رحلة البحث عن المتاعب

الاغتراب حلم راود ما زال يراود الكثير , في خلال العشره سنوات الماضيه غادر عدد كبير من الشباب ذلك الوطن المترامي الاطراف ابتعدو عنه للبحث عن تحسين المستوي المعيشي و الاقتصادي وجزء اخر غادر البلاد للبحث عن العلم و التعلم .. عددا كبير من الشباب هاجرو الي الدول العربيه و عدد لا يستهان به هاجر الي الدول الغربيه الاوربيه منها و الامريكيه و هنا مربط الفرس . الوصول الي الدول الاوربيه صعب و الخروج منها اصعب , في الاونه الاخيره نجد ان الشباب اصبح همهم الاول و الاخير مغادرة السودان باي شكل كان بقضي النظر عن عواقب الاغتراب و مشاكله و الابتعاد عن الوطن و المحبوب المهم السفر الي اي دوله اوربيه اينما كانت .. حيث نجد الشباب يجلسون امام منازلهم في ظل اشجار النيم الوارفه تتوسطهم منضدة صغيره بها جك ماء بارد , يرتحلون مع الظل اينما توجه يتجاذبون اطراف الحديث منهم من يقول قدم للوتري امالا ان يغادر الي الولايات المتحده الامريكيه الي ام المدن العالميه نيويورك ان كان يا نصيب حليفه و زميله الاخر ينتابه احساس المشاعر نفسها حيث ينتظر مساعدة احد الاصدقاء من احدي الدول الاوربيه للالتحاق به في بلاد ابناء جون يريد ان يصل الي عاصمة المال و الاعمل عاصمة الضباب لندن ( ايوه يا مان لازم نشتت من البلد دي و بعدين السودان بقي طارد ) هذا ما يرددوه كل مجموعه اتاحة لهم السانحه لتحدث عن السفر و منهم يريد الذهاب الي عاصمة النور باريس و منهم من يريد ام يغادر الي عاصمة الاحلام دبي ذات المباني الشاهقه و البعض الاخر يريد ان يسافر الي امستردام العاصمة الهولنديه ذات المناظر الخلابه و البعض الاخر يريد ان يرتحل بعيدا الي عروس البحر المدينة الساحلية الاسترالية سدني و غيرها من البلدان العربيه و الاوربيه و السبب يرجي الي ان فرص العمل اصبحت محددوه و عدد الخريجيين في الجامعات في تزايد مستمر . الاهم في الامر كله كل واحد يريد ان يغادر .
الغربه الم و اوجاع و صداع و فراق احبه لا احد يعرف طعمها الا من جربها .. الغربه في الدول العربيه اخفي وطا من الدول الاوربيه نجد ان عامل اللغه في الدول العربيه مساعد جدا في الحصول علي عمل باسرع ما يمكن , ايضا نجد ان قربها من السودان ميزة اخري تساعد كثير للعوده الي السودان بين الحين و الاخر . ام الدول الاوربيه الاغتراب اليها برنامج كامل متكامل الدخول اليها مشكله و الخروج منها مشكلتين اولا ليس من السهل ان تتحصل علي فرص عمل بالسهوله كما يتوقعها البعض نسبة لعامل اللغه مطلوب من المغترب المعني ما لا يقل عن ثلاث سنوات لتعلم اللغه المعنيه في البلد المعني و من ثم البحث عن فرصة عمل حيث تسهل عملية المخاطبه بين المغترب و الشركة المعنية .
مما لا شك فيه ان مغتربي اورباء لديهم واقع خاص في وسط الناس بمعني اخر هم اصحاب القروش و الجنيهات و كل واحد منهم يريد ان يشتري بيتا في المنشيه او الامارات او مدينة النيل او غيرها من الاحياء الجميلة و في الوقت نفسه هذا المغترب لديه التزامات تجاه اسرته التي خرج من اجلها و يريد شراء سياره و فتح بقاله وغيرها من الالتزمات لا اريد ان اخوض فيها لان بتشيب الرأس .. و الرأس اصلا اشتعل شيبا , ان كان هذا المغترب حقق هدفا او انجز انجازا واحد من تلك المشاريع التي خرج من اجلها صدقوني انقضت عشره سنوات من عمره في الغربه لان الامر ليس بالسهل او كما يتوقعه الجميع لان معظم الناس يريدون منك و كأن هذا المغترب يجد الجنيهات مفروشه ورود علي الارض ..
نعم مضت عشره سنوات من الاغتراب و البعد عن ارض الحبيب و الوطن الان بدأ التفكير في الزواج و كيفية اختيار الزوجه .. و اسمحو لي ان اضع عنوانا جانبيا لهذا المقال و اسميه
المغتربين و كارثة اختيار الزوجه :
هنالك طريقتين لاختيار الزوجه بالنسبة للمغترب .. لشرح ابعاد هذه الطريقتين نواصل في الحلقة القادمه .. ابقوا معنا ..

العزيز محمد التوم
لك التحية و التقدير .. يا سلام انت قلت كلام جميل كان بنكتب في الرسائل البتنكتب و انا كمان اصبحت اردد ما تفصلت به :
رسلتا ليك أجمل خطاب لليله ردك ما وصل
زعـــلانه ولاّ شنو الحصل "
مافي حتى رساله واحده ***بيها أتصبر شويه
والوعد بيناتنا إنك *** كل يوم تكتب الىّ
للاسف الشديد التلفونات و التكنلوجيا التي تتحدث عنها خربتت بعض الاشياء الجميله بالرغم من انها لها محاسنها و بالمناسبه دي وصلتني رساله قبل تسعه سنيين ما زلت محتفظ بها و اقراها بين الحين و الاخر الان لم تجد احد يكتب لك رساله .. اشكرك للمداخله و لدي مغزي بعينه من كتابة هذا الموضوع و نواصل ..

نعم .. انقضت عشره سنوات او اكثر بعيدا من ارض الوطن و نجد ان اخونا المغترب بدأ يفكر جادا في الزواج مع التشاور مع احد الاصدقاء هو الاخر بعد عن السودان زمن طويلا , دار النقاش في كيفية الاختيار لكن المشكله تكمن في الاختيار نفسه , ليس لاخونا سوي حلين هو ان يترك الامر لاسرته ان تختار له واحده من بنات الحله بموصفات قد يروها مناسبة له لان المغترب المعني انقرض جيله او معظم دفعته من بنيات الحله قد تم زوجهنّ و نشأ جيل جديد لم يكن يعرف عنه شيئا ( جيل مرحلة الاساس) . او يتم الاختيار له عن طريق احد الاصحاب القداماء و من ثم يتم ارسال الصور و هنا مربط الفرس اخي العزيز محمد التوم .. نجد ان التكنولوجيا تطورت تطورا ملحوظا في الاونه الاخيره ستديوهات التصوير اصبحت حديثه و متطوره للغايه .. ست الحسان عندما تاتي الي الاستديو تختار الصوره بالموصفات التي تختاره هي و يترك الامر لصاحب الاستديوالمتخصص اصلا لاجراء فن التكنيك و امامه كمبيوترلتغير اللون حيث ما تشاء هي و يتم التقاط الصوره بالابعاد الثلاثيه اذا رأيتها تحسبها واحده من العشر الاوئل اللئ تم اختيارهن لمنافسة سيدات جمال العالم .
وصلت الصور الي اخونا و اصبح يقلب فيها يمينا و شمالا و تجده اصبح يردد في نفسه نعم هي .. هي .. العروسه المطلوبه و بدأت التلفونات ترن بين الطرفين الي ان تم تحديد موعد للزواج و هنا وجع الرأس يبدا من قولة خير و شبكه و خطوبه و ما ادراكما الدهب الغالي ( سافوطه ) علي كل تم ارسال (المتكفي) لاهل العروسه لترتيبات يوم الزفاف .. و قبل يوما واحد من موعدالعرس رن جرس تلفون اخونا المغترب نظر الي الجوال انها العروسه تتصل و تري علي وجهه علامة فرحه بمناسبة هذا الاتصال .. انتهت المكالمه و بدأ علي وجه شيئا من الاكتئاب و الدبرسه السبب هو عاوزين قروش الكوفير و بتاع اجار حافلتين للضيوف و الصيوان الداخلي للنساء لان الجنيهات التي ارسلت لم تكفي .. بالرغم من انها تسمي المتكفي بعد هذا و ذاك كله تم الزفاف , لم يوجد احد مرافقا للعروسه في القفص الذهبي ( كرسي العريس فاضي ) يجلسو فيه في حالة واحده لاختيار صور للذكريات الجميله لان العريس اصلا غائب و الغائب عذرو معاه .
تم تحديد موعد سفرالعروسه و هنا اصبحت الفرحه فرحتين , فرحة اللقاء لاول مره و فرحة الزواج .. اخونا العريس اختار اجمل بدله و ذهب الي المطار لاستقبال ست الحسان و معه عدد من الاصدقاء مرافقين له لتكتمل الفرحة .. هبطت الطائره و خرجوا كل الركاب عبر صالة الوصول و لم تخرج العروسه معهم و هنا بدأ التساؤل وين العروسه و الاخر يتسأل كده طلع الصوره بتاعاتها خلي نعمل مقارنة .. نعم وصلت السيده العروسه في الطائره نفسها و كانت تقف هناك منتظره فذهب اليها السيد العريس هل انتي السيده العروسه فلانه بنت فلان نعم هي ..هي لم تكن تشبه الصوره التي ارسلت لان الاصل لم يكن الاصل اذا كانا متابعين تم التقاط الصوره باحدث الكمبيوترات اللون لم يكن هو اللون .. الشكل لم يكن هو الشكل .. الطول لم يكن هو الطول . انتاب السيد العريس نوعا من الحزن و الدبرسه و السبب هو لم تكن هي الموصفات التي كان يتوقعها لصاحبة الدرب الطويل .
و من هناك بدأت المشكله تتبعها المشكله ما بين اليوم و الاخر الي ان وصلا الي مفترق طرق.
اما طريقة الاختيار الاخري للزواج هي ذهاب المغترب الي السودان بنفسه و حتي نفصل تبيعات ذلك ابقو معنا .. نواصل في الحلقة القادمة بمشئة الله .

ود عشمان ماااااااالك علينا مقلب علينا المواجع
تسلم يا سيدى
اولا العنوان ابداع
والسرد مبالغه
ربنا يديك العافيه
ويرجعنا سالمين غانمين
وودعتك لله اصلى
عندى عبره واقفه لى خلينى افكها
واجيك راجعه
تحياتى
ومنتظرين

نواصل فيما من تبقي من حديث .. قرر هذا المغترب ان لا تكون الصور هي وسيلة للاختيار نسبة لما واجهه اصحابه من مشاكل . قرر ان يعود الي الوطن ليختار شريكة حياته بنفسه .. نعم وصل اخونا بعد غياب دام لاكثر من عشرات السنين وصل الحله و استقبلوه اهل الحله و الجيران بحفاوة الترحاب اهلنا الكرام اهل الجود و الكرم الا ان اخونا المغترب كان مندهشا وجد ملامح الناس اتغيرت هنالك بعض الجيران لم يكن يعرفوهم بحكم انهم سكنوا حديثا بالحي لم يجد الا القليل من اصحابه و دفعته منهم من غادر الحله الصغيره الي العاصمه و منهم من ارتحل مع ظروف العمل و منهنّ من تزوجت باحدي اساتذة الحله.. معظم الوجوه جديده بالنسبة له يكاد ان يكون جيله انقرض .. و يعجبوك بنيات الحله كل واحده تريد ان تسلم علي السيد المغترب , ما من واحده شرفت الدار لتقول له الف علي السلامه و الا سأل واحد من اسرته ( دي مني ؟ و بت منو ؟ و هي بتدرس و لا شقاله ؟ ) هذا اسئله اصبحت متكرره له حتي انزعج اهل الدار من تكرارها .. الا انني اعذره المسكين غاب كثير من وطنه و يريد ان يكمل نصف دينه باختيار واحده تتفق معه في الفهم و الفكر و تكوين اسره محترمة .. الا ان الوقت لا يرحم نجد اجازته خمسة و اربعين يوما مضت منها خمسة عشر يوما في استقبال الضيوف و عشرة ايام منها لزيارة الاهل و التعازي .. و عشرة ايام فرق نفسه لاختيار صحابة الذوق الرفيع نجده اختلط عليه الحابل بالنابل و كل يوم يري شكل جديد و نجد اخونا يبحث عن واحده تمتاز باخلاقيات حميده و السلوكيات الطيبه و الدين القويم و ما كعب ان تكون جميله هذه شروطه بسيطه في تقديري.. نجد ان الوقت جبار لا يرحم انقضت اربعين يوما من اجازته و لم يبقي له عدا خمسة ايام فقد و يستعد الي الرحيل الي بلاد الغربه انتابه حزنا عميق لفراق الاهل و عدم التوفيق في الاختيار .. الا انه نجده ساعده الحظ في اخر ثلاث ايام حيث تعرف علي اثنين من البنيات كل واحده تتمتع بصفات و بدأ اخونا المغترب يفكر جاد ايهما يختار التي تعرف عليها في ادارة جوازت المغتربين ام التي تعرف عليها في احدي الحدائق العامه عندما كان مع اصحابه في امسية اوقيمت لوداعه .. ام يأجل السفر و يفقد وظيفته التي كان يعمل بها لعدد من السنين ؟؟
نعم انها كارثة المغتربين في اختيار الزوجه .. هذه واحده من واقع معاش للمغترب الذي ابتعد كثير عن وطنه .. هي الغربه شقاوه و همّ و ابتعاد عن الاهل و في الوقت نفسه لا ننسي لديها فوائدها من جوانب اخري .
لكم التقدير ..