المؤتمر الوطني: هل من منافس

عقدين من الزمان هي الفترة التي حكمهاالبشير بعد انقلابه الشهير .
والفبركة التي اخرجها الترابي حين اتى بالبشير للقصر وذهب هو للسجن أنطلقت على الشعب السوداني،وأغلب الأحزاب العريقة.(عدا الحزب الشيوعي العدو اللدود للترابي وأنصاره) في ذلك الوقت.
ثم يخرج الترابي من السجن ويتقلد أمور السلطة في البلاد وفق برنامج بدأ صياغته منذ ستينيات القرن المنصرم.
والترابي نفسه يبدأ في تجريد البشير من أقرانه رفقاء السلاح الذين قادوا معه الانقلاب ( رغم أن أغلبهم كانو كومبارس ).
ويبدأ الترابي في فرض سيطرته على المستويين التنفيذي والتشريعي _ وكان للبلاد رئيسين .
بل زادت ثقته في نفسه وسعي لإطلاق مشروعه الجضاري للعالم أجمع.
ورغم الخلفية الدينية التي استند عليها الترابي في تدبير الانقلاب (الحركة الاسلامية).فالترابي نفسه انقلب على التنظيم الديني الذي انتمى له ( الأخوان المسلمين ) وترك جماعة صادق عبد الماجد والحبر يوسف ( الأقرب للسلفية) ليؤسس حركته الاسلامية( التجديدية)
تنظم الاخوان المسلمين العالمي نفسه ظل متمسكا بالترابي رغم انشقاقة وذلك للكسب السياسي الذي حققه
وامتداد سطوة الترابي (المَلَكِي ) على المؤسسة (العسكرية) استفذت المشاعر العسكرية لعدة قادة كبار في الجيش والشرطة والأمن.
وتحت البشير تململت قيادات أخري رأت الترابي مقيدا لطموحهم السياسي والسلطوي
.ثم ان محاولة الترابي لتقريب ابناء أحد أقاليم السودان (المهمشة) واشراكها في الحراك السياسي. دق ناقوس الحطر لبعض السياسين الذين يرون مسألة السيادة الرئاسية خط احمر.
والترابي نفسة صار يخيف العالم بطموحه اللامحدود خاصة وأنه يتمتع بمؤهلات تجعله قادرا على تحقيقها فاكتسب عداوة العالم الخارجي وصار محاصرا بجيرانه.
هذه العوامل وعوامل أخري دفعت جناح يتمتع بمقدرة عالية وطموح كبير للإطاحة بالترابي ومشروعه الحضاري الكبير.
وجاءت مذكرة العشرة وتداعياتها لتطيح بآمال الترابي (وابنائه من الاقليم الهمش). ولتظهر على السطح السياسي جماعة أخري، لتنشق الحركة الاسلامية لحزبين وطني وشعبي . ويضيع في الوسط كمية مقدرة من الكوادر في حالة توهان . وينضم آخرون للسلطة تاركين (قلبهم مع الشيخ وسيفهم مع الريس)
وبانشقاق الحزبين تخلى كلاهما عن المنظور الاسلامي الحصري (المشروع الحضاري) فصار الوطني وعاء جامعا والشعبي مؤتمرا.
وتكون المؤتمر الوطني بقيادة جماعية بعد أن تخلصوا من سطوة الرجل الواحد. وبرزت في السماء نجوم سياسية أخري لم تكن لتظهر في حالة وجود الترابي.
وكعادة الاحزاب في كل الدنيا لابد ان تكون لها مرتكزات فكرية أو عقدية .بنى المؤتمر الوطني أساسة على على مرجعية دينية(الحركة الاسلامية) التي أُخرج منها الترابي ورفاقة.وهنا يشذ الوطني عن بقية الاحزاب فالأمة أنصار والاتحادي ختمية والشيوعي يساري علماني ولا أقول (إلحادي)
وبدأ الوطني (الوليد) ممارسة السياسات التي صاغها الترابي في تمكين الحزب وكانت أول خطة تطبيق مبدأ فرق تسد على الأحزاب المنافسة له ذات الثقل الجماهيري والإرث الوطني والسند الشعبي.
وساعد انتاج البترول الحزب الحاكم في ايجاد الميزانية اللازمة لبرامجهةواستقطاب عضوية نفعية تساهم في انشقاق الاحزاب المنافسة.
استطاع الوطني وبما يملكة من سلطة ومال تفتيت وتفكييك الاحزاب التقليدية الكبيرة لعدة أحزاب وجعل الصراع الداخلي بينها أكبر من هم التنافس مع الوطني.
ولكن اقصاء الوطني لقيادات الشعبي بعد الانقلاب الأبيض على الترابي ساعد في اشعال شرارة الحرب في أقليم دارفور(أكبر أقاليم السودان)وتولدت حرب في وتيرة متسارعة ماذالت مستمرة حتى الآن.
ورغم اشتعال آتون الحرب في دارفور، وتململ الحركات في الشرق استطاع الوطني من توقيع وثيقة شراكة بينه والحركة الشعبية عبر اتفاق نيفاشا(المثير للجدل)
وخلال عقدين استطاع ان يكون الحزب الوطني هو الدولةبكافة اجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية والتمثيل الشعبي. حيث تغلغل في مفاصل الدولة وشراينها وأردتها. وذلك بتفضل الولاء على الكفاءة ،والإنتماء للحزب على الانتماء للوطن. واقصاء الآخر عبر سياسة الصالح العام لصالح التمكين (الخاص)بالحزب.
ولكن والحق يقال استطاعت قيادات المؤتمر الوطني من جعل الحزب حزباً منظما وملتزما تجاه برامجه واهدافه(مع اهمال الدولة طبعا)كمااستطاع ان يعالج قضيا هامة ويحقق نوعا من التنمية والتطور .
وتغلغل الحزب الوطني في الدولة. فلم يترك رابطة ،أواتحادا، أونقابة ،أو لجنة شعبية ،او تنظيم نسوى أو حتي فريق كرة قدم إلا وجعل جميع اعضلءه من الحزب الحاكم. فتمكن من مفاصل الدولة (كالسرطان)ان جاز التعبير
وتغلغل المؤتمر الوطني في مفاصل الدولة بالوصف السابق جعل من الصعوبة إن لم يكن من الخطورة بتره واقتلاعه
وفي وجود رجل حاد الذكاء ويمتاز بالجدية وعدم المجاملة في (أمانة الاتصال والتنظيم )رجل يراقب كل كبيرة ويهتم بكل صغيرة تخص حزبه ولا يبخل في دعم اي (فرع) يحتاج لتقوية؛ تصبح الهزيمة السياسية للمؤتمر الوطني في غاية الصعوبة خاصة في وجود الشيخوخة التي اصابت القيادات التاريخية، والانقسامات التي اضعفتها وشح الامكانيات ،والهامش الضيق المتاح من الحر يات
والدليل على ضعف الاحزاب التقليدية في المنافسة: نتيجة الانتخابات الأخيرة (رغم ما اثير حولها من جدل)
وربما كانت الحركة الشعبيه هي المنافس الأوفر حظا في منافسة الحزب الحاكم .لكن اتفاق تقرير المصير المنصوص عليه في نيفاشا مكن الحزب الحاكم من التخلص من اكبر شريك مشاكس ومنافس .
وقد أدرك الحزب الحاكم خطورة الحركة الشعبية وإمكانية توحيدها لقوى المعارضة ( كما حدث أيام الحرب عند تكوين التحالف الوطني -فجاهد مهندسو الوطني في التخلص من هذا المنافس الشرس وقد ساعدهم في ذلك القصر النسب للعمر السياسي للحركة وقلة الكوادر السياسية والتفاوضية ،وضعف البناء القاعدي.
وفصل الجنوب _رغم اضرارة_ جعل الوطني يتنفس الصعداء. وأيقن معظم قياداته وأعضاءه :انه ليس هناك منافس محتمل على الأقل خلال الخمس سنوات القادمة.
ولكن هي يستطيع الوطني من الصمود امام التخمة التي اصابته جراء ترهل عضويته، وزيادة الطموح السياسي لبعض قادته، والمشاكل الاقتصادية والتحديات الامنية ومناخ الثورات الشعبية الذي يجتاح العلم العربي وغيرها من الأزمات هل يتطيع الوطني أن يصمد في وجهها أم ....
هل هناك منافس (سياسي) حقيقي يمكن ان يخاف منه المؤتمر الوطني ويضع له حسابا.أم أن البطن السياسية لحواء السودانية اصابها العقم.

بمناسبة العيد الكااااااااااااام وعشرين لثورة الانقاذ الوطني (بقينا ما بنحسب). أضيف لهذا البوست بعض المصطلحات الانقاذية التي لاقت رواجا كبيرا. بعضها من صياغة عباقرة عرابي الانقاذ وبعضها مستورد ولكن لكل مصطلح حكاية ورواية تتطلب عشرات الكتب والمقالات ولنبدأ ببعض المصطلحات
1. سياسة التمكين 2. متطلبات المرحلة
3. ضرورات المرحلة 4 . الصالح العام
5.التأصيل 6.التوالي السياسي
7. أحزاب التوالي 8.قانون التوالي9. اللجنة الشعبية 10. الدفاع الشعبي
11. الشرطة الشعبية 12. المشورة الشعبية
13. النظام العام 14. الكتيبة الاستراتيجية
15. الدبابين 16. الطيارين
17. عرس الشهيد 18. زاد المجاهد
19.كنانة والرهد 20. النهضة الزراعية
21. النفرة الخضراء 22. مشروع سندس
23.الاستراتيجية القومية الشاملة
24.الاستراتيجية ربع القرنية 25. الخطة الخمسية
26. الذكر والذاكرين 27. فقه الضرورة
28. القرض الحسن 29.الراعي والرعية
30.الحزام الأسود 31. الاثنين الأسود
32. الكتاب الأسود 33. مثلث حمدي
34الأسر المنتجة 35. تشغيل الخريجين
37.تحرير الأسعار 38. التمويل الأصغر39. دعم الوحدة 40. دعم السلام
41. دعم الرئيس 42.دعم المجهود الحربي
43. نداء الجهاد 44. دمغة الجريح
45.دعم الطلاب 46. ثورة التعليم
47. البكور 48.مجانية التعليم
50.حكومة الوحدة الوطنية
51. الحوار الدارفوري الدارفوري
52. أصحاب المصلحة 53. أصحاب القبلة
54.استراحة محارب 55. الوعاء الجامع
كل هذه المصطلحات بعضها كان برنامجا وبعضها شعارات ولكنها بقيت عالقة في زهن المواطن السوداني رغم مرور كااااااااام وعشرين سنة على بعضها

حواء لم تعقر يانيوتن...ونسيت ان الداية مؤتمر وطني تلقن الطفل بعد الشهادتين بالوطني...والجماعة قنعوا من خيرا فيها وتركوا الحبل على القارب ولم نرى غير سياسي المكابسات والمجازفات.
واحسب كمان كم قيادي باع مبادئ حزبه عشان خاطر عيون الوطني؟
احترامي

وشجرة التبلدي دي بتعمر كااااام سنة ؟
قلت لي كم؟
يالطيف

مائةوكاااااااااااااااام سنة. ده غير الجمع والعطلات