مقتل داعية اسلامي بولاية سنار

ونصرة المظلوم ونذر نفسه في سبيل ذلك ولو انه عمل القتيل بالمثل المصري طوال حياته المثل الذي يقول (عيش جبان تعيش مستور) ولكن علي قدر اهل العزم تأتي العزائم ولقد ظل الرجل طوال حياته التي قضاها بين اسرته وعشيرته بنهر النيل كان علي صلة طيبة ومعاملة كريمة ويدعو الجميع من خلال المنابر والمساجد للتسامح والاخاء والتصافي والتمسك بشرع الله سبحانه وتعالي.

مغادرة البلاد:

ومن الطبيعي جداً ان يعمل الانسان علي تحسين اوضاعه المعيشية ووجد فرصة طيبة للعمل في المملكة العربية السعودية وخاصة بانه يعمل في مجال التجارة وتارة في مجال السباكة ، غادر الرجل وتاركاً ابناءه وزوجته في امان الله علي امل عودته لتحسن حالته ودامت فترة الاغتراب لاكثر من 12 عاما وظل علي اتصال مع ابنائه وزوجته الذين تركهم في خلاوي مهدية بولاية نهر النيل التي يقف عليها شيخ القران والخلاوي وهو ابن عم القتيل حسب افادات شقيقه عبدالعال عبدالله قمر الدين.

العودة من رحلة الاغتراب:

جاء الوالد القتيل عائداً من رحلة الاغتراب التي امتدت لاكثر من 12 عاماً قضاها من اجل تحسين وضعه ووضع ابنائه الذين ظلوا ينهلون من كتاب الله العزيز بواسطة عمهم شيخ تلك الخلاوي المعروفة بولاية نهر النيل.

مفاجأة غير متوقعة

كل الامال والطموحات الكبيرة والامال العريضة والسمحة التي عاد بها الوالد القتيل بعد عناء الغربة وكانت الصدمة العنيفة وغير المتوقعة بزواج ابنائه دون علمه ولا حتي من باب المشورة. واوضح عبدالعال شقيق القتيل عندما كان شقيقه مقيما في المملكة العربية السعودية اتصل به شيخ الخلوة وهو ابن عمي طالباً من شقيقي القتيل ان يطلق زوجته وعندما استفسر القتيل عن سر ذلك الطلاق اوضح له ابن عمه وشيخ الخلوة بأنك تتعاطي السجاير واذا لم يقم بطلاق زوجته سوف يقوم ابن عمه وشيخ الخلوة بترحيل زوجة القتيل وابنائها من الخلوة او المسيد الذي يقطنون فيه وقال عبدالعال للدار بان المرحوم تعامل مع شيخ الخلوة بحكمة في تلك المهاتفة وقال له انا طلقتها عودة الوالد القتيل من السعودية

بعد مرور ثلاث سنوات عاد الزوج وهو الشيخ الداعية الاسلامي لارض الوطن ووجد بأن ابناءه متمسكين بامور دينهم الي حد كبير ومواظبين علي صلواتهم وصيامهم وقيامهم وعلي صلة دائمة بالانشطة الدينية داخل مسيد وخلاوي شيخهم وعمهم الذي ترعرعوا علي اياديه في تلك الخلاوي ونهلوا من القران الكريم والتربية الاسلامية والدينية السمحة وعندما طلب والدهم القتيل الذهاب معه رفض ابناؤه المتزوجين الانصياع لطلب والدهم ونجح الاب القتيل في اخذ ابنائه الصغار وزوجته ومن ثم قام بشراء ارض في (سيرو) الجعليين بولاية سنار املا بان تكون استقرارا واستثمارا وهو حصاد الغربة المريرة وبالرغم من شرائه للارض الا ان هنالك عدم استقرار للوالد القتيل والداعية الاسلامي فاصبح في صراع نفسي نسبه لغياب فلذة اكباده الذين اصبحوا بعيدين منه في كل شئ كما ذكر شقيقه عبدالعال.

اللجوء للشكاوي

واكد عبد العال شقيق الشيخ القتيل بدء شقيقه في تقديم الشكاوي وطرق كافة الابواب التي يمكن ان تصلحه مع ابن عمه وشيخ الخلوة في اعادة ابنائه له في الطاعة وحنان الابوة الي ان بلغت جملة الشكاوي (68) شكوى بولاية نهر النيل ضد شيخ الخلوة باعتباره قام باحداث فجوة بينه و ابنائه علي حد قوله.

يوم الحادث المشؤوم

قال عبد العال شقيق القتيل بان شقيقه الداعية الاسلامي في يوم الحادث كان في ولاية نهر النيل ومن ثم شد الرحال وغادر الى منطقة سيرو وهنالك رابط اهلي كما يوجد امتداد لخلاوي مهدية بمنطقة سيرو الجعليين بولاية سنار وبعد ان وصل القتيل الى مكان قطعة الارض التي قام بشرائها في سيرو الجعليين وهو بين الآمال والطموحات العريضة لبناء مستقبل مشرق لابنائه وخلد للنوم علي امل الشروع في تكملة ما يخطط له وفي حوالي الواحدة وهو غارق في نوم عميق هجم عليه عدد من الاشخاص وانهالوا عليه ضرباً بالعصى حتي فارق الحياة لم يشفع له الشيب الذي كسي شاربه ولحيته وراسه ولا عمره الذي تجاوز الستين عاماً ومن ثم تم القبض علي اثنين من المتهمين في مسرح الحادث وهرب المتهم الثالث الي جهة غير معلومة وتم ترحيل المتهمين الي قسم شرطة ابو حجارة واقروا بان معهم شخص اخر واكد شقيق القتيل انه تم تحويل المتهمين الي قسم التحقيقات بالادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية ببحري وقال مؤكداً للدار بأن المتهمين الذين تم القبض عليهم احدهم ظل يدرس القران في الخلاوي بسيرو الجعليين لفترة ثمانية اشهر والمتهم الاخر يأتي من حين لاخر للخلاوي وهما منسوبان لتلك الخلاوي علي حد قوله.
ويذكر بأن الشيخ القتيل اخذ الطريقة علي يد الشيخ الجعلي بكدباس
غدا نواصل
نقلا عن صحيفة الدار