هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
+2
محمود منصور محمد علي
عثمان محمد يعقوب شاويش
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
مسجد العارف بالله والد البشير ..والمشير، كوهين، عادل أدهم و إصطياد عصافير بحجر واحد.
الهادي هباني
إنطباعات عائد من البلد (1)
توجهت في نهايات شهر رمضان المبارك مباشرة لعمارة إبراهيم طلب بالخرطوم بحري بعد أن أرشدني أحد الأصدقاء لفرع شركة سوداني هناك بغرض شراء شريحة إنترنت فوجدت المكان مغلقا أمام الجمهور لأعمال الصيانة و الديكور ،،، و بعد السلام و التحية علي المتواجدين بداخل المحل و هم خليط من عمال صيانة و موظفين بشركة سوداني يشرفون علي الصيانة قال لي أحدهم بروح سودانية طيبة إذا كنت عايز تدفع فاتورة أمشي فرعنا في المؤسسة أما إذا كنت عايز تشتري خدمة جديدة فتوجه مباشرة لفرعنا في مجمع النور فأصابتني الدهشة و الحيرة و جاء السؤآل علي لساني سريعا و تلقائياً "مجمع النور؟ تقصد جامع البشير؟" فأجابني نعم! فقلت له أيضا و بنفس التلقائية هو ده جامع و لا سوق؟ فأجابني بأن الطابق الأرضي سوق و الطابق الأول الجامع! و كانت هذه في الحقيقة أول مرة أسمع فيها هذا الكلام ،،، فقلت له و جميع الحضور يتابع حوارنا السريع التلقائي بإنتباه و حب إستطلاع و درجة عالية من السخرية والله دي ذكرتني بقصة الساعاتي المصري اليهودي البخيل كوهين و الذي بذل الناس معه جهودا مضنية لإقناعه بعد وفاة إبنه بأن يتوكل علي الله و يتحمل تكاليف عمل نعي لولده في الجريدة اليومية و قد كان يستكثرها و يعتبرها مصروفات لا عائد لها فنشر نعيا نصه (كوهين ينعي ولده و يصلح ساعات) أداءاً للواجب و في نفس الوقت إستثمارا للمساحة المتبقية من النعي في الدعاية لنفسه كرجل يملك محلا لتصليح الساعات ،،، فإنهال الجميع بالضحك و تحول الموقف برمته لموقف ساخر و طريف ،،، فقلت له و قد كان الوقت منتصف النهار بالمرة نمشي نصلي الضهر برضو فأجابني الرجل بسخرية يحسد عليها عليك الله ما تنسي تشيل لينا معاك الفاتحة ،،،
إنطلقت بعدها مسرعا و أنا أسابق الزمن متلهفا لرؤية المشهد الرائع الذي يجمع بين الدنيا و الآخرة و يجسد نص الحديث الضعيف مجهول الأصل (إعمل لآخرتك كأنك تموت غدا و إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا) و الذي لم أكن أتوقعه من الأصل فقد تعودنا مشاهدة جامع البشير علي الإنترنت و كذلك علي الطبيعة و لكن من الخارج و كانت زحمة العربات و الناس حول المسجد التي نراها كلما أتي بنا الطريق توحي لنا و للمارة بأن المسجد عامر و ملئ بالعاكفين و الركع السجود و لم يكن يخطر ببالي بأن هجرة كل أصحاب زحمة هذه العربات المصطفة حول الجامع ليلا و نهارا ليست بالضرورة لله و إنما لأمر في نفس يعقوب و أنها لا تختلف في جوهرها عن زحمة المواقف في مجمع عفراء التجاري بالخرطوم أو أزمة المواقف في أي سوق من الأسواق و المجمعات التجارية الخليجية التي يتسابق فيها الناس جميعا للإستهلاك البذخي و الترف. و من الأشياء الملفتة للنظر أن المتسولات المصطفات في مداخل المجمع يرتدين الحجاب علي عكس ما هو معهود في أماكن التسول الأخري حيث يرتدين التوب السوداني و كأنما هنالك تسول إسلامي و تسول غير إسلامي و أن هنالك جهة ما فرضت عليهن التقيد بالحجاب للديكور و بغرض الإحتفاظ بالطابع الإسلامي للمجمع ،،، و كأن التسول في حد ذاته أصبح مهنة رسمية لها أصولها الفقهية و أحكامها الشرعية و قوانينها و لوائحها و لا يستبعد أن تفرض عليها الحكومة في المستقبل القريب ضرائب و زكاة و غيرها من الأتاوات.
أما و حين أصبحت داخل المجمع و قد كانت هي الزيارة الأولي و كنت متلهفا لرؤية السوق الذي تم تصميمه ليكون في الطابق الأرضي لتكون حركة المرتادين و المتسوقين علي إختلاف أعمارهم و جنسهم سهلة و منسابة بسلاسة و يصبح بالتالي أكثر إقبالا و رواجا كما له عدة مداخل من الشمال و الجنوب و لست واثقا حقيقة إن كان هنالك مدخلا من الناحية الشرقية أم لا لكنني أرجح ذلك و هو سوق حافل بالفخامة و أعمال الديكور و الهندسة المتقنة و له أبواب زجاجية كهربائية تلقائية الفتح و بمجرد تجاوزها تظهر أمامك تلقائيا المحلات التجارية المختلفة و مكاتب الإتصالات و الخدمات الأخري و يوجد خارج المدخل الشمالي جهاز صرّاف آلي لخدمة العملاء و المرتادين من أصحاب الودائع المصرفية الذين يحملون بطاقات الصرّاف الآلي و هنالك أربعة سلالم كهربائية (سكليترز) من الناحية الشمالية و الجنوبية للصعود و الهبوط إلي و من الطايق الأول حيث الحمامات و المغاسل و المواضي الفاخرة الداخلية و الخارجية علي فناء الطابق الأول و المصممة علي خلاف غيرها من المساجد (حتي في نجد و الحجاز) بشكل روعِي فيه الإكثار من الديكور و الزخرفة و كأنما هنالك من أقسم علي نفسه أن يبني مسجدا ليس له مثيلا في العالم للدرجة التي يستدعيك المشهد برمته بالوقوف للتأمل و التفحص و الإندهاش و أنت تشعر بفخامة كل شئ من حولك نوع حجر الجدران الخارجي و بلاط الحمامات و الأرضيات و المغاسل و الممرات و المظلات الفلكلورية الملفتة للنظر و نوع الزرع و أشجار الزينة و الشتول و المزهريات الفخارية و الحجرية الثمينة التي يبدو عليها الطابع الأثري النادر التي تشعر معها بأنك في بلاد فارس أو الأندلس و حتي المياه المستخدمة في الحمامات و المغاسل و المواضي فهي بيضاء نقية لا تنقطع و لو للحظة و كأنها مربوطة بشبكة مياه خاصة خارجة عن الشبكة المعتادة المتربة و نابعة من مصدر خاص ليس كمصدر المياه الذي يعرفه الناس و يشربون منه مياها عكرة لا تختلف في شكلها و طعمها عن المياه الراكدة الآسنة ،،، أما الذهول الحقيقي يصيبك عندما تجتاز قدماك مدخل الجامع (مارا بالشرفة الواسعة المرصعة بالرخام و مفروشة بالموكيت و المخصصة لأرفف حفظ الأحذية) إلي الداخل فتخطر علي ذاكرتك مباشرة و بشكل تلقائي بعض صور عجائب الدنيا السبعة تاج محل و حدائق بابل المعلقة.
و أول سؤآل دار بخلدي في تلك اللحظة هو ما هو الدافع الذي دفع المشير لبناء هذا المجمع و بهذه الدرجة من الفخامة؟ و إذا كان تاج محل نتاج قصة حب أسطورية بناه الأمير شاه جيهان من حجر الرخام الخالص وفاءاً و تنفيذاٍ لوصية محبوبته و زوجته و رفيقته في السراء و الضراء و أم عياله الأربعة عشر الأميرة آرمند نانو بنت آصف خان التي كانت تلقب حينها بتاج محل ،،، و أن حدائق بابل المعلقة التي بنيت من عقود الحجر النفيس المقدم هدايا للملك و التي شيدت علي شرفات القصور و علي شرفة القصر الملكي بمدينة بابل التي تجاوز إرتفاع أسوارها 350 قدما و سمكها 78 قدما و كان لها مائة باب مصنوع من الذهب الخالص لكل باب قوائم و أسقف من الذهب الخالص، قد ولدت أيضا بفضل قصة الحب الذي كان يكنه الملك نبوخذ نصرالثاني لزوجته أمتيس حفيدة آخر ملوك المديين لإرضائها و إلهامها الصبر و تحمل العيش في ربوع بابل السهلية المنبسطة بعد أن أصيبت بالحنين إلى موطنها الإغريقي الأصلي و تاقت لطبيعة بلادها الجبلية "ميديا" التي تضج بالقمم الشاهقة و الجبال و التلال المعشبة والمرتفعات الزاخرة بالأشجار.
فإذا كانت كل هذه العجائب بعظمتها و جلالة قدرها قد بنيت بدافع الحب و الوفاء فما هو إذاً الدافع الذي ألهم المشير لبناء هذا الصرح الزاخر بالفخامة في كل شئ؟ الجدران و الأعمدة المرصعة بالرخام الطبيعي و الزخارف الإسلامية علي مدار الجزء العلوي من جدران المسجد بالخط الكوفي المرصع بماء الذهب المشعر بالسواد في بعض جوانبه و الشكل الإنسيابي لمصلي الطابق العلوي الداخلي الممتد من الجنوب إلي الشمال بشكل هندسي متقن ملفت للنظر و كميات كبيرة من النجف الضخم تتدلي من السقف بشكل كثيف منسق بجانب المراوح و الأنوار الفلكلورية التي لا يوجد لها مثيل في السوق المحلي و الفرش و الموكيت و السجاد الإيراني الأصلي و التكييف البارد الذي يشعر معه المرء بأنه خارج السودان أو مبحرا داخل أحد صالات سفن الركاب الفاخرة و هي تمخر عباب البحر و أزيز صوت التكييف كأنه صوت المحركات يأتي خافتا و منتظما من بعيد و من كل الإتجاهات و لن تجد أدني صعوبة في تفسير تكاثر المصلين و تدافعهم علي الأماكن و الأركان الخلفية للمصلي خاصة في رمضان (حيث كانت الزيارة) فهم لا يجدون أفضل من هذا المكان للهروب من لسعات حمم نهار رمضان الحار فيتخذ كل واحد منهم في المسجد ركنا قصيا يستلقي فيه حتي مشارف المغيب.
و لكي يصلي المرء في هذا المسجد المدهش حقا عليه التمتع بقدرة عالية للحفاظ علي الوقار و الطمأنينة المطلوبتين في الصلاة و أن يكون بمقدوره مقاومة السحر الذي يضفي علي المكان من كل جانب ،،، و بكل صدق و شفافية قد وجدت بنفسي صعوبة بالغة في الحفاظ علي وقاري و طمأنينتي و تمكنت بعناء من طرد الشعور الذي إنتابني منذ لحظة دخولي المسجد و التكبير لركعتي السنة بأن الصلاة في مثل هذا المكان المترف الذي لا تبعده عن معاناة الناس و عذاباتهم و فقرهم إلا أمتار لا تتجاوز عدد أصابع الكف غير مقبولة و ما فيها بركة و أن الله غني عن كل هذا الترف و النعيم الذي يتعارض في تقديري مع جوهر الدين و معني جهاد النفس و مفهوم التقوي و اليقين و أن الصلاة في المسجد البسيط العادي المقابل مباشرة للمجمع من الناحية الأخري و المطل أيضا علي شارع مصنع الشفاء أفضل من الصلاة في مسجد المشير بملايين المرات.
لاحظت أيضا بعد إنتهاء الصلاة أن الجزء الأمامي الممتد من الشمال إلي الجنوب حول المنبر بأن هنالك سياج من أعمدة برونزية من النيكل بإرتفاع نصف متر تقريبا موصلة بحبل أحمر سميك يشبه تلك السياجات التي يتم وضعها أمام مداخل فنادق الخمسة نجوم و صالات المؤتمرات و مسارح نجوم هوليود و هي مزودة بسجاد من نوع خاص يختلف عن باقي الموكيت في المسجد و لن يجد المرء صعوبة في معرفة أن هذا المكان محجوزا بشكل دائم للمشير و طغمته من عليّة القوم و لا ينقص المشهد برمته غير لافتة يكتب عليها ممنوع الإقتراب و التصوير.
و من الطبيعي أن يحجز الإنسان مقدما في فندق أو طائرة أو قطار أو في مسرح أو دار سينما أو غيره لكننا لم نسمع قط منذ فجر التاريخ الإسلامي بأن هنالك أماكن للحجز المسبق في المساجد بخلاف الأماكن المخصصة للإمام و المؤذن، لكن من الواضح أن المسجد تم تشييده لعليّة القوم و برغم تواجد بعض المصلين الذين يستظلون به من حر الهجير كما أسلفنا إلا أن المسألة لا تخلو من خيار و فقّوس فقد حكي لي لاحقا مجموعة من عمال المنطقة الصناعية و سائقي المعدات الثقيلة إلتقيتهم لدي ست الشاي التي تفترش راكوبتها مقابل محطة البترول المطلة علي تقاطع شارع مصنع الشفاء مع الشارع الذي يفصل مربع تسعة (حوش بانقا) عن مربع 6 و 7 بكافوري أنه في رمضان منع رجال الأمن عامة الناس من صلاة التراويح في المجمع و طردوهم من داخل فناء المسجد و رفعوا العصي و الهراوات في وجوههم حماية لعليّة القوم و طلبوا منهم أن يتوجهوا للمسجد المقابل للمجمع من الناحية الأخري أو لأي مسجد آخر و قد كان معظمهم حاضرا للمشهد بكامله.
حتما ليس للمشير دافعا أو قصة مرادفة و شبيهة بتلك القصص التاريخية النادرة التي ظلت حاضرة في ذاكرة التاريخ كل هذه القرون و ظلت حدائق بابل المعلقة و تاج محل و أمثالها من المعالم الخالدة التي يرتادها الملايين من البشر كل عام. بل لم يترك المشير من الأفعال إلا ما يمكن إدراجه ضمن ما يعرف بالتاريخ الأسود للطغاة علي مر العهود و الأزمان و يجعله متربعا بجدارة علي أعلي مراتبهم و لن ينفعه بناء هذا المجمع أو يحميه من مصيره المحتوم و لن تحميه الدموع التي ذرفها أمام الملأ و يذرفها أمام الكاميرا (متأثرا بخطب فضيلة الشيخ عصام أحمد البشير الذي يستطيع بقدرته الخطابية المشهودة مداعبة مشاعر المشير و ملئها و تفريغها و التحكم فيها و تحريكها كما يحلو له) و هو جالسا في الصف الأول في كل صلاة جمعة و علي يساره وزير دفاعه الذي يلازمه في حله و ترحاله و في أفراحه و أتراحه في علاقة و لازمة مريبة للشك للدرجة التي أصبحت فيه هذه العلاقة مكانا للسخرية بين عامة الناس كما تروي قصة الرجل المتملق الذي جاء للمشير و قال ليهو بالأمس حِلمت و أنا حايم في الجنة شفت زول سمح بلحيل بشبهك لابس جلابية ناصعة البياض يشع منها النور و عمة و ملفحة زي ملفحتك دي و شايل عصاية جميلة من الأبنوس الخالص فقلت يا ربي دحين ده ما المشير كان ما أخاف الكضب فجريت عشان أتأكد و لقيتك سيادتك ياك إنت بذاتك و صفاتك و بشحمك و لحمك تتقدل ساهي في الجنة و ما سائل في زول! فسأله المشير؟ عبد الرحيم محمد حسين كان معاي؟ فأجابه الرجل لا! فقال ليهو المشير "كان كدي ده ما أنا".
و في خضم كل هذا الذهول الذي إنتابني و أنا داخل المسجد أحاول إيجاد إجابة منطقية للتساؤل الذي ورد في ذهني سابقا تذكرت الفيلم المصري الشهير برج المدابغ للممثل المخضرم الراحل عادل أدهم و الذي بني برجا من عشرة طوابق في حي المدابغ خصص الطابق الأرضي فيه لمحلات تجارية قام بتأجيرها و تبقت مساحة قرر أن يبنيها جامع و كان إبنه (الذي كان يلعب دوره الممثل القدير صلاح السعدني) ضد هذه الفكرة و يرغب في أن يبني في المساحة المخصصة للجامع بوتيك و ظل الخلاف محتدما بينه و بين والده و في لحظة من لحظات الحوار بينهما و كان الوالد (عادل أدهم) في لحظات تجلي مستمتعا بالشيشة العجمي و المعسل و ما لذ و طاب من الصنف قال لإبنه بطريقته المبدعة و قسماته المعبرة المثيرة للإعجاب "أصلك حمار مش مثقف و لو كنت متعلم و بتفهم كنت عرفت إنو الجامع ده مكسب دنيا و آخرة ،،، ده الحديث الشريف بقول من بني لله مسجدا بني لنفسه قصرا في الجنة و القانون بقول ال بيبني جامع في عمارة مافيش عوائد.
و أعتقد أنه بمنطق عادل أدهم هذا و قبله منطق الخواجة كوهين يتسني لنا بكل بساطة مقاربة ذاكرة المشير و فهم دوافعه الحقيقية لبناء مثل هذا المجمع و التي تعكس حس الأنانية و الطمع و حب الذات و في نفس الوقت الإعتقاد بأنه يمكن بهذه البساطة أن يصطاد العصفورين بحجر واحد و أن يكسب في الدنيا و الآخرة و هو في الحقيقة الخاسر و المفلس حيث يقول المولي عز وجل عن الخاسر في سورة الكهف {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} (صدق الله العظيم) و يقول النبي الكريم محمد عليه الصلاة و السلام في المفلس (أتدرون ما المفلس من أمتى؟ هو من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة و يأتى قد شتم هذا وسب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار) (صدق رسول الله الكريم) فليس للمشير اليوم أو غدا ما يعود له بخير في الدنيا و الآخرة و سيطاله الذل و الهوان و لو بعد حين و لن تنفعه دموع الندم التي ذرفها و يذرفها بإستمرار كل ما جلس في محرابه العاجي و التي إستحقت من دون دموع الخلق أجمعين كل هذه المليارات و كل هذا الترف و البذخ لتشييد هذا المحراب الذي لا يسمن أو يغني من جوع. و سيظل هكذا قابعا في محرابه هائما في متاهته و أوهامه عاجزا و فاقدا لأبسط ما يمكن أن يجفف دموع الملايين من المحرومين و المشردين أو أن يحميه من لعنة ضحايا الفقر و المجاعة و الإبادة الجماعية و التطهير العرقي في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق و التي تمتد لتعم كل أنحاء البلاد.
فالمولي عزّ و جلّ قد يسامح و يغفر و لكن ليس في ظلم العباد الذي حرَّمه علي نفسه و الظلم كما يصنِّفه الدين ثلاثة أنواع "ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، حيث يقول الله سبحانه و تعالي: (إن الله لا يغفر أن يشرك به)، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد لنفسه، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا و أن الله سبحانه و تعالي لا يظلم أحدا لذلك فإن ظلم العبد للعبد لا يترك و لا يغفر إلا إذا عفي المظلوم عن الظالم أو تم القصاص و نال المظلوم حقه الشرعي بالكامل و بالتالي لا عاصم للمشير اليوم أو غدا من غضب الشعب السوداني إلا رد المظالم و رد المظالم في حد ذاته يحتاج لبسالة و شجاعة و درجة رفيعة من الإيمان و التجرد و الصدق مع النفس و مع الناس و نقاء السريرة و قليل من الرحمة و لا أعتقد بأن المشير أو أي من طغمته الحاكمة يتمتع و لو بذرة منها.
الهادي هباني
alhadihabbani@hotmail.com
الهادي هباني
إنطباعات عائد من البلد (1)
توجهت في نهايات شهر رمضان المبارك مباشرة لعمارة إبراهيم طلب بالخرطوم بحري بعد أن أرشدني أحد الأصدقاء لفرع شركة سوداني هناك بغرض شراء شريحة إنترنت فوجدت المكان مغلقا أمام الجمهور لأعمال الصيانة و الديكور ،،، و بعد السلام و التحية علي المتواجدين بداخل المحل و هم خليط من عمال صيانة و موظفين بشركة سوداني يشرفون علي الصيانة قال لي أحدهم بروح سودانية طيبة إذا كنت عايز تدفع فاتورة أمشي فرعنا في المؤسسة أما إذا كنت عايز تشتري خدمة جديدة فتوجه مباشرة لفرعنا في مجمع النور فأصابتني الدهشة و الحيرة و جاء السؤآل علي لساني سريعا و تلقائياً "مجمع النور؟ تقصد جامع البشير؟" فأجابني نعم! فقلت له أيضا و بنفس التلقائية هو ده جامع و لا سوق؟ فأجابني بأن الطابق الأرضي سوق و الطابق الأول الجامع! و كانت هذه في الحقيقة أول مرة أسمع فيها هذا الكلام ،،، فقلت له و جميع الحضور يتابع حوارنا السريع التلقائي بإنتباه و حب إستطلاع و درجة عالية من السخرية والله دي ذكرتني بقصة الساعاتي المصري اليهودي البخيل كوهين و الذي بذل الناس معه جهودا مضنية لإقناعه بعد وفاة إبنه بأن يتوكل علي الله و يتحمل تكاليف عمل نعي لولده في الجريدة اليومية و قد كان يستكثرها و يعتبرها مصروفات لا عائد لها فنشر نعيا نصه (كوهين ينعي ولده و يصلح ساعات) أداءاً للواجب و في نفس الوقت إستثمارا للمساحة المتبقية من النعي في الدعاية لنفسه كرجل يملك محلا لتصليح الساعات ،،، فإنهال الجميع بالضحك و تحول الموقف برمته لموقف ساخر و طريف ،،، فقلت له و قد كان الوقت منتصف النهار بالمرة نمشي نصلي الضهر برضو فأجابني الرجل بسخرية يحسد عليها عليك الله ما تنسي تشيل لينا معاك الفاتحة ،،،
إنطلقت بعدها مسرعا و أنا أسابق الزمن متلهفا لرؤية المشهد الرائع الذي يجمع بين الدنيا و الآخرة و يجسد نص الحديث الضعيف مجهول الأصل (إعمل لآخرتك كأنك تموت غدا و إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا) و الذي لم أكن أتوقعه من الأصل فقد تعودنا مشاهدة جامع البشير علي الإنترنت و كذلك علي الطبيعة و لكن من الخارج و كانت زحمة العربات و الناس حول المسجد التي نراها كلما أتي بنا الطريق توحي لنا و للمارة بأن المسجد عامر و ملئ بالعاكفين و الركع السجود و لم يكن يخطر ببالي بأن هجرة كل أصحاب زحمة هذه العربات المصطفة حول الجامع ليلا و نهارا ليست بالضرورة لله و إنما لأمر في نفس يعقوب و أنها لا تختلف في جوهرها عن زحمة المواقف في مجمع عفراء التجاري بالخرطوم أو أزمة المواقف في أي سوق من الأسواق و المجمعات التجارية الخليجية التي يتسابق فيها الناس جميعا للإستهلاك البذخي و الترف. و من الأشياء الملفتة للنظر أن المتسولات المصطفات في مداخل المجمع يرتدين الحجاب علي عكس ما هو معهود في أماكن التسول الأخري حيث يرتدين التوب السوداني و كأنما هنالك تسول إسلامي و تسول غير إسلامي و أن هنالك جهة ما فرضت عليهن التقيد بالحجاب للديكور و بغرض الإحتفاظ بالطابع الإسلامي للمجمع ،،، و كأن التسول في حد ذاته أصبح مهنة رسمية لها أصولها الفقهية و أحكامها الشرعية و قوانينها و لوائحها و لا يستبعد أن تفرض عليها الحكومة في المستقبل القريب ضرائب و زكاة و غيرها من الأتاوات.
أما و حين أصبحت داخل المجمع و قد كانت هي الزيارة الأولي و كنت متلهفا لرؤية السوق الذي تم تصميمه ليكون في الطابق الأرضي لتكون حركة المرتادين و المتسوقين علي إختلاف أعمارهم و جنسهم سهلة و منسابة بسلاسة و يصبح بالتالي أكثر إقبالا و رواجا كما له عدة مداخل من الشمال و الجنوب و لست واثقا حقيقة إن كان هنالك مدخلا من الناحية الشرقية أم لا لكنني أرجح ذلك و هو سوق حافل بالفخامة و أعمال الديكور و الهندسة المتقنة و له أبواب زجاجية كهربائية تلقائية الفتح و بمجرد تجاوزها تظهر أمامك تلقائيا المحلات التجارية المختلفة و مكاتب الإتصالات و الخدمات الأخري و يوجد خارج المدخل الشمالي جهاز صرّاف آلي لخدمة العملاء و المرتادين من أصحاب الودائع المصرفية الذين يحملون بطاقات الصرّاف الآلي و هنالك أربعة سلالم كهربائية (سكليترز) من الناحية الشمالية و الجنوبية للصعود و الهبوط إلي و من الطايق الأول حيث الحمامات و المغاسل و المواضي الفاخرة الداخلية و الخارجية علي فناء الطابق الأول و المصممة علي خلاف غيرها من المساجد (حتي في نجد و الحجاز) بشكل روعِي فيه الإكثار من الديكور و الزخرفة و كأنما هنالك من أقسم علي نفسه أن يبني مسجدا ليس له مثيلا في العالم للدرجة التي يستدعيك المشهد برمته بالوقوف للتأمل و التفحص و الإندهاش و أنت تشعر بفخامة كل شئ من حولك نوع حجر الجدران الخارجي و بلاط الحمامات و الأرضيات و المغاسل و الممرات و المظلات الفلكلورية الملفتة للنظر و نوع الزرع و أشجار الزينة و الشتول و المزهريات الفخارية و الحجرية الثمينة التي يبدو عليها الطابع الأثري النادر التي تشعر معها بأنك في بلاد فارس أو الأندلس و حتي المياه المستخدمة في الحمامات و المغاسل و المواضي فهي بيضاء نقية لا تنقطع و لو للحظة و كأنها مربوطة بشبكة مياه خاصة خارجة عن الشبكة المعتادة المتربة و نابعة من مصدر خاص ليس كمصدر المياه الذي يعرفه الناس و يشربون منه مياها عكرة لا تختلف في شكلها و طعمها عن المياه الراكدة الآسنة ،،، أما الذهول الحقيقي يصيبك عندما تجتاز قدماك مدخل الجامع (مارا بالشرفة الواسعة المرصعة بالرخام و مفروشة بالموكيت و المخصصة لأرفف حفظ الأحذية) إلي الداخل فتخطر علي ذاكرتك مباشرة و بشكل تلقائي بعض صور عجائب الدنيا السبعة تاج محل و حدائق بابل المعلقة.
و أول سؤآل دار بخلدي في تلك اللحظة هو ما هو الدافع الذي دفع المشير لبناء هذا المجمع و بهذه الدرجة من الفخامة؟ و إذا كان تاج محل نتاج قصة حب أسطورية بناه الأمير شاه جيهان من حجر الرخام الخالص وفاءاً و تنفيذاٍ لوصية محبوبته و زوجته و رفيقته في السراء و الضراء و أم عياله الأربعة عشر الأميرة آرمند نانو بنت آصف خان التي كانت تلقب حينها بتاج محل ،،، و أن حدائق بابل المعلقة التي بنيت من عقود الحجر النفيس المقدم هدايا للملك و التي شيدت علي شرفات القصور و علي شرفة القصر الملكي بمدينة بابل التي تجاوز إرتفاع أسوارها 350 قدما و سمكها 78 قدما و كان لها مائة باب مصنوع من الذهب الخالص لكل باب قوائم و أسقف من الذهب الخالص، قد ولدت أيضا بفضل قصة الحب الذي كان يكنه الملك نبوخذ نصرالثاني لزوجته أمتيس حفيدة آخر ملوك المديين لإرضائها و إلهامها الصبر و تحمل العيش في ربوع بابل السهلية المنبسطة بعد أن أصيبت بالحنين إلى موطنها الإغريقي الأصلي و تاقت لطبيعة بلادها الجبلية "ميديا" التي تضج بالقمم الشاهقة و الجبال و التلال المعشبة والمرتفعات الزاخرة بالأشجار.
فإذا كانت كل هذه العجائب بعظمتها و جلالة قدرها قد بنيت بدافع الحب و الوفاء فما هو إذاً الدافع الذي ألهم المشير لبناء هذا الصرح الزاخر بالفخامة في كل شئ؟ الجدران و الأعمدة المرصعة بالرخام الطبيعي و الزخارف الإسلامية علي مدار الجزء العلوي من جدران المسجد بالخط الكوفي المرصع بماء الذهب المشعر بالسواد في بعض جوانبه و الشكل الإنسيابي لمصلي الطابق العلوي الداخلي الممتد من الجنوب إلي الشمال بشكل هندسي متقن ملفت للنظر و كميات كبيرة من النجف الضخم تتدلي من السقف بشكل كثيف منسق بجانب المراوح و الأنوار الفلكلورية التي لا يوجد لها مثيل في السوق المحلي و الفرش و الموكيت و السجاد الإيراني الأصلي و التكييف البارد الذي يشعر معه المرء بأنه خارج السودان أو مبحرا داخل أحد صالات سفن الركاب الفاخرة و هي تمخر عباب البحر و أزيز صوت التكييف كأنه صوت المحركات يأتي خافتا و منتظما من بعيد و من كل الإتجاهات و لن تجد أدني صعوبة في تفسير تكاثر المصلين و تدافعهم علي الأماكن و الأركان الخلفية للمصلي خاصة في رمضان (حيث كانت الزيارة) فهم لا يجدون أفضل من هذا المكان للهروب من لسعات حمم نهار رمضان الحار فيتخذ كل واحد منهم في المسجد ركنا قصيا يستلقي فيه حتي مشارف المغيب.
و لكي يصلي المرء في هذا المسجد المدهش حقا عليه التمتع بقدرة عالية للحفاظ علي الوقار و الطمأنينة المطلوبتين في الصلاة و أن يكون بمقدوره مقاومة السحر الذي يضفي علي المكان من كل جانب ،،، و بكل صدق و شفافية قد وجدت بنفسي صعوبة بالغة في الحفاظ علي وقاري و طمأنينتي و تمكنت بعناء من طرد الشعور الذي إنتابني منذ لحظة دخولي المسجد و التكبير لركعتي السنة بأن الصلاة في مثل هذا المكان المترف الذي لا تبعده عن معاناة الناس و عذاباتهم و فقرهم إلا أمتار لا تتجاوز عدد أصابع الكف غير مقبولة و ما فيها بركة و أن الله غني عن كل هذا الترف و النعيم الذي يتعارض في تقديري مع جوهر الدين و معني جهاد النفس و مفهوم التقوي و اليقين و أن الصلاة في المسجد البسيط العادي المقابل مباشرة للمجمع من الناحية الأخري و المطل أيضا علي شارع مصنع الشفاء أفضل من الصلاة في مسجد المشير بملايين المرات.
لاحظت أيضا بعد إنتهاء الصلاة أن الجزء الأمامي الممتد من الشمال إلي الجنوب حول المنبر بأن هنالك سياج من أعمدة برونزية من النيكل بإرتفاع نصف متر تقريبا موصلة بحبل أحمر سميك يشبه تلك السياجات التي يتم وضعها أمام مداخل فنادق الخمسة نجوم و صالات المؤتمرات و مسارح نجوم هوليود و هي مزودة بسجاد من نوع خاص يختلف عن باقي الموكيت في المسجد و لن يجد المرء صعوبة في معرفة أن هذا المكان محجوزا بشكل دائم للمشير و طغمته من عليّة القوم و لا ينقص المشهد برمته غير لافتة يكتب عليها ممنوع الإقتراب و التصوير.
و من الطبيعي أن يحجز الإنسان مقدما في فندق أو طائرة أو قطار أو في مسرح أو دار سينما أو غيره لكننا لم نسمع قط منذ فجر التاريخ الإسلامي بأن هنالك أماكن للحجز المسبق في المساجد بخلاف الأماكن المخصصة للإمام و المؤذن، لكن من الواضح أن المسجد تم تشييده لعليّة القوم و برغم تواجد بعض المصلين الذين يستظلون به من حر الهجير كما أسلفنا إلا أن المسألة لا تخلو من خيار و فقّوس فقد حكي لي لاحقا مجموعة من عمال المنطقة الصناعية و سائقي المعدات الثقيلة إلتقيتهم لدي ست الشاي التي تفترش راكوبتها مقابل محطة البترول المطلة علي تقاطع شارع مصنع الشفاء مع الشارع الذي يفصل مربع تسعة (حوش بانقا) عن مربع 6 و 7 بكافوري أنه في رمضان منع رجال الأمن عامة الناس من صلاة التراويح في المجمع و طردوهم من داخل فناء المسجد و رفعوا العصي و الهراوات في وجوههم حماية لعليّة القوم و طلبوا منهم أن يتوجهوا للمسجد المقابل للمجمع من الناحية الأخري أو لأي مسجد آخر و قد كان معظمهم حاضرا للمشهد بكامله.
حتما ليس للمشير دافعا أو قصة مرادفة و شبيهة بتلك القصص التاريخية النادرة التي ظلت حاضرة في ذاكرة التاريخ كل هذه القرون و ظلت حدائق بابل المعلقة و تاج محل و أمثالها من المعالم الخالدة التي يرتادها الملايين من البشر كل عام. بل لم يترك المشير من الأفعال إلا ما يمكن إدراجه ضمن ما يعرف بالتاريخ الأسود للطغاة علي مر العهود و الأزمان و يجعله متربعا بجدارة علي أعلي مراتبهم و لن ينفعه بناء هذا المجمع أو يحميه من مصيره المحتوم و لن تحميه الدموع التي ذرفها أمام الملأ و يذرفها أمام الكاميرا (متأثرا بخطب فضيلة الشيخ عصام أحمد البشير الذي يستطيع بقدرته الخطابية المشهودة مداعبة مشاعر المشير و ملئها و تفريغها و التحكم فيها و تحريكها كما يحلو له) و هو جالسا في الصف الأول في كل صلاة جمعة و علي يساره وزير دفاعه الذي يلازمه في حله و ترحاله و في أفراحه و أتراحه في علاقة و لازمة مريبة للشك للدرجة التي أصبحت فيه هذه العلاقة مكانا للسخرية بين عامة الناس كما تروي قصة الرجل المتملق الذي جاء للمشير و قال ليهو بالأمس حِلمت و أنا حايم في الجنة شفت زول سمح بلحيل بشبهك لابس جلابية ناصعة البياض يشع منها النور و عمة و ملفحة زي ملفحتك دي و شايل عصاية جميلة من الأبنوس الخالص فقلت يا ربي دحين ده ما المشير كان ما أخاف الكضب فجريت عشان أتأكد و لقيتك سيادتك ياك إنت بذاتك و صفاتك و بشحمك و لحمك تتقدل ساهي في الجنة و ما سائل في زول! فسأله المشير؟ عبد الرحيم محمد حسين كان معاي؟ فأجابه الرجل لا! فقال ليهو المشير "كان كدي ده ما أنا".
و في خضم كل هذا الذهول الذي إنتابني و أنا داخل المسجد أحاول إيجاد إجابة منطقية للتساؤل الذي ورد في ذهني سابقا تذكرت الفيلم المصري الشهير برج المدابغ للممثل المخضرم الراحل عادل أدهم و الذي بني برجا من عشرة طوابق في حي المدابغ خصص الطابق الأرضي فيه لمحلات تجارية قام بتأجيرها و تبقت مساحة قرر أن يبنيها جامع و كان إبنه (الذي كان يلعب دوره الممثل القدير صلاح السعدني) ضد هذه الفكرة و يرغب في أن يبني في المساحة المخصصة للجامع بوتيك و ظل الخلاف محتدما بينه و بين والده و في لحظة من لحظات الحوار بينهما و كان الوالد (عادل أدهم) في لحظات تجلي مستمتعا بالشيشة العجمي و المعسل و ما لذ و طاب من الصنف قال لإبنه بطريقته المبدعة و قسماته المعبرة المثيرة للإعجاب "أصلك حمار مش مثقف و لو كنت متعلم و بتفهم كنت عرفت إنو الجامع ده مكسب دنيا و آخرة ،،، ده الحديث الشريف بقول من بني لله مسجدا بني لنفسه قصرا في الجنة و القانون بقول ال بيبني جامع في عمارة مافيش عوائد.
و أعتقد أنه بمنطق عادل أدهم هذا و قبله منطق الخواجة كوهين يتسني لنا بكل بساطة مقاربة ذاكرة المشير و فهم دوافعه الحقيقية لبناء مثل هذا المجمع و التي تعكس حس الأنانية و الطمع و حب الذات و في نفس الوقت الإعتقاد بأنه يمكن بهذه البساطة أن يصطاد العصفورين بحجر واحد و أن يكسب في الدنيا و الآخرة و هو في الحقيقة الخاسر و المفلس حيث يقول المولي عز وجل عن الخاسر في سورة الكهف {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} (صدق الله العظيم) و يقول النبي الكريم محمد عليه الصلاة و السلام في المفلس (أتدرون ما المفلس من أمتى؟ هو من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة و يأتى قد شتم هذا وسب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار) (صدق رسول الله الكريم) فليس للمشير اليوم أو غدا ما يعود له بخير في الدنيا و الآخرة و سيطاله الذل و الهوان و لو بعد حين و لن تنفعه دموع الندم التي ذرفها و يذرفها بإستمرار كل ما جلس في محرابه العاجي و التي إستحقت من دون دموع الخلق أجمعين كل هذه المليارات و كل هذا الترف و البذخ لتشييد هذا المحراب الذي لا يسمن أو يغني من جوع. و سيظل هكذا قابعا في محرابه هائما في متاهته و أوهامه عاجزا و فاقدا لأبسط ما يمكن أن يجفف دموع الملايين من المحرومين و المشردين أو أن يحميه من لعنة ضحايا الفقر و المجاعة و الإبادة الجماعية و التطهير العرقي في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الأزرق و التي تمتد لتعم كل أنحاء البلاد.
فالمولي عزّ و جلّ قد يسامح و يغفر و لكن ليس في ظلم العباد الذي حرَّمه علي نفسه و الظلم كما يصنِّفه الدين ثلاثة أنواع "ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، حيث يقول الله سبحانه و تعالي: (إن الله لا يغفر أن يشرك به)، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد لنفسه، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا و أن الله سبحانه و تعالي لا يظلم أحدا لذلك فإن ظلم العبد للعبد لا يترك و لا يغفر إلا إذا عفي المظلوم عن الظالم أو تم القصاص و نال المظلوم حقه الشرعي بالكامل و بالتالي لا عاصم للمشير اليوم أو غدا من غضب الشعب السوداني إلا رد المظالم و رد المظالم في حد ذاته يحتاج لبسالة و شجاعة و درجة رفيعة من الإيمان و التجرد و الصدق مع النفس و مع الناس و نقاء السريرة و قليل من الرحمة و لا أعتقد بأن المشير أو أي من طغمته الحاكمة يتمتع و لو بذرة منها.
الهادي هباني
alhadihabbani@hotmail.com
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
الاستاذ عثمان شاويش
سبق وان طرح احد الاخوان هذا الموضوع في الصحف السودانية وهذا هو رد شقيق البشير على مروجي الشائعات والاكاذيب والاقاويل المضللة وفي راي الخاص ان البشير واعوانه لا يسلمون من الشبهات والفساد المالي لكن لايمكنه الاستثمار في المال العام لبناء مساجد ودور للعبادة
واليك نص المقابلة الصحفية
شقيق الرئيس يجيب بهدوء شديد:
هذه هي قصة مجمع النور.. وأموال المول عبارة عن «وقف»
الرئيس دائما ما يوجهنا.. ووصيته لنا:ابعدوا عن «الشبهات»
تنتشر الشائعات، وتدور بين الناس الأقاويل.. خاصة حول المشاهير..!.
ولعل «إخوان الرئيس»، وزوجته السيدة وداد بابكر، لم يسلموا من تلك الشائعات.
جلسنا إلى شقيق الرئيس، المهندس علي حسن أحمد البشير .. وبدون رتوش، وبلا تجميل، واجهناه بالأسئلة التالية :
٭ كافوري والأراضي «الكثيرة»، والمباني .. من أين لكم هذا .. وأنتم لم ترثوا .. فوالدكم كان عاملاً بسيطاً ..؟!.
- نحن مثلنا مثل أهل السودان .. بسطاء .. رغم أنه من حق الإنسان أنْ يسعى، والأرزاق بيد الله، سبحانه وتعالى..
أما فيما يقال عن «عقارات وعمارات»، فإنها أكاذيب وافتراءات، يطلقها من لهم غرض.
نحن أصلاً من سكان كوبر .. وطبيعي أنْ نعيش في هذه المنطقة..
لدينا إخوان لا زالوا في الغربة .. وإخواني مؤهلون، وأخواتي متزوجات .. ولكن نحن لا نتميز على الناس، إلا بمقدار مجهوداتنا الشخصية .. التي جعلت حياتنا «مستورة» بعيداً عن الاستغلال .. حيث لا يفكر مجرد تفكير أي واحد منا .. بل نتحسس جداً من استخدام اسم شقيقنا عمر البشير ..!.
٭ هل حدث أنْ تناقشتم مع الرئيس، حول هذه الجوانب.؟!.
ـ نعم .. نعم .. في بعض الجلسات التي نلتقي فيها، كأسرة .. نحاول أنْ نطمئنه أننا نسير على الجادة، ولا نفعل إلاَّ ما يرضي الله.. وهو دائماً ما يوصينا أنْ نحفظ الله، وأنْ نحافظ على اسمائنا .. وألا نفعل ما لا يرضي الله، وأنْ نتجنب الشبهات، وكل ما من شأنه أن يضر بسمعتنا.
٭ من أين لكم «بأموال» مجمع النور؟؟!
ـ والله العظيم، كلها من أهل الخير .. مثلما يتبرع الخيرون لبيوت الله .
هل هناك ما يمنع أنْ نبذل مجهوداً لإقامة صرح ديني، يعبد فيه الله، سبحانه وتعالى .. ألا يستحق بيت الله أن يكون مؤسساً بشكل جميل وواسع ..!.
الحمد لله، فإنَّ مجمع النور يقوم بنشاط ديني كبير .. حيث تؤدى فيه الصلوات .. وتقام الدروس، وهو عمل خالص ، لوجهه تعالى..!.
نسأل الله أنْ يجعله في ميزان حسنات والدنا .. وميزان حسنات كل من ساهم فيه.
٭ لماذا استبدلتم اسم المجمع من اسم والدكم إلى مجمع النور؟!.
- حتى لا يقول البعض إنهم باسم والدهم جمعوا الاموال، وبنوا البنايات.. وفي النهاية، التسمية ليست مهمة .. وإنما الأهم هو الهدف من إقامة مسجد يعبد فيه الواحد الأحد.
٭ ولكن، داخل المجمع «استثمارات».. هناك «مول» بمثابة مركز تجاري ؟!.
- هذا طبيعي .. فطالما أنَّ هناك خدمات مستمرة، مثل الكهرباء والماء والنظافة، وغيرها .. وكلها أشياء تحتاج إلى ميزانية ..
فإنَّ «المول» هو وقف، لمواجهة مصاريف المجمع.
ليس هناك مليم واحد يدخل علينا .. بل أنَّ بعضنا يدفع من جيبه، وحُر ماله، لمواجهة مصروفات هذا الصرح الديني..!
منقول من صحيفة الوطن
سبق وان طرح احد الاخوان هذا الموضوع في الصحف السودانية وهذا هو رد شقيق البشير على مروجي الشائعات والاكاذيب والاقاويل المضللة وفي راي الخاص ان البشير واعوانه لا يسلمون من الشبهات والفساد المالي لكن لايمكنه الاستثمار في المال العام لبناء مساجد ودور للعبادة
واليك نص المقابلة الصحفية
شقيق الرئيس يجيب بهدوء شديد:
هذه هي قصة مجمع النور.. وأموال المول عبارة عن «وقف»
الرئيس دائما ما يوجهنا.. ووصيته لنا:ابعدوا عن «الشبهات»
تنتشر الشائعات، وتدور بين الناس الأقاويل.. خاصة حول المشاهير..!.
ولعل «إخوان الرئيس»، وزوجته السيدة وداد بابكر، لم يسلموا من تلك الشائعات.
جلسنا إلى شقيق الرئيس، المهندس علي حسن أحمد البشير .. وبدون رتوش، وبلا تجميل، واجهناه بالأسئلة التالية :
٭ كافوري والأراضي «الكثيرة»، والمباني .. من أين لكم هذا .. وأنتم لم ترثوا .. فوالدكم كان عاملاً بسيطاً ..؟!.
- نحن مثلنا مثل أهل السودان .. بسطاء .. رغم أنه من حق الإنسان أنْ يسعى، والأرزاق بيد الله، سبحانه وتعالى..
أما فيما يقال عن «عقارات وعمارات»، فإنها أكاذيب وافتراءات، يطلقها من لهم غرض.
نحن أصلاً من سكان كوبر .. وطبيعي أنْ نعيش في هذه المنطقة..
لدينا إخوان لا زالوا في الغربة .. وإخواني مؤهلون، وأخواتي متزوجات .. ولكن نحن لا نتميز على الناس، إلا بمقدار مجهوداتنا الشخصية .. التي جعلت حياتنا «مستورة» بعيداً عن الاستغلال .. حيث لا يفكر مجرد تفكير أي واحد منا .. بل نتحسس جداً من استخدام اسم شقيقنا عمر البشير ..!.
٭ هل حدث أنْ تناقشتم مع الرئيس، حول هذه الجوانب.؟!.
ـ نعم .. نعم .. في بعض الجلسات التي نلتقي فيها، كأسرة .. نحاول أنْ نطمئنه أننا نسير على الجادة، ولا نفعل إلاَّ ما يرضي الله.. وهو دائماً ما يوصينا أنْ نحفظ الله، وأنْ نحافظ على اسمائنا .. وألا نفعل ما لا يرضي الله، وأنْ نتجنب الشبهات، وكل ما من شأنه أن يضر بسمعتنا.
٭ من أين لكم «بأموال» مجمع النور؟؟!
ـ والله العظيم، كلها من أهل الخير .. مثلما يتبرع الخيرون لبيوت الله .
هل هناك ما يمنع أنْ نبذل مجهوداً لإقامة صرح ديني، يعبد فيه الله، سبحانه وتعالى .. ألا يستحق بيت الله أن يكون مؤسساً بشكل جميل وواسع ..!.
الحمد لله، فإنَّ مجمع النور يقوم بنشاط ديني كبير .. حيث تؤدى فيه الصلوات .. وتقام الدروس، وهو عمل خالص ، لوجهه تعالى..!.
نسأل الله أنْ يجعله في ميزان حسنات والدنا .. وميزان حسنات كل من ساهم فيه.
٭ لماذا استبدلتم اسم المجمع من اسم والدكم إلى مجمع النور؟!.
- حتى لا يقول البعض إنهم باسم والدهم جمعوا الاموال، وبنوا البنايات.. وفي النهاية، التسمية ليست مهمة .. وإنما الأهم هو الهدف من إقامة مسجد يعبد فيه الواحد الأحد.
٭ ولكن، داخل المجمع «استثمارات».. هناك «مول» بمثابة مركز تجاري ؟!.
- هذا طبيعي .. فطالما أنَّ هناك خدمات مستمرة، مثل الكهرباء والماء والنظافة، وغيرها .. وكلها أشياء تحتاج إلى ميزانية ..
فإنَّ «المول» هو وقف، لمواجهة مصاريف المجمع.
ليس هناك مليم واحد يدخل علينا .. بل أنَّ بعضنا يدفع من جيبه، وحُر ماله، لمواجهة مصروفات هذا الصرح الديني..!
منقول من صحيفة الوطن
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
أخي محمود لك الشكر على مدخلتك وحضورك الرائع ...وماشاء الله رد فيه كلام ناااااعم وجميل ... طيب إذا كان ليس هناك إستغلال بإسم الريس ... نمشي أنا وإنت ونطلب من أهل الخير إنشاء صرح عملاق بأبي جبيهة كمسجد النور ... صدقني ربما لانجد حتي حق عشرة أكياس إسمنت ... لا تصدق أخي محمود الآن أخوان الريس صاروا من أثرياء السودان ...وأتمني أن يكون إستثمار السيدة : وداد في داخل حدود السودان فقط وأتمني ان يكون من حر مالها ...
نحن أخي محمود كل ما نتمناه : الأكل والشرب والعلاج والتعليم لكل الشعب السوداني المغلوب على أمره ودون فرز ... والله يولي من يصلح .... إحترامي
نحن أخي محمود كل ما نتمناه : الأكل والشرب والعلاج والتعليم لكل الشعب السوداني المغلوب على أمره ودون فرز ... والله يولي من يصلح .... إحترامي
عثمان محمد يعقوب شاويش- مشرف منتدى شخصيات من ابى جبيهه
رد: هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
العم عثمان لك الشكر على مشاركاتك الهادفه وللأخ/ محمود على تثقيفنا بهذه المواضيع
حقيقة في بداية عمل مشروع مسجد النور ذهبت إلى الشركة التي تعمل على بناءه وتصميم هذا العمل وهي شركة تركية
سبب زيارتي هو أنهم تبرعوا لمركز أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم بمبلغ من المال
والله أعلم أن الدولة التركية لها باع في هذا العمل
حقيقة في بداية عمل مشروع مسجد النور ذهبت إلى الشركة التي تعمل على بناءه وتصميم هذا العمل وهي شركة تركية
سبب زيارتي هو أنهم تبرعوا لمركز أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم بمبلغ من المال
والله أعلم أن الدولة التركية لها باع في هذا العمل
ابوكلام- نشط ثلاثة نجوم
رد: هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
الكثيرون من ابناء شعبنا تعز عليهم لقمة العيش؛ وهنالك من هم في مناطق نزاعات يعانون الجوع والخوف والترهيب لماذا هذه العقلية المقلوبه في ترتيب أولويات الانسان اولاً (لقد كرمنا الانسان ) والصلاة يمكن ان تصلي علي الارض الحافة ولايمكن للفقراء والمعدمين ان يأكلوا التراب.
يقول عمر بن عبد العزيز (((الاكباد الجائعه اولي بالصدقات من المسجد الحرام )))
يقول عمر بن عبد العزيز (((الاكباد الجائعه اولي بالصدقات من المسجد الحرام )))
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الاُستاذ / عثمان
=========
لك التحية والاحترام‘ والله لو الانسان عاوز يُحافظ علي سمعته وكرامته لا يُفكر ابدا ان يكون حاكما علي السودان ‘ نميري يرحمه الله قالوا ماقالوا عنه والان ثبت للجميع اِنه كان من أشرف الرجال ‘ الان السكاكين اِمتدت الي عمر البشير الرجل الطيب المتواضع
أول مره أسمع عن هذا المسجد ونؤكد لكم بانه مسجد شيده فاعل خير وعمل وقف للمسجد عباره عن محلات تجارية للصرف عليه وهذه الطريقة معمول بها في كل بقاع العالم
== اِن بعض الظن اٍثم ==
مع تحيا تي
=====
الاُستاذ / عثمان
=========
لك التحية والاحترام‘ والله لو الانسان عاوز يُحافظ علي سمعته وكرامته لا يُفكر ابدا ان يكون حاكما علي السودان ‘ نميري يرحمه الله قالوا ماقالوا عنه والان ثبت للجميع اِنه كان من أشرف الرجال ‘ الان السكاكين اِمتدت الي عمر البشير الرجل الطيب المتواضع
أول مره أسمع عن هذا المسجد ونؤكد لكم بانه مسجد شيده فاعل خير وعمل وقف للمسجد عباره عن محلات تجارية للصرف عليه وهذه الطريقة معمول بها في كل بقاع العالم
== اِن بعض الظن اٍثم ==
مع تحيا تي
=====
الزبيرمحمدأحمد- نشط مميز
رد: هل حصل أن صليت بمسجد عمر البشير بكوبر ؟؟؟؟
عارف بالله شنو دا كان بكوم فحم
ابوهريرة عثمان عبدالسلام- مشرف المنتدى الاسلامى
مواضيع مماثلة
» البشير يؤدي صلاة الجمعة بمسجد تلودي
» هيئة شؤون الأنصار تضع البشير على المحك وتلقنه درساً عن أصول الشريعة..الهيئة تصدر بيان حول " دغمسات وهترشات " البشير بالقضارف
» مذكرة القوات المسلحة تبّكي نافع على نافع.....
» (((( ++ حوادث وجرائم محلية وعالمية ++ ) ))
» ليس دفاعا عن البشير.. ولكن
» هيئة شؤون الأنصار تضع البشير على المحك وتلقنه درساً عن أصول الشريعة..الهيئة تصدر بيان حول " دغمسات وهترشات " البشير بالقضارف
» مذكرة القوات المسلحة تبّكي نافع على نافع.....
» (((( ++ حوادث وجرائم محلية وعالمية ++ ) ))
» ليس دفاعا عن البشير.. ولكن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى