رحيل القاص (قيس محمد علي)

القاص الشاب قيس محمد علي وافته المنية بمدينة القاهرة التي كان يستشفي بها، والفقيد عرفته ساحة الأدب من خلال أعماله التي كانت تنشرها له الملفات الثقافية بالصحف خلال النصف الأول من الألفية الماثلة، وكان يعمل بسفارة السودان ببيروت، مجموعته القصصية الأولى صدرت قبل رحيله بأسابيع قليلة، عن دار الجيل ببيروت وحملت عنوان (ينبت شاهقا عند الرصيف المجموعة المكونة من 12 قصة قصيرة تناولت قضية العنف الذي ولدّته الحروب من زاوية اختلاف القيم الثقافية، والدعوة إلى التسامح من ذات البوابة كما في قصتي (ديمروث) و(النظرة من زاوية حرجة).

ظهر تأثير البيئة الريفية على الكاتب، وانعكس جليَّاً في عدد من القصص من بينها قصة (وادي الهشابة) التي من عنوانها تحيلنا إلى هذا المناخ الريفي الحميم، المجموعة عالجت أيضاً بعض أوجه الصراع الاجتماعي في الأرياف، الذي تتداخل فيه العوامل الاجتماعية مع مستجدات السياسة كعامل دخيل، بالإضافة إلى القيم الثقافية التي تنقلها المعتقدات من خلال قنوات الحكايات والأساطير بدورها ومدى تأثيرها في حياة الأفراد، والمجموعة كانت ضمن الأعمال المرشحة للطباعة والنشر ضمن فعاليات الخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005.

ضمن المجموعة قصة (السّقوط قبل موسم الذبول) الفائزة بمهرجان ولاية الجزيرة للآداب والفنون 2001 وأيضاً قصة (ديمروث) وهي القصة الفائزة في مهرجان جوبا للسَّلام فبراير 2004، والتي قال عنها السفير الراحل صمويل اودات أيول: ( تأمّلتُ كثيراً خصوبة عقل الكاتب وأنا أتصفح قصة (ديمروث)، إذ تمكَّن من غرس صورة حية أكاد أراها في أرض الواقع؛ لجمال التفاصيل الحية والمتحركة، فانتقلتُ بالفعل إلى دنيا القصة القصيرة، وأدركتُ قدرة الكاتب على التأثير في نقل الخيال إلى واقع تشّع منه الحكمة والجمال، وتتراقص فيه الحقيقة والخيال، ليخلق نسيجاً خاصاً بهذا الفن)- يذكر أن الراحل خصص ريع هذه الطبعة من الكتاب للإتحاد القومي للمكفوفين السُّوداني.

(انا لله وانااليه راجعون)
له الرحمه والمغفره
ابن الجزيره الخضراء
قرية( خور )
صاحب اعمال الخير والقلب الرحيم
لك الشكر اخى فيصل
وانت تعرفنا على الفقيد
له الرحمه والمغفره