العيون في الغناء السوداني.. تثرثر أكثر من الألسنة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العيون في الغناء السوداني.. تثرثر أكثر من الألسنة
ِ
العيون في الغناء السوداني.. تثرثر أكثر من الألسنة
دون أن يرمش لي جفن استطيع أن أقول ان أغنية على الاقل من بين اثنين عبر تاريخ الغناء السوداني العريض والمتسع تناولت عينا الحبيب بخيرهما وشرهما، ربما يعود ذلك إلى عوامل كثيرة لا يحتمل (التقرير) الخوض في تفاصيلها لكن لا يضير التعرض لها(خطفا) في شئ،، ولعل (السوداني) شاعرا أم ناثرا ولما يعتريه من(إنعقاد لسان) خاصة عندما يشرع في الحديث عن محبوبته أو الجلوس إليها، تجعله يلجأ إلى (العيون) وما توفره (لغتها) له من خيال فيتحاور معها ويتحدث إليها متغزلا وشاكيا أو باكيا حتى، ولغة العيون ليست (تأليف) سوداني محض فالعرب والعجم لهم في العيون ما لهم، لكن ما (يكتنف) غنائنا من عيون حري بالتأمل والوقوف فمنذ الحقيبة وإلى الآن نامت (قوافي) كثيره وإرتاحت على (عيون) الغناء، ليس ذلك فحسب بل وتعلم منها العشاق السفر وبعضهم خاضها معاركا فتح صدره لقذائفها ثم خانته شجاعته فرفع (الراية) البيضاء معلنا خوفه ومستلما لأسرهما
جاني طيفو طايف .. لحاظو كالقذائف
وأنا من عيونو خايف.
..... لحظك الجراح أزايا فيهو ... وفيهو الطرب والراح
(1)
عيون نعسانة برموش تجرحني
خلتني متيم وين راحت مني
رغم نعاسها فهي محروسة برموش جارحه (للقلب)، لكن هنالك عيون تجرح وحدها دون الإستعانة برمش أو جفن وبغض (النظر) عن عرقها أو دينها أو لونها
العيون البيض لو صفن .. يجرحنك ويتلاصفن
مرة نظرن لي وقفن .. شالوا نومي وما أنصفن
العيون السود كاحلات .. في دلالهن متهاملات
يجرحنك ما سائلات .. يتركنك متجاهلات
رغم السهر والجراح (وشيل) النوم وعدم الإنصاف الذي مارسته العيون البيضاء على قلب وعقل شاعرنا المسكين إلا أن (حليفتها) السوداء فاقمت الأمر بتجاهلها المتعمد وإدراتها ظهرها لتلك القوافي الجياشة و(الحنينة) التي بذلها الشعراء و(دفقوها) على حناجر مغنيين عظام ما أدي إلى وصول بعض الحالات (الميؤوس) شفائها من داء العيون الفتاكة والفتانة والنعسانة إلى حواف الجنون
العيون الفيهن نعاس .. هن أساس معنى الجناس
هن بثيرن في الناس حماس .. هن بقودوا الزول للجنون
(2)
لاحقا واصلت العيون (سطوتها) على الغناء الحديث حيثُ بدا أثرها واضحا على خارطته وعلى (الشعراء) انفسهم حد أن بعضهم (من شدة) ربكته لا يدري ما إذا كانت العيون تناديه أم تصد عنه
عيونك كانوا فى عيونى
ينادوني يصدونى اقول يمكن حبوني اقول يمكن يصدوني
وبغض (العيون) عن هذا البكاء الحلال والجرسة المبررة من أجل عيون النساء المربكة والجميلة فالتباين الممتع والمفارقات والمبالغات في وصف العيون أحالت (حياة) كثيرين منا إلى حياة سعيدة فيها قدر من الامل والشجن والبلبلة والقلاقل التي تثيرها (النظرات) واللفتات خاصة إذا كانت صادره من عيون كحيلة و(رقبة) كـ (قزارزة عصير !!)
الزول أب عيون جميلة
جا فايت بهنا
اللفتات.. النظرات .. تحكي لي أنا
ورغم اللوعة والشجن الأليم ورهق الخطى والعذاب و(البلاوي) التي سببتها العيون وهذا (التوكل) الحميد والغزل البيّن وذرف الدمع ظلت أغنيات العيون هي الأجمل والأكثر شعبية وإستماعا كما علق أحد عُتاة المستعمين للغناء السوداني الذي أضاف : العيون الحلوة تجعلك (ربحان) طوالي، وفي حالة عشق دائم، ودلل على ما ذهب إليه بإغنيتين اعتبرهما أروع ما قيل في (صلف) العيون:
عيوني وعيونك اسباب لوعتي
أو:
عينيك سفر ومشوار عذاب ارهق خطاي وعذبها
عينيك كون ينبوع حنان لمن تثوب ما اجملها
(3)
ربما لن ينتهي (كلام العيون) على هذا الحد فيما لو فصلناه تفصيلا، لكن لا مناص من التعريج على الغناء الأكثر حداثة لنرى سُقيا العيون كيف رشف منها البعض:
عيناك لي سُقيا وحلاوة اللقيا
لكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن تشبه عينا محبوبتك بـترع اللؤلؤ وبحار الياقوت وهي من الأحجار الكريمة التي ليست لها مكانا من (إعراب) حلي النساء السودانيات ورغم ذلك عشقها الناس وحبوها لأنها أغنية إحترمت خيالهم.
أقوليها عويناتك ترع لولى و بحار ياقوت
لكن يتجلي جنون (عيون) الحداثة في رائعة التيجاني سعيد ومحمد وردي :
عيونك زي سحابة صيف تجافي بلاد وتسقي بلاد
وزي فرحا ً بيشيل مني الشقا ويزداد
وزي كلمات بتتأوه تتوه لمن يجي المعياد
وزي عيدا ً غشاني وفات وعاد وعم البلد أعياد
وزي فرح البعيد العاد
وزي وطنا ً وكت أشتاقلو برحل ليهو من غير زاد
بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد
وبدون تلك العيون المترعة بالشوق واللهفة والحب والإرتباك والمكتنزة بالقوافي اليانعة والألحان الخالدة يحتاج الغناء السوداني إلى (زادا) كثيرا للرحيل صوبه و يصبح بالتالي مثل (زولاً) بدون ذكرى وبدون ميلاد.
* منقول
العيون في الغناء السوداني.. تثرثر أكثر من الألسنة
دون أن يرمش لي جفن استطيع أن أقول ان أغنية على الاقل من بين اثنين عبر تاريخ الغناء السوداني العريض والمتسع تناولت عينا الحبيب بخيرهما وشرهما، ربما يعود ذلك إلى عوامل كثيرة لا يحتمل (التقرير) الخوض في تفاصيلها لكن لا يضير التعرض لها(خطفا) في شئ،، ولعل (السوداني) شاعرا أم ناثرا ولما يعتريه من(إنعقاد لسان) خاصة عندما يشرع في الحديث عن محبوبته أو الجلوس إليها، تجعله يلجأ إلى (العيون) وما توفره (لغتها) له من خيال فيتحاور معها ويتحدث إليها متغزلا وشاكيا أو باكيا حتى، ولغة العيون ليست (تأليف) سوداني محض فالعرب والعجم لهم في العيون ما لهم، لكن ما (يكتنف) غنائنا من عيون حري بالتأمل والوقوف فمنذ الحقيبة وإلى الآن نامت (قوافي) كثيره وإرتاحت على (عيون) الغناء، ليس ذلك فحسب بل وتعلم منها العشاق السفر وبعضهم خاضها معاركا فتح صدره لقذائفها ثم خانته شجاعته فرفع (الراية) البيضاء معلنا خوفه ومستلما لأسرهما
جاني طيفو طايف .. لحاظو كالقذائف
وأنا من عيونو خايف.
..... لحظك الجراح أزايا فيهو ... وفيهو الطرب والراح
(1)
عيون نعسانة برموش تجرحني
خلتني متيم وين راحت مني
رغم نعاسها فهي محروسة برموش جارحه (للقلب)، لكن هنالك عيون تجرح وحدها دون الإستعانة برمش أو جفن وبغض (النظر) عن عرقها أو دينها أو لونها
العيون البيض لو صفن .. يجرحنك ويتلاصفن
مرة نظرن لي وقفن .. شالوا نومي وما أنصفن
العيون السود كاحلات .. في دلالهن متهاملات
يجرحنك ما سائلات .. يتركنك متجاهلات
رغم السهر والجراح (وشيل) النوم وعدم الإنصاف الذي مارسته العيون البيضاء على قلب وعقل شاعرنا المسكين إلا أن (حليفتها) السوداء فاقمت الأمر بتجاهلها المتعمد وإدراتها ظهرها لتلك القوافي الجياشة و(الحنينة) التي بذلها الشعراء و(دفقوها) على حناجر مغنيين عظام ما أدي إلى وصول بعض الحالات (الميؤوس) شفائها من داء العيون الفتاكة والفتانة والنعسانة إلى حواف الجنون
العيون الفيهن نعاس .. هن أساس معنى الجناس
هن بثيرن في الناس حماس .. هن بقودوا الزول للجنون
(2)
لاحقا واصلت العيون (سطوتها) على الغناء الحديث حيثُ بدا أثرها واضحا على خارطته وعلى (الشعراء) انفسهم حد أن بعضهم (من شدة) ربكته لا يدري ما إذا كانت العيون تناديه أم تصد عنه
عيونك كانوا فى عيونى
ينادوني يصدونى اقول يمكن حبوني اقول يمكن يصدوني
وبغض (العيون) عن هذا البكاء الحلال والجرسة المبررة من أجل عيون النساء المربكة والجميلة فالتباين الممتع والمفارقات والمبالغات في وصف العيون أحالت (حياة) كثيرين منا إلى حياة سعيدة فيها قدر من الامل والشجن والبلبلة والقلاقل التي تثيرها (النظرات) واللفتات خاصة إذا كانت صادره من عيون كحيلة و(رقبة) كـ (قزارزة عصير !!)
الزول أب عيون جميلة
جا فايت بهنا
اللفتات.. النظرات .. تحكي لي أنا
ورغم اللوعة والشجن الأليم ورهق الخطى والعذاب و(البلاوي) التي سببتها العيون وهذا (التوكل) الحميد والغزل البيّن وذرف الدمع ظلت أغنيات العيون هي الأجمل والأكثر شعبية وإستماعا كما علق أحد عُتاة المستعمين للغناء السوداني الذي أضاف : العيون الحلوة تجعلك (ربحان) طوالي، وفي حالة عشق دائم، ودلل على ما ذهب إليه بإغنيتين اعتبرهما أروع ما قيل في (صلف) العيون:
عيوني وعيونك اسباب لوعتي
أو:
عينيك سفر ومشوار عذاب ارهق خطاي وعذبها
عينيك كون ينبوع حنان لمن تثوب ما اجملها
(3)
ربما لن ينتهي (كلام العيون) على هذا الحد فيما لو فصلناه تفصيلا، لكن لا مناص من التعريج على الغناء الأكثر حداثة لنرى سُقيا العيون كيف رشف منها البعض:
عيناك لي سُقيا وحلاوة اللقيا
لكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن تشبه عينا محبوبتك بـترع اللؤلؤ وبحار الياقوت وهي من الأحجار الكريمة التي ليست لها مكانا من (إعراب) حلي النساء السودانيات ورغم ذلك عشقها الناس وحبوها لأنها أغنية إحترمت خيالهم.
أقوليها عويناتك ترع لولى و بحار ياقوت
لكن يتجلي جنون (عيون) الحداثة في رائعة التيجاني سعيد ومحمد وردي :
عيونك زي سحابة صيف تجافي بلاد وتسقي بلاد
وزي فرحا ً بيشيل مني الشقا ويزداد
وزي كلمات بتتأوه تتوه لمن يجي المعياد
وزي عيدا ً غشاني وفات وعاد وعم البلد أعياد
وزي فرح البعيد العاد
وزي وطنا ً وكت أشتاقلو برحل ليهو من غير زاد
بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد
وبدون تلك العيون المترعة بالشوق واللهفة والحب والإرتباك والمكتنزة بالقوافي اليانعة والألحان الخالدة يحتاج الغناء السوداني إلى (زادا) كثيرا للرحيل صوبه و يصبح بالتالي مثل (زولاً) بدون ذكرى وبدون ميلاد.
* منقول
اشرف بشرى إدريس- مبدع مميز
ولعينيك التنصلُ عن مواثيقي ودربي
ولعينيك التنصلُ عن مواثيقي ودربي هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجل وأنا ابحثُ عن صيغة هذا البعدِ ..
هـذا اللانهـائـي
عن قرارِ الشعر عن لونِ التغرب بين جدران المقاهي آه لو تاتينَ .. آه
تجدينَ الألف الممتدَّ سهلاً بإنتظارك
وأنا كالحذر المنساب خوفا بين صالات الجمارك كالرحيل
كالترقب وإنتظارِ المستحيل
هكذا قد خبّروني ثم قالوا لي ترجـل
هـذا اللانهـائـي
عن قرارِ الشعر عن لونِ التغرب بين جدران المقاهي آه لو تاتينَ .. آه
تجدينَ الألف الممتدَّ سهلاً بإنتظارك
وأنا كالحذر المنساب خوفا بين صالات الجمارك كالرحيل
كالترقب وإنتظارِ المستحيل
هكذا قد خبّروني ثم قالوا لي ترجـل
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: العيون في الغناء السوداني.. تثرثر أكثر من الألسنة
العيون هي أجمل وأرق جزء موجود في الإنسان وقد صدق من اسماها بمرآة الروح فهي أكثر عضو يؤثر ويتأثر بالإنسان ولذلك فهي ذات لصاحبها ,
تحزن لحزنه وتفرح لفرحه تعبر بكل صدق عما في قلبه وعن مشاعره فتهيج ما كان دفيناً أو ما عجزت العبرات عن وصفه من مشاعر وأحاسيس.
تنطِق عيناك ولم تنطقي...وقد تطيلان وقد توجزان ِ
ولم تضيقا بمعاني الهوى...ألا تلومان ألا تعتبان ِ؟!
إنّها تملِك قدرة عجيبة على التعبير عن المشاعر والمعاني المتضادّة:الحبِّ والبغض، الحنان والقسوة، الألفة والجفوة،
الحزن والفرح، الغضب والرضا، السعادة والتعاسة
هي ملهمة الشعراء في قصائدهم وقد تغنوا بها ووصفوها بأجمل الأوصاف وأكاد اجزم
أن ما قيل في العيون من شعر الغزل يضاهي ما قيل في غيره بعشرات المرات وتغنوا بكل
أوصافها وألوانها وأشكالها وحالتها ولها في نفوسهم فعل الموت فنجد جرير يقول :
إن العيون التي في طرفها حور... قتلنا ثم لم يحينا قتلانا
وأخر يصفها بالسهم القاتل :
قد رمى السهم غزالا فهوى .. سهم عيناً صاب قلبي واستقر
نالني من رميه جرح الهوى .. فعشقت العين رمشاً قد سحر
في عيونها بحر به الناس تغرق ... وفي رمشها سهم يجيب المنية
ويعتبرونها موطن الجمال :
ويقول بس الزين فيني عيوني ... وأقول أنا "هذا بلا أبوك يا عقاب "
وشبهوها بالبحر والليل :
سألتها ليه البحر ساكن عيونك ؟ جاوبتني للغرق
سألتها ليه السواد اللي في عيونك ؟ قالت للأرق
تحزن لحزنه وتفرح لفرحه تعبر بكل صدق عما في قلبه وعن مشاعره فتهيج ما كان دفيناً أو ما عجزت العبرات عن وصفه من مشاعر وأحاسيس.
تنطِق عيناك ولم تنطقي...وقد تطيلان وقد توجزان ِ
ولم تضيقا بمعاني الهوى...ألا تلومان ألا تعتبان ِ؟!
إنّها تملِك قدرة عجيبة على التعبير عن المشاعر والمعاني المتضادّة:الحبِّ والبغض، الحنان والقسوة، الألفة والجفوة،
الحزن والفرح، الغضب والرضا، السعادة والتعاسة
هي ملهمة الشعراء في قصائدهم وقد تغنوا بها ووصفوها بأجمل الأوصاف وأكاد اجزم
أن ما قيل في العيون من شعر الغزل يضاهي ما قيل في غيره بعشرات المرات وتغنوا بكل
أوصافها وألوانها وأشكالها وحالتها ولها في نفوسهم فعل الموت فنجد جرير يقول :
إن العيون التي في طرفها حور... قتلنا ثم لم يحينا قتلانا
وأخر يصفها بالسهم القاتل :
قد رمى السهم غزالا فهوى .. سهم عيناً صاب قلبي واستقر
نالني من رميه جرح الهوى .. فعشقت العين رمشاً قد سحر
في عيونها بحر به الناس تغرق ... وفي رمشها سهم يجيب المنية
ويعتبرونها موطن الجمال :
ويقول بس الزين فيني عيوني ... وأقول أنا "هذا بلا أبوك يا عقاب "
وشبهوها بالبحر والليل :
سألتها ليه البحر ساكن عيونك ؟ جاوبتني للغرق
سألتها ليه السواد اللي في عيونك ؟ قالت للأرق
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
مواضيع مماثلة
» اخبار الفن والفنانين
» تكريم .....شاعر العيون ( عبدالله النجيب)
» نور العيون إنت الأمل
» رأى شعرى فى الغناء
» تنبية هام لأحبابنا بالمنتدى
» تكريم .....شاعر العيون ( عبدالله النجيب)
» نور العيون إنت الأمل
» رأى شعرى فى الغناء
» تنبية هام لأحبابنا بالمنتدى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى