دولة جنوب السودان... عامان من الإنفصال .... تقرير صحفي منقول
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دولة جنوب السودان... عامان من الإنفصال .... تقرير صحفي منقول
مضى عامان على إعلان جمهورية جنوب السودان كأحدث دولة، ولكن رغماً عن قصر تلك المدة، إلا أن النتائج التي تمخضت عن التجربة تقدم مؤشرات على واقع ومستقبل تلك الدولة الوليدة.
لم يخيب قادة دولة جنوب السودان حالة القلق والتوتر التي انتابت المجتمع الدولي وبعض دول المحيط الإقليمي، بعد إعلانها كأحدث دولة في العالم، من أن تكون تلك الدولة الوليدة ــ التي انفصلت عن الدولة الأم «السودان» في التاسع من يناير «2011م» ــ خصماً على الاستقرار، بدلاً من أن تكون دعامة للسلم والاستقرار؛ على الرغم من تهافت بعض هذه الأطراف الإقليمية والدولية على تشجيع عملية ولادة الدولة الجديدة، طعماً في تحقيق مصالح اقتصادية كانت ترجوها أو طموحات جيوإستراتيجية .. ولكن ما لبث الأمر أن تحول التفاؤل إلى تشاؤم كابوسي، بعد مضي عامين على بروز الدولة الجديدة.
وكانت المخاوف الإقليمية مردها إلى التداعيات والعواقب الوخيمة في حالة انزلاق الدولة الجديدة في حمأة الحرب الأهلية في ظل الضعف البيِّن الذي يعترى هياكلها إن وجدت وعوامل عجزها المتأصلة.
ويعتقد مراقبون أن «إقليم الجنوب» لم يكن مستعداً للتحول إلى دولة، وكان يجب عليه الوفاء بكثير من الشروط وعبور العديد من المراحل لبلوغ عتبة الدولة التي تكون قادرة على الوقوف على قدميها، وتشير ترجيحات بعض المسؤولين الدوليين أن دولة الجنوب بعد استقلالها، ربما تحتاج إلى عدة سنوات حتى تستطيع الوقوف على قدميها، ويرى بعض المراقبين، واستناداً إلى معطيات راهنة، أن الجنوب ربما يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير حتى يكون دولة على غرار الدول القائمة الآن، وأنه من الأهمية بمكان عند ظهور أي دولة جديدة أن يحرص قادتها على ترك انطباع طيب لدى الأسرة الدولية، لا سيما مقدرة أولئك القادة الجدد على بناء مؤسسات فعَّالة لهياكل الدولة الجديدة.
ويرى البعض أن الاعتراف الدولي السريع والمرحِّب بالدولة الجديدة، والذي بنى عليه قادة الدولة الجديدة «جنوب السودان، في هذه الحالة» حساباتهم لم يكن مجدياً، إلا إذا كان الإقليم التواق إلى الاستقلال عن الدولة الأم، على المستوى النظرى، قادراً على تحمُّل أعباء الدولة لكي لا تترتب على عملية الانفصال، لاسيما على الصعيد الإنساني، وهو ما حدث بالضبط في حالة دولة جنوب السودان، حيث تبين بعد مضي عامين على الانفصال عدم جهوزية «الجنوب» للتحول إلى دولة ... وكان بروزها أشبه ما يكون بعملية ولادة قيصرية.
وأهدر قادة الجنوب الفرص الثمينة التي توفرت لهم، خاصة الدعم الدولي الكبير مادياً وسياسياً، طوال السنتين الماضيتين من عُمر جمهورية جنوب السودان، حيث أغدق المانحون عليها أموالاً طائلة «فُقدت أربعة مليارات دولار منها في غضون أقل من عام اتهم مسؤولون كبار فى الدولة باختلاسها وتم نشر كشف بأسماء المختلسين»، وقلّما وُجد نظير لذلك الدعم، ففي العديد من الحالات التي تم فيها انفصال إقاليم عن الدولة الأم، توفرت في الأقاليم المتحولة إلى دولة وليدة، بنيات تحتية، ودعم واعتراف دوليين، ومستوى معيشي معقول للسكان، واستقرار نسبي، إضافة إلى الدعم اللوجستي الذي يقدمه الأصدقاء في الأسرة الدولية «تيمور الشرقية مثلاً»، إلا أن القادة الجنوبيين ولغوا في الفساد بدلاً من توجيه أموال المانحين لصالح الشعب، لا سيما مجالات الخدمات العامة التي تعاني النقص المريع.
تهديد إقليـمي
وعلى الرغم من اعتقاد وتطلع البعض إلى أن إعلان دولة جنوب السودان يمكن أن يشكل دعامة للاستقرار الإقليمي، إلا أن العامين الماضيين كشفا خلاف ذلك.
و كان المعهد الملكي للشؤون الدولية «جاتام هاوس» البريطاني، قبيل الإعلان الرسمى لانفصال الجنوب، قد أوصى في تقرير صادر عنه في «يونيو 2011م» السودان وإثيوبيا ودولة جنوب السودان الوليدة بضرورة التكامل الإقليمي والتخلي عن السياسات الإقليمية القديمة التي كانت قائمة على الشكوك المتبادلة وعدم الثقة والصراعات، والعمل على تركيز جهود الدول الثلاث في مجالات التكامل الإقليمي، خاصة توفرها على إمكانيات تنطوي عليها المنطقة المكونة للإقليم الذي يضم السودان وإثيوبيا والجنوب، ونجاح هذا التكامل الإقليمي يمكن أن يشكل حافزاً لقيادة عملية تكامل ناجحة تكون نموذجاً يُحتذى لبقية دول القارة الإفريقية.
ولكن باتت دولة جنوب السودان عامل تهديد للأمن الإقليمي برمته، وذلك بسبب عدم حرصها على تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع السودان، وإيواء ودعم الحركات المتمردة والتي صُنِّفت من قبل قمة مؤتمر دولة البحيرات العظمى في كمبالا في ديسمبر 2012م، على أنها تشكل تهديداً للأمن الإقليمي ودعت الدول الأعضاء إلى وقف أيٍّ من أشكال الدعم لها.
كما أنَّ فشل دولة الجنوب خلال عامين كاملين في تقديم نموذج يُحتذى يبرز من جديد المخاوف التي كانت قد انتابت العديد من الدول الإفريقية أو غيرها، من أن انفصال الجنوب، لا يعد خرقاً للمبدأ المعتمد لدى الاتحاد الإفريقي، وهو المحافظة على الحدود الموروثة من الاستعمار فحسب، وإنما تقدم نموذجاً سيئاً في إدارة العلاقات السياسية بين دولة القارة، حيث تضحِّي دولة، كدولة جنوب السودان بمصالح شعبها وبقية شعوب الإقليم، كما تخرق قرارات منظومات القارة على مستوى قمم الرؤساء وقرارات المفوضيات والآلية رفيعة المستوى التي تتولى الوساطة بين السودان وجنوب السودان ... كل ذلك في سبيل ارتباطات خارجية تهدف إلى تهديد الأمن والاستقرار في إفريقيا، ويعتمد قادة جنوب السودان بشكل مفرط على الدعم الخارجي، على المستويين السياسي، لتوفير الغطاء الديبلوماسي، والدعم الإنساني من خلال المنظمات الإغاثية، ويرى مراقبون أن نزعة الاتكال المفرطة لدى الجنوبيين قد ترسخت في أذهانهم منذ أيام الحرب الأهلية، حيث كل شيء كان يأتيهم من الخارج، وينقل موظف دولي انطباعاته عقب عودته من زيارة إلى جنوب السودان بقوله: «ربما يشهد العالم ولادة أول دولة تديرها المنظمات غير الحكومية».
دولة الفوضى
وعانى مواطنو جنوب السودان من انتشار العنف والنزاعات القاتلة، وتسارعت وتيرة ذلك العنف مع اقتراب موعد إعلان دولة جنوب السودان المستقلة، وتنوعت أشكاله، حيث ازدادت معدلات العنف، وازدادت معها المخاوف الدولية، على الرغم من وجود أكبر بعثة أممية لحفظ السلام في العالم «اليوناميس» هناك.
وكانت الأوضاع الأمنية قد ساءت بشدة مع اقتراب ساعة إعلان استقلال الجنوب في التاسع من يوليو الجاري وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن العام «2011م» وحده قد شهد مقتل أكثر من «1800» شخص في الجنوب وهو رقم مهول في ظل وجود بعثة أممية لحفظ السلام وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الامم المتحدة.
وأجمعت التقارير الدولية التي صدرت في الأشهر التي سبقت ميلاد الدولة الجديدة وحتى الوقت الراهن على أن دولة الجنوب قد وُلدت وهي تحمل في أحشائها بذور الفشل العميق، ويقول جون برندرغاست، وهو الذي له تاريخ طويل من العداء للسودان، وكان قد عمل ضمن فريق مجلس الأمن القومي الأمريكي، في حقبة إدارة بيل كلنتون وأسس مجموعة الضغط «كفاية»، التي تزعم أنها تعمل على مناهضة وقوع جرائم الإبادة الجماعية، ولعبت دوراً كبيراً في حملات التعبئة والمناصرة لصالح تضخيم مسألة دارفور، وتراقب الأوضاع في السودان عن كثب، أن الدولة الموعودة في الجنوب «ستولد وسط هذه الفوضى المدعومة من الخارج لكن إذا لم تتعامل الدولة الجديدة مع القضايا الداخلية المتعلقة بالتواطؤ مع الخرطوم فقد يؤدي ذلك إلى حرب أهلية».
عبء الجيش الشعبي
ولما كان من الصعب أن تكون القوات الدولية بديلاً عن الجيش النظامي المحلي في تولي المسؤوليات الأمنية، كان تقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو «2011م» قد دعا حكومة الجنوب إلى العمل على خفض حجم جيشها إلى النصف كان ذلك قبل الانفصال ــ وحسب تقديرات ديفيد جرسيلي المنسق الإقليمي للأمم المتحدة في جنوب السودان فإن أعداد الجيش الشعبي تتراوح ما بين «150» إلى «200» ألف جندي، ووصف التقرير الجيش الشعبي بأنه يتكون من «خليط من أفراد متبايني الولاء ومتمردين سابقين وأن ذلك قد يؤدي إلى حالة من عدم الأمن».
وعلى الرغم من إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية حوالى «500» مليون دولار لتحديث الجيش الشعبي، لكى يتحول من مليشيا متمردة إلى جيش نظامي ومحترف، ورست عقود تحديث الجيش الشعبي على الشركات الأمنية الأمريكية» لوكهيد مارتن، بلاك ووتر،...»، إلا أن المراقبين يرون أن الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان لا يزال يعتبر عبئاً وجزءاً من المشكلة، أكثر من كونه جزءاًَ من حل للمشكلات الأمنية، ويستدل أولئك الخبراء بحملات نزع الأسلحة من أيدي القبائل في ولاية جونقلي «خاصة المورلى»، وكيف أنها قد فشلت بسبب اعتقاد الكثيرين أن الدينكا الذين يشكلون أغلبية عناصر الجيش الشعبي، ويتغلغلون في مراكز الدولة يقومون بتجريدهم من أسلحتهم التي يحمون بها ممتلكاتهم وأموالهم، وربما يغدرون بهم فيما بعد إن هم قاموا بتسليم الأسلحة.
وأبرز مهددات الأمن في دولة جنوب السودان انتشارالمليشيات المسلحة والمجموعات المنشقة التي تعوق التنفيذ، فضلاً عن الاقتتال القبلي والمناطقي الذي انداح بشكل كبير في أرجاء الجنوب، وإعادة السيطرة على عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج التي تشكل تهديداً مباشراً للمدنيين.
أسوأ نموذج
دولة جنوب السودان الوليدة أكثر ما تحتاج اليوم بعد عامين إلى تغيير الصورة النمطية التي ارتسمت عنها كونها الأسوأ ضمن نماذج الدول الوليدة «تيمور الشرقية، وكوسوفو» رغم الدعم الدولي المهول الذي توفر لها ولم يتوفر للمثالين السابقين بنفس القدر وأكبر من ذلك، بسبب تورطها في علاقات عدائية مع السودان، وقرارها بوقف تصدير النفط عبر موانئ السودان في يناير 2012م «وتعتمد جوبا في موازنتها على النفط بنسبة 98%»، وترتب على خطوة إيقاف ضخ النفط تداعيات سلبية على مواطني دولة جنوب السودان، والذين وقع عبء تقديم الخدمات والإعانات الضرورية لهم على المنظمات الدولية، وهي منظمات غربية غالباً، فضلاً عن الاستمرار في دعم المتمردين في السودان.
وأصدرت هذه المنظمات الإغاثية تحذيرات ونداءات وبيانات حمّلت نمط القيادة في الدولة الوليدة مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية، وعلى ضوء تلك الشهادات مارست الدول الغربية ضغوطاً مهولة على قيادة دولة جنوب السودان من أجل وضع حد لسياسة التوتر والعداء مع السودان.
النزاعات المحلية
وفي تقرير خاص عُرض أمام الأمم المتحدة في يونيو «2011م» تناول تقييم الأوضاع في السودان وسير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل واستعدادات الجنوب لإعلان استقلاله، قال معدو التقرير «إن الجنوب سيظل يعاني من تجدد الصراعات الداخلية حتى يتم تطوير الوحدات الشرطية» لافتاً إلى حاجة الجيش الشعبي وحكومة الجنوب «لمعالجة عدم المحاسبة وضعف إدارة العدل وسيادة القانون، إضافة إلى أن الجيش الشعبي يمثل قوات حزبية في بعض المناطق الشيء الذي يجب معالجته من خلال آلية فعّالة من حيث إدارة الأجهزة العدلية والشرطية»، ولم تختلف الحقائق الراهنة الآن في جنوب السودان «فى العام 2013م» بشيء عن تلك التقديرات الواردة في التقرير الأممي.
كما ذكر تقرير مشترك صدر في يوليو «2010م» عن معهد دراسات التنمية التابع لمدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ومفوضية السلام بالجنوب، ومركز دراسات السلام والتنمية بجامعة جوبا، وهو نتاج لعمل بحثي ميداني طوال شهري أكتوبر ونوفمبر «2010م»، وشمل إجراء نحو «300» مقابلة معمقة مع مسؤولين محليين وعاملين في وكالات الغوث الدولية والأمم المتحدة ووكالات ومنظمات دولية ذات صلة ذكر التقرير «أن جهود بناء الدولة وهياكلها في جنوب السودان للقيام بمهامها، ومن بينها السيطرة على العنف، تجد نفسها في حالة تنافس وتضاد مع الحاجة إلى وجود محاسبة فعالة لأجهزة الدولة في مختلف مستوياتها، ويخلق هذا الوضع إشكالية أمام دولة جنوب السودان ووضعها لأولوياتها، فهي تسعى إلى بناء هياكل الدولة ووقف العنف وإيجاد وسائل لمحاسبة الأجهزة الحكومية».
وفي شهادة أخرى عبر استطلاع أجراه «معهد الأخدود العظيم» والذي صدر في تقرير بعنوان «جنوب السودان في تناقض مع نفسه»، وأعده الباحثان مارياك سوميروس وتيم آلن ذكر التقرير أن نحو «53%» من المستطلَعة آراؤهم أن قضايا الثروة، وصعوبات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج والتأهيل، وغياب الحدود بين وحدات الجنوب الإدارية والقبلية المختلفة، والوجود الواسع لجيش الرب، تثير المشكلات وتفجر الأوضاع الداخلية لدولة الجنوب الجديدة.
وذكر تقريرٌ حديث جداً لمراسل جريدة «الغارديان» البريطانية في «جنوب السودان» بمناسبة الذكرى الثانية لإعلان جمهورية جنوب السودان أن ليس هناك ما يستحق الاحتفال به في «جوبا» في تلك الذكرى.. فالدولة الوليدة في حالة انهيار تام وتعتمد بالكامل على العون الخارجي، وتشهد موجة نزوح داخلي شملت زهاء العشرين ألف مواطن، فضلاً عن المجاعات والنزاعات، كما تشهد صراعات بين قادتها السياسيين، يحتدم الصراع بينهم مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات العامة في العام «2015م»، فضلاً عن بلوغ الفساد بينهم درجات خطيرة، وطالت تهم الفساد مؤخراً الأمين العام للحركة الشعبية الحزب الحاكم، باقان أموم.. وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن نصف شعب جنوب السودان يعاني من المجاعة، و«50%» منهم تحت خط الفقر، وإلى جانب تبديد الأموال بسبب الفساد والاختلاسات، فإن النفقات الأمنية تصل إلى أكثر من «5%» مقارنة مع ضروريات الشعب الجنوبي الملحة، وأقر رياك مشار نائب رئيس دولة جنوب السودان بالتحديات التي تواجه الدولة الوليدة، ومنها الفساد المستشري، وارتفاع العنصرية والقبلية وتضاؤل الاقتصاد، وألقى مشار باللائمة على مؤسسات الحركة الشعبية الضعيفة، وتؤشر تلك الاعترفات إلى حجم الانقسام والصراع السياسي داخل النخبة الجنوبية، ويرى مراقبون أن تصريحات مشار الأخيرة ستزيد من وتيرة الصراعات والتنافس بين سلفا كير من جهة، وخصومه الذين يزداد عددههم يوماً بعد يوم من جهة ثانية.
تحديات إقليميةلم يخيب قادة دولة جنوب السودان حالة القلق والتوتر التي انتابت المجتمع الدولي وبعض دول المحيط الإقليمي، بعد إعلانها كأحدث دولة في العالم، من أن تكون تلك الدولة الوليدة ــ التي انفصلت عن الدولة الأم «السودان» في التاسع من يناير «2011م» ــ خصماً على الاستقرار، بدلاً من أن تكون دعامة للسلم والاستقرار؛ على الرغم من تهافت بعض هذه الأطراف الإقليمية والدولية على تشجيع عملية ولادة الدولة الجديدة، طعماً في تحقيق مصالح اقتصادية كانت ترجوها أو طموحات جيوإستراتيجية .. ولكن ما لبث الأمر أن تحول التفاؤل إلى تشاؤم كابوسي، بعد مضي عامين على بروز الدولة الجديدة.
وكانت المخاوف الإقليمية مردها إلى التداعيات والعواقب الوخيمة في حالة انزلاق الدولة الجديدة في حمأة الحرب الأهلية في ظل الضعف البيِّن الذي يعترى هياكلها إن وجدت وعوامل عجزها المتأصلة.
ويعتقد مراقبون أن «إقليم الجنوب» لم يكن مستعداً للتحول إلى دولة، وكان يجب عليه الوفاء بكثير من الشروط وعبور العديد من المراحل لبلوغ عتبة الدولة التي تكون قادرة على الوقوف على قدميها، وتشير ترجيحات بعض المسؤولين الدوليين أن دولة الجنوب بعد استقلالها، ربما تحتاج إلى عدة سنوات حتى تستطيع الوقوف على قدميها، ويرى بعض المراقبين، واستناداً إلى معطيات راهنة، أن الجنوب ربما يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير حتى يكون دولة على غرار الدول القائمة الآن، وأنه من الأهمية بمكان عند ظهور أي دولة جديدة أن يحرص قادتها على ترك انطباع طيب لدى الأسرة الدولية، لا سيما مقدرة أولئك القادة الجدد على بناء مؤسسات فعَّالة لهياكل الدولة الجديدة.
ويرى البعض أن الاعتراف الدولي السريع والمرحِّب بالدولة الجديدة، والذي بنى عليه قادة الدولة الجديدة «جنوب السودان، في هذه الحالة» حساباتهم لم يكن مجدياً، إلا إذا كان الإقليم التواق إلى الاستقلال عن الدولة الأم، على المستوى النظرى، قادراً على تحمُّل أعباء الدولة لكي لا تترتب على عملية الانفصال، لاسيما على الصعيد الإنساني، وهو ما حدث بالضبط في حالة دولة جنوب السودان، حيث تبين بعد مضي عامين على الانفصال عدم جهوزية «الجنوب» للتحول إلى دولة ... وكان بروزها أشبه ما يكون بعملية ولادة قيصرية.
وأهدر قادة الجنوب الفرص الثمينة التي توفرت لهم، خاصة الدعم الدولي الكبير مادياً وسياسياً، طوال السنتين الماضيتين من عُمر جمهورية جنوب السودان، حيث أغدق المانحون عليها أموالاً طائلة «فُقدت أربعة مليارات دولار منها في غضون أقل من عام اتهم مسؤولون كبار فى الدولة باختلاسها وتم نشر كشف بأسماء المختلسين»، وقلّما وُجد نظير لذلك الدعم، ففي العديد من الحالات التي تم فيها انفصال إقاليم عن الدولة الأم، توفرت في الأقاليم المتحولة إلى دولة وليدة، بنيات تحتية، ودعم واعتراف دوليين، ومستوى معيشي معقول للسكان، واستقرار نسبي، إضافة إلى الدعم اللوجستي الذي يقدمه الأصدقاء في الأسرة الدولية «تيمور الشرقية مثلاً»، إلا أن القادة الجنوبيين ولغوا في الفساد بدلاً من توجيه أموال المانحين لصالح الشعب، لا سيما مجالات الخدمات العامة التي تعاني النقص المريع.
تهديد إقليـمي
وعلى الرغم من اعتقاد وتطلع البعض إلى أن إعلان دولة جنوب السودان يمكن أن يشكل دعامة للاستقرار الإقليمي، إلا أن العامين الماضيين كشفا خلاف ذلك.
و كان المعهد الملكي للشؤون الدولية «جاتام هاوس» البريطاني، قبيل الإعلان الرسمى لانفصال الجنوب، قد أوصى في تقرير صادر عنه في «يونيو 2011م» السودان وإثيوبيا ودولة جنوب السودان الوليدة بضرورة التكامل الإقليمي والتخلي عن السياسات الإقليمية القديمة التي كانت قائمة على الشكوك المتبادلة وعدم الثقة والصراعات، والعمل على تركيز جهود الدول الثلاث في مجالات التكامل الإقليمي، خاصة توفرها على إمكانيات تنطوي عليها المنطقة المكونة للإقليم الذي يضم السودان وإثيوبيا والجنوب، ونجاح هذا التكامل الإقليمي يمكن أن يشكل حافزاً لقيادة عملية تكامل ناجحة تكون نموذجاً يُحتذى لبقية دول القارة الإفريقية.
ولكن باتت دولة جنوب السودان عامل تهديد للأمن الإقليمي برمته، وذلك بسبب عدم حرصها على تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع السودان، وإيواء ودعم الحركات المتمردة والتي صُنِّفت من قبل قمة مؤتمر دولة البحيرات العظمى في كمبالا في ديسمبر 2012م، على أنها تشكل تهديداً للأمن الإقليمي ودعت الدول الأعضاء إلى وقف أيٍّ من أشكال الدعم لها.
كما أنَّ فشل دولة الجنوب خلال عامين كاملين في تقديم نموذج يُحتذى يبرز من جديد المخاوف التي كانت قد انتابت العديد من الدول الإفريقية أو غيرها، من أن انفصال الجنوب، لا يعد خرقاً للمبدأ المعتمد لدى الاتحاد الإفريقي، وهو المحافظة على الحدود الموروثة من الاستعمار فحسب، وإنما تقدم نموذجاً سيئاً في إدارة العلاقات السياسية بين دولة القارة، حيث تضحِّي دولة، كدولة جنوب السودان بمصالح شعبها وبقية شعوب الإقليم، كما تخرق قرارات منظومات القارة على مستوى قمم الرؤساء وقرارات المفوضيات والآلية رفيعة المستوى التي تتولى الوساطة بين السودان وجنوب السودان ... كل ذلك في سبيل ارتباطات خارجية تهدف إلى تهديد الأمن والاستقرار في إفريقيا، ويعتمد قادة جنوب السودان بشكل مفرط على الدعم الخارجي، على المستويين السياسي، لتوفير الغطاء الديبلوماسي، والدعم الإنساني من خلال المنظمات الإغاثية، ويرى مراقبون أن نزعة الاتكال المفرطة لدى الجنوبيين قد ترسخت في أذهانهم منذ أيام الحرب الأهلية، حيث كل شيء كان يأتيهم من الخارج، وينقل موظف دولي انطباعاته عقب عودته من زيارة إلى جنوب السودان بقوله: «ربما يشهد العالم ولادة أول دولة تديرها المنظمات غير الحكومية».
دولة الفوضى
وعانى مواطنو جنوب السودان من انتشار العنف والنزاعات القاتلة، وتسارعت وتيرة ذلك العنف مع اقتراب موعد إعلان دولة جنوب السودان المستقلة، وتنوعت أشكاله، حيث ازدادت معدلات العنف، وازدادت معها المخاوف الدولية، على الرغم من وجود أكبر بعثة أممية لحفظ السلام في العالم «اليوناميس» هناك.
وكانت الأوضاع الأمنية قد ساءت بشدة مع اقتراب ساعة إعلان استقلال الجنوب في التاسع من يوليو الجاري وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن العام «2011م» وحده قد شهد مقتل أكثر من «1800» شخص في الجنوب وهو رقم مهول في ظل وجود بعثة أممية لحفظ السلام وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الامم المتحدة.
وأجمعت التقارير الدولية التي صدرت في الأشهر التي سبقت ميلاد الدولة الجديدة وحتى الوقت الراهن على أن دولة الجنوب قد وُلدت وهي تحمل في أحشائها بذور الفشل العميق، ويقول جون برندرغاست، وهو الذي له تاريخ طويل من العداء للسودان، وكان قد عمل ضمن فريق مجلس الأمن القومي الأمريكي، في حقبة إدارة بيل كلنتون وأسس مجموعة الضغط «كفاية»، التي تزعم أنها تعمل على مناهضة وقوع جرائم الإبادة الجماعية، ولعبت دوراً كبيراً في حملات التعبئة والمناصرة لصالح تضخيم مسألة دارفور، وتراقب الأوضاع في السودان عن كثب، أن الدولة الموعودة في الجنوب «ستولد وسط هذه الفوضى المدعومة من الخارج لكن إذا لم تتعامل الدولة الجديدة مع القضايا الداخلية المتعلقة بالتواطؤ مع الخرطوم فقد يؤدي ذلك إلى حرب أهلية».
عبء الجيش الشعبي
ولما كان من الصعب أن تكون القوات الدولية بديلاً عن الجيش النظامي المحلي في تولي المسؤوليات الأمنية، كان تقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو «2011م» قد دعا حكومة الجنوب إلى العمل على خفض حجم جيشها إلى النصف كان ذلك قبل الانفصال ــ وحسب تقديرات ديفيد جرسيلي المنسق الإقليمي للأمم المتحدة في جنوب السودان فإن أعداد الجيش الشعبي تتراوح ما بين «150» إلى «200» ألف جندي، ووصف التقرير الجيش الشعبي بأنه يتكون من «خليط من أفراد متبايني الولاء ومتمردين سابقين وأن ذلك قد يؤدي إلى حالة من عدم الأمن».
وعلى الرغم من إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية حوالى «500» مليون دولار لتحديث الجيش الشعبي، لكى يتحول من مليشيا متمردة إلى جيش نظامي ومحترف، ورست عقود تحديث الجيش الشعبي على الشركات الأمنية الأمريكية» لوكهيد مارتن، بلاك ووتر،...»، إلا أن المراقبين يرون أن الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان لا يزال يعتبر عبئاً وجزءاً من المشكلة، أكثر من كونه جزءاًَ من حل للمشكلات الأمنية، ويستدل أولئك الخبراء بحملات نزع الأسلحة من أيدي القبائل في ولاية جونقلي «خاصة المورلى»، وكيف أنها قد فشلت بسبب اعتقاد الكثيرين أن الدينكا الذين يشكلون أغلبية عناصر الجيش الشعبي، ويتغلغلون في مراكز الدولة يقومون بتجريدهم من أسلحتهم التي يحمون بها ممتلكاتهم وأموالهم، وربما يغدرون بهم فيما بعد إن هم قاموا بتسليم الأسلحة.
وأبرز مهددات الأمن في دولة جنوب السودان انتشارالمليشيات المسلحة والمجموعات المنشقة التي تعوق التنفيذ، فضلاً عن الاقتتال القبلي والمناطقي الذي انداح بشكل كبير في أرجاء الجنوب، وإعادة السيطرة على عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج التي تشكل تهديداً مباشراً للمدنيين.
أسوأ نموذج
دولة جنوب السودان الوليدة أكثر ما تحتاج اليوم بعد عامين إلى تغيير الصورة النمطية التي ارتسمت عنها كونها الأسوأ ضمن نماذج الدول الوليدة «تيمور الشرقية، وكوسوفو» رغم الدعم الدولي المهول الذي توفر لها ولم يتوفر للمثالين السابقين بنفس القدر وأكبر من ذلك، بسبب تورطها في علاقات عدائية مع السودان، وقرارها بوقف تصدير النفط عبر موانئ السودان في يناير 2012م «وتعتمد جوبا في موازنتها على النفط بنسبة 98%»، وترتب على خطوة إيقاف ضخ النفط تداعيات سلبية على مواطني دولة جنوب السودان، والذين وقع عبء تقديم الخدمات والإعانات الضرورية لهم على المنظمات الدولية، وهي منظمات غربية غالباً، فضلاً عن الاستمرار في دعم المتمردين في السودان.
وأصدرت هذه المنظمات الإغاثية تحذيرات ونداءات وبيانات حمّلت نمط القيادة في الدولة الوليدة مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية، وعلى ضوء تلك الشهادات مارست الدول الغربية ضغوطاً مهولة على قيادة دولة جنوب السودان من أجل وضع حد لسياسة التوتر والعداء مع السودان.
النزاعات المحلية
وفي تقرير خاص عُرض أمام الأمم المتحدة في يونيو «2011م» تناول تقييم الأوضاع في السودان وسير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل واستعدادات الجنوب لإعلان استقلاله، قال معدو التقرير «إن الجنوب سيظل يعاني من تجدد الصراعات الداخلية حتى يتم تطوير الوحدات الشرطية» لافتاً إلى حاجة الجيش الشعبي وحكومة الجنوب «لمعالجة عدم المحاسبة وضعف إدارة العدل وسيادة القانون، إضافة إلى أن الجيش الشعبي يمثل قوات حزبية في بعض المناطق الشيء الذي يجب معالجته من خلال آلية فعّالة من حيث إدارة الأجهزة العدلية والشرطية»، ولم تختلف الحقائق الراهنة الآن في جنوب السودان «فى العام 2013م» بشيء عن تلك التقديرات الواردة في التقرير الأممي.
كما ذكر تقرير مشترك صدر في يوليو «2010م» عن معهد دراسات التنمية التابع لمدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ومفوضية السلام بالجنوب، ومركز دراسات السلام والتنمية بجامعة جوبا، وهو نتاج لعمل بحثي ميداني طوال شهري أكتوبر ونوفمبر «2010م»، وشمل إجراء نحو «300» مقابلة معمقة مع مسؤولين محليين وعاملين في وكالات الغوث الدولية والأمم المتحدة ووكالات ومنظمات دولية ذات صلة ذكر التقرير «أن جهود بناء الدولة وهياكلها في جنوب السودان للقيام بمهامها، ومن بينها السيطرة على العنف، تجد نفسها في حالة تنافس وتضاد مع الحاجة إلى وجود محاسبة فعالة لأجهزة الدولة في مختلف مستوياتها، ويخلق هذا الوضع إشكالية أمام دولة جنوب السودان ووضعها لأولوياتها، فهي تسعى إلى بناء هياكل الدولة ووقف العنف وإيجاد وسائل لمحاسبة الأجهزة الحكومية».
وفي شهادة أخرى عبر استطلاع أجراه «معهد الأخدود العظيم» والذي صدر في تقرير بعنوان «جنوب السودان في تناقض مع نفسه»، وأعده الباحثان مارياك سوميروس وتيم آلن ذكر التقرير أن نحو «53%» من المستطلَعة آراؤهم أن قضايا الثروة، وصعوبات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج والتأهيل، وغياب الحدود بين وحدات الجنوب الإدارية والقبلية المختلفة، والوجود الواسع لجيش الرب، تثير المشكلات وتفجر الأوضاع الداخلية لدولة الجنوب الجديدة.
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: دولة جنوب السودان... عامان من الإنفصال .... تقرير صحفي منقول
لم يترك لنا هذا التقرير شيئا لنضيفه... فكلها حقائق ثابتة وخطيرة ..فهذه الشرذمة الحاكمة بقوة السلاح في دولة الجنوب يجب ان ترحل ومن خلال صناديق الاقتراع يختار شعب الجنوب حكومة تمثله بحق وحقيقة..
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: دولة جنوب السودان... عامان من الإنفصال .... تقرير صحفي منقول
الالاف يفرون امام زحف مسلحين من قبيلة منافسة بجنوب السودان
07-12-2013 01:35 PM
جوبا (ا ف ب) - اعلن مسؤول محلي الجمعة ان ميليشيات مدججة بالسلاح من قبيلة النوير يزحفون باتجاه مناطق قبيلة مورلي المنافسة في جونقلي، الولاية المضطربة في شرق جنوب السودان.
وافادت شهادات مدنيين جمعها مفوض منطقة بيبور الاكثر تضررا، ان افرادا من قبيلة مورلي يهربون بكثافة امام تقدم قبيلة النوير المنافسة.
وبحسب هذا المسؤول جوشوا كونيي، فان عناصر الميليشيا مسلحون خصوصا ببنادق شبه آلية.
وقال "اشعر بالقلق لان شبان قبيلة النوير كثر"، وتشير بعض المعلومات الى الاف العناصر. واضاف "نخشى ان يقتل العديد من الاشخاص ولا سيما النساء والاطفال".
ونفى مسؤولون حكوميون تم الاتصال بهم في مناطق النوير هذه التحركات الكثيفة. لكن المشاهد التي وصفها مفوض بيبور سبق وحصلت في الماضي.
ففي نهاية 2011، زحف حوالى ثمانية الاف من افراد قبيلة النوير نحو بيبور حيث عمدوا الى القتل والنهب ردا على هجمات نظمتها قبيلة المورلي كما قالوا. وتحدثت الامم المتحدة انذاك عن سقوط 600 قتيل، لكن مسؤولين محليين تحدثوا عن عدد اكبر بكثير.
وفي ايار/مايو الماضي، كانت بيبور مرة اخرى مسرحا لعمليات نهب قام بها مسلحون مجهولو الهوية وجنود من جنوب السودان، واستهدفت خصوصا مقار تابعة للامم المتحدة وكذلك مستشفى المنطقة.
والمعارك التي استؤنفت منذ الاسبوع الماضي هي تلك الدائرة بين القوات الحكومية والقبائل المتخاصمة -- مورلي والنوير وكذلك الدينكا وهي قبيلة اخرى منافسة للمورلي.
ومنطقة بيبور ليست ضحية مستمرة لمواجهات عرقية وحسب، وانما ايضا لمعارك تدور منذ نيسان/ابريل 2011 بين جيش جنوب السودان وميليشيا استاذ اللاهوت السابق ديفيد ياو ياو وهو من قبيلة مورلي.
ودفعت المنطقة الثمن الاكبر ابان السنوات العشرين من الحرب الاهلية السودانية التي دارت بين حركة التمرد في جنوب السودان - التي اصبحت في الحكم اليوم في جوبا - ونظام الخرطوم من 1983 الى 2005 وهي السنة التي وقع خلالها اتفاق سلام فتح الطريق امام استقلال الجنوب في 2011. ولا تزال المنطقة تحمل اثارها.
وهكذا فان المنطقة ما زالت تعاني من تفشي وفوضى السلاح وتعيش حالة اضطراب نتيجة الاحقاد المتراكمة بين قبائلها. وخلال الحرب الاهلية السودانية، كان افراد قبيلة مورلي يساعدون الخرطوم التي كانت تزودهم بالسلاح ضد حركة التمرد في جنوب السودان. ولا يزالون يثيرون الريبة بين المجموعات الاخرى في جنوب السودان.
07-12-2013 01:35 PM
جوبا (ا ف ب) - اعلن مسؤول محلي الجمعة ان ميليشيات مدججة بالسلاح من قبيلة النوير يزحفون باتجاه مناطق قبيلة مورلي المنافسة في جونقلي، الولاية المضطربة في شرق جنوب السودان.
وافادت شهادات مدنيين جمعها مفوض منطقة بيبور الاكثر تضررا، ان افرادا من قبيلة مورلي يهربون بكثافة امام تقدم قبيلة النوير المنافسة.
وبحسب هذا المسؤول جوشوا كونيي، فان عناصر الميليشيا مسلحون خصوصا ببنادق شبه آلية.
وقال "اشعر بالقلق لان شبان قبيلة النوير كثر"، وتشير بعض المعلومات الى الاف العناصر. واضاف "نخشى ان يقتل العديد من الاشخاص ولا سيما النساء والاطفال".
ونفى مسؤولون حكوميون تم الاتصال بهم في مناطق النوير هذه التحركات الكثيفة. لكن المشاهد التي وصفها مفوض بيبور سبق وحصلت في الماضي.
ففي نهاية 2011، زحف حوالى ثمانية الاف من افراد قبيلة النوير نحو بيبور حيث عمدوا الى القتل والنهب ردا على هجمات نظمتها قبيلة المورلي كما قالوا. وتحدثت الامم المتحدة انذاك عن سقوط 600 قتيل، لكن مسؤولين محليين تحدثوا عن عدد اكبر بكثير.
وفي ايار/مايو الماضي، كانت بيبور مرة اخرى مسرحا لعمليات نهب قام بها مسلحون مجهولو الهوية وجنود من جنوب السودان، واستهدفت خصوصا مقار تابعة للامم المتحدة وكذلك مستشفى المنطقة.
والمعارك التي استؤنفت منذ الاسبوع الماضي هي تلك الدائرة بين القوات الحكومية والقبائل المتخاصمة -- مورلي والنوير وكذلك الدينكا وهي قبيلة اخرى منافسة للمورلي.
ومنطقة بيبور ليست ضحية مستمرة لمواجهات عرقية وحسب، وانما ايضا لمعارك تدور منذ نيسان/ابريل 2011 بين جيش جنوب السودان وميليشيا استاذ اللاهوت السابق ديفيد ياو ياو وهو من قبيلة مورلي.
ودفعت المنطقة الثمن الاكبر ابان السنوات العشرين من الحرب الاهلية السودانية التي دارت بين حركة التمرد في جنوب السودان - التي اصبحت في الحكم اليوم في جوبا - ونظام الخرطوم من 1983 الى 2005 وهي السنة التي وقع خلالها اتفاق سلام فتح الطريق امام استقلال الجنوب في 2011. ولا تزال المنطقة تحمل اثارها.
وهكذا فان المنطقة ما زالت تعاني من تفشي وفوضى السلاح وتعيش حالة اضطراب نتيجة الاحقاد المتراكمة بين قبائلها. وخلال الحرب الاهلية السودانية، كان افراد قبيلة مورلي يساعدون الخرطوم التي كانت تزودهم بالسلاح ضد حركة التمرد في جنوب السودان. ولا يزالون يثيرون الريبة بين المجموعات الاخرى في جنوب السودان.
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
منقول ........مرور عامين على انفصال الجنوب ... وقياديين بذات العبارات والجمل والحصيلة
قلم: خالد حسن كسلا
قلنا أمس إن الحركة الشعبية وأنصارها وحكومتها في الجنوب وخارجه في سفاراتها مثلاً احتفلوا بمرور عامين على انفصال جنوب السودان بصورة رسمية، وأصلاً كان الانفصال قد وقع عمليًا قبل ثمانية أعوام ونصف منذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا التي تضمنت أن تنسحب كل المؤسسات الرسمية السودانية من جنوب السودان ابتداءًَ من يوم التوقيع على الاتفاقية وكان هذا في عام 2005م. وكان المقصود به كما قيل العمل لوحدة جاذبة بين (النار والزيت)، فهل يتحدان؟!.
المهم في الأمر الآن هو أن الحركة الشعبية تحتفل بمرور عامين لدولتها الجديدة لكن الأغلبية من الشعب الجنوبي يحسبون سنوات المعاناة والاستبداد والطغيان منذ عام 2005م. ويمر على غالبية الشعب الجنوبي الآن عامان لدولة ولدت مشوهة عمدًا لخدمة مصالح أجنبية على حساب المواطن الجنوبي. لماذا الاحتفال بمرور عامين على المعاناة والاغتصاب والاغتيالات والسرقة وضعف الخدمات والاعتداء على الاقتصاد؟!.. وقد قلنا إن باقان الأمين العام للحركة الشعبية ود. رياك مشار نائب رئيس حكومة الحركة الشعبية (وليست حكومة الشعب طبعًا) قد انتقدا بمناسبة مرور عامين حركتهما فكان نقدًا ذاتيًا. قال باقان إن دولة جنوب السودان دولة فاشلة، وهي نفس الصفة التي ألصقها بحكومة الخرطوم حينما كان وزيرًا فيها قبل الانفصال كان وزيرًا لرئاسة مجلس الوزراء حسب محاصصة اتفاقية نيفاشا وليس للدولة حاجة إلى وجوده في هذا المنصب. لكن اتفاقية نيفاشا كانت بمنطق قول الشاعر: (من نكد الدنيا على المرء.. أن يلاقي عدوًا ما من صداقته بد). ورغم هذه الصداقة (القسرية النيفاشية) فإن باقان بدلاً من أن يطرح رؤاه ـ إن كان له ـ لحل المشكلات انطلاقًا من موقعه. إلا أنه راح يتحدث عن فشل الدولة السودانية. فهل فشلها لأنها وقّعت على اتفاقية نيفاشا التي وضعته في هذا الموقع ووضعت رئيس حركته في موقع أرفع، وهو الآن يُحمَّل مسؤولية فشل إدارة دولته الجديدة؟!. نعم باقان نفسه قال معترفًا: (فشلنا في إدارة شؤون البلاد) لكن لماذا الفشل مع العدد الكبير من المستشارين بمختلف جنسياتهم الإسرائيلية والغربية؟! ولماذا الفشل ولدولة جنوب السودان أو الحركة الشعبية أصدقاء يلتقون في جمعية أصدقاء جنوب السودان الأمريكية؟! هل هؤلاء هم أصدقاء (موارد) جنوب السودان من نفط ومعادن؟!.. إذن هي جمعية أعداء المواطن الجنوبي في ثياب الأصدقاء. وبمثل هذا التمثيل تحاك المؤامرات ضد شعوب إفريقيا التي ينظر إليها الرجل الأبيض الغربي على أنها أقل قيمة ودرجة من الحيوانات. هذه الجمعية من ضمنها مستشار حكومة جنوب السودان روجر ونتر، في ماذا استشارته حكومة جوبا إذن وهو ورفاقه في جمعية أصدقاء جنوب السودان الأمريكية يعربون عن قلقهم العميق من مخاطر حقيقية متزايدة تهدد مصير دولة جنوب السودان الوليدة؟!. أين ثمار استشارات روجر ونتر؟! إن مجموعة أصدقاء جنوب السودان تتهم حكومة الحركة الشعبية ممثلة بقواتها الأمنية بارتكاب انتهاكات عنصرية ممنهجة. فلماذا لم تنصح هذه الجمعية منذ عامين حكومة الحركة الشعبية بأنها لا بد أن تبتعد عن السلوك العنصري في إدارة الدولة؛ لأن العاصمة جوبا توجد في الإقليم الإستوائي هناك؟! لماذا لا تذكرها شعار الإقليم الإستوائي الآن عام 1982م!
قلنا أمس إن الحركة الشعبية وأنصارها وحكومتها في الجنوب وخارجه في سفاراتها مثلاً احتفلوا بمرور عامين على انفصال جنوب السودان بصورة رسمية، وأصلاً كان الانفصال قد وقع عمليًا قبل ثمانية أعوام ونصف منذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا التي تضمنت أن تنسحب كل المؤسسات الرسمية السودانية من جنوب السودان ابتداءًَ من يوم التوقيع على الاتفاقية وكان هذا في عام 2005م. وكان المقصود به كما قيل العمل لوحدة جاذبة بين (النار والزيت)، فهل يتحدان؟!.
المهم في الأمر الآن هو أن الحركة الشعبية تحتفل بمرور عامين لدولتها الجديدة لكن الأغلبية من الشعب الجنوبي يحسبون سنوات المعاناة والاستبداد والطغيان منذ عام 2005م. ويمر على غالبية الشعب الجنوبي الآن عامان لدولة ولدت مشوهة عمدًا لخدمة مصالح أجنبية على حساب المواطن الجنوبي. لماذا الاحتفال بمرور عامين على المعاناة والاغتصاب والاغتيالات والسرقة وضعف الخدمات والاعتداء على الاقتصاد؟!.. وقد قلنا إن باقان الأمين العام للحركة الشعبية ود. رياك مشار نائب رئيس حكومة الحركة الشعبية (وليست حكومة الشعب طبعًا) قد انتقدا بمناسبة مرور عامين حركتهما فكان نقدًا ذاتيًا. قال باقان إن دولة جنوب السودان دولة فاشلة، وهي نفس الصفة التي ألصقها بحكومة الخرطوم حينما كان وزيرًا فيها قبل الانفصال كان وزيرًا لرئاسة مجلس الوزراء حسب محاصصة اتفاقية نيفاشا وليس للدولة حاجة إلى وجوده في هذا المنصب. لكن اتفاقية نيفاشا كانت بمنطق قول الشاعر: (من نكد الدنيا على المرء.. أن يلاقي عدوًا ما من صداقته بد). ورغم هذه الصداقة (القسرية النيفاشية) فإن باقان بدلاً من أن يطرح رؤاه ـ إن كان له ـ لحل المشكلات انطلاقًا من موقعه. إلا أنه راح يتحدث عن فشل الدولة السودانية. فهل فشلها لأنها وقّعت على اتفاقية نيفاشا التي وضعته في هذا الموقع ووضعت رئيس حركته في موقع أرفع، وهو الآن يُحمَّل مسؤولية فشل إدارة دولته الجديدة؟!. نعم باقان نفسه قال معترفًا: (فشلنا في إدارة شؤون البلاد) لكن لماذا الفشل مع العدد الكبير من المستشارين بمختلف جنسياتهم الإسرائيلية والغربية؟! ولماذا الفشل ولدولة جنوب السودان أو الحركة الشعبية أصدقاء يلتقون في جمعية أصدقاء جنوب السودان الأمريكية؟! هل هؤلاء هم أصدقاء (موارد) جنوب السودان من نفط ومعادن؟!.. إذن هي جمعية أعداء المواطن الجنوبي في ثياب الأصدقاء. وبمثل هذا التمثيل تحاك المؤامرات ضد شعوب إفريقيا التي ينظر إليها الرجل الأبيض الغربي على أنها أقل قيمة ودرجة من الحيوانات. هذه الجمعية من ضمنها مستشار حكومة جنوب السودان روجر ونتر، في ماذا استشارته حكومة جوبا إذن وهو ورفاقه في جمعية أصدقاء جنوب السودان الأمريكية يعربون عن قلقهم العميق من مخاطر حقيقية متزايدة تهدد مصير دولة جنوب السودان الوليدة؟!. أين ثمار استشارات روجر ونتر؟! إن مجموعة أصدقاء جنوب السودان تتهم حكومة الحركة الشعبية ممثلة بقواتها الأمنية بارتكاب انتهاكات عنصرية ممنهجة. فلماذا لم تنصح هذه الجمعية منذ عامين حكومة الحركة الشعبية بأنها لا بد أن تبتعد عن السلوك العنصري في إدارة الدولة؛ لأن العاصمة جوبا توجد في الإقليم الإستوائي هناك؟! لماذا لا تذكرها شعار الإقليم الإستوائي الآن عام 1982م!
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: دولة جنوب السودان... عامان من الإنفصال .... تقرير صحفي منقول
باقان وألور يتجهان لإعلان حزب «الحركة الشعبية الحديثة»..سلفا كير يُجري مشاورات لإعلان حكومة انتقالية وضغوط لإثنائه
جوبا ــ الخرطوم: معتز محجوب
تحولت الأحداث بطريقة دراماتيكية في الجنوب على خلفية الخلافات الأخيرة التي ضربت الحركة الشعبية، وباتت الأوضاع على حافة الانهيار في الجنوب، ففيما يتجه رئيس حكومة الجنوب للقيام بمشاورات واسعة لإعلان حكومة انتقالية يضم إليها أحزاب المعارضة لحين انعقاد الانتخابات بالعام «2015»، شرع الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم والوزير المقال دينق ألور في إجراء اتصالات واستقطابات حادة بين الحانقين على رئيس حكومة الجنوب وبات على وشك شق الحركة الشعبية بإعلان حزب جديد للحركة يدعى «الحركة الشعبية الحديثة»، بينما نفى مقربون من رئيس الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي» د لام أكول ما رشح من أنباء عن قرب إعلانه رئيسًا للوزراء في الجنوب، وأكدوا أن الأخير رافض لأي دخول في الحكومة الحالية وأنه يعول كثيرًا على الدخول في الانتخابات الرئاسية في العام «2015».وأبلغت مصادر لصيقة بحكومة الجنوب «الإنتباهة» أن الإعلان عن الحزب الجديد لباقان وألور بات مسألة وقت ليس أكثر، وأشارت المصادر إلى وجود محاولات من باقان لجر نائب رئيس حكومة الجنوب دكتور رياك مشار للانضمام لحزبهم عقب الخلافات الحادة بينه وبين رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت خصوصًا بعد تواتر أنباء عن قرب إعلان إقالة مشار من منصبه كنائب لرئيس الجنوب، وألمحت المصادر لوجود تأييد بالجيش لباقان خصوصًا من القيادات الوسيطة بالجيش، وكشفت عن وجود اتصالات مكثفة يقودها سفراء غربيون مع رئيس حكومة الجنوب للوصول لحلول توافقية تمنع شق حزب الحركة الشعبية، وتضمن استمرار الأوضاع إلى ما بعد الانتخابات القادمة، وقطعت المصادر بوجود ضغوط على سلفا كير من جهات خارجية عديدة أبرزها أمريكا وبعض الدول المجاورة كيوغندا وكينيا لإثنائه عن قرارات مرتقبة سيقوم بإصدارها من بينها تغييرات علي الحكومة. وفي ذات الاتجاه أشارت مصادر إلى أن سلفا كير سيقوم بتعيين وياي دينق وزير الأمن وزيرًا للدفاع، وجيمس هوث حاكمًا لأعالي النيل، وتعيين القيادي السابق بالمؤتمر الوطني دكتور رياك قاي حاكمًا لولاية جونقلي.
جوبا ــ الخرطوم: معتز محجوب
تحولت الأحداث بطريقة دراماتيكية في الجنوب على خلفية الخلافات الأخيرة التي ضربت الحركة الشعبية، وباتت الأوضاع على حافة الانهيار في الجنوب، ففيما يتجه رئيس حكومة الجنوب للقيام بمشاورات واسعة لإعلان حكومة انتقالية يضم إليها أحزاب المعارضة لحين انعقاد الانتخابات بالعام «2015»، شرع الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم والوزير المقال دينق ألور في إجراء اتصالات واستقطابات حادة بين الحانقين على رئيس حكومة الجنوب وبات على وشك شق الحركة الشعبية بإعلان حزب جديد للحركة يدعى «الحركة الشعبية الحديثة»، بينما نفى مقربون من رئيس الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي» د لام أكول ما رشح من أنباء عن قرب إعلانه رئيسًا للوزراء في الجنوب، وأكدوا أن الأخير رافض لأي دخول في الحكومة الحالية وأنه يعول كثيرًا على الدخول في الانتخابات الرئاسية في العام «2015».وأبلغت مصادر لصيقة بحكومة الجنوب «الإنتباهة» أن الإعلان عن الحزب الجديد لباقان وألور بات مسألة وقت ليس أكثر، وأشارت المصادر إلى وجود محاولات من باقان لجر نائب رئيس حكومة الجنوب دكتور رياك مشار للانضمام لحزبهم عقب الخلافات الحادة بينه وبين رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت خصوصًا بعد تواتر أنباء عن قرب إعلان إقالة مشار من منصبه كنائب لرئيس الجنوب، وألمحت المصادر لوجود تأييد بالجيش لباقان خصوصًا من القيادات الوسيطة بالجيش، وكشفت عن وجود اتصالات مكثفة يقودها سفراء غربيون مع رئيس حكومة الجنوب للوصول لحلول توافقية تمنع شق حزب الحركة الشعبية، وتضمن استمرار الأوضاع إلى ما بعد الانتخابات القادمة، وقطعت المصادر بوجود ضغوط على سلفا كير من جهات خارجية عديدة أبرزها أمريكا وبعض الدول المجاورة كيوغندا وكينيا لإثنائه عن قرارات مرتقبة سيقوم بإصدارها من بينها تغييرات علي الحكومة. وفي ذات الاتجاه أشارت مصادر إلى أن سلفا كير سيقوم بتعيين وياي دينق وزير الأمن وزيرًا للدفاع، وجيمس هوث حاكمًا لأعالي النيل، وتعيين القيادي السابق بالمؤتمر الوطني دكتور رياك قاي حاكمًا لولاية جونقلي.
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
مواضيع مماثلة
» الآثار الأوليــة على جنوب السودان بعد الإنفصال.......
» واشنطن تستصعب دولة جنوب السودان
» تقرير الخرطوم واسمرا يد عمان متمردي جنوب السودان
» بوادر انفصال الى دويلات في دولة جنوب السودان
» باقان اموم في حوار صحفي بعد الاقالة... منقول
» واشنطن تستصعب دولة جنوب السودان
» تقرير الخرطوم واسمرا يد عمان متمردي جنوب السودان
» بوادر انفصال الى دويلات في دولة جنوب السودان
» باقان اموم في حوار صحفي بعد الاقالة... منقول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى