تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و المثقفين (1)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و المثقفين (1)
تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و المثقفين
بقلم الدكتورة السودانية خديجة صفوت والموضوع مُهْدَى لفيصل خليل
لا يكتفي النخبوي بالنجاح و الشهرة و الثروة و بالتعين على احلال نفسه مكان الحكام و انما ينصب نفسه داعية فيما لا يخلق النخبوي و المتثاقف قيمة واحدة تنفع الناس.
تقديم:
عندما كنت اعد هذه الدراسة للنشر لاول مرة كانت ليبيا تسقط في ايد أوليجاركيات مالية و نخب وحكام جدد بغواية عصابة بيرنار هنري ليفي التنويعة الفرنسية على لورانس العرب و عبد الله بن السوداء من قبلهما و يقول بيرنادر ليفي و قد عاد لتوه من ليبيا صباح "سقوط طرابلس" انه فخور بان الشعوب العربية تتحرر و تقيم مجتمعات ديمقراطية تنعم فيها بالرفاهية. ويضحك على ذقوننا هذا الافاك وهو يتلاعب بالكلمات التى تزوق فتقول الكلمات ما لا تعنيه بل ما هو عكس ما قد يفهم. فهم يتحدثون عن الديمقراطية و يفكرون فى النفط و الغاز وعن الاردهار و يقصدون ازدهارهم هم. و كانت الاذاعات و الصحف وحلف الاطلنطي قد شنت حربا اعلامية و شرسة بالاشاعات و الاشاعات المضادة في الليلة السابقة و بيران استمرت دون توقف طوال الليل و النهار. وتختلف الانباء حول "سيتاريو تحرير ليبيا" ما بين ال ار تي و البي بي سي و القنوات المشبوهة. وتذيع تعلن الاخيرات سقوط طرابلس للمتمردين(هذه مفردة الغرب) اى لبنى غازى غريمة طرابلس لمئات السنين-و لم تسقط طرابلس حتى كتابة هذه السطور و "سقوط القذافي" قبل ان يسقط و اعتقال ابناء العقيد و لم يعتقلوا وموت احدهم و لم يمت. و هكذا تكون الحروب الاعلامية في افضل أحوالها.
و قياسا فقد كان بوش يعلن انتصارات قوات الحلفاء في العراق قبل ان تحدث و لم تحدث افلام افلام افلام فيما بجأر بيرنارد هنري ليفي بان تحرير ليبيا ليس كتحرير العراق مصرحا باننا "فعلنا فى ليببا ما لم نفعله فى البوسنة". و لا يملك اى كان الجرؤ على التصريح بان الرأسمالية المالية بسبيل اعادة استعمار افريقيا بامتياز بدءا بالسودان بشقيه وليبيا و ربما تونس و مصر فى تنويعات غير معرفة بصورة كافية بعد. و لست فى دفاع عن اي حاكم مستبد او حاكم يتلفع بعباءة ديمقراطية متخاتلة او عن اي متثاقف او نخبوي او حتى صحفي يتواطأ على الشعوب بذريعة حماية المدنيين او ايقاع الشر كل الشر بالشعوت تحت الوية نبيلة لحساب الاوليجاركيات المالية.
فقد كانت النخب عبر التاريخ غير المكتوب حصان طروادة لحساب الاوليجاركيات. ذلك انه يستحيل- و العدو يعرف انه يستحيل-اجتاح دولة او-و اختراق صفوف الشعب و الثوار الا بتجسس و تواطؤ بعض من يطلقون على انفسهم النخب او الصفوة او المثقف-و الاحرى المتثاقف-المحلي و حلفائهم و اسيادهم من العصابات الخارجية. فان كاهن كل شئ قد عولم فبات طييعا من العمل الحى و الحكومات ومعظم المفكرين و معظم النخب و بعض المثقفين و الصحافين المرقدين فى احضان جيوش الاستباق الدفاعى الى الضمير و الاخلاق الا ان الحركات الشعبية لم تظوع بعد. و ربما كان استعصاء الحركات الشعبية على التطويع مما يثير زعر العولمة والنخب جميعا. فان لاتجد العولمة سبيلا الى تطويع الحركات الشعبية التلقائية تصمها بالغوغائية الدهمائية فيما تتواطأ النخب على فبركة حركات بديلة تحل مكان الحركات الموضوعية. و اموت و بي شئ من النخب و الصفوات و المتثاقفين.
وفيما ينكر بيرنرد هنري ليفى ان ليبيا لا تعيد انتاج العراق تحل عصابة التواطؤ الاوربي الامريكى و النخب المحلية اجندة لا تزيد عن استبدال طاغية باخر مكان اجندة الطاغية الذى تم الاشتغناء عنه و تجأرتلك العصابات بان على الاسد ان يفهم ما الذي يحيق باللديكتاتور. و تسوق تلك العصابة ورائها في ليبيا و سوريا و غيرها فئات من شعوب مخلصة فى الثورة من اجل الحرية و الكرامة والخبز الكريم زاعمة ان العالم قد تغير وان قوانين اللعبة قد تغييرت. و لا تقول تلك العصابات ان الذي تغيير هو ان الناس-الشعوب-العرب–العامة يستدرجون الى خوض حروب نياية عن الرأسمالية المالية و ازلامها, و لا تقول العصابة ان مئات الاف عامة شعوب العرب تروح خسائر موازية.
و يرفض حلف الاطلطي و قد سوغ له تاريخ طويل من القرصنة و التحايل على نهب ذهب و مال ليبيا و خصخصة البنك المركزي (الوطنى المؤمم) الليبى وحرمان حلم الوحدة الافريقية من مليارات ليبيا و تبييت النية على هب مليارات الاسترليني الليبية المجمدة فى بريطانيا فيما يجأر ويليام هيج وزير خارجية بريطانيا قدمنا 20 مليون استرلينى مساعدة للمجلس الوطنى الانتقالي. على ان الاهم هو ان الشعوب العربية باتت اكثر وعيا و تقدما و تحضرا و ادراكا لخصومها من اي وقت مضى ومن اى كان. فلن يخدع الليبيون بما قد يحاك لهم و قد انتشر العملاء والجواسيس و مشاة القوات البريطاينة الخاصة فوق جبال نافيوسا غرب طرابلس يغوون قبائل البربر يما قد يبدو وكأنه لمصلحة البربر[iii]. و يرفض حلف الاطلسي ذكر اعداد قتلى نيران الحلف من المدنيين العزل و انكار كل حادثة تسجل المذابح كما فى كل مرة. فلا يقر عدوان الرأسمالية المالية بمسئوليته عن الخسائر الموازية في حروب تشعل بالوكالة من اجل تغيير النظام تحايلا على قرار مجلس الامن. و قياسا لا يسقط سوى صحفى او مصور تليفيزيوني واحد او اثنين من اعضاء تلك العصابة من النخب و الساسة. وحتى الجنرال عبد الفتاح يونس يموت فى "ظروف غامضة" فيما تتسارر تلك العصابة حول موته[iv]. و ان تقترف تلك العصابة جرائم بحق الانسانية من كل نوع و فى كل مكان على رؤوس الاشهاد فلا تتورع تلك العصابة عن المطالبة بتقديم من لا تسحبهم –ما ان تقرر تلك العصابة انها لم تعد تستحبهم-للمحاكمة يتهمة جرائم بحق الانسانية.
و سوف تترك الرأسمالية المالية الليبين ليصفوا حساباتهم القبلية والجهوية والشخصية و قد اغرقت ليبيا بالسلاح من كل نوع تهيئة لخلق شرط اندلاع حروب اهلية مشبوهه تعمل تلك العصابة على تأجيجها كما فى العراق و جنوب السودان و غيرهما كما فى كل مرة فيما تقف الرأسمالية المالية تتفرج علينا و تجأر بانننا لسنا سوى برابرة لا نستحق الحرية التى ساعدنا الغرب على نيلها منذ ان رفعتنا من وهدة البربرة و حررتنا من ربقة الاستعمار العثماني وساعدننا على استقلال وطنى متكاذب منذ 60 عاما و كما طبعت اقتصادنا و فتحت اسواقنا و عولمت حياتنا جميعا. و اجادل كما جادلت كثيرا بعض النخب المحلية تقف وراء ذلك السيناريو و هى التى يسرت تلك الكارثة المحققة على الشعوب العربية وراء ما تتصوره تلك النخب غنمية لا تزيد فى الواقع على فتاة سلطة لا طائل ورائها فالرأسمالية المالية تفرع كل سلطة من محتواها الا ما خلا سلطة المال و القوة المعسكرة و سلطة السمسرة فى المراكمة الرأسمالية المالية.
النخب و المتثاقفون و الخديعة:
يتعين على تشكيل الاخلاق بافساد القيم و تدليس المفاهيم. و قد انتشر بين معظم النخب و المتثاقفين فيروس البليرية Blairite (من توني بلير) الذى لا يعرف معنى للحياء او الاحتشام.
يستهويني المثقفون بقدر ما يبعث بعض النخب والصفوة فى قلبي الفزع. و ربما كان مفيدا البدئ بالقول بان هذه المجادلة تدعي الالمام باحوال نخب هذا الزمان كافة. الا اننى اصدر عن مادة خام فوامها من عاصرت منهم و اؤلئك الذين قرأت عنهم و حاولت التعرف على ملامحهم و بعض غاياتهم و خلفياتهم التاريخية. و قد عاصرت بعض المثقفين و بعض النخب العرب و المسلمين و كان الاخيرون قد تدحرجوا على بعضهم فبات مثقفون نخب و ادعى نخب انهم مثقفين. و لست فخورة بمعاصرة بعضهم فلا تهمنى تلك المعهصرة فى شئ الا بقدر ما توفر مادة دراسة شريحة اجتماعية غامضة و مشبوهة و مفضوحة فى وقت واحد. كما توفر ما قد يقيض قياسات و تنويعات عليهم فيما سبق من بعض النخب و الصفوات الكلاسيكية و العربية الاسلامية و الاوبية الغربية. و تلاحظ(ين) انه ما ان يهبط بعض النخب العرب و الافارقة والمسلمون الغرب حتى يمتلئ الواحد منهم بنفسه فتسول له نفسه ان يطرح نفسه "لاجئ سياسي" مما يقيض لبعضهم أن ينتحل صفة او يغدو نجما بلا مبرر يذكر اوينسى. وتلتقط منظمات مشبوهة-كبيت الحرية و غيرها-امثال هؤلاء فتكرس لديهم الاحساس بالاهمية و حتى باللزوم بان تقدمهم الى جامعات شهيرة و مشبوهة بنفس القدر مما يخرج سماسمرة السياسات المشبوهة بدورها.
و سرعان ينسب الواحد مهنم الى نفسه صلاحيات فكرية و اكاديمية و يقدم نفسه بوصفه دكتور و هو وحسب حامل-ان حمل-دكتوراه الدرجة الثالثة. فدكتوراه الدولة (الفرنسية مثلا) تحتاج و قد بقيت لوقت طويل تفرض حدا ادنى 8 سنوات من الدراسة قبل تقديم الاطروحة. و لدى فيما لدى واحدة من هذه و اعرف انها لا تساوي دكتوراة الدولة او دكتوراه الفلسفة. واذ قد يقوم بعضهم بتدريس اللغة العربية بالكاد فى بعض الجامعات الا انهم يطرحون انفسهم اساتدة فى كبريات الجامعات. شتان بين تدريس اللغة العربية او الادب العربي لغير المتحدثين بالعربية و بين تدريس مادة اساسية مثل مبادئ نظريات التنمية فى كلية دراسات التنمية.
و اجده مشوقا كثيرا ان الاحظ باثر رجعى مآل بعض تلك الكائنات و ما استقر عليه حالها او الاحرى لم يستقر فليس من طبع من يقضى يومه و حياته يبحث عن مكان له-و لا يجد مكانا فيما يجأر صباح مساء بانه من المصطفين-ان يستقر على حال او ان يحظ براحة البال حقا. و ان لا استحب فاكثر من لا استحبه-كون بعضهم ينكر على غيره عضوية هذه الجماعة المتساررة المتخاتلة فيما لا يدركون ان احدا غيرهم لا يسعى لعضوية تلك الجماعة. ذلك ان معظمهم لا يدرك كم هى مفضوحة و عارية تلك الجماعة فيما يتدارون وراء ادعاءاتهم و يبقون اخر من يعلم بما يراه الناس فيهم. فان يردري معظم ىالنخب العامة الشعوب تستهزئ النخب بالمثقفقن الشرفاء كون الاخيرين بعين النخب تعبير عن كل من الفشل فى الوصول الى شهرة النخب والعجز عن اقناء الثروة التى هى عنوان النجاح العولمي. هل ان ذللك وراء نجاهل تحليل النخب عربيا؟ لماذا لا يحلل المثقفون العرب و المسلمين المثقف العربى و المسلم بعد جرامشى و فيلفاريتو باريتو وموسكا تاريخيا؟ لماذا لا يتعينون على امعان النظر فى المثقف و النخبوي و دور الاخير خاصة فى السلطة و المعارضة و فى الحركات الشعبية؟ ولماذا يعشق الغرب النخب وما ينفك يحل جماعات منها مكان اخرى مثلما يبدل العملاء من الحكام وغير الحكام؟ و كيف لا يرعوي الاخيرون و هم يروم الى مصير اسلافهم على مر التاريخ؟
يرفع الضعفاء من احساس او وهم الانجلوساكسوني خاصة بانه هو الذى يخلق و يدمر و يمنح و يمنع بوصفه محور الكون. و كان بعض العرب يمارس هذه العادة السرية. فحتى فى زمان ازدهار الخلافة العباسية مثلا كان امثال ايتاح الخزرى و المملوك صالح بن وصيف (لاحظ الكنايات) مستشاري المتوكل و مصعب الزبيرى واسحاق بن ابى اسرائيل و القاضي أحمد بن دؤاد و بشر المريسي وثمامة بن أشرس واحمد بن أبي خالد و يحيى بن أكثم يؤكدون وجودهم خصما على من هم افضل منهم. فقد عانى علماء و فقهاء و مفكرين مثل الحلاج و الامام احمد و الامام و محمد بن إدريس الشافعي و محمد بن نوح و ابي ذر الغفاري او-و قضى بعضهم تحت التعذيب. وقياسا يعشق الغرب الرأسمالية كل من يوفر له توكيد امتياز الفرد الغربي. فكل ضعيف او–و معوق-ذهنيا-يشوق الفرد الغربى-الانجلوساكيوني خاصة-اذ يكرس الاول لدى الاخير الاحساس بالاهمية و باللزوم[v]. و اجادل و قد حاولت نأمل تنويع ذلك الانجلوساكسوني الذي يمنح و يمنع و يخلق و يدمر في تأمل علاقة الاخير يالغريب-البربري-اللاجئ المهاجر-و احساس الانجلوساكسونى بالتمييز و الاهمية خصما على من عداه.
يتبع
بقلم الدكتورة السودانية خديجة صفوت والموضوع مُهْدَى لفيصل خليل
لا يكتفي النخبوي بالنجاح و الشهرة و الثروة و بالتعين على احلال نفسه مكان الحكام و انما ينصب نفسه داعية فيما لا يخلق النخبوي و المتثاقف قيمة واحدة تنفع الناس.
تقديم:
عندما كنت اعد هذه الدراسة للنشر لاول مرة كانت ليبيا تسقط في ايد أوليجاركيات مالية و نخب وحكام جدد بغواية عصابة بيرنار هنري ليفي التنويعة الفرنسية على لورانس العرب و عبد الله بن السوداء من قبلهما و يقول بيرنادر ليفي و قد عاد لتوه من ليبيا صباح "سقوط طرابلس" انه فخور بان الشعوب العربية تتحرر و تقيم مجتمعات ديمقراطية تنعم فيها بالرفاهية. ويضحك على ذقوننا هذا الافاك وهو يتلاعب بالكلمات التى تزوق فتقول الكلمات ما لا تعنيه بل ما هو عكس ما قد يفهم. فهم يتحدثون عن الديمقراطية و يفكرون فى النفط و الغاز وعن الاردهار و يقصدون ازدهارهم هم. و كانت الاذاعات و الصحف وحلف الاطلنطي قد شنت حربا اعلامية و شرسة بالاشاعات و الاشاعات المضادة في الليلة السابقة و بيران استمرت دون توقف طوال الليل و النهار. وتختلف الانباء حول "سيتاريو تحرير ليبيا" ما بين ال ار تي و البي بي سي و القنوات المشبوهة. وتذيع تعلن الاخيرات سقوط طرابلس للمتمردين(هذه مفردة الغرب) اى لبنى غازى غريمة طرابلس لمئات السنين-و لم تسقط طرابلس حتى كتابة هذه السطور و "سقوط القذافي" قبل ان يسقط و اعتقال ابناء العقيد و لم يعتقلوا وموت احدهم و لم يمت. و هكذا تكون الحروب الاعلامية في افضل أحوالها.
و قياسا فقد كان بوش يعلن انتصارات قوات الحلفاء في العراق قبل ان تحدث و لم تحدث افلام افلام افلام فيما بجأر بيرنارد هنري ليفي بان تحرير ليبيا ليس كتحرير العراق مصرحا باننا "فعلنا فى ليببا ما لم نفعله فى البوسنة". و لا يملك اى كان الجرؤ على التصريح بان الرأسمالية المالية بسبيل اعادة استعمار افريقيا بامتياز بدءا بالسودان بشقيه وليبيا و ربما تونس و مصر فى تنويعات غير معرفة بصورة كافية بعد. و لست فى دفاع عن اي حاكم مستبد او حاكم يتلفع بعباءة ديمقراطية متخاتلة او عن اي متثاقف او نخبوي او حتى صحفي يتواطأ على الشعوب بذريعة حماية المدنيين او ايقاع الشر كل الشر بالشعوت تحت الوية نبيلة لحساب الاوليجاركيات المالية.
فقد كانت النخب عبر التاريخ غير المكتوب حصان طروادة لحساب الاوليجاركيات. ذلك انه يستحيل- و العدو يعرف انه يستحيل-اجتاح دولة او-و اختراق صفوف الشعب و الثوار الا بتجسس و تواطؤ بعض من يطلقون على انفسهم النخب او الصفوة او المثقف-و الاحرى المتثاقف-المحلي و حلفائهم و اسيادهم من العصابات الخارجية. فان كاهن كل شئ قد عولم فبات طييعا من العمل الحى و الحكومات ومعظم المفكرين و معظم النخب و بعض المثقفين و الصحافين المرقدين فى احضان جيوش الاستباق الدفاعى الى الضمير و الاخلاق الا ان الحركات الشعبية لم تظوع بعد. و ربما كان استعصاء الحركات الشعبية على التطويع مما يثير زعر العولمة والنخب جميعا. فان لاتجد العولمة سبيلا الى تطويع الحركات الشعبية التلقائية تصمها بالغوغائية الدهمائية فيما تتواطأ النخب على فبركة حركات بديلة تحل مكان الحركات الموضوعية. و اموت و بي شئ من النخب و الصفوات و المتثاقفين.
وفيما ينكر بيرنرد هنري ليفى ان ليبيا لا تعيد انتاج العراق تحل عصابة التواطؤ الاوربي الامريكى و النخب المحلية اجندة لا تزيد عن استبدال طاغية باخر مكان اجندة الطاغية الذى تم الاشتغناء عنه و تجأرتلك العصابات بان على الاسد ان يفهم ما الذي يحيق باللديكتاتور. و تسوق تلك العصابة ورائها في ليبيا و سوريا و غيرها فئات من شعوب مخلصة فى الثورة من اجل الحرية و الكرامة والخبز الكريم زاعمة ان العالم قد تغير وان قوانين اللعبة قد تغييرت. و لا تقول تلك العصابات ان الذي تغيير هو ان الناس-الشعوب-العرب–العامة يستدرجون الى خوض حروب نياية عن الرأسمالية المالية و ازلامها, و لا تقول العصابة ان مئات الاف عامة شعوب العرب تروح خسائر موازية.
و يرفض حلف الاطلطي و قد سوغ له تاريخ طويل من القرصنة و التحايل على نهب ذهب و مال ليبيا و خصخصة البنك المركزي (الوطنى المؤمم) الليبى وحرمان حلم الوحدة الافريقية من مليارات ليبيا و تبييت النية على هب مليارات الاسترليني الليبية المجمدة فى بريطانيا فيما يجأر ويليام هيج وزير خارجية بريطانيا قدمنا 20 مليون استرلينى مساعدة للمجلس الوطنى الانتقالي. على ان الاهم هو ان الشعوب العربية باتت اكثر وعيا و تقدما و تحضرا و ادراكا لخصومها من اي وقت مضى ومن اى كان. فلن يخدع الليبيون بما قد يحاك لهم و قد انتشر العملاء والجواسيس و مشاة القوات البريطاينة الخاصة فوق جبال نافيوسا غرب طرابلس يغوون قبائل البربر يما قد يبدو وكأنه لمصلحة البربر[iii]. و يرفض حلف الاطلسي ذكر اعداد قتلى نيران الحلف من المدنيين العزل و انكار كل حادثة تسجل المذابح كما فى كل مرة. فلا يقر عدوان الرأسمالية المالية بمسئوليته عن الخسائر الموازية في حروب تشعل بالوكالة من اجل تغيير النظام تحايلا على قرار مجلس الامن. و قياسا لا يسقط سوى صحفى او مصور تليفيزيوني واحد او اثنين من اعضاء تلك العصابة من النخب و الساسة. وحتى الجنرال عبد الفتاح يونس يموت فى "ظروف غامضة" فيما تتسارر تلك العصابة حول موته[iv]. و ان تقترف تلك العصابة جرائم بحق الانسانية من كل نوع و فى كل مكان على رؤوس الاشهاد فلا تتورع تلك العصابة عن المطالبة بتقديم من لا تسحبهم –ما ان تقرر تلك العصابة انها لم تعد تستحبهم-للمحاكمة يتهمة جرائم بحق الانسانية.
و سوف تترك الرأسمالية المالية الليبين ليصفوا حساباتهم القبلية والجهوية والشخصية و قد اغرقت ليبيا بالسلاح من كل نوع تهيئة لخلق شرط اندلاع حروب اهلية مشبوهه تعمل تلك العصابة على تأجيجها كما فى العراق و جنوب السودان و غيرهما كما فى كل مرة فيما تقف الرأسمالية المالية تتفرج علينا و تجأر بانننا لسنا سوى برابرة لا نستحق الحرية التى ساعدنا الغرب على نيلها منذ ان رفعتنا من وهدة البربرة و حررتنا من ربقة الاستعمار العثماني وساعدننا على استقلال وطنى متكاذب منذ 60 عاما و كما طبعت اقتصادنا و فتحت اسواقنا و عولمت حياتنا جميعا. و اجادل كما جادلت كثيرا بعض النخب المحلية تقف وراء ذلك السيناريو و هى التى يسرت تلك الكارثة المحققة على الشعوب العربية وراء ما تتصوره تلك النخب غنمية لا تزيد فى الواقع على فتاة سلطة لا طائل ورائها فالرأسمالية المالية تفرع كل سلطة من محتواها الا ما خلا سلطة المال و القوة المعسكرة و سلطة السمسرة فى المراكمة الرأسمالية المالية.
النخب و المتثاقفون و الخديعة:
يتعين على تشكيل الاخلاق بافساد القيم و تدليس المفاهيم. و قد انتشر بين معظم النخب و المتثاقفين فيروس البليرية Blairite (من توني بلير) الذى لا يعرف معنى للحياء او الاحتشام.
يستهويني المثقفون بقدر ما يبعث بعض النخب والصفوة فى قلبي الفزع. و ربما كان مفيدا البدئ بالقول بان هذه المجادلة تدعي الالمام باحوال نخب هذا الزمان كافة. الا اننى اصدر عن مادة خام فوامها من عاصرت منهم و اؤلئك الذين قرأت عنهم و حاولت التعرف على ملامحهم و بعض غاياتهم و خلفياتهم التاريخية. و قد عاصرت بعض المثقفين و بعض النخب العرب و المسلمين و كان الاخيرون قد تدحرجوا على بعضهم فبات مثقفون نخب و ادعى نخب انهم مثقفين. و لست فخورة بمعاصرة بعضهم فلا تهمنى تلك المعهصرة فى شئ الا بقدر ما توفر مادة دراسة شريحة اجتماعية غامضة و مشبوهة و مفضوحة فى وقت واحد. كما توفر ما قد يقيض قياسات و تنويعات عليهم فيما سبق من بعض النخب و الصفوات الكلاسيكية و العربية الاسلامية و الاوبية الغربية. و تلاحظ(ين) انه ما ان يهبط بعض النخب العرب و الافارقة والمسلمون الغرب حتى يمتلئ الواحد منهم بنفسه فتسول له نفسه ان يطرح نفسه "لاجئ سياسي" مما يقيض لبعضهم أن ينتحل صفة او يغدو نجما بلا مبرر يذكر اوينسى. وتلتقط منظمات مشبوهة-كبيت الحرية و غيرها-امثال هؤلاء فتكرس لديهم الاحساس بالاهمية و حتى باللزوم بان تقدمهم الى جامعات شهيرة و مشبوهة بنفس القدر مما يخرج سماسمرة السياسات المشبوهة بدورها.
و سرعان ينسب الواحد مهنم الى نفسه صلاحيات فكرية و اكاديمية و يقدم نفسه بوصفه دكتور و هو وحسب حامل-ان حمل-دكتوراه الدرجة الثالثة. فدكتوراه الدولة (الفرنسية مثلا) تحتاج و قد بقيت لوقت طويل تفرض حدا ادنى 8 سنوات من الدراسة قبل تقديم الاطروحة. و لدى فيما لدى واحدة من هذه و اعرف انها لا تساوي دكتوراة الدولة او دكتوراه الفلسفة. واذ قد يقوم بعضهم بتدريس اللغة العربية بالكاد فى بعض الجامعات الا انهم يطرحون انفسهم اساتدة فى كبريات الجامعات. شتان بين تدريس اللغة العربية او الادب العربي لغير المتحدثين بالعربية و بين تدريس مادة اساسية مثل مبادئ نظريات التنمية فى كلية دراسات التنمية.
و اجده مشوقا كثيرا ان الاحظ باثر رجعى مآل بعض تلك الكائنات و ما استقر عليه حالها او الاحرى لم يستقر فليس من طبع من يقضى يومه و حياته يبحث عن مكان له-و لا يجد مكانا فيما يجأر صباح مساء بانه من المصطفين-ان يستقر على حال او ان يحظ براحة البال حقا. و ان لا استحب فاكثر من لا استحبه-كون بعضهم ينكر على غيره عضوية هذه الجماعة المتساررة المتخاتلة فيما لا يدركون ان احدا غيرهم لا يسعى لعضوية تلك الجماعة. ذلك ان معظمهم لا يدرك كم هى مفضوحة و عارية تلك الجماعة فيما يتدارون وراء ادعاءاتهم و يبقون اخر من يعلم بما يراه الناس فيهم. فان يردري معظم ىالنخب العامة الشعوب تستهزئ النخب بالمثقفقن الشرفاء كون الاخيرين بعين النخب تعبير عن كل من الفشل فى الوصول الى شهرة النخب والعجز عن اقناء الثروة التى هى عنوان النجاح العولمي. هل ان ذللك وراء نجاهل تحليل النخب عربيا؟ لماذا لا يحلل المثقفون العرب و المسلمين المثقف العربى و المسلم بعد جرامشى و فيلفاريتو باريتو وموسكا تاريخيا؟ لماذا لا يتعينون على امعان النظر فى المثقف و النخبوي و دور الاخير خاصة فى السلطة و المعارضة و فى الحركات الشعبية؟ ولماذا يعشق الغرب النخب وما ينفك يحل جماعات منها مكان اخرى مثلما يبدل العملاء من الحكام وغير الحكام؟ و كيف لا يرعوي الاخيرون و هم يروم الى مصير اسلافهم على مر التاريخ؟
يرفع الضعفاء من احساس او وهم الانجلوساكسوني خاصة بانه هو الذى يخلق و يدمر و يمنح و يمنع بوصفه محور الكون. و كان بعض العرب يمارس هذه العادة السرية. فحتى فى زمان ازدهار الخلافة العباسية مثلا كان امثال ايتاح الخزرى و المملوك صالح بن وصيف (لاحظ الكنايات) مستشاري المتوكل و مصعب الزبيرى واسحاق بن ابى اسرائيل و القاضي أحمد بن دؤاد و بشر المريسي وثمامة بن أشرس واحمد بن أبي خالد و يحيى بن أكثم يؤكدون وجودهم خصما على من هم افضل منهم. فقد عانى علماء و فقهاء و مفكرين مثل الحلاج و الامام احمد و الامام و محمد بن إدريس الشافعي و محمد بن نوح و ابي ذر الغفاري او-و قضى بعضهم تحت التعذيب. وقياسا يعشق الغرب الرأسمالية كل من يوفر له توكيد امتياز الفرد الغربي. فكل ضعيف او–و معوق-ذهنيا-يشوق الفرد الغربى-الانجلوساكيوني خاصة-اذ يكرس الاول لدى الاخير الاحساس بالاهمية و باللزوم[v]. و اجادل و قد حاولت نأمل تنويع ذلك الانجلوساكسوني الذي يمنح و يمنع و يخلق و يدمر في تأمل علاقة الاخير يالغريب-البربري-اللاجئ المهاجر-و احساس الانجلوساكسونى بالتمييز و الاهمية خصما على من عداه.
يتبع
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و المثقفين (1)
تتصوره تلك النخب غنمية لا تزيد فى الواقع على فتاة سلطة لا طائل ورائها
فالرأسمالية المالية تفرع كل سلطة من محتواها الا ما خلا سلطة المال و
القوة المعسكرة و سلطة السمسرة فى المراكمة الرأسمالية المالية.
النخب و المتثاقفون و الخديعة:
يتعين على تشكيل الاخلاق بافساد القيم و تدليس المفاهيم. و قد انتشر بين
معظم النخب و المتثاقفين فيروس البليرية Blairite (من توني بلير) الذى لا
يعرف معنى للحياء او الاحتشام.
نعم استاذنا فضل انها المصيبة التى ألمت بنا و سوف تستمر لفترة طويلة من الذمن بكل أسف
تحياتى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و المثقفين (1)
يبدو بالفعل هناك مشكلة كما قالها استاذنا ازهرى
هذا موضوع حيوى و يهمنا فى المقام الاول كسودانين و معنين بمناقشتة اكثر من غيرنا
لماذا؟
لا ادرى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
مواضيع مماثلة
» المشــــــــــاكل المالية تحاصر نادي الحكام
» إنشاء آلية لمكافحة الفساد بأجهزة الدولة
» بعد التسبب في الأزمة المالية بأميركاوول ستريت متورط بأزمة أوروبا المالية
» الحكام مع نادي الحكام
» اضراب الاطباء بين اخطاء الساسة وعجز النخب وظلم الاعلام !!!
» إنشاء آلية لمكافحة الفساد بأجهزة الدولة
» بعد التسبب في الأزمة المالية بأميركاوول ستريت متورط بأزمة أوروبا المالية
» الحكام مع نادي الحكام
» اضراب الاطباء بين اخطاء الساسة وعجز النخب وظلم الاعلام !!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى