أرحْ رِكَابَكَ لمحمد مهدي الجواهري ( أبوفرات )
صفحة 1 من اصل 1
أرحْ رِكَابَكَ لمحمد مهدي الجواهري ( أبوفرات )
أرح ركابك
الجواهري
أرح ركابكَ من أيـنٍ ومن عثَرِ
كفاك جِيلانَِ محمولاً على خـطر ِ
كَفاكَ موحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ
كأنَّ مُبْيَضَّهُ لـيلٌ بلا سحَرِ
ويا أخا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ
في كلَّ يومٍ له عـُشٌ عـلى شجرِ
عريانَ يحمل مِنقاراً وأجـنحةً
أخـفَّ ما لمَّ مـن زادٍ أخو سَفَرِ
بحسبِ نَفسَكَ ماتعيا النفوسُ به
من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر
أناشدٌ أنت حتفاً صنعَ منتحرِ
أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر
أم راكبٌ متنَ نكباءٍ مطوِّحةٍ
ترى بديلاً بها عن ناعم السُرر
خفـَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ
طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ
ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ
من غيره, وجَـناحٍ منه منكسِر ِ
يا صورةَ الوطنِ المُهديك معرضُه
أشجَى وأبهجَ ما فيه من الصُّور
غيومَه وانبلاجَ الشمس والقمرِ
وقيظَه وانثلاجَ الليل والسحر
وما يثير الدَّمَ الغافي بتربتة
من صحوة الحِقد، أو من غفوة الحذر
والعبقرياتِ لم تُنهَض ولم تُتَثرِ
والتضحياتِ توالى عن دمٍ هدَر
والناذرينَ نُفوساً كلُّها ثمرٌ
والناهزين لما يُجنى من الثمر
والزندقاتِ وإيمانَ التقاة وما
أجلت مذاهبُه عن زحمة الفِكَر
يا صورة الوطن انصبَّت معالمُها
على معالمِ ما أبقت يدُ العُصُر
تلاحَمِ الضوءُ في عطرٍ وفي نَغَمٍ
منها أصيلٍ، فلم تُنسخ ولم تُعر
أُعطيتَ أنْفَسَ كنزٍ من نقائضها
فكن رقيباً عليها غايةَ العمر
طِر ما استطعت مطاراً عن نقائصها
وعن مرافعها الجُلّى فزِد وطِر
وكن فخوراً بما أُعطيت من دمه
على الحجولِ، وفي الأوضاح والغرَر
فإن تحدّاك من عليائه ملَكٌ
يزهو عليك، فقل إنّي من البشر
ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني
إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ
ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ
عاصاه حتى رنـيـنُ الكـأس والوترِ
لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم
ياسامرَ الحي بي جْـوع إلى السهَرِ
ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ
علـيه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ
خلاف ما ابـتـُدعت للخمر من صورٍ
وجدتها زادَ عجلانٍ ومنتظَرِ
كأنَّ في الـحَبَب المرتجّ مفـترقاً
من الطريق على ساهٍ ومذٌكَرِ
ياسامر الحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ
أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ
كأنَ نـُعماءه حبلى بأبؤسهِ
من ساعةِالصفو تأتي ساعة الكـَدَرِ
تـندسُ في النـَّـشوات الحُمسِ عائذَةً
هذي فـُتـدركها الأخرى على الأثَرِ
ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ
فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ
والعمرُ كالليل نـحييه مغالطة
يـُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ
وياملاعــبَ أترابـي بمنعَطَفٍ
من الفرات إلى كوفـانَ فالجِزُرِ
فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ
رفـّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ
إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ
من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ
تلكم (شقائقه) لــم تــأل ناشرةً
نوافج المسك فضـّتها يدُ المَطَرِ
بيضاءَ حمراءَ أسراباً يموجُ بها
ريشُ الطواويس أو مـَوْشـية الحَبَرِ
للآنَ يـُطرب سمعـي في شواطئه
صدحُ الحمـام وثغيُ الشـاة والبقر
والرملة ُ الدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ
والمدرجُ السَمحُ بين السـُوح والحُجَرِ
يا أهنأ الساع في دنـياي أجمَعُها
إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري
تصوبـَّي من علٍ حتـى إذا إنحَدَرتْ
بي الحتـُوفُ لذاك الرمل فانحَدري
تـُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق
من الطفولة عـذبٍ مثلها غضَرِ
وتـُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى
طيفٍ من المهد حتى الـلحد مُدٌكَرِ
في(جنـَّـة الخلد) طافت بي على الكـبر
رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ مـن الصِغَرِ
مجنـَّـحاتُ أحاسـيـس ٍ وأخلية
مثل الفراشات في حقل الصـِبا النضِـر
أصطادهنَّ بزعمي وهي لي شركٍ
يصطادُني بالسنا واللطـِف والخفَرِ
أقتادهـُنَّ إلى حربٍ على الضجر
فيصْطلحن على حربي مع الضجرِ
الجواهري
أرح ركابكَ من أيـنٍ ومن عثَرِ
كفاك جِيلانَِ محمولاً على خـطر ِ
كَفاكَ موحشُ دربٍ رُحتَ تَقطعهُ
كأنَّ مُبْيَضَّهُ لـيلٌ بلا سحَرِ
ويا أخا الطير في ورْد ٍ وفي صَدَرٍ
في كلَّ يومٍ له عـُشٌ عـلى شجرِ
عريانَ يحمل مِنقاراً وأجـنحةً
أخـفَّ ما لمَّ مـن زادٍ أخو سَفَرِ
بحسبِ نَفسَكَ ماتعيا النفوسُ به
من فرط منطلق ٍ أو فرط منحدر
أناشدٌ أنت حتفاً صنعَ منتحرِ
أم شابكٌ أنت , مغتراً, يدَ القدر
أم راكبٌ متنَ نكباءٍ مطوِّحةٍ
ترى بديلاً بها عن ناعم السُرر
خفـَّضْ جَناحيكَ لا تهزأ بعاصفةٍ
طوى لها النسر كشحيه فلم يطر ِ
ألفى له عِبرةً في جؤجؤٍ خضبٍ
من غيره, وجَـناحٍ منه منكسِر ِ
يا صورةَ الوطنِ المُهديك معرضُه
أشجَى وأبهجَ ما فيه من الصُّور
غيومَه وانبلاجَ الشمس والقمرِ
وقيظَه وانثلاجَ الليل والسحر
وما يثير الدَّمَ الغافي بتربتة
من صحوة الحِقد، أو من غفوة الحذر
والعبقرياتِ لم تُنهَض ولم تُتَثرِ
والتضحياتِ توالى عن دمٍ هدَر
والناذرينَ نُفوساً كلُّها ثمرٌ
والناهزين لما يُجنى من الثمر
والزندقاتِ وإيمانَ التقاة وما
أجلت مذاهبُه عن زحمة الفِكَر
يا صورة الوطن انصبَّت معالمُها
على معالمِ ما أبقت يدُ العُصُر
تلاحَمِ الضوءُ في عطرٍ وفي نَغَمٍ
منها أصيلٍ، فلم تُنسخ ولم تُعر
أُعطيتَ أنْفَسَ كنزٍ من نقائضها
فكن رقيباً عليها غايةَ العمر
طِر ما استطعت مطاراً عن نقائصها
وعن مرافعها الجُلّى فزِد وطِر
وكن فخوراً بما أُعطيت من دمه
على الحجولِ، وفي الأوضاح والغرَر
فإن تحدّاك من عليائه ملَكٌ
يزهو عليك، فقل إنّي من البشر
ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني
إلى الَّلداتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ
ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ
عاصاه حتى رنـيـنُ الكـأس والوترِ
لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم
ياسامرَ الحي بي جْـوع إلى السهَرِ
ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ
علـيه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ
خلاف ما ابـتـُدعت للخمر من صورٍ
وجدتها زادَ عجلانٍ ومنتظَرِ
كأنَّ في الـحَبَب المرتجّ مفـترقاً
من الطريق على ساهٍ ومذٌكَرِ
ياسامر الحي انَّ الدهرَ ذو عجبٍ
أعيت مذاهبه الجلىٌ على الفِكَرِ
كأنَ نـُعماءه حبلى بأبؤسهِ
من ساعةِالصفو تأتي ساعة الكـَدَرِ
تـندسُ في النـَّـشوات الحُمسِ عائذَةً
هذي فـُتـدركها الأخرى على الأثَرِ
ينَغٌص العَيش إنٌ المَوت يدرِكهُ
فنحن من ذين ِ بين الناب والظفرِ
والعمرُ كالليل نـحييه مغالطة
يـُشكى من الطول أو يشكي من القِصَرِ
وياملاعــبَ أترابـي بمنعَطَفٍ
من الفرات إلى كوفـانَ فالجِزُرِ
فالجسرُ عن جانبيه خفقُ أشرِعةٍ
رفـّافةٍ في أعالي الجو كالطررِ
إلى (الخورنق) باق في مساحبهِ
من أبن ماء السما ماجرٌ من أثرِ
تلكم (شقائقه) لــم تــأل ناشرةً
نوافج المسك فضـّتها يدُ المَطَرِ
بيضاءَ حمراءَ أسراباً يموجُ بها
ريشُ الطواويس أو مـَوْشـية الحَبَرِ
للآنَ يـُطرب سمعـي في شواطئه
صدحُ الحمـام وثغيُ الشـاة والبقر
والرملة ُ الدمثُ في ضوءٍ من القَمَرِ
والمدرجُ السَمحُ بين السـُوح والحُجَرِ
يا أهنأ الساع في دنـياي أجمَعُها
إذا عددتُ الهنيء الحلوَ من عُمري
تصوبـَّي من علٍ حتـى إذا إنحَدَرتْ
بي الحتـُوفُ لذاك الرمل فانحَدري
تـُمحى الغضارات في الدنيا سوى شفق
من الطفولة عـذبٍ مثلها غضَرِ
وتـُستطار طيوفُ الذكرياتِ سوى
طيفٍ من المهد حتى الـلحد مُدٌكَرِ
في(جنـَّـة الخلد) طافت بي على الكـبر
رؤيا شبابٍ وأحلام ٍ مـن الصِغَرِ
مجنـَّـحاتُ أحاسـيـس ٍ وأخلية
مثل الفراشات في حقل الصـِبا النضِـر
أصطادهنَّ بزعمي وهي لي شركٍ
يصطادُني بالسنا واللطـِف والخفَرِ
أقتادهـُنَّ إلى حربٍ على الضجر
فيصْطلحن على حربي مع الضجرِ
الفضل الحاج البشير- مشرف منتدى الشعر
مواضيع مماثلة
» ناجيت قبرك ... لمحمد مهدي الجواهري
» تتمة دجلة الخير لمحمد مهدي الجواهري
» مقصورة محمد مهدي الجواهري
» قفص العظام للشاعر محمد مهدي الجواهري
» دجلة الخير ........ محمد مهدي الجواهري
» تتمة دجلة الخير لمحمد مهدي الجواهري
» مقصورة محمد مهدي الجواهري
» قفص العظام للشاعر محمد مهدي الجواهري
» دجلة الخير ........ محمد مهدي الجواهري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى