القطن وكده
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القطن وكده
ساخر سبيل
القطن وكده
الفاتح يوسف جبرا
في السهرة التي استضافتني فيها قناة «الشروق» بعنوان (خيمة الشروق)، التي سوف يتم بثها خلال الأيام المقبلة من شهر رمضان المعظم سألتني المذيعة النابهة (سلمى سيد)، لماذا تشير مقالاتي دائماً إلى السلبيات وأماكن القصور دون التحدث عن الإيجابيات.. فأجبتها بأنّ مسؤولية الكاتب تجاه مجتمعه تحتم عليه تنبيه المسؤولين إلى الأخطاء ومكامن الخلل من أجل تداركها وإصلاحها حتى إذا ما تم تدارك كل الأخطاء وصار المجتمع دونما أية ظواهر سالبة فيمكن للكاتب حينها أن يتحدث عن الإيجابيات، فالكاتب في بلد تعج بالمتناقضات والسلبيات والقصور والقرارات العشوائية لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يضيِّع وقته بالإشارة إلى أيِّ إيجابيات إن وجدت، كما أن هذه الإيجابيات إن وجدت فهي شئ طبيعي وهي من صميم عمل من يتولى القيام بها ولا ينبغي حتى الاشارة إليها، فهل من المفترض والمعقول أن نشكر رجل المرور لتسييره للحركة؟ أو نشكر الشرطة لحفظها للنظام؟ أو الطبيب لمعالجته المرضى..؟
خلال مسيرتي في الكتابة الراتبة التي قاربت على العشرين عاماً ومن خلال أربع صحف قُمت بالكتابة فيها ظللت على الدوام أشير إلى مكامن الخطأ وإلى الظواهر السالبة في مجتمعنا والقرارات العشوائية والفساد الإداري، ولك عزيزي القارئ أن تعلم أن إستجابة المسؤولين لما كتبت قد كانت مذهلة إلى الحد البعيد، فمن بين مئات القضايا التي قمت بطرحها لم يستجب غير مسؤول أو مسؤولين ويقوم بتصحيح ما أشرت إليه من أخطاء، والسبب بالطبع واضح، فالمسؤول عندنا عندما يتم تعيينه وبعد أن يُكلف بأداء مهامه يتم تسليمه طرداً صغيراً يحتوي علاوةً على (صباع أمير) الذي يتيح له الجلوس على الكرسى إلى ما شاء الله، يحتوي أيضاً على (كم كيلو قطن طبي طويل التيلة) ليأخذ منه حبتين كل صباح (يدردم) ويضعهما على أذنيه!
الأمثلة على طناش المسؤولين لما نكتب كثيرة (ومسيخة)، فالحكمة التي يسير على هديها المسؤولون هي الكلب ينبح والقافلة تسير (نحو الهاوية طبعاً)! وهذا السلوك من قبل المسؤولين لا نشاهده بالطبع إلاّ في الدول (النائمة)، التي سوف تظل نائمة إلى يوم يبعثون طالما أن المسؤولين يضعون ذلك القطن على آذانهم ويمارسون (الطناش) عن كل ما يُكتب عن مؤسساتهم من قصور وسلبيات..!
خلال سنوات طويلة كتبنا عن مئات القضايا.. وكمثال وليس للحصر فقد كتبنا عن الخريف الذي يأتي (فَجْأةً) دونما تبذل الجهات المختصة أي مجهودات (سوى التصريحات) للإستعداد له وما زال الخريف يأتي (فَجْأةً) وسيظل..! وكتبنا عن (النقص والإهمال) الذي يعانيهما التعليم الأساس وما زلنا كل عام نشتكي من نقص الكتاب وشح المعلمين وعدم صيانة الفصول.. وكتبنا عن (الدواء المغشوش) الذي يمثل نسبة (30%) من حجم الدواء المعروض للبيع في الصيدليات فهل تقلصت هذه النسبة؟ (أكيد ح تكون زادت)..!
وكتبنا عن (المواسير) بأنواعها.. ومنها مواسير المياة التي نادينا بأن تتبع الهيئة المكلفة بتشغيلها إلى مصلحة (مصائد الأسماك) بالثروة الحيوانية بعد أن أصبحت مصدراً من مصادر (الصير المذاب في الماء)..! وكتبنا عن الجبايات والأتاوات (ما ظهر منها وما بطن).. وكتبنا عن إمتلاء الأسواق بالسلع غير المطابقة للمواصفات.. عن اللمبة التي تولِّع لمرة واااحدة كعود الثقاب.. وعن (الزردية) التي تنثني قبل أن تقتلع المسمار الذي يمد لها لسانه وهو غارق في الضحك.. وكتبنا عن المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي تكتظ بها (الطبالي) والبقالات ونحن نسأل عن إزدياد نسبة الإصابة بالسرطانات.. وكتبنا وكتبنا.. وتسألني بتنا (مذيعة الشروق) لماذا لا أكتب عن الإيجابيات..!
عزيزى القارئ:
نعم ظللنا نكتب لسنوات طوال عن كل ما نرى أنه من واجبنا أن ننبه لمخاطره وعيوبه وآثاره وهذا واجبنا.. ولكن للأسف (الأسيف) فئة قليلة جداً تكاد لا تذكر فقط هى من قامت بتدارك الأمر.. أما بقية المسؤولين فـ (القطن وكده).
كسرة:
قطن + صباع أمير = مسؤول كبير!!
الرأي العام
القطن وكده
الفاتح يوسف جبرا
في السهرة التي استضافتني فيها قناة «الشروق» بعنوان (خيمة الشروق)، التي سوف يتم بثها خلال الأيام المقبلة من شهر رمضان المعظم سألتني المذيعة النابهة (سلمى سيد)، لماذا تشير مقالاتي دائماً إلى السلبيات وأماكن القصور دون التحدث عن الإيجابيات.. فأجبتها بأنّ مسؤولية الكاتب تجاه مجتمعه تحتم عليه تنبيه المسؤولين إلى الأخطاء ومكامن الخلل من أجل تداركها وإصلاحها حتى إذا ما تم تدارك كل الأخطاء وصار المجتمع دونما أية ظواهر سالبة فيمكن للكاتب حينها أن يتحدث عن الإيجابيات، فالكاتب في بلد تعج بالمتناقضات والسلبيات والقصور والقرارات العشوائية لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يضيِّع وقته بالإشارة إلى أيِّ إيجابيات إن وجدت، كما أن هذه الإيجابيات إن وجدت فهي شئ طبيعي وهي من صميم عمل من يتولى القيام بها ولا ينبغي حتى الاشارة إليها، فهل من المفترض والمعقول أن نشكر رجل المرور لتسييره للحركة؟ أو نشكر الشرطة لحفظها للنظام؟ أو الطبيب لمعالجته المرضى..؟
خلال مسيرتي في الكتابة الراتبة التي قاربت على العشرين عاماً ومن خلال أربع صحف قُمت بالكتابة فيها ظللت على الدوام أشير إلى مكامن الخطأ وإلى الظواهر السالبة في مجتمعنا والقرارات العشوائية والفساد الإداري، ولك عزيزي القارئ أن تعلم أن إستجابة المسؤولين لما كتبت قد كانت مذهلة إلى الحد البعيد، فمن بين مئات القضايا التي قمت بطرحها لم يستجب غير مسؤول أو مسؤولين ويقوم بتصحيح ما أشرت إليه من أخطاء، والسبب بالطبع واضح، فالمسؤول عندنا عندما يتم تعيينه وبعد أن يُكلف بأداء مهامه يتم تسليمه طرداً صغيراً يحتوي علاوةً على (صباع أمير) الذي يتيح له الجلوس على الكرسى إلى ما شاء الله، يحتوي أيضاً على (كم كيلو قطن طبي طويل التيلة) ليأخذ منه حبتين كل صباح (يدردم) ويضعهما على أذنيه!
الأمثلة على طناش المسؤولين لما نكتب كثيرة (ومسيخة)، فالحكمة التي يسير على هديها المسؤولون هي الكلب ينبح والقافلة تسير (نحو الهاوية طبعاً)! وهذا السلوك من قبل المسؤولين لا نشاهده بالطبع إلاّ في الدول (النائمة)، التي سوف تظل نائمة إلى يوم يبعثون طالما أن المسؤولين يضعون ذلك القطن على آذانهم ويمارسون (الطناش) عن كل ما يُكتب عن مؤسساتهم من قصور وسلبيات..!
خلال سنوات طويلة كتبنا عن مئات القضايا.. وكمثال وليس للحصر فقد كتبنا عن الخريف الذي يأتي (فَجْأةً) دونما تبذل الجهات المختصة أي مجهودات (سوى التصريحات) للإستعداد له وما زال الخريف يأتي (فَجْأةً) وسيظل..! وكتبنا عن (النقص والإهمال) الذي يعانيهما التعليم الأساس وما زلنا كل عام نشتكي من نقص الكتاب وشح المعلمين وعدم صيانة الفصول.. وكتبنا عن (الدواء المغشوش) الذي يمثل نسبة (30%) من حجم الدواء المعروض للبيع في الصيدليات فهل تقلصت هذه النسبة؟ (أكيد ح تكون زادت)..!
وكتبنا عن (المواسير) بأنواعها.. ومنها مواسير المياة التي نادينا بأن تتبع الهيئة المكلفة بتشغيلها إلى مصلحة (مصائد الأسماك) بالثروة الحيوانية بعد أن أصبحت مصدراً من مصادر (الصير المذاب في الماء)..! وكتبنا عن الجبايات والأتاوات (ما ظهر منها وما بطن).. وكتبنا عن إمتلاء الأسواق بالسلع غير المطابقة للمواصفات.. عن اللمبة التي تولِّع لمرة واااحدة كعود الثقاب.. وعن (الزردية) التي تنثني قبل أن تقتلع المسمار الذي يمد لها لسانه وهو غارق في الضحك.. وكتبنا عن المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية التي تكتظ بها (الطبالي) والبقالات ونحن نسأل عن إزدياد نسبة الإصابة بالسرطانات.. وكتبنا وكتبنا.. وتسألني بتنا (مذيعة الشروق) لماذا لا أكتب عن الإيجابيات..!
عزيزى القارئ:
نعم ظللنا نكتب لسنوات طوال عن كل ما نرى أنه من واجبنا أن ننبه لمخاطره وعيوبه وآثاره وهذا واجبنا.. ولكن للأسف (الأسيف) فئة قليلة جداً تكاد لا تذكر فقط هى من قامت بتدارك الأمر.. أما بقية المسؤولين فـ (القطن وكده).
كسرة:
قطن + صباع أمير = مسؤول كبير!!
الرأي العام
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: القطن وكده
بدون قطن وصباع امير !! إذا تحدثت وطنشك أحدهم أكد إنو مسؤول كبير!!
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: القطن وكده
وكتبنا عن (المواسير) بأنواعها.. ومنها مواسير المياة التي نادينا بأن تتبع الهيئة المكلفة بتشغيلها إلى مصلحة (مصائد الأسماك) بالثروة الحيوانية بعد أن أصبحت مصدراً من مصادر (الصير المذاب في الماء)..! وكتبنا عن الجبايات والأتاوات (ما ظهر منها وما بطن).. وكتبنا عن إمتلاء الأسواق بالسلع غير المطابقة للمواصفات.. عن اللمبة التي تولِّع لمرة واااحدة كعود الثقاب.. وعن (الزردية) التي تنثني قبل أن تقتلع المسمار الذي يمد لها لسانه وهو غارق في الضحك.
شكرا د.احسان على الاضاءة
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
بنيتي .....
أنتي مبدعة ....تم إختيارك للموضوع بعناية ... إحترامي،،،
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: القطن وكده
جبرا كاتب بارع يعرف قيمة النقض ومتى ينقض شكرا دكتوره على الموضوع الجميل
غريق كمبال- مشرف المنتدى الاقتصادى
رد: القطن وكده
اوافقك الرأي اخي غريق
فالنقد علم ووفن وجبرا احد البارعين فيه
شكراً لمرورك
فالنقد علم ووفن وجبرا احد البارعين فيه
شكراً لمرورك
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
مواضيع مماثلة
» زغبير وكده...
» إتكاءة .... مع شجر النبق ..وكده ...
» إتكاءة ... مع كاس البترول .....وكده ...
» واحدة عالصبح وكده
» الهلال يجني القطن !!!
» إتكاءة .... مع شجر النبق ..وكده ...
» إتكاءة ... مع كاس البترول .....وكده ...
» واحدة عالصبح وكده
» الهلال يجني القطن !!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى