الدوق في الاسلام الحلقة الثالثة
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الدوق في الاسلام الحلقة الثالثة
الحلقة الثالثة
الذوق مع الجماد والنبات في الإسلام
تمهيد
إننا حينما قررنا أن نشرع في كتابة سلسلة عن الذوق في الإسلام .. فقد أحببنا أن نبين في البداية أن الذوق هو الأصل الذي من المفترض أن يجبل عليه الإنسان .. فهو الفطرة التي يهدى إليها الإنسان دون قوانين أو رسالات .. و لكن الرسالة الإسلامية جاءت لتزيل الغبش الذي أصاب هذه الأصول .. لتتجلى الفطرة فيصير صاحبها صالحا بطبيعته ..
ثم تحدثنا بعد ذلك عن الجمال .. وكيف حث الإسلام عليه .. و ما جعلني أبدأ بالجمال هو اقتناعي التام أن التربية على تدبر الجمال والشعور به هي الأسلوب الأمثل لتربية نشأ ذي روح عالية ، سامية .. قادر على تعليم العالم كله التسامح و العفو و الحب والأمانة و الصدق …
و الإسلام يهدف إلى تربية أجيال ذات حس مرهف .. ذات نفس شفافة .. تشعر بالجمال من حولها ..
و الذوق – المستمد من تعاليم و روح الإسلام - هو الذي حول هؤلاء البدو العابدين للأصنام المجبولين على الجاهلية العمياء يتحولون إلى مصلحين لم يشهد التاريخ مثلهم من مصلحين.
جعل عمر بن الخطاب ذا الطبيعة الغليظة - التي جعلته يدفن ابنته حية و هي تمسح تراب لحيته – يتحول إلى عمر الرقيق البكاء الذي خط الدمع تحت مقلتيه خطين أسودين من كثرة البكاء ..
و المسلم يجب أن يكون شفافا مرهف الحس يشعر بكل ما حوله و يتعامل معه برقة و عاطفية .. لأن كل ما حول الإنسان هو خلق الله .. و خلق الله أحق أن يعامل برقة ..
مع الجماد و النبات :
قد يظن البعض أنني قد أصابني الخبل حينما أقدم لسلسلتي هذه كل هذه التقدمة و أتحدث عن أن فقدان الذوق و الحس الرفيع هو مشكلة هذه الأمة ثم بعد ذلك أتكلم عن الذوق مع الجماد والنبات ..
ولكن أقول لهذا البعض .. إن هذه هي روح الإسلام .. الإسلام هو الحب ، هو الرحمة ، هو الرأفة ، هو الحس الرقيق ..
و الإسلام برسالته الذوقية جاء فحول قتلة الأطفال – وائدي البنات - ، و عبدة الأصنام ، و شاربي الخمر ، و منتهكي المحارم .. إلى آيات في الذوق و الحس الرفيع ..
من كان يظن أن من دفن ابنته بالأمس حية يصير رؤوفا رحيما بكل شيء حتى النبات والجماد ؟
إنها رسالة الذوق .. إنها رسالة الإسلام ..
أُحُد يحبنا ونحبه
ما هذه العاطفة الجياشة التي يحث عليها الإسلام .. ؟ ما هذا الحب الذي شمل كل شيء حتى الصخور المتراكمة في الجبال ؟
من يقول هذه العبارة ؟! .. إنه محمد صلى الله عليه وسلم .. نعم إنه محمد الذي كسرت رباعيته بالأمس القريب على صخور هذا الجبل .. و شج رأسه .. وكاد المسلمون أن ينهزموا على رمال هذا الجبل ..
وبعد كل ذلك .. يأتي ليعلمنا أبلغ درس في الذوق والعاطفة .. حتى مع الجماد ..
أحد يحبنا ونحبه ..
جذع الشجرة
من الجذع إلى المنبر ينتقل النبي .. فيبكي الجذع لفراقه ويحن له كما تحن الناقة إلى ولدها .. فيذهب النبي في عاطفة و حنان فيضمه فيسكن .. و يأمر أن يدفن الجذع تحت المنبر ..
إنها العاطفة التي شملت كل شيء .. إنها عاطفة الإسلام ..
ووصايا النبي في الغزو خير مثال على ذوق الإسلام و رحمته …
ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له
يريد أن ينقض فأقامه
و القرآن قد ضرب لنا مثلا للذوق الرفيع مع الجمادات .. ففي سورة الكهف يذكر ربنا عز وجل في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ..
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً
فالإسلام يدعوا إلى إصلاح الهالك وإقامة المعوج من الجمادات .. و لم لا ؟ وهو الدين الذي يدعوا إلى تعمير الأرض و إصلاحها ..
حديث يحث على التذوق :
روى الترمذي عن بندار عن أبي عامر أن النبي قال
«مثلي في النبيين كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأكملها, وترك فيها موضع لبنة لم يضعها, فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنه, فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة»
النبي يدعونا إلى إدراك الخطأ وتحديد الخلل و تذوق التام ..
و الأمثلة التي تقر ذوق الإسلام مع الجمادات كثيرة .. نذكر منها الحديث الذي رواه البخاري عن رسول الله فقال : (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا) وهذا فيه دعوة للمحافظة على الأبنية من الهلاك والدمار ..
وقال أيضا : (غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الله فإن الفويسقة (أي الفأرة) تضرم على أهل البيت بيتهم)
إنها أمثلة كثيرة تدلل على ذوق هذا الدين وعظمته في كل شيء ..
وقفات في ذوق الإسلام مع النبات :
1- حرص الإسلام على غرس النبات ..
حمى الإسلام حق النبات في الغرس وجعل ذلك قربى إلى الله تعالى , قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) رواه البخاري , وهذا الحديث يرغبنا في تعمير الأرض بغرس الأشجار وزرع المزروعات وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها ) رواه البخاري في مفرده والإمام أحمد في مسنده .
2- حماية النبات
من ذوق الإسلام حرصه على حماية النبات من أن تنفش فيه القطعان أو الحيوانات الضالة ..
ولذلك نص الفقه الإسلامي على أن صاحب الحيوان ضامن إذا خرجت حيواناته ليلاً وأهلكت زرع أحد لأن عليه حماية حيواناته من الخروج ليلاً , كما جعل صاحب الزرع مسئولاً عن زرعه نهاراً فعليه حراسته , وإذا اعتدت عليه الحيوانات فهو الضامن لنباته, وفي هذه حماية للنبات المزروع من الهلاك والرعي الجائر والتخريب بالليل والنهار.
و منع الإسلام الحجيج من قطع نبات الحرم أو إتلافه وفي هذا حفاظ على النبات من الإتلاف بالأعداد الكبيرة من الناس في مكان الحرم .
وأوصى أبو بكر قائد جيش الشام بقوله : لا تقتل صبياً , ولا امرأة , ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاه ولا بعيراً إلا لمأكله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقه.
وفي هذا أيضا حماية للأشجار المثمرة والنخيل والزرع من الهلاك أثناء الحرب والهرج والمرج, وهذه حماية لم تكفلها القوانين الوضعية ولا الدول المتقدمة.
كما منع الإسلام الإفساد في الأرض بعد إصلاحها , ومن الإفساد التلوث البيئي الذي أهلك التربة والنبات والماء فحرم النبات من حقه في بيئة نظيفة , وفي هذا إقرار في حمايته من الهلاك بالتلوث البيئي.
وقد روى أبو داوود أن من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار , قال أبو داوود يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها , صوب الله رأسه في النار , وفي هذا حماية لأشجار البر من القطع الظالم وحماية لأشجار الغابات من القطع الجائر ..
3- ذوق الإسلام مع النبات في تبيان جماله ..
فقد أبان الإسلام أن إظهار جمال النبات من الحقوق المقررة في الإسلام قال تعالى : ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءِله مع الله بل هم قوم يعدلون ) النمل 60 .
و تقرر هذه الآية حق النبات في بيان بهجته وجماله والتفكير في ذلك فقد تحدى الله من يجعلون مع الله آلهة سواء كانت أصناماً, أو أناساً, أو ظواهر كونية أن يستطيعوا إنبات بذرة واحدة أو حبة واحدة من بلايين البذور والحبوب التي تنبت كل لحيظة على الأرض لتعطي الأشجار والحدائق ذات البهجة والرونق قال تعالى ( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) ق 10 .
قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات (أي لايسقط) ورقها) جزء من حديث أخرجه الشيخان, وفي الحديث (مثل المؤمن الذي يحفظ القرآن ولا يعمل به كمثل الثمرة طعمها حلو ولا رائحة لها ) .
كل هذه الآيات تبين حق النبات في بيان جماله في شكله الظاهري وعظمة خلقه.
من كل ذلك يتبين لنا أن الإسلام حرص على الذوق مع كل شيء حتى الجمادات والنباتات و لولا خوفي من الإطالة و الإسهاب لذكرت المزيد .. و لكن ما قلناه يكفي على تبيان روح الإسلام ورسالته الذوقية مع كل شيء ..
الذوق مع الجماد والنبات في الإسلام
تمهيد
إننا حينما قررنا أن نشرع في كتابة سلسلة عن الذوق في الإسلام .. فقد أحببنا أن نبين في البداية أن الذوق هو الأصل الذي من المفترض أن يجبل عليه الإنسان .. فهو الفطرة التي يهدى إليها الإنسان دون قوانين أو رسالات .. و لكن الرسالة الإسلامية جاءت لتزيل الغبش الذي أصاب هذه الأصول .. لتتجلى الفطرة فيصير صاحبها صالحا بطبيعته ..
ثم تحدثنا بعد ذلك عن الجمال .. وكيف حث الإسلام عليه .. و ما جعلني أبدأ بالجمال هو اقتناعي التام أن التربية على تدبر الجمال والشعور به هي الأسلوب الأمثل لتربية نشأ ذي روح عالية ، سامية .. قادر على تعليم العالم كله التسامح و العفو و الحب والأمانة و الصدق …
و الإسلام يهدف إلى تربية أجيال ذات حس مرهف .. ذات نفس شفافة .. تشعر بالجمال من حولها ..
و الذوق – المستمد من تعاليم و روح الإسلام - هو الذي حول هؤلاء البدو العابدين للأصنام المجبولين على الجاهلية العمياء يتحولون إلى مصلحين لم يشهد التاريخ مثلهم من مصلحين.
جعل عمر بن الخطاب ذا الطبيعة الغليظة - التي جعلته يدفن ابنته حية و هي تمسح تراب لحيته – يتحول إلى عمر الرقيق البكاء الذي خط الدمع تحت مقلتيه خطين أسودين من كثرة البكاء ..
و المسلم يجب أن يكون شفافا مرهف الحس يشعر بكل ما حوله و يتعامل معه برقة و عاطفية .. لأن كل ما حول الإنسان هو خلق الله .. و خلق الله أحق أن يعامل برقة ..
مع الجماد و النبات :
قد يظن البعض أنني قد أصابني الخبل حينما أقدم لسلسلتي هذه كل هذه التقدمة و أتحدث عن أن فقدان الذوق و الحس الرفيع هو مشكلة هذه الأمة ثم بعد ذلك أتكلم عن الذوق مع الجماد والنبات ..
ولكن أقول لهذا البعض .. إن هذه هي روح الإسلام .. الإسلام هو الحب ، هو الرحمة ، هو الرأفة ، هو الحس الرقيق ..
و الإسلام برسالته الذوقية جاء فحول قتلة الأطفال – وائدي البنات - ، و عبدة الأصنام ، و شاربي الخمر ، و منتهكي المحارم .. إلى آيات في الذوق و الحس الرفيع ..
من كان يظن أن من دفن ابنته بالأمس حية يصير رؤوفا رحيما بكل شيء حتى النبات والجماد ؟
إنها رسالة الذوق .. إنها رسالة الإسلام ..
أُحُد يحبنا ونحبه
ما هذه العاطفة الجياشة التي يحث عليها الإسلام .. ؟ ما هذا الحب الذي شمل كل شيء حتى الصخور المتراكمة في الجبال ؟
من يقول هذه العبارة ؟! .. إنه محمد صلى الله عليه وسلم .. نعم إنه محمد الذي كسرت رباعيته بالأمس القريب على صخور هذا الجبل .. و شج رأسه .. وكاد المسلمون أن ينهزموا على رمال هذا الجبل ..
وبعد كل ذلك .. يأتي ليعلمنا أبلغ درس في الذوق والعاطفة .. حتى مع الجماد ..
أحد يحبنا ونحبه ..
جذع الشجرة
من الجذع إلى المنبر ينتقل النبي .. فيبكي الجذع لفراقه ويحن له كما تحن الناقة إلى ولدها .. فيذهب النبي في عاطفة و حنان فيضمه فيسكن .. و يأمر أن يدفن الجذع تحت المنبر ..
إنها العاطفة التي شملت كل شيء .. إنها عاطفة الإسلام ..
ووصايا النبي في الغزو خير مثال على ذوق الإسلام و رحمته …
ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له
يريد أن ينقض فأقامه
و القرآن قد ضرب لنا مثلا للذوق الرفيع مع الجمادات .. ففي سورة الكهف يذكر ربنا عز وجل في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ..
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً
فالإسلام يدعوا إلى إصلاح الهالك وإقامة المعوج من الجمادات .. و لم لا ؟ وهو الدين الذي يدعوا إلى تعمير الأرض و إصلاحها ..
حديث يحث على التذوق :
روى الترمذي عن بندار عن أبي عامر أن النبي قال
«مثلي في النبيين كمثل رجل بنى داراً فأحسنها وأكملها, وترك فيها موضع لبنة لم يضعها, فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنه, فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة»
النبي يدعونا إلى إدراك الخطأ وتحديد الخلل و تذوق التام ..
و الأمثلة التي تقر ذوق الإسلام مع الجمادات كثيرة .. نذكر منها الحديث الذي رواه البخاري عن رسول الله فقال : (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا) وهذا فيه دعوة للمحافظة على الأبنية من الهلاك والدمار ..
وقال أيضا : (غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الله فإن الفويسقة (أي الفأرة) تضرم على أهل البيت بيتهم)
إنها أمثلة كثيرة تدلل على ذوق هذا الدين وعظمته في كل شيء ..
وقفات في ذوق الإسلام مع النبات :
1- حرص الإسلام على غرس النبات ..
حمى الإسلام حق النبات في الغرس وجعل ذلك قربى إلى الله تعالى , قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) رواه البخاري , وهذا الحديث يرغبنا في تعمير الأرض بغرس الأشجار وزرع المزروعات وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها ) رواه البخاري في مفرده والإمام أحمد في مسنده .
2- حماية النبات
من ذوق الإسلام حرصه على حماية النبات من أن تنفش فيه القطعان أو الحيوانات الضالة ..
ولذلك نص الفقه الإسلامي على أن صاحب الحيوان ضامن إذا خرجت حيواناته ليلاً وأهلكت زرع أحد لأن عليه حماية حيواناته من الخروج ليلاً , كما جعل صاحب الزرع مسئولاً عن زرعه نهاراً فعليه حراسته , وإذا اعتدت عليه الحيوانات فهو الضامن لنباته, وفي هذه حماية للنبات المزروع من الهلاك والرعي الجائر والتخريب بالليل والنهار.
و منع الإسلام الحجيج من قطع نبات الحرم أو إتلافه وفي هذا حفاظ على النبات من الإتلاف بالأعداد الكبيرة من الناس في مكان الحرم .
وأوصى أبو بكر قائد جيش الشام بقوله : لا تقتل صبياً , ولا امرأة , ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاه ولا بعيراً إلا لمأكله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقه.
وفي هذا أيضا حماية للأشجار المثمرة والنخيل والزرع من الهلاك أثناء الحرب والهرج والمرج, وهذه حماية لم تكفلها القوانين الوضعية ولا الدول المتقدمة.
كما منع الإسلام الإفساد في الأرض بعد إصلاحها , ومن الإفساد التلوث البيئي الذي أهلك التربة والنبات والماء فحرم النبات من حقه في بيئة نظيفة , وفي هذا إقرار في حمايته من الهلاك بالتلوث البيئي.
وقد روى أبو داوود أن من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار , قال أبو داوود يعني من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها , صوب الله رأسه في النار , وفي هذا حماية لأشجار البر من القطع الظالم وحماية لأشجار الغابات من القطع الجائر ..
3- ذوق الإسلام مع النبات في تبيان جماله ..
فقد أبان الإسلام أن إظهار جمال النبات من الحقوق المقررة في الإسلام قال تعالى : ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءِله مع الله بل هم قوم يعدلون ) النمل 60 .
و تقرر هذه الآية حق النبات في بيان بهجته وجماله والتفكير في ذلك فقد تحدى الله من يجعلون مع الله آلهة سواء كانت أصناماً, أو أناساً, أو ظواهر كونية أن يستطيعوا إنبات بذرة واحدة أو حبة واحدة من بلايين البذور والحبوب التي تنبت كل لحيظة على الأرض لتعطي الأشجار والحدائق ذات البهجة والرونق قال تعالى ( والنخل باسقات لها طلع نضيد ) ق 10 .
قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمن كشجرة لايتحات (أي لايسقط) ورقها) جزء من حديث أخرجه الشيخان, وفي الحديث (مثل المؤمن الذي يحفظ القرآن ولا يعمل به كمثل الثمرة طعمها حلو ولا رائحة لها ) .
كل هذه الآيات تبين حق النبات في بيان جماله في شكله الظاهري وعظمة خلقه.
من كل ذلك يتبين لنا أن الإسلام حرص على الذوق مع كل شيء حتى الجمادات والنباتات و لولا خوفي من الإطالة و الإسهاب لذكرت المزيد .. و لكن ما قلناه يكفي على تبيان روح الإسلام ورسالته الذوقية مع كل شيء ..
اقبال عبداللطيف- مشرف ركن الاسرة
رد: الدوق في الاسلام الحلقة الثالثة
...اأن الذوق هو الأصل الذي من المفترض أن يجبل عليه الإنسان .. فهو الفطرة التي يهدى إليها الإنسان دون قوانين أو رسالات .. و لكن الرسالة الإسلامية جاءت لتزيل الغبش الذي أصاب هذه الأصول .. لتتجلى الفطرة فيصير صاحبها صالحا بطبيعته .. ..
الاخت العزيزة .. اقبال عبد اللطيف ..
نسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك ..
يقول الحبيب المصطفى علية افضل الصلاة والسلام ( الدين المعاملة)
ويا اختى ان السبب الاساسى فى نشر الاسلام على يد الصحابة الكرام هو التعامل ..
( كيف نحول هذا الكلام من السطور الى الصدور حتى يعم السلام والوائام ارجاء العالم)
تحياتى
الاخت العزيزة .. اقبال عبد اللطيف ..
نسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك ..
يقول الحبيب المصطفى علية افضل الصلاة والسلام ( الدين المعاملة)
ويا اختى ان السبب الاساسى فى نشر الاسلام على يد الصحابة الكرام هو التعامل ..
( كيف نحول هذا الكلام من السطور الى الصدور حتى يعم السلام والوائام ارجاء العالم)
تحياتى
خالد عثمان- نشط مميز
رد: الدوق في الاسلام الحلقة الثالثة
اقبال
ان شاله فى ميزان حسناتك
الموضوع جميل ومفيد
ان شاله فى ميزان حسناتك
الموضوع جميل ومفيد
غريق كمبال- مشرف المنتدى الاقتصادى
الذوق في الإســـــــــــــلام
الذوق تربية سليمة على القرآن والسنّة؛ إنّ ما نشاهده في مجتمعاتنا من قلّة الإهتمام بالذوقيّات يعكس في الحقيقة تربيةً غير سليمة وإهمالاً واضحاً لمثل هذه الجوانب المهمّة في الإسلام؛ فينشأ الناشئ وهو لا يعرف شيئاً عن ذوقيّات وأدبيّات دينه, وربما ربّى الآباء أولادهم على بعض الخصال التي تنم عن قلّة الذوق0
شكراً علي المشاركة
شكراً علي المشاركة
محمد قادم نوية- مشرف منتدى الصوتيات
رد: الدوق في الاسلام الحلقة الثالثة
كلك ذوق يا عزيزتنا اقبال
علينا اتباع ديننا الحنيف و
ونبينا العربى(عليه افضل الصلوات والسلام) الذى حثنا على كل صغيره وكبيره.
فى ميزان حسناتك
علينا اتباع ديننا الحنيف و
ونبينا العربى(عليه افضل الصلوات والسلام) الذى حثنا على كل صغيره وكبيره.
فى ميزان حسناتك
Suhad Abduelgfaar- مشرف حكاوي المهجر
مواضيع مماثلة
» الدوق في الاسلام الحلقة الولى
» اخبار الفن والفنانين
» شلقم يكشف عمليات القذافى السرية
» الجولة الثالثة من دوري ابطال اوربا
» الزوق في الاسلا الحلقة الثانية
» اخبار الفن والفنانين
» شلقم يكشف عمليات القذافى السرية
» الجولة الثالثة من دوري ابطال اوربا
» الزوق في الاسلا الحلقة الثانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى