د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
صفحة 1 من اصل 1
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
الحلقة الأولي (1 من 5)
11-16-2014 12:29 AM
تعريف مرض السكري:
يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تلازم المريض مدي الحياة. ويؤدى مرض السكري إلي إرتفاع غير طبيعى فى مستوى سكر الجلكوز بالدم، ذلك لعم مقدرة الجسم على إستخدام وتحويل الجلوكوز إلي طاقة. يحدث مرض السكرى نتيجة لخلل فى التمثيل الغذائي للنشويات، ولقلة إفراز غدة البنكرياس لهرمون الإنسولين، أو مقاومة خلايا الجسم للأنسولين الذى يؤدي إلي إرتفاع نسبة السكر فى كل من الدم والبول. يصاحب هذا المرض أيضاً إضطراب فى التمثيل الغذائى لكل من البروتينات والدهون. يوجد حاليا في العالم إرتفاع فى نسبة إنتشار الإصابة بمرض السكري فى كل الأعمار وفي مختلف الدول. من المتوقع وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، أن تزداد نسبة الإصابة بمرض السكري عالميا، حيث تتضاعف عموما نسبة مرضي السكري في كل قارات العالم، وتكون الأصابة ثلاثة أضعاف في كل من الهند، والدول العربية، وبعض الدول بالقارة الأفريقية فى العام 2030م.
حسب الإحصائيات يذكر أن حوالي 20% من الناس مصابون أو معرضون للإصابة بمرض السكري. بهذا أصبح مرض السكري وباءا عالميا، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل أيضا في الدول النامية. والخريطة الصحية لمنظمة الصحة العالمية تدلي علي أن شخصا واحدا من بين كل 6 أشخاص مصاب بمرض السكري. ويعتبر مرض السكري من الأمراض الأكثر شيوعا في العالم، مما يتطلب في المقام الأول طبيبا متمرسا وملما عمليا بتفاصيل العلاج وأسباب ظهور المرض، والإحتمالات الوراثية المؤثرة، ونوع مرض السكري، وأبعاد المرض ومضاعفاته. وبالرغم من وجود عقبات عدة عند مرضي السكري، تتوفر حلول طبية وتقنيات عدة، للعيش مع مرض السكري حياة جيدة، مؤسسة علي برنامج تغذوي ورياضي وعلاجي مرن. ومرض السكري هو مرض في يد المريض، فهو الرفيق والصديق، إذا تلقي الإهتمام من صاحبه وقد يكون أحيانا العدو اللدود إذا تجاهله المريض، فهو يتعامل بالمثل وحسب تعامل المريض معه.
آلية ظهور مرض السكري لا تنحصر فقط في قلة إفراز هرمون الإنسولين بالدم أو القصور في إفرازه من البنكرياس، بل تعتمد أيضا علي نمط الحياة المنظم لكل فرد، مرتكزة علي ثلاثة دعائم أساسية، وهي الرياضة البدنية، والتغذية المتوازنة والعلاج الطبي الصحيح. وعلي نقاط الإرتكاز الثلاثة هذه، يقوم مثلث في وسطه تتجسم صحة مريض السكري.
الرياضة البدنية تلعب دورا فعالا في تعامل الجسم مع السكري، بتنشيط غدة البنكرياس لإفراز هرمون الإنسولين وبالتالي إمتصاص السكر الفائض عبر خلايا الجسم. والتغذية المتوازنة تمثل نقطة محورية في حياة الإنسان، خصوصا عند مرضي السكري. وتنظيم الغذاء عند مرضي السكري يلعب دورا أساسيا في زيادة أو نقصان كمية السكر في الدم، وبالتالي التأثير علي كمية الدهون في الدم تأثيرا إيجابيا أو سلبيا. وبالعلاج الملائم لكل مريض يكتمل مثلث صحة مريض السكري. وهذا يتمثل في العلاج الموصي به، وإجراء التحاليل الطبية، والفحوصات التشخيصية من قبل الطبيب المعالج. وكثير من مرضي السكري يعتمدون علي العلاج الطبي فقط، وينقص الكثير منهم الإلمام بالثقافة الرياضية والغذائية. و يعتبر التعرف طبيا علي مرض مزمن ملم بالمريض، كمرض السكري وكيفية التعامل معه مهم للغاية. ويعتبر بجانب الطبيب المعالج، أن للمريض دور فعال في علاج السكري وتفادي مضاعفاته.
تـاريخ مرض السكري:
كان تاريخيا مرض السكري معروفا في الحضارات القديمة، لقد عرفه قدماء المصريون قبل 3.000 عام. وكان العالم بن سينا قد شخصه منذ عشرة قرون، حيث كان يبخر البول السكري، ليتحول إلي مادة لزجة أو يتحول إلي بودرة سكر أبيض اللون. وربط العالم بن سينا في عام 1.000 للميلاد لأول مرة في التاريخ العلمي، العلاقة بين تقرح القدمين ومرض السكري. ولم يكن لمرض السكري حتي مطلع هذا القرن من علاج، مما جعل من مريض السكري الميت الحي، يعاني ويلات المرض ومضاعفاته، التي كان ينهي مطافها بهولات الموت المبكر. وكان من ضحايا مرض السكري في الغالب، الأطفال والمراهقون، الذين عندما يصابون به تذوي وتجف أجسامهم، ليموتوا بعد عدة شهور ومن دون علاج وحماية.
عرف مرض السكري قديما عند الرومان والأغريقيين أيضا بداء المترفون من الناس من الطبقات الغنية، الذين كانوا يعكفون علي تناول الغذاء الدسم من طعام وشراب ليلا ونهارا، يخدمون من قبل أفراد حاشياتهم في كل كبيرة وصغيرة، يحبذون الإستلقاء والجلوس، ولا يحبون الحركة البدنية والعمل. كانت إمكانية التعرف علي المرض وتشخيصه في العصور القديمة، هو أن الأطباء يستعينون بغمس أصابعهم في بول المريض ويتذوقون حلاوته. فإن كان طعم بول المريض حلو المذاق، فهو بول سكري وإن لم يكن حلو المذاق فهو بول مائي. وظل هذا متبعا حتي إكتشف محلول فهلنج، الذي كان يسخن فيه البول فيعطي راسبا أحمرا، وحسب شدة الإحمرار يكون تركيز السكر بالبول. وكان العلاج قبل عزل هرمون الإنسولين في عام 1921م يعتمد فقط علي تنظيم الغذاء للمريض، والإقلال من تناول السكريات والنشويات، التي تتكسر مبسطة في الجسم، متحولة إلي سكر الجلوكوز.
في عام 1869م إكتشف العالم الألماني باول لانجرهانز مجموعة من الجزر عنقودية الشكل، تمثل خلايا غدة البنكرياس التي تفرذ هرمون الإنسولين. و لذا سميت هذه الجزر في وقت لاحق "بجزر لانجرهانز"، لإكتشافه لها، وبذلك إكتشافه لأهم هرمونات الجسم البشري. وبعد عشرون عاما، توصل العالمان الألمانيين أوسكار مينوفسكي وجوزيف فون ميرينغ فرايهر للعلاقة بين غدة البنكرياس ومرض السكري. وقام العالمان بإجرء عملية جراحية لكلب، إستأصلا فيها غدته البنكرياسية. وأدي ذلك إلي إصابة الكلب بمرض السكري بطريقة معملية، نسبة لإنعدام هرمون الإنسولين عند الكلب. وفي عام 9161م تمكن العالم الروماني نيكولاي باوليسكو من عزل مركب عضوي، ثم حقنه لكلب مصاب بمرض السكري، حيث أدي ذلك إلي إنخفاض معدل السكر في دم الكلب المريض، وبه تحسنت حالته الصحية.
في عام 1921م ، نجح العالمان الكنديان فريدريك غرانت بانتينغ وتشارلز هيربرت بست من عزل هرمون الإنسولين من غدة البنكرياس وحقنه لكلب مصاب بمرض السكري، بعد إستئصال غدة بنكرياس الكلب. وبسبب النتائج العلمية الفذة المتوصل إليها، تحصل العالمان الكنديان علي جائزة نوبل في الطب. وفي عام 1922م تم علاج أول إنسان بهرمون الإنسولين، وفي عام 1960م ، تم فك شفرة التركيب الكيميائي لهرمون الإنسولين، وفي عام 1976م نجح للمرة الأولى عالميا في التحول من إستخدام الإنسولين الحيواني إلي الإنسولين البشري. ومنذ عام 1979م، يتم إنتاج هرمون الإنسولين البشري للعلاج عن طريق تقنيات الهندسة الوراثية.
غدة البنكرياس وهرمون الإنسولين:
تتكون غدة البنكرياس المنتجة لهرمون الإنسولين وهرمونات أخري من الرأس، الجسم والذيل، وتقع مباشرة تحت المعدة ، وتزن في المتوسط حوالي 80 إلي 120 جرامات، وطولها حوالي 15 سنتميترات، وعرضها حوالي 5 سنتميترات، وسمكها في المتوسط حوالي 2 إلي 3 سنتميترات. وتنتج غدة البنكرياس يوميا بجانب هرمونات الإنسولين ومنافسه الجلوكاجون، ما بين نصف اللتر إلي ثلاثة لترات من الإنزيمات الهاضمة في الأثني عشر. ويتم إنتاج هرمون الإنسولين في البنكرياس في خلايا بيتا، التي تكون مرتبة في شكل جزر تشبه عناقيد العنب تسمي بجزر لانجرهانز، والتي تكون موزعة على طول غدة البنكرياس، وتكون غالبيتها في ذيل البنكرياس. وظيفة هرمون الإنسولين هي تنظيم سكر الجلكوز في الدم وتخزين الفائض منه في شكل طاقة، في خلايا وأنسجة أعضاء الجسم المختلفة، مثل تخزين الجليكوجين في العضلات والكبد. وتظل نسبة الإنسولين ثابتة في جسم الشخص المعافي، فإذا قلت أو زادت نسبته في الدم، تؤدي إلي غيبوبة، قد تنتهي بالموت. هناك عوامل عدة تلعب دورا أساسيا في الإصابة بمرض السكري أو تطوره أكثر، بجانب العوامل البيئية والوراثية. وهذه العوامل تتمثل في عمر خلايا بيتا، والموت المبرمج لها، والتي تلعب دورا هاما في ذلك لعدم إفرازها كميات كافية من هرمون الإنسولين، أو الإنعدام المطلق لإفرازها لهرمون الإنسولين.
أنواع مرض السكري:
يصيب مرض السكري الإناث والذكور على السواء وفى جميع الاعمار، وإن كانت نسبة إصابة الذكور أعلي قليلا عند بعض الشعوب. وتتراوح نسبة إصابة الاطفال من 5 إلي 10 بالمئة، وقد تقل عن ذلك في بعض المجتمعات. ونسبة لإزدياد عدد المصابين بمرض السكري في معظم دول العالم، إزداد الاهتمام بهذا المرض في الآونة الأخيرة عالميا. وبلغت نسبة المصابـيـن بمرض السكري في السنوات الماضية في الـولايـات المـتـحـدة الأمريـكـيـة حوالي 4 إلي 5% وفي كـنـدا 7% وفي المملكة العربية السعودية حوالي 13%، ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة في المستقبل إلي 20% في الدول العربية الخليجية . ويرجع ذلك إلي رفاهية العيش، وزيادة إستهلاك الأطعمة التي تؤدي إلي السمنة، بالإضافة إلي قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة البدنية. وبجانب أنواع مرض السكري الوراثية مثل المختصرة بكلمتي: (مادي ولادا)، هناك أنواع أخري من مرض السكري، أهمها: النوع الأول : (المعتمد علي الإنسولين)، النوع الثاني (الغير معتمد علي الإنسولين)، والسكري العارض: سكري الحمل.
النوع الأول: (المعتمد علي الإنسولين):
يرجع سبب مرض السكري المعتمد علي هرمون الإنسولين إلي عدم إفراز البنكرياس لهرمون الإنسولين مطلقا، ويظهر هذا النوع عادة في سن الصغر، وهناك نسبة 1% من المصابين به من المواليد الجدد. و هذا النوع يصاب به أيضا الأشخاص في متوسط العمر، وليس هناك علاج لهذا النوع سوي حقن هرمون الإنسولين. وقد يكون سبب ظهور هذا النوع، المناعة الذاتية لوجود أجسام مضادة بالبنكرياس، فلا تقوم بإفرز الإنسولين. وقد السبب يكون السبب أحيانا العدوي بالفيروسات، كما هو الحال في إلتهابات الغدة النكفية، أو إلتهابات الأنفلونزا، حيث تتولد أجسام مضادة تتلف خلايا (بيتا) بالبنكرياس، أو بسبب أمراض مزمنة تتلف بالكلي أو الكبد أو البنكرياس، فتهاجم الخلايا الليمفاوية التائية خلايا (بيتا)، وتعتبرها أجساما غريبة كالبكتريا والفيروسات. وقد تصاب خلايا البنكرياس بالشيخوخة المبكرة، أو تدمربسبب المواد السامة مثل السيانيد والمبيدات. و يمكن طبيا التعرف علي النوع المعتمد علي هرمون الإنسولين من مرض السكري بسهولة، وهذا لعدم إستجابة المريض للأقراص المخفضة للسكري، أو الإصابة بغيبوبة فجائية لإرتفاع السكر بالدم، رغم تعاطي هذه الأقراص بإنتظام. ويكون أغلب المرضي من هذا النوع تحت سن الثلاثين من العمر. وما يميز مرضي هذا النوع من السكري هو أنهم نحاف الجسم، وفي الغالب تتأخر لديهم فترة البلوغ. وهذا النوع وراثي يظهر بين 35% من المصابين به من التوائم المتشابهة. وتبلغ نسبة إنتقاله من أحد الأبوين المصابين إلي الطفل حوالي 20%، وحوالي 10% إذا كان هناك طفل شقيق مصاب به.
النوع الثاني: (الغير معتمد علي الإنسولين):
في حالة الإصابة بمرض السكري الغير معتمد علي هرمون الإنسولين، يفرز البنكرياس كميات قليلة من الإنسولين، لا تكفي لتنظيم سكرالجلوكوز في الدم . و يعتبر هذا النوع الأكثر إنتشارا في العالم، ويمثل نسبة 90% من المصابين بمرض السكري . ويعتبر مرض السكري الغير معتمد علي الإنسولين مرضا وراثيا، يسمي هذا النوع من مرض السكري بسكري الكبار، ومعظم المصابون به من البدينين. ويظهر هذا النوع من مرض السكري عادة بعد سن الأربعين، وفي الغالب في مراحل متأخرة من العمر. وغالبا ما يكتشف بالصدفة عند إجرا فحوصات تشخيصية. بجانب العوامل الوراثية في الأسرة، تلعب عدم الحركة والرياضة البدنية، والبدانة المفرطة، والتغذية غير المتوازنة دورا هاما في الإصابة بهذا النوع من مرض السكري.و يعتمد العلاج الطبي لهذا النوع من السكري علي الأقراص المخفضة للسكر والتي تحث غدة البنكرياس علي إفراز هرمون الإنسولين. وبتقدم العمر يلجأ كثير من المرضي إلي حقن هرمون الإنسولين، حيث يفشل البنكرياس في إنتاج الهرمون، بعد نفاذ الكميات البسيطة الممكن إفرازها. وبه يتحول هذا النوع من السكري كسكري غير معتمد علي الإنسولين، إلي سكري معتمد علي الإنسولين. ونسبة إصابة طفل لاحقا بهذا النوع إذا كان أحد الأبوين مصاب، تبلغ حوالي 50% ونسبة الإصابة به عند التوائم المتشابهة تبلغ حوالي 100%.
سكري الحمل (السكري العارض):
عند سكري الحمل يرتفع مستوى السكر في الدم أكثر من المعدل المطلوب في فترة الأشهر الثلاثة الأوائل للحمل. وتكون الإصابة بهذا النوع من السكري عابرة (سكري عارض) ويكون سببها إنخفاض نسبة السكر، التي تسمح بها الكلي بالمرور إلي البول، ذلك للتغير الهرمونى أثناء فترة الحمل. هذا النوع من السكري يحدث عند حوالي 3% من الحوامل، ويختفي في العادة بعد الولادة مباشرة. وقد يؤدي هذا النوع من السكري في حالة إستهوانه إلي تشوهات الجنين الخلقية في باطن الأم، أو زيادة وزن الجنين في الرحم، أو سقوط الجنين المبكر، أو تعثر أمر الولادة بسبب زيادة وزن الجنين. ولذا يتوجب في هذه الحالة متابعة معدل السكر في الدم متابعة دقيقة أثناء فترة الحمل، وعلاج هذا النوع من السكري بهرمون الإنسولين إذا تطلب الأمر. ونسبة إصابة الحامل بهذا النوع من السكري بعد الإصابة به مسبقا، تقدر في مرحلة حمل تالية بحوالي 50%.
أعراض مرض السكري:
لمرض السكري كغيره من الأمراض أعراض مميزة في حالة إرتفاع مستوي السكر في الدم أكثر من المستوي العادي. وزيادة معدل سكر الجلكوز في الدم، تؤدي إلي إزدياد حوجة الجسم للماء، بسبب زيادة الضغط الأسموزي في الجسم، ذلك لإذابة سكر الجلكوز، وإخراجه عن طريق الكلي مع البول. وبهذا يتأتي شعور مريض السكري بالعطش المتواصل لحوجته للماء، وينتج عن ذلك التبول الكثير بسبب شرب كميات كبيرة من الماء، وفي أغلب الأحيان الإكثار من التبول الليلي.
من أعراض مرض السكري أيضا فقدان الوزن، الشعور بالتعب والإعياء، الصداع، الدوار، العرق، الرعشة، التوتر، القلق، برودة اليدين، حرارة الرجلين، غشاوة العينين، تداخل الصور، سرعة دقات القلب، الجوع والأرتجاف. وهناك أيضا الإلتهابات الجنسية عند الرجال، والمهبلية عند الإناث، ذلك بسبب إفراز السكر عن طريق المثانة ومجري البول، مما يؤدي إلي خلق بيئة ملائمة لنمو البكتريا والفطريات، وحدوث الحساسية الجلدية، والقابلية لإلتهابات الجهاز التنفسي. وبجانب متابعة مستوي السكري العادي، وإرتفاع مستواه، يجب أيضا متابعة إنخفاض مستوي السكري أكثر من اللازم. وهبوط مستوي السكر في الدم يؤدي الي فقدان الوعي، أو السقوط المفاجئ، مما يزيد العقبات بخلق مشاكل أخري، وكذلك خطر هبوط السكر يكمن في أنه إذا إستمر لفترة طويلة، يؤدي إلي التلف الدائم في خلايا المخ والأعصاب.
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
د.حسن حميدة – مستشار التغذية العلاجية – المانيا
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de
حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب - نوفمبر/ 2014
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
د. حسن حميدة : مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الثاني
الحلقة الثانية (2 من 5)
11-18-2014 01:48 AM
العوامل المساعدة في الإصابة بمرض السكري:
هناك عدة عوامل تساعد علي الأصابة بمرض السكري، منها العوامل البيئة، العوامل الخارجية مثل السميات كالسيانيد، ومبيدات الحشرات والنباتات، العوامل الوراثىية في نطاق الأسرة، كإصابة أحد الوالدين بمرض السكري، إنعدام الحركة والرياضة البدنية، التي تؤثر سلبيا علي التفاعل بين هرمون الإنسولين ومستقبلاته، إختلال التوازن الغذائى مثل الإفراط في تناول الوجبات ذات النسبة العالية من الدهون المشبعة، ونقص تناول الألياف الغذائية فى الطعام، البدانة المركزية المفرطة التي تتسبب في حدوث مقاومة عمل هرمون الإنسولين في العضلات، وقد يرجع ذلك لعدة عوامل، منها تكدس الدهون فى خلايا وأنسجة أعضاء الجسم، والزيادة فى تناول كميات الطاقة والغذاء اليومي من دون توازن، خاصة الطعام الغنى بالسكريات والدهون بجانب قلة الحركة والنشاط البدني، تعاطي الكحوليات، التي تتسبب بطريقة غير مباشرة في الإصابة بمرض السكري، حيث تحدث إلتهاب بنكرياسي حاد أو مزمن، أو عن طريق إحداث تليف كبدي، مما يؤدي إلي ما يسمي بمرض السكري كبدى المنشأ.
مضاعفات مرض السكري:
لا تأتي مضاعفات مرض السكري من العدم، بل تكون نتيجة حتمية لمسار المرض، خصوصا إذا أهمل الإهتمام به وبعلاجه. ومريض السكري يتبول كثيرا، ويعطش بشدة فيقل حجم الماء في الدم الجسم، لهذا السبب تقل الدورة الدموية بالأطراف عند المريض، مع زيادة حامض اليوريا وصعوبة جريان الدم بسيولة في الشرايين والأوردة، مما قد يؤدي إذا أهمل ذلك أحيانا للإصابة بالفشل الكلوي أو بالجلطة الدماغية. ومن الأشياء التي يجب أن يهتم بها مريض السكري وذويه دوريا، مراقبة وزن الجسم، فحص قاع العينين، وفحص الرجلين في كل صباح. ويجب زيادة علي ذلك قياس مستوي السكر في الدم، وتحليل البول، للتعرف علي نسبة الزلال به وبصفة دورية، وتحليل الكرياتينين، وحامض اليوريا، والأجسام الكيتونية، ونسبة دهون الكوليسترول في الدم. وزيادة علي ذلك يجب قياس ضغط الدم، والكشف عن إلتهاب الأعصاب الطرفية، سواء بالقدمين، الساقين، أوالذراعين. ويتوجب أيضا فحص كل من القلب، والأذنين، واللثة، والصدر. للأهمية أكرر مرة أخري: يعتبر فحص القدمين في كل صباح من أهم واجبات مريض السكري اليومية، هذا للتأكد من عدم وجود خدوش أو جروح تتطور، وحتي لا يصاب المريض بعدوي بكتيرية، قد تسبب الغرغرينا، ومنه إلي الإصابة بالرجل السكري (تقرح رجل مريض السكري). وبتقدم عمر مريض السكري، تتأثر الأعصاب الطرفية، مما يقلل من الإحساس بالألم والجروح، خصوصا في القدمين. ومن أهم مضاعفات مرض السكري، إلتهاب الأطراف ولاسيما القدمين، حيث لا يشعر المريض في الغالب بخدوش والجروح الصغيرة، ولو بعد عدة سنوات من حدوث الجرح. وهناك الكثيرين من مرضي السكري الذين لا يميزون بين الألوان، وهنا تصاب عدسة العين بالعتمة، خصوصا لدي المرضي المسنين. وقد تصاب شبكية العين بالإنفصال والنزيف الدموي بعد فترة تتراوح ما بين 5 الي 6 سنوات من تاريخ المرض. وهناك حوالي 30% من مرضي السكري الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم وظهور العجز الجنسي أثناء تطور المرض. وبزيادة معدل دهون الكوليسترول في الدم دون مراقبة، تتأثر الأوردة والشرايين، حيث تضيق، خصوصا التاجية منها في القلب، مما يؤدي الي أمراض القلب المزمنة، أو السكتات القلبية المفاجئة.
غيبوبة مرض السكري:
تعتبر غيبوبة مرض السكري من حالات الطوارئ التي تحتاج للعلاج العاجل. وتنقسم غيبوبة السكري إلي نوعين، النوع الأول: ينتج عن إرتفاع مستوي السكر في الدم، بسبب نقص هرمون الأنسولين، والنوع الثاني: ينتج عن إنخفاض مستوي السكر في الدم، وكل من الحالتين بإمكانه إدخال المريض في غيبوبة تامة. والنوع الأول من غيبوبة السكري، يرجح أحيانا إلي نقص نسبة السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، بسبب زيادة جرعة الإنسولين المحقونة، أو تناول جرعات أكبر من أدوية السكري الأخري، أو قلة الوجبات المتناولة يوميا، أو عدم الحرص علي تناول الوجبات الغذائية في مواعيدها. ومن أعراض نقصان نسبة السكر في الدم، الشعور بالجوع الشديد، العرق الزائد، الرعشة والإرتجاف، زغللة العينين، التشنجات العضلية، إضطراب الأعصاب الإرتباك في الكلام، وأحيانا الشلل النصفي. وقد تفضي مثل هذه الحالة نتيجة لنقص سكر الجلكوز في المخ، والأعصاب، وكريات الدم الحمراء، للغيبوبة والموت المفاجئ. ويحدد معدل سكر الجلكوز في حده الأدني والحرج، عند إنخفاضه في الدم عن نسبة أقل من 50 ميليجرامات. ويمكن التغلب علي هذه الحالة في طب الطوارئ، بإعطاء المريض محلول سكري، أو حقن هورمون الجلوكاجون (منافس هرمون الإنسولين). ولهذا ينصح مرضي السكري عموما بتناول الطعام في مواعيده، وخصوصا المسنين منهم، كما ينصح بوزن الجرعة العلاجية من الإنسولين وأدوية السكر، طبقا لتوصيات الطبيب. والنوع الثاني من غيبوبة السكري، يميزه إرتفاع السكر بالدم أكثر من المعدل المتوقع، ويكون سببه عدم تناول المريض لجرعات دواء السكر، أو أن المريض أصلا لا يستجيب للعلاج المتعاطاه في شكل أقراص، كما هو عند الكثير من مرضي السكري من بعد سن السبعين. وكبار السن من مرضي السكري يحتاجون في الغالب لهرمون الإنسولين في شكل حقن للعلاج، مما يؤدي غيابه في أغلب الأحيان إلي غيبوبة السكري. ومن مؤشرات غيبوبة السكري عند إرتفاع معدل السكر في الدم، هي أن تصبح رائحة المريض (خصوصا هواء التنفس عند عملية الذفير) مشبعة بالأسيتون، والشعور بالغثيان والقئ، والإمساك، وكثرة التبول، وعدم المقدرة علي الحركة. وقبل الدخول في غيبوبة السكري، يكون كلام المريض ثقيلا وبطيئا، مع الشعور بالصداع الشديد، والترنح في المشي، كما يظهر إسوداد في لون الوجه والقدمين عند المريض. وكما ذكر سابقا، قد يدخل المريض في غيبوبة تفضي للموت، هذا نسبة لنقصان سكر الجلكوز في خلايا المخ وإنعدامه، الشيء الذي يؤثر علي المدي البعيد علي مراكز الجهاز العصبي، كأجهزة الحركة، والنظر، والسمع، والكلام، وغيره إذا لم يتم إسعاف المريض سريعا.
العلاج الطبي لمرض السكري:
يعتبر علاج مرض السكر علاجا معقدا إذا ما قورن بعلاج بعض الأمراض الأخري، وهذا نسبة لإرتباط مرض السكري بعمليات كثيرة، مثل عملية الإستقلاب والتمثيل الغذائي في الجسم. أيضا إرتباط مرض السكري إرتباطا وثيقا بجهز الهضم لكل مكونات الغذاء الأساسية من نشويات، وبروتينات، ودهون وماء. وفيما يخص العلاج الشافي: حتي الآن لا يوجد علاج يقضي علي مرض السكري نهائيا، هذا بالرغم من الإعلان عن وجود أدوية وهمية في كثير من الأسواق، والتي يدعي مسوقيها بأنها تعمل علي القضاء علي مرض السكري نهائيا. وللأسف الشديد يكون ضحية هذه المركبات السوقية المريض، والذي يضحي بماله وأخيرا بصحته من أجل شراءها، وتبين له أخيرا حقيقتها بانها مركبات مقشوشة، بعضها يركب في المنازل، والبعض الآخر في الفنادق. وفي كثير من الأحيان يسأل المرضي عن نجوع علاج مرض السكري عن طريق الوصفات العشبية. وهنا لأمانة المعلومة العلمية: يحذر الأطباء والخبراء في الطب والصحة العامة من إستعمال مثل هذه البدائل للعلاج، خصوصا في علاج مرض السكري المعقد. والسبب هو أن مثل هذه البدائل تأزم من حالة مريض السكري، وتكون نتيجتها في النهاية محزنة، حيث يأتي بالمريض في معظم الأحيان، وعلي أحسن الفروض محمولا إلي غرف الإنعاش المركزة بعد الغيبوبة الكاملة. وعلاج مرض السكري المتعارف عليه حديثا يتمثل في حقن الإنسولين، أوتناول الأقراص المخفضة للسكر في شكل أقراص. وخلاف هذا توجد أيضا طريقة متطورة للتزود بهرمون الإنسولين، خصوصا عند مرضي السكري المعتمدين علي الإنسولين من نوع السكري الأول، وهي إستخدام مضخة آلية تضخ الإنسولين في الغشاء البريتوني ببطن المريض.
العلاج عن طريق الخلايا الجذعية:
كثير ما يستفسر مرضي السكري عن مستجدات مرض السكري وإمكانية علاجه علاجا أبديا: أحدث الإمكانيات للخطو تجاه مرض السكري علاجيا وعلاجه نهائيا، تتمثل في محاولة العلاج عن طريق الخلايا الجذعية: هذه المحاولة العلاجية لمرض السكري، ما زالت في مراحل تطويرها الإبتدائية، حيث تجري حاليا، وفي كثير من جامعات العالم، وفي مختلف الدول تجارب معملية بهذا الخصوص. وهذه التجارب تجري حاليا في الحيوانات، للتأكد من جدواها العلاجي عند الإنسان، ومن ثم وتحويلها من الحيوان، وتطبيقها علي الإنسان بعد التأكد من نجاحها. وهذه التجارب العلمية سوف تأخذ وقت غير قليل، والتي سوف تكون حين إعلان نجاحها، حدث هام في كل بلاد العالم وفي كل أجهزة الإعلام.
العلاج بالأقراص المخفضة للسكر:
السلفونيل يوريا:
مثل الجليكيدون والدوانيل: تزيد معدل الإنسولين بالدم، وتعطي للمرضي الذين ليس لديهم أجسام كيتونية بالبول. وقد يصاحب تعاطي هذه الأقراص زيادة في الوزن، وهي تستعمل فقط لمرضي السكري من النوع الثاني، ولا تفيد مرضي السكري من النوع الأول. لا ينصح بإستعمالها في حالة الإرتفاع الشديد في مستوي السكر أو في حالة غيبوبة السكري. وينصح بأقراص الجليكيدون للمرضي الذين لديهم مشاكل في الكلي، لأنها لا تفرز عن طريقها. ومن تأثيراتها الجانبية ولاسيما في حالة الصيام، خفض معدل السكر، والشعور بالإرتعاش، والعرق، والإرهاق، والجوع، والإضطرابات العصبية، وقد تظهر أحيانا بعض أعراض الحساسية بعد إستعمالها.
الميتوفورمين:
مثل السيدوفاج: ينصح بإستعمالها لمرضي السكري البدينين، بعد فشل رجيم الغذاء والرياضة في التخسيس، وهي تعمل علي معالجة إقلال مقاومة الخلايا للإنسولين، خصوصا العضلات، ولا تقلل إفراز هرمون الإنسولين من غدة البنكرياس ولا تسبب ظهور غيبوبة نقص السكري، بل تعمل علي تقليل الدهون بالدم، وتقليل إنطلاق وتحريرالجلوكوز من الكبد، أو إمتصاصه من الأمعاء الدقيقة. ومن آثاره الجانبية، فقدان الشهية، والشعور بطعم معدني بالفم، والغثيان والقيء، وآلام البطن والإسهال، ويلاحظ أن مثل هذه الأعراض، تقل حدتها مع مرور الزمن.
الثيازوليد بتديونات:
مثل أقراص التروجليتازون: تزيد من حساسية الخلايا للإنسولين، فتساعد الأنسجة والعضلات علي أخذ الجلوكوز من الدم، وتقلل كمية الجلوكوز التي يصنعها الكبد من الجليكوجين، وبهذا تحسن مقاومة الخلايا للإنسولين. ومن آثارها الجانبية، إنخفاض السكر في الدم، ولهذا ينصح بتقليل جرعة السلفونيل يوريا أو أقراص الإنسولينال المرافقة لها.
الألفا جلوكوزيداز :
مثل الأكاربوز: تقلل تأثير عمل إنزيم الأميلاز، المسئول عن تكسير السكريات المعقدة (النشويات) أثناء الهضم في الإمعاء، ومن ثم تحويلها إلي سكريات بسيطة مثل الجلوكوز، الذي يمتص بسهولة في الأمعاء الدقيقة، ولهذا تؤخذ قبل الأكل مباشرة ليقلل إمتصاص السكر من الأمعاء. ويقل مفعول دواء الأكاربوز، مع تناول مدررات البول، والكورتيزونات، والإستيرويدات، والفينوباربيتيورات، وأدوية الغدة الدرقية، والإستيروجينات الأنثوية في حبوب منع الحمل، ودواء الأيزونازيد لعلاج مرض الدرن (السل). وأقراص الأكازبوز لا تمتص من الأمعاء، بل تسبب تخمر السكريات في الجهاز الهضمي بسبب بطيء هضمها. وفي حالة إنخفاض السكر بالدم مع تناول الأكاربوز، يفضل إعطاء المريض حقن الجليكوجين.
وعلي وجه العموم لا تستعمل الأدوية المخفضة للسكر أثناء فترتي الحمل أو الرضاعة، أو إدمان الخمور. وهي لا تستعمل أيضا في حالات الأمراض المعدية، والعمليات الجراحية، أو الحساسية ضد مركبات السلفا ومشتقاتها كما هو في أقراص السلفونيل يوريا، أو مع تناول الكورتيزونات أو الإستيرويدات.
العلاج بحقن هرمون الإنسولين:
تعتبر قلة إفراز هرمون الإنسولين أو إنعدامه في الدم هي السبب المباشر في ظهور مرض السكري . ويتم تعاطي الإنسولين علاجيا عن طريق الفم أو الحقن، وهناك محاولات علمية لتوطيد علاج الإنسولين عن طريق الإستنشاق، والتي لم تثبت جدارتها عمليا، مقارنة بالطريقتين المتعارف عليهما. ويوجد من الإنسولين: الإنسولين قصير المفعول، الإنسولين متوسط المفعول، والإنسولين طويل المفعول . ويعتبر أحسن مكان لحقن الإنسولين، هو جدار البطن، لأن حقن الهرمون بالذراع أو الفخذين يؤدي مع الحركة إلي إمتصاصه بسرعة، مما يتطلب حقن جرعات أكثر ولمرات عدة. ويظل مفعول الإنسولين ساري لمدة شهر كامل، إذا تم حفظه تحت درجة حرارة عادية، أقصاها 24 درجة مئوية. والإنسولين هرمون له خصائصه كغيره من الهرمونات، يتكسر بالبرودة والحرارة العالية، لهذا يخزن في الثلاجات ولا يخزن في الفريزر، هذا حتي لا يفقد مفعوله. وعند الإعداد لأخذ الجرعة، لا ترج الزجاجة بل تدار بين راحتي اليدين. ومن أنواع الإنسولين: الإنسولين الحيواني، والإنسولين البشري، والإنسولين المهندس وراثيا. ويفضل الإنسولين البشري عن غيره، لأنه لا يسبب حساسية، أو أجساما مضادة تقلل من مفعوله، ذلك عكس ما يسببه الإنسولين الحيواني. الإنسولين قصير المفعول يبدأ مفعوله بعد 30 دقيقة، ويستمر لمدة تتراوح ما بين 5 إلي 7 ساعات. والإنسولين متوسط المفعول يبدأ مفعوله فيما يقارب الساعتين، ويستمر من 18 إلي 24 ساعة، وكذلك الحال عليه عند إستعمال الإنسولين طويل المفعول. زيادة علي ذلك يوجد ما يسمي بالإنسولين السريع جداً، والذي من خصائصه، بأنه يمتاز بقصر مدة عمله، وسرعة بداية تأثيره، حيث يعمل خلال 5 دقائق فقط، وبالتالي يساعد على التحكم الأفضل فى مستوى السكر بالدم، بعد تناول الوجبات الغذائية. وعموما يتم حقن الإنسولين تحت الجلد، فى أماكن مختلفة مثل اليدين والرجلين والبطن والفخذ، وينصح بتغيير هذه الأماكن بصورة دورية، لتجنب حدوث ورم أو ضمور دهني فى أماكن الحقن. وفى حالة حصول الورم، يجب الإبتعاد عن الحقن فى نفس الموضع. ويعطى الإنسولين القصير المفعول قبل 30 دقيقة من تناول الوجبة الغذائية. وأما عن الإنسولين السريع المفعول جداً، فيمكن إعطائه قبل فترة وجيزة أو بعد تناول الوجبة مباشرة، ولذا يمكن استخدامه للأطفال الرضع والأطفال، الذين يرفضون تناول وجباتهم الغذائية بعد حقن الإنسولين، أو يكونوا فى عجلة للذهاب للروضة أو المدرسة. ويعطى الإنسولين مرتين علي الأقل يوميا، ويفضل إعطاء الإنسولين مرات عديدة تتراوح ما بين 3 إلي 4 مرات يومياً، حيث أنه يؤدى إلي نتائج أفضل، خاصة فى منع المضاعفات المزمنة. ويجب أن يحفظ الإنسولين فى الثلاجة، أما فى فصل الشتاء، فيمكن أن يخزن خارج الثلاجة إذا كان الجو باردا. وفى حالة السفر يمكن أخذه فى حفاظات ثلج وهناك أيضاً حفاظات صغيرة خاصة بحفظ الإنسولين، يمكن شراؤها من الصيدليات.
االمتابعة الدورية لمرضي السكري:
يجب على مريض السكري أن يراقب بنفسه مستوي السكر فى الدم، ويجب أن يعلم أنه نفسه، وطبيبه المعالج شريكان فى التحكم فى هذا المرض. ويتوجب على المريض أولا الإلتزام التام بإرشادات الطبيب، وثانيا إمداد الطبيب بالبيانات والمعلومات الدقيقة عن مستوي السكر فى الدم بطريقة دورية، حتى يقرر الطبيب الطريقة المثلى للعلاج. من فوائد المتابعة الدقيقة لمستوي السكر فى الدم، هي تحديد مستوى السكر في الدم، عما إذا كان عاليا أو منخفضا، معرفة إذا ما كانت تأخذ الجرعات المطلوبة من الدواء فى الوقت المناسب، سواء كانت تتمثل في أقراص السكري أو حقن الإنسولين، والمحافظة على السكر فى الدم في المستوى المقبول للمريض. ومهم أيضا إجراء التحاليل والفحوصات الطبية بإنتظام، والتي تتمثل في تحليل الدم عن طريق الشرائط، قياس الهيموجلوبين السكرى، قياس نسبة الدهون فى الدم، متابعة الزلال بالبول، متابعة المواد الكيتونية ومتابعة فحص قاع العينينن، علي الأقل مرة في كل عام. وتدابير مرض السكري تبني علي المحافظة علي مستوي السكر في الدم في حالة الصيام ما بين 90 إلي 125 مليجرامات، سكر الدم بعد تناول وجبة غذائية بنسبة أقل من 180 مليجرامات. وأيضا المحافظة على مستوى الهمجلوبين السكري بنسبة أقل من 7%. والمحافظة على ضغط الدم الإنقباضي بنسبة تتراوح ما بين 130 إلي 140 ميليميتر زئبقي، والإنبساطي بنسبة تتراوح ما بين 70 إلي 80 ميليميتر زئبقي.
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
د. حسن حميدة - مستشار التغذية العلاجية - ألمانيا
تابع في العام 2015:
السل الرئوي
إلتهاب المرارة
أمراض السمنة
الجلطة الدماغية
قرحة المعدة والأثني عشر
البواسير وأمراض المستقيم
أمراض الكلي والفشل الكلوي
أمراض السرطانات والأورام
الحلقة الثانية (2 من 5)
11-18-2014 01:48 AM
العوامل المساعدة في الإصابة بمرض السكري:
هناك عدة عوامل تساعد علي الأصابة بمرض السكري، منها العوامل البيئة، العوامل الخارجية مثل السميات كالسيانيد، ومبيدات الحشرات والنباتات، العوامل الوراثىية في نطاق الأسرة، كإصابة أحد الوالدين بمرض السكري، إنعدام الحركة والرياضة البدنية، التي تؤثر سلبيا علي التفاعل بين هرمون الإنسولين ومستقبلاته، إختلال التوازن الغذائى مثل الإفراط في تناول الوجبات ذات النسبة العالية من الدهون المشبعة، ونقص تناول الألياف الغذائية فى الطعام، البدانة المركزية المفرطة التي تتسبب في حدوث مقاومة عمل هرمون الإنسولين في العضلات، وقد يرجع ذلك لعدة عوامل، منها تكدس الدهون فى خلايا وأنسجة أعضاء الجسم، والزيادة فى تناول كميات الطاقة والغذاء اليومي من دون توازن، خاصة الطعام الغنى بالسكريات والدهون بجانب قلة الحركة والنشاط البدني، تعاطي الكحوليات، التي تتسبب بطريقة غير مباشرة في الإصابة بمرض السكري، حيث تحدث إلتهاب بنكرياسي حاد أو مزمن، أو عن طريق إحداث تليف كبدي، مما يؤدي إلي ما يسمي بمرض السكري كبدى المنشأ.
مضاعفات مرض السكري:
لا تأتي مضاعفات مرض السكري من العدم، بل تكون نتيجة حتمية لمسار المرض، خصوصا إذا أهمل الإهتمام به وبعلاجه. ومريض السكري يتبول كثيرا، ويعطش بشدة فيقل حجم الماء في الدم الجسم، لهذا السبب تقل الدورة الدموية بالأطراف عند المريض، مع زيادة حامض اليوريا وصعوبة جريان الدم بسيولة في الشرايين والأوردة، مما قد يؤدي إذا أهمل ذلك أحيانا للإصابة بالفشل الكلوي أو بالجلطة الدماغية. ومن الأشياء التي يجب أن يهتم بها مريض السكري وذويه دوريا، مراقبة وزن الجسم، فحص قاع العينين، وفحص الرجلين في كل صباح. ويجب زيادة علي ذلك قياس مستوي السكر في الدم، وتحليل البول، للتعرف علي نسبة الزلال به وبصفة دورية، وتحليل الكرياتينين، وحامض اليوريا، والأجسام الكيتونية، ونسبة دهون الكوليسترول في الدم. وزيادة علي ذلك يجب قياس ضغط الدم، والكشف عن إلتهاب الأعصاب الطرفية، سواء بالقدمين، الساقين، أوالذراعين. ويتوجب أيضا فحص كل من القلب، والأذنين، واللثة، والصدر. للأهمية أكرر مرة أخري: يعتبر فحص القدمين في كل صباح من أهم واجبات مريض السكري اليومية، هذا للتأكد من عدم وجود خدوش أو جروح تتطور، وحتي لا يصاب المريض بعدوي بكتيرية، قد تسبب الغرغرينا، ومنه إلي الإصابة بالرجل السكري (تقرح رجل مريض السكري). وبتقدم عمر مريض السكري، تتأثر الأعصاب الطرفية، مما يقلل من الإحساس بالألم والجروح، خصوصا في القدمين. ومن أهم مضاعفات مرض السكري، إلتهاب الأطراف ولاسيما القدمين، حيث لا يشعر المريض في الغالب بخدوش والجروح الصغيرة، ولو بعد عدة سنوات من حدوث الجرح. وهناك الكثيرين من مرضي السكري الذين لا يميزون بين الألوان، وهنا تصاب عدسة العين بالعتمة، خصوصا لدي المرضي المسنين. وقد تصاب شبكية العين بالإنفصال والنزيف الدموي بعد فترة تتراوح ما بين 5 الي 6 سنوات من تاريخ المرض. وهناك حوالي 30% من مرضي السكري الذين يعانون من إرتفاع ضغط الدم وظهور العجز الجنسي أثناء تطور المرض. وبزيادة معدل دهون الكوليسترول في الدم دون مراقبة، تتأثر الأوردة والشرايين، حيث تضيق، خصوصا التاجية منها في القلب، مما يؤدي الي أمراض القلب المزمنة، أو السكتات القلبية المفاجئة.
غيبوبة مرض السكري:
تعتبر غيبوبة مرض السكري من حالات الطوارئ التي تحتاج للعلاج العاجل. وتنقسم غيبوبة السكري إلي نوعين، النوع الأول: ينتج عن إرتفاع مستوي السكر في الدم، بسبب نقص هرمون الأنسولين، والنوع الثاني: ينتج عن إنخفاض مستوي السكر في الدم، وكل من الحالتين بإمكانه إدخال المريض في غيبوبة تامة. والنوع الأول من غيبوبة السكري، يرجح أحيانا إلي نقص نسبة السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، بسبب زيادة جرعة الإنسولين المحقونة، أو تناول جرعات أكبر من أدوية السكري الأخري، أو قلة الوجبات المتناولة يوميا، أو عدم الحرص علي تناول الوجبات الغذائية في مواعيدها. ومن أعراض نقصان نسبة السكر في الدم، الشعور بالجوع الشديد، العرق الزائد، الرعشة والإرتجاف، زغللة العينين، التشنجات العضلية، إضطراب الأعصاب الإرتباك في الكلام، وأحيانا الشلل النصفي. وقد تفضي مثل هذه الحالة نتيجة لنقص سكر الجلكوز في المخ، والأعصاب، وكريات الدم الحمراء، للغيبوبة والموت المفاجئ. ويحدد معدل سكر الجلكوز في حده الأدني والحرج، عند إنخفاضه في الدم عن نسبة أقل من 50 ميليجرامات. ويمكن التغلب علي هذه الحالة في طب الطوارئ، بإعطاء المريض محلول سكري، أو حقن هورمون الجلوكاجون (منافس هرمون الإنسولين). ولهذا ينصح مرضي السكري عموما بتناول الطعام في مواعيده، وخصوصا المسنين منهم، كما ينصح بوزن الجرعة العلاجية من الإنسولين وأدوية السكر، طبقا لتوصيات الطبيب. والنوع الثاني من غيبوبة السكري، يميزه إرتفاع السكر بالدم أكثر من المعدل المتوقع، ويكون سببه عدم تناول المريض لجرعات دواء السكر، أو أن المريض أصلا لا يستجيب للعلاج المتعاطاه في شكل أقراص، كما هو عند الكثير من مرضي السكري من بعد سن السبعين. وكبار السن من مرضي السكري يحتاجون في الغالب لهرمون الإنسولين في شكل حقن للعلاج، مما يؤدي غيابه في أغلب الأحيان إلي غيبوبة السكري. ومن مؤشرات غيبوبة السكري عند إرتفاع معدل السكر في الدم، هي أن تصبح رائحة المريض (خصوصا هواء التنفس عند عملية الذفير) مشبعة بالأسيتون، والشعور بالغثيان والقئ، والإمساك، وكثرة التبول، وعدم المقدرة علي الحركة. وقبل الدخول في غيبوبة السكري، يكون كلام المريض ثقيلا وبطيئا، مع الشعور بالصداع الشديد، والترنح في المشي، كما يظهر إسوداد في لون الوجه والقدمين عند المريض. وكما ذكر سابقا، قد يدخل المريض في غيبوبة تفضي للموت، هذا نسبة لنقصان سكر الجلكوز في خلايا المخ وإنعدامه، الشيء الذي يؤثر علي المدي البعيد علي مراكز الجهاز العصبي، كأجهزة الحركة، والنظر، والسمع، والكلام، وغيره إذا لم يتم إسعاف المريض سريعا.
العلاج الطبي لمرض السكري:
يعتبر علاج مرض السكر علاجا معقدا إذا ما قورن بعلاج بعض الأمراض الأخري، وهذا نسبة لإرتباط مرض السكري بعمليات كثيرة، مثل عملية الإستقلاب والتمثيل الغذائي في الجسم. أيضا إرتباط مرض السكري إرتباطا وثيقا بجهز الهضم لكل مكونات الغذاء الأساسية من نشويات، وبروتينات، ودهون وماء. وفيما يخص العلاج الشافي: حتي الآن لا يوجد علاج يقضي علي مرض السكري نهائيا، هذا بالرغم من الإعلان عن وجود أدوية وهمية في كثير من الأسواق، والتي يدعي مسوقيها بأنها تعمل علي القضاء علي مرض السكري نهائيا. وللأسف الشديد يكون ضحية هذه المركبات السوقية المريض، والذي يضحي بماله وأخيرا بصحته من أجل شراءها، وتبين له أخيرا حقيقتها بانها مركبات مقشوشة، بعضها يركب في المنازل، والبعض الآخر في الفنادق. وفي كثير من الأحيان يسأل المرضي عن نجوع علاج مرض السكري عن طريق الوصفات العشبية. وهنا لأمانة المعلومة العلمية: يحذر الأطباء والخبراء في الطب والصحة العامة من إستعمال مثل هذه البدائل للعلاج، خصوصا في علاج مرض السكري المعقد. والسبب هو أن مثل هذه البدائل تأزم من حالة مريض السكري، وتكون نتيجتها في النهاية محزنة، حيث يأتي بالمريض في معظم الأحيان، وعلي أحسن الفروض محمولا إلي غرف الإنعاش المركزة بعد الغيبوبة الكاملة. وعلاج مرض السكري المتعارف عليه حديثا يتمثل في حقن الإنسولين، أوتناول الأقراص المخفضة للسكر في شكل أقراص. وخلاف هذا توجد أيضا طريقة متطورة للتزود بهرمون الإنسولين، خصوصا عند مرضي السكري المعتمدين علي الإنسولين من نوع السكري الأول، وهي إستخدام مضخة آلية تضخ الإنسولين في الغشاء البريتوني ببطن المريض.
العلاج عن طريق الخلايا الجذعية:
كثير ما يستفسر مرضي السكري عن مستجدات مرض السكري وإمكانية علاجه علاجا أبديا: أحدث الإمكانيات للخطو تجاه مرض السكري علاجيا وعلاجه نهائيا، تتمثل في محاولة العلاج عن طريق الخلايا الجذعية: هذه المحاولة العلاجية لمرض السكري، ما زالت في مراحل تطويرها الإبتدائية، حيث تجري حاليا، وفي كثير من جامعات العالم، وفي مختلف الدول تجارب معملية بهذا الخصوص. وهذه التجارب تجري حاليا في الحيوانات، للتأكد من جدواها العلاجي عند الإنسان، ومن ثم وتحويلها من الحيوان، وتطبيقها علي الإنسان بعد التأكد من نجاحها. وهذه التجارب العلمية سوف تأخذ وقت غير قليل، والتي سوف تكون حين إعلان نجاحها، حدث هام في كل بلاد العالم وفي كل أجهزة الإعلام.
العلاج بالأقراص المخفضة للسكر:
السلفونيل يوريا:
مثل الجليكيدون والدوانيل: تزيد معدل الإنسولين بالدم، وتعطي للمرضي الذين ليس لديهم أجسام كيتونية بالبول. وقد يصاحب تعاطي هذه الأقراص زيادة في الوزن، وهي تستعمل فقط لمرضي السكري من النوع الثاني، ولا تفيد مرضي السكري من النوع الأول. لا ينصح بإستعمالها في حالة الإرتفاع الشديد في مستوي السكر أو في حالة غيبوبة السكري. وينصح بأقراص الجليكيدون للمرضي الذين لديهم مشاكل في الكلي، لأنها لا تفرز عن طريقها. ومن تأثيراتها الجانبية ولاسيما في حالة الصيام، خفض معدل السكر، والشعور بالإرتعاش، والعرق، والإرهاق، والجوع، والإضطرابات العصبية، وقد تظهر أحيانا بعض أعراض الحساسية بعد إستعمالها.
الميتوفورمين:
مثل السيدوفاج: ينصح بإستعمالها لمرضي السكري البدينين، بعد فشل رجيم الغذاء والرياضة في التخسيس، وهي تعمل علي معالجة إقلال مقاومة الخلايا للإنسولين، خصوصا العضلات، ولا تقلل إفراز هرمون الإنسولين من غدة البنكرياس ولا تسبب ظهور غيبوبة نقص السكري، بل تعمل علي تقليل الدهون بالدم، وتقليل إنطلاق وتحريرالجلوكوز من الكبد، أو إمتصاصه من الأمعاء الدقيقة. ومن آثاره الجانبية، فقدان الشهية، والشعور بطعم معدني بالفم، والغثيان والقيء، وآلام البطن والإسهال، ويلاحظ أن مثل هذه الأعراض، تقل حدتها مع مرور الزمن.
الثيازوليد بتديونات:
مثل أقراص التروجليتازون: تزيد من حساسية الخلايا للإنسولين، فتساعد الأنسجة والعضلات علي أخذ الجلوكوز من الدم، وتقلل كمية الجلوكوز التي يصنعها الكبد من الجليكوجين، وبهذا تحسن مقاومة الخلايا للإنسولين. ومن آثارها الجانبية، إنخفاض السكر في الدم، ولهذا ينصح بتقليل جرعة السلفونيل يوريا أو أقراص الإنسولينال المرافقة لها.
الألفا جلوكوزيداز :
مثل الأكاربوز: تقلل تأثير عمل إنزيم الأميلاز، المسئول عن تكسير السكريات المعقدة (النشويات) أثناء الهضم في الإمعاء، ومن ثم تحويلها إلي سكريات بسيطة مثل الجلوكوز، الذي يمتص بسهولة في الأمعاء الدقيقة، ولهذا تؤخذ قبل الأكل مباشرة ليقلل إمتصاص السكر من الأمعاء. ويقل مفعول دواء الأكاربوز، مع تناول مدررات البول، والكورتيزونات، والإستيرويدات، والفينوباربيتيورات، وأدوية الغدة الدرقية، والإستيروجينات الأنثوية في حبوب منع الحمل، ودواء الأيزونازيد لعلاج مرض الدرن (السل). وأقراص الأكازبوز لا تمتص من الأمعاء، بل تسبب تخمر السكريات في الجهاز الهضمي بسبب بطيء هضمها. وفي حالة إنخفاض السكر بالدم مع تناول الأكاربوز، يفضل إعطاء المريض حقن الجليكوجين.
وعلي وجه العموم لا تستعمل الأدوية المخفضة للسكر أثناء فترتي الحمل أو الرضاعة، أو إدمان الخمور. وهي لا تستعمل أيضا في حالات الأمراض المعدية، والعمليات الجراحية، أو الحساسية ضد مركبات السلفا ومشتقاتها كما هو في أقراص السلفونيل يوريا، أو مع تناول الكورتيزونات أو الإستيرويدات.
العلاج بحقن هرمون الإنسولين:
تعتبر قلة إفراز هرمون الإنسولين أو إنعدامه في الدم هي السبب المباشر في ظهور مرض السكري . ويتم تعاطي الإنسولين علاجيا عن طريق الفم أو الحقن، وهناك محاولات علمية لتوطيد علاج الإنسولين عن طريق الإستنشاق، والتي لم تثبت جدارتها عمليا، مقارنة بالطريقتين المتعارف عليهما. ويوجد من الإنسولين: الإنسولين قصير المفعول، الإنسولين متوسط المفعول، والإنسولين طويل المفعول . ويعتبر أحسن مكان لحقن الإنسولين، هو جدار البطن، لأن حقن الهرمون بالذراع أو الفخذين يؤدي مع الحركة إلي إمتصاصه بسرعة، مما يتطلب حقن جرعات أكثر ولمرات عدة. ويظل مفعول الإنسولين ساري لمدة شهر كامل، إذا تم حفظه تحت درجة حرارة عادية، أقصاها 24 درجة مئوية. والإنسولين هرمون له خصائصه كغيره من الهرمونات، يتكسر بالبرودة والحرارة العالية، لهذا يخزن في الثلاجات ولا يخزن في الفريزر، هذا حتي لا يفقد مفعوله. وعند الإعداد لأخذ الجرعة، لا ترج الزجاجة بل تدار بين راحتي اليدين. ومن أنواع الإنسولين: الإنسولين الحيواني، والإنسولين البشري، والإنسولين المهندس وراثيا. ويفضل الإنسولين البشري عن غيره، لأنه لا يسبب حساسية، أو أجساما مضادة تقلل من مفعوله، ذلك عكس ما يسببه الإنسولين الحيواني. الإنسولين قصير المفعول يبدأ مفعوله بعد 30 دقيقة، ويستمر لمدة تتراوح ما بين 5 إلي 7 ساعات. والإنسولين متوسط المفعول يبدأ مفعوله فيما يقارب الساعتين، ويستمر من 18 إلي 24 ساعة، وكذلك الحال عليه عند إستعمال الإنسولين طويل المفعول. زيادة علي ذلك يوجد ما يسمي بالإنسولين السريع جداً، والذي من خصائصه، بأنه يمتاز بقصر مدة عمله، وسرعة بداية تأثيره، حيث يعمل خلال 5 دقائق فقط، وبالتالي يساعد على التحكم الأفضل فى مستوى السكر بالدم، بعد تناول الوجبات الغذائية. وعموما يتم حقن الإنسولين تحت الجلد، فى أماكن مختلفة مثل اليدين والرجلين والبطن والفخذ، وينصح بتغيير هذه الأماكن بصورة دورية، لتجنب حدوث ورم أو ضمور دهني فى أماكن الحقن. وفى حالة حصول الورم، يجب الإبتعاد عن الحقن فى نفس الموضع. ويعطى الإنسولين القصير المفعول قبل 30 دقيقة من تناول الوجبة الغذائية. وأما عن الإنسولين السريع المفعول جداً، فيمكن إعطائه قبل فترة وجيزة أو بعد تناول الوجبة مباشرة، ولذا يمكن استخدامه للأطفال الرضع والأطفال، الذين يرفضون تناول وجباتهم الغذائية بعد حقن الإنسولين، أو يكونوا فى عجلة للذهاب للروضة أو المدرسة. ويعطى الإنسولين مرتين علي الأقل يوميا، ويفضل إعطاء الإنسولين مرات عديدة تتراوح ما بين 3 إلي 4 مرات يومياً، حيث أنه يؤدى إلي نتائج أفضل، خاصة فى منع المضاعفات المزمنة. ويجب أن يحفظ الإنسولين فى الثلاجة، أما فى فصل الشتاء، فيمكن أن يخزن خارج الثلاجة إذا كان الجو باردا. وفى حالة السفر يمكن أخذه فى حفاظات ثلج وهناك أيضاً حفاظات صغيرة خاصة بحفظ الإنسولين، يمكن شراؤها من الصيدليات.
االمتابعة الدورية لمرضي السكري:
يجب على مريض السكري أن يراقب بنفسه مستوي السكر فى الدم، ويجب أن يعلم أنه نفسه، وطبيبه المعالج شريكان فى التحكم فى هذا المرض. ويتوجب على المريض أولا الإلتزام التام بإرشادات الطبيب، وثانيا إمداد الطبيب بالبيانات والمعلومات الدقيقة عن مستوي السكر فى الدم بطريقة دورية، حتى يقرر الطبيب الطريقة المثلى للعلاج. من فوائد المتابعة الدقيقة لمستوي السكر فى الدم، هي تحديد مستوى السكر في الدم، عما إذا كان عاليا أو منخفضا، معرفة إذا ما كانت تأخذ الجرعات المطلوبة من الدواء فى الوقت المناسب، سواء كانت تتمثل في أقراص السكري أو حقن الإنسولين، والمحافظة على السكر فى الدم في المستوى المقبول للمريض. ومهم أيضا إجراء التحاليل والفحوصات الطبية بإنتظام، والتي تتمثل في تحليل الدم عن طريق الشرائط، قياس الهيموجلوبين السكرى، قياس نسبة الدهون فى الدم، متابعة الزلال بالبول، متابعة المواد الكيتونية ومتابعة فحص قاع العينينن، علي الأقل مرة في كل عام. وتدابير مرض السكري تبني علي المحافظة علي مستوي السكر في الدم في حالة الصيام ما بين 90 إلي 125 مليجرامات، سكر الدم بعد تناول وجبة غذائية بنسبة أقل من 180 مليجرامات. وأيضا المحافظة على مستوى الهمجلوبين السكري بنسبة أقل من 7%. والمحافظة على ضغط الدم الإنقباضي بنسبة تتراوح ما بين 130 إلي 140 ميليميتر زئبقي، والإنبساطي بنسبة تتراوح ما بين 70 إلي 80 ميليميتر زئبقي.
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
د. حسن حميدة - مستشار التغذية العلاجية - ألمانيا
تابع في العام 2015:
السل الرئوي
إلتهاب المرارة
أمراض السمنة
الجلطة الدماغية
قرحة المعدة والأثني عشر
البواسير وأمراض المستقيم
أمراض الكلي والفشل الكلوي
أمراض السرطانات والأورام
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء – الجزء الثالث
الحلقة الثالثة (3 من 5)
11-20-2014 12:25 AM
مرض السكري في العصر الحديث:
من العوامل المؤدية إلي إرتفاع حالات مرض السكري عالميا، أولا: متوسط العمر للفرد. لقد كان متوسط العمر المتوقع لسكان الكاميرون في العام 1960م حوالي 35 عاما، وقد تحسن هذا المتوسط بمرور السنين ليصل في عام 1990م إلي ما يقدر بحوالي 55 عاما للفرد. ثانيا: هجرة الشعوب من الأرياف إلي الحضر، وتفضيل المدن عن القري والبوادي بداعي توفر فرص العمل. ثالثا: تحول غذاء كثير من شعوب الدول النامية وذات الجو الحار، إلي غذاء البلدان الغربية ذات الطقس البارد، وبالتالي إحتواء أغذيتها الغنية بالطاقة علي سعرات حرارية عالية. وهذا يتمثل في الأطعمة والمشروبات المشبعة بالسكر أو الدهون أو كلاهما، زيادة علي ذلك إرتفاع إستهلاك سكان هذه الدول للمنتجات الغذائية المصنعة بنسب كبيرة من الملح والسكر والدقيق الأبيض. رابعا: الخمول الجسدي، وغياب الحركة البدنية الكافية، وبذل المجهود البدني لحرق السعرات الحرارية الزائدة عن حوجة الجسم. زيادة علي ذلك كثرة إستخدام المركبات الآلية مثل السيارات الخاصة والحافلات وعربات النقل الجماعي، والدراجات النارية. بالإضافة إلي ذلك تلعب العادات في إختيار الغذاء والثقافة الغذائية دورا فعالا في التحكم في وزن الجسم، علي سبيل المثال العادات الصحية غير المتوازنة، مثل عدم تنويع الغذاء، عدم تناول الغذاء في مواعيد محددة، التخلي بقصد عن تناول كميات كافية من البروتينات والفيتامينات والمواد الليفية، والتركيز علي الغذاء الغني بالبروتينات والدهون الحيوانية. إضافة إلي ذلك التخلي عن الوجبات الخفيفة التي يتوجب توزيعها على مدار اليوم، والإفراط في تعاطي النيكوتين والكحول، وفي بعض الدول تفشي إستعملا المسكنات والمخدرات بين فئة كبيرة من السكان، عوضا عن تناول الغذاء الصحي (دول جنوب أمريكا والمكسيك كمثال).
توزيع مرض السكري حسب العمر:
حتي العام 2011 ضمت وحسب الإحصائيات الفئة العمرية ما بين 40 إلي 59 عام، أكبر عدد من بين مرضي السكري، والذين بلغ عددهم حوالي 179 مليون مريض بالسكري. وكانت الأغلبية العظمي من مرضي السكري (ثلاثة أرباع المرضي)، من ذوي الدخل المتوسط والدخل المنخفض. وسوف تستستمر هذه الفئة بضم أكبر عدد من المرضى في السنوات القادمة، حيث يتوقع إحصائيا إزدياد هذا العدد من المرضي، ليصل إلي حوالي 250 مليون مريض بالسكري في العام 2030م، ويتوقع أن تسجل الدول ذات الدخل المتوسط والدخل المنخفض نسبة أكبر تقدر بحوالي 86% من مجموع مرضي السكري في العالم، ويكون نصيب الدول الغنية منها بسبب الرعاية الطبية والتثقيف الصحي حوالي 14% من الإصابات الكلية بالسكري.
توزيع مرض السكري حسب الجنس:
تتوقع إحصائيات المسح الطبي لمرض السكري عالميا فارق طفيف بين الجنسين (مرض السكري وتوزيعه بين النساء والرجال) من حيث عدد المرضي من العام 2011م وحتي 2030م . إذ يزيد عدد الرجال على عدد النساء بحوالي أربعة ملايين مريض فقط (185 مليون رجل مقابل 181 مليون إمرأة) في عام 2011م. ولكن من المتوقع إنخفاض هذه الفارق إلي حوالي مليونين مريض (277 مليون رجل مقابل 275 مليون إمرأة) بحلول العام 2030م.
توزيع مرض السكري حسب المدن والقري:
مازال عدد مرضي السكري عالميا في المدن أكثر منه في المناطق الريفية. ففي الدول ذات الدخل المنخفض والدخل المتوسط،، يبلغ عدد المرضى في المدن حوالي 173 مليون مريض، وفي المناطق الريفية حوالي 119 مليون مريض. ومن المتوقع أن يتوسع الفارق بحلول عام 2030م، ليصبح العدد 314 مليون مريض في المدن و143 مليون مريض في المناطق الريفية.
معاناة مرضي السكري في الدول النامية:
في كثير من الدول النامية يعاني مرضي السكري ويلات المرض. ذلك لعدم توفر المستشفيات والمراكز الصحية، ونقصان الكوادر الصحية المتخصصة في علاج مرض السكري، مثل توفر الأطباء ومساعدي السكري ومستشاري التغذية. وفي أغلب الأحيان يعاني سكان الأرياف من مرضي السكري أكثر، ذلك لإنعدام أقراص السكري وهرمون الإنسولين. كما أنه في كثير من أرياف الدول النامية، لا تتوفر حتي الكهرباء (الثلج) لحفظ هرمون الإنسولين لمرضي السكري تحت درجات حرارة ملائمة. وهنا يعاني وفي أغلب الأحيان الأطفال والشباب المصابين بالنوع الأول من مرض السكري (المعتمد علي الإنسولين). بل في كثير من الأحيان يتعثر علي هؤلاء المرضي الوصول إلي المدن الكبيرة بغرض العلاج، فيقضون نحبهم في الطريق قبل وصولهم إلي الطبيب المداوي. وهذا دون النظر إلي حوجة مريض السكري إلي الغذاء المتوازن في وقته إذا توفر. ومن أعراض مرض السكري ذات الصلة بالغذاء، الشعور بنوبات الجوع القاتلة، وفي شكل هجمات متتالية. وفي كثير من الدول النامية يشح الغذاء (الغذاء متوفر في هذه الدول، ولكن هناك مشكلة في توزيعه)، علي الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات وعلي المرضي، بما فيهم كثير من المرضي المصابين بمرض السكري.
تكلفة علاج مرض السكري:
تعتبر تكلفة علاج مرضي السكري تكلفة باهظة، إذا ما قورنت بغيرها من الأمراض، والتي يبلغ متوسطها في الدول النامية لكل مريض، حوالي 21 دولار أمريكي في الشهر، وهو ما يعادل حوالي 70% من دخل الفرد في الدول النامية. ,إذا نظرنا لما توفره الحكومات والمرافق الصحية في هذه الدول للمريض، يبلغ فقط حوالي 2 دولار أمريكي للعلاج شهريا إذا وجد. وفي حالة العلاج بهرمون الإنسولين يحتاج مريض السكري لما يقدر بحوالي 160 دولار أمريكي سنويا في المتوسط كحد أدني للعلاج. وتكاليف علاج مرض السكري لا تتوازي إطلاقا مع الإيرادات الأسبوعية للأسرة أو مع دخلها الشهري. ويسبب مرض العائل الأسري بالسكري في هذه الدول عائقا كبيرا في بعض الدول النامية، هذا بسبب مضاعفات المرض التي تؤدي في كثير من الأحيان إلي غياب المريض العائل عن العمل، وبالتالي تأثر دخل الأسرة الشهري سلبيا بسبب الغياب عن العمل. في أغلب الحالات تعاني كل الأسرة بسبب مضاعفات السكري وعواقبه المتأخرة، مثالا لذلك إذا فقد العائل بصره، أو قدمه، أو توجب عليه معاودة الغسيل الدوري بسبب الفشل الكلوي الذي قد ينتج عن مرض السكري بسبب عدم توفر الرعاية الصحية من طبيب وعلاج.
وللمقارنة والتصور فقط: أنفقت الدول ذات الدخل المرتفع في العام 2011حوالي 82% من جميع نفقات الرعاية الصحية علي التحكم في مرض السكري (أي حوالي 383,30 مليار دولار أمريكي)، بينما أنفقت الدول ذات الدخل المنخفض حوالي 1,10 مليار دولار أمريكي فقط في نفس المجال. ولذ يعلل إنعدام الإستثمار في رعاية ومعالجة مرضي السكري في الدول ذات الدخل المنخفض، الفارق في الإنفاق علي الرعاية الصحية لمرضي السكري والإرتفاع النسبي لمعدل الوفيات بسبب المرض.
طرق تحليل وتشخيص السكري:
تحليل السكر في الدم والبول:
هناك عدة طرق للكشف عن سكر الجلكوز في الدم والبول، منها الإستعانة بمحلول فهلينج الذي يستخدم إعتمادا علي قوة الإختزال الخاصة بسكر الجلوكوز. بمساعدة محلول فهلينج، يمكن الكشف عن سكر الجلوكوز في البول، حيث يتحول لونهما الأزرق مع التسخين إلي راسب أحمر اللون. وهناك طريقة إستخدام أجهزة تحليل سكر الجلكوز، هذه الطريقة تعتمد علي إختزال سكر الجلوكوز بواسطة إنزيم الأكسدة، من ثم خروج غاز الأكسجين، ثم تقدير كمية الغاز الخارجة قياسيا، ومن ثم قياسه إلكترونيا بواسطة هذه الأجهزة. وتعتبر هذه الطريقة من أدق الطرق في تحليل سكر الجلوكوز في المختبرات الطبية الحديثة. إحد الطرق هي إستعمال الشرائط، التي تحتوي علي الإنزيم المؤكسد لسكر الجلكوز. وهذه الطريقة يمكن إستخدامها بسهولة عن طريق المريض نفسه. ومن أضرار هذه الطريقة، هي نسبة الخطأ القياسية عند بعض مرضي السكري، خصوصا كبار السن منهم، ذلك يرجح لضعف نظر بعض المرضي، الذي يؤدي إلي تداخل الألوان في شرائط الفحص، وبه التقدير الخاطئ لها.
تحليل السكر عشوائيا:
من فوائد هذه الطريقة، هي أنها تعطي فكرة عامة عن مستوي السكر في دم المريض، حيث يتم تحليل العينة في أي وقت خلال اليوم، وتؤخذ نتائج هذا التحليل إلي الطيبب المعالج ليقوم بتشخيص حالة المريض بالسكري.
تحليل سكر الصائم:
يجرى هذا التحليل علي المريض بحيث يكون صائما ما بين 8 إلي 12 ساعة، علما بأن المستوي الطبيعي للسكر في الدم يتراوح ما بين 70 إلي 110 ميليجرام جلكوز لكل 100 ميلليتر دم. فإذا زادت النسبة عن 120 ميليجرام جلكوز عند الشخص، فهذا مؤشر لحدوث الاصابة بمرض االسكري في المستقبل عند الشخص، وإذا تجاوزت النسبة 130 ميليجرام جلكوز عنده، فهذا يعتبر الشخص مريضا بالسكري، ويتم التأكد من ذلك بإعادة التحليل لفترتين أوثلاثة فترات متتالية علي الأقل، وبفاصل فترة زمنية قدرها إسبوع بين كل قياس.
تحليل السكر بعد تناول وجبة:
يتم هذا التحليل عند المريض بعد تناول وجبة طبيعية (أو شرب 75 جرام من محلول سكر الجلوكوز)، ومن ثم قياس السكر في الدم، في فترة تبلغ ساعتين من تناول الوجبة أو محلول سكر الجلكوز. من فوائد هذا التحليل، هو أنه يعطي فكرة عن مستقبل حدوث مرض السكري عند المريض، وهل يحتاج المريض إلي تحليل منحنى السكر أم لا. فإذا تجاوزت النسبة 140 ميليجرام جلكوز بعد ساعتين من تناول الوجبة، فهذا يدل على أن هناك خللا في إمكانية عودة السكر إلي مستواه الطبيعي، وبه الإصابة بمرض السكري.
تحليل منحني تحمل السكر:
يجرى هذ التحليل عندما يكون هناك شك في الإصابة بمرض السكري، خصوصا عند الحوامل والبدينين من المرضي في متوسط العمر. ومنحنى تحمل السكر يعطي فكرة عن إحتمال الإصابة بمرض االسكري في حين تلقي الشخص لجرعات مركزة من الجلكوز تحت ظروف معينة. ومن شروط إجراء هذا التحليل، لا بد من أن يكون المريض صائمآ من 8 إلي 12 ساعة. بعد أخذ عينة من الدم والبول، يتناول المريض جرعة محلول سكر جلوكوز مقدارها 75 جرام (أو 1 جرام لكل كيلوجرام من وزن المريض)، ثم أخذ عينة أخري من الدم والبول كل نصف ساعة ولمدة 3 ساعات، وقياس السكر في كل عينة دم وفي كل عينة بول. بعد تناول جرعة الجلكوز، يمنع المريض موقتا من الحركة، ومن تناول الغذاء والتدخين. المنحنى الطبيعي يظهر أن مستوي السكر عند الصائم يتراوح ما بين 70 إلي 110 ميليجرام، ثم يصل إلي أقصى درجة، وهي ما بين 120 إلي 130 ميليجرام بعد ساعة ونصف، ثم يعود إلي مستواه الطبيعي مرة أخري بعد 2 إلي 3 ساعات. ويمكن أن ينخفض السكر في الدم أقل من المستوي الطبيعي، ثم يعود مرة أخري للمستوي الطبيعي، بسبب زيادة إفراز الإنسولين عند بعض الأشخاص. وفي منحني تحمل السكر يظهر أن مستوي السكر عند الصائم أكثر من 130 ميليجرام، ويتعدي 180 ميليجرام بعد ساعة ونصف، ثم ينخفض مرة أخري ولكن لا يصل إلي نقطة البداية في خلال ساعتين ونصف. إذا لم يرجع مستوي السكر إلي مستواه الطبيعي في خلال 2 إلي 3 ساعات ، فهذا مؤشر علي إمكانية الإصابة بالسكري مستقبلا علما بأن سكر الصائم طبيعيا.
قياس نسبة الهيموجلوبين السكري:
الهيموجلوبين السكري عبارة عن بروتين في الدم مرتبط بعنصرالحديد، ومن وظائفه هو أنه يعمل علي نقل وتبادل غاز الأكسجين في الدم بين خلايا وأنسجة الجسم المختلفة. ويتميز الهيموجلوبين بإرتباطه مع سكر الجلكوز بنسبة 5 إلي 10%، ويطلق علي هذا النوع من الهيموجلوبين بالهيموجلوبين السكري. نسبة إرتباط الجلوكوز بالهيموجلوبين تعتمد علي مستوي الجلكوز في الدم ، فكلما زادات نسبة سكر الجلوكوز في الدم، كلما زادت تبعا لذلك نسبة الهيموجلوبين السكري. ولكن من خواص هذا الإرتباط هو أنه يتم ببطء وينفك ببطء، ولا يعطي الهيموجلوبين السكري مؤشرا عن نسبة السكر في الدم. ولذلك يعتبر قياس الهيموجلوبين السكري من أدق الطرق القياسية للتأكد من مرض السكري ووجوده، حيث يعطي فكرة عن تأريخ مرض السكري، وحالة الجلكوز في الدم لفترة ثلاثة شهور منصرمة، أي ما يعادل فترة حياة كريات الدم الحمراء في الجسم، والتي تبلغ حوالي 120 يوما أو في المقابل ثلاثة أشهر. والنسبة الطبيعية للهيموجلوبين السكري تتراوح ما بين 5 إلي 6%. فاذا كانت نسبة الهموجلوبين السكري تتراوح ما بين 6% إلي 6.5%، فهذا دليل علي قابلية الشخص للإصابة بمرض السكري، وإذا كانت النسب أكثر من 6.5% فهذا يعني إصابة الشخص بمرض السكري. وتزداد نسبة الهموجلوبين السكري عند مرضي السكري في حالة عدم الانتظام في العلاج، وكذلك عند مرضي السكري من النوع الاول، إذا كان المريض في حاجة ملحة إلي زيادة جرعة هرمون الإنسولين.
قياس نسبة الفروكتوزامين:
تعتبر هذه الطريقة من أحدث وأدق الطرق للكشف عن مستوي السكر بالدم في الفترة ما بين15 إلي 20 يوم سابقة للتحليل عند المريض بالسكري. وتستخدم هذه الطريقة في قياس نسبة البروتينات السكرية، وذلك عن طريق قياس نسبة الفركتوزامين المرتبط بالبروتين، ومن خواص هذا التحليل هو أنه لا يتأثر بتناول الوجبات الغذائية.
الحلقة الأولي (1 من 5)
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
الحلقة الثانية (2 من 5)
د. حسن حميدة : مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الثاني
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
الحلقة الثالثة (3 من 5)
11-20-2014 12:25 AM
مرض السكري في العصر الحديث:
من العوامل المؤدية إلي إرتفاع حالات مرض السكري عالميا، أولا: متوسط العمر للفرد. لقد كان متوسط العمر المتوقع لسكان الكاميرون في العام 1960م حوالي 35 عاما، وقد تحسن هذا المتوسط بمرور السنين ليصل في عام 1990م إلي ما يقدر بحوالي 55 عاما للفرد. ثانيا: هجرة الشعوب من الأرياف إلي الحضر، وتفضيل المدن عن القري والبوادي بداعي توفر فرص العمل. ثالثا: تحول غذاء كثير من شعوب الدول النامية وذات الجو الحار، إلي غذاء البلدان الغربية ذات الطقس البارد، وبالتالي إحتواء أغذيتها الغنية بالطاقة علي سعرات حرارية عالية. وهذا يتمثل في الأطعمة والمشروبات المشبعة بالسكر أو الدهون أو كلاهما، زيادة علي ذلك إرتفاع إستهلاك سكان هذه الدول للمنتجات الغذائية المصنعة بنسب كبيرة من الملح والسكر والدقيق الأبيض. رابعا: الخمول الجسدي، وغياب الحركة البدنية الكافية، وبذل المجهود البدني لحرق السعرات الحرارية الزائدة عن حوجة الجسم. زيادة علي ذلك كثرة إستخدام المركبات الآلية مثل السيارات الخاصة والحافلات وعربات النقل الجماعي، والدراجات النارية. بالإضافة إلي ذلك تلعب العادات في إختيار الغذاء والثقافة الغذائية دورا فعالا في التحكم في وزن الجسم، علي سبيل المثال العادات الصحية غير المتوازنة، مثل عدم تنويع الغذاء، عدم تناول الغذاء في مواعيد محددة، التخلي بقصد عن تناول كميات كافية من البروتينات والفيتامينات والمواد الليفية، والتركيز علي الغذاء الغني بالبروتينات والدهون الحيوانية. إضافة إلي ذلك التخلي عن الوجبات الخفيفة التي يتوجب توزيعها على مدار اليوم، والإفراط في تعاطي النيكوتين والكحول، وفي بعض الدول تفشي إستعملا المسكنات والمخدرات بين فئة كبيرة من السكان، عوضا عن تناول الغذاء الصحي (دول جنوب أمريكا والمكسيك كمثال).
توزيع مرض السكري حسب العمر:
حتي العام 2011 ضمت وحسب الإحصائيات الفئة العمرية ما بين 40 إلي 59 عام، أكبر عدد من بين مرضي السكري، والذين بلغ عددهم حوالي 179 مليون مريض بالسكري. وكانت الأغلبية العظمي من مرضي السكري (ثلاثة أرباع المرضي)، من ذوي الدخل المتوسط والدخل المنخفض. وسوف تستستمر هذه الفئة بضم أكبر عدد من المرضى في السنوات القادمة، حيث يتوقع إحصائيا إزدياد هذا العدد من المرضي، ليصل إلي حوالي 250 مليون مريض بالسكري في العام 2030م، ويتوقع أن تسجل الدول ذات الدخل المتوسط والدخل المنخفض نسبة أكبر تقدر بحوالي 86% من مجموع مرضي السكري في العالم، ويكون نصيب الدول الغنية منها بسبب الرعاية الطبية والتثقيف الصحي حوالي 14% من الإصابات الكلية بالسكري.
توزيع مرض السكري حسب الجنس:
تتوقع إحصائيات المسح الطبي لمرض السكري عالميا فارق طفيف بين الجنسين (مرض السكري وتوزيعه بين النساء والرجال) من حيث عدد المرضي من العام 2011م وحتي 2030م . إذ يزيد عدد الرجال على عدد النساء بحوالي أربعة ملايين مريض فقط (185 مليون رجل مقابل 181 مليون إمرأة) في عام 2011م. ولكن من المتوقع إنخفاض هذه الفارق إلي حوالي مليونين مريض (277 مليون رجل مقابل 275 مليون إمرأة) بحلول العام 2030م.
توزيع مرض السكري حسب المدن والقري:
مازال عدد مرضي السكري عالميا في المدن أكثر منه في المناطق الريفية. ففي الدول ذات الدخل المنخفض والدخل المتوسط،، يبلغ عدد المرضى في المدن حوالي 173 مليون مريض، وفي المناطق الريفية حوالي 119 مليون مريض. ومن المتوقع أن يتوسع الفارق بحلول عام 2030م، ليصبح العدد 314 مليون مريض في المدن و143 مليون مريض في المناطق الريفية.
معاناة مرضي السكري في الدول النامية:
في كثير من الدول النامية يعاني مرضي السكري ويلات المرض. ذلك لعدم توفر المستشفيات والمراكز الصحية، ونقصان الكوادر الصحية المتخصصة في علاج مرض السكري، مثل توفر الأطباء ومساعدي السكري ومستشاري التغذية. وفي أغلب الأحيان يعاني سكان الأرياف من مرضي السكري أكثر، ذلك لإنعدام أقراص السكري وهرمون الإنسولين. كما أنه في كثير من أرياف الدول النامية، لا تتوفر حتي الكهرباء (الثلج) لحفظ هرمون الإنسولين لمرضي السكري تحت درجات حرارة ملائمة. وهنا يعاني وفي أغلب الأحيان الأطفال والشباب المصابين بالنوع الأول من مرض السكري (المعتمد علي الإنسولين). بل في كثير من الأحيان يتعثر علي هؤلاء المرضي الوصول إلي المدن الكبيرة بغرض العلاج، فيقضون نحبهم في الطريق قبل وصولهم إلي الطبيب المداوي. وهذا دون النظر إلي حوجة مريض السكري إلي الغذاء المتوازن في وقته إذا توفر. ومن أعراض مرض السكري ذات الصلة بالغذاء، الشعور بنوبات الجوع القاتلة، وفي شكل هجمات متتالية. وفي كثير من الدول النامية يشح الغذاء (الغذاء متوفر في هذه الدول، ولكن هناك مشكلة في توزيعه)، علي الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات وعلي المرضي، بما فيهم كثير من المرضي المصابين بمرض السكري.
تكلفة علاج مرض السكري:
تعتبر تكلفة علاج مرضي السكري تكلفة باهظة، إذا ما قورنت بغيرها من الأمراض، والتي يبلغ متوسطها في الدول النامية لكل مريض، حوالي 21 دولار أمريكي في الشهر، وهو ما يعادل حوالي 70% من دخل الفرد في الدول النامية. ,إذا نظرنا لما توفره الحكومات والمرافق الصحية في هذه الدول للمريض، يبلغ فقط حوالي 2 دولار أمريكي للعلاج شهريا إذا وجد. وفي حالة العلاج بهرمون الإنسولين يحتاج مريض السكري لما يقدر بحوالي 160 دولار أمريكي سنويا في المتوسط كحد أدني للعلاج. وتكاليف علاج مرض السكري لا تتوازي إطلاقا مع الإيرادات الأسبوعية للأسرة أو مع دخلها الشهري. ويسبب مرض العائل الأسري بالسكري في هذه الدول عائقا كبيرا في بعض الدول النامية، هذا بسبب مضاعفات المرض التي تؤدي في كثير من الأحيان إلي غياب المريض العائل عن العمل، وبالتالي تأثر دخل الأسرة الشهري سلبيا بسبب الغياب عن العمل. في أغلب الحالات تعاني كل الأسرة بسبب مضاعفات السكري وعواقبه المتأخرة، مثالا لذلك إذا فقد العائل بصره، أو قدمه، أو توجب عليه معاودة الغسيل الدوري بسبب الفشل الكلوي الذي قد ينتج عن مرض السكري بسبب عدم توفر الرعاية الصحية من طبيب وعلاج.
وللمقارنة والتصور فقط: أنفقت الدول ذات الدخل المرتفع في العام 2011حوالي 82% من جميع نفقات الرعاية الصحية علي التحكم في مرض السكري (أي حوالي 383,30 مليار دولار أمريكي)، بينما أنفقت الدول ذات الدخل المنخفض حوالي 1,10 مليار دولار أمريكي فقط في نفس المجال. ولذ يعلل إنعدام الإستثمار في رعاية ومعالجة مرضي السكري في الدول ذات الدخل المنخفض، الفارق في الإنفاق علي الرعاية الصحية لمرضي السكري والإرتفاع النسبي لمعدل الوفيات بسبب المرض.
طرق تحليل وتشخيص السكري:
تحليل السكر في الدم والبول:
هناك عدة طرق للكشف عن سكر الجلكوز في الدم والبول، منها الإستعانة بمحلول فهلينج الذي يستخدم إعتمادا علي قوة الإختزال الخاصة بسكر الجلوكوز. بمساعدة محلول فهلينج، يمكن الكشف عن سكر الجلوكوز في البول، حيث يتحول لونهما الأزرق مع التسخين إلي راسب أحمر اللون. وهناك طريقة إستخدام أجهزة تحليل سكر الجلكوز، هذه الطريقة تعتمد علي إختزال سكر الجلوكوز بواسطة إنزيم الأكسدة، من ثم خروج غاز الأكسجين، ثم تقدير كمية الغاز الخارجة قياسيا، ومن ثم قياسه إلكترونيا بواسطة هذه الأجهزة. وتعتبر هذه الطريقة من أدق الطرق في تحليل سكر الجلوكوز في المختبرات الطبية الحديثة. إحد الطرق هي إستعمال الشرائط، التي تحتوي علي الإنزيم المؤكسد لسكر الجلكوز. وهذه الطريقة يمكن إستخدامها بسهولة عن طريق المريض نفسه. ومن أضرار هذه الطريقة، هي نسبة الخطأ القياسية عند بعض مرضي السكري، خصوصا كبار السن منهم، ذلك يرجح لضعف نظر بعض المرضي، الذي يؤدي إلي تداخل الألوان في شرائط الفحص، وبه التقدير الخاطئ لها.
تحليل السكر عشوائيا:
من فوائد هذه الطريقة، هي أنها تعطي فكرة عامة عن مستوي السكر في دم المريض، حيث يتم تحليل العينة في أي وقت خلال اليوم، وتؤخذ نتائج هذا التحليل إلي الطيبب المعالج ليقوم بتشخيص حالة المريض بالسكري.
تحليل سكر الصائم:
يجرى هذا التحليل علي المريض بحيث يكون صائما ما بين 8 إلي 12 ساعة، علما بأن المستوي الطبيعي للسكر في الدم يتراوح ما بين 70 إلي 110 ميليجرام جلكوز لكل 100 ميلليتر دم. فإذا زادت النسبة عن 120 ميليجرام جلكوز عند الشخص، فهذا مؤشر لحدوث الاصابة بمرض االسكري في المستقبل عند الشخص، وإذا تجاوزت النسبة 130 ميليجرام جلكوز عنده، فهذا يعتبر الشخص مريضا بالسكري، ويتم التأكد من ذلك بإعادة التحليل لفترتين أوثلاثة فترات متتالية علي الأقل، وبفاصل فترة زمنية قدرها إسبوع بين كل قياس.
تحليل السكر بعد تناول وجبة:
يتم هذا التحليل عند المريض بعد تناول وجبة طبيعية (أو شرب 75 جرام من محلول سكر الجلوكوز)، ومن ثم قياس السكر في الدم، في فترة تبلغ ساعتين من تناول الوجبة أو محلول سكر الجلكوز. من فوائد هذا التحليل، هو أنه يعطي فكرة عن مستقبل حدوث مرض السكري عند المريض، وهل يحتاج المريض إلي تحليل منحنى السكر أم لا. فإذا تجاوزت النسبة 140 ميليجرام جلكوز بعد ساعتين من تناول الوجبة، فهذا يدل على أن هناك خللا في إمكانية عودة السكر إلي مستواه الطبيعي، وبه الإصابة بمرض السكري.
تحليل منحني تحمل السكر:
يجرى هذ التحليل عندما يكون هناك شك في الإصابة بمرض السكري، خصوصا عند الحوامل والبدينين من المرضي في متوسط العمر. ومنحنى تحمل السكر يعطي فكرة عن إحتمال الإصابة بمرض االسكري في حين تلقي الشخص لجرعات مركزة من الجلكوز تحت ظروف معينة. ومن شروط إجراء هذا التحليل، لا بد من أن يكون المريض صائمآ من 8 إلي 12 ساعة. بعد أخذ عينة من الدم والبول، يتناول المريض جرعة محلول سكر جلوكوز مقدارها 75 جرام (أو 1 جرام لكل كيلوجرام من وزن المريض)، ثم أخذ عينة أخري من الدم والبول كل نصف ساعة ولمدة 3 ساعات، وقياس السكر في كل عينة دم وفي كل عينة بول. بعد تناول جرعة الجلكوز، يمنع المريض موقتا من الحركة، ومن تناول الغذاء والتدخين. المنحنى الطبيعي يظهر أن مستوي السكر عند الصائم يتراوح ما بين 70 إلي 110 ميليجرام، ثم يصل إلي أقصى درجة، وهي ما بين 120 إلي 130 ميليجرام بعد ساعة ونصف، ثم يعود إلي مستواه الطبيعي مرة أخري بعد 2 إلي 3 ساعات. ويمكن أن ينخفض السكر في الدم أقل من المستوي الطبيعي، ثم يعود مرة أخري للمستوي الطبيعي، بسبب زيادة إفراز الإنسولين عند بعض الأشخاص. وفي منحني تحمل السكر يظهر أن مستوي السكر عند الصائم أكثر من 130 ميليجرام، ويتعدي 180 ميليجرام بعد ساعة ونصف، ثم ينخفض مرة أخري ولكن لا يصل إلي نقطة البداية في خلال ساعتين ونصف. إذا لم يرجع مستوي السكر إلي مستواه الطبيعي في خلال 2 إلي 3 ساعات ، فهذا مؤشر علي إمكانية الإصابة بالسكري مستقبلا علما بأن سكر الصائم طبيعيا.
قياس نسبة الهيموجلوبين السكري:
الهيموجلوبين السكري عبارة عن بروتين في الدم مرتبط بعنصرالحديد، ومن وظائفه هو أنه يعمل علي نقل وتبادل غاز الأكسجين في الدم بين خلايا وأنسجة الجسم المختلفة. ويتميز الهيموجلوبين بإرتباطه مع سكر الجلكوز بنسبة 5 إلي 10%، ويطلق علي هذا النوع من الهيموجلوبين بالهيموجلوبين السكري. نسبة إرتباط الجلوكوز بالهيموجلوبين تعتمد علي مستوي الجلكوز في الدم ، فكلما زادات نسبة سكر الجلوكوز في الدم، كلما زادت تبعا لذلك نسبة الهيموجلوبين السكري. ولكن من خواص هذا الإرتباط هو أنه يتم ببطء وينفك ببطء، ولا يعطي الهيموجلوبين السكري مؤشرا عن نسبة السكر في الدم. ولذلك يعتبر قياس الهيموجلوبين السكري من أدق الطرق القياسية للتأكد من مرض السكري ووجوده، حيث يعطي فكرة عن تأريخ مرض السكري، وحالة الجلكوز في الدم لفترة ثلاثة شهور منصرمة، أي ما يعادل فترة حياة كريات الدم الحمراء في الجسم، والتي تبلغ حوالي 120 يوما أو في المقابل ثلاثة أشهر. والنسبة الطبيعية للهيموجلوبين السكري تتراوح ما بين 5 إلي 6%. فاذا كانت نسبة الهموجلوبين السكري تتراوح ما بين 6% إلي 6.5%، فهذا دليل علي قابلية الشخص للإصابة بمرض السكري، وإذا كانت النسب أكثر من 6.5% فهذا يعني إصابة الشخص بمرض السكري. وتزداد نسبة الهموجلوبين السكري عند مرضي السكري في حالة عدم الانتظام في العلاج، وكذلك عند مرضي السكري من النوع الاول، إذا كان المريض في حاجة ملحة إلي زيادة جرعة هرمون الإنسولين.
قياس نسبة الفروكتوزامين:
تعتبر هذه الطريقة من أحدث وأدق الطرق للكشف عن مستوي السكر بالدم في الفترة ما بين15 إلي 20 يوم سابقة للتحليل عند المريض بالسكري. وتستخدم هذه الطريقة في قياس نسبة البروتينات السكرية، وذلك عن طريق قياس نسبة الفركتوزامين المرتبط بالبروتين، ومن خواص هذا التحليل هو أنه لا يتأثر بتناول الوجبات الغذائية.
الحلقة الأولي (1 من 5)
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
الحلقة الثانية (2 من 5)
د. حسن حميدة : مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الثاني
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
رد: د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
د. حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء – الجزء الرابع
الحلقة الرابعة (4 من 5)
11-23-2014 10:19 PM
مرض السكري والعجز الجنسي:
يصاب بالعجز الجنسي كل من الرجال والنساء من مرضي السكري بنسبة تتراوح ما بين 35 إلي 50%، ذلك مقارنةً بحوالي 25% من غير المصابين بمرض السكري. ولقد أثبتت الدراسات الحديثة لمرض السكري، إصابة الإناث من المرضي بالعجز الجنسي علي السواء. وبجانب تأثر الهرمونات الذكرية سلبيا، بسبب عواقب مرض السكري، يحدث العجر الجنسي عند الرجال بسبب تأثير إرتفاع سكر الدم، وعلي المدي البعيد، علي الشعيرات الدموية المغذية للعضو الذكري، الشيء الذي يحد من إمكانية جريان الدم بحرية كاملة، والشيء الذي يمثل عقبة في عملية إنتصاب القضيب. ويتمثل العجز الجنسي عند الإناث من مرضي السكري في فقدان الرغبة في الجماع، بسبب تأثر نسبة الهرمونات الأنثوية، وجفاف الأنسجة المهبلية المبطنة، أو عدم إنتظام الدورة الشهرية. والغالبية العظمى من مرضي السكري المصابين بالعجز الجنسي يعانون من أثر السكر على الدورة الدموية، وبالتالي تغذية الأعضاء التناسلية بالدم، وتأثر وظائف الأعصاب في تلك الأعضاء بنسبة حوالي 80%. وهناك أسباب أخري مؤثرة علي القوة الجنسية، مثل الإضطرابات النفسية وأثر العقاقير الطبية المختلفة، والتي من أهمها بعض الأنواع من علاجات إرتفاع ضغط الدم. ومن العوامل اليومية المؤدية إلي إمكانية التعرض للعجز الجنسي عند مرضى السكري، الخمول البدني وعدم الحركة، كما يلعب تقدم العمر أيضا دورا هاما في ذلك. ويعتبر عامل العمر من أهم العوامل، حيث لا تزيد نسبة المصابين بالفشل الجنسي (مرحلة متأخرة من العجز الجنسي) قبل سن 25 سنة عن 6%، بينما يعاني أكثر من 50% مرضي السكري بعد سن الخمسين من العمر من الفشل الجنسي. وقد تتأزم مشكلة العجز الجنسي مبكرا عند مرضي السكري، وتتحول بموجبها إلي مشكلة عجز جنسي بسبب الإفراط في تعاطي النيكوتين والكحوليات، والمسكنات والمخدرات. ومن المؤشرات المنذرة بالفشل الجنسي، وجود علامات تبين الإصابة بتصلب الشرايين في الرجلين والقدمين، وتأثر قوة النظر والشبكية بسبب أرتفاع نسبة السكري في الدم. ولكل من الإصابة بالعجز والفشل الجنسي أثار نفسية وإجتماعية مؤثرة علي المريض وعلي أسرته. ولقد أكدت الدراسات الحديثة بأن العلاقة الزوجية تصير في الغالب متوترة، والحياة العائلية غير متوازنة بسبب المسألة الجنسية. وبه يفقد المصابون بالعجز الجنسي أو الفشل الجنسي، خصوصا الذكور منهم الثقة في النفس والإحساس بنقصان صفة الرجولة ودورها المميز للرجل في الحياة. وهذا الأمر يؤدي إلي الإصابة بالإحباط والتوتر النفسي، وقد ينعكس ذلك سلبيا علي صحة المريض، الذي يشرع في جهلانية المرض، التعامل مع نفسه بقسوة، ذلك يتمثل في إهمال تنظيم مستوي السكر في الدم وعدم قياسه، عدم معاودة زيارة الطبيب بصفة دورية، وتدهور حالة المريض الصحية، وبه زيادة خطر حدوث مضاعفات أخري بسبب عواقب مرض مرض السكري المتأخرة. وقد قوبلت هذه المشكلة وحتي إلي وقت قريب، بإهتمام ضئيل من قبل المريض والطبيب لأسباب متعددة، منها الجهل بالعلاقة بين الفشل الجنسي ومرض السكري، والخوف والخجل والإختشاء وعفاف النفس. ومن المرضي من يشعر بالإحراج عند طلب المساعدة في هذه المشكلة الصحية، كما أن لإنشغال الأطباء المعالجين بالتركيز على جوانب علاجية أخري لرعاية مريض السكري، دور لا بأس به في تناسي مشكلة العجز والفشل الجنسي بجدية.
تقييم حالة العجز الجنسي:
يبدأ التقييم والعلاج للعجز الجنسي بإكتشاف الحالة عند المريض، بناءا علي الأعراض التي تصاحب المريض، والتي يقيمها الطبيب، ومن ثم الشروع في علاج الحالة. وفي الآونة الأخيرة تمكن العلم من بحث هذه مشكلة العجز الجنسي، وتوفرت بذلك إمكانيات عدة للعلاج. ولقد تغير نمط الأطباء في التشخيص والعلاج إلي الطرق الحديثة، في الإستفسار المباشر عن المشكلة بصورة منتظمة، وتشجيع المريض لعرضها ذاتيا علي الطبيب. وينصح أيضا بوضع لوحات إرشادية في المراكز العلاجية، لتذكير وتشجيع المريض علي كسر الحاجز النفسي وعرض المشكلة علي الطبيب. ودور الطبيب في علاج الحالة كأي مشكلة طبية أخري، يبدأ بالتقييم والإستقصاء المفصل لتاريخ المرض، ثم الفحص البدنيِ الكامل للمريض. والفحص البدني يشمل الكشف عن كل العلامات التي تدل على وجود إضطرابات في الهرمونات الجنسية، أو جود مرض ضغط الدم المرتفع، أو وجود العلامات الدالة على ضيق الشرايين والأوردة، أو وجود أمراض أخري في الأعصاب الطرفية. وفي الغالب تجري التحاليل المعملية لتحديد مستوي السكر في الدم ومضاعفاته الناتجة، كذلك قياس نسبة الهرمونات الجنسية إذا تطلب الأمر. وقد يتطلب الأمر أحيانا تحويل المريض لإخصائي المسالك البولية للتقصي في حقيقة الأمر أكثر. وقد يكون السبب أحيانا آخر، علي سبيل المثال بسبب أمراض الكلي، إلتهابات وحصوات المسالك البولية وغيرها. وبجانب العلاج النفسي للمريض، هناك حزمة من إمكانيات العلاج الطبي لمشكلة العجز الجنسي، وهي تمتد في أفق واسع، يشمل العلاج بالهرمونات الجنسية، والمراهم والعقاقير الطبية والحقن، إلي جانب العلاج الجراحي والأجزاء المساعدة في عملية التقويم الجنسي.
إختيار العلاج المناسب لحالة العجز الجنسي:
يبني نوع العلاج لحالة العجز الجنسي علي أساس رغبة المريض وتوفر الإمكانيات العلاجية المتاحة، والذي ينصح به الطبيب عادة، بناءا علي أساس تاريخ المرض، عمر المريض، وحالته الصحية. في أغلب مراكز العلاج الحديثة، يتم عرض الإمكانيات المتوفرة للعلاج، مع التوصية بما يراه الطبيب مناسباً لحالة المريض. ونسبة لقابلية مرضي السكري للتأثر أكثر من غيرهم بمضاعفات السكري، ينصح بعدم تناول أي مواد مساعدة جنسيا، مثل التي يتم عرضها في الأسواق والصيدليات دون مقابلة الطبيب المعالج، كما يجب الإستفسار المباشر من الطبيب، عن الآثار المترتبة علي إستعمالها (علي سبيل المثال: أقراص الفياجرا). ولقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة، عن ظهور عواقب متأخرة وخيمة بسبب إستهلاك المواد المساعدة جنسيا، ليس فقط عند إستعمالها من قبل مرضي السكري المصابين بالعجز الجنسي، بل أيضا عند إستعمالها من قبل الأصحاء من الناس، علي سبيل المثال: الإصابة بالأزمات القلبية المفاجئة، الجلطة الدماغية، الشيخوخة المبكرة، وتلف الأوعية الدموية والأعصاب في الأجزاء الطرفية والدماغ.
دور الأسرة في التحكم في مشكلة العجز الجنسي:
تمثل مشكلة القصور الجنسي هاجسا كبيرا للمريض بالسكري، والذي يفاجأ ما بين ليلة وضحاها بقصوره في شيء مهم (واجب زوجي) في حياته الزوجية. ويأتي الشعور الغريب بالتقصير تجاه شريك الحياة الذي يقابل المشكلة بشيء من خيبة الأمل والإندهاش والإحباط،، وهذا حسب درجة التعليم، الوعي الصحي، وتفهم الطرف الآخر للمشكلة. وقد يتسبب القصور الجنسي في نشؤ المشاكل الإجتماعية في حالة عدم تفهم المسألة. وتدل الإحصائيات بوخامة العواقب، كلما صغر عمر الزوجين، حيث تتفاقم إلي درجة االمطالبة بالطلاق. وقد تتصعد المشكلة وتبلغ أوجها، في حالة تعدد الزوجات، خصوصا في منتصف العمر، مع حدوث القصور الجنسي للرجل. والقصور الجنسي من المشاكل التي تخص شخصين شريكين في الحياة الزوجية (إذا لم يكن الشخص المصاب متزوج أكثر من إمرأة). ولذ تقع المشكلة في نطاق الأسرة الضيق (الحياة الزوجية)، في الغالب علي عبء شريك الحياة الغير مصاب بالمشكلة، مما يتطلب شيء من التفهم . ومن الأشياء التي تدعم وترفع من معنويات المريض بالسكري، والذي يعاني مسبقا من المرض وعواقبه المؤثرة، عدم تعقيد المشكلة المرضية وأعراض المرض من الطرف الآخر الغير مصاب بالسكري، بسبب قصور النشاط الجنسي عند شريك الحياة المصاب. ويعتبر القصور في النشاط الجنسي في الأساس، أمر تتحكم فيه، ولحد كبير العواطف (الرغبة)، والتي قد تأتي في وقتها، إذا توفر لها الجو الزوجيي المناسب. وبتقدم العمر، خصوصا في سن الشيخوخة، يصبح موضوع الحياة الجنسية من كماليات الحياة. وهذا بسبب الأمراض المزمنة، التي تطرأ مع تقدم العمر والكبر، وبالتالي عدم المقدرة علي الحركة بحرية كاملة، والإجهاد بسبب بذل المجهود البدني. والشيء الذي يحل محل النشاط الجنسي الزائد، هو العشرة الزوجية الطويلة، التي تتحكم في حياة الزوجين. ومن الطرق المساعدة، التي تشد من أذر المريض المصاب بمشكلة القصور الجنسي، والتي يتبعها المصابين كحل وسط في الدول الغربية، الإهتمامات المشتركة بين الزوجين، كالنشاطات الإجتماعية في الحي، أو الإهتمام بالأحفاد وأمور تعليمهم المدرسي، أو المشاركة في المشاريع الخيرية، أو خلق برنامج رياضي أسبوعي، أو الإهتمام بالهوايات المحببة للنفس، أوغيرها من النشاطات التي تعود علي نفسية المريض وشريك حياته بالفائدة المعنوية والصحية.
دور الرياضة عند مرضي السكري:
تلعب الرياضة البدنية دورا فعالا عند مرضي السكري وسبل التحكم في نسبة السكر الزائدة في الدم. عن طريق الرياضة وحركة الجسم المنظمة يتم إستخدام السكر الفائض في الدم والأحماض الدهنية السابحة فيه كمصدر لإكتساب الطاقة، والتي تحرق عند البدء في ممارسة الرياضة، حيث يتلو من بعدها إستخدام السكر المختزن بالعضلات لإكتساب الطاقة، ومن ثم الإستعانة بالدهون المخزنة في خلايا الجسم في مرحلة أخيرة كمصدر للطاقة. وبناءا علي ذلك تزيد حساسية العضلات للإستجابة لهرمون الإنسولين بعد ممارسة الرياضة والنشاط البدني. ولقد أثبت علميا بأن ممارسة الرياضة لمدة 3 أيام في كل أسبوع، تزيد من حساسية الإستجابة لهرمون الإنسولين، وبالتالي تخفيض جرعة الإنسولين التي يحتاجها الجسم يوميا، كما تساعد الرياضة في حرق السعرات الحرارية الزائدة، مما يساعد في الإحتفاظ بالوزن المناسب للجسم، وبه التخلص من البدانة. ويتحسن مستوي السكر في الدم عند كثير من مرضي السكري من النوع الثاني، عند التخلص من البدانة، بناءا علي برنامج رياضي مدروس وثابت. وزيادة علي ذلك تدعم الرياضة البدنية نشاط الدورة الدموية وتحسينها، خصوصا في الأطراف العلوية والسفلية، وتقلل من الإحتياج للأدوية العلاجية، وتفيد في تراجع بعض التغيرات التي تحدث عند مرضي النوع الثاني من مرض السكري. كما أن الرياضة اليومية تعمل علي تعطيل المسار السلبي للمرض، وتؤثر إيجابيا علي حيوية الجسم والإحساس النفسي العام للمريض. والرياضة تساعد علي تدعيم التوافق العضلي والعصبي والعظمي والتوازن النفسي، وزيادة التركيز والقدرات الذهنية وتقوية الذاكرة، وتحسين أعراض القلق والإكتئاب، وإلتهاب المفاصل والوقاية من هشاشة العظام عند المرضي، خصوصا كبار السن منهم. وتحسن اللياقة البدنية بممارسة الرياضة، يقلل من الإصابة بأمراض الإلتهابات والأمراض المزمنة بصفة عامة، كما يحسن النمو عند الأطفال، ويقلل من إعتلال الأوعية الدموية، ويخفض من الوزن والبدانة المركزية، ذلك بتحسين مستوي السكر والكوليسترول في الدم. وتؤثر الرياضة والنشاط البدني في زيادة كفاءة القلب وجهاز التنفس، وبالتالي التقليل من خطر التعرض للسكتات الدماغية وأمراض تصلب الشرايين والأوردة وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان القولون، وزيادة النشاط اليومي، ومنع السقوط المفاجئ عند كبار السن، وتحسين نمط الحياة عندهم. وتفيد الرياضة البدنية أيضا في الدعم الإيجابي للقوة الجنسية، ذلك بتنشيط الدورة الدموية للجنسين وإزالة التوتر العضلي والعصبي، خصوصا عند الضعف الجنسي في مراحل تطوره الأولي، وبالتالي تنشيط الهرمونات الجنسية عند الذكور (التستسترون)، وعند الإناث (البروجسترون). وبناءا علي الدراسات الحديثة للتوصيات الرياضية لمرضي السكري، ينصح بممارس الرياضة بإنتظام، لمدة تتراوح ما بين 30 إلي 45 دقيقة يوميا، وعلى الأقل ثلاثة مرات أسبوعيا، ذلك للتحكم الأفضل فى مستوي السكر في الدم. وفي البداية لا بد من إجراء الفحص الطبي الشامل، لتحديد نوع الرياضة المناسبة للمريض، ومدة ممارستها القصوي (إختبار التحمل البدني للمريض)، لتلائم حالة المريض الصحية وعمره ووزنه. وفي حالة وجود إلتهاب في الشبكية عند مريض السكري، أو وجود إضطرابات في نسبة الدهون في الدم مثلا، لابد من تجنب الرياضة العنيفة، مثل حمل الأثقال، لتفادي حدوث نزيف داخلي بالعينين، أو حدوث إرتفاع ضغط الدم المفاجئ، والذي يحدث بالذات عند مرضي السكري ذوي الأعمار المتقدمة. وعند ممارسة الرياضة ينصح بإبتداء وإنهاء التمارين الرياضية بالتدريج، كما ينصح في بعض الحالات بتحليل السكر بالدم قبل ممارسة الرياضة، وعدم ممارسة الرياضة، إذا كان مستوي السكر في الدم فوق 250 ميليجرام، أو عند ظهور الأسيتون فى البول. كما ينصح أيضا بتناول وجبة خفيفة مثل كوب حليب خالي من الدسم أو كوب برتقال طبيعي، إذا كان مستوي السكر في الدم أقل من 120 إلي 100 ميليجرام قبل ممارسة الرياضة. وأفضل وقت لممارسة الرياضة، يعد بعد 2 إلي 3 ساعات من بعد تناول الغذاء. وينصح بتناول نصف كوب من عصير البرتقال كل 20 إلي 30 دقيقة، أثناء ممارسة الرياضة، ذلك لتجنب الجفاف وإنخفاض منسوب السكر في الدم. وإذا كان المريض معتمدا علي حقن الإنسولين، فيجب تجنب حقن الإنسولين فى عضلات الذراع والفخد، السبب لأن هذه العضلات هي التي تستخدم فى أنواع الرياضة، مثل رياضة الجري، حيث أن حركة العضلة أثناء الرياضة، تساعد علي الإمتصاص السريع لهرمون لأنسولين. وأفضل مكان لحقن الإنسولين عند ممارسي الرياضة من مرضي السكري، هي عضلة البطن، والتي تكون الأقل حركة أثناء الرياضة.
أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها:
يعتمد نوع الرياضة الممارس علي عمر ووزن المريض، وحالته الصحية، ولياقته البدنية، وتاريخ مرض السكري، ووجود مرض مصاحب آخر للسكري أو عدم وجوده. من أنواع الرياضة التي ينصح بها هي رياضة الركض، السباحة، ركوب الدراجات، المشي السريع، التجوال، التمارين الرياضية الخفيفة، وبعض تمارين حمل الوزن الخفيف، والتي تكون مثالية لمرضي السكري، لخفض كل من مستويات السكر والدهون في الدم. وعند ممارسة أي نوع من الرياضة، يجب التدرج في النشاط البدني، كما يجب أن يكون ذلك بعمل فترة تسخين الجسم للبداية، من خلال قضاء 5 إلي 10 دقائق حركية، أو القيام بنشاط منخفض الشدة مثل المشي، يتلوه ممارسة نشاط الرياضة الرئيسي لمدة 30 إلي 45 دقيقة. ويجب مراعاة لبس حذاء رياضي مريح، وجوارب قطنية تمتص العرق أثناء ممارسة الرياضة البدنية، تجنبا للضغط والخدوش والجروح في القدمين، كما يجب شرب كميات كافية من الماء أثناء التمارين الرياضية، ومراعاة أخذ الجرعاة العلاجية بوقت كافي قبل الشروع في ممارسة الرياضة. ويستحسن ممارسة الرياضة الجماعية بدل الفردية، تحوطا من حالات إنخفاض معدل السكر في الدم، والدخول في الإغماء المفاجئ.
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
الحلقة الأولي (1 من 5)
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
الحلقة الثانية (2 من 5)
د. حسن حميدة : مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الثاني
الحلقة الثالثة (3 من 5)
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء – الجزء الثالث
د. حسن حميدة - مستشار التغذية العلاجية - ألمانيا
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de
حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب - نوفمبر/ 2014
الحلقة الرابعة (4 من 5)
11-23-2014 10:19 PM
مرض السكري والعجز الجنسي:
يصاب بالعجز الجنسي كل من الرجال والنساء من مرضي السكري بنسبة تتراوح ما بين 35 إلي 50%، ذلك مقارنةً بحوالي 25% من غير المصابين بمرض السكري. ولقد أثبتت الدراسات الحديثة لمرض السكري، إصابة الإناث من المرضي بالعجز الجنسي علي السواء. وبجانب تأثر الهرمونات الذكرية سلبيا، بسبب عواقب مرض السكري، يحدث العجر الجنسي عند الرجال بسبب تأثير إرتفاع سكر الدم، وعلي المدي البعيد، علي الشعيرات الدموية المغذية للعضو الذكري، الشيء الذي يحد من إمكانية جريان الدم بحرية كاملة، والشيء الذي يمثل عقبة في عملية إنتصاب القضيب. ويتمثل العجز الجنسي عند الإناث من مرضي السكري في فقدان الرغبة في الجماع، بسبب تأثر نسبة الهرمونات الأنثوية، وجفاف الأنسجة المهبلية المبطنة، أو عدم إنتظام الدورة الشهرية. والغالبية العظمى من مرضي السكري المصابين بالعجز الجنسي يعانون من أثر السكر على الدورة الدموية، وبالتالي تغذية الأعضاء التناسلية بالدم، وتأثر وظائف الأعصاب في تلك الأعضاء بنسبة حوالي 80%. وهناك أسباب أخري مؤثرة علي القوة الجنسية، مثل الإضطرابات النفسية وأثر العقاقير الطبية المختلفة، والتي من أهمها بعض الأنواع من علاجات إرتفاع ضغط الدم. ومن العوامل اليومية المؤدية إلي إمكانية التعرض للعجز الجنسي عند مرضى السكري، الخمول البدني وعدم الحركة، كما يلعب تقدم العمر أيضا دورا هاما في ذلك. ويعتبر عامل العمر من أهم العوامل، حيث لا تزيد نسبة المصابين بالفشل الجنسي (مرحلة متأخرة من العجز الجنسي) قبل سن 25 سنة عن 6%، بينما يعاني أكثر من 50% مرضي السكري بعد سن الخمسين من العمر من الفشل الجنسي. وقد تتأزم مشكلة العجز الجنسي مبكرا عند مرضي السكري، وتتحول بموجبها إلي مشكلة عجز جنسي بسبب الإفراط في تعاطي النيكوتين والكحوليات، والمسكنات والمخدرات. ومن المؤشرات المنذرة بالفشل الجنسي، وجود علامات تبين الإصابة بتصلب الشرايين في الرجلين والقدمين، وتأثر قوة النظر والشبكية بسبب أرتفاع نسبة السكري في الدم. ولكل من الإصابة بالعجز والفشل الجنسي أثار نفسية وإجتماعية مؤثرة علي المريض وعلي أسرته. ولقد أكدت الدراسات الحديثة بأن العلاقة الزوجية تصير في الغالب متوترة، والحياة العائلية غير متوازنة بسبب المسألة الجنسية. وبه يفقد المصابون بالعجز الجنسي أو الفشل الجنسي، خصوصا الذكور منهم الثقة في النفس والإحساس بنقصان صفة الرجولة ودورها المميز للرجل في الحياة. وهذا الأمر يؤدي إلي الإصابة بالإحباط والتوتر النفسي، وقد ينعكس ذلك سلبيا علي صحة المريض، الذي يشرع في جهلانية المرض، التعامل مع نفسه بقسوة، ذلك يتمثل في إهمال تنظيم مستوي السكر في الدم وعدم قياسه، عدم معاودة زيارة الطبيب بصفة دورية، وتدهور حالة المريض الصحية، وبه زيادة خطر حدوث مضاعفات أخري بسبب عواقب مرض مرض السكري المتأخرة. وقد قوبلت هذه المشكلة وحتي إلي وقت قريب، بإهتمام ضئيل من قبل المريض والطبيب لأسباب متعددة، منها الجهل بالعلاقة بين الفشل الجنسي ومرض السكري، والخوف والخجل والإختشاء وعفاف النفس. ومن المرضي من يشعر بالإحراج عند طلب المساعدة في هذه المشكلة الصحية، كما أن لإنشغال الأطباء المعالجين بالتركيز على جوانب علاجية أخري لرعاية مريض السكري، دور لا بأس به في تناسي مشكلة العجز والفشل الجنسي بجدية.
تقييم حالة العجز الجنسي:
يبدأ التقييم والعلاج للعجز الجنسي بإكتشاف الحالة عند المريض، بناءا علي الأعراض التي تصاحب المريض، والتي يقيمها الطبيب، ومن ثم الشروع في علاج الحالة. وفي الآونة الأخيرة تمكن العلم من بحث هذه مشكلة العجز الجنسي، وتوفرت بذلك إمكانيات عدة للعلاج. ولقد تغير نمط الأطباء في التشخيص والعلاج إلي الطرق الحديثة، في الإستفسار المباشر عن المشكلة بصورة منتظمة، وتشجيع المريض لعرضها ذاتيا علي الطبيب. وينصح أيضا بوضع لوحات إرشادية في المراكز العلاجية، لتذكير وتشجيع المريض علي كسر الحاجز النفسي وعرض المشكلة علي الطبيب. ودور الطبيب في علاج الحالة كأي مشكلة طبية أخري، يبدأ بالتقييم والإستقصاء المفصل لتاريخ المرض، ثم الفحص البدنيِ الكامل للمريض. والفحص البدني يشمل الكشف عن كل العلامات التي تدل على وجود إضطرابات في الهرمونات الجنسية، أو جود مرض ضغط الدم المرتفع، أو وجود العلامات الدالة على ضيق الشرايين والأوردة، أو وجود أمراض أخري في الأعصاب الطرفية. وفي الغالب تجري التحاليل المعملية لتحديد مستوي السكر في الدم ومضاعفاته الناتجة، كذلك قياس نسبة الهرمونات الجنسية إذا تطلب الأمر. وقد يتطلب الأمر أحيانا تحويل المريض لإخصائي المسالك البولية للتقصي في حقيقة الأمر أكثر. وقد يكون السبب أحيانا آخر، علي سبيل المثال بسبب أمراض الكلي، إلتهابات وحصوات المسالك البولية وغيرها. وبجانب العلاج النفسي للمريض، هناك حزمة من إمكانيات العلاج الطبي لمشكلة العجز الجنسي، وهي تمتد في أفق واسع، يشمل العلاج بالهرمونات الجنسية، والمراهم والعقاقير الطبية والحقن، إلي جانب العلاج الجراحي والأجزاء المساعدة في عملية التقويم الجنسي.
إختيار العلاج المناسب لحالة العجز الجنسي:
يبني نوع العلاج لحالة العجز الجنسي علي أساس رغبة المريض وتوفر الإمكانيات العلاجية المتاحة، والذي ينصح به الطبيب عادة، بناءا علي أساس تاريخ المرض، عمر المريض، وحالته الصحية. في أغلب مراكز العلاج الحديثة، يتم عرض الإمكانيات المتوفرة للعلاج، مع التوصية بما يراه الطبيب مناسباً لحالة المريض. ونسبة لقابلية مرضي السكري للتأثر أكثر من غيرهم بمضاعفات السكري، ينصح بعدم تناول أي مواد مساعدة جنسيا، مثل التي يتم عرضها في الأسواق والصيدليات دون مقابلة الطبيب المعالج، كما يجب الإستفسار المباشر من الطبيب، عن الآثار المترتبة علي إستعمالها (علي سبيل المثال: أقراص الفياجرا). ولقد أثبتت كثير من الدراسات الحديثة، عن ظهور عواقب متأخرة وخيمة بسبب إستهلاك المواد المساعدة جنسيا، ليس فقط عند إستعمالها من قبل مرضي السكري المصابين بالعجز الجنسي، بل أيضا عند إستعمالها من قبل الأصحاء من الناس، علي سبيل المثال: الإصابة بالأزمات القلبية المفاجئة، الجلطة الدماغية، الشيخوخة المبكرة، وتلف الأوعية الدموية والأعصاب في الأجزاء الطرفية والدماغ.
دور الأسرة في التحكم في مشكلة العجز الجنسي:
تمثل مشكلة القصور الجنسي هاجسا كبيرا للمريض بالسكري، والذي يفاجأ ما بين ليلة وضحاها بقصوره في شيء مهم (واجب زوجي) في حياته الزوجية. ويأتي الشعور الغريب بالتقصير تجاه شريك الحياة الذي يقابل المشكلة بشيء من خيبة الأمل والإندهاش والإحباط،، وهذا حسب درجة التعليم، الوعي الصحي، وتفهم الطرف الآخر للمشكلة. وقد يتسبب القصور الجنسي في نشؤ المشاكل الإجتماعية في حالة عدم تفهم المسألة. وتدل الإحصائيات بوخامة العواقب، كلما صغر عمر الزوجين، حيث تتفاقم إلي درجة االمطالبة بالطلاق. وقد تتصعد المشكلة وتبلغ أوجها، في حالة تعدد الزوجات، خصوصا في منتصف العمر، مع حدوث القصور الجنسي للرجل. والقصور الجنسي من المشاكل التي تخص شخصين شريكين في الحياة الزوجية (إذا لم يكن الشخص المصاب متزوج أكثر من إمرأة). ولذ تقع المشكلة في نطاق الأسرة الضيق (الحياة الزوجية)، في الغالب علي عبء شريك الحياة الغير مصاب بالمشكلة، مما يتطلب شيء من التفهم . ومن الأشياء التي تدعم وترفع من معنويات المريض بالسكري، والذي يعاني مسبقا من المرض وعواقبه المؤثرة، عدم تعقيد المشكلة المرضية وأعراض المرض من الطرف الآخر الغير مصاب بالسكري، بسبب قصور النشاط الجنسي عند شريك الحياة المصاب. ويعتبر القصور في النشاط الجنسي في الأساس، أمر تتحكم فيه، ولحد كبير العواطف (الرغبة)، والتي قد تأتي في وقتها، إذا توفر لها الجو الزوجيي المناسب. وبتقدم العمر، خصوصا في سن الشيخوخة، يصبح موضوع الحياة الجنسية من كماليات الحياة. وهذا بسبب الأمراض المزمنة، التي تطرأ مع تقدم العمر والكبر، وبالتالي عدم المقدرة علي الحركة بحرية كاملة، والإجهاد بسبب بذل المجهود البدني. والشيء الذي يحل محل النشاط الجنسي الزائد، هو العشرة الزوجية الطويلة، التي تتحكم في حياة الزوجين. ومن الطرق المساعدة، التي تشد من أذر المريض المصاب بمشكلة القصور الجنسي، والتي يتبعها المصابين كحل وسط في الدول الغربية، الإهتمامات المشتركة بين الزوجين، كالنشاطات الإجتماعية في الحي، أو الإهتمام بالأحفاد وأمور تعليمهم المدرسي، أو المشاركة في المشاريع الخيرية، أو خلق برنامج رياضي أسبوعي، أو الإهتمام بالهوايات المحببة للنفس، أوغيرها من النشاطات التي تعود علي نفسية المريض وشريك حياته بالفائدة المعنوية والصحية.
دور الرياضة عند مرضي السكري:
تلعب الرياضة البدنية دورا فعالا عند مرضي السكري وسبل التحكم في نسبة السكر الزائدة في الدم. عن طريق الرياضة وحركة الجسم المنظمة يتم إستخدام السكر الفائض في الدم والأحماض الدهنية السابحة فيه كمصدر لإكتساب الطاقة، والتي تحرق عند البدء في ممارسة الرياضة، حيث يتلو من بعدها إستخدام السكر المختزن بالعضلات لإكتساب الطاقة، ومن ثم الإستعانة بالدهون المخزنة في خلايا الجسم في مرحلة أخيرة كمصدر للطاقة. وبناءا علي ذلك تزيد حساسية العضلات للإستجابة لهرمون الإنسولين بعد ممارسة الرياضة والنشاط البدني. ولقد أثبت علميا بأن ممارسة الرياضة لمدة 3 أيام في كل أسبوع، تزيد من حساسية الإستجابة لهرمون الإنسولين، وبالتالي تخفيض جرعة الإنسولين التي يحتاجها الجسم يوميا، كما تساعد الرياضة في حرق السعرات الحرارية الزائدة، مما يساعد في الإحتفاظ بالوزن المناسب للجسم، وبه التخلص من البدانة. ويتحسن مستوي السكر في الدم عند كثير من مرضي السكري من النوع الثاني، عند التخلص من البدانة، بناءا علي برنامج رياضي مدروس وثابت. وزيادة علي ذلك تدعم الرياضة البدنية نشاط الدورة الدموية وتحسينها، خصوصا في الأطراف العلوية والسفلية، وتقلل من الإحتياج للأدوية العلاجية، وتفيد في تراجع بعض التغيرات التي تحدث عند مرضي النوع الثاني من مرض السكري. كما أن الرياضة اليومية تعمل علي تعطيل المسار السلبي للمرض، وتؤثر إيجابيا علي حيوية الجسم والإحساس النفسي العام للمريض. والرياضة تساعد علي تدعيم التوافق العضلي والعصبي والعظمي والتوازن النفسي، وزيادة التركيز والقدرات الذهنية وتقوية الذاكرة، وتحسين أعراض القلق والإكتئاب، وإلتهاب المفاصل والوقاية من هشاشة العظام عند المرضي، خصوصا كبار السن منهم. وتحسن اللياقة البدنية بممارسة الرياضة، يقلل من الإصابة بأمراض الإلتهابات والأمراض المزمنة بصفة عامة، كما يحسن النمو عند الأطفال، ويقلل من إعتلال الأوعية الدموية، ويخفض من الوزن والبدانة المركزية، ذلك بتحسين مستوي السكر والكوليسترول في الدم. وتؤثر الرياضة والنشاط البدني في زيادة كفاءة القلب وجهاز التنفس، وبالتالي التقليل من خطر التعرض للسكتات الدماغية وأمراض تصلب الشرايين والأوردة وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان القولون، وزيادة النشاط اليومي، ومنع السقوط المفاجئ عند كبار السن، وتحسين نمط الحياة عندهم. وتفيد الرياضة البدنية أيضا في الدعم الإيجابي للقوة الجنسية، ذلك بتنشيط الدورة الدموية للجنسين وإزالة التوتر العضلي والعصبي، خصوصا عند الضعف الجنسي في مراحل تطوره الأولي، وبالتالي تنشيط الهرمونات الجنسية عند الذكور (التستسترون)، وعند الإناث (البروجسترون). وبناءا علي الدراسات الحديثة للتوصيات الرياضية لمرضي السكري، ينصح بممارس الرياضة بإنتظام، لمدة تتراوح ما بين 30 إلي 45 دقيقة يوميا، وعلى الأقل ثلاثة مرات أسبوعيا، ذلك للتحكم الأفضل فى مستوي السكر في الدم. وفي البداية لا بد من إجراء الفحص الطبي الشامل، لتحديد نوع الرياضة المناسبة للمريض، ومدة ممارستها القصوي (إختبار التحمل البدني للمريض)، لتلائم حالة المريض الصحية وعمره ووزنه. وفي حالة وجود إلتهاب في الشبكية عند مريض السكري، أو وجود إضطرابات في نسبة الدهون في الدم مثلا، لابد من تجنب الرياضة العنيفة، مثل حمل الأثقال، لتفادي حدوث نزيف داخلي بالعينين، أو حدوث إرتفاع ضغط الدم المفاجئ، والذي يحدث بالذات عند مرضي السكري ذوي الأعمار المتقدمة. وعند ممارسة الرياضة ينصح بإبتداء وإنهاء التمارين الرياضية بالتدريج، كما ينصح في بعض الحالات بتحليل السكر بالدم قبل ممارسة الرياضة، وعدم ممارسة الرياضة، إذا كان مستوي السكر في الدم فوق 250 ميليجرام، أو عند ظهور الأسيتون فى البول. كما ينصح أيضا بتناول وجبة خفيفة مثل كوب حليب خالي من الدسم أو كوب برتقال طبيعي، إذا كان مستوي السكر في الدم أقل من 120 إلي 100 ميليجرام قبل ممارسة الرياضة. وأفضل وقت لممارسة الرياضة، يعد بعد 2 إلي 3 ساعات من بعد تناول الغذاء. وينصح بتناول نصف كوب من عصير البرتقال كل 20 إلي 30 دقيقة، أثناء ممارسة الرياضة، ذلك لتجنب الجفاف وإنخفاض منسوب السكر في الدم. وإذا كان المريض معتمدا علي حقن الإنسولين، فيجب تجنب حقن الإنسولين فى عضلات الذراع والفخد، السبب لأن هذه العضلات هي التي تستخدم فى أنواع الرياضة، مثل رياضة الجري، حيث أن حركة العضلة أثناء الرياضة، تساعد علي الإمتصاص السريع لهرمون لأنسولين. وأفضل مكان لحقن الإنسولين عند ممارسي الرياضة من مرضي السكري، هي عضلة البطن، والتي تكون الأقل حركة أثناء الرياضة.
أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها:
يعتمد نوع الرياضة الممارس علي عمر ووزن المريض، وحالته الصحية، ولياقته البدنية، وتاريخ مرض السكري، ووجود مرض مصاحب آخر للسكري أو عدم وجوده. من أنواع الرياضة التي ينصح بها هي رياضة الركض، السباحة، ركوب الدراجات، المشي السريع، التجوال، التمارين الرياضية الخفيفة، وبعض تمارين حمل الوزن الخفيف، والتي تكون مثالية لمرضي السكري، لخفض كل من مستويات السكر والدهون في الدم. وعند ممارسة أي نوع من الرياضة، يجب التدرج في النشاط البدني، كما يجب أن يكون ذلك بعمل فترة تسخين الجسم للبداية، من خلال قضاء 5 إلي 10 دقائق حركية، أو القيام بنشاط منخفض الشدة مثل المشي، يتلوه ممارسة نشاط الرياضة الرئيسي لمدة 30 إلي 45 دقيقة. ويجب مراعاة لبس حذاء رياضي مريح، وجوارب قطنية تمتص العرق أثناء ممارسة الرياضة البدنية، تجنبا للضغط والخدوش والجروح في القدمين، كما يجب شرب كميات كافية من الماء أثناء التمارين الرياضية، ومراعاة أخذ الجرعاة العلاجية بوقت كافي قبل الشروع في ممارسة الرياضة. ويستحسن ممارسة الرياضة الجماعية بدل الفردية، تحوطا من حالات إنخفاض معدل السكر في الدم، والدخول في الإغماء المفاجئ.
...تابع البقية في الحلقات القادمة...
الحلقة الأولي (1 من 5)
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء
الحلقة الثانية (2 من 5)
د. حسن حميدة : مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الثاني
الحلقة الثالثة (3 من 5)
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء – الجزء الثالث
د. حسن حميدة - مستشار التغذية العلاجية - ألمانيا
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de
حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب - نوفمبر/ 2014
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
د. حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الخامس
الحلقة الخامسة (5 من 5)
11-27-2014 01:25 AM
التغذية عند مريض السكري:
مكونات الغذاء الرئيسية تتمثل في المواد الأساسية، التي تمد الجسم بالطاقة، وهي تتمثل في: الكاربوهيدرات (نشويات وسكريات)، والبروتينات (أحماض أمينية)، والدهون (مشبعة وغير مشبعة). ومن مكونات الغذاء الهامة بجانب الماء والمواد الليفية المدعمة لعمل الأمعاء، أيضا العناصر المكملة التي لا تمد الجسم بالطّاقة، ولكنها ضرورية لآداء وظائفه الحيوية، كالفيتامينات والأملاح المعدنية. وكما هو معروف، إعتماد مرض السكري في علاجه علي تنظيم الغذاء، بإعتبار أن التغذية السليمة هي نصف الطريق المؤدي إلي التحكم في المرض وتطوره. ويعتبر مرض السكري كغيره من الأمراض، خلل مزمن في التمثيل الغذائي للكاربوهيدرات (النشويات والسكريات). ولذا فإن تنظيم التغذية هو أفضل الطرق لعلاج مرضي السكري، خصوصا عند كبار السن منهم، والمرضي المصابين بالسمنة. وتنظيم التغذية (بجانب العلاج الدوائي للسكري) لا يلعب فقط دور هام في معادلة نسبة السكر في الدم عند الكبار، بل أيضا عند صغار السن من المرضي. وعلي المريض بالسكري أن يدرك جيدا، نوعية العناصر الأساسية في الغذاء الذي يتناوله يوميا، وعليه أيضا أن يعرف، كمية العناصر الغذائية التي يتضمنها غذاءه اليومي من النشويات والبروتينيات والدهون. وهذا التحديد يجب أن يتم بدقة علي يد أخصائي السكري أو مستشار التغذية، ووفق توصيات مرضي السكري لكل نوع، مربوطا بعمر ووزن المريض، والأمراض المصاحبة للسكري عند المريض، ذلك وفقا لإحتياجات الجسم ونشاطه ومراحل نموه (عند الصغار مثلا). ورغم فائدة معظم الأطعمة لمريض السكري، إلا أنه توجد أطعمه أكثر صلاحية له عن غيرها، نظرا لطبيعة المرض وإرتباطا بنوع العلاج المستخدم. ولذا يجب عموما إختيار أنواع اللحوم الخالية من الدهون والدسم، ويفضل منها دائما اللحوم المسلوقة أو المشوية. وتعتبر الأسماك والطيور منزوعة الجلد، من أفضل أنواع اللحوم لمريض السكري، خصوصا المشوي والمسلوق منها عن المغلي بالزيت. وعلي مريض السكري أن يفاضل مبدئيا بين الأطعمة المختلفة، كما يجب عليه أن يختار الحليب والجبن المنزوع الدسم، وأن يختار من الزيوت زيت الذرة والفول وعباد الشمس، بدلا عن الزبدة والسمن. ولابد أن يكتفي مريض السكري ببيضة واحدة في كل يومين إذا كان متقدما في السن، أما المرضي صغار السن، فيمكن لهم أن يتناولوا أكثر من بيضة. ويعد الإعتماد على الخضروات والفاكهة والبقول أمرا أساسيا في وجبة مريض السكري. ويستحسن أن يختار مريض السكري الفاكهة الحمضية والتفاح والأنناس، عن غيرها من الفاكهة الحلوة كثير كالمانجو والجوافة والموز، أو عدم الإسراف في تناول كمية كبيرة منها. وهنا علي سبيل المثال الثمار والخضروات التي تحتوي علي كمية عالية من السكر، كالبطيخ والشمام. ولابد أن تخلو المشروبات والمربات والحلويات الخاصة بمرضي السكري من السكريات والدهون الحيوانية. أما عن الأرز والمكرونة والفطائر، فيمكن تناولها في حدود، وكبدائل للخبر الأبيض، وتفضل الأنواع المعدلة، التي تصنع خصيصا لمرضي السكري. وقد ينصح المريض بتناول كمية إضافية من الأطعمة النشوية، في حالة بذلة لنشاط حركي أوبدني مكثف، وذلك لتعويض كمية السكر التي فقدها بسبب الجهد البدني، وحتي لا يتعرض لمضاعفات نقص السكر في الدم. وللوقاية: ينصح بتناول قطعة من التفاح أو البرتقال أو القريب فروت، موزعة علي طول اليوم، مع مراعاة عامل الحركة. والفيتامينات المحتواة في هذه الفاكهة وأمثالها، تعمل علي حماية مريض السكري من الإلتهابات بأنواعها المختلفة (إلتهابات اللثة والأسنان، إلتهابات الجهاز التنفسي والرئة)، خصوصا إذا تم تناولها بصفة منتظمة، مع قياس معدل سكر الدم.
الكاربوهيدرات:
توجد الكاربوهيدرات في الطعام علي شكلين، هما الأطعمة النشوية والسكريات البسيطة. والأطعمة النشوية تتوفر علي سبيل المثال في الخبز والبطاطس والذرة والأرز والحبوب، والبقوليات كالعدس، والفول، وأيضاً في الخضروات النشوية كالبسلة والجزر والفاصوليا، كما توفر في الفاكهة التي تحتوي علي السكريات البسيطة (الفاكهة بجميع أنواعها)، والسكر والعسل والتمر وغيره. والجرام الواحد من الكاربوهيدرات أو السكريات، مهما كان مصدرها، تمد الجسم بـحوالي 4 سعرات حرارية.
البروتينات:
البروتينات توجد في اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك، وفي الحليب والألبان والأجبان والزبادي ومنتجاتها. وكذلك تتوفر في الحبوب والبقوليات، كالعدس والحمص والفاصوليا البيضاء والبسلة. والجرام الواحد من البروتينات مهما كان مصدرها، تمد الجسم بـحوالي 4 سعرات حرارية.
الدهون:
الدهون توجد على شكل سمن أو زبدة أو زيوت نباتية، مثل زيت الفول وزيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت الزيتون والمارجرين، كما توجد الدهون أيضا في اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك، وفي جميع المنتجات الحيوانية. والجرام الواحد من الدهون مهما كان مصدرها، تمد الجسم بـحوالي 9 سعرات حرارية.
الفيتامينات والمعادن:
الفيتامينات والمعادن توجد في جميع المواد الغذائية، ولكن كميتها تختلف من مادة غذائية إلي أخري. وتكمن أهمية هذه الموادفي المقدمة، في المحافظة على صحة الجسم ومناعته، وتكملة وظائفه. ومن الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن، الخضروات والفواكه والمكسرات، والزيوت النباتية واللحوم والألبان ومنتجاتها. كما أن هناك فيتامين (فيتامين د)، والذي يتلقاه الإنسان مباشرة من ضؤ الشمس، ويتم بناء فيتامين د في الجلد بعد التعرض لضؤ الشمس اليومي لفترة تتراوح ما بين 10 إلي 20 دقيقة. وبمساعدة الكبد والكلي يتم تحويله من فيتامين غير نشط إلي إلي فيتامين نشط وهام. وتكمن أهمية فيتامين د في تقوية مناعة الجسم، دعم وظيفة العظام، وحماية الإنسان من علامات الشيخوخة المبكرة. وهنا أذكر أهمية ضؤ الشمس للمعاقين، للمرضي طريحي الفراش، ومرضي الخرف المبكر (الآلزهايمر)
لمعلومية مريض السكري:
إن كمية المادة الغذائية وليس نوعيَتها هي التي تحدد كمية السعرات الحرارية المتناولة من كل عنصر غذائي. وينصح عموما لمرضي السكري، بتناول خمسة وجبات غذائية صغيرة، موزعة أثناء اليوم، بدلا عن ثلاثة وجبات رئيسية، كبيرة، ودسمة. ويفضل إستعمال خبز الردة قليل السعرات الحرارية، وذو الكاربوهيدرات المعقدة التركيب، في غذاء مريض السكري اليومي، عن الخبز الأبيض، الذي يحتوي علي كاربوهيدرات بسيط التركيب (السكريات)، وبه يكون غني بالطاقة. والسعرات الحرارية في ربع رغيف (30 جرام) من الخبز الأسمر، تساوي السعرات الحرارية الموجودة في ربع رغيف (30 جرام) من الخبز الأبيض. والسعرات الحرارية في ملعقة كبيرة من زيت الزيتون، تساوي السعرات الحرارية في ملعقة كبيرة من الزبدة الحيوانية أو النباتية. وكذلك ملعقة صغيرة من السكر، تساوي السعرات الحرارية في ملعقة صغيرة من العسل. وإن نوعية الغذاء هي في غاية الأهمية للإنسان، وذلك لحماية الجسم من الأمراض ومن المضاعفات الصحية، التي تكون لها في الغالب علاقة مباشرة بالغذاء، خصوصا عند مرضي السكري. وتفضيل الخبز الأسمر علي الخبز الأبيض، ليس فقط بناءا علي نسبة السكريات المتفاوته في الأثنين، ولكن أيضا بسبب فوائده الجمة، لإحتواء الخبز الأسمر علي الحبوب بقشورها، والتي تمد الجسم بالألياف والفيتامينات والمعادن. والتي تقي الجسم من أمراض القولون والإمساك والسرطانات، كما أنها تعمل علي حماية الجسم من القابلية للإصابة بالإلتهابات المزمنة. وأما عن السكر الأبيض، فينصح بالكف عن تناوله، كمصدر للطاقة، وحتي من قبل الأصحاء، لأنه يعتبر المواد الخالية من العناصر الغذائية الهامة. وبالنسبة للدهون، فينصح بتناول الزيوت النباتية والإبتعاد عن السمن والزبدة، وذلك لأن الدهون الحيوانية تكون في الغالب دهون مشبعة، تترسب علي جدار الأوعية الدموية، وتعمل علي إنسدادها، وتكون ضارة بها ضارة. وهنا علي سبيل المثال إرتفاع الكوليسترول في الدم بسبب التغذية التي تبني علي إستهلاك اللحوم الحمراء (غنية بالدهون الالمشبعة الخفية)، والتي تؤدي تؤدي بدورها إلي أمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات الدماغية بسبب إنسداد الأوعية الدموية الرفيعة في الدماغ. ويعتبر مريض السكري الأكثر عرضة عن غيره للإصابة بمثل هذه الأمراض، إذا أهمل متابعة السكر في الدم ومستوياته. وينصح لمرضي السكري بإستعمال الزيوت النباتية في تحضير الطعام، ولكن بكميات معقولة، حيث أن إستعمالها بكميات كبيرة، يجعل الغذاء غنيا بالسعرات الحرارية، والذي ربما يأتي بنتائج عكسية للمرض. وبالنسبة للحلويات فينصح بالإبتعاد عنها كليا، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون. وتعد الحلاويات (الباسطة والكنافة مثلا) مصدرا غنيا بالسعرات الحرارية (السعرات الحرارية الخفية)، مع كونها خالية من العناصر الغذائية المفيدة للجسم. ويمكن علي سبيل المثال إستبدال كميات السعرات الحرارية المتوفرة في قطعة كنافة، بوجبة غذائية غنية بالعناصر الهامة وخالية من الدهون الضارة (سلطة فواكه مشكلة مثلا).
مريض السكري والصيام:
تكون نسبة السكر في الدم عند الشخص الصحيح ثابته طول فترة الصوم (تكون مستقرة)، وهذا الإستقرار في نسبة السكر في الدم يتأتي طبقا لطريق النظام الحيوي الصحيح، الذي يعمل علي دعم الخلايا في جسم الإنسان وطريقة عملها تحت ظروف فوق العادة كالصوم. وعند مريض السكري تقل هذه الخاصية وفقا لدرجة المرض، عمر المريض، وحالته الصحية. وهنا يحدث إختلال في الأنظمة المتحكمة في تنظيم نسبة السكر بالدم، سواء في الأيام العادية، أو أثناء فترة الصيام. وهذا بسبب إختلال تنظيم مستوي السكر بالدم، وكما هو معروف، حوجة مريض السكري للماء بسبب العطش، والغذاء بسبب الجوع (جوع آخر)، مقارنة بالشخص الصحيح. ومع هذا فإن الكثير من مرضي السكري يمكنهم الصيام بأمان، عند إتباع إرشادات معينة مقدمة من قبل الطبيب. وبعضهم لا يصح له الصيام، لأسباب طبية، ترتبط إرتباطا وثيقا بأثر الصيام علي المريض، وفقا لبيانات صحية واضحة، وأعراض مرضية تأتي بسبب الصيام.
المرضي المسموح لهم بالصيام:
1- إذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء، فهؤلاء المرضي يمكنهم الصيام بأمان بل قد يفيدهم الصيام خاصة إن كانوا من أصحاب الوزن الزائد، ولكن علي المريض الإلتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها في الأيام العادية، مع مراعاة تأخير وجبة السحور وجعلها متكاملة غذائيا.
2- إذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم، فهؤلاء المرضي يمكنهم الصيام، باتباع النظام الغذائي السابق، علي أن يتم تناول الأقراص بالطرق التالية:
3- إذا كان المريض يتناول الأقراص مرة واحدة صباحا، فعليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار.
4- إذا كان المريض يتناول الأقراص مرتين يوميا، فعليه أن يتناولها في رمضان مع الافطار والسحور، ولكن إذا أحس بأعراض نقص السكر أثناء النهار، فعلية تقليل أو منع جرعة السحور.
5- إذا كانالمريض يتناول الأقراص ثلاث مرات يوميا، فعليه تناول جرعة الصباح والظهر مع الإفطار، أما جرعة المساء، فيتناولها مع السحور. ويجب على هؤلاء المرضي مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام أو تغيير نظام الدواء.
6- المريض الذي يحتاج إلي حقنة واحدة من هرمون الإنسولين، يمكنه الصيام، بحيث يأخذ الحقنة قبل الإفطار. ومهم جدا مراعاة فحص السكر المستمر قبل الحقن، لتفادي إنخفاض مستوي السكر في الدم.
7- المريض الذي يأخذ حقنتين من الإنسولين صباحا ومساءا، يستحسن أن لا يصوم إلا في بعض الحالات الإستثنائية التي قد ينصح بها الطبيب.
المرضي الغير المسموح لهم بالصيام:
1- المرضي الذين يعانون من نسب سكر الدم غير المستقرة، حيث تتأرجح نسبة سكر الدم بين الإنخفاض الحاد قبل الوجبة الغذائية، والإرتفاع الشديد بعد الوجبة الغذائية.
2- مريضات السكري من الحوامل.
3- مريضات السكري من المرضعات.
4- مرضي السكري من الأطفال والمراهقين.
5- المرضي الذين يعانون من المضاعفات المرضية المزمنة للسكري، مثل الفشل الكلوي، وإعتلال الأوعية الدموية، والإصابة بالنوبات القلبية وأمراض الشرايين والأوردة، والجلطات الدماغية، والالتهابات الحادة.
6- المرضي الذين يعانون من أمراض مزمنة أخري، إضافة إلي إصابتهم بمرض االسكري.
7- المرضي الذين يعانون من أمراض تحتاج إلي إستعمال أدوية بإستمرار وعلي فترات زمنية متقاربة.
8- المرضي المصابين بالسكري، والذين ليس لديهم ثقافة معرفية، في تدابير العلاج الموصوف بها، ومن المصابين به حديثا.
المخاطر التي قد تواجه مريض السكري عند الصيام:
يكون مريض السكري عموما عرضة للنقص في نسبة السكر في الدم، مما يعرضه إلي الخطر إذا أهمل تناول وجبة السحور، مع تناوله للأدوية الخافضة للسكر، أو إذا بذل المريض مجهود بدني كبيرأثناء فترة الصوم. وإذا شعر المريض بشدة الجوع، التعب والارهاق، الدوار، الصداع، زغللة العيننين، رعشة اليدين، زيادة إفراز العرق، سرعة ضربات القلب، والتي تمثل أجمعها هبوط مستوي سكري الدم أكثر من المطلوب، فيجب عليه الإفطار فورا، إبتداءا بتناول عصير سكر، والتوجه إلي الطبيب في الحال. وهنا يستحسن مرافقة أحد أفراد الأسرة للمريض، ذلك تحوضا من دخول المريض في إغماء، أو في غيبوبة السكري المباغته. ولا تنحصر مخاطر الصيام فقط في هبوط سكر الدم، بل أيضا زيادته الشديدة عن المستوي المطلوب، خصوصا بعد ساعات قليلة من إفطار رمضان. ومؤشر الزيادة الشديدة في نسبة السكر في الدم، يتعرض لها المرضي في الغالب المرضي الذين يهملون أخذ العلاج، مع الافراط في تناول الطعام أثناء شهر رمضان.
نصائح مهمة لمرض السكري أثناء الصيام:
1- إستشارة الطبيب قبل الصيام وعند الإحساس بأي أعراض أو مضاعفات.
2- ضرورة فحص سكر الدم دوريا، لمراقبة مستوي السكر في الدم أثناء فترة الصيام.
3- تأخير فترة السحور إلي ما قبل آذان الإمساك بنصف ساعة.
4- تقليل كمية هرمون الإنسولين سريع المفعول في جرعة ما قبل السحور.
5- عدم الإستمرار في الصيام، إذا حدث هبوط أو إرتفاع في سكر الدم خلال فترة الصيام النهارية.
6- طلب المشورة الطبية عند الشعور بعدم إستقرار الحالة النفسية والصحية العامة.
7- عدم الخجل من التوقف عن الصيام في أي وقت، إذا شعر المريض بعدم المقدرة علي المواصلة فيه.
قابلية الإصابة بمرض السكري :
هناك القابلية للإصابة بمرض السكري عند فئات معينة من الناس، مثل الأشخاص الذين عندهم تاريخ أسري لمرض السكري، والأشخاص البدينين، والأشخاص الذين تكون نسبة سكر الجلكوز عندهم وقت الصيام أكثر من 100ميليجرام في الديسيليتر الواحد. وللوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لابد من الإنتباه إلي عوامل الخطورة المبكرة، المنذرة بحدوث المرض. وبه ينصح بإتباع الخطوات التالية: تجنب السمنة، فزيادة الوزن تؤدي إلي عدم كفاية كمية هرمون الإنسولين لمواجهة الطلب عليه في الجسم، وبه الزيادة من إحتمالات الإصابة بالسكري من النوع الثانى. فيجب حتي علي الأصحاء من الناس، تخفيض الوزن إذا كان زائدا عن المعدل الطبيعي. من الطرق الممكنة للوصول إلي وزن مثالي: مراعاة عدم الإفراط فى تناول الدهون والسكريات والملح، وتجنب المشروبات الغازية والكحولية، والتقليل من نسبة السكر فى الشاي والقهوة والمشروبات الآخري، والإكثار من تناول المواد التى تحتوي علي الألياف الغذائية مثل الخضروات، والفاكهة، والبقوليات، والحبوب كاملة القشرة، كالقمح والخبز الأسمر. كما يجب أن تعديل السلوكيات الخاطئة فى تناول الغذاء، مثل الإكثار من المسليات كالشيبس والفشار وتناول الوجبات الغذائية (أيضا المشروبات الغازية) أثناء مشاهدة التلفاز. كما يجب ممارسة الرياضة البدنية بصورة منتظمة مثل: المشي علي الأقل نصف ساعة يوميا، صعود السلم وأعمال المنزل الخفيفة، وممارسة التمارين الرياضية المتوسطة، مثل كرة قدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، والسباحة وغيره من الألعاب الرياضية. وينصح عموما بترك السيارة لقطع المسافات القريبة والمشاوير القصيرة، وإستعمال السلم بدل المصعد ما أمكن ، وتجنب الجلوس لفترات طويلة أمام أجهزة التلفاز والكمبيوتر. كما ينصح أيضا بالأبتعاد عن مسببات أمراض تصلب الشرايين والأوردة، التي تتمثل في التدخين، والكحوليات، وتعاطي المسكنات والمخدرات. ويجب مقابلة الطبيب فورا عند الشعور بأعراض مرض السكري المميزة (نقصان الوزن، العطش، كثرة التبول)، للفحص الطبي والمعملي، وللتقصي في حقيقة الأمر، وموقع الجسم من الصحة.
د. حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء – الجزء الرابع
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء – الجزء الثالث
د. حسن حميدة : مرض السكري - من الألف إلي الياء - الجزء الثاني
د.حسن حميدة: مرض السكري - من الألف إلي الياء-الجزء الأول
...نهاية الحلقات...
د. حسن حميدة - مستشار التغذية العلاجية - ألمانيا
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com
E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de
حقوق الطباعة والنشر محفوظة للكاتب - نوفمبر/ 2014
محمود منصور محمد علي- مشرف المنتدى العام و مصحح لغوي
مواضيع مماثلة
» الخطوط الجوية السودانية
» السكري
» داء السكري
» علماء ,يربطون بين 12 جيناً ومرض السكري
» (عيادة المنتدى).......
» السكري
» داء السكري
» علماء ,يربطون بين 12 جيناً ومرض السكري
» (عيادة المنتدى).......
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى