الجامع الأموي - مسجد بني أمية 86 هـ
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجامع الأموي - مسجد بني أمية 86 هـ
منذ صدر الإسلام واسم دمشق يرتبط بمسجدها الأموي، وهو واحد من المقامات المهمة في العالم الإسلامي. وقد كان هذا المكان أهم معمار رائع في المدينة، ورمزها الأكثر بروزا.
الزيارة لجامع دمشق الكبير، جامع بني أمية، هي زيارة للتاريخ الإسلامي، وللعمارة الإسلامية، فهو أشهر آثار دمشق على الإطلاق وهو الأثر الوحيد المتكامل والباقي من آثار حكم بني أمية في دمشق.
لقد بني على مواقع سابقة مقدسة لفترة طويلة، وهو يمثل تاريخ البشرية, وتداخلت في جدرانه ثلاثة أديان، وثلاث حضارات، وأربع فترات من التاريخ الإنساني. لقد حل المسجد محل كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي قامت بدورها على موقع معبد المشتري الروماني. وقد أقيم في المكان ذاته، ومنذ عهد أسبق، نحو ألف عام قبل الميلاد، معبد لـ"حداد"، إله الرعد عند الآراميين. وقد اتفق المسلمون والمسيحيون بعد الفتح الإسلامي، نحو 635 م، على اقتسام الكنيسة فيما بينهم وأخذوا يؤدون عباداتهم جنبا إلى جنب. وقد أدى المسلمون والمسيحيون العبادة في نفس المكان لسبعين سنة. وفي عام 705، وعندما زاد عدد المصلين المسلمين، قام الخليفة الأموي الوليد بشراء المكان، مقابل بناء أربع كنائس للمسيحيين. وشرع بعدها في بناء المسجد، حيث صرف عدد كبير من الحرفيين، وبضمنهم اليونانيون، والهنود، والإيرانيون، والنصارى السوريون، سنوات طويلة ليجعلوا منه أول مسجد فاخر في العهد الإسلامي.
لقد كلف بناء المسجد عشر سنين من العمل وأحد عشر مليون دينارا حتى أصبح علامة على العظمة السياسية للإسلام ومفخرة أخلاقية. وكان تصور الحرفيين الذين زينوا المسجد أن دمشق هي جنة عدن، ولذا قاموا ببناء جداريات مطعمة بالذهب والأحجار الثمينة والزجاج الملون، وعلى شكل موضوعات تصور أحسن ما يرى في الطبيعة من جمال وما صنعه الإنسان من فن. وهذه الأنهار الواقعية والمتخيلة التي صورت، وكذلك الجسور والقصور الفاخرة تبرز من خلال غابات الأشجار الخضراء على خلفية ذهبية. ويضاف إلى الموزائيك اللماع، الرخام المتعدد الألوان والألواح الذهبية التي تجتمع لتعطي المسجد ذوقا رائعا لتصميم الألون.
وأصبح الطراز الذي استحدثه الوليد مثالا في القرون التي تلت لمعمار المساجد في العالم الإسلامي، خصوصا في شمال أفريقيا وأسبانيا العربية. وأصبحت منائره المربعة الشكل، والتي يقال إنها مأخوذة من الكنائس المسيحية السابقة عليه، علامة مميزة للمساجد الإسلامية. وما يزال هذا النوع من المنائر، حتى اليوم، موجودا في شمال وغرب أفريقيا.
ويعتقد بعض المؤرخين أن المنارة التي استحدثها الوليد قد استعملت من قبل الأوروبيين في الكنائس المسيحية وأصبحت بعد ذلك الأبراج الكنسية المربعة الشكل التي ترى في بلاد الغرب. وأما في شرق العالم الإسلامي، وبعد انقراض السلالة الأموية، فقد تغير طراز المساجد، خصوصا في الفترة العثمانية. ولكن، على أية حال، استمر المسجد الأموي في الحفاظ على طابعه المميز، خصوصا منارته المربعة وشكله الأصلي
وقد دمرت النيران معظم المسجد في عام 1069 م، كما أن التتار أجهزوا عليه في عام 1260م. وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، قام تيمورلنك بحرق داخل المسجد كاملا، وأخيرا في عام 1893، في الفترة العثمانية، أكلت النيران المسجد برمته. وفي كل مرة يدمر فيها المسجد كان يعاد بناؤه وفق المخطط الأصلي على قدر المستطاع.
وعند الدخول إلى باحة المسجد الواسعة، متخلصا من ضوضاء السوق، يبدو وكأنك تدخل عالما آخر. وفي الداخل، واحة من البرودة والهدوء والصمت. ويحس الناس في ساحاته الرخامية الكبيرة أنهم قد تركوا مشاغلهم ومتاعبهم في الباب. والإحساس الطاغي بالهدوء في ساحاته الكبيرة الهادئة تجربة تهزك من الأعماق.
وفي طرف منه، بالقرب من المدخل الرئيسي، هناك مبنى رائع في الرحبة، وعليه قبة صغيرة مسنودة على أعمدة كورنيثية نحيفة، مع جدران موزائيكية مزخرفة. وهذا البناء الصغير الذي يعتبر واحدا من أفضل أمثلة الفنون الإسلامية، كان في يوم ما خزانة الدولة الأموية أو بيت المال
وأما الجوانب الثلاث للساحة الرئيسية، أو الصحن، فهناك أروقة مكونة من أعمدة تتخللها جدران وتعلوها أقواس رومانية على شكل حدوة الحصان. وقد طعمت أجزاء منها بالموزائيك، وهي بقايا عهد كانت فيه جميع هذه الممرات مطعمة بالذهب. والجانب الرابع يمتد أمام الحرم، وجانب منه من الرخام الذي تعلوه جداريات جميلة، وهي تمثل أرابيسك من الموزائيك المطلي الرائع.
تبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م أما مساحة الصحن فهي 22.5×60م وينفتح في الصحن ثلاثة أبواب، باب البريد من الغرب وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب وينفتح من الحرم.
أما الصحن فإنه محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات.
وتنهض الأروقة على صفٍ من القناطر المتراكبة، قنطرتان صغيرتان فوق كل قنطرة كبيرة، وتحملها سواري مربعة ضخمة وأعمدة، عمودان بين كل ساريتين في الجانبين ويبلغ عددها مجتمعة 47 سارية وعموداً. وهي تشكل واجهات الأروقة وواجهة الحرم المؤلفة من جبهة ثلاثية ذات نافذة مفتوحة على طرفيها نافذتان دائريتان، وتحت الجبهة واجهة مربعة في وسطها قوس كبير ضمنه ثلاث نوافذ، وترتكز هذه الواجهة على ثلاث قناطر محمولة على عمودين في الوسط، وركنين في الجانبين وتدعم هذه الواجهة من الطرفين دعامتان مربعتان ضخمتان. وعلى طرفي هذه الواجهة تمتد القناطر المتراكبة تسع قناطر إلى اليمين ومثلها إلى اليسار شرقاً.ومن الرواق تنفتح على الصحن 24قنطرة ومن الرواقين الشرقي والجنوبي تسع قناطر
أما حرم المسجد فهو مؤلف من قناطر متشابهة عددها 24قنطرة تمتد عرضانياً موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب. ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف سنمي في وسطه تنهض قبة النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح فيها 16نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع 45م وهي بقطر 16مترا.
وفي حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده نوافذ ذات زجاج ملون. عددها 44نافذة مع ستة نوافذ في الوسط.
ويقوم إلى جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية.
ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، ومازالت أقسام كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال على الرغم من النكبات الكثيرة التي أصابت المسجد
ولقد وصف ابن عساكر موضوع فسيفساء الجدار الجنوبي على شكل كرمة ذهبية.
وكانت الأروقة وعضاداتها وقناطرها مكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون، ومازالت أقسام كثيرة باقية في واجهة الحرم وفي الأروقة، ولقد أعيد بعض ما سقط منها، وخاصة قبة الخزنة، التي استعادت زخرفتها الفسيفسائية مؤخراً، وهذه القبة هي غرفة مثمنة تعلوها قبة محمولة على ثمانية أعمدة، كانت تحفظ فيها أموال المسلمين، ثم أصبحت لحفظ المخطوطات الثمينة. ولقد أنشئت هذه القبة في العصر العباسي 780م. وثمة قبة أخرى هي قبة زين العابدين أو الساعات مازالت قائمة، ولقد أعيد مؤخراً 1995 بناء قبة الوضوء العثمانية 1769م التي كانت في منتصف صحن الجامع تحمي بركة ماء للوضوء.
ويبدو الجامع مهيمناً على مدينة دمشق القديمة بهامته المتجلية بقبة النسر، وبمآذنه الثلاثة التي أقيمت في وقت لاحق فوق الصوامع الأموية التي كانت مجرد بدن دون منارة عليه، كما هو الأمر في الصوامع المغربية. والمئذنة الشمالية هي الأقدم ولقد أضيف إليها منارة في عصر صلاح الدين، ثم في عصر العثمانيين وفوق الصوامع أنشئت المئذنة الشرقية في عصر الأيوبيين ثم العثمانيين، والمئذنة الغربية أنشأها السلطان قايتباي.
وحرم الصلاة طوله 135م وعرضه 37م، وهو قلب المسجد النابض، تعلوه قبة مدهشة تهيمن على ساحة المسجد. وهو عبارة عن غرفة لها ثلاثة ممرات وطبقتان من الأقواس التي تعتمد على أعمدة كورنيثية، وتقف على قاعدة. وفي جانب منها، هناك ثلاثة محاريب جميلة ومنبر رائع، وفي الجانب المقابل ضريح النبي يحيى عليه السلام ويحتوي الضريح الذي تقف فوقه قبة على رأس النبي يحيى عليه السلام والضريح يمثل أهم نقطة في المسجد بكامله. وهو يمثل رائعة من روائع الفن الإسلامي، ومقدس لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء، وقد كان مزارا منذ الأيام الأولى للإسلام.
وحرم الصلاة، والمحراب، والمنبر، والأقواس، والأعمدة والسجاد الفاخر الذي يسجد عليه المصلون، تتحد في انسجام وتخلق عالما من الطمأنينة. والوقع العاطفي الذي تضفيه الموجودات المحيطة بالمكان تخلق جوا يخدم أهداف العبادة والاتصال بالقوة الروحية
والمسجد مفتوح لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وهو مكان للعبادة وكذلك للراحة وللقاء. ويمكن لغير المسلمين زيارة بعض أو جميع أنحاء المسجد، ما عدى حرم الصلاة في يوم الجمعة, وينزع الجميع أحذيتهم، وتعطى النساء عباءات.
ولا يوجد شك في أن تجربة زيارة المسجد عند المسلمين وغيرهم أمر لا ينسى، فهو ينقل، كعادته، إلى ملايين الزوار عبر العصور، عظمة الإسلام ورسالته الخالدة.
الزيارة لجامع دمشق الكبير، جامع بني أمية، هي زيارة للتاريخ الإسلامي، وللعمارة الإسلامية، فهو أشهر آثار دمشق على الإطلاق وهو الأثر الوحيد المتكامل والباقي من آثار حكم بني أمية في دمشق.
لقد بني على مواقع سابقة مقدسة لفترة طويلة، وهو يمثل تاريخ البشرية, وتداخلت في جدرانه ثلاثة أديان، وثلاث حضارات، وأربع فترات من التاريخ الإنساني. لقد حل المسجد محل كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي قامت بدورها على موقع معبد المشتري الروماني. وقد أقيم في المكان ذاته، ومنذ عهد أسبق، نحو ألف عام قبل الميلاد، معبد لـ"حداد"، إله الرعد عند الآراميين. وقد اتفق المسلمون والمسيحيون بعد الفتح الإسلامي، نحو 635 م، على اقتسام الكنيسة فيما بينهم وأخذوا يؤدون عباداتهم جنبا إلى جنب. وقد أدى المسلمون والمسيحيون العبادة في نفس المكان لسبعين سنة. وفي عام 705، وعندما زاد عدد المصلين المسلمين، قام الخليفة الأموي الوليد بشراء المكان، مقابل بناء أربع كنائس للمسيحيين. وشرع بعدها في بناء المسجد، حيث صرف عدد كبير من الحرفيين، وبضمنهم اليونانيون، والهنود، والإيرانيون، والنصارى السوريون، سنوات طويلة ليجعلوا منه أول مسجد فاخر في العهد الإسلامي.
لقد كلف بناء المسجد عشر سنين من العمل وأحد عشر مليون دينارا حتى أصبح علامة على العظمة السياسية للإسلام ومفخرة أخلاقية. وكان تصور الحرفيين الذين زينوا المسجد أن دمشق هي جنة عدن، ولذا قاموا ببناء جداريات مطعمة بالذهب والأحجار الثمينة والزجاج الملون، وعلى شكل موضوعات تصور أحسن ما يرى في الطبيعة من جمال وما صنعه الإنسان من فن. وهذه الأنهار الواقعية والمتخيلة التي صورت، وكذلك الجسور والقصور الفاخرة تبرز من خلال غابات الأشجار الخضراء على خلفية ذهبية. ويضاف إلى الموزائيك اللماع، الرخام المتعدد الألوان والألواح الذهبية التي تجتمع لتعطي المسجد ذوقا رائعا لتصميم الألون.
وأصبح الطراز الذي استحدثه الوليد مثالا في القرون التي تلت لمعمار المساجد في العالم الإسلامي، خصوصا في شمال أفريقيا وأسبانيا العربية. وأصبحت منائره المربعة الشكل، والتي يقال إنها مأخوذة من الكنائس المسيحية السابقة عليه، علامة مميزة للمساجد الإسلامية. وما يزال هذا النوع من المنائر، حتى اليوم، موجودا في شمال وغرب أفريقيا.
ويعتقد بعض المؤرخين أن المنارة التي استحدثها الوليد قد استعملت من قبل الأوروبيين في الكنائس المسيحية وأصبحت بعد ذلك الأبراج الكنسية المربعة الشكل التي ترى في بلاد الغرب. وأما في شرق العالم الإسلامي، وبعد انقراض السلالة الأموية، فقد تغير طراز المساجد، خصوصا في الفترة العثمانية. ولكن، على أية حال، استمر المسجد الأموي في الحفاظ على طابعه المميز، خصوصا منارته المربعة وشكله الأصلي
وقد دمرت النيران معظم المسجد في عام 1069 م، كما أن التتار أجهزوا عليه في عام 1260م. وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، قام تيمورلنك بحرق داخل المسجد كاملا، وأخيرا في عام 1893، في الفترة العثمانية، أكلت النيران المسجد برمته. وفي كل مرة يدمر فيها المسجد كان يعاد بناؤه وفق المخطط الأصلي على قدر المستطاع.
وعند الدخول إلى باحة المسجد الواسعة، متخلصا من ضوضاء السوق، يبدو وكأنك تدخل عالما آخر. وفي الداخل، واحة من البرودة والهدوء والصمت. ويحس الناس في ساحاته الرخامية الكبيرة أنهم قد تركوا مشاغلهم ومتاعبهم في الباب. والإحساس الطاغي بالهدوء في ساحاته الكبيرة الهادئة تجربة تهزك من الأعماق.
وفي طرف منه، بالقرب من المدخل الرئيسي، هناك مبنى رائع في الرحبة، وعليه قبة صغيرة مسنودة على أعمدة كورنيثية نحيفة، مع جدران موزائيكية مزخرفة. وهذا البناء الصغير الذي يعتبر واحدا من أفضل أمثلة الفنون الإسلامية، كان في يوم ما خزانة الدولة الأموية أو بيت المال
وأما الجوانب الثلاث للساحة الرئيسية، أو الصحن، فهناك أروقة مكونة من أعمدة تتخللها جدران وتعلوها أقواس رومانية على شكل حدوة الحصان. وقد طعمت أجزاء منها بالموزائيك، وهي بقايا عهد كانت فيه جميع هذه الممرات مطعمة بالذهب. والجانب الرابع يمتد أمام الحرم، وجانب منه من الرخام الذي تعلوه جداريات جميلة، وهي تمثل أرابيسك من الموزائيك المطلي الرائع.
تبلغ مساحة المسجد كله 157×97م وتبلغ مساحة الحرم 136×37م أما مساحة الصحن فهي 22.5×60م وينفتح في الصحن ثلاثة أبواب، باب البريد من الغرب وباب جيرون من الشرق وباب الكلاسة من الشمال. وباب الزيادة من الجنوب وينفتح من الحرم.
أما الصحن فإنه محاط من جوانبه الثلاثة بأروقة شامخة ارتفاعها 15.35م، ومن الجنوب تنفتح أبواب الحرم التي أصبحت مغلقة بأبواب خشبية تعلوها قمريات زجاجية ملونة مع كتابات.
وتنهض الأروقة على صفٍ من القناطر المتراكبة، قنطرتان صغيرتان فوق كل قنطرة كبيرة، وتحملها سواري مربعة ضخمة وأعمدة، عمودان بين كل ساريتين في الجانبين ويبلغ عددها مجتمعة 47 سارية وعموداً. وهي تشكل واجهات الأروقة وواجهة الحرم المؤلفة من جبهة ثلاثية ذات نافذة مفتوحة على طرفيها نافذتان دائريتان، وتحت الجبهة واجهة مربعة في وسطها قوس كبير ضمنه ثلاث نوافذ، وترتكز هذه الواجهة على ثلاث قناطر محمولة على عمودين في الوسط، وركنين في الجانبين وتدعم هذه الواجهة من الطرفين دعامتان مربعتان ضخمتان. وعلى طرفي هذه الواجهة تمتد القناطر المتراكبة تسع قناطر إلى اليمين ومثلها إلى اليسار شرقاً.ومن الرواق تنفتح على الصحن 24قنطرة ومن الرواقين الشرقي والجنوبي تسع قناطر
أما حرم المسجد فهو مؤلف من قناطر متشابهة عددها 24قنطرة تمتد عرضانياً موازية للجدار القبلي، يقطعها في الوسط جناح متوسط يمتد من باب الجبهة الرئيسي وحتى المحراب. ويغطي هذا الجناح المتوسط سقف سنمي في وسطه تنهض قبة النسر المؤلفة من قبة نصف كروية من الخشب المصفّح، ومن قبة ثمانية تنفتح فيها 16نافذة، وترتفع القبة عن أرض الجامع 45م وهي بقطر 16مترا.
وفي حرم الجامع أربعة محاريب، المحراب الأصلي في منتصف الجدار القبلي. وهذه المحاريب مخصصة للمذاهب الأربعة. وفي أعلى جدار القبلة، تنفتح على امتداده نوافذ ذات زجاج ملون. عددها 44نافذة مع ستة نوافذ في الوسط.
ويقوم إلى جانب المحراب الكبير منبر حجري رائع. إن جميع الزخارف الرخامية المنقوشة في المحراب والمنبر وفي المحاريب الأخرى هي آيات فنية، صنعها المبدعون الدمشقيون الذين نقلوا فنونهم إلى أنحاء كثيرة من البلاد العربية والإسلامية.
ولقد زينت جدران الحرم بالفسيفساء والرخام، ومازالت أقسام كثيرة من الفسيفساء الأموي قائمة في الحرم من الشمال على الرغم من النكبات الكثيرة التي أصابت المسجد
ولقد وصف ابن عساكر موضوع فسيفساء الجدار الجنوبي على شكل كرمة ذهبية.
وكانت الأروقة وعضاداتها وقناطرها مكسوة كلها بالفسيفساء الزجاجي الملون، ومازالت أقسام كثيرة باقية في واجهة الحرم وفي الأروقة، ولقد أعيد بعض ما سقط منها، وخاصة قبة الخزنة، التي استعادت زخرفتها الفسيفسائية مؤخراً، وهذه القبة هي غرفة مثمنة تعلوها قبة محمولة على ثمانية أعمدة، كانت تحفظ فيها أموال المسلمين، ثم أصبحت لحفظ المخطوطات الثمينة. ولقد أنشئت هذه القبة في العصر العباسي 780م. وثمة قبة أخرى هي قبة زين العابدين أو الساعات مازالت قائمة، ولقد أعيد مؤخراً 1995 بناء قبة الوضوء العثمانية 1769م التي كانت في منتصف صحن الجامع تحمي بركة ماء للوضوء.
ويبدو الجامع مهيمناً على مدينة دمشق القديمة بهامته المتجلية بقبة النسر، وبمآذنه الثلاثة التي أقيمت في وقت لاحق فوق الصوامع الأموية التي كانت مجرد بدن دون منارة عليه، كما هو الأمر في الصوامع المغربية. والمئذنة الشمالية هي الأقدم ولقد أضيف إليها منارة في عصر صلاح الدين، ثم في عصر العثمانيين وفوق الصوامع أنشئت المئذنة الشرقية في عصر الأيوبيين ثم العثمانيين، والمئذنة الغربية أنشأها السلطان قايتباي.
وحرم الصلاة طوله 135م وعرضه 37م، وهو قلب المسجد النابض، تعلوه قبة مدهشة تهيمن على ساحة المسجد. وهو عبارة عن غرفة لها ثلاثة ممرات وطبقتان من الأقواس التي تعتمد على أعمدة كورنيثية، وتقف على قاعدة. وفي جانب منها، هناك ثلاثة محاريب جميلة ومنبر رائع، وفي الجانب المقابل ضريح النبي يحيى عليه السلام ويحتوي الضريح الذي تقف فوقه قبة على رأس النبي يحيى عليه السلام والضريح يمثل أهم نقطة في المسجد بكامله. وهو يمثل رائعة من روائع الفن الإسلامي، ومقدس لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء، وقد كان مزارا منذ الأيام الأولى للإسلام.
وحرم الصلاة، والمحراب، والمنبر، والأقواس، والأعمدة والسجاد الفاخر الذي يسجد عليه المصلون، تتحد في انسجام وتخلق عالما من الطمأنينة. والوقع العاطفي الذي تضفيه الموجودات المحيطة بالمكان تخلق جوا يخدم أهداف العبادة والاتصال بالقوة الروحية
والمسجد مفتوح لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وهو مكان للعبادة وكذلك للراحة وللقاء. ويمكن لغير المسلمين زيارة بعض أو جميع أنحاء المسجد، ما عدى حرم الصلاة في يوم الجمعة, وينزع الجميع أحذيتهم، وتعطى النساء عباءات.
ولا يوجد شك في أن تجربة زيارة المسجد عند المسلمين وغيرهم أمر لا ينسى، فهو ينقل، كعادته، إلى ملايين الزوار عبر العصور، عظمة الإسلام ورسالته الخالدة.
واليكم صورة ثلاثية الابعاد للمسجد الاموي عبر هذا الرابط:
الجامع الأموي - جولة إفتراضية ثلاثية الأبعاد
الامين الخوجلابي- نشط مميز
رد: الجامع الأموي - مسجد بني أمية 86 هـ
بارك الله فيك اخى الخوجلابى
وحقيقه انت
مكسب للمنتدى
وجزاك الله الف خير
تحياتى
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
مواضيع مماثلة
» حكم وامثال تستحق القرائة
» مسجد بمدينة جدة ....تعال نشووووف ...
» أشج بنى أمية .... الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز
» الجديد شديد ..... زود معلوماااتك .... كن مثقفاً ....
» فرش وتكييف مسجد أبوجبيهة
» مسجد بمدينة جدة ....تعال نشووووف ...
» أشج بنى أمية .... الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز
» الجديد شديد ..... زود معلوماااتك .... كن مثقفاً ....
» فرش وتكييف مسجد أبوجبيهة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى