قصة واقعية ................ منقولة
صفحة 1 من اصل 1
قصة واقعية ................ منقولة
:: من خطف زوجي؟ ::
نشأت وتربيت في بيت كبير، لا يكاد يخلو من الضيوف، في معظم الأيام عندنا زائرون من الأهل والأقارب وأولو الأرحام والأصدقاء. فتعودت كما اعتاد كل أفراد الأسرة على حسن الاستقبال والترحيب بكل من يقصد دارنا، شربنا من الأب والأم الكرم والإيثار، رغم أننا لسنا من الأثرياء وأيضا لسنا من الفقراء، وأعجبني هذا التوافق بين أبي وأمي، والتفاهم حتى على بعد، فكثيرا ما كان يرسل أبي أحد إخوتي إلى أمي على حين غرة يخبرها بوجود ضيوف عندنا، وكانت هذه الرسالة المفاجئة المقتضبة كافية لأن تفهم أمي مقصده، وبفراستها تعرف عدد الزوار ومن يمكن أن يصاحبهم، وفي وقت قياسي تعد ما يناسب قدرهم من الطعام، وكنت أعجب من حسن تصرفها وسرعة تدبيرها، وما ترتبك يوما من هذه المباغتة ولم تتحجج بعدم الاستعداد، وفي الوقت نفسه عرفت من كثرة التجارب أن أبي أيضا رجل حكيم يعرف ما في بيته ولا يكلف أمي ما تطيق. بينهما خيط قوي من التواصل، كنت أتساءل في نفسي عن هذا السر، وآمنت حقا أن الطيور على أشكالها تقع. ورغم ما كان يقع عليَّ من مسؤوليات فقد كنت سعيدة بهذه المهام وأنا أساعد أمي، وهي توكل لي مهام صعبة، إلى أن أصبحت تعتمد علي في معظم الأحوال وتكتفي بالإشراف والتوجيه.
تزوجت وانتقلت إلى بيت زوجي مع اختلاف كبير في كل شيء بين حياتي السابقة وحياتي الجديدة، فلم يكن هناك هذا التفاهم بيني وبين زوجي مثل الذي كان بين أبي وأمي، لكن ذلك لم يقلقني، وقلت عسى أن يأتي مع العشرة والأيام خاصة أنني لم أكن أعرف زوجي قبل ارتباطنا وإنما كانت الزيجة تقليدية، وفي الحقيقة كان زوجي طيبا وليس فيه ما ينفر وكنت راضية به خاصة بعد ما ضمنا عش واحد وإن كان صغيرا مقارنا ببيت عائلتي، فهو مجرد شقة من غرفتين وصالة، بينما كان بيت أبي يضم عددا كبيرا من الغرف، ومجلسين أحدهما للرجال والثاني للنساء. وشعرت بهذا الفارق الكبير عندما زارنا عدد من أصدقاء زوجي واضطررت لاستقبالهم بناء على رغبته. وبمجرد دخولهم أحسست بشيء من الضيق، فلست قادرة على التحرك بحرية لإعداد الأطعمة والمشروبات، إذ لا يفصل بيني وبينهم شيء وعندما يتحركون كنت أتألم لأنهم يطلعون على كل شيء في بيتنا، فكان ذلك من وجهة نظري انتهاكا، ولم يخف رد فعلي على زوجي حيث ظهر الضيق على قسمات وجهي بعد ما غادر الضيوف، ولم أشعر بذلك أبدا من قبل، فليس مثلي من تضيق بالضيوف، ولم يكن هناك مبرر واحد لذلك غير أن المكان غير مناسب لاستقبالهم، وحاول زوجي أن يخفف عني ويسوق المبررات بأن هؤلاء من أصدقائه المقربين وليسوا من الغرباء.
لم اقتنع بذلك فكل شخص مهما كانت درجة قرابته أو العلاقة به له حدود في الحركة بالمنزل وهذا ما تربيت عليه وتعلمته. لذلك كان مطلبي من زوجي ألا يكرر هذه التجربة، لكنه كررها بشكل آخر، عندما دعا أصدقاءه لقضاء بعض الوقت معه ولم تكن تربطني بهم أي صلة قرابة، لذلك لا أقابلهم ولا أجالسهم، يقضون الساعات الطوال وأنا في معزل عنهم، أجلس في غرفة مغلقة، لا أعرف فيما يتحدثون كل هذا الوقت ولا يتوقفون عن الكلام، وإن كان ذلك لا يعنيني، وإنما ما يهمني تكرار هذه الجلسات باستمرار، مما يجعلني أسيرة بيتي، حبيسة غرفتي، أغلق بابها وأطالع صحيفة أو مجلة وأشاهد التليفزيون، أقلب المحطات، حتى يغالبني النوم ولا أشعر بنفسي إلا عندما يفتح زوجي الباب ويأوي إلى فراشه بعد انصراف أصدقائه. لا أنكر أنني أتبرم من هذه الزيارات والتصرفات وأضيق بها، لم اعد أطيق سماع سيرة هؤلاء الأشخاص، وأصبحت أتعمد إهمالهم وتجاهل حضورهم فلا أقوم تجاههم بواجب الضيافة ويتولى زوجي هذه المهمة، وصارحت زوجي بأن أصدقاءه أشخاص غير مرغوب فيهم في البيت، فقط لأنه غير مناسب لهذه الزيارات والسهرات، وطالبته بأن يجد حلا لذلك. واستجاب وتفهم موقفي وانتقلت هذه اللقاءات إلى المقاهي وأماكن لا أعرفها ولا أهتم بها، لكنني مطمئنة وواثقة بأخلاقيات زوجي والتزامه ولا أشك أبدا فيه، فهو على خلق قويم ويؤدي الصلوات في أوقاتها.
في البداية شعرت أنني تحررت من حمل ثقيل وتخلصت من سجني الانفرادي وحصلت على حريتي، أتحرك في بيتي كما أريد، وعادت له حرمته وعادت اليَّ خصوصيتي، وهذا التعديل في حياتنا كانت له سوءاته، فقد خرج زوجي ولم يعد، إذ أصبح الحاضر الغائب، يستيقظ في الصباح ويتناول إفطاره، ويتوجه إلى عمله ثم يعود بعد الظهيرة ويتناول غداءه وينام ويستيقظ ويبدل ملابسه ويخرج إلى أصدقائه متعجلا. ولا يعود إلا قبيل الفجر، أكون حينها أغط في نوم عميق، وهكذا تتكرر الأيام متشابهة رتيبة. انقطعت الأحاديث بيني وبين زوجي، اقتصرت فقط على المطالب والأوامر والنواهي، أصدقاؤه هم كل حياته، حتى بعد مجيء طفلنا الأول لا يهتم به ولابي وكثيرا ما يمرض الطفل فأحمله وحدي وأطير به إلى الطبيب، وأشتري الدواء وزوجي لا يدري ولا يعرف عن شؤون البيت إلا القليل، يلقي إليّ بعض الأموال ويترك تدبير الانفاق، وعلى عكس اهتمامه بمواعيده مع هذه “الشلة” والتزامه الشديد بها، وحرصه عليها، كان إهماله لبيته، وأستطيع أن أؤكد انه حول البيت إلى فندق لمجرد النوم وتناول الطعام، وتحولت إلى خادمة، تؤمر فتطيع.
راجعت نفسي وحساباتي بشأن هذا التحول وبحثت عن أسباب هروب الزوج من البيت، ربما أكون مقصرة تجاهه، فلم أجد من ذلك شيئا، وتحدثت معه لعله يخبرني بما لا أعرف، فوجدته يثني على حسن عشرتي وقيامي بواجباتي، لكن ذلك كان قراري فأنا التي “طردته” من البيت ليقابل أصدقاءه. وشعرت كأنه يحملني هذه المسؤولية وقد وجد المبرر مؤكدا انه لا يستطيع أن يعيش بدون هؤلاء ولا يمكنه التخلص من هذه العادات واللقاءات التي يجد فيها المتنفس والراحة، حتى أنني أرى أنها حالة مرضية أو إدمان. بدأت أشعر بغيرة ولا أبالغ إذا قلت إن أصدقاء زوجي أصبحوا “ضرتي” التي تأخذه مني رغم أنفي. ويميل إليها على حساب حياتي كلها ولم أعد أتحمل وفاتحته وناقشته كثيرا، وفي كل مرة يقابلني بثورة، وينتهي الحوار بخروجه غاضبا ويتهمني بأنني أريد أن أسيطر عليه، وأقيد حريته ويحول القضية إلى اتجاهات أخرى. زوجي الآن يسير مثل الآلة، بلا عقل أو تفكير، يرفض الحديث معي في أي شيء، يتهمني بأنني أطارده بلا داع، فلا يرد على اتصالاتي الهاتفية، لأنه يعتبرها لمراقبته ومحاسبته وسؤاله عن مكان تواجده وماذا يفعل، وحتى ابرئ نفسي من هذه الاتهامات توقفت عن الاتصال به إلا في حالات الأهمية القصوى، وأثناء الحمل في الطفل الثاني يصطحبني إلى الطبيبة ويرفض الانتظار ليعيدني إلى البيت وأنا احمل طفلي، بل يتركني ويذهب ليلحق بهؤلاء الذين لا أجد لهم وصفا ولا مسمى. وعندما شعرت بآلام الولادة اتصلت به ليكون بجانبي في المستشفى ويهتم بالطفل الصغير ولم يرد على اتصالاتي المتكررة كعادته فاضطررت للاتصال بأبي وأخي الذي حملني بسيارته إلى المستشفى وتولت أمي رعاية الطفل الأول، وعندما عاد زوجي إلى البيت ولم يجدني اتصل بي على الهاتف ليعرف أين أنا وعندما أخبرته، بما حدث وعاتبته على عدم الرد على اتصالاتي حول الأمر كله اتهام لي ووبخني لأنني لم أرسل له رسالة على الموبايل! وأظهر نفسه بريئا كالحمل الوديع. أستطيع أن أجزم بأنني افتقدت زوجي، وفي نفس الوقت لا أريد أن أفقده ولا أريد أن أتركه، ولا أريد أن أضعه بين خيارين، إما أنا أوهم؟ ولكن السؤال الذي لا أجد له جوابا كيف استرده من هؤلاء الذين اختطفوه وسيطروا عليه بعدما أصبح كالمغيب عن الوعي، لقد أعيتني الحيل. وهدفي الوحيد هو الحفاظ على أسرتي.
نشأت وتربيت في بيت كبير، لا يكاد يخلو من الضيوف، في معظم الأيام عندنا زائرون من الأهل والأقارب وأولو الأرحام والأصدقاء. فتعودت كما اعتاد كل أفراد الأسرة على حسن الاستقبال والترحيب بكل من يقصد دارنا، شربنا من الأب والأم الكرم والإيثار، رغم أننا لسنا من الأثرياء وأيضا لسنا من الفقراء، وأعجبني هذا التوافق بين أبي وأمي، والتفاهم حتى على بعد، فكثيرا ما كان يرسل أبي أحد إخوتي إلى أمي على حين غرة يخبرها بوجود ضيوف عندنا، وكانت هذه الرسالة المفاجئة المقتضبة كافية لأن تفهم أمي مقصده، وبفراستها تعرف عدد الزوار ومن يمكن أن يصاحبهم، وفي وقت قياسي تعد ما يناسب قدرهم من الطعام، وكنت أعجب من حسن تصرفها وسرعة تدبيرها، وما ترتبك يوما من هذه المباغتة ولم تتحجج بعدم الاستعداد، وفي الوقت نفسه عرفت من كثرة التجارب أن أبي أيضا رجل حكيم يعرف ما في بيته ولا يكلف أمي ما تطيق. بينهما خيط قوي من التواصل، كنت أتساءل في نفسي عن هذا السر، وآمنت حقا أن الطيور على أشكالها تقع. ورغم ما كان يقع عليَّ من مسؤوليات فقد كنت سعيدة بهذه المهام وأنا أساعد أمي، وهي توكل لي مهام صعبة، إلى أن أصبحت تعتمد علي في معظم الأحوال وتكتفي بالإشراف والتوجيه.
تزوجت وانتقلت إلى بيت زوجي مع اختلاف كبير في كل شيء بين حياتي السابقة وحياتي الجديدة، فلم يكن هناك هذا التفاهم بيني وبين زوجي مثل الذي كان بين أبي وأمي، لكن ذلك لم يقلقني، وقلت عسى أن يأتي مع العشرة والأيام خاصة أنني لم أكن أعرف زوجي قبل ارتباطنا وإنما كانت الزيجة تقليدية، وفي الحقيقة كان زوجي طيبا وليس فيه ما ينفر وكنت راضية به خاصة بعد ما ضمنا عش واحد وإن كان صغيرا مقارنا ببيت عائلتي، فهو مجرد شقة من غرفتين وصالة، بينما كان بيت أبي يضم عددا كبيرا من الغرف، ومجلسين أحدهما للرجال والثاني للنساء. وشعرت بهذا الفارق الكبير عندما زارنا عدد من أصدقاء زوجي واضطررت لاستقبالهم بناء على رغبته. وبمجرد دخولهم أحسست بشيء من الضيق، فلست قادرة على التحرك بحرية لإعداد الأطعمة والمشروبات، إذ لا يفصل بيني وبينهم شيء وعندما يتحركون كنت أتألم لأنهم يطلعون على كل شيء في بيتنا، فكان ذلك من وجهة نظري انتهاكا، ولم يخف رد فعلي على زوجي حيث ظهر الضيق على قسمات وجهي بعد ما غادر الضيوف، ولم أشعر بذلك أبدا من قبل، فليس مثلي من تضيق بالضيوف، ولم يكن هناك مبرر واحد لذلك غير أن المكان غير مناسب لاستقبالهم، وحاول زوجي أن يخفف عني ويسوق المبررات بأن هؤلاء من أصدقائه المقربين وليسوا من الغرباء.
لم اقتنع بذلك فكل شخص مهما كانت درجة قرابته أو العلاقة به له حدود في الحركة بالمنزل وهذا ما تربيت عليه وتعلمته. لذلك كان مطلبي من زوجي ألا يكرر هذه التجربة، لكنه كررها بشكل آخر، عندما دعا أصدقاءه لقضاء بعض الوقت معه ولم تكن تربطني بهم أي صلة قرابة، لذلك لا أقابلهم ولا أجالسهم، يقضون الساعات الطوال وأنا في معزل عنهم، أجلس في غرفة مغلقة، لا أعرف فيما يتحدثون كل هذا الوقت ولا يتوقفون عن الكلام، وإن كان ذلك لا يعنيني، وإنما ما يهمني تكرار هذه الجلسات باستمرار، مما يجعلني أسيرة بيتي، حبيسة غرفتي، أغلق بابها وأطالع صحيفة أو مجلة وأشاهد التليفزيون، أقلب المحطات، حتى يغالبني النوم ولا أشعر بنفسي إلا عندما يفتح زوجي الباب ويأوي إلى فراشه بعد انصراف أصدقائه. لا أنكر أنني أتبرم من هذه الزيارات والتصرفات وأضيق بها، لم اعد أطيق سماع سيرة هؤلاء الأشخاص، وأصبحت أتعمد إهمالهم وتجاهل حضورهم فلا أقوم تجاههم بواجب الضيافة ويتولى زوجي هذه المهمة، وصارحت زوجي بأن أصدقاءه أشخاص غير مرغوب فيهم في البيت، فقط لأنه غير مناسب لهذه الزيارات والسهرات، وطالبته بأن يجد حلا لذلك. واستجاب وتفهم موقفي وانتقلت هذه اللقاءات إلى المقاهي وأماكن لا أعرفها ولا أهتم بها، لكنني مطمئنة وواثقة بأخلاقيات زوجي والتزامه ولا أشك أبدا فيه، فهو على خلق قويم ويؤدي الصلوات في أوقاتها.
في البداية شعرت أنني تحررت من حمل ثقيل وتخلصت من سجني الانفرادي وحصلت على حريتي، أتحرك في بيتي كما أريد، وعادت له حرمته وعادت اليَّ خصوصيتي، وهذا التعديل في حياتنا كانت له سوءاته، فقد خرج زوجي ولم يعد، إذ أصبح الحاضر الغائب، يستيقظ في الصباح ويتناول إفطاره، ويتوجه إلى عمله ثم يعود بعد الظهيرة ويتناول غداءه وينام ويستيقظ ويبدل ملابسه ويخرج إلى أصدقائه متعجلا. ولا يعود إلا قبيل الفجر، أكون حينها أغط في نوم عميق، وهكذا تتكرر الأيام متشابهة رتيبة. انقطعت الأحاديث بيني وبين زوجي، اقتصرت فقط على المطالب والأوامر والنواهي، أصدقاؤه هم كل حياته، حتى بعد مجيء طفلنا الأول لا يهتم به ولابي وكثيرا ما يمرض الطفل فأحمله وحدي وأطير به إلى الطبيب، وأشتري الدواء وزوجي لا يدري ولا يعرف عن شؤون البيت إلا القليل، يلقي إليّ بعض الأموال ويترك تدبير الانفاق، وعلى عكس اهتمامه بمواعيده مع هذه “الشلة” والتزامه الشديد بها، وحرصه عليها، كان إهماله لبيته، وأستطيع أن أؤكد انه حول البيت إلى فندق لمجرد النوم وتناول الطعام، وتحولت إلى خادمة، تؤمر فتطيع.
راجعت نفسي وحساباتي بشأن هذا التحول وبحثت عن أسباب هروب الزوج من البيت، ربما أكون مقصرة تجاهه، فلم أجد من ذلك شيئا، وتحدثت معه لعله يخبرني بما لا أعرف، فوجدته يثني على حسن عشرتي وقيامي بواجباتي، لكن ذلك كان قراري فأنا التي “طردته” من البيت ليقابل أصدقاءه. وشعرت كأنه يحملني هذه المسؤولية وقد وجد المبرر مؤكدا انه لا يستطيع أن يعيش بدون هؤلاء ولا يمكنه التخلص من هذه العادات واللقاءات التي يجد فيها المتنفس والراحة، حتى أنني أرى أنها حالة مرضية أو إدمان. بدأت أشعر بغيرة ولا أبالغ إذا قلت إن أصدقاء زوجي أصبحوا “ضرتي” التي تأخذه مني رغم أنفي. ويميل إليها على حساب حياتي كلها ولم أعد أتحمل وفاتحته وناقشته كثيرا، وفي كل مرة يقابلني بثورة، وينتهي الحوار بخروجه غاضبا ويتهمني بأنني أريد أن أسيطر عليه، وأقيد حريته ويحول القضية إلى اتجاهات أخرى. زوجي الآن يسير مثل الآلة، بلا عقل أو تفكير، يرفض الحديث معي في أي شيء، يتهمني بأنني أطارده بلا داع، فلا يرد على اتصالاتي الهاتفية، لأنه يعتبرها لمراقبته ومحاسبته وسؤاله عن مكان تواجده وماذا يفعل، وحتى ابرئ نفسي من هذه الاتهامات توقفت عن الاتصال به إلا في حالات الأهمية القصوى، وأثناء الحمل في الطفل الثاني يصطحبني إلى الطبيبة ويرفض الانتظار ليعيدني إلى البيت وأنا احمل طفلي، بل يتركني ويذهب ليلحق بهؤلاء الذين لا أجد لهم وصفا ولا مسمى. وعندما شعرت بآلام الولادة اتصلت به ليكون بجانبي في المستشفى ويهتم بالطفل الصغير ولم يرد على اتصالاتي المتكررة كعادته فاضطررت للاتصال بأبي وأخي الذي حملني بسيارته إلى المستشفى وتولت أمي رعاية الطفل الأول، وعندما عاد زوجي إلى البيت ولم يجدني اتصل بي على الهاتف ليعرف أين أنا وعندما أخبرته، بما حدث وعاتبته على عدم الرد على اتصالاتي حول الأمر كله اتهام لي ووبخني لأنني لم أرسل له رسالة على الموبايل! وأظهر نفسه بريئا كالحمل الوديع. أستطيع أن أجزم بأنني افتقدت زوجي، وفي نفس الوقت لا أريد أن أفقده ولا أريد أن أتركه، ولا أريد أن أضعه بين خيارين، إما أنا أوهم؟ ولكن السؤال الذي لا أجد له جوابا كيف استرده من هؤلاء الذين اختطفوه وسيطروا عليه بعدما أصبح كالمغيب عن الوعي، لقد أعيتني الحيل. وهدفي الوحيد هو الحفاظ على أسرتي.
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
مواضيع مماثلة
» قصة دورة الأيام ...(29) واقعية ...منقولة
» قصـــــــــــــة واقعيـــــــــــة ....رقم (9)
» قصة واقعية ...أعجبتني ...(4) ..
» قصـــــة واقعية .....رقم (6)
» قصة الهداية ( واقعية)
» قصـــــــــــــة واقعيـــــــــــة ....رقم (9)
» قصة واقعية ...أعجبتني ...(4) ..
» قصـــــة واقعية .....رقم (6)
» قصة الهداية ( واقعية)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى