المخطط الصهيوني الرهيب

لم يعد من الممكن التصديق أن ما جرى ويجري في العالم العربي اليوم هو ردة فعل على قيام مواطن تونسي بسيط يدعى محمد بوعزيزي بحرق نفسه احتجاجاً على سوء معاملة إحدى عناصر الشرطة له (وللتذكير فقد تم تبرئة عنصر الشرطة النسائي الذي تسببت بحادثة بوعزيزي والتأكيد بعد التحقيق والمحاكمة بأنها لم تقم بأي عمل مسيء)، فما يجري اليوم هو عبارة عن مخطط واسع يشمل عدداً من الدول العربية والإقليمية وتلعب فيه عدة أطراف (الولايات المتحدة الأمريكية - رجب طيب أردوغان – إسرائيل – فرنسا – حلف الناتو – دول عربية) أدواراً مختلفة.
وقد روت مصادر مطلعة للأزمنة ملامح من هذا المخطط الواسع:

1- غاية مخطط أردوغان هو احتكاك الجيش التركي بنظيره السوري على حدود بلديهما حتى تشتعل شرارة الاشتباك، ثم توغل الجيش التركي داخل أراضي سورية وتموضعه هناك دون انسحابه بحجة الدفاع عن حقوق المدنيين السوريين، حتى إستجرار (الناتو) إلى سورية.

2- كما يسعى أردوغان إلى إستجرار الجيش الإيراني إلى مستنقع مخططه حيث سيقوم الجيش الإيراني بالمثل باحتلال موقع تركية متقدمة داخل الأراضي التركية وستساوم طهران أنقرة بالانسحاب من أراضيها شرط انسحاب الأخيرة من داخل سورية.

3- المتفق عليه بين أردوغان والقادة الإسرائيليين سراً والذي يحاولون التغطية عليه بالخلاف (الإعلامي) المفبرك بينهم على سفينة الحُرية التركية ومأساة قطاع غزة، هو قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بتوجيه ضربات لمواقع نووية وعسكرية إيرانية بحجة دفاع إسرائيل عن مصالحها داخل تركيا، وبالتالي اشتعال حرب إقليمية حيث ستضطر واشنطن والناتو للتدخل نصرةً لإسرائيل ضد سورية وإيران، وكذلك بحجة الدفاع عن مصالح واشنطن والناتو بتركيا.

4- دعمت المصادر معلوماتها مستشهدةً بتسيير أردوغان سفن حربية تركية لمرافقة وحماية سفينة الحرية. وذلك لغرض استعراضها القوة في المياه الإقليمية السورية واللبنانية وتعرفها بشكل دقيق على مسالك الطرق البحرية في حال شنت القوات التركية والأطلسية غاراتها على سورية. فهل يعقل أن لا تقوى أميركا والناتو وإسرائيل على إيقاف مساعي أردوغان هذه لو لم يكن الموضوع متفق عليه سلفاً بينهم.

5- هذا المخطط قد يوقف مخطط اللوبيات الأميركية والإسرائيلية الداعمة لـ(الربيع العربي) أو قد يعجل في تنفيذه بالكامل وصولاً إلى إسقاط أنظمة كافة دول المنطقة ونشر الفوضى الخلاقة بدل تلك الأنظمة عن طريق مساهمة (الإسلاميين) الموالين للغرب في نشرها وتعميم القتل والتهجير وتدمير البُنى التحتية للدول المشمولة بسقوط أنظمتها الحاكمة. بحجة حقوق الإنسان وإحلال الأنظمة الديمقراطية بدل الشمولية والديكتاتورية حسب ترويجات الإعلام الغربي.

6- المقصود من كل ذلك هو إركاع (روسيا) وإخضاعها للإملاءات الأميركية، عبر إسقاط أنظمة موالية لها في (ليبيا- الجزائر- سورية- إيران- أفريقيا).-

7- فور تيقن واشنطن وحلفاءها الأطلسيين من بدء الأنظمة
المشمولة بالتغيير في تنفيذ الإصلاحات وزيادة شعبيتها بين أوساط شعوبها سيتم تعجيل بمخطط إسقاطها. لسعي واشنطن والأطلسيين إلى نشر الفوضى والفقر والجوع والتخلف وإعادة المنطقة العربية والشرق أوسطية إلى القرون الوسطى تعتاش على المساعدات الخارجية وليس على مقدراتها الوطنية السيادية.

8- لهذا السبب أستعجل الغرب بمخطط إسقاط نظام القذافي، حيث كان مقرراً مطلع العام المقبل قيامه بافتتاح مشاريع ضخمة بمليارات الدولارات أنفق عليها من (ميزانية الثروة السيادية الليبية) بالتنسيق مع جيران وأصدقاء ليبيا من (الدول الأفريقية) وفي مقدمتهم (جنوب أفريقيا) وموافقة هؤلاء على تنصيبه (ملكاً) لأفريقيا برمتها مقابل هذه المشاريع الضخمة وتوطينه الجاليات الأفريقية كيد عاملة في ليبيا. وكذلك سعيه لربط القارة الأفريقية برمتها بخطط سكك حديدية كانت لو افتتحت لتسببت بشل الاقتصاد الأوروبي والأميركي بسبب حجم التبادل الاقتصادي بين ليبيا وأفريقيا المرتفع بسبب هذه السكك.

9- وكذلك الحال بالنسبة لـ(حسني مبارك) الذي كان مقرراً افتتاحه مطلع العام المقبل أكبر مشروع لإسكان ملايين الفقراء والشباب المصري (الأعزب) تم بناءه على نفقة القذافي وروسيا. وحين شعرت واشنطن بأنه سيزيد من شعبية مبارك عجلت في رحيله عن السلطة. لخشيتها من عدم قدرتها على ذلك في حال تمسك به غالبية المصريون المستفيدون من المشاريع الليبية- الروسية.


10- وكذلك أستعجل الغرب في سيناريو إسقاط النظام السوري بسبب علاقته مع إيران ورفضه الانخراط في مفاوضات سلام مباشر مع إسرائيل دون شروطٍ سورية مسبقة، والسبب الأهم هو رفض سورية الاستدانة من (البنك الدولي) الذي يمول نصف التظاهرات والشغب والقتل في المنطقة تحت مسمى الربيع العربي، وكذلك لإغلاق سورية سجل ديونها العام الماضي. ولتمسك سورية بضرورة قيام دولة فلسطين والاعتراف بها أُممياً ما أثار حفيظة خصومها الأميركيون والإسرائيليون.

منقول من موقع الازمنة