من عيون الشعر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من عيون الشعر
إذا أرخى الليل سدوله بأنواع الهموم، وطال السرى، وأبطأ الفجر، وتراكبت أطباق البلاء، طبقاً على طبق، واستيأس الواثقون، وبلغت القلوب حناجرها، وزلزلت النفس زلزالها، حتى أخرجت أثقالها، وحدثت أخبارها.. وهاجمتك جيوش الحَزَن فأطبقت عليك أو كادت، فاقرأ ما شئت سورة الأنبياء؛ وكن مع إبراهيم الذي وفى، وأيوب الذي مسه الضر، أو يونس الذي نادى في الظلمات: (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، وإن زينت لك (الدنية) الفزع أو الجزع، أو إظهار الشكوى، أو الركون إلى الضعف، فترنم ما شئت مع صاحب الراحلة الكريمة، إبراهيم بن كنيف النبهاني، إكراماً لراحلتك...
ولكن رحلناهـا نفوساً كريمة
تَعَـزَّ فـإن الصبرَ بالحرِّ أجمـلُ وليس على ريب الزَّمان مُعَـوَّلُ (1)
فلو كان يُغْني أن يُرى المرءُ جازِعاً لحادثةٍ أو كـان يغـني التَّذَلُّلُ (2)
لكان التَّعـزي عند كل مصيبةٍ ونائبة بالحـرِّ أَوْلـى وأجـملُ (3)
فكيف وكل ليس يعدو حِمامهُ وما لامرئ عما قضى الله مَزْحَلُ (4)
فإن تكن الأيـامُ فينا تَبـَدَّلَتْ بِـبُؤْسى ونُعْمى والحوادثُ تَفعلُ (5)
فما ليَّـنَت منَّـا قناةً صليبةً ولا ذلَّلـتْنا للتي ليـس تجْمُلُ (6)
ولكن رحلناها نفوساً كريـمةً تُحمَّـلُ ما لا يُستطاعُ فتحملُ (7)
وقَيْنا بحسن الصبر منا نُفوسَنا فَصَحّتْ لنا الأعراضُ والناسُ هُزَّل (
________________________________________
(1) تعز: أي تصبر وتجمل. والريب: صرف الدهر. وقوله معول: أي تعويل. يقول تصبر فإن الصبر بالرجل الكريم أحسن من التخشع فيما لا يحسن الخضوع فيه، ثم سلاه بقوله وليس على ريب الزمان معول، أي أن الزمان متقلب متغير لا يبقى على حالة.
(2) يغني: ينفع. والجزع: محركا نقيض الصبر. والتذلل: الخضوع والخشوع.
(3) التعزي: التصبر. يقول لو كان في الجزع منفعة لما كان يحسن، وكان الصبر أحسن منه، فكيف وليس فيه منفعة، ويوضحه البيت الذي بعده.
(4) يعدو: يتجاوز. والمزحل: المبعد، من زحل عن مكانه إذا تباعد عنه، أي لا يتجاوز أحد ما قدره الله عليه، وليس له عنه مبعد.
(5) البؤسى: اسم للبؤس وشدة الحاجة. والتبدل: الاختلاف. والنعمى: ضد البؤسى. والحوادث تفعل: اعتراض أي تأتي باللين والصعوبة.
(6) العرب تضرب المثل بالقناة فيقولون: قناة بني فلان صلبة، أي هم أعزاء أشداء، وقناة بني فلان خوارة أي هم ضعاف.
(7) رحلناها قيل معناه: رحلنا لها، فالضمير للحوادث، كقولهم: كلتك وكلت لك، أي رحلنا لها نفوسنا الكريمة، وحملنا هذه النفوس ما لا تطيق من أثقال الدهر فحملته.
( وقينا بحسن الصبر: معناه أننا بحسن صبرنا صحت لنا الأعراض، وأعراض الناس هزلة لقلة صبرهم على الشدائد التي نحن نصبر عليها.
ولكن رحلناهـا نفوساً كريمة
تَعَـزَّ فـإن الصبرَ بالحرِّ أجمـلُ وليس على ريب الزَّمان مُعَـوَّلُ (1)
فلو كان يُغْني أن يُرى المرءُ جازِعاً لحادثةٍ أو كـان يغـني التَّذَلُّلُ (2)
لكان التَّعـزي عند كل مصيبةٍ ونائبة بالحـرِّ أَوْلـى وأجـملُ (3)
فكيف وكل ليس يعدو حِمامهُ وما لامرئ عما قضى الله مَزْحَلُ (4)
فإن تكن الأيـامُ فينا تَبـَدَّلَتْ بِـبُؤْسى ونُعْمى والحوادثُ تَفعلُ (5)
فما ليَّـنَت منَّـا قناةً صليبةً ولا ذلَّلـتْنا للتي ليـس تجْمُلُ (6)
ولكن رحلناها نفوساً كريـمةً تُحمَّـلُ ما لا يُستطاعُ فتحملُ (7)
وقَيْنا بحسن الصبر منا نُفوسَنا فَصَحّتْ لنا الأعراضُ والناسُ هُزَّل (
________________________________________
(1) تعز: أي تصبر وتجمل. والريب: صرف الدهر. وقوله معول: أي تعويل. يقول تصبر فإن الصبر بالرجل الكريم أحسن من التخشع فيما لا يحسن الخضوع فيه، ثم سلاه بقوله وليس على ريب الزمان معول، أي أن الزمان متقلب متغير لا يبقى على حالة.
(2) يغني: ينفع. والجزع: محركا نقيض الصبر. والتذلل: الخضوع والخشوع.
(3) التعزي: التصبر. يقول لو كان في الجزع منفعة لما كان يحسن، وكان الصبر أحسن منه، فكيف وليس فيه منفعة، ويوضحه البيت الذي بعده.
(4) يعدو: يتجاوز. والمزحل: المبعد، من زحل عن مكانه إذا تباعد عنه، أي لا يتجاوز أحد ما قدره الله عليه، وليس له عنه مبعد.
(5) البؤسى: اسم للبؤس وشدة الحاجة. والتبدل: الاختلاف. والنعمى: ضد البؤسى. والحوادث تفعل: اعتراض أي تأتي باللين والصعوبة.
(6) العرب تضرب المثل بالقناة فيقولون: قناة بني فلان صلبة، أي هم أعزاء أشداء، وقناة بني فلان خوارة أي هم ضعاف.
(7) رحلناها قيل معناه: رحلنا لها، فالضمير للحوادث، كقولهم: كلتك وكلت لك، أي رحلنا لها نفوسنا الكريمة، وحملنا هذه النفوس ما لا تطيق من أثقال الدهر فحملته.
( وقينا بحسن الصبر: معناه أننا بحسن صبرنا صحت لنا الأعراض، وأعراض الناس هزلة لقلة صبرهم على الشدائد التي نحن نصبر عليها.
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: من عيون الشعر
شكرا استاذنا الجليل
كلام بديع و لا نملك الا ان نقول بالفعل من عيون الشعر العربى يا فضل
و ليل كموج البحر ارخى سدوله على ليبتلى
تزكرت يا فضل قصة شهيرة فى الفترة الاخيرة بعد ان ظهر الدهب على سطح الارض بالسودان
قال احد العلماء السودانيين انها من علامات الساعة لان الارض قد اخرجت اثقالها و يعنى بالطبع الدهب
شكرا يا كبيرنا
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: من عيون الشعر
الاديب فضل
انت دائما رائع وبديع
ربنا يعطيك الصحة والعافية ويحفظك لاولادك
ما اروعك عندما تتحفنا من عيون الشعر
عوض منصور يغريك كثير السلام
الف تحية
انت دائما رائع وبديع
ربنا يعطيك الصحة والعافية ويحفظك لاولادك
ما اروعك عندما تتحفنا من عيون الشعر
عوض منصور يغريك كثير السلام
الف تحية
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: من عيون الشعر
استاذنا الفضل ....سبحان الله ... الأستاذ أحمد الرثيــع ... معلم اللغة العربية ,,وأديب من أهل القصيم ومراسل لجريدة "الرياض " ...كان يردد الأبيات.....
مُصِيبَــــــــــــــةٍ ........ونَائِبَــــــــــــــــةٍ بِالحُرِّ أوْلَى وَأجْمَلُ
فَكَيْفَ وكلٌّ لَيْسَ يَعْدُ وحِمَامَــــــــــــهُ........ وَمَا لاِمْرئٍ عَمّــــــا قَضَى اللهُ مَزْحَلُ
فإن تكن الأيام فينـــــا تبدلت ............... ببؤسى ونعمى والحوادث تفعل
يرددها الرثيع عندما نتأخر في طباعة ورقة أو خطاب أو تعميم ..اتصلت علية اليوم بعد أن قرأت القصيدة في البوست ... سمى لي الموقع الذي سأجد فيه الشاعر و المناسبة... فقلت له استاذ احمد هذه صدفة .... فقال لاتقل صدفة...بل قل (صادف أن رأيت الأبيات ، أورأيتُ الأبيات مصادفة...وأطال الحديث حول الأخطاء الشائعة ....سأفتح لها بوست خاص إن شاء الله )........
المهم هنــا أن هذه الأبيات للشاعر
إبراهيم بن كنيف النَبهانيِّ
من شعراءِ الحماسة ، من قصيدة عظيمة، ولهذه القصيدة قصّة مفيدة طريفة :
روى أن رجلاً من طلبة العلم وعشاق الأدب قصد البادية طلباً لنديد الشعر وجميله ، فنَزل على رجل من أهل القصيم واسعِ الرحلِ كريمِ الَمحَلِّ وطال ثُواؤهُ دون أن يحصل على مبتغاه ، فاستأذن مضيفَه في العودة إلى أهله ، وأبى الرجل إلاّ أن يحمله ، وبين هُما في الطريق لقيا شيخاً يترنّمُ بشعرٍ ، فألقى له الرجلُ كيساً من دراهم ثم قال: أنشدنا رحمَكَ اللهُ وتَصدَّقْ على هذا الغريب بأبياتٍ يَعيهِنَّ عنك ، ويذكُرُك بهِنَّ ، فأنشد الشيخ : تَعَزَّ فإن الصبر بالحر أجمل ......إلخ ...قال طالب العلم : فقمت والله وقد أُنسيت أهلي ، وهان عليَّ طولُ الغربة وشَظَفُ العيش سروراً بما سمعت ، ثم قال لي الشيخُ: يا بُنيَّ مَن لم تكن استفادةُ الأدبِ أحبَّ إليه من الأهل والمال لم يَنْجُبْ .
فانظر رحمك الله كيف كان ينظر أولئــك إلى العلم والأدب ، وكم تحمّلوا في سبيل ذلك ، ولذلك فقد بنوا للإنسانية صرح حضارة عظيمة ، وهذا نَصُّ القصيدة
التي منها بيت الشاهد:
تَعَزَّ فإِنَّ الصَّبرَ بِالحُرِّ أجْمَـــــــــــــــــلُ ........وَليْسَ عَلَى رِيَـــــــبِ الزَّمَــــانِ مُعَوَّلُ
فَلوْ كانَ يُغْنِي أنْ يُرَى الْمرْءُ جَازِعًا........ لِحَــــــــادِثــــةٍ أوْ كان يُغْني التَّذَلُّلُ
لكَانَ التَّعَزِّي عِنْدَ كلِّ مُصِيبَــــــــــــــةٍ ........ونَائِبَــــــــــــــــةٍ بِالحُرِّ أوْلَى وَأجْمَلُ
فَكَيْفَ وكلٌّ لَيْسَ يَعْدُ وحِمَامَــــــــــــهُ........ وَمَا لاِمْرئٍ عَمّــــــا قَضَى اللهُ مَزْحَلُ
فإنَّ تَكُنِ الأيَّـــــامُ فِينَــــــــا تَبَدَّلَتْ ........ بِبُؤْسَى وَنُعْمَى وَالْحَــــــــوَادِثُ تَفْعـلُ
فَما ليَّنَتْ مِنَّا قَناةً صَليبَــــــــــــــــــةً ........ وَلا ذَلَّلتْنـــــــــا لِلتي لَيْسَ تَجْمُــــــــلُ
وَلكِنْ رَحَلْناهَا نُفُوساً كَرِيمَــــــــــــةً ........ تُحَمَّلُ مـــــــــالاَ يُستَطاعُ فتَحْمِـــــــلُ
وَقَيْنا بِحُسْنِ الصبرِ مِنّا نُفُوسَنَـــــا.........فَصَحَّتْ لنا الأعرَاضُ والناَّسُ هُزَّلُ
****************---****************
لك التحيــة ...
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
مواضيع مماثلة
» من عيون الشعر الأندلسي
» مطارحه شعريه
» عيون الصيد
» المراة المثالية في عيون الرجال
» روضة الحاج في عيون الناس
» مطارحه شعريه
» عيون الصيد
» المراة المثالية في عيون الرجال
» روضة الحاج في عيون الناس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى