تقرير أمريكي مثير .. المارينز يقتربون من السودان
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تقرير أمريكي مثير .. المارينز يقتربون من السودان
تحت القبعات الخضراء
المارينز فى وسط إفريقيا.. خطوات بأكثر من اتجاه
تقرير: سحر أحمد
طرح تقرير حديث بموقع (بلاك أجندة) المهتم بتحليل السياسة الأمريكية وتوجهاتها الخارجية وما تحمله مواقفها المتشددة والمتقلبة في أحيان أخرى بشأن القضايا الدولية من أجندة خفية تساؤلات عديدة حول أهداف القوات الأمريكية الخاصة بأفريقيا وما تخفيه تحت القبعات الخضراء من أجندة؟ وهل لجأت الولايات المتحدة والدول الأوربية مؤخرا لاستخدام القوة لتعزيز مصالحها الاقتصادية واستعادة أراضيها التي فقدتها منذ أن وطئت الصين بأقدامها أراضي القارة السمراء.
العم سام والتنين.. حالة التحام غير مباشر
تساءل الكاتب الصحفي براديو بلاك أجندة قلين فورد بشكل لا يخلو من السخرية عن مدى مصداقية الفكرة التي طرحتها الولايات المتحدة بشأن اختيارها لمائة من نخبة القوات الأمريكية الخاصة ليركضوا في أحراش القارة الأفريقية خلف ما تبقى من جنود جيش الرب، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي لإرسال الولايات المتحدة لهذه القوات هو دولة جنوب السودان حيث تقوم الولايات المتحدة بتمهيد الطريق لحرب بالوكالة مع الصين حول النفط الأفريقي، لافتا إلى أن تواجد القوات ذات القبعات الخضراء بوسط أفريقيا هو من أجل التنسيق لعمليات عسكرية من قبل بعض الدول بشمال أفريقيا – التي وصفها بالعمالة لصالح الولايات المتحدة- ، مشيرا الى أن الولايات المتحدة وأوربا لم تعد المنافس الاقتصادي للصين بأفريقيا ويجب أن تلجأ حاليا لاستخدام القوة من خلال الجيوش الأفريقية التي تحركها الولايات المتحدة كالدمى - على حد تعبيره - لخدمة المصالح الأمريكية.
وفى السياق قال قلين فورد إن أهداف الولايات المتحدة صارت جلية في هذا الشأن فبالرجوع لأكتوبر من العام الماضي فسرت الإدارة الأمريكية إرسالها لذوي القبعات الخضراء لمساعدة دولة يوغندا وجمهورية الكنغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى ودولة الجنوب الوليدة في مطاردة فلول جيش الرب للمقاومة والتي عرفت بقتلها للمدنيين ولكن بالتأمل في المشهد فإن قوات جيش الرب لم يتبقَّ منها سوى بضع مئات من المقاتلين المتناثرين والذين لا يشكلون أي تهديد لأي حكومة في المنطقة، مضيفا أن أوباما استخدم عددا كبيرا من القوات الخاصة لإعطاء مهمته العسكرية عباءة الإنسانية فقواته تتعقب الأشرار في أدغال أفريقيا الذين يهددون المدنيين في الوقت الذي ترنو فيه البعثة بطرفها لهدف أكبر من ذلك بكثير، مضيفا أن الهدف الحقيقي للبعثة هو دولة الجنوب حيث تمهد الولايات المتحدة الطريق لحرب بالوكالة مع الصين حول النفط واستهدف السودان من قبل إدارتي بوش وأوباما لتغيير النظام به ويملك السودان ثروة نفطية يقع معظمها على الحدود بين دولتي السودان وتسيطر على إنتاجه شركات النفط الصينية، ففي يوليو الماضي انفصلت دولة الجنوب من شريكها دولة الشمال عقب حروب طاحنة امتدت لعقدين من الزمان لم تدخر فيهما الولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل جهدا في تسليح وتمويل حليفها الجنوب- الدولة الوليدة –التي تعتبر الأقل نموا في العالم وتطحنها الحروب الأهلية والعرقية التي شردت الآلاف وتعاني من الانقسامات الداخلية – الفوضى – التي تعتبر البيئة الأمثل التي تفضلها الولايات المتحدة لإقامة النظام الذي ينفذ أجندتها في المنطقة.
زعازع ونوازع
وأشار الكاتب الصحفي قلين فورد الى أن وجهة النظر هذه أيدها الكاتب الأمريكي الذي يطلق على نفسه الصحفي الغربي الوحيد المستقل توماس ماونتين الذي تحدث عن خطة أمريكية لزعزعة استقرار السودان، وأشار ماونتين في مقاله الى سعي الولايات المتحدة للسيطرة على النفط بالسودان وتقليص الوجود الصيني متخذة في سبيل ذلك وسائل عديدة من بينها إشعال فتيل الحرب بين الشمال والجنوب، واعتبر الكاتب توماس ماونتين أن الصراع القبلي بالجنوب وفرار الآلاف من مناطقهم جميعها مؤشرات لوجود خطة أمريكية لزعزعة استقرار السودان، مضيفا أن الخطة بدأت بدفع الولايات المتحدة لرواتب جنود الجيش الشعبي والتي قدرت بأكثر من (100) ألف دولار خلال العام الماضي (فقط) وتساءل الكاتب عن حقيقة استقلال دولة تدفع رواتب جنودها من قبل قوى أجنبية والى من تتبع إدارة الجيش في هذه الحالة الى دولة الجنوب أم القوى الأجنبية المسئولة عن دفع رواتبه - في إشارة لأمريكا، مشيرا لتدفق الآلاف من قوات حفظ السلام لدولة الجنوب وجميع هذه القوات تقريبا هي جزء من الجيش الأثيوبي الذي كان يعمل على مكافحة التمرد واتهم بعمليات إبادة جماعية في إقليم أوغادين بجنوب شرق أثيوبيا، لافتا لأن الجيش الأثيوبي هاجم الصومال عدة مرات تنفيذا لرغبة الولايات المتحدة وقبلها بست سنوات أرتريا، وقال الكاتب إن تفكك الجنوب غير مستغرب في ظل هذه الظروف، مضيفا أن أوباما أصدر قراره الأخير بشأن عزم البيت الأبيض على بيع الأسلحة المتقدمة للجيش الشعبي في الوقت الذي يموت فيه مئات الأطفال يوميا بالجنوب بسبب نقص الماء الصالح للشرب ونقص الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وما الى ذلك من مقومات الحياة فأمريكا ترغب في مد الجيش الشعبي بالمقاتلات والقاذفات فهي ترغب في رؤية الشعب السوداني يقتل بعضه، معتبرا أن النفط هو السبب الرئيسي الذي تسعى خلفه الولايات المتحدة والتي تخطط بمساعدة الأمم المتحدة على نشر (10) آلاف من القوات الأثيوبية تحت غطاء قوات حفظ السلام في منطقة أبيي وحول حقول النفط بها للسيطرة عليها مستقبلا، معتبرا أن أثيوبيا هي القوى المحلية التي تستخدمها الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها في منطقة شرق أفريقيا وهي الآلية التي تسعى بها أمريكا للسيطرة على حقول النفط بمنطقة أبيي، فالولايات المتحدة ترغب في الحد من سيطرة الصين على النفط السوداني وتعمل على تحفيز النزاعات القبلية بالجنوب وكذلك الحرب بين الشمال والجنوب لتستغل الفرصة تحت هذا الغطاء لضرب أنابيب البترول بالشمال فتكون قد حققت هدفين بذلك؛ الأول الحد من سيطرة الصين على قطاع النفط ووقف تصدير البترول حتى تتمكن من فرض مزيد من الشروط والضغوط على حكومة البشير التي تكون قد عجزت عن تلبية متطلبات شعبها، وبحسب الكاتب فإن تصريحات من قبل مسئولين جنوبيين أشارت الى أن الولايات المتحدة أبلغتهم بأنهم لن يحتاجوا لعائدات النفط من أجل البقاء وأنهم يمكنهم الاعتماد على المساعدات الغربية في الوقت الحالي، وبدأت الأشياء تتضح حاليا فالغرب دعم انفصال الجنوب الذي تحول الى كابوس بالنسبة لشعب السودان ولا عجب في أن تسلح أمريكا حاليا الجيش الشعبي الذي مولته سابقا، الشيء الذي يجب توقعه هو استمرار إدارة الأزمات – السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في تعاملها مع دولة الجنوب – سياسة خلق الأزمة ومن ثم إدارة القتل والفوضى جميع ذلك للاستفادة من استغلال ثروات الجنوب وتنفيذ أجندتها الخفية.
واعتبر فورد أن كل من دولة الجنوب وأثيوبيا ويوغندا وكينيا والكنغو وجمهورية أفريقيا الوسطى جميعها دول عميلة للولايات المتحدة تنفذ من خلالها أجندتها بأفريقيا فهي في حاجة لوجود قواتها الخاصة في المكان المناسب لتنسيق جهودها مع الجيوش الأفريقية التي تتحرك وفقا لرغبة الولايات المتحدة ومصالحها، لافتا لأن ذوي القبعات الخضراء في أفريقيا ليسوا من أجل مطاردة قوات جيش الرب ولكن من أجل السيطرة على الموارد
الجيش الأمريكي فى افريقيا.. مطاردة الأشباح
تقرير: خالد احمد
حملت الأخبار نهاية العام الماضي أن الرئيس الامريكي باراك اوباما قد شرع في إصدار قرار قضى بإرسال نحو «100» عسكري أمريكي إلى وسط إفريقيا لدعم القوات الحكومية في تلك الدول التي تقاتل متمردي جماعة جيش الرب وأوضح أوباما أن أولئك الجنود سيعملون مدربين ومستشارين في جهود تعقب الزعيم المتمرد جوزيف كوني، ولن يشاركوا في أعمال قتالية إلا دفاعاً عن النفس. وفي رسالة إلى الكونغرس قال أوباما إن أول قوات أمريكية وصلت إلى أوغندا يوم الأربعاء الماضي، وسيتم نشرها بجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكنغو الديمقراطية وسارع المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير بالإشادة بهذا القرار والانتشار، قائلاً “أي دعم لمهاجمة جيش الرب للمقاومة هو مبادرة جيدة"..
قلق التواجد
جيش الرب بزعامة جوزيف كوني الذي يقاتل الحكومة اليوغندية وتتحرك قواته بين جنوب السودان ويوغندا يشكل مصدر قلق للكثير من الدول الافريقية خاصة وان عملياته العسكرية تتسم بالقسوة بجانب استهداف المدنيين لذلك تدخلت القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وهي خطوة يعتبرها البعض فرصة انتهزتها امريكا لتضع قوة عسكرية لها في دولة جنوب السودان الوليدة خاصة وأنها دولة قيد الإنشاء وتربطها علاقة حميمة مع امريكا التي بهذا التدخل العسكري المحدود تكون قد تلمست طريقها نحو دولة الجنوب من الناحية العسكرية خاصة وأنها منذ فترة كانت تبحث عن هذا الأمر بعد أن فشلت في إقناع الدول الافريقية في استضافة قاعدتها العسكرية.
فيما يقول الخبير العسكري العميد (م) عبد المجيد رزق لـ(السوداني) إن تواجد عسكري امريكي في دولة الجنوب بجانب التواجد الاسرائيلي يشكل تهديدا حقيقيا لدولة السودان خاصة في حالة نشوب نزاع مسلح بين البلدين لأن هذه القوى الكبرى ستنحاز وتدعم دولة الجنوب مقابل الشمال خاصة وأن هذه الدول لديها تفوق عسكري وسياسي وتريد حكومة الجنوب الاستفادة من هذه القوى على الارض لحل خلافاتها مع الشمال خاصة في قضية الحدود.
الحكومة بالخرطوم كان لابد أن تشعر بالقلق من تواجد "مارينز امريكي" على بعد أمتار من أراضيها خاصة واذا تمكن هذا الوجود الامريكي العسكري قد يمتد للشريط الحدودي الطويل بين دولتي الشمال والجنوب خاصة وأن الأخيرة تبحث عن صديق قوي تستقوي به في هذه الفترة التي لم تنته فيها حل كافة القضايا العالقة مع الشمال خاصة قضية الحدود بجانب منطقة أبيي ومن أجل هذه الحماية كانت قد طلبت من الأمم المتحدة في وقت سابق أن تأتي لدولة الجنوب وترسل بعثة عسكرية لتأمين الحدود بينها والشمال.
وتزداد حدة التوتر شمالا كلما ازداد التواجد العسكري الدولي في دولة الجنوب لأن الجنوب يعتبر العمق الاستراتيجي للشمال خاصة وأن هذه القوات التي تأتي تنبع من دولة معادية لحكومة الخرطوم بجانب عدم معرفة ماسيجلبه المستقبل في شكل العلاقة المتذبذبة بين دولة الشمال والجنوب التي قد تؤدي الى نشوب نزاع مسلح بين البلدين خاصة في قضية الحدود ومنطقة أبيي التي على الرغم من زيارة رئيس حكومة الجنوب للخرطوم في الأيام الماضية إلا أنها لم تسفر عن التوصل بشكل واضح لحل لهذه القضايا الشائكة بجانب وجود نزاعات مسلحة في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان تجاور الجنوب وتتهم الخرطوم جوبا بدعم هذه الاحتجاجات العسكرية وتطالب بوقف هذا الدعم.
إسرائيل تنتظر
التواجد الأمريكي على أراضي دولة الجنوب ليس مصدر القلق الوحيد ولكن الانتشار الاسرائيلي في الجنوب يشكل قلقا ليس على السودان فحسب بل امتد حتى الدول العربية وخاصة مصر التي تقود معركة خفية مع اسرائيل وبعض دول منابع نهر النيل حول المياه لذلك سعت اسرائيل الى حجز مقعد متقدم في العلاقة مع جوبا وأسرعت الى التطبيع الدبلوماسي مع الجنوب بجانب السعي لتقديم الدعم الاقتصادي خاصة في مجال البنية التحتية وقالت صحيفة الانتباهة إن جمهورية جنوب السودان تسعى إلى إنشاء خزان لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة “نمولي” بتمويل خاص من “تل أبيب”، فيما حدد خبراء “إسرائيليون” فترة تقدر بشهرين لدخول المحطة حيز التشغيل الفعلي بجانب بدء مستثمرين “إسرائيليين” العمل في محطة لتنقية المياه تقع ما بين النيل الأزرق ودولة إثيوبيا على حدود جنوب السودان. بجانب ذلك تم الاتفاق على تقديم دعم عسكري لبناء ثكنات لقوات الحدود ومستشفيات عسكرية، وإنشاء مركز بحوث للألغام في جوبا، وإقامة قاعدة جوية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، بغية تدريب الطيارين الحربيين الجنوبيين.
حكومة الجنوب يمكن أن ترد على هذا الأمر بأنها دولة ذات سيادة وتقيم علاقتها وفق مصالح شعبها إلا أن مثل هذا الحدث سيكون واقعه مختلفا في الخرطوم التي تتحسس من التواجد الامريكي ناهيك عن التواجد الاسرائيلي في تلك المنطقة .
والمدهش في الأمر أن الأمريكان والإسرائيليين ليسوا وحدهم فالروس أيضا دخلوا الصراع حيث قالت الأخبار إن وفداً من الوكالة الروسية للصادرات العسكرية التقى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا وناقش معه مجموعة واسعة من أوجه التعاون العسكري بين جوبا وموسكو.
ويقول المحلل السياسي د . حسن حاج علي لـ(السوداني) إن حكومة الجنوب في حاجة لحليف استراتيجي دولي وبالتحديد الولايات المتحدة خاصة وأن الأخيرة قد ازداد اهتمامها بهذه المنطقة لمنافسة التمدد الصيني فيها وأشار خلال ورقة حول التداعيات السياسية للانفصال إلى أن العلاقة بين الشمال والجنوب ستتجه للتعاون في المستقبل لأن المصالح تجبرهم على ذلك.
صحيفة السوداني
المارينز فى وسط إفريقيا.. خطوات بأكثر من اتجاه
تقرير: سحر أحمد
طرح تقرير حديث بموقع (بلاك أجندة) المهتم بتحليل السياسة الأمريكية وتوجهاتها الخارجية وما تحمله مواقفها المتشددة والمتقلبة في أحيان أخرى بشأن القضايا الدولية من أجندة خفية تساؤلات عديدة حول أهداف القوات الأمريكية الخاصة بأفريقيا وما تخفيه تحت القبعات الخضراء من أجندة؟ وهل لجأت الولايات المتحدة والدول الأوربية مؤخرا لاستخدام القوة لتعزيز مصالحها الاقتصادية واستعادة أراضيها التي فقدتها منذ أن وطئت الصين بأقدامها أراضي القارة السمراء.
العم سام والتنين.. حالة التحام غير مباشر
تساءل الكاتب الصحفي براديو بلاك أجندة قلين فورد بشكل لا يخلو من السخرية عن مدى مصداقية الفكرة التي طرحتها الولايات المتحدة بشأن اختيارها لمائة من نخبة القوات الأمريكية الخاصة ليركضوا في أحراش القارة الأفريقية خلف ما تبقى من جنود جيش الرب، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي لإرسال الولايات المتحدة لهذه القوات هو دولة جنوب السودان حيث تقوم الولايات المتحدة بتمهيد الطريق لحرب بالوكالة مع الصين حول النفط الأفريقي، لافتا إلى أن تواجد القوات ذات القبعات الخضراء بوسط أفريقيا هو من أجل التنسيق لعمليات عسكرية من قبل بعض الدول بشمال أفريقيا – التي وصفها بالعمالة لصالح الولايات المتحدة- ، مشيرا الى أن الولايات المتحدة وأوربا لم تعد المنافس الاقتصادي للصين بأفريقيا ويجب أن تلجأ حاليا لاستخدام القوة من خلال الجيوش الأفريقية التي تحركها الولايات المتحدة كالدمى - على حد تعبيره - لخدمة المصالح الأمريكية.
وفى السياق قال قلين فورد إن أهداف الولايات المتحدة صارت جلية في هذا الشأن فبالرجوع لأكتوبر من العام الماضي فسرت الإدارة الأمريكية إرسالها لذوي القبعات الخضراء لمساعدة دولة يوغندا وجمهورية الكنغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى ودولة الجنوب الوليدة في مطاردة فلول جيش الرب للمقاومة والتي عرفت بقتلها للمدنيين ولكن بالتأمل في المشهد فإن قوات جيش الرب لم يتبقَّ منها سوى بضع مئات من المقاتلين المتناثرين والذين لا يشكلون أي تهديد لأي حكومة في المنطقة، مضيفا أن أوباما استخدم عددا كبيرا من القوات الخاصة لإعطاء مهمته العسكرية عباءة الإنسانية فقواته تتعقب الأشرار في أدغال أفريقيا الذين يهددون المدنيين في الوقت الذي ترنو فيه البعثة بطرفها لهدف أكبر من ذلك بكثير، مضيفا أن الهدف الحقيقي للبعثة هو دولة الجنوب حيث تمهد الولايات المتحدة الطريق لحرب بالوكالة مع الصين حول النفط واستهدف السودان من قبل إدارتي بوش وأوباما لتغيير النظام به ويملك السودان ثروة نفطية يقع معظمها على الحدود بين دولتي السودان وتسيطر على إنتاجه شركات النفط الصينية، ففي يوليو الماضي انفصلت دولة الجنوب من شريكها دولة الشمال عقب حروب طاحنة امتدت لعقدين من الزمان لم تدخر فيهما الولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل جهدا في تسليح وتمويل حليفها الجنوب- الدولة الوليدة –التي تعتبر الأقل نموا في العالم وتطحنها الحروب الأهلية والعرقية التي شردت الآلاف وتعاني من الانقسامات الداخلية – الفوضى – التي تعتبر البيئة الأمثل التي تفضلها الولايات المتحدة لإقامة النظام الذي ينفذ أجندتها في المنطقة.
زعازع ونوازع
وأشار الكاتب الصحفي قلين فورد الى أن وجهة النظر هذه أيدها الكاتب الأمريكي الذي يطلق على نفسه الصحفي الغربي الوحيد المستقل توماس ماونتين الذي تحدث عن خطة أمريكية لزعزعة استقرار السودان، وأشار ماونتين في مقاله الى سعي الولايات المتحدة للسيطرة على النفط بالسودان وتقليص الوجود الصيني متخذة في سبيل ذلك وسائل عديدة من بينها إشعال فتيل الحرب بين الشمال والجنوب، واعتبر الكاتب توماس ماونتين أن الصراع القبلي بالجنوب وفرار الآلاف من مناطقهم جميعها مؤشرات لوجود خطة أمريكية لزعزعة استقرار السودان، مضيفا أن الخطة بدأت بدفع الولايات المتحدة لرواتب جنود الجيش الشعبي والتي قدرت بأكثر من (100) ألف دولار خلال العام الماضي (فقط) وتساءل الكاتب عن حقيقة استقلال دولة تدفع رواتب جنودها من قبل قوى أجنبية والى من تتبع إدارة الجيش في هذه الحالة الى دولة الجنوب أم القوى الأجنبية المسئولة عن دفع رواتبه - في إشارة لأمريكا، مشيرا لتدفق الآلاف من قوات حفظ السلام لدولة الجنوب وجميع هذه القوات تقريبا هي جزء من الجيش الأثيوبي الذي كان يعمل على مكافحة التمرد واتهم بعمليات إبادة جماعية في إقليم أوغادين بجنوب شرق أثيوبيا، لافتا لأن الجيش الأثيوبي هاجم الصومال عدة مرات تنفيذا لرغبة الولايات المتحدة وقبلها بست سنوات أرتريا، وقال الكاتب إن تفكك الجنوب غير مستغرب في ظل هذه الظروف، مضيفا أن أوباما أصدر قراره الأخير بشأن عزم البيت الأبيض على بيع الأسلحة المتقدمة للجيش الشعبي في الوقت الذي يموت فيه مئات الأطفال يوميا بالجنوب بسبب نقص الماء الصالح للشرب ونقص الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وما الى ذلك من مقومات الحياة فأمريكا ترغب في مد الجيش الشعبي بالمقاتلات والقاذفات فهي ترغب في رؤية الشعب السوداني يقتل بعضه، معتبرا أن النفط هو السبب الرئيسي الذي تسعى خلفه الولايات المتحدة والتي تخطط بمساعدة الأمم المتحدة على نشر (10) آلاف من القوات الأثيوبية تحت غطاء قوات حفظ السلام في منطقة أبيي وحول حقول النفط بها للسيطرة عليها مستقبلا، معتبرا أن أثيوبيا هي القوى المحلية التي تستخدمها الولايات المتحدة لتنفيذ أجندتها في منطقة شرق أفريقيا وهي الآلية التي تسعى بها أمريكا للسيطرة على حقول النفط بمنطقة أبيي، فالولايات المتحدة ترغب في الحد من سيطرة الصين على النفط السوداني وتعمل على تحفيز النزاعات القبلية بالجنوب وكذلك الحرب بين الشمال والجنوب لتستغل الفرصة تحت هذا الغطاء لضرب أنابيب البترول بالشمال فتكون قد حققت هدفين بذلك؛ الأول الحد من سيطرة الصين على قطاع النفط ووقف تصدير البترول حتى تتمكن من فرض مزيد من الشروط والضغوط على حكومة البشير التي تكون قد عجزت عن تلبية متطلبات شعبها، وبحسب الكاتب فإن تصريحات من قبل مسئولين جنوبيين أشارت الى أن الولايات المتحدة أبلغتهم بأنهم لن يحتاجوا لعائدات النفط من أجل البقاء وأنهم يمكنهم الاعتماد على المساعدات الغربية في الوقت الحالي، وبدأت الأشياء تتضح حاليا فالغرب دعم انفصال الجنوب الذي تحول الى كابوس بالنسبة لشعب السودان ولا عجب في أن تسلح أمريكا حاليا الجيش الشعبي الذي مولته سابقا، الشيء الذي يجب توقعه هو استمرار إدارة الأزمات – السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في تعاملها مع دولة الجنوب – سياسة خلق الأزمة ومن ثم إدارة القتل والفوضى جميع ذلك للاستفادة من استغلال ثروات الجنوب وتنفيذ أجندتها الخفية.
واعتبر فورد أن كل من دولة الجنوب وأثيوبيا ويوغندا وكينيا والكنغو وجمهورية أفريقيا الوسطى جميعها دول عميلة للولايات المتحدة تنفذ من خلالها أجندتها بأفريقيا فهي في حاجة لوجود قواتها الخاصة في المكان المناسب لتنسيق جهودها مع الجيوش الأفريقية التي تتحرك وفقا لرغبة الولايات المتحدة ومصالحها، لافتا لأن ذوي القبعات الخضراء في أفريقيا ليسوا من أجل مطاردة قوات جيش الرب ولكن من أجل السيطرة على الموارد
الجيش الأمريكي فى افريقيا.. مطاردة الأشباح
تقرير: خالد احمد
حملت الأخبار نهاية العام الماضي أن الرئيس الامريكي باراك اوباما قد شرع في إصدار قرار قضى بإرسال نحو «100» عسكري أمريكي إلى وسط إفريقيا لدعم القوات الحكومية في تلك الدول التي تقاتل متمردي جماعة جيش الرب وأوضح أوباما أن أولئك الجنود سيعملون مدربين ومستشارين في جهود تعقب الزعيم المتمرد جوزيف كوني، ولن يشاركوا في أعمال قتالية إلا دفاعاً عن النفس. وفي رسالة إلى الكونغرس قال أوباما إن أول قوات أمريكية وصلت إلى أوغندا يوم الأربعاء الماضي، وسيتم نشرها بجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكنغو الديمقراطية وسارع المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير بالإشادة بهذا القرار والانتشار، قائلاً “أي دعم لمهاجمة جيش الرب للمقاومة هو مبادرة جيدة"..
قلق التواجد
جيش الرب بزعامة جوزيف كوني الذي يقاتل الحكومة اليوغندية وتتحرك قواته بين جنوب السودان ويوغندا يشكل مصدر قلق للكثير من الدول الافريقية خاصة وان عملياته العسكرية تتسم بالقسوة بجانب استهداف المدنيين لذلك تدخلت القوى الكبرى بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وهي خطوة يعتبرها البعض فرصة انتهزتها امريكا لتضع قوة عسكرية لها في دولة جنوب السودان الوليدة خاصة وأنها دولة قيد الإنشاء وتربطها علاقة حميمة مع امريكا التي بهذا التدخل العسكري المحدود تكون قد تلمست طريقها نحو دولة الجنوب من الناحية العسكرية خاصة وأنها منذ فترة كانت تبحث عن هذا الأمر بعد أن فشلت في إقناع الدول الافريقية في استضافة قاعدتها العسكرية.
فيما يقول الخبير العسكري العميد (م) عبد المجيد رزق لـ(السوداني) إن تواجد عسكري امريكي في دولة الجنوب بجانب التواجد الاسرائيلي يشكل تهديدا حقيقيا لدولة السودان خاصة في حالة نشوب نزاع مسلح بين البلدين لأن هذه القوى الكبرى ستنحاز وتدعم دولة الجنوب مقابل الشمال خاصة وأن هذه الدول لديها تفوق عسكري وسياسي وتريد حكومة الجنوب الاستفادة من هذه القوى على الارض لحل خلافاتها مع الشمال خاصة في قضية الحدود.
الحكومة بالخرطوم كان لابد أن تشعر بالقلق من تواجد "مارينز امريكي" على بعد أمتار من أراضيها خاصة واذا تمكن هذا الوجود الامريكي العسكري قد يمتد للشريط الحدودي الطويل بين دولتي الشمال والجنوب خاصة وأن الأخيرة تبحث عن صديق قوي تستقوي به في هذه الفترة التي لم تنته فيها حل كافة القضايا العالقة مع الشمال خاصة قضية الحدود بجانب منطقة أبيي ومن أجل هذه الحماية كانت قد طلبت من الأمم المتحدة في وقت سابق أن تأتي لدولة الجنوب وترسل بعثة عسكرية لتأمين الحدود بينها والشمال.
وتزداد حدة التوتر شمالا كلما ازداد التواجد العسكري الدولي في دولة الجنوب لأن الجنوب يعتبر العمق الاستراتيجي للشمال خاصة وأن هذه القوات التي تأتي تنبع من دولة معادية لحكومة الخرطوم بجانب عدم معرفة ماسيجلبه المستقبل في شكل العلاقة المتذبذبة بين دولة الشمال والجنوب التي قد تؤدي الى نشوب نزاع مسلح بين البلدين خاصة في قضية الحدود ومنطقة أبيي التي على الرغم من زيارة رئيس حكومة الجنوب للخرطوم في الأيام الماضية إلا أنها لم تسفر عن التوصل بشكل واضح لحل لهذه القضايا الشائكة بجانب وجود نزاعات مسلحة في مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان تجاور الجنوب وتتهم الخرطوم جوبا بدعم هذه الاحتجاجات العسكرية وتطالب بوقف هذا الدعم.
إسرائيل تنتظر
التواجد الأمريكي على أراضي دولة الجنوب ليس مصدر القلق الوحيد ولكن الانتشار الاسرائيلي في الجنوب يشكل قلقا ليس على السودان فحسب بل امتد حتى الدول العربية وخاصة مصر التي تقود معركة خفية مع اسرائيل وبعض دول منابع نهر النيل حول المياه لذلك سعت اسرائيل الى حجز مقعد متقدم في العلاقة مع جوبا وأسرعت الى التطبيع الدبلوماسي مع الجنوب بجانب السعي لتقديم الدعم الاقتصادي خاصة في مجال البنية التحتية وقالت صحيفة الانتباهة إن جمهورية جنوب السودان تسعى إلى إنشاء خزان لتوليد الطاقة الكهربائية بمنطقة “نمولي” بتمويل خاص من “تل أبيب”، فيما حدد خبراء “إسرائيليون” فترة تقدر بشهرين لدخول المحطة حيز التشغيل الفعلي بجانب بدء مستثمرين “إسرائيليين” العمل في محطة لتنقية المياه تقع ما بين النيل الأزرق ودولة إثيوبيا على حدود جنوب السودان. بجانب ذلك تم الاتفاق على تقديم دعم عسكري لبناء ثكنات لقوات الحدود ومستشفيات عسكرية، وإنشاء مركز بحوث للألغام في جوبا، وإقامة قاعدة جوية في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، بغية تدريب الطيارين الحربيين الجنوبيين.
حكومة الجنوب يمكن أن ترد على هذا الأمر بأنها دولة ذات سيادة وتقيم علاقتها وفق مصالح شعبها إلا أن مثل هذا الحدث سيكون واقعه مختلفا في الخرطوم التي تتحسس من التواجد الامريكي ناهيك عن التواجد الاسرائيلي في تلك المنطقة .
والمدهش في الأمر أن الأمريكان والإسرائيليين ليسوا وحدهم فالروس أيضا دخلوا الصراع حيث قالت الأخبار إن وفداً من الوكالة الروسية للصادرات العسكرية التقى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا وناقش معه مجموعة واسعة من أوجه التعاون العسكري بين جوبا وموسكو.
ويقول المحلل السياسي د . حسن حاج علي لـ(السوداني) إن حكومة الجنوب في حاجة لحليف استراتيجي دولي وبالتحديد الولايات المتحدة خاصة وأن الأخيرة قد ازداد اهتمامها بهذه المنطقة لمنافسة التمدد الصيني فيها وأشار خلال ورقة حول التداعيات السياسية للانفصال إلى أن العلاقة بين الشمال والجنوب ستتجه للتعاون في المستقبل لأن المصالح تجبرهم على ذلك.
صحيفة السوداني
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
130) مليون دولار من الكويت والحكومة لتأمين الحدود مع الجنوب
الخرطوم: لينا يعقوب
كشف نائب رئيس الجمهورية د.الحاج آدم يوسف، توفير مبلغ (130) مليون دولار من دولة الكويت والحكومة لتأمين الشريط الحدودي من منطقة (أم دافوق) ولآخر منطقة حدودية بين السودان وإثيوبيا، بما في ذلك خط آبار ومراعي بغرض استقرار الرعاة والرحل، مشيراً إلى أن البرنامج الموضوع في هذا الشأن يهدف إلى تقليل الاحتكاكات بين رعاة دولتي السودان وجنوب السودان، ونفى حدوث فجوة غذائية في بعض الولايات، مؤكداً بأن الدولة تحسبت لهذه الظروف وتملك حالياً أربعة ملايين جوال من الذرة، واختتم الحاج آدم أمس جولة واسعة النطاق على عدد من المحليات الحدودية في جنوب كردفان، رافقه خلالها وفد أمني رفيع المستوى، وخاطب لقاءات جماهيرية في كل من تلودي وكلوقي والعباسية، وأكد بأن الدولة لن تفرط في أمن واستقرار المواطن مقابل أن توافق حكومة الجنوب على تصدير نفطها عبر أنابيب الشمال، واعتبر أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور ما كان لها أن تتطاول لولا وجود الحركة الشعبية تحت مظلة حكومة الجنوب.
السوداني
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: تقرير أمريكي مثير .. المارينز يقتربون من السودان
أشكرك جداً أخى محمود على هذا البوست .. صراحة نحن فى حوجة إلى مثل هذه المقالات .. عشان نقدر نرتب أولوياتنا و نعرف من هو عدونا الأول و الذى يليه ثم الذى ... و هكذا .. قد يساعدنا ذلك فى تفهم قضيتنا و الإستعداد لها .. شكراً
كرم هجانه- نشط مميز
رد: تقرير أمريكي مثير .. المارينز يقتربون من السودان
السودان (رسمياً، جمهورية السودان) يقع في شمال أفريقيا ويعتبر جزء من الشرق الأوسط جغرافيا وسياسيا وهو عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي. السمة الرئيسية فيه هي نهر النيل وروافده، يحده من الشرق أثيوبيا وأريتريا ومن الشمال الشرقي البحر الأحمر ومن الشمال مصر ومن الشمال الغربي ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى ومن الجنوب دولة جنوب السودان. يقسم نهر النيل أراضي السودان إلى شطرين شرقي وغربي وينساب نحوه رافديه: النيل الأزرق والنيل الأبيض ليلتقيا في الخرطوم في مشهد طبيعي فريد. ويتوسط السودان حوض وادي النيل الذي يلعب دوراً حيوياً في حياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي علاقاته الخارجية.[3] والخرطوم أو (العاصمة المثلثة) كما تُعرف هي عاصمة السودان وسميت مثلثة لأنها تتكون من ثلاث مدن كبيرة وهي (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري).
يعتبر السودان مهداً لحضارات عريقة، استوطن فيه الإنسان منذ 5000 سنة قبل الميلاد [4][5][6] ولشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة ويتداخل مع تاريخ مصر الفرعونية والتي كان السودان متداخلاً معها سياسياً على مدى فترات طويلة، لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين (الفراعنة السود) التي حكمت مصر ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي.
يقع السودان بين خطي عرض 8.45 درجة و 23.8 درجة شمالاً، وخطي طول 21.49 درجة إلى 38.24 درجة شرقاً،[3] في موقع جيوبولوتيكي مهم بين عدة مناطق استراتيجية، فهو يشكل بوابة أو مفترق طرق وجسر بين أفريقيا - خاصة منطقة القرن الإفريقي شرقاً ومنطقة الساحل غربا وحتى حوض السنغال، وافريقيا شمال الصحراء الكبرى ومنطقة البحيرات الكبرى في الوسط - وبينها وبين العالم العربي الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، وهو بذلك أحد معابر التفاعلات والهجرات والمؤثرات العربية الإسلامية جنوب الغابات الإستوائية في أفريقيا كما أنه ظل وحتى منتصف القرن الماضي الممر الرئيسي لقوافل الحجيج والتجارة من غرب أفريقيا إلى الأرضى المقدسة وشرق أفريقيا.[3]
شهد السودان حرباً أهلية استمرت منذ قبيل إعلان الاستقلال في عام 1956م حتى 2005 عدا فترات سلام متقطعة، نتيجة صراعات عميقة بين الحكومة المركزية في شمال السودان (الذي تقطنه أغلبية مسلمة) وحركات متمردة في جنوبه(الذي تسوده الديانة المسيحية والمعتقدات المحلية) وانتهت الحرب الأهلية بالتوقيع اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً للحرب الأهلية، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وأصبح إقليم جنوب السودان يتمتع بحكم ذاتي أعقبه استفتاء عام في عام 2011 حول البقاء موحداً مع السودان أو الإنفصال. وجاءت نتيجة الاستفتاء لهذا الخيار الأخير.
في عام 1989 م، قاد العميد عمر البشير انقلاباً عسكرياً ،أطاح بحكومة مدنية برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأصبح هو رئيساً لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ثم رئيساً للجمهورية.
محتويات
[أخف] 1 أصل التسمية 1.1 اثيوبيا
1.2 السودان
2 التاريخ 2.1 التاريخ القديم 2.1.1 الممالك النوبية
2.1.2 الممالك المسيحية
2.1.3 دخول العرب والإسلام
2.1.4 الممالك الإسلامية
2.2 التاريخ الحديث 2.2.1 الحكم التركي والثورة المهدية
2.2.2 الحكم الثنائي الإنجليزي المصري
3 الأنظمة السياسية المعاصرة 3.1 الإستقلال
3.2 الحكم المدني الأول 3.2.1 الأزمة الدستورية وتدخل الجيش
3.2.2 الحرب الأهلية الأولى في جنوب السودان
3.3 الحكم العسكري الأول 3.3.1 حكومة عبود
3.3.2 سياسات حكومة عبود 3.3.2.1 المشكلة الدستورية
3.3.2.2 مشكلة الجنوب
3.3.2.3 التنمية
3.3.3 نتائج السياسات وسقوط النظام
3.4 الحكم المدني الثاني 3.4.1 مشكلة الجنوب
3.4.2 حل الحزب الشيوعي
3.4.3 قمة اللاءات الثلاث
3.4.4 الحالة السياسية العامة
3.5 نظام مايو: حكومة نميري 3.5.1 نميري واليساريين
3.5.2 إنقلاب الشيوعيين
3.5.3 تعديل الدستور
3.5.4 نميري والإسلاميين
3.5.5 مشكلة الجنوب 3.5.5.1 إتفاقية أديس أبابا
3.5.5.2 الحرب الأهلية الثانية
3.6 حكومة سوار الذهب العسكرية المدنية الإنتقالية
3.7 الحكم المدني التعددي الثالث
3.8 ثورة الإنقاذ الوطني 3.8.1 مشكلة الجنوب 3.8.1.1 اتفاقية نيفاشا
3.8.1.2 انفصال الجنوب
3.8.2 الانتخابات السودانية العامة (2010)
4 الرموز الوطنية 4.1 العلم
4.2 النشيد الوطني
4.3 الشعار
5 نظام الحكم
6 القوات المسلحة السودانية 6.1 الجيش 6.1.1 النشاط السياسي للجيش السوداني
6.1.2 العمليات الخارجية للجيش السوداني
6.1.3 تنظيم الجيش السوداني
6.1.4 التدريب
6.2 الشرطة الموحدة السودانية
7 الاقتصاد 7.1 الزراعة
7.2 الثروة الحيوانية
7.3 الصناعة
7.4 النفط
7.5 الصادرات
7.6 الواردات
8 الموارد المائية والكهرباء
9 الجغرافيا 9.1 الموقع الجغرافي
9.2 التضاريس
9.3 المناخ
10 الحياة البرية والنباتية 10.1 الغطاء النباتي
10.2 الحظائر والمحميات الطبيعية
11 السكان 11.1 التعداد السكاني
11.2 اللغات الأساسية
11.3 الأديان
12 الأعياد والعطلات الرسمية
13 المطبخ السوداني 13.1 الأطباق المشهورة
13.2 المنبهات والمكيفات
13.3 المشروبات
14 النقل والمواصلات 14.1 الطرق البرية
14.2 السكة حديد
14.3 النقل الجوي
14.4 النقل البحري
14.5 النقل النهري
14.6 الجسور والطرق السريعة
15 السياحة 15.1 الأهرام
15.2 آثار سواكن
15.3 شواطئ البحر الأحمر
15.4 جبل مرة
15.5 شلال السبلوقة
15.6 محمية الدندر
15.7 المقرن
15.8 متحف السودان القومي
15.9 متحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم
15.10 متحف بيت الخليفة
16 الموسيقى
17 الآداب والفنون 17.1 السينما
17.2 المسرح
17.3 الأدب السوداني
18 الإعلام والإتصالات 18.1 الإعلام 18.1.1 الصحف
18.1.2 التلفزيون
18.1.3 الإذاعة
18.2 الإتصالات
18.3 شبكة الإنترنت
19 التعليم
20 الرياضة 20.1 كرة القدم
20.2 الألعاب الأخرى
21 الرعاية الصحية
22 التقسيم الإداري 22.1 المدن
22.2 ولايات السودان
22.3 مناطق حدود خلافية
23 حكام السودان 23.1 الرؤساء
23.2 رؤساء الوزراء
24 الأحزاب السياسية في السودان
25 انظر أيضًا
26 مصادر
27 وصلات خارجية
[عدل] أصل التسمية
[عدل] اثيوبيا
تمثال لوجه الملك طهراقا على جسد أسد، وهو واحد من أشهر الملوك الكوشيين وخامس ملوك الأسرة الخامسة والعشرين التي حكمت مصر، يوجد التمثال حالياً بالمتحف البريطاني
الملك طهراقا في معبد جبل البركل، السودان
إقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر. وكان قدماء المصريين يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود، في حين ورد الاسم اثيوبيا في كتاب الإلياذة مرتين، وفي الأوديسا ثلاث مرات للدلالة على المنطقة ذاتها، وهو اسم مركب من لفظين باللغة الإغريقية وهما ايثو (aitho) بمعنى المحروق، وأوبسيس (opsis) أي الوجه وبذلك يصبح اللفظ اثيوبيا Aethiopia (باللغة الإغريقية Αἰθιοπία) مرادفاً لبلاد الوجوه المحروقة أو البشرة البنيّة أو السوداء اللون.[7] وجاء في موسوعة حضارة العالم إن المؤرخ اليوناني الشهير هوميروس قد ذكر بأن الألهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر عاصمتها مروي، ووفقاَ لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم أول من عبد الآلهة وقدم لها الـقرابين، وأنهم من علّم الكتابة للمصريين. وفي العهد المروي كانت العلاقات وُدية بين البطالسة والسودانيين، لاسيما في عهد بطليموس الثاني. كما كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونان.[8] [9]
كذلك ورد اللفظ اثيوبيا في كثير من تراجم الكتاب المقدس (العهد القديم) بالمعنى ذاته وللدلالة على المنطقة جنوب مصر، وتحدثت الترجمة اليونانية للكتاب المقدس (العهد الجديد) عما وصفته بخادم اثيوبي للملكة النوبية الكنداكة، لكن النصوص العبرية في التوراة ذكرت اسم بلاد كوش مرات عديدة (37 مرة) للإشارة ألى بلاد النوبة، جنوب مصر، حيث نقرأ:
«(من أشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام وشنعار ومن حماة ومن جزائر البحر (أشعياء 11: 12)»
. وعُرّف كوش بأنه هو ابن حام ابن نوح، وقد أطلق الأباطرة الأحباش على بلادهم اسم اثيوبيا بدلا عن الحبشة تمشياً مع الملك الحبشي إيزانا الذي احتل مروي عاصمة مملكة اثيوبيا -الواقعة في شمال السودان حالياً - والذي أطلق على نفسه ملك ملوك اثيوبيا.
[عدل] السودان
كان قدماء المؤرخين العرب قد ترجموا اللفظ الاغريقي إثيوبيا إلى بلاد السودان ، وتحت اسم السودان جمع قدماء المؤرخين العرب جميع الشعوب القاطنة جنوب الصحراء الكبرى مثل تكرور وغانة وصنهاجة وغيرهم.[10] يقول اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي)عن ممالك الحبشة والسودان، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس، وانقسم أولاد كوش بن حام، وهم الحبشة والسودان، عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين، فرقة منهم قصدت البين بين المشرق والمغرب، وهم النوبة، والبجة، والحبشة، والزنج، والأخرى قصدت الغرب، وهم زغاوه، والحسن، والقاقو، والمرويون، ومرندة، والكوكو، وغانه. وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا. [11] [12] كذلك يعني مصطلح (بلاد السودان)، بلاد الشجعان.[13] وكان يستخدم بصفة عامة لكل بلاد الزنوج. جاء في مقدمة ابن خلدون بأن كلمة (السودان) كلمة مرادفة للزنوج.[14] وقد أعتمدت الإدارة الاستعمارية البريطانية رسمياَ اسم السودان المصري الإنجليزي في اتفاقية الحكم الثنائي في عام 1899 والتي وقعها اللورد كرومر ممثلاَ لـبريطانيا العظمى وبطرس غالي وزير خارجية مصر آنذاك. وكان الملك فاروق ملك مصر السابق يلقب بملك مصر والسودان. وباستقلال البلاد في أول يناير / كانون الثاني 1956 أصبح اسمها جمهورية السودان (وبالإنجليزية Republic of the Sudan) أضيفت اداة التعريف باللغة الإنجليزية (the) إلى النص الإنجليزي لتمييز الاسم الرسمي للبلاد عن السودان الجغرافي الذي يشمل منطقة الساحل الأفريقي لا سيما وأن تلك المنطقة كانت تعرف ابان حقبة الاستعمار الغربي لأفريقيا بـالسودان الفرنسي، الذي شمل كلاً من تشاد والنيجر ومالي، وكانت هذه الأخيرة تعرف باسم الجمهورية السودانية في عام 1959 ولكنها غيرت اسمها في عام 1960 إلى اسم مالي تيمناً بـ إمبراطورية مالي التي تأسست في القرن الثامن الميلادي واستمرت حتى احتلها المغاربة الموحدين سنة 1078 م.[15] وبعد انفصال جنوب السودان في استفتاء عام أجري في عام 2011 تنفيذا لـ اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في بلدة نيفاشا بكينيا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005، حافظ الجنوبيون على اسم السودان واطلقوا على دولتهم الوليدة اسم جمهورية جنوب السودان.[16] و السودان اسم لبلدة في مقاطعة لامب بغرب ولاية تكساس، في الولايات المتحدة، يبلغ عدد سكانها 1039 (تعداد عام 2000). [17]
[عدل] التاريخ
مقال تفصيلي :تاريخ السودان
[عدل] التاريخ القديم
مخطوطة نوبية قديمة (في المتحف البريطاني)، السودانيون أول من أستخدم الحروف بدلاً من الصور والرموز في وادي النيل
يعود تاريخ إنسان السودان إلى العصر الحجري (8000ق م - 3200 ق م). واتضح من الجماجم التي وُجدت لهؤلاءالناس أنهم يختلفون عن أي جنس بشري يعيش اليوم. وكان سكان الخرطوم القديمة، يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار، أمـا سكان المنطقة التي تقع فيها حالياً (الشهيناب) الواقعة على الضفة الغربية للنيل فقد كانوا يختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة، ولهذا تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية، وكانوا يمارسون حرفة الصيد وصناعة الفخار واستعمال المواقد والنار للطبخ. وكشف تحليل المستحثات القديمة على هيكل لجمجمة إنسان عثر عليها صدفة عام 1928 م، في سنجة بولاية النيل الأزرق، عرف بإنسان سنجة الأول Singa skull، بأنه عاش في العصر الحجري البلستوسيني Pleistocene وتزامن مع وجود إنسان نياندرتال[18] . ويوجد الهيكل حالياً في المتحف البريطاني.
[عدل] الممالك النوبية
حدود مملكة كوش
تعتبر مملكة كوش النوبية أقدم الممالك السودانية، حيث ظهرت فيها اللغة الكوشية كلغة تفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية (نسبة إلى مدينة مروي التي تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل شمال قرية البجراوية الحالية). وكانت مروي عاصمة للسودان في الفترة ما بين القرن السادس قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادى، وازدهرت فيها تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب مع شبه الجزيرة العربية وبين موانئ السودان والحبشة. وكانت للكوشيين حضارة عرفت نظم الإدارة وشيدت الإهرامات (التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي)[19]، كما عرفت كوش تعدين الحديد والصناعات الحديدية في القرن الخامس قبل الميلاد. وهناك نظريات تأريخية ترجح أن من بين أسباب إنهيار المملكة هو تفشي الأمراض الناجمة من تلوث البيئة في مروي نتيجة الصناعات الحديدية المكثفة فيها. وكانت للسودان علاقات مع ليبيا والحبشة منذ القدم وبدا من الآثار السودانية بأن مملكة مروي كانت علي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة.
[عدل] الممالك المسيحية
الممالك المسيحية في السودان
إندثرت حضارة النوبة الفرعونية لتقوم مكانها عدة ممالك مسيحية بلغ عددها في القرن السادس الميلادي حوالي 60 مملكة، ابرزها مملكة نبتة (Nobatia باللغات اللاتينية) في الشمال وعاصمتها فرس، ومملكة المغرة (Makuria) في الوسط وعاصمتها دنقلا العجوز على بعد 13 ميل جنوب مدينة دنقلا الحالية، ومملكة علوة (Alodia) في الجنوب وعاصمتها سوبا (إحدى الضواحي الجنوبية للخرطوم الحالية) وحكمت الممالك الثلاث مجموعة من المحاربين الأرستقراطيين الذين برزوا كورثة لحضارة النوبة بألقاب إغريقية على غرار البلاط البيزنطي. دخلت المسيحية السودان في عهد الأمبراطور الروماني جستينيان الأول وزوجته ثيودورا، وأعتنقت مملكة المغرة المذهب الملكاني في حين اتبعت نبتة وعلوة المذهب اليعقوبي الذي تدعمه الأمبراطورة ثيودورا.
[عدل] دخول العرب والإسلام
أحد سلاطين السلطنة الزرقاء
دخل الإسلام إلى السودان بصورة رسمية في عهد الخليفة عثمان بن عفان، ووالي مصر عمرو بن العاص، كما تدل الوثائق القديمة ومن بينها اتفاقية البقط التي ابرمها المسلمون بقيادة عبد الله بن أبي السرح والي الصعيد مع النوبة في سنة 31 هجرية لتأمين التجارة بين مصر والسودان، والإعتناء بمسجد دنقلا، ومن المشهود أن جماعات عربية كثيرة هاجرت إلى السودان واستقرت في مناطق البداوة في أواسط السودان وغربه ونشرت معها الثقافة العربية الإسلامية.وإزدادت الهجرات العربية إبّان الفتوحات الإسلامية، [20] كما تدل الآثار ومن بينها شواهد قبور تعود إلى أحقاب قديمة عُثر عليها في منطقة إريتريا الحالية وشرق السودان، بالإضافة إلى كتب قدماء المؤرخين العرب أمثال ابن خلدون واليعقوبي وغيرهم. وجاء إلى السودان العلماء المسلمين في مرحلة أزدهار الفكر الصوفي فدخلت البلاد طرق صوفية سنية مهمة تجاوز نفوذها السودان ليمتد إلى ما جاوره من أقطار. وقامت مختلف الدويلات والممالك السودانية على الشرعية الدينية. فقد كانت الدولة المهدية التي أعقبت نجاح ثورة المهدي دولة في إطار ديني.
محمد علي باشا
استعراض عسكري لجيش محمد على باشا أثناء وصوله وادي حلفا سنة 1821
ومن أقدم الهجرات العربية للسودان هي هجرة قبيلة بلي اليمنية القحطانية والتي جاءت إلى السودان قبل ألفي عام واستوطنت في شرق السودان واندمجت فيما بعد في مجتمع قبائل البجا عن طريق المصاهرة حتى أصبحت جزء من مملكة الحدارب (الحضارمة)التي قضي عليها الفونج قبل أربعمائة عام بعد أن استطاعت الدفاع عن سواحل البحر الأحمر ضد غارات الأساطيل الأوروبية لفترات طويلة وأخر الهجرات هي هجرة قبيلة الرشايدة في القرن السابع عشر.[21][22][23]
[عدل] الممالك الإسلامية
بعد إضمحلال الممالك المسيحية وتراجع نفوذها السياسي أمام الهجرات العربية والمدّ الإسلامي قامت ممالك وسلطنات إسلامية العقيدة عربية الثقافة مثل السلطنة الزرقاء أو مملكة الفونج (1505-1820)م، في الشرق الجنوبي والوسط وعاصمتها سنار، ومن أشهر ملوكها عبد الله جَمّاع وبادي أبو شلوخ، وسلطنة الفور في الغرب الأقصى(1637-1875) م، واستقر حكمها في الفاشر، ومن سلاطينها المشهورين السلطان تيراب والسلطان علي دينار، ومملكة تقلي في جبال النوبة (حوالي 1570-إلى أواخر القرن التاسع عشر) م تقريباً، [24] إضافة إلى ممالك أخرى مثل مملكة المسبعات في الغرب الأوسط ومن أعيانها المقدوم مسلم، ومملكة الداجو ومقر حكمها كلوا في الغرب الأقصى ومملكة البجا وعاصمتها هجر في الشرق.
[عدل] التاريخ الحديث
[عدل] الحكم التركي والثورة المهدية
قائد الثورة المهدية محمد أحمد المهدي
في سنة 1821 أرسل محمد علي باشا خديوي مصر العثماني حملة عسكرية لاحتلال السودان بهدف جمع المال والرجال لتوسيع رقعة ملكه في الشرق الأوسط وأفريقيا والقضاء على جيوب مقاومة المماليك الخارجين على حكمه والذين هرب بعضهم إلى السودان. نجحت الحملة في ضم مناطق الاستوائية جنوباً وكردفان غرباً حتى تخوم دارفور وسواحل البحر الاحمر وإريتريا شرقاُ. وكان لمحمد علي وخلفائه دور فاعل في تشكيل السودان ككيان سياسي على حدود مقاربة لحدوده الحالية، غير ان النظام الذي اعتمده محمد علي (وخلفاؤه) للسودان لم يؤسس قاعدة اجتماعية يمكن أن تبنى عليها الوحدة الوطنية بينما تسبب سوء الإدارة والفساد والتعسف في جباية الضرائب إلى تعريض حكمهم في السودان لمقاومة وطنية أبرزها الثورة المهدية التي حررت السودان وأقامت دولة المهدية العربية الإسلامية بزعامة محمد أحمد المهدي التي سرعان ما إنهارت في عام 1898 م، على يد القوات البريطانية المصرية في معركة كرري (أم درمان) ومقتل الخليفة عبد الله التعايشي في واقعة أم دبيكرات بكردفان لتنتهي بذلك صفحة الحكم الوطني وتبدأ مرحلة الاستعمار.
[عدل] الحكم الثنائي الإنجليزي المصري
غوردون باشا آخر حكام العهد التركي المصري
في مارس / آذار 1896 م، زحفت الجيوش المصرية إلى السودان تحت قيادة القائد البريطاني لورد هربرت كتشنر لإعادة استعماره تحت التاجين المصري والبريطاني. وسقطت أم درمان عاصمة الدولة المهدية في سنة 1898 م، وأنهارت مقاومة الدراويش وتم وضع السودان تحت إدارة حكم ثنائي بموجب اتفاقية عام 1899 م ،بين إنجلترا ومصر التي نصت على أن يكون على رأس الإدارة العسكرية والمدنية في السودان حاكما عاما انجليزياً ترشحه حكومة إنجلترا ويعينه خديوي مصر. ويتمتع الحاكم العام بسلطات مطلقة في تنظيم الإدارة في السودان وغيرها من الأعمال التي يراها ضرورية لحكمه. ومع بداية الحكم الثنائي بدأت مرحلة جديدة في إدارة السودان تميزت بمركزية السلطة في بداية الأمر، ثم تدرجت إلى أسلوب الحكم غير المباشر (الحكم عن طريق الإدارة الأهلية) وعزز هذه الفكرة ما ساد الإدارةالاستعمارية من اعتقاد ارتكز علي ان الحكم البيروقراطي المركزي غير مناسب لحكم السودان. وصدر في عام 1951 م، قانون الحكم المحلي، الذي كان ايذاناً بتطبيق نظام للحكم المحلي.[25] أبرز ما تميز به الحكم الثنائي هو تبنيه لسياسات تهدف إلى تمزيق وحدة السودان، إذ عمدت إدارة الحكم الثنائي إلى إصدار ما عرف بقانون المناطق المقفولة والذي حددت بمقتضاه مناطق في السودان يحرم على الأجانب والسودانيين دخولها أو الإقامة فيها دون تصريح رسمي. وشمل القانون 7 مناطق متفرقة من السودان : دارفور وبحر الغزال ومنقلا والسوباط ومركز بيببور ـ وهي مناطق تقع في جنوب السودان بالإضافة إلى مناطق في كردفان وجبال النوبة وشمال السودان ومن مظاهر ذلك القانون حرمان السوداني الشمالي من إنشاء المدارس في الجنوب إذا سمح له بالإقامة فيها. وإذا تزوج بإمرأة جنوبية فلا يستطيع أخذ اطفاله عند عودته إلى شمال السودان.[26]. وفي عام 1922 م، انحصر قانون المناطق المغلقة على جنوب السودان. وصدرت في عام 1930 م، توجيهات وأحكام هدفها منع التجار الشماليين من الاستيطان في الجنوب ووقف المد الثقافي العربي وا لدين الإسلامي من الانتشار في جنوب السودان، بل أن ارتداء الأزياء العربية التقليدية كالجلباب والعمامة كان محظورا على الجنوبيين. هذه السياسة التي وصفها أنتوني سايلفستر بالأبارتهيد Apartheid الجنوبي تم التخلي عنها فجأة بعد الحرب العالمية الثانية أي بنهاية عام 1946 م، وطلب من الجنوبيين أن يعدوا أنفسهم للعيش في السودان الموحد الذي لاح استقلاله في الأفق. وبحلول عام 1950 م، سمح للأداريين الشماليين ولأول مرة بدخول الجنوب وتم ادخال تعليم اللغة العربية في مدارس الجنوب ورفع الحظر عن الدعوة الإسلامية [27].
يعتبر السودان مهداً لحضارات عريقة، استوطن فيه الإنسان منذ 5000 سنة قبل الميلاد [4][5][6] ولشعب السودان تاريخ طويل يمتد منذ العصور القديمة ويتداخل مع تاريخ مصر الفرعونية والتي كان السودان متداخلاً معها سياسياً على مدى فترات طويلة، لاسيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين (الفراعنة السود) التي حكمت مصر ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي.
يقع السودان بين خطي عرض 8.45 درجة و 23.8 درجة شمالاً، وخطي طول 21.49 درجة إلى 38.24 درجة شرقاً،[3] في موقع جيوبولوتيكي مهم بين عدة مناطق استراتيجية، فهو يشكل بوابة أو مفترق طرق وجسر بين أفريقيا - خاصة منطقة القرن الإفريقي شرقاً ومنطقة الساحل غربا وحتى حوض السنغال، وافريقيا شمال الصحراء الكبرى ومنطقة البحيرات الكبرى في الوسط - وبينها وبين العالم العربي الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، وهو بذلك أحد معابر التفاعلات والهجرات والمؤثرات العربية الإسلامية جنوب الغابات الإستوائية في أفريقيا كما أنه ظل وحتى منتصف القرن الماضي الممر الرئيسي لقوافل الحجيج والتجارة من غرب أفريقيا إلى الأرضى المقدسة وشرق أفريقيا.[3]
شهد السودان حرباً أهلية استمرت منذ قبيل إعلان الاستقلال في عام 1956م حتى 2005 عدا فترات سلام متقطعة، نتيجة صراعات عميقة بين الحكومة المركزية في شمال السودان (الذي تقطنه أغلبية مسلمة) وحركات متمردة في جنوبه(الذي تسوده الديانة المسيحية والمعتقدات المحلية) وانتهت الحرب الأهلية بالتوقيع اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً للحرب الأهلية، بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، وأصبح إقليم جنوب السودان يتمتع بحكم ذاتي أعقبه استفتاء عام في عام 2011 حول البقاء موحداً مع السودان أو الإنفصال. وجاءت نتيجة الاستفتاء لهذا الخيار الأخير.
في عام 1989 م، قاد العميد عمر البشير انقلاباً عسكرياً ،أطاح بحكومة مدنية برئاسة الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وأصبح هو رئيساً لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ثم رئيساً للجمهورية.
محتويات
[أخف] 1 أصل التسمية 1.1 اثيوبيا
1.2 السودان
2 التاريخ 2.1 التاريخ القديم 2.1.1 الممالك النوبية
2.1.2 الممالك المسيحية
2.1.3 دخول العرب والإسلام
2.1.4 الممالك الإسلامية
2.2 التاريخ الحديث 2.2.1 الحكم التركي والثورة المهدية
2.2.2 الحكم الثنائي الإنجليزي المصري
3 الأنظمة السياسية المعاصرة 3.1 الإستقلال
3.2 الحكم المدني الأول 3.2.1 الأزمة الدستورية وتدخل الجيش
3.2.2 الحرب الأهلية الأولى في جنوب السودان
3.3 الحكم العسكري الأول 3.3.1 حكومة عبود
3.3.2 سياسات حكومة عبود 3.3.2.1 المشكلة الدستورية
3.3.2.2 مشكلة الجنوب
3.3.2.3 التنمية
3.3.3 نتائج السياسات وسقوط النظام
3.4 الحكم المدني الثاني 3.4.1 مشكلة الجنوب
3.4.2 حل الحزب الشيوعي
3.4.3 قمة اللاءات الثلاث
3.4.4 الحالة السياسية العامة
3.5 نظام مايو: حكومة نميري 3.5.1 نميري واليساريين
3.5.2 إنقلاب الشيوعيين
3.5.3 تعديل الدستور
3.5.4 نميري والإسلاميين
3.5.5 مشكلة الجنوب 3.5.5.1 إتفاقية أديس أبابا
3.5.5.2 الحرب الأهلية الثانية
3.6 حكومة سوار الذهب العسكرية المدنية الإنتقالية
3.7 الحكم المدني التعددي الثالث
3.8 ثورة الإنقاذ الوطني 3.8.1 مشكلة الجنوب 3.8.1.1 اتفاقية نيفاشا
3.8.1.2 انفصال الجنوب
3.8.2 الانتخابات السودانية العامة (2010)
4 الرموز الوطنية 4.1 العلم
4.2 النشيد الوطني
4.3 الشعار
5 نظام الحكم
6 القوات المسلحة السودانية 6.1 الجيش 6.1.1 النشاط السياسي للجيش السوداني
6.1.2 العمليات الخارجية للجيش السوداني
6.1.3 تنظيم الجيش السوداني
6.1.4 التدريب
6.2 الشرطة الموحدة السودانية
7 الاقتصاد 7.1 الزراعة
7.2 الثروة الحيوانية
7.3 الصناعة
7.4 النفط
7.5 الصادرات
7.6 الواردات
8 الموارد المائية والكهرباء
9 الجغرافيا 9.1 الموقع الجغرافي
9.2 التضاريس
9.3 المناخ
10 الحياة البرية والنباتية 10.1 الغطاء النباتي
10.2 الحظائر والمحميات الطبيعية
11 السكان 11.1 التعداد السكاني
11.2 اللغات الأساسية
11.3 الأديان
12 الأعياد والعطلات الرسمية
13 المطبخ السوداني 13.1 الأطباق المشهورة
13.2 المنبهات والمكيفات
13.3 المشروبات
14 النقل والمواصلات 14.1 الطرق البرية
14.2 السكة حديد
14.3 النقل الجوي
14.4 النقل البحري
14.5 النقل النهري
14.6 الجسور والطرق السريعة
15 السياحة 15.1 الأهرام
15.2 آثار سواكن
15.3 شواطئ البحر الأحمر
15.4 جبل مرة
15.5 شلال السبلوقة
15.6 محمية الدندر
15.7 المقرن
15.8 متحف السودان القومي
15.9 متحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم
15.10 متحف بيت الخليفة
16 الموسيقى
17 الآداب والفنون 17.1 السينما
17.2 المسرح
17.3 الأدب السوداني
18 الإعلام والإتصالات 18.1 الإعلام 18.1.1 الصحف
18.1.2 التلفزيون
18.1.3 الإذاعة
18.2 الإتصالات
18.3 شبكة الإنترنت
19 التعليم
20 الرياضة 20.1 كرة القدم
20.2 الألعاب الأخرى
21 الرعاية الصحية
22 التقسيم الإداري 22.1 المدن
22.2 ولايات السودان
22.3 مناطق حدود خلافية
23 حكام السودان 23.1 الرؤساء
23.2 رؤساء الوزراء
24 الأحزاب السياسية في السودان
25 انظر أيضًا
26 مصادر
27 وصلات خارجية
[عدل] أصل التسمية
[عدل] اثيوبيا
تمثال لوجه الملك طهراقا على جسد أسد، وهو واحد من أشهر الملوك الكوشيين وخامس ملوك الأسرة الخامسة والعشرين التي حكمت مصر، يوجد التمثال حالياً بالمتحف البريطاني
الملك طهراقا في معبد جبل البركل، السودان
إقترن ذكر بلاد السودان منذ قرون بعيدة بذلك النطاق الواسع من الأرض الذي يقع مباشرة جنوب مصر. وكان قدماء المصريين يطلقون اسم تانهسو على المنطقة التي تقع جنوب مصر ويعنون بهذا اللفظ بلاد السود، في حين ورد الاسم اثيوبيا في كتاب الإلياذة مرتين، وفي الأوديسا ثلاث مرات للدلالة على المنطقة ذاتها، وهو اسم مركب من لفظين باللغة الإغريقية وهما ايثو (aitho) بمعنى المحروق، وأوبسيس (opsis) أي الوجه وبذلك يصبح اللفظ اثيوبيا Aethiopia (باللغة الإغريقية Αἰθιοπία) مرادفاً لبلاد الوجوه المحروقة أو البشرة البنيّة أو السوداء اللون.[7] وجاء في موسوعة حضارة العالم إن المؤرخ اليوناني الشهير هوميروس قد ذكر بأن الألهة كانوا يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي، كما ذكر عاصمتها مروي، ووفقاَ لديودورس فإن السودانيين هم من أوائل الخلق علي وجه البسيطة، وأنهم أول من عبد الآلهة وقدم لها الـقرابين، وأنهم من علّم الكتابة للمصريين. وفي العهد المروي كانت العلاقات وُدية بين البطالسة والسودانيين، لاسيما في عهد بطليموس الثاني. كما كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونان.[8] [9]
كذلك ورد اللفظ اثيوبيا في كثير من تراجم الكتاب المقدس (العهد القديم) بالمعنى ذاته وللدلالة على المنطقة جنوب مصر، وتحدثت الترجمة اليونانية للكتاب المقدس (العهد الجديد) عما وصفته بخادم اثيوبي للملكة النوبية الكنداكة، لكن النصوص العبرية في التوراة ذكرت اسم بلاد كوش مرات عديدة (37 مرة) للإشارة ألى بلاد النوبة، جنوب مصر، حيث نقرأ:
«(من أشور ومن مصر ومن فتروس ومن كوش ومن عيلام وشنعار ومن حماة ومن جزائر البحر (أشعياء 11: 12)»
. وعُرّف كوش بأنه هو ابن حام ابن نوح، وقد أطلق الأباطرة الأحباش على بلادهم اسم اثيوبيا بدلا عن الحبشة تمشياً مع الملك الحبشي إيزانا الذي احتل مروي عاصمة مملكة اثيوبيا -الواقعة في شمال السودان حالياً - والذي أطلق على نفسه ملك ملوك اثيوبيا.
[عدل] السودان
كان قدماء المؤرخين العرب قد ترجموا اللفظ الاغريقي إثيوبيا إلى بلاد السودان ، وتحت اسم السودان جمع قدماء المؤرخين العرب جميع الشعوب القاطنة جنوب الصحراء الكبرى مثل تكرور وغانة وصنهاجة وغيرهم.[10] يقول اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي)عن ممالك الحبشة والسودان، إن أبناء نوح تفرقوا من أرض بابل وقصدوا المغرب، فجازوا من عبر الفرات إلى مسقط الشمس، وانقسم أولاد كوش بن حام، وهم الحبشة والسودان، عند عبورهم نيل مصر إلى فرقتين، فرقة منهم قصدت البين بين المشرق والمغرب، وهم النوبة، والبجة، والحبشة، والزنج، والأخرى قصدت الغرب، وهم زغاوه، والحسن، والقاقو، والمرويون، ومرندة، والكوكو، وغانه. وواضح إن سودان اليعقوبي يشمل منطقة الساحل في أفريقيا. [11] [12] كذلك يعني مصطلح (بلاد السودان)، بلاد الشجعان.[13] وكان يستخدم بصفة عامة لكل بلاد الزنوج. جاء في مقدمة ابن خلدون بأن كلمة (السودان) كلمة مرادفة للزنوج.[14] وقد أعتمدت الإدارة الاستعمارية البريطانية رسمياَ اسم السودان المصري الإنجليزي في اتفاقية الحكم الثنائي في عام 1899 والتي وقعها اللورد كرومر ممثلاَ لـبريطانيا العظمى وبطرس غالي وزير خارجية مصر آنذاك. وكان الملك فاروق ملك مصر السابق يلقب بملك مصر والسودان. وباستقلال البلاد في أول يناير / كانون الثاني 1956 أصبح اسمها جمهورية السودان (وبالإنجليزية Republic of the Sudan) أضيفت اداة التعريف باللغة الإنجليزية (the) إلى النص الإنجليزي لتمييز الاسم الرسمي للبلاد عن السودان الجغرافي الذي يشمل منطقة الساحل الأفريقي لا سيما وأن تلك المنطقة كانت تعرف ابان حقبة الاستعمار الغربي لأفريقيا بـالسودان الفرنسي، الذي شمل كلاً من تشاد والنيجر ومالي، وكانت هذه الأخيرة تعرف باسم الجمهورية السودانية في عام 1959 ولكنها غيرت اسمها في عام 1960 إلى اسم مالي تيمناً بـ إمبراطورية مالي التي تأسست في القرن الثامن الميلادي واستمرت حتى احتلها المغاربة الموحدين سنة 1078 م.[15] وبعد انفصال جنوب السودان في استفتاء عام أجري في عام 2011 تنفيذا لـ اتفاقية السلام الشامل التي وقعت في بلدة نيفاشا بكينيا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005، حافظ الجنوبيون على اسم السودان واطلقوا على دولتهم الوليدة اسم جمهورية جنوب السودان.[16] و السودان اسم لبلدة في مقاطعة لامب بغرب ولاية تكساس، في الولايات المتحدة، يبلغ عدد سكانها 1039 (تعداد عام 2000). [17]
[عدل] التاريخ
مقال تفصيلي :تاريخ السودان
[عدل] التاريخ القديم
مخطوطة نوبية قديمة (في المتحف البريطاني)، السودانيون أول من أستخدم الحروف بدلاً من الصور والرموز في وادي النيل
يعود تاريخ إنسان السودان إلى العصر الحجري (8000ق م - 3200 ق م). واتضح من الجماجم التي وُجدت لهؤلاءالناس أنهم يختلفون عن أي جنس بشري يعيش اليوم. وكان سكان الخرطوم القديمة، يعيشون على صيد الأسماك والحيوانات بجانب جمع الثمار، أمـا سكان المنطقة التي تقع فيها حالياً (الشهيناب) الواقعة على الضفة الغربية للنيل فقد كانوا يختلفون عن سكان مدينة الخرطوم القديمة، ولهذا تختلف أدواتهم الحجرية والفخارية، وكانوا يمارسون حرفة الصيد وصناعة الفخار واستعمال المواقد والنار للطبخ. وكشف تحليل المستحثات القديمة على هيكل لجمجمة إنسان عثر عليها صدفة عام 1928 م، في سنجة بولاية النيل الأزرق، عرف بإنسان سنجة الأول Singa skull، بأنه عاش في العصر الحجري البلستوسيني Pleistocene وتزامن مع وجود إنسان نياندرتال[18] . ويوجد الهيكل حالياً في المتحف البريطاني.
[عدل] الممالك النوبية
حدود مملكة كوش
تعتبر مملكة كوش النوبية أقدم الممالك السودانية، حيث ظهرت فيها اللغة الكوشية كلغة تفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية (نسبة إلى مدينة مروي التي تقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل شمال قرية البجراوية الحالية). وكانت مروي عاصمة للسودان في الفترة ما بين القرن السادس قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادى، وازدهرت فيها تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب مع شبه الجزيرة العربية وبين موانئ السودان والحبشة. وكانت للكوشيين حضارة عرفت نظم الإدارة وشيدت الإهرامات (التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي)[19]، كما عرفت كوش تعدين الحديد والصناعات الحديدية في القرن الخامس قبل الميلاد. وهناك نظريات تأريخية ترجح أن من بين أسباب إنهيار المملكة هو تفشي الأمراض الناجمة من تلوث البيئة في مروي نتيجة الصناعات الحديدية المكثفة فيها. وكانت للسودان علاقات مع ليبيا والحبشة منذ القدم وبدا من الآثار السودانية بأن مملكة مروي كانت علي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة.
[عدل] الممالك المسيحية
الممالك المسيحية في السودان
إندثرت حضارة النوبة الفرعونية لتقوم مكانها عدة ممالك مسيحية بلغ عددها في القرن السادس الميلادي حوالي 60 مملكة، ابرزها مملكة نبتة (Nobatia باللغات اللاتينية) في الشمال وعاصمتها فرس، ومملكة المغرة (Makuria) في الوسط وعاصمتها دنقلا العجوز على بعد 13 ميل جنوب مدينة دنقلا الحالية، ومملكة علوة (Alodia) في الجنوب وعاصمتها سوبا (إحدى الضواحي الجنوبية للخرطوم الحالية) وحكمت الممالك الثلاث مجموعة من المحاربين الأرستقراطيين الذين برزوا كورثة لحضارة النوبة بألقاب إغريقية على غرار البلاط البيزنطي. دخلت المسيحية السودان في عهد الأمبراطور الروماني جستينيان الأول وزوجته ثيودورا، وأعتنقت مملكة المغرة المذهب الملكاني في حين اتبعت نبتة وعلوة المذهب اليعقوبي الذي تدعمه الأمبراطورة ثيودورا.
[عدل] دخول العرب والإسلام
أحد سلاطين السلطنة الزرقاء
دخل الإسلام إلى السودان بصورة رسمية في عهد الخليفة عثمان بن عفان، ووالي مصر عمرو بن العاص، كما تدل الوثائق القديمة ومن بينها اتفاقية البقط التي ابرمها المسلمون بقيادة عبد الله بن أبي السرح والي الصعيد مع النوبة في سنة 31 هجرية لتأمين التجارة بين مصر والسودان، والإعتناء بمسجد دنقلا، ومن المشهود أن جماعات عربية كثيرة هاجرت إلى السودان واستقرت في مناطق البداوة في أواسط السودان وغربه ونشرت معها الثقافة العربية الإسلامية.وإزدادت الهجرات العربية إبّان الفتوحات الإسلامية، [20] كما تدل الآثار ومن بينها شواهد قبور تعود إلى أحقاب قديمة عُثر عليها في منطقة إريتريا الحالية وشرق السودان، بالإضافة إلى كتب قدماء المؤرخين العرب أمثال ابن خلدون واليعقوبي وغيرهم. وجاء إلى السودان العلماء المسلمين في مرحلة أزدهار الفكر الصوفي فدخلت البلاد طرق صوفية سنية مهمة تجاوز نفوذها السودان ليمتد إلى ما جاوره من أقطار. وقامت مختلف الدويلات والممالك السودانية على الشرعية الدينية. فقد كانت الدولة المهدية التي أعقبت نجاح ثورة المهدي دولة في إطار ديني.
محمد علي باشا
استعراض عسكري لجيش محمد على باشا أثناء وصوله وادي حلفا سنة 1821
ومن أقدم الهجرات العربية للسودان هي هجرة قبيلة بلي اليمنية القحطانية والتي جاءت إلى السودان قبل ألفي عام واستوطنت في شرق السودان واندمجت فيما بعد في مجتمع قبائل البجا عن طريق المصاهرة حتى أصبحت جزء من مملكة الحدارب (الحضارمة)التي قضي عليها الفونج قبل أربعمائة عام بعد أن استطاعت الدفاع عن سواحل البحر الأحمر ضد غارات الأساطيل الأوروبية لفترات طويلة وأخر الهجرات هي هجرة قبيلة الرشايدة في القرن السابع عشر.[21][22][23]
[عدل] الممالك الإسلامية
بعد إضمحلال الممالك المسيحية وتراجع نفوذها السياسي أمام الهجرات العربية والمدّ الإسلامي قامت ممالك وسلطنات إسلامية العقيدة عربية الثقافة مثل السلطنة الزرقاء أو مملكة الفونج (1505-1820)م، في الشرق الجنوبي والوسط وعاصمتها سنار، ومن أشهر ملوكها عبد الله جَمّاع وبادي أبو شلوخ، وسلطنة الفور في الغرب الأقصى(1637-1875) م، واستقر حكمها في الفاشر، ومن سلاطينها المشهورين السلطان تيراب والسلطان علي دينار، ومملكة تقلي في جبال النوبة (حوالي 1570-إلى أواخر القرن التاسع عشر) م تقريباً، [24] إضافة إلى ممالك أخرى مثل مملكة المسبعات في الغرب الأوسط ومن أعيانها المقدوم مسلم، ومملكة الداجو ومقر حكمها كلوا في الغرب الأقصى ومملكة البجا وعاصمتها هجر في الشرق.
[عدل] التاريخ الحديث
[عدل] الحكم التركي والثورة المهدية
قائد الثورة المهدية محمد أحمد المهدي
في سنة 1821 أرسل محمد علي باشا خديوي مصر العثماني حملة عسكرية لاحتلال السودان بهدف جمع المال والرجال لتوسيع رقعة ملكه في الشرق الأوسط وأفريقيا والقضاء على جيوب مقاومة المماليك الخارجين على حكمه والذين هرب بعضهم إلى السودان. نجحت الحملة في ضم مناطق الاستوائية جنوباً وكردفان غرباً حتى تخوم دارفور وسواحل البحر الاحمر وإريتريا شرقاُ. وكان لمحمد علي وخلفائه دور فاعل في تشكيل السودان ككيان سياسي على حدود مقاربة لحدوده الحالية، غير ان النظام الذي اعتمده محمد علي (وخلفاؤه) للسودان لم يؤسس قاعدة اجتماعية يمكن أن تبنى عليها الوحدة الوطنية بينما تسبب سوء الإدارة والفساد والتعسف في جباية الضرائب إلى تعريض حكمهم في السودان لمقاومة وطنية أبرزها الثورة المهدية التي حررت السودان وأقامت دولة المهدية العربية الإسلامية بزعامة محمد أحمد المهدي التي سرعان ما إنهارت في عام 1898 م، على يد القوات البريطانية المصرية في معركة كرري (أم درمان) ومقتل الخليفة عبد الله التعايشي في واقعة أم دبيكرات بكردفان لتنتهي بذلك صفحة الحكم الوطني وتبدأ مرحلة الاستعمار.
[عدل] الحكم الثنائي الإنجليزي المصري
غوردون باشا آخر حكام العهد التركي المصري
في مارس / آذار 1896 م، زحفت الجيوش المصرية إلى السودان تحت قيادة القائد البريطاني لورد هربرت كتشنر لإعادة استعماره تحت التاجين المصري والبريطاني. وسقطت أم درمان عاصمة الدولة المهدية في سنة 1898 م، وأنهارت مقاومة الدراويش وتم وضع السودان تحت إدارة حكم ثنائي بموجب اتفاقية عام 1899 م ،بين إنجلترا ومصر التي نصت على أن يكون على رأس الإدارة العسكرية والمدنية في السودان حاكما عاما انجليزياً ترشحه حكومة إنجلترا ويعينه خديوي مصر. ويتمتع الحاكم العام بسلطات مطلقة في تنظيم الإدارة في السودان وغيرها من الأعمال التي يراها ضرورية لحكمه. ومع بداية الحكم الثنائي بدأت مرحلة جديدة في إدارة السودان تميزت بمركزية السلطة في بداية الأمر، ثم تدرجت إلى أسلوب الحكم غير المباشر (الحكم عن طريق الإدارة الأهلية) وعزز هذه الفكرة ما ساد الإدارةالاستعمارية من اعتقاد ارتكز علي ان الحكم البيروقراطي المركزي غير مناسب لحكم السودان. وصدر في عام 1951 م، قانون الحكم المحلي، الذي كان ايذاناً بتطبيق نظام للحكم المحلي.[25] أبرز ما تميز به الحكم الثنائي هو تبنيه لسياسات تهدف إلى تمزيق وحدة السودان، إذ عمدت إدارة الحكم الثنائي إلى إصدار ما عرف بقانون المناطق المقفولة والذي حددت بمقتضاه مناطق في السودان يحرم على الأجانب والسودانيين دخولها أو الإقامة فيها دون تصريح رسمي. وشمل القانون 7 مناطق متفرقة من السودان : دارفور وبحر الغزال ومنقلا والسوباط ومركز بيببور ـ وهي مناطق تقع في جنوب السودان بالإضافة إلى مناطق في كردفان وجبال النوبة وشمال السودان ومن مظاهر ذلك القانون حرمان السوداني الشمالي من إنشاء المدارس في الجنوب إذا سمح له بالإقامة فيها. وإذا تزوج بإمرأة جنوبية فلا يستطيع أخذ اطفاله عند عودته إلى شمال السودان.[26]. وفي عام 1922 م، انحصر قانون المناطق المغلقة على جنوب السودان. وصدرت في عام 1930 م، توجيهات وأحكام هدفها منع التجار الشماليين من الاستيطان في الجنوب ووقف المد الثقافي العربي وا لدين الإسلامي من الانتشار في جنوب السودان، بل أن ارتداء الأزياء العربية التقليدية كالجلباب والعمامة كان محظورا على الجنوبيين. هذه السياسة التي وصفها أنتوني سايلفستر بالأبارتهيد Apartheid الجنوبي تم التخلي عنها فجأة بعد الحرب العالمية الثانية أي بنهاية عام 1946 م، وطلب من الجنوبيين أن يعدوا أنفسهم للعيش في السودان الموحد الذي لاح استقلاله في الأفق. وبحلول عام 1950 م، سمح للأداريين الشماليين ولأول مرة بدخول الجنوب وتم ادخال تعليم اللغة العربية في مدارس الجنوب ورفع الحظر عن الدعوة الإسلامية [27].
الحازمي- نشط مميز
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى