدْ
وطفلِ العَذابِ محمَّد
وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ
قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا
لبِروَتنا السَّالِفَهْ
وَرامَتِنا الخائِفَهْ
وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ
لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ
وللأمَّةِ الصَّابرَهْ
وللثورَةِ الزَّاحفَهْ
وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ
وساعاتِنا الواقِفَهْ
وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ
* * *
وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ
وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي
كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ
كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ
وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ
كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ،
وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ،
وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ،
كَرِهْنا زباني الدولِ الكاذِبَهْ
وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ
كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ
وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ
كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ
وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ
يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم،
يكذبُونْ
وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ
ويلقونَنَا للسَّرابِ
ويلقونَنَا للأفاعِي
ويلقونَنَا للذّئابِ
ويلقونَنَا في الخرابِ
ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ
وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ
بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ
وعَافَتْ جَهَنَّمْ
لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا
نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ
على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ
وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..
ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب
ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟
* * *
تذكَّرْ
وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ.
فحاول إذن.. وتذكَّرْ
تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ
لأُمَّينِ في واحِدَهْ
ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ
وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يُجيدُ الصّياحْ
ولا يتذمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ
تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ
كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ
وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ
ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ
وأيتام هتلَرْ
ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ
ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ
ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ
فَلا تتذكِّرْ
قيوداً وسجناً وعسكَرْ
وبيتاً مُدَمَّرْ
وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ
وَلا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ..
* * *
لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ،
نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ..
ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّ
وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّ
سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّ
وَدَمْعٍ سَخيّ
نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّ
وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّ
وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّ
ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ،
عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّ
ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى
يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّ:
على وَرَقِ السنديانْ
وُلِدْنا صباحاً
لأُمِّ الندى وأبِ الزّعفرانْ
ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا
في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ
على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً.
كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ
وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا
والنّشيدُ احتَرَقْ
بنارِ مَدَامِعِنا
والوَرَقْ
يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ
وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ
وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ
على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ
وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ
بَكَى صاحبي
على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً
بَكَى صاحبي
وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ
على سَطحِ بَيْتْ
ألا ليتَ لَيتْ
ويا ليتَ لَيتْ
وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ..
* * *
ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّ
أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي7-7-..
وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي
وقلبُكَ.. قلبي..
* * *
يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ
وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا
حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ
وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ
على خطأٍ مَطْبَعِيّ
وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ
لِسَكْرَةِجَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ
وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ..
والناسُ فيهم ـ سِوانا ـ المسَرَّهْ
أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟
مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ
وَآخرِ مَرَّهْ
وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ
نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ
وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ
ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ
ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ..
* * *
تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ
السِّنينْ
وعِبءِ الحنينْ
وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً
دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ.
أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟
تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟
هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ
على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه. أمْ أدَّعي
أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ
وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ
وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ،
تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ
وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ
في صالَةٍ دافِئَهْ
بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ
أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ..
أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ..
* * *
إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ.
هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم:
راشد حسين
فدوى طوقان
توفيق زيّاد
إميل توما
مُعين بسيسو
عصام العباسي
ياسر عرفات
إميل حبيبي
الشيخ إمام
أحمد ياسين
سعدالله ونُّوس
كاتب ياسين
جورج حبش
نجيب محفوظ
أبو علي مصطفى
يوسف حنا
ممدوح عدوان
خليل الوزير
نزيه خير
رفائيل ألبرتي
ناجي العلي
إسماعيل شمُّوط
بلند الحيدري
محمد مهدي الجواهري
يانيس ريتسوس
ألكسندر بن
يوسف شاهين
يوسف إدريس
سهيل إدريس
رجاء النقاش
عبد الوهاب البياتي
غسَّان كنفاني
نزار قباني
كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ
تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ-سامي
أخانا الجميلَ الأصيلَ.
وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ
سامي مَع العودِ في قَعدَةِ العَينِ
سامي مَضَى
وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ
وأنتُمْ أبَدْ
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ
يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ
ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ
وحُلم المغنّي كِفاحٌ
وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ..
* * *
إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ
في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ
أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ
وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ..
لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ
وخُذني مَعَكْ
خذني معك .
****
خالص الود
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟
* * *
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي
ونحنُ عذابُ الدروبِ
وسخطُ الجِهاتِ
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
وعَجْزُ اللُّغاتِ
وبَعضُ الصَّلاةِ
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
وأعدائِنا الطارئينْ
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابلٍ بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
سِوى مَا سِوايَ
وماذا وَجّدْتَ
سِوى مَا سِواكْ؟
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ..
* * *
تَخَفَّيْتَ بِالموتِ،
تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ
ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ.
ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ
ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ.
ومَا مِن أقارِبْ
تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ
زَحْفُ العَقَارِبْ
يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ
ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا
بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا.
وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ.
* * *
وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
وسِرِّ العَقيدَهْ
وأوجاعِها المزمِنَهْ
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
أينَ الوصيَّهْ؟
نُريدُ الوصيَّهْ!
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
وأنتَ الوصيَّهْ
وسِرُّ القضيَّهْ
ولكنَّها الجاهليَّهْ
أجلْ يا أخي في عَذابي
وفي مِحْنَتي واغترابي
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ
وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ
وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ
واللهُ أكبَرْ..
* * *
سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا
وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا
قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ،
نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا
وَلاميّةَ الشّنفرى
وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون
ومُعجزَةَ المتنبّي،
أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا
قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت
وشوقَ أتاتورك هذا الحقيقيّ
شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ
لأُمِّ محمَّدْ
وطفلِ العَذابِ محمَّد
وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ
قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا
لبِروَتنا السَّالِفَهْ
وَرامَتِنا الخائِفَهْ
وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ
لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ
وللأمَّةِ الصَّابرَهْ
وللثورَةِ الزَّاحفَهْ
وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ
وساعاتِنا الواقِفَهْ
وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ
* * *
وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ
وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي
كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ
كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ
وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ
كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ،
وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ،
وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ،
كَرِهْنا زباني الدولِ الكاذِبَهْ
وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ
كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ
وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ
كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ
وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ
يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم،
يكذبُونْ
وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ
ويلقونَنَا للسَّرابِ
ويلقونَنَا للأفاعِي
ويلقونَنَا للذّئابِ
ويلقونَنَا في الخرابِ
ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ
وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ
بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ
وعَافَتْ جَهَنَّمْ
لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا
نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ
على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ
وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..
ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب
ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟
* * *
تذكَّرْ
وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ.
فحاول إذن.. وتذكَّرْ
تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ
لأُمَّينِ في واحِدَهْ
ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ
وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يُجيدُ الصّياحْ
ولا يتذمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ
تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ
كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ
وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ
ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ
وأيتام هتلَرْ
ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ
ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ
ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ
فَلا تتذكِّرْ
قيوداً وسجناً وعسكَرْ
وبيتاً مُدَمَّرْ
وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ
وَلا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ..
* * *
لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ،
نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ..
ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّ
وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّ
سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّ
وَدَمْعٍ سَخيّ
نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّ
وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّ
وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّ
ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ،
عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّ
ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى
يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّ:
على وَرَقِ السنديانْ
وُلِدْنا صباحاً
لأُمِّ الندى وأبِ الزّعفرانْ
ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا
في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ
على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً.
كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ
وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا
والنّشيدُ احتَرَقْ
بنارِ مَدَامِعِنا
والوَرَقْ
يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ
وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ
وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ
على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ
وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ
بَكَى صاحبي
على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً
بَكَى صاحبي
وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ
على سَطحِ بَيْتْ
ألا ليتَ لَيتْ
ويا ليتَ لَيتْ
وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ..
* * *
ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّ
أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي7-7-..
وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي
وقلبُكَ.. قلبي..
* * *
يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ
وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا
حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ
وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ
على خطأٍ مَطْبَعِيّ
وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ
لِسَكْرَةِجَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ
وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ..
والناسُ فيهم ـ سِوانا ـ المسَرَّهْ
أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟
مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ
وَآخرِ مَرَّهْ
وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ
نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ
وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ
ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ
ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ..
* * *
تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ
السِّنينْ
وعِبءِ الحنينْ
وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً
دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ.
أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟
تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟
هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ
على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه. أمْ أدَّعي
أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ
وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ
وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ،
تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ
وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ
في صالَةٍ دافِئَهْ
بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ
أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ..
أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ..
* * *
إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ.
هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم:
راشد حسين
فدوى طوقان
توفيق زيّاد
إميل توما
مُعين بسيسو
عصام العباسي
ياسر عرفات
إميل حبيبي
الشيخ إمام
أحمد ياسين
سعدالله ونُّوس
كاتب ياسين
جورج حبش
نجيب محفوظ
أبو علي مصطفى
يوسف حنا
ممدوح عدوان
خليل الوزير
نزيه خير
رفائيل ألبرتي
ناجي العلي
إسماعيل شمُّوط
بلند الحيدري
محمد مهدي الجواهري
يانيس ريتسوس
ألكسندر بن
يوسف شاهين
يوسف إدريس
سهيل إدريس
رجاء النقاش
عبد الوهاب البياتي
غسَّان كنفاني
نزار قباني
كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ
تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ-سامي
أخانا الجميلَ الأصيلَ.
وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ
سامي مَع العودِ في قَعدَةِ العَينِ
سامي مَضَى
وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ
وأنتُمْ أبَدْ
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ
يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ
ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ
وحُلم المغنّي كِفاحٌ
وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ..
* * *
إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ
في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ
أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ
وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ..
لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ
وخُذني مَعَكْ
خذني معك .
****
خالص الود
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: عروس السفائن
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابلٍ بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
أه ثم اه يا فاتح! لرحيل درويش قصص تحتاج الكثير من الجهد و العناء يا صديقى.
الفاتح ....................... شكراحزينا
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابلٍ بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
أه ثم اه يا فاتح! لرحيل درويش قصص تحتاج الكثير من الجهد و العناء يا صديقى.
الفاتح ....................... شكراحزينا
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
الفيتورى يرثى عبدالخالق
حين يأخذك الصمت منا
فتبدو بعيدا
كأنك راية قافلة
غرقت فى الرمال
تعشب الكلمات القديمة فينا
وتشهق نار القرابين
فوق رؤوس الجبال
وتدور بنا أنت
ياوجهنا المختفى
خلف سحابة
فى زوايا الكهوف
التى زخرفته الكآبة
ويجر السؤال .. السؤال
وتبدو الأجابة نفس الاجابة
ونناديك
تغرس أصواتنا
شجرا صندليا حواليك
نركض خلف الجنائز
عارين فى غرف الموت
نأتيك بالأوجه المطمئنة
والأجه الخائفة
بتمائم أجدادنا
بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم
بالصلوات المجوسية الخاطفة
بطقوس المرارات
بالمطر المتساقط فى زمن القحط
بالغاب والنهر والعاصفة
قادما من بعيد على صهوة الفرس
الفارس الحلم ذو الحربة الذهبية
يافارس الحزن مرغ حوافر خيلك
فوق مقابرنا الهمجية
حرك ثراها
انتزعها من الموت
يافارس الحزن
كل سحابة موت
تنام على الأرض
تخلقها ثورة فى حشاها
انتزعها من الموت فارس
الحزن
أخضر
قوس من النار والعشب
أخضر
صوتك بيرق وجهك قبرك
لا تحفروا لى قبرا
سأرقد فى كل شبر من الأرض
أرقد كالماء فى جسد النيل
أرقد كالشمس فوق
حقول بلادى
مثلى أنا ليس يسكن قبرا
لقد وقفوا ..
ووقفت
لماذا يظن الطغاة الصغار
وتشحب ألوانهم
أن موت المناضل موت القضية ؟
أعلم سر احتكام الطغاة الى البندقية
لا خائفا .. ان صوتى مشنقة
للطغاة جميعا ..
ولا نادم .. ان روحى مثقلة بالغضب
كل طاغية صنم
دمية من خشب
وتبسمت .. كل الطغاة
ربما حسب الصنم الدمية المستبدة
وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور
الرجال ..
انه بطلا مايزال
وخطوت على القيد
لا تحفروا لى قبرا
سأصعد مشنقتى
وأغسل بالدم رأسى
وأقطع كفى
وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر
فوق حوائط تاريخه المائلة
وأبذر قمحى للطير والسابلة
قتلونى وأنكرنى قاتلى
وهو يلتف بردان فى كفنى
وأنا من؟ سوى رجل
واقف خارج الزمن
كلما زيفوا بطلا ..
قلت: قلبى على وطنى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: عروس السفائن
عزيزي ... فيصل ... هذه.. مرثية الطائر الحزين ( فاروق جويدة ) ياااخ رهيييييييييبه
أماه..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
سرقوا ثيابي.. في الطريق
أنا لم أعد طفلا
لألقي بعض عريي في يديك.. وتضحكين
أنا لم اعد طفلا
فأسبح بين أخطائي وأنت تسامحين..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
أخفي عن الطرقات نفسي
عن الأيام.. ما لا تعلمين
لا تخجلي مني فعريي.. بعض عريك
آه يا أماه ما أقسى زماني
صارت الأثواب من وحل.. وطين
* * *
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام..
آه لو تدرين كم عصفت بأيامي محطات القطار
كم دارت الأيام يا أمي
وزيف الليل يحملنا إلى دجل النهار
أماه أتعبني الدوار
والآن جئتك والقطار يلمني بعض البقايا
وثيابنا سرقت وعدنا مثلما كنا.. عرايا
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام
عشر فعشر.. ثم عشر ضائعات
ما زلت أذكر عندما انطلقت وراء الأفق
أصوات تبشر.. عاد عهد المعجزات
قالوا وقالوا يومها...
قالوا بأن القهر يقتل في النفوس عفافها
والناس تسجنها البطون
صاحت جموع الناس(فلتحيا البطون)
قالوا بأن الصبح حق لا يضيع
والأرض ملك للجميع
صاحت جموع الناس(فليحيا الجميع)
قالوا خراب الأرض في أبناءها
والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب
في صمت القبور..
صاحت جموع الناس(فلتحيا القبور)
قالوا لنا.. قالوا الكثير
بين الحدائق كانت الأشجار تعلو
مثل ضحكات الصغار
والحلم بين ملاعب الأطفال يلهو كالنهار
* * *
سألوا علينا في القطار...
أعمارنا.. أخطاءنا..
وصلاتنا.. وصيامنا
سألوا علينا الماء كيف يكون ملمس جلدنا؟
سألوا علينا الطين كيف يكون عمق قبورنا؟
فحصوا مع الخبراء نبض عقولنا
سألوا علينا الليل كيف نهيم في أحلامنا؟
سألوا علينا الصمت كيف يكون دفء نساءنا؟
سألوا علينا.. كيف نبكي.. كيف نضحك؟
كيف نصرخ.. كيف ننسى حزننا؟
لقد استباحوا سرنا
لم يتركوا شيئا لنا..
* * *
ومضى القطار..
يوما فيوما.. والقطار يدور بي.. عاما فعام
وإذا نطقت.. همست شيئا.. أو عطست
يقال دعك من الكلام
في كل يوم ألمح الأشلاء قبرا
تحت قضبان القطار
والبعض منا يختفي..
وإذا سألت يقال مات
وليس في الموت اختيار
صوت القطار يدور في عجلاته
وصفيره يعلو.. ويعلو.. حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
ملوا البنادق ذات يوم
خلف أستار الظلام
ورأيتهم كالنار تحرق كل أسراب الحمام
وذئابهم تعوي وأشلاء من الأشجار
و الأزهار تصرخ كالحطام..
أبراج قريتنا رأيت ترابها
يعلو.. ويعلو.. ثم يسقط في الزحام..
وسألتهم ما ذنب أسراب الحمام؟
قالوا قضاء الله لا تسأل
ولا تسمع-حقير الشأن-سفسطة العوام
ونظرت حولي في القطار
طارت عيون الناس خوفا
خلف أشلاء الحمام
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
حملوا البنادق ذات يوم
خلف أطفال صغار..
قطعوا أصابعهم وطارت في السماء ثيابهم
وهوت بقايا في التراب
يتساقط الأطفال في الأوحال
في البرك الصغيرة.. كالذباب
وسألتهم ما ذنب أطفال صغار
فأتى إلي الصوت يصرخ بالجواب
هل ينجب الذئب الحقير سوى الذئاب؟
لا تتركوا الأشجار تكبر
واقطعوها قبل أن تعلو الرقاب
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
ومضى القطار..
والعمر يدفن بعضه بعضا..
عشر حيارى ثم عشر للأسى
وختامها عشر الأماني الضائعات
العمر أصبح بين أيدينا بقايا من رفات
ونظرت حولي..
لم أجد أحدا يبادلني الكلام
فالناس ماتوا.. أو أصيبوا بالجنون
وسألت نفسي أين نحن.. ومن نكون؟
ومضيت أصرخ في القطار
الجنة الخضراء.. والفقراء والجوعى
وحلم الأمس.. صيحات البطون
الناس حولي يضحكون
ورأيت أعينهم كبركان يحاصرني
ويكبر ثم يكبر.. يحتويني
ثم يحملني الدوار..
وتداخلت في العين ألوان الصور..
النمل يعبث في ثيابي..
والدماء تسيل من رأسي
وأفواج الذباب تحيطني
والناس حولي يضحكون
ألقيت نفسي فوق قضبان القطار
ومضيت أصرخ كيف ضاع العمر في هذا الدمار
جثث الضحايا والأماني الضائعات
على دروب الانتظار..
والجنة الخضراء.. والأحلام الجوعى
وصيحات البطون..
والناس حولي يضحكون..
ومضيت أجمع بعض أشلائي وأوقف في القطار..
ما زال يجذبني القطار..
وتجمعوا حولي وصاحوا:
ضل عن دين الفريق
خلعوا ثيابي.. أحرقوها في الطريق
ورأيت نفسي عاريا..
وأخذت أجمع بين ضحك الناس
أشلائي.. وهم يتساءلون:
قد كان يوما عاقلا..
ومضيت يا أماه أجري.. ثم أجري
ثم أصرخ في جنون
فلقد نسيت الاسم والعنوان يا أمي
تراني.. من أكون؟
سرقوا ثيابي.. أحرقوها
ثم راحوا يضحكون
ورجعت وحدي بالجنون
رجعت وحدي بالجنون
*********
خالص الود
أماه..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
سرقوا ثيابي.. في الطريق
أنا لم أعد طفلا
لألقي بعض عريي في يديك.. وتضحكين
أنا لم اعد طفلا
فأسبح بين أخطائي وأنت تسامحين..
لا تخجلي مني أتيتك عاريا
أخفي عن الطرقات نفسي
عن الأيام.. ما لا تعلمين
لا تخجلي مني فعريي.. بعض عريك
آه يا أماه ما أقسى زماني
صارت الأثواب من وحل.. وطين
* * *
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام..
آه لو تدرين كم عصفت بأيامي محطات القطار
كم دارت الأيام يا أمي
وزيف الليل يحملنا إلى دجل النهار
أماه أتعبني الدوار
والآن جئتك والقطار يلمني بعض البقايا
وثيابنا سرقت وعدنا مثلما كنا.. عرايا
منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام
عشر فعشر.. ثم عشر ضائعات
ما زلت أذكر عندما انطلقت وراء الأفق
أصوات تبشر.. عاد عهد المعجزات
قالوا وقالوا يومها...
قالوا بأن القهر يقتل في النفوس عفافها
والناس تسجنها البطون
صاحت جموع الناس(فلتحيا البطون)
قالوا بأن الصبح حق لا يضيع
والأرض ملك للجميع
صاحت جموع الناس(فليحيا الجميع)
قالوا خراب الأرض في أبناءها
والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب
في صمت القبور..
صاحت جموع الناس(فلتحيا القبور)
قالوا لنا.. قالوا الكثير
بين الحدائق كانت الأشجار تعلو
مثل ضحكات الصغار
والحلم بين ملاعب الأطفال يلهو كالنهار
* * *
سألوا علينا في القطار...
أعمارنا.. أخطاءنا..
وصلاتنا.. وصيامنا
سألوا علينا الماء كيف يكون ملمس جلدنا؟
سألوا علينا الطين كيف يكون عمق قبورنا؟
فحصوا مع الخبراء نبض عقولنا
سألوا علينا الليل كيف نهيم في أحلامنا؟
سألوا علينا الصمت كيف يكون دفء نساءنا؟
سألوا علينا.. كيف نبكي.. كيف نضحك؟
كيف نصرخ.. كيف ننسى حزننا؟
لقد استباحوا سرنا
لم يتركوا شيئا لنا..
* * *
ومضى القطار..
يوما فيوما.. والقطار يدور بي.. عاما فعام
وإذا نطقت.. همست شيئا.. أو عطست
يقال دعك من الكلام
في كل يوم ألمح الأشلاء قبرا
تحت قضبان القطار
والبعض منا يختفي..
وإذا سألت يقال مات
وليس في الموت اختيار
صوت القطار يدور في عجلاته
وصفيره يعلو.. ويعلو.. حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
ملوا البنادق ذات يوم
خلف أستار الظلام
ورأيتهم كالنار تحرق كل أسراب الحمام
وذئابهم تعوي وأشلاء من الأشجار
و الأزهار تصرخ كالحطام..
أبراج قريتنا رأيت ترابها
يعلو.. ويعلو.. ثم يسقط في الزحام..
وسألتهم ما ذنب أسراب الحمام؟
قالوا قضاء الله لا تسأل
ولا تسمع-حقير الشأن-سفسطة العوام
ونظرت حولي في القطار
طارت عيون الناس خوفا
خلف أشلاء الحمام
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
حملوا البنادق ذات يوم
خلف أطفال صغار..
قطعوا أصابعهم وطارت في السماء ثيابهم
وهوت بقايا في التراب
يتساقط الأطفال في الأوحال
في البرك الصغيرة.. كالذباب
وسألتهم ما ذنب أطفال صغار
فأتى إلي الصوت يصرخ بالجواب
هل ينجب الذئب الحقير سوى الذئاب؟
لا تتركوا الأشجار تكبر
واقطعوها قبل أن تعلو الرقاب
وقطارنا يمضي على نفس الطريق
وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا
من مات مات.. من مات مات
من مات مات.. من مات مات
* * *
ومضى القطار..
والعمر يدفن بعضه بعضا..
عشر حيارى ثم عشر للأسى
وختامها عشر الأماني الضائعات
العمر أصبح بين أيدينا بقايا من رفات
ونظرت حولي..
لم أجد أحدا يبادلني الكلام
فالناس ماتوا.. أو أصيبوا بالجنون
وسألت نفسي أين نحن.. ومن نكون؟
ومضيت أصرخ في القطار
الجنة الخضراء.. والفقراء والجوعى
وحلم الأمس.. صيحات البطون
الناس حولي يضحكون
ورأيت أعينهم كبركان يحاصرني
ويكبر ثم يكبر.. يحتويني
ثم يحملني الدوار..
وتداخلت في العين ألوان الصور..
النمل يعبث في ثيابي..
والدماء تسيل من رأسي
وأفواج الذباب تحيطني
والناس حولي يضحكون
ألقيت نفسي فوق قضبان القطار
ومضيت أصرخ كيف ضاع العمر في هذا الدمار
جثث الضحايا والأماني الضائعات
على دروب الانتظار..
والجنة الخضراء.. والأحلام الجوعى
وصيحات البطون..
والناس حولي يضحكون..
ومضيت أجمع بعض أشلائي وأوقف في القطار..
ما زال يجذبني القطار..
وتجمعوا حولي وصاحوا:
ضل عن دين الفريق
خلعوا ثيابي.. أحرقوها في الطريق
ورأيت نفسي عاريا..
وأخذت أجمع بين ضحك الناس
أشلائي.. وهم يتساءلون:
قد كان يوما عاقلا..
ومضيت يا أماه أجري.. ثم أجري
ثم أصرخ في جنون
فلقد نسيت الاسم والعنوان يا أمي
تراني.. من أكون؟
سرقوا ثيابي.. أحرقوها
ثم راحوا يضحكون
ورجعت وحدي بالجنون
رجعت وحدي بالجنون
*********
خالص الود
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: عروس السفائن
يا أه يا فاتح
عمل فى قمة الروعة و المتعة.
قالوا بأن القهر يقتل في النفوس عفافها
والناس تسجنها البطون
صاحت جموع الناس(فلتحيا البطون)
قالوا بأن الصبح حق لا يضيع
والأرض ملك للجميع
صاحت جموع الناس(فليحيا الجميع)
قالوا خراب الأرض في أبناءها
والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب
في صمت القبور..
صاحت جموع الناس(فلتحيا القبور)
قالوا لنا.. قالوا الكثير
بين الحدائق كانت الأشجار تعلو
مثل ضحكات الصغار
والحلم بين ملاعب الأطفال يلهو كالنهار
تسمل يا شهاب على الجمال و التوقيت.
تحايا
عمل فى قمة الروعة و المتعة.
قالوا بأن القهر يقتل في النفوس عفافها
والناس تسجنها البطون
صاحت جموع الناس(فلتحيا البطون)
قالوا بأن الصبح حق لا يضيع
والأرض ملك للجميع
صاحت جموع الناس(فليحيا الجميع)
قالوا خراب الأرض في أبناءها
والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب
في صمت القبور..
صاحت جموع الناس(فلتحيا القبور)
قالوا لنا.. قالوا الكثير
بين الحدائق كانت الأشجار تعلو
مثل ضحكات الصغار
والحلم بين ملاعب الأطفال يلهو كالنهار
تسمل يا شهاب على الجمال و التوقيت.
تحايا
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى