الضغط الدموي المرتفع High blood pressure
صفحة 1 من اصل 1
الضغط الدموي المرتفع High blood pressure
الضغط الدموي المرتفع High blood pressure
إن نسبة مرض ارتفاع ضغط الدم (التوتر المفرط Hypertension) عند الإنسان في ارتفاع مستمر وذلك مع زيادة وطأة التوتر والقلق في حياتنا العصرية وخاصةً في المدن حيث الازدحام السكاني ومشاكل النقل وسوء التغذية وتلوث البيئة ومشكلات الحياة المتنوعة. وعلى أقل تقدير فإن شخصاً واحداً بين كل عشرين شخصاً يعانى من ارتفاع ضغط الدم ويحتاج إلى علاج وللأسف فإن نصف من يعاني من هذا المرض في الغالب لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع يحتاج إلى علاج كما أن نصف الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون العلاج اللازم له لذلك ينصح بقياس ضغط الدم لديهم كل ستة أشهر خاصةً بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر أو في حالات زيادة الوزن أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة.
ولكي تتعرف على مرض ارتفاع ضغط الدم وأسبابه وكيفية السيطرة عليه بشكل أفضل ننصح أن تقوم أولاً بإلقاء الضوء على القلب وكيفية عمله و الدورة الدموية .
ما هو ضغط الدم؟
تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه.
وهناك نوعان من الضغط يتم قياسها، الضغط الانقباضي Systolic ويقاس عندما ينقبض القلب أثناء عملية الضخ، والضغط الانبساطي Diastolic ويقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم القادم من الجسم.
كيف يقاس ضغط الدم؟
يتم قياس ضغط الدم بربط كُم مطاطي حول الذراع الأيسر ثم نفخ الهواء فيه وملاحظة كمية الضغط اللازم لوقف جريان الدم خلال الشريان الموجود تحت الكُم بالإنصات إليه عبر السماعة الطبية ويسجل قياس ضغط الدم على هيئة رقمين يسمى الرقم الأول الضغط الانقباضي systolic أما الرقم الثاني فيسمى الضغط الانبساطي diastolic ووحدة قياس الضغط هي الملليمتر زئبق، والجهاز الذي يقيس ضغط الدم يدعى سفيقنومونوميتر Sphygmomanometer وقد اقترحت منظمة الصحة العالمية أنه عندما يصل ضغط الدم عند الإنسان أكثر من 140/95 فإنه يعد غير طبيعي، وقد تم مؤخراً تصنيف وتقسيم ضغط الدم على حسب شدته وهو كالآتي:
معلومات تهمك
o ارتفاع ضغط الدم أكثر انتشاراً وشدة عند الزنوج وتصل نسبة الإصابة به بين الأمريكيين السود والبيض 1:4، كما لوحظ أن حدوث ارتفاع في ضغط الدم يزيد أيضاً عند الهنود الغربيين.
o يرتفع ضغط الدم في معظم المجتمعات والأجناس مع تقدم العمر.
o ارتفاع ضغط الدم يكون أكثر انتشاراً عند الرجال بالمقارنة بالنساء في مرحلة الشباب أما عند التقدم بالعمر فيصبح أكثر شيوعاً عند النساء (بعد سن اليأس .
o تم اكتشاف وسيلة يمكن الاعتماد عليها لقياس ضغط الدم في عام 1905، وفي عام 1950 اكتشفت عقاقير فعالة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
يوجد نوعان رئيسان من ضغط الدم المرتفع:
1. الأول النوع الابتدائي أو الأساسي Essential Hypertension وهو الأكثر انتشاراً وشيوعاً في العالم كما أنه لا يعرف سبب معين لحدوثه وهو النوع الذي سوف نتطرق إليه بشيء من التفصيل.
2. الثاني النوع الثانوي Secondary Hypertension وهذا النوع يحدث بسبب مرض يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم مثل أمراض الكلى أو الشريان الأورطي أو أمراض بعض الغدد الصماء في الجسم، وبالتالي فإن علاج هذه الأمراض يصاحبه نزول في ضغط دم المريض وهذه الحالات لا تتعدى عن 1% من حالات ارتفاع ضغط الدم.
ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم الأساسي؟
كما ذكرنا سابقاً، السبب الحقيقي غير معروف في ارتفاع الضغط لدى المرضى ولكن هناك عوامل رئيسة تلعب دوراً هاماً في جعل المريض أكثر تعرضاً لهذا المرض عن غيره من الناس ومنها:
o الوراثة
لقد أثبتت الدراسات أنه في حالة وجود إصابة لدى أحد الوالدين بارتفاع ضغط الدم فإن احتمال الإصابة لدى الأبناء لهذا المرض هو 25% أما إذا كان كلا الوالدين مصاباً بهذا المرض فقد تصل نسبة إصابة الأبناء بالمرض هو 90%.
o الإفراط في تناول الأملاح
لقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح مثل اليابانيون وسكان كوريا الجنوبية يشيع بينهم هذا المرض حيث أنهم يتناولون السمك المملح واللحم المحفوظ بكميات كبيرة والعكس صحيح فإن بعض المناطق في اليابان الذي يميل أهلها إلى تناول القليل من الملح في الطعام فأن نسبة تعرضهم لمرض ضغط الدم أقل.
o زيادة الوزن
لقد لوحظ أيضاً أن احتمال حدوث ضغط الدم عند الشخص البدين هو أكثر منه عند الشخص العادي، كما لوحظ أن تنقيص الوزن لدى مرضى ضغط الدم البدينين يحسن من حالاتهم بدرجات متفاوتة.
o التوتر والكبت والقلق
إن شخصية الفرد تلعب دوراً هاماً في قابلية الشخص بالإصابة بارتفاع ضغط الدم حيث أن استجابة الشخص للتوتر والقلق والكبت من مسببات ارتفاع ضغط الدم حيث أن جسم الإنسان في هذه الحالات تفرز مادة الأدرينالين التي ترفع ضغط الدم.
o العمر والجنس
إن المتقدمين في السن أكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض من الشباب وقد يكون السبب في ذلك هو أن شرايين الشخص كبير السن تكون متصلبة مما يؤدي إلى ارتفاع في الضغط الانقباضي بصفة خاصة ويمكن القول بأن الإصابة لدى النساء أكبر من نسبتها عند الرجال.
o الإدمان على الكحول أو التدخين
من الثابت أن تناول الكحول بكميات كبيرة يسبب ارتفاع ضغط الدم كما أن التدخين يعتبر سبباً رئيسياً لبعض أمراض القلب مثل تصلب الشرايين والجلطة وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
o حبوب منع الحمل
إن حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون وكلاهما يسببان ارتفاع في ضغط الدم لذلك ينصح الأطباء النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل بفحص ضغط دمهن كل ستة شهور وخاصةً إذا كن مدخنات.
ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم؟
أغلب مرضى ضغط الدم لا يشعرون بأية أعراض لذلك سمي بالقاتل الصامت أما بعضهم قد يشعرون بصداع أو بدوخة وتعب وتوتر وهذه الأعراض تنشأ أيضاً عن بعض الأمراض الأخرى لذلك لا يمكن معرفة ما إذا كان المريض مصاب بهذا المرض إلا بالفحص وقياس ضغط دم المريض.
ما هي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم؟
إذا لم يتم معالجة ارتفاع ضغط دم المريض فإنه قد يشكو من مضاعفات تعتبر خطيرة ولا يمكن الشفاء منها في بعض الأحيان ومن أهم الأعضاء التي تتأثر أكثر من غيرها في الجسم هي الدماغ والكلى والقلب وذلك نتيجة انخفاض تدفق الدم أو إعاقته تماماً إلى تلك الأعضاء.
1. آثاره على القلب
إن القلب لدى مرضى ضغط الدم لا يتلقى كمية كافية من الدم والأكسوجين مما قد يحدث انسداد في الشريان التاجي وبالتالي يشعر المريض بآلام في الصدر (اهتياج الصدر) وعند بذل أي مجهود قد يحدث للمريض نوبة قلبية، كما أن النقص المزمن في تروية القلب بالدم قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وعادةً ما تكون في عضلة البطين الأيسر مما قد يؤثر على البطينين والشرايين وفي هذه الحالات يتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان إلى الوفاة.
2. آثاره على الدماغ
عندما تقل تروية منطقة الدماغ بالدم بسبب ضيق الشرايين ينتج عن ذلك نوبة. هذه النوبة تكون على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل أو قد ينشأ عنها شلل في الطرفين العلوي والسفلي من أحد الجانبين، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ أو بسبب تكون جلطة في الدماغ مما يؤدي إلى توقف مؤقت أو دائم في وصول الدم إلى الدماغ وتكوُّن انتفاخ حول هذه الخلايا مما يسبب أيضاً في التأثير على وظائف الدماغ وبالتالي دخول المريض في غيبوبة وفي معظم الأحيان حدوث الوفاة.
3. آثاره على الكلى
عندما تقل التروية الدموية للكلى نتيجة ارتفاع ضغط الدم فإن وحدات الكلية تتأثر فتبدأ قابليتها لإزالة الفضلات والسموم تنخفض (القصور الكلوي) وبالتالي فإن المواد السامة تتراكم في الدم.
ويمكن أن نختم الموضوع بالإشارة إلى أن الأشخاص الذين لم يُعالجوا من ارتفاع ضغط الدم لديهم لن يعيشوا فترة أطول من أصحاب الضغط الدموي العادي لذلك وجب التركيز على أهمية السيطرة على ضغط المريض لوقايته من المضاعفات الخطيرة التي قد يحدثها.
ما هو العلاج؟
إن علاج مرض ارتفاع ضغط الدم قد يكون طويل الأمد أو إن صح التعبير أبدياً وذلك لأن العلاج بالعقاقير لا يشفي المرض ولكن يسيطر عليه وبالتالي فإن اتباع إرشادات الطبيب المعالج مهم جداً كما أن إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب بحجة أن ضغط دمه أصبح عادياً يعتبر أمراً خطيراً حيث أنه بمجرد توقف المريض عن تناول الأدوية الخافضة للضغط تعيد المرض مرة أخرى.
ويمكن القول بأن علاج ضغط الدم ينقسم إلى قسمين، العلاج بغير الأدوية Non medical treatment والعلاج بالأدوية Medical treatment.
1. العلاج بغير الأدوية Non medical treatment
يجب على المريض إتباع الإرشادات التالية وذلك لأهميتها:
o تخفيف الوزن إذا كان المريض بديناً.
o التقليل من تناول ملح الطعام ويمكن استبداله بالليمون وأيضاً التقليل من تناول المخللات والأجبان أو الأسماك المالحة.
o التوقف عن شرب الكحول.
o التوقف عن التدخين وخاصةً النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل.
o التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
o تغيير نمط حياته بالبعد بقدر الإمكان عن أسباب التوتر والقلق والضغط النفسي.
2. العلاج بالأدوية Medical treatment
لقد ذكرنا بالسابق بأنه في كثير من الأحيان لا يشعر مريض ضغط الدم بأي شيء ولذلك فإن تقبله لتناول العقاقير الخاصة بضغط الدم يكون قليلاً خاصةً وأن بعض هذه العقاقير لها آثار جانبية كما أن بعضها مرتفعة التكاليف لذلك يمكن القول بأن المرض لا يشعر بالاستفادة من الدواء ولكن يشعر بآثاره الجانبية وتكلفته العالية.
ومن هذا المنطلق وجب على الطبيب المعالج توعية المريض وإقناعه باستخدام هذه الأدوية وذلك لتجنب ما قد يحدث له من مضاعفات خطيرة سبق الحديث عنها. وهناك أنواع عديدة من العقاقير التي تستخدم لتخفيض ضغط الدم نذكر منها الآتي:
o العقاقير المدرة للبول Diuretics
وهذه الأدوية تخفض الضغط عن طريق زيادة التبول ومثالنا على هذه الأنواع مجموعة الثايازايد Thiazide group ومن أهم ميزات هذا الدواء أنه سهل الاستخدام ومعروف منذ فترة طويلة كما أنه قليل التكلفة ومن مشاكله المتوقعة عدم تحمل المريض كثرة التبول كما أن طول استخدامه يُفقد الجسم كمية كبيرة من البوتاسيوم مما يؤدى إلى شعور المريض بالتعب وضعف العضلات وفقدان الشهية، كما أن مدرات البول تزيد من معدلات الدهون الثلاثي Triglycerides في الدم كما تقلل من تحمل السكر.
o مجموعة الصادات الودية (محصرات البيتا ). Beta-Blockers
مثل البروبرانولول Propranolol والميتوبرولول Metoprolol وهذه الأدوية تبطل تأثير الأدرينالين عند مستقبلات الفعل الأدرينالي بيتا الموجود في القلب مما تقلل من سرعة ضرباته وبالتالي انخفاض الضغط، ومن أهم مشاكلها أنها تسبب تقلص في القصبات الهوائية وبالتالي التسبب في ضيق في التنفس وكذلك لها تأثير سلبي على دهنيات الدم كما تقلل من مفعول الأنسولين لدى مرضى السكر لذلك لا ينصح باستخدامها للمرضى الذين يشكون من الربو أو السكر المعتمد على الأنسولين، كما أن المريض قد يشعر ببرودة في اليدين أو القدمين وخاصةً في فصل الشتاء.
o مانعات الكلس (معيقات قنوات الكلس . Calcium Channel Blocker
مثل النيفيدبين Nifedipine. هذه الأدوية تمنع دخول الكالسيوم إلى العضلات الملساء في الشرايين مما تقلل من تقلص تلك الشرايين وبالتالي ينخفض ضغط الدم، كما أنها تقلل من سريان السيالات الكهربائية فتقلل من سرعة ضربات القلب. ومن آثارها الجانبية شعور المريض بالصداع و الامساك وبعض الآلام في منطقة المعدة كما أنها تسبب احمرار في الوجه.
o مانعات أو مثبطات الأنزيم المسؤول عن تحويل مادة الأنجيوتينسين Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors
مثل الكابتوبريل Captopril وهذه الأدوية تعمل على منع الأنزيم المسؤول عن تحويل مادة الأنجوتينسن رقم واحد إلى مادة الأنجوتينسين رقم اثنان (المركب النشط) وبالتالي تتوسع شرايين الدم لتستوعب كمية أكبر من الدم، كما أن مادة الألدوستيرون تقل وبالتالي تزيد نسبة خروج الماء ملح الصوديوم عن طريق الكلية فينخفض ضغط الدم ومن ميزات هذه الأدوية أنها أيضاً تستخدم في علاج هبوط القلب Heart Failure كما أنها لها تأثير إيجابي على دهون الدم وتزيد من حساسية الأنسولين لدى مرضى السكر.
o مجموعات أخرى
توجد مجموعات أخرى تستخدم أيضاً في تخفيض ضغط الدم مثل
o الموسعات الوعائية Vasodilators
o الأدوية مركزية الفعل Central acting drugs
o الأدوية الأدرينالية الفعل Adrenergic drugs
o الأدوية المهدئة Sedatives and Tranquilizers
ادعو الله تعالى ان يشافي جميع المصابين بهذا المرض وجميع مرضى المسلمين
مع تحياتي
د.بهاءالدين أحمد إدريس
sacdo.com
إن نسبة مرض ارتفاع ضغط الدم (التوتر المفرط Hypertension) عند الإنسان في ارتفاع مستمر وذلك مع زيادة وطأة التوتر والقلق في حياتنا العصرية وخاصةً في المدن حيث الازدحام السكاني ومشاكل النقل وسوء التغذية وتلوث البيئة ومشكلات الحياة المتنوعة. وعلى أقل تقدير فإن شخصاً واحداً بين كل عشرين شخصاً يعانى من ارتفاع ضغط الدم ويحتاج إلى علاج وللأسف فإن نصف من يعاني من هذا المرض في الغالب لا يعرف أن ضغط دمه مرتفع يحتاج إلى علاج كما أن نصف الذين يعلمون بمرضهم لا يتلقون العلاج اللازم له لذلك ينصح بقياس ضغط الدم لديهم كل ستة أشهر خاصةً بعد تجاوز سن الثلاثين من العمر أو في حالات زيادة الوزن أو في حالات توارث المرض بين أفراد العائلة الواحدة.
ولكي تتعرف على مرض ارتفاع ضغط الدم وأسبابه وكيفية السيطرة عليه بشكل أفضل ننصح أن تقوم أولاً بإلقاء الضوء على القلب وكيفية عمله و الدورة الدموية .
ما هو ضغط الدم؟
تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه.
وهناك نوعان من الضغط يتم قياسها، الضغط الانقباضي Systolic ويقاس عندما ينقبض القلب أثناء عملية الضخ، والضغط الانبساطي Diastolic ويقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم القادم من الجسم.
كيف يقاس ضغط الدم؟
يتم قياس ضغط الدم بربط كُم مطاطي حول الذراع الأيسر ثم نفخ الهواء فيه وملاحظة كمية الضغط اللازم لوقف جريان الدم خلال الشريان الموجود تحت الكُم بالإنصات إليه عبر السماعة الطبية ويسجل قياس ضغط الدم على هيئة رقمين يسمى الرقم الأول الضغط الانقباضي systolic أما الرقم الثاني فيسمى الضغط الانبساطي diastolic ووحدة قياس الضغط هي الملليمتر زئبق، والجهاز الذي يقيس ضغط الدم يدعى سفيقنومونوميتر Sphygmomanometer وقد اقترحت منظمة الصحة العالمية أنه عندما يصل ضغط الدم عند الإنسان أكثر من 140/95 فإنه يعد غير طبيعي، وقد تم مؤخراً تصنيف وتقسيم ضغط الدم على حسب شدته وهو كالآتي:
معلومات تهمك
o ارتفاع ضغط الدم أكثر انتشاراً وشدة عند الزنوج وتصل نسبة الإصابة به بين الأمريكيين السود والبيض 1:4، كما لوحظ أن حدوث ارتفاع في ضغط الدم يزيد أيضاً عند الهنود الغربيين.
o يرتفع ضغط الدم في معظم المجتمعات والأجناس مع تقدم العمر.
o ارتفاع ضغط الدم يكون أكثر انتشاراً عند الرجال بالمقارنة بالنساء في مرحلة الشباب أما عند التقدم بالعمر فيصبح أكثر شيوعاً عند النساء (بعد سن اليأس .
o تم اكتشاف وسيلة يمكن الاعتماد عليها لقياس ضغط الدم في عام 1905، وفي عام 1950 اكتشفت عقاقير فعالة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
يوجد نوعان رئيسان من ضغط الدم المرتفع:
1. الأول النوع الابتدائي أو الأساسي Essential Hypertension وهو الأكثر انتشاراً وشيوعاً في العالم كما أنه لا يعرف سبب معين لحدوثه وهو النوع الذي سوف نتطرق إليه بشيء من التفصيل.
2. الثاني النوع الثانوي Secondary Hypertension وهذا النوع يحدث بسبب مرض يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم مثل أمراض الكلى أو الشريان الأورطي أو أمراض بعض الغدد الصماء في الجسم، وبالتالي فإن علاج هذه الأمراض يصاحبه نزول في ضغط دم المريض وهذه الحالات لا تتعدى عن 1% من حالات ارتفاع ضغط الدم.
ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم الأساسي؟
كما ذكرنا سابقاً، السبب الحقيقي غير معروف في ارتفاع الضغط لدى المرضى ولكن هناك عوامل رئيسة تلعب دوراً هاماً في جعل المريض أكثر تعرضاً لهذا المرض عن غيره من الناس ومنها:
o الوراثة
لقد أثبتت الدراسات أنه في حالة وجود إصابة لدى أحد الوالدين بارتفاع ضغط الدم فإن احتمال الإصابة لدى الأبناء لهذا المرض هو 25% أما إذا كان كلا الوالدين مصاباً بهذا المرض فقد تصل نسبة إصابة الأبناء بالمرض هو 90%.
o الإفراط في تناول الأملاح
لقد لوحظ أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح مثل اليابانيون وسكان كوريا الجنوبية يشيع بينهم هذا المرض حيث أنهم يتناولون السمك المملح واللحم المحفوظ بكميات كبيرة والعكس صحيح فإن بعض المناطق في اليابان الذي يميل أهلها إلى تناول القليل من الملح في الطعام فأن نسبة تعرضهم لمرض ضغط الدم أقل.
o زيادة الوزن
لقد لوحظ أيضاً أن احتمال حدوث ضغط الدم عند الشخص البدين هو أكثر منه عند الشخص العادي، كما لوحظ أن تنقيص الوزن لدى مرضى ضغط الدم البدينين يحسن من حالاتهم بدرجات متفاوتة.
o التوتر والكبت والقلق
إن شخصية الفرد تلعب دوراً هاماً في قابلية الشخص بالإصابة بارتفاع ضغط الدم حيث أن استجابة الشخص للتوتر والقلق والكبت من مسببات ارتفاع ضغط الدم حيث أن جسم الإنسان في هذه الحالات تفرز مادة الأدرينالين التي ترفع ضغط الدم.
o العمر والجنس
إن المتقدمين في السن أكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض من الشباب وقد يكون السبب في ذلك هو أن شرايين الشخص كبير السن تكون متصلبة مما يؤدي إلى ارتفاع في الضغط الانقباضي بصفة خاصة ويمكن القول بأن الإصابة لدى النساء أكبر من نسبتها عند الرجال.
o الإدمان على الكحول أو التدخين
من الثابت أن تناول الكحول بكميات كبيرة يسبب ارتفاع ضغط الدم كما أن التدخين يعتبر سبباً رئيسياً لبعض أمراض القلب مثل تصلب الشرايين والجلطة وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب.
o حبوب منع الحمل
إن حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون وكلاهما يسببان ارتفاع في ضغط الدم لذلك ينصح الأطباء النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل بفحص ضغط دمهن كل ستة شهور وخاصةً إذا كن مدخنات.
ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم؟
أغلب مرضى ضغط الدم لا يشعرون بأية أعراض لذلك سمي بالقاتل الصامت أما بعضهم قد يشعرون بصداع أو بدوخة وتعب وتوتر وهذه الأعراض تنشأ أيضاً عن بعض الأمراض الأخرى لذلك لا يمكن معرفة ما إذا كان المريض مصاب بهذا المرض إلا بالفحص وقياس ضغط دم المريض.
ما هي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم؟
إذا لم يتم معالجة ارتفاع ضغط دم المريض فإنه قد يشكو من مضاعفات تعتبر خطيرة ولا يمكن الشفاء منها في بعض الأحيان ومن أهم الأعضاء التي تتأثر أكثر من غيرها في الجسم هي الدماغ والكلى والقلب وذلك نتيجة انخفاض تدفق الدم أو إعاقته تماماً إلى تلك الأعضاء.
1. آثاره على القلب
إن القلب لدى مرضى ضغط الدم لا يتلقى كمية كافية من الدم والأكسوجين مما قد يحدث انسداد في الشريان التاجي وبالتالي يشعر المريض بآلام في الصدر (اهتياج الصدر) وعند بذل أي مجهود قد يحدث للمريض نوبة قلبية، كما أن النقص المزمن في تروية القلب بالدم قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وعادةً ما تكون في عضلة البطين الأيسر مما قد يؤثر على البطينين والشرايين وفي هذه الحالات يتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان إلى الوفاة.
2. آثاره على الدماغ
عندما تقل تروية منطقة الدماغ بالدم بسبب ضيق الشرايين ينتج عن ذلك نوبة. هذه النوبة تكون على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل أو قد ينشأ عنها شلل في الطرفين العلوي والسفلي من أحد الجانبين، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ أو بسبب تكون جلطة في الدماغ مما يؤدي إلى توقف مؤقت أو دائم في وصول الدم إلى الدماغ وتكوُّن انتفاخ حول هذه الخلايا مما يسبب أيضاً في التأثير على وظائف الدماغ وبالتالي دخول المريض في غيبوبة وفي معظم الأحيان حدوث الوفاة.
3. آثاره على الكلى
عندما تقل التروية الدموية للكلى نتيجة ارتفاع ضغط الدم فإن وحدات الكلية تتأثر فتبدأ قابليتها لإزالة الفضلات والسموم تنخفض (القصور الكلوي) وبالتالي فإن المواد السامة تتراكم في الدم.
ويمكن أن نختم الموضوع بالإشارة إلى أن الأشخاص الذين لم يُعالجوا من ارتفاع ضغط الدم لديهم لن يعيشوا فترة أطول من أصحاب الضغط الدموي العادي لذلك وجب التركيز على أهمية السيطرة على ضغط المريض لوقايته من المضاعفات الخطيرة التي قد يحدثها.
ما هو العلاج؟
إن علاج مرض ارتفاع ضغط الدم قد يكون طويل الأمد أو إن صح التعبير أبدياً وذلك لأن العلاج بالعقاقير لا يشفي المرض ولكن يسيطر عليه وبالتالي فإن اتباع إرشادات الطبيب المعالج مهم جداً كما أن إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب بحجة أن ضغط دمه أصبح عادياً يعتبر أمراً خطيراً حيث أنه بمجرد توقف المريض عن تناول الأدوية الخافضة للضغط تعيد المرض مرة أخرى.
ويمكن القول بأن علاج ضغط الدم ينقسم إلى قسمين، العلاج بغير الأدوية Non medical treatment والعلاج بالأدوية Medical treatment.
1. العلاج بغير الأدوية Non medical treatment
يجب على المريض إتباع الإرشادات التالية وذلك لأهميتها:
o تخفيف الوزن إذا كان المريض بديناً.
o التقليل من تناول ملح الطعام ويمكن استبداله بالليمون وأيضاً التقليل من تناول المخللات والأجبان أو الأسماك المالحة.
o التوقف عن شرب الكحول.
o التوقف عن التدخين وخاصةً النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل.
o التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
o تغيير نمط حياته بالبعد بقدر الإمكان عن أسباب التوتر والقلق والضغط النفسي.
2. العلاج بالأدوية Medical treatment
لقد ذكرنا بالسابق بأنه في كثير من الأحيان لا يشعر مريض ضغط الدم بأي شيء ولذلك فإن تقبله لتناول العقاقير الخاصة بضغط الدم يكون قليلاً خاصةً وأن بعض هذه العقاقير لها آثار جانبية كما أن بعضها مرتفعة التكاليف لذلك يمكن القول بأن المرض لا يشعر بالاستفادة من الدواء ولكن يشعر بآثاره الجانبية وتكلفته العالية.
ومن هذا المنطلق وجب على الطبيب المعالج توعية المريض وإقناعه باستخدام هذه الأدوية وذلك لتجنب ما قد يحدث له من مضاعفات خطيرة سبق الحديث عنها. وهناك أنواع عديدة من العقاقير التي تستخدم لتخفيض ضغط الدم نذكر منها الآتي:
o العقاقير المدرة للبول Diuretics
وهذه الأدوية تخفض الضغط عن طريق زيادة التبول ومثالنا على هذه الأنواع مجموعة الثايازايد Thiazide group ومن أهم ميزات هذا الدواء أنه سهل الاستخدام ومعروف منذ فترة طويلة كما أنه قليل التكلفة ومن مشاكله المتوقعة عدم تحمل المريض كثرة التبول كما أن طول استخدامه يُفقد الجسم كمية كبيرة من البوتاسيوم مما يؤدى إلى شعور المريض بالتعب وضعف العضلات وفقدان الشهية، كما أن مدرات البول تزيد من معدلات الدهون الثلاثي Triglycerides في الدم كما تقلل من تحمل السكر.
o مجموعة الصادات الودية (محصرات البيتا ). Beta-Blockers
مثل البروبرانولول Propranolol والميتوبرولول Metoprolol وهذه الأدوية تبطل تأثير الأدرينالين عند مستقبلات الفعل الأدرينالي بيتا الموجود في القلب مما تقلل من سرعة ضرباته وبالتالي انخفاض الضغط، ومن أهم مشاكلها أنها تسبب تقلص في القصبات الهوائية وبالتالي التسبب في ضيق في التنفس وكذلك لها تأثير سلبي على دهنيات الدم كما تقلل من مفعول الأنسولين لدى مرضى السكر لذلك لا ينصح باستخدامها للمرضى الذين يشكون من الربو أو السكر المعتمد على الأنسولين، كما أن المريض قد يشعر ببرودة في اليدين أو القدمين وخاصةً في فصل الشتاء.
o مانعات الكلس (معيقات قنوات الكلس . Calcium Channel Blocker
مثل النيفيدبين Nifedipine. هذه الأدوية تمنع دخول الكالسيوم إلى العضلات الملساء في الشرايين مما تقلل من تقلص تلك الشرايين وبالتالي ينخفض ضغط الدم، كما أنها تقلل من سريان السيالات الكهربائية فتقلل من سرعة ضربات القلب. ومن آثارها الجانبية شعور المريض بالصداع و الامساك وبعض الآلام في منطقة المعدة كما أنها تسبب احمرار في الوجه.
o مانعات أو مثبطات الأنزيم المسؤول عن تحويل مادة الأنجيوتينسين Angiotensin Converting Enzyme Inhibitors
مثل الكابتوبريل Captopril وهذه الأدوية تعمل على منع الأنزيم المسؤول عن تحويل مادة الأنجوتينسن رقم واحد إلى مادة الأنجوتينسين رقم اثنان (المركب النشط) وبالتالي تتوسع شرايين الدم لتستوعب كمية أكبر من الدم، كما أن مادة الألدوستيرون تقل وبالتالي تزيد نسبة خروج الماء ملح الصوديوم عن طريق الكلية فينخفض ضغط الدم ومن ميزات هذه الأدوية أنها أيضاً تستخدم في علاج هبوط القلب Heart Failure كما أنها لها تأثير إيجابي على دهون الدم وتزيد من حساسية الأنسولين لدى مرضى السكر.
o مجموعات أخرى
توجد مجموعات أخرى تستخدم أيضاً في تخفيض ضغط الدم مثل
o الموسعات الوعائية Vasodilators
o الأدوية مركزية الفعل Central acting drugs
o الأدوية الأدرينالية الفعل Adrenergic drugs
o الأدوية المهدئة Sedatives and Tranquilizers
ادعو الله تعالى ان يشافي جميع المصابين بهذا المرض وجميع مرضى المسلمين
مع تحياتي
د.بهاءالدين أحمد إدريس
sacdo.com
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
مواضيع مماثلة
» (عيادة المنتدى).......
» عليكم بالجوافه ياناس الضغط ؟؟
» الصيام وعلاقته بضبط ضغط الدم المرتفع ... منقوووول
» هام جدا..جدا ... VERY HIGH IMPORTANCE ؟؟
» HR = HIGH RISK
» عليكم بالجوافه ياناس الضغط ؟؟
» الصيام وعلاقته بضبط ضغط الدم المرتفع ... منقوووول
» هام جدا..جدا ... VERY HIGH IMPORTANCE ؟؟
» HR = HIGH RISK
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى