ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
تاج السر الملك
عنَّ لي فيما يعنُّ للمحبط من شوارد مضيئة ، خاطر عجيب، ما لبث أن تفجر و تلاشي كالفقاقيع، خيل لي في برهة استمراره التي انفلتت صيرورتها من قيمة الزمن، أن أمر العيش في هذه الحياة الدنيا، سيكون سهلاً ، فقط لو أتيحت للناس فرصة الدخول في دورة تدريبية تعريفية ( فيرشوال تور)، قبل أن يحط إي منهم قدميه على تراب هذا الكوكب، جولة ممتدة مكثفة، يتعرف فيها المقبل للدخول، على طبيعة الحياة في الأرض، الناس، الدول، الأديان، الأيديولوجيات، دورة يتاح لك فيها قراءة دليل كيف تتفادى أن تولد في البلاد الموبوءة بالدبايب و العقارب، كيف تدخل أمريكا دون انتظار نتائج اللوتري، كيف تتمكن من العيش في السودان دون أن تضطر لمغادرته، كيف تحارب طواحين الهواء و تكتب في سجل المناضلين، ، و أخيراً كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس، دون الحاجة لقراءة كتب السيد ( ديل كارنيجي) في ترجماتها العربية السيئة، و أشهرها ( دع القلق و ابدأ الحياة)، و الذي لن يزيدك إلا قلقاً على قلق، وذلكم أضعف الإيمان.
حلمت بدورة تعريفية، يقترب فيها الفرد متخفياً من حياة البشر دون أن يكون فاعلاً فيها، مما يمكنه في النهاية أن يقول بكل صراحة ( لا و الله متشكر جداً، أحسن لى اطلع ناموسة و لا أكون السيد تيموجين الشهير بجنكيزخان)، دورة تدريبية يتاح لك فيها أن تختار العصر الذي تود العيش فيه، من عهود الكهوف و العصور المظلمة، و تلك التي انتشر فيها الوباء و التي قتل فيها التتار نصف الجنس البشري، و التي قضت فيها حربين عالميتين لاحقتين على النصف الآخر، و حتى عصور البيوت الطائرة، و العقول الحائرة، و نظم الحكم الجائرة،. لك أن تختار القارة و الحارة، خطوط الطول و العرض و الرمز البريدي، لك أن تختار البيت الناصية و الجيران و الأصدقاء، لك أن تختار رئيس الجمهورية دون تزييف في الاستفتاء، و إن شئت أن تكون هو، فلك ما أردت، لك أن تختار لون البشرة، و ألاّ تكون عيونك عسلية رغماً عن أنفك، و ألاّ توسم بشلوخ الشايقية، و ألا ترسف في أغلال العبودية، لك أن تتعرف على الأعراض و الأمراض، و علل الأوطان و تشققاتها، تلك التي كانت و إلى عهد قريب تختال تيهاً بمليون ميلها المربع، ما طلع عليها نهار إلاّ و قد نشر أطرافها نجار مبتدئ حاقد، فحول رسم حدودها إلى ما يشبه أسنان القرش، و ما يشبه بقايا فخار مهشم.
لك أن تختار وطناً لا يغريك بتركه و هجرانه، و لا وطن مساره مثل مسار الحجر في لعبة (السلم و الثعبان)، كلما أدرك المربع رقم (98) و هفت مطامحه إلى الفوز بالمربع رقم مائة، عضه ثعبان المربع رقم (99) فأعاده إدراجه إلى خانة الصفر، أو دون ذلك إن وجد.
وكان أن أتحت لخيالي أن يشتط قليلاً، فتصورت نفسي جالساً في حضرة وسطاء النور، أتخير شكل حياتي و ما ينبغي أن تكون عليه، فبدأت بعد فراغي من تحديد المكان، بانتقاء الوالدين اللذان سيجعلان أمر وجودي الفعلي ممكناً، بدأت في فرز و إقصاء الذين لا أودَّهم أولاً، الفلبينيون ( ِوش) فقد علمت بأكلهم للكلاب، الفرنسيون بخلهم و إدمانهم للكحول، و فوق ذلك لم تعجبني لغتهم و كل مفردات (السوغ لوغ دو لا ميم زيغو) قولوا ما تشاءون، وقبائل تأكل ( الككو) باربكيو و لا أطيب، حتى أتى دور زوجين من ( البني كجة)، كانا عفيفين نبيلين، كرماء ، و لكن العصر الذي وجدتهما فيه لم يرقني، فقد استشرى فيه مرض اغتصاب الأطفال بين جملة من المهووسين، يمشون في الأسواق دون عقاب يردعهم، فيعاودون الكرَّة، و يغري حالهم غيرهم فيركب الموجة غير عابئ.
أما الزوج ( البنغالي)، فقد كان الذكر كثير الترحال و التنقل، لا يكاد يستقر على حال، حتى يتخطفه التسفار، فخفت على نفسي من الاكتئاب و علل العصاب، و خيفة أن أجد نفسي مجاهداً في تيم (الملا خان)، أو ثائراً دون قضية، فيسلمني رئيس الدولة شخصياً إلى أسياده في امبراطورية ( ما أمام البحار).
و حين استقرَّ أمري على بلاد السودان، أو كاد، أتاني هاتف يزجي إلىّ النصح، قال ( أحسن ليك في الحالة دي تختار هولندا طوالي، بدل ما تتجهجه في السودان، حر و إضرابات و نظام عام و نظام خاص، و عدمه في كلا الحالتين، بمبان و تلاتل و سوء تغذية، ومياه ملوثة، و أمطار بتجي قبال مواعيدها، تكبر بعد مليو ن سنة ، و تتخرج في أرذل العمر، تقدم شغل ما تلقى، كده كده تلقى روحك مقدم للجوء في هولندا، تشتري تذكرة بالشي الفلاني، و قدامك لغة و امقريشن، و انتظار جنسية، و كل ما الهولنديين يفتكروك صومالي، تحمبك و تقوم تضارب، احسن من هسة هولندي ابيض ولا هولندي ازرق، منها تشرب لبن هولندي من الحالب للشارب، بدلاً عن المبستر، و جبنة هولندية اصلية، اخير ليك من جبنة الدويم الما تفرز صفيحتا من صفيحة الجير).
ما أدركني اليأس ، فواصلت بحثي تحت هدى مفهوم أن السلطة و الثروة، صنوين للنعيم في الحياة الدنيا، فأعملت جهدي في التركيز على المناطق الجغرافية و الأزمنة التاريخية اللتان تتفقان على الجمع بين السلطة و الثروة، فوجدت نفسي في تسعينات القرن الماضي و ما بعدها في موقع بين خطي عرض (34 و16)، سأل الشاعر قبلي ( فقيل له الخرطوم)، و لكنني و حين اقتربت بمركبة ( قوقل ايرث)، وجدت الفقر و العوز و الحاجة أساساً صلباً انبنت عليه ثروات فئة قليلة، تدفعها الأثرة و الأنانية و حب الذات، فقلت ( سكُّو).
واصلت بحثي عن أمكنة ذات طقس معتدل، عن أوطان تعيش في دعة و رغد من العيش، عن بلاد لا علم لديها بثقب الأوزون، أو بلاد تصل فيها درجات الحرارة حداً لا يقدر البشر على تحملها، في أوقات لا يحلو للكهرباء الانقطاع في غيرها، بلدان بلا حروب ولا صلة لها بها من قريب أو بعيد، حتى يعتدي اليابانيون على موانئها، فتقذفهم بقنبلتين ذريتين، يلازمهم الإشعاع الناتج عنهما إلى ( جنى الجنا). بلاد لا يعرف أهلها الضرائب و لا المصائب، لا جرائم و لا محاكم، لا عساكر يمشون في الأرض ينفذون القوانين لا رغبة منهم في استتباب الأمن و بث الطمأنينة، و لكن استجابة لرغبة سادية متأصلة في ذواتهم لإذلال العباد.
تبقى لي من زمن اتخاذ قرار الخروج أياما معدودات، و أنا بعد أهتدِ بعد إلى الرحم الذي سيحتويني، فأنتقل من حالة النور الى ضياء نيون ( مستشفى الدايات بأم درمان) أو ( مستشفى فيرفاكس)، ثم أن أبليس جالسني، و في يده خرطوم الشيشة، ، قال بعد أن نفث الدخان في الفضاء ( يا زول ما تسمع كلام العالم دي، أحسن حل أنك تتولد في السودان)، و حينما أبصر بالرعب يطل من عيوني، أشار إلى في هدوء مخففاً من روعي، وواصل حديثه في هدوء ( اسمع كلامي للآخر، أي نعم في شوية ملطشة، لكن شوف قراية بتقرا، اهو اي بيت قلبوهو جامعة، اكل و شراب، بتاكل و بتشرب، موص، سخينة، كَوَل، من بيت عرس لبيت بكا ساكت بتقوم ليك جضوم و شلاضيم، اها المعيشة تلفح من هنا ومن هناك ، شي كبكبي وشي فسيخ و ملاح كمبو، بعدين ما بتجيك حساسية من اي شي في الدنيا دي، من سمك ولا من بيض ولا يحزنون، ده دلع عند الخواجات الوهم ديل، السودانيين ديل ناس جدعان و بعجبوك بس لو خلو الغتاتة، كونك تعيا بتعيا من هسة بكلمك، ملاريات و بلهارسيات و اسهالات و امساكات، لكن في النهاية معصعص و معولق بتتخارج، اها كان مت تعال راجع، الميزة انك لو حييت، تاني القندراني ابو ترللا كان صدمك ما بتموت، مش تقولي كان مشيت العراق، لو يودوك (غوانتانامو)، شفت كيف، تشوفو زيو وزي الفندق الكبير واحد، سفسفة صحية ونوم، اصلك ح تكون متعود على تكويعة العصرية، (الفيس بوك) لو داير في، بس أعمل اللوكيشن ( كوبا). أها جوه السجن بتلقى ليك تلاتة اربعة بني كجة و الكونكان بدور، شاى باللبن فى، و لو بتنصقع البنقو في اشكال وانواع، حرس السجن الأمريكان بجيبو، لو ما جابو انا بجيبو ليك.)
( يازول انت ح تقدر تعمل حاجات لوسيفر ود اخوي ما بقدر يعملا، بعدين في حاجة تانية، لمن تهاجر من السودان، بتستمتع بحاجات عادية في نظر اهل البلد، همبريب الله و الرسول ده مقارنة بجهنم السودان بينعشك، و عندك البيتش و البلاجات، ده عالم تاني بس داير شوية اعصاب، انتو السودانيين اعصابكم تالفة بصراحة، لو كنت أمريكي ولا هولندي زى ما نصحك شيخ النوراني ده، ما بتعرف قيمة الحاجات دي بحكم التعود، البعيد شنو تطلع ولد اسرة حظها طايح في الميد ويست، ياخدوك في المارينز، يودوك البصرة تجي مظلط ودمك فاير، ده لو ما طقاك اب فرار فتل صاجتك، تشيل بندقية تكتل مرتك و اولادك و تركب طلقة في راسك، ولا تطلع هومو، كل يوم شايل يافطة و حايم تطالب بحقوقك، لمن يطقك ايدز، يلحقك الزينين)
واصل ابليس حديثه هذه المرة بالفصحى فقال ( شئ آخر، هو انك لن تشقى في حياتك كونك اوربياً، و لن ترهق عقلك بتحمل مسئوليات ابتداع المخترعات التي تسهل للبشر حياتهم، مثل السيارات، و التلفونات و الطائرات و العقول الألكترونية و الهواتف النقالة، و السوفتوير، و سوف لن تقضي بقية عمرك لتضع نظرية مفيدة وانت على اعتاب القبر،لا دخل لك بمآسي فقراء العالم، إن نهضت لمساعدتهم سموك محتلاً، و عندما تيأس من حالهم و تخرج بإرادتك، احتفلوا بجلائك يوم من كل عام، من داخل المؤسسات و دور الأعلام التي أنشأتها لهم، و لا عليك بالحواسيب يا صديقي، غير أن تستخدمها في التهكير و التنابذ، و أشتات عدة من أنواع المضرة، سأعلمك لها أنا شخصياً في حينها، و أؤكد لك أن الناس سيطلقون عليك لقب العبقري لا محالة)، قاطعته مقرظاً ( و أيم الله إنك حكيم)، فما كان منه إلا أن رد على ساخطاً (غير فصاحتك دي شي جايب ليك الجلا مافي، الحياة دي كلها لعبة سلم و ثعبان، إن دامت لغيرك ما آلت إليك).
أحكمت ( الهيدفونز) في راسي و أذني، وواصلت الأستماع إلى ( ابنركب ام كركابة).
سودانيزاونلاين
ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
تاج السر الملك
عنَّ لي فيما يعنُّ للمحبط من شوارد مضيئة ، خاطر عجيب، ما لبث أن تفجر و تلاشي كالفقاقيع، خيل لي في برهة استمراره التي انفلتت صيرورتها من قيمة الزمن، أن أمر العيش في هذه الحياة الدنيا، سيكون سهلاً ، فقط لو أتيحت للناس فرصة الدخول في دورة تدريبية تعريفية ( فيرشوال تور)، قبل أن يحط إي منهم قدميه على تراب هذا الكوكب، جولة ممتدة مكثفة، يتعرف فيها المقبل للدخول، على طبيعة الحياة في الأرض، الناس، الدول، الأديان، الأيديولوجيات، دورة يتاح لك فيها قراءة دليل كيف تتفادى أن تولد في البلاد الموبوءة بالدبايب و العقارب، كيف تدخل أمريكا دون انتظار نتائج اللوتري، كيف تتمكن من العيش في السودان دون أن تضطر لمغادرته، كيف تحارب طواحين الهواء و تكتب في سجل المناضلين، ، و أخيراً كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس، دون الحاجة لقراءة كتب السيد ( ديل كارنيجي) في ترجماتها العربية السيئة، و أشهرها ( دع القلق و ابدأ الحياة)، و الذي لن يزيدك إلا قلقاً على قلق، وذلكم أضعف الإيمان.
حلمت بدورة تعريفية، يقترب فيها الفرد متخفياً من حياة البشر دون أن يكون فاعلاً فيها، مما يمكنه في النهاية أن يقول بكل صراحة ( لا و الله متشكر جداً، أحسن لى اطلع ناموسة و لا أكون السيد تيموجين الشهير بجنكيزخان)، دورة تدريبية يتاح لك فيها أن تختار العصر الذي تود العيش فيه، من عهود الكهوف و العصور المظلمة، و تلك التي انتشر فيها الوباء و التي قتل فيها التتار نصف الجنس البشري، و التي قضت فيها حربين عالميتين لاحقتين على النصف الآخر، و حتى عصور البيوت الطائرة، و العقول الحائرة، و نظم الحكم الجائرة،. لك أن تختار القارة و الحارة، خطوط الطول و العرض و الرمز البريدي، لك أن تختار البيت الناصية و الجيران و الأصدقاء، لك أن تختار رئيس الجمهورية دون تزييف في الاستفتاء، و إن شئت أن تكون هو، فلك ما أردت، لك أن تختار لون البشرة، و ألاّ تكون عيونك عسلية رغماً عن أنفك، و ألاّ توسم بشلوخ الشايقية، و ألا ترسف في أغلال العبودية، لك أن تتعرف على الأعراض و الأمراض، و علل الأوطان و تشققاتها، تلك التي كانت و إلى عهد قريب تختال تيهاً بمليون ميلها المربع، ما طلع عليها نهار إلاّ و قد نشر أطرافها نجار مبتدئ حاقد، فحول رسم حدودها إلى ما يشبه أسنان القرش، و ما يشبه بقايا فخار مهشم.
لك أن تختار وطناً لا يغريك بتركه و هجرانه، و لا وطن مساره مثل مسار الحجر في لعبة (السلم و الثعبان)، كلما أدرك المربع رقم (98) و هفت مطامحه إلى الفوز بالمربع رقم مائة، عضه ثعبان المربع رقم (99) فأعاده إدراجه إلى خانة الصفر، أو دون ذلك إن وجد.
وكان أن أتحت لخيالي أن يشتط قليلاً، فتصورت نفسي جالساً في حضرة وسطاء النور، أتخير شكل حياتي و ما ينبغي أن تكون عليه، فبدأت بعد فراغي من تحديد المكان، بانتقاء الوالدين اللذان سيجعلان أمر وجودي الفعلي ممكناً، بدأت في فرز و إقصاء الذين لا أودَّهم أولاً، الفلبينيون ( ِوش) فقد علمت بأكلهم للكلاب، الفرنسيون بخلهم و إدمانهم للكحول، و فوق ذلك لم تعجبني لغتهم و كل مفردات (السوغ لوغ دو لا ميم زيغو) قولوا ما تشاءون، وقبائل تأكل ( الككو) باربكيو و لا أطيب، حتى أتى دور زوجين من ( البني كجة)، كانا عفيفين نبيلين، كرماء ، و لكن العصر الذي وجدتهما فيه لم يرقني، فقد استشرى فيه مرض اغتصاب الأطفال بين جملة من المهووسين، يمشون في الأسواق دون عقاب يردعهم، فيعاودون الكرَّة، و يغري حالهم غيرهم فيركب الموجة غير عابئ.
أما الزوج ( البنغالي)، فقد كان الذكر كثير الترحال و التنقل، لا يكاد يستقر على حال، حتى يتخطفه التسفار، فخفت على نفسي من الاكتئاب و علل العصاب، و خيفة أن أجد نفسي مجاهداً في تيم (الملا خان)، أو ثائراً دون قضية، فيسلمني رئيس الدولة شخصياً إلى أسياده في امبراطورية ( ما أمام البحار).
و حين استقرَّ أمري على بلاد السودان، أو كاد، أتاني هاتف يزجي إلىّ النصح، قال ( أحسن ليك في الحالة دي تختار هولندا طوالي، بدل ما تتجهجه في السودان، حر و إضرابات و نظام عام و نظام خاص، و عدمه في كلا الحالتين، بمبان و تلاتل و سوء تغذية، ومياه ملوثة، و أمطار بتجي قبال مواعيدها، تكبر بعد مليو ن سنة ، و تتخرج في أرذل العمر، تقدم شغل ما تلقى، كده كده تلقى روحك مقدم للجوء في هولندا، تشتري تذكرة بالشي الفلاني، و قدامك لغة و امقريشن، و انتظار جنسية، و كل ما الهولنديين يفتكروك صومالي، تحمبك و تقوم تضارب، احسن من هسة هولندي ابيض ولا هولندي ازرق، منها تشرب لبن هولندي من الحالب للشارب، بدلاً عن المبستر، و جبنة هولندية اصلية، اخير ليك من جبنة الدويم الما تفرز صفيحتا من صفيحة الجير).
ما أدركني اليأس ، فواصلت بحثي تحت هدى مفهوم أن السلطة و الثروة، صنوين للنعيم في الحياة الدنيا، فأعملت جهدي في التركيز على المناطق الجغرافية و الأزمنة التاريخية اللتان تتفقان على الجمع بين السلطة و الثروة، فوجدت نفسي في تسعينات القرن الماضي و ما بعدها في موقع بين خطي عرض (34 و16)، سأل الشاعر قبلي ( فقيل له الخرطوم)، و لكنني و حين اقتربت بمركبة ( قوقل ايرث)، وجدت الفقر و العوز و الحاجة أساساً صلباً انبنت عليه ثروات فئة قليلة، تدفعها الأثرة و الأنانية و حب الذات، فقلت ( سكُّو).
واصلت بحثي عن أمكنة ذات طقس معتدل، عن أوطان تعيش في دعة و رغد من العيش، عن بلاد لا علم لديها بثقب الأوزون، أو بلاد تصل فيها درجات الحرارة حداً لا يقدر البشر على تحملها، في أوقات لا يحلو للكهرباء الانقطاع في غيرها، بلدان بلا حروب ولا صلة لها بها من قريب أو بعيد، حتى يعتدي اليابانيون على موانئها، فتقذفهم بقنبلتين ذريتين، يلازمهم الإشعاع الناتج عنهما إلى ( جنى الجنا). بلاد لا يعرف أهلها الضرائب و لا المصائب، لا جرائم و لا محاكم، لا عساكر يمشون في الأرض ينفذون القوانين لا رغبة منهم في استتباب الأمن و بث الطمأنينة، و لكن استجابة لرغبة سادية متأصلة في ذواتهم لإذلال العباد.
تبقى لي من زمن اتخاذ قرار الخروج أياما معدودات، و أنا بعد أهتدِ بعد إلى الرحم الذي سيحتويني، فأنتقل من حالة النور الى ضياء نيون ( مستشفى الدايات بأم درمان) أو ( مستشفى فيرفاكس)، ثم أن أبليس جالسني، و في يده خرطوم الشيشة، ، قال بعد أن نفث الدخان في الفضاء ( يا زول ما تسمع كلام العالم دي، أحسن حل أنك تتولد في السودان)، و حينما أبصر بالرعب يطل من عيوني، أشار إلى في هدوء مخففاً من روعي، وواصل حديثه في هدوء ( اسمع كلامي للآخر، أي نعم في شوية ملطشة، لكن شوف قراية بتقرا، اهو اي بيت قلبوهو جامعة، اكل و شراب، بتاكل و بتشرب، موص، سخينة، كَوَل، من بيت عرس لبيت بكا ساكت بتقوم ليك جضوم و شلاضيم، اها المعيشة تلفح من هنا ومن هناك ، شي كبكبي وشي فسيخ و ملاح كمبو، بعدين ما بتجيك حساسية من اي شي في الدنيا دي، من سمك ولا من بيض ولا يحزنون، ده دلع عند الخواجات الوهم ديل، السودانيين ديل ناس جدعان و بعجبوك بس لو خلو الغتاتة، كونك تعيا بتعيا من هسة بكلمك، ملاريات و بلهارسيات و اسهالات و امساكات، لكن في النهاية معصعص و معولق بتتخارج، اها كان مت تعال راجع، الميزة انك لو حييت، تاني القندراني ابو ترللا كان صدمك ما بتموت، مش تقولي كان مشيت العراق، لو يودوك (غوانتانامو)، شفت كيف، تشوفو زيو وزي الفندق الكبير واحد، سفسفة صحية ونوم، اصلك ح تكون متعود على تكويعة العصرية، (الفيس بوك) لو داير في، بس أعمل اللوكيشن ( كوبا). أها جوه السجن بتلقى ليك تلاتة اربعة بني كجة و الكونكان بدور، شاى باللبن فى، و لو بتنصقع البنقو في اشكال وانواع، حرس السجن الأمريكان بجيبو، لو ما جابو انا بجيبو ليك.)
( يازول انت ح تقدر تعمل حاجات لوسيفر ود اخوي ما بقدر يعملا، بعدين في حاجة تانية، لمن تهاجر من السودان، بتستمتع بحاجات عادية في نظر اهل البلد، همبريب الله و الرسول ده مقارنة بجهنم السودان بينعشك، و عندك البيتش و البلاجات، ده عالم تاني بس داير شوية اعصاب، انتو السودانيين اعصابكم تالفة بصراحة، لو كنت أمريكي ولا هولندي زى ما نصحك شيخ النوراني ده، ما بتعرف قيمة الحاجات دي بحكم التعود، البعيد شنو تطلع ولد اسرة حظها طايح في الميد ويست، ياخدوك في المارينز، يودوك البصرة تجي مظلط ودمك فاير، ده لو ما طقاك اب فرار فتل صاجتك، تشيل بندقية تكتل مرتك و اولادك و تركب طلقة في راسك، ولا تطلع هومو، كل يوم شايل يافطة و حايم تطالب بحقوقك، لمن يطقك ايدز، يلحقك الزينين)
واصل ابليس حديثه هذه المرة بالفصحى فقال ( شئ آخر، هو انك لن تشقى في حياتك كونك اوربياً، و لن ترهق عقلك بتحمل مسئوليات ابتداع المخترعات التي تسهل للبشر حياتهم، مثل السيارات، و التلفونات و الطائرات و العقول الألكترونية و الهواتف النقالة، و السوفتوير، و سوف لن تقضي بقية عمرك لتضع نظرية مفيدة وانت على اعتاب القبر،لا دخل لك بمآسي فقراء العالم، إن نهضت لمساعدتهم سموك محتلاً، و عندما تيأس من حالهم و تخرج بإرادتك، احتفلوا بجلائك يوم من كل عام، من داخل المؤسسات و دور الأعلام التي أنشأتها لهم، و لا عليك بالحواسيب يا صديقي، غير أن تستخدمها في التهكير و التنابذ، و أشتات عدة من أنواع المضرة، سأعلمك لها أنا شخصياً في حينها، و أؤكد لك أن الناس سيطلقون عليك لقب العبقري لا محالة)، قاطعته مقرظاً ( و أيم الله إنك حكيم)، فما كان منه إلا أن رد على ساخطاً (غير فصاحتك دي شي جايب ليك الجلا مافي، الحياة دي كلها لعبة سلم و ثعبان، إن دامت لغيرك ما آلت إليك).
أحكمت ( الهيدفونز) في راسي و أذني، وواصلت الأستماع إلى ( ابنركب ام كركابة).
سودانيزاونلاين
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
رد: ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
لك أن تختار وطناً لا يغريك بتركه و هجرانه، و لا وطن مساره مثل مسار الحجر في لعبة (السلم و الثعبان)!!!!!!!!!!!!!!!!!
بلادى وان جارت على عزيزة...............
مشكوره اخيتى الدكتوره والخيار صعب تب
بلادى وان جارت على عزيزة...............
مشكوره اخيتى الدكتوره والخيار صعب تب
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
رد: ما دوامة – فصل السلم و الثعبان
(غير فصاحتك دي شي جايب ليك الجلا مافي، الحياة دي كلها لعبة سلم و ثعبان، إن دامت لغيرك ما آلت إليك).ياهو إبليس ذاتو !!!
******
( ابنركب ام كركابة).
ابليس حيقول : بدل الكركابه أركب القطر أكان فاتتك بس " إدلّى في أم روابة"
******
( ابنركب ام كركابة).
ابليس حيقول : بدل الكركابه أركب القطر أكان فاتتك بس " إدلّى في أم روابة"
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
مواضيع مماثلة
» الدنيا ما دوامة ..... ابراهيم موسى ابا
» انباء وارهاصات عن تعديل السلم التعليمي!!!!....
» محمد الأمين.. عبقري الأغنية ومكمل السلم الموسيقي
» ابيي (كشميرالسودان)
» انباء وارهاصات عن تعديل السلم التعليمي!!!!....
» محمد الأمين.. عبقري الأغنية ومكمل السلم الموسيقي
» ابيي (كشميرالسودان)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى