من خطير الكلام
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من خطير الكلام
لقد قرأت عام 1975م مقالاً للشاعر الفلسطيني معين بسيسو يذكر فيه أن أنيس منصور ومصطفى أمين عملاء في المخابرات الأمريكية ويومها كان يبدو الكلام لي مجرد مزايدات سياسية ولكن حينما قرأت الموضوع الذي أنقله لكم اليوم تملكتني الدهشة لنظرة الشاعر معين بسيسو !!؟؟
منقووووول
نص اعترافات المخابرات الأمريكية فى قضية مصطفى أمين
جمال عصام الدين
رغم مرور حوالى 40 عامًا على وفاة جمال عبدالناصر فإن الرجل ظل يتعرض لحملات إعلامية وسياسية بمنتهى الشدة والعنفوان وحتى الآن، ولعل آخر هذه الحملات هو الكتاب الغريب الذى حرره الكاتب أنيس منصور تحت عنوان «من أوراق السادات» وعمل فيه على التعريض بـ«عبدالناصر» بأى وسيلة، ورغم أنه كتاب أشبه ما يكون بتجميع لأحاديث المصاطب التى كان يجيدها السادات ويروى فيها الوقائع والأحداث على ما يحلو له ودون أى أساس.
على أن أبشع وأشد الحملات التى حاولت النيل من عبدالناصر هى تلك التى اتصلت بالكاتب الصحفى المعروف «مصطفى أمين» والتى اشتهرت باسم قضية «مصطفى أمين»، وتتلخص هذه القضية فى أنه قد تم القبض بمعرفة المخابرات العامة المصرية على الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى شهر يوليو 1965 (بالتحديد فى 22 يوليو 1965) فى منزله بـ«الإسكندرية» وتم توجيه الاتهام إليه بالعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) والتجسس لصالحها وأنه كان على اتصال بمندوب هذه الوكالة والموجود فى سفارتها فى القاهرة واسمه «بروس أوديل» وشملت المعلومات التى قدمها مصطفى أمين للمخابرات الأمريكية معلومات عن صحة الرئيس جمال عبدالناصر ومدى تغلغل الشيوعيين فى أجهزة الدولة والإعلام، علاوة على معلومات عسكرية عن حرب اليمن التى كانت مصر تخوضها فى ذلك الوقت ومعلومات عن التسليح العسكرى السوفيتى لـ«مصر».. كما اتضح من خلال قضية «مصطفى أمين» أن الكاتب كان يستخدم عددا من محررى جريدة «الأخبار» للحصول على معلومات خاصة به مقابل مكافآت شهرية.. وقد حوكم مصطفى أمين فيما عرف باسم القضية رقم «1» وقضى 9 سنوات فى السجن إلى أن أصدر أنور السادات عفوًا عنه فى 1974.
وبعد وفاة عبدالناصر وانطلاق الحملات الإعلامية والسياسية ضده فى عهد أنور السادات وإطلاق سراح مصطفى أمين فى عام 1974 حاول الكثيرون استغلال هذه القضية لتشويه عبدالناصر وتبرئة مصطفى أمين، وكانت هذه المحاولات فى الغالب من تلاميذ مصطفى أمين نفسه مثل إبراهيم سعدة الصحفى الذى كان يعمل مع المخابرات والذى اقترب من السادات وأصبح رئيسًا لتحرير «أخبار اليوم» فيما بعد، وكذلك الكاتب الصحفى موسى صبرى الذى كان من أكثر الصحفيين المقربين من السادات وعمل على تلطيخ صورة عبدالناصر بأى صورة وتبرئة مصطفى أمين من تهمة التجسس.
ولأن مصطفى أمين نفسه قد أصدر بعد خروجه من السجن سلسلة من الكتب تحت عنوان «سنة أولى سجن» عمل فيها على تبرئة نفسه واتهام عبدالناصر بتعذيبه وقدم قصصًا وألوانًا من التعذيب لو صحت لكان قد توفى فى الحال.. وقد ادعى مصطفى أمين وتلاميذه وحوارييه فى «أخبار اليوم» أنه كان يتقابل مع مندوب المخابرات الأمريكية بعلم عبدالناصر، وأن عبدالناصر عند ربه، وأن عبدالناصر علم فيما بعد أنه بريء وأنه كان ينوى الإفراج عنه لولا ظروف حرب 1967 والتداعيات الناتجة عنها.. وكان يمكن لـ«مصطفى أمين» أن يقوم برفع قضية يطالب فيها بإعادة محاكمته لو كان مظلومًا إلا أنه لم يفعل ذلك وخرج من السجن بعفو من أنور السادات لينضم للحملة ضد عبدالناصر.
كما عمل مصطفى أمين على تشويه صورة صلاح نصر مدير المخابرات العامة الذى أقيل بعد حرب 1967، وقال فى أحاديث لعدد من الصحف اللبنانية إن صلاح نصر كان يعرف أنه بريء وأنه على استعداد أن يذهب للمحكمة والشهادة بذلك.
كما حرض مصطفى أمين عددًا من السيدات على نشر كتب عن عبدالناصر تحاول فيها تشويه صورته وصورة صلاح نصر.
وكان أنور السادات قد أصدر عفوًا عن مصطفى أمين بعد ضغوط أمريكية عليه فى عام 1974، ولم تكد تمر بضعة أعوام على الإفراج عن مصطفى أمين حتى نشب خلاف بينهما.. كان مصطفى أمين قد وصف انضمام نواب حزب مصر العربى الذى كان يرأسه ممدوح سالم رئيس الوزراء فى ذلك الوقت إلى الحزب الوطنى الذى كونه السادات فى 1978 بـ«الهرولة».. وقد دعا هذا السادات إلى وصف مصطفى أمين بالكاتب «المغرض».
وطبعًا كان تلاميذ مصطفى أمين قد أشاعوا أيضًا أن عملية القبض عليه قد تمت لصالح محمد حسنين هيكل وحتى يظل هو الصحفى الأوحد بجوار جمال عبدالناصر.
وكان الأستاذ هيكل قد فاجأ الجميع فى منتصف الثمانينيات ومع استمرار اللغط الخاص بقضية مصطفى أمين بنشر كتاب مسلسل فى جريدة «الشعب» لسان حزب العمل الاشتراكى تحت عنوان «بين الصحافة والسياسة» وكان الكتاب يشتمل على واحدة من وثائق الأستاذ هيكل المدهشة وهى عبارة عن خطاب كتبه مصطفى أمين لـ«جمال عبدالناصر»، ويعترف فيه بصلاته بالمخابرات الأمريكية الـ«سى آى إيه» ويطلب منه العفو.
ورغم نشر هذه الوثيقة الدامغة منذ حوالى 25 عامًا وامتناع الأستاذ مصطفى أمين عن رفع قضية على الأستاذ هيكل فإن الحملات على عبدالناصر استمرت كما هي.
كما قام صلاح نصر مدير المخابرات العامة قبل 1967 بنشر كتاب تحت عنوان «عملاء الخيانة وحديث الإفك» وهو كتاب صدر فى عام 1975 وبعد عام واحد من الإفراج عن مصطفى أمين والكتب التى أصدرها ضد عبدالناصر فى 1974 وتعرض فيه بالتفصيل لعلاقة مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية.. والأكثر من ذلك ذكر صلاح نصر أن جهاز مكافحة التجسس كان يحتفظ بملف لـ«مصطفى أمين» حول علاقته بالمخابرات الأمريكية حتى من قبل ثورة يوليو 1952 وأنه تعرف على مستر «كافوي» سفير أمريكا فى مصر بعد الحرب العالمية الثانية وأن هذا عرف بمستر «ليتلاند» ضابط المخابرات الأمريكى الذى عمل فى السفارة الأمريكية تحت مسمى ملحق سياسي، وأنه اتصل بضباط المخابرات الأمريكية مثل كيرمين روزفلت ومستر لى إيان ومايلز كوبلاند وبيل ميللر وجون سايدر وبروس تايللور وأن جون سايدر الملحق السياسى بالسفارة الأمريكية بـ«القاهرة» عرفه بالمدعو «بروس أوديل» وقدمه له على أنه خبير بشئون الشرق الأوسط، وأنه واحد من أهم موظفى السفارة وصاحب نفوذ على السفير، واتضح أن «أوديل» هذا هو مدير محطة المخابرات الأمريكية فى سفارتها بـ«القاهرة».
كما نفى صلاح نصر فى كتابه «عملاء الخيانة وحديث الإفك» كل ما ذكره عنه مصطفى أمين، خصوصًا ما قاله من أنه كان يعرف أنه بريء.
ولكن رغم كل هذا الذى نشر وأكثر من دلائل على تورط مصطفى أمين فى الاتصال بالمخابرات الأمريكية، فإن الحملات ظلت تتواصل وتصر على أنه مظلوم وتصر أيضًا على تشويه صورة عبدالناصر واتهامه بالظلم والجبروت.
ومؤخرًا جدًا قام الأستاذ هيكل فى سلسلة حلقاته الجديدة التى يقدمها على شاشة قناة الجزيرة بعنوان «الطريق إلى رمضان» والتى تتحدث عن الاستعدادات لحرب أكتوبر بعرض دليل جديد جدًا عن اتصال الأستاذ مصطفى أمين بالأمريكان، وهذه المرة كان الدليل قادمًا من الأمريكان أنفسهم وليس من شخصيات داخل مصر.
والدليل الجديد هو عبارة عن كتاب صدر مؤخرًا فى الولايات المتحدة تحت عنوان «ميراث من الدماء.. تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية».. وهو كتاب ضخم وموسوعى يقدم أول سرد تفصيلى عن تاريخ هذه الوكالة منذ إنشائها عام 1947 وحتى نهاية عصر جورج دبليو بوش.. ومؤلف الكتاب هو «تيم وينر» المراسل الخارجى لأهم الصحف الأمريكية وهى صحيفة «نيويورك تايمز».. وكان «تيم وينر» مراسلاً للصحيفة فى أفغانستان وباكستان وأغلب بلاد الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر، وبعد أن تفرغ لمكتب الجريدة فى العاصمة الأمريكية واشنطن منذ 10 أعوام قام بتغطية أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجيش ووزارة الدفاع الأمريكية.. وقد حصل كتاب «ميراث من الدماء» الذى ألفه «تيم وينر» على جائزة بوليتزر الأمريكية الصحفية الشهيرة لدقة المعلومات الواردة فيه وغزارتها غير المسبوقة.
ويقع كتاب «ميراث من الدماء» فى 702 صفحة، وهو بذلك عبارة عن موسوعة أو مجلد عن عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 1947 والعمليات التى قامت بها فى عهد حوالى 16 رئيسًا تعاقبوا على رئاستها.. وكما هو واضح من عنوان الكتاب فإنه يركز بالذات على سلسلة «الإخفاقات» والفشل الذى منيت به الوكالة وذلك رغم التمويل الهائل الذى تحصل عليه هذه الوكالة من الحكومة الأمريكية، وذلك على مدار حوالى 60 عامًا منذ إنشائها، ويركز بالذات على فشلها فى التنبؤ بسقوط الاتحاد السوفيتى وسقوط شاه إيران ونهاية الحرب الباردة وغزو الكويت على يد صدام حسين وفشلها فى التنبؤ بهجمات «سبتمبر 2001» وفشلها الكامل فيما يخص امتلاك صدام حسين سلاحًا نوويا، علاوة على دورها فيما يسمى الآن بعمليات التعذيب بالوكالة، والتى تم من خلالها نقل المعتقلين المشبوهين لدى أمريكا إلى بلادهم لكى يتعرضوا هناك للتعذيب لتقديم المعلومات.
وفيما يتصل بمنطقتنا يكشف الكتاب لأول مرة النقاب عن عمليات أجرتها وكالة المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط والعالم العربى منها ما يتصل بمحاولات اغتيال متواصلة لـ«جمال عبدالناصر»، علاوة على علاقة الملك حسين بالمخابرات الأمريكية.. إلا أن أهم ما يكشف عنه الكتاب هو صلة الأستاذ مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية، ويعتبر الكتاب فى هذا الصدد هو أول كتاب أمريكى يكشف عن هذه العلاقة رغم مرور وقت طويل عليها، ورغم الكتب الكثيرة التى صدرت فى أمريكا عن الـ«سى آى إيه».
ويأتى ما كشفه الصحفى الأمريكى «تيم وينر» فى كتابه «ميراث من الدماء» فى إطار ما ذكره فى جزء خاص عن سلسلة الإخفاقات التى تعرضت لها المخابرات الأمريكية فى عهد من تولوا رئاستها طوال سنوات الستينيات بدءًا من جون ماكون (1961 ـ 1965) وليم رابورن (1965 ـ 1966) وريتشارد هيلمز (1966 ـ 1973).
وتحت عنوان «الاعتبارات الأولية يجب أن تكون الحساسية السياسية» يتحدث الكاتب «تيم وينر» عن أن ريتشارد هيلمز مدير المخابرات الأمريكية وأكثرها إثارة للجدل فى الفترة من 30 يونيه 1966 وحتى 2 فبراير 1973 قد تولى منصبه تسبقه القليل من الانتصارات والنجاحات للوكالة ووسط حالة وطوفان من الأخطاء والفوضى وكانت أكثر هذه الأخطاء قادمة من محطة المخابرات فى السفارة الأمريكية فى القاهرة.. فى هذه الفترة قام مكتب «مصر» فى الخارجية الأمريكية بـ«واشنطن» بإخبار «ليوك باتل» مساعد وزير الخارجية الأمريكى الجديد لشئون الشرق الأوسط بتسبب قسم العمليات فى المخابرات الأمريكية فى إيجاد مشكلة كبيرة.. كان حاكم مصر فى ذلك الوقت الرئيس جمال عبدالناصر يشتكى بصورة متواصلة ـ وليس للمرة الأولى وبأسباب مقنعة ـ من أن وكالة المخابرات الأمريكية تسعى بكل دأب للإطاحة بنظامه الحاكم.. وقال مكتب «مصر» فى رسالته إلى «ليوك باتل» يبدو أن الـ«سى آى إيه» تأمل فى التعتيم على هذه الحوادث ودفنها تحت الأغطية وهذا ما لا يجب أن يسمح به».
وكان «ليوك باتل» يعرف ما يمكن أن تجره عمليات المخابرات الأمريكية فى القاهرة من متاعب.. لقد كان «باتل» نفسه سفيرًا فى السابق لـ«الولايات المتحدة» فى القاهرة (وقبل أن يصبح مساعدًا لوزير الخارجية) وحدث أن قام ضابط مستهتر يتبع المخابرات بكشف علاقتها مع محرر صحفى بارز لإحدى صحف القاهرة يدعى مصطفى أمين.. كان أمين مقربًا من عبدالناصر وكانت الـ«سى آى إيه» تدفع له الأموال مقابل الحصول على معلومات وعلى نشر تقارير إخبارية مؤيدة للسياسات الأمريكية.. وكان مدير محطة المخابرات فى السفارة فى القاهرة يكذب على السفير بخصوص علاقة الوكالة بـ«مصطفى أمين».
ويقول «باتل» إن أكاذيب مدير المحطة انكشفت واتضح أن مصطفى أمين كان على قائمة من تدفع لهم المخابرات الأمريكية مبالغ مالية، وأن مدير المحطة واسمه «بروس أوديل» كان يتقابل بصفة منتظمة مع مصطفى أمين، وتم التأكيد لى أنه لم يتم تبادل أى أموال معه فى مصر، ولكن حدث أن هناك صورة التقطت لإحدى الصفقات وتم القبض على مصطفى أمين وتصدرت القضية عناوين الصحف حول العالم وبها صورة بارزة لـ«أوديل» الذى كان يعمل تحت غطاء دبلوماسي.. وتمت محاكمة مصطفى أمين وتم تعذيبه بوحشية وظل فى السجن لمدة 9 أعوام.
وقد حاول ريتشارد هيلمز مدير الوكالة الجديد فى 1966 بعد سلسلة من الإخفاقات أهمها انكشاف قضية مصطفى أمين أن يعيد الثقة فى الوكالة، وأن يأتى الرئيس ليندون جونسون لزيارة مقر الوكالة فى «لانجلي» فى فرجينيا وإلقاء خطاب أثناء احتفالات الوكالة بعيدها العشرين فى سبتمبر 1967.
إلى هنا وانتهى الجزء الخاص بما كتبه الصحفى الأمريكى «تيم وينر» عن قضية مصطفى أمين فى أحدث وأهم كتاب عن المخابرات الأمريكية وهى رواية يضمها لأول مرة كتاب أمريكى عن أنشطة هذه المخابرات أو الـ«سى آى إيه».. وهى رواية تكشف لأول مرة عن أن الأستاذ مصطفى أمين كان يتلقى بصفة مستمرة أموالاً من المخابرات الأمريكية مقابل معلومات كان يقدمها لها، وأن وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب «مصر» فيها علاوة على مساعد وزير الخارجية ليوك باتل والذى كان سفيرًا لـ«أمريكا» فى مصر اكتشفا هذه العلاقة والتى كانت بين مصطفى أمين وضابط المخابرات المستهتر «بروس أوديل» وتسببت فى إحراج شديد لـ«الولايات المتحدة» وأصبحت حديث العالم، وأكدت صحة ما كان يردده الرئيس عبدالناصر من أن المخابرات الأمريكية كانت تسعى بكل دأب على الإطاحة بنظام حكمه.. كما يورد الصحفى الأمريكى هذه الحكاية للتدليل على الفشل الذى منيت به الـ«سى آى إيه» فى أماكن كثيرة حول العالم، وكيف أن انكشاف أمر العلاقة بين مصطفى أمين والمخابرات الأمريكية قد دفعت بالرئيس الأمريكى ليندون جونسون إلى اختيار مدير جديد لـ«سى آى إيه» هو «ريتشارد هيلمز» وهو كما قلنا أكثر من تولوا رئاسة «سى آى إيه» إثارة للجدل حيث تولى فى فترة حساسة جدًا من تاريخ الوكالة، وهى الفترة من يونيه 1966 وحتى فبراير 1973 وهى الفترة التى شهدت حرب 1967 ووفاة عبدالناصر وتولى أنور السادات وذروة الحرب الباردة بين الأمريكان والسوفيت.
ويتعرض الكتاب لتواصل محاولات الوكالة الأمريكية لاغتيال عبدالناصر وعلاقتها القوية بالملك حسين ملك الأردن، علاوة على نظرتها لجماعة الإخوان المسلمين وهى قضايا كلها مثيرة ويكشف الكتاب لأول مرة جوانب عنها، ولكن لذلك قصة أخري.
__________________
منقووووول
نص اعترافات المخابرات الأمريكية فى قضية مصطفى أمين
جمال عصام الدين
رغم مرور حوالى 40 عامًا على وفاة جمال عبدالناصر فإن الرجل ظل يتعرض لحملات إعلامية وسياسية بمنتهى الشدة والعنفوان وحتى الآن، ولعل آخر هذه الحملات هو الكتاب الغريب الذى حرره الكاتب أنيس منصور تحت عنوان «من أوراق السادات» وعمل فيه على التعريض بـ«عبدالناصر» بأى وسيلة، ورغم أنه كتاب أشبه ما يكون بتجميع لأحاديث المصاطب التى كان يجيدها السادات ويروى فيها الوقائع والأحداث على ما يحلو له ودون أى أساس.
على أن أبشع وأشد الحملات التى حاولت النيل من عبدالناصر هى تلك التى اتصلت بالكاتب الصحفى المعروف «مصطفى أمين» والتى اشتهرت باسم قضية «مصطفى أمين»، وتتلخص هذه القضية فى أنه قد تم القبض بمعرفة المخابرات العامة المصرية على الكاتب الصحفى مصطفى أمين فى شهر يوليو 1965 (بالتحديد فى 22 يوليو 1965) فى منزله بـ«الإسكندرية» وتم توجيه الاتهام إليه بالعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) والتجسس لصالحها وأنه كان على اتصال بمندوب هذه الوكالة والموجود فى سفارتها فى القاهرة واسمه «بروس أوديل» وشملت المعلومات التى قدمها مصطفى أمين للمخابرات الأمريكية معلومات عن صحة الرئيس جمال عبدالناصر ومدى تغلغل الشيوعيين فى أجهزة الدولة والإعلام، علاوة على معلومات عسكرية عن حرب اليمن التى كانت مصر تخوضها فى ذلك الوقت ومعلومات عن التسليح العسكرى السوفيتى لـ«مصر».. كما اتضح من خلال قضية «مصطفى أمين» أن الكاتب كان يستخدم عددا من محررى جريدة «الأخبار» للحصول على معلومات خاصة به مقابل مكافآت شهرية.. وقد حوكم مصطفى أمين فيما عرف باسم القضية رقم «1» وقضى 9 سنوات فى السجن إلى أن أصدر أنور السادات عفوًا عنه فى 1974.
وبعد وفاة عبدالناصر وانطلاق الحملات الإعلامية والسياسية ضده فى عهد أنور السادات وإطلاق سراح مصطفى أمين فى عام 1974 حاول الكثيرون استغلال هذه القضية لتشويه عبدالناصر وتبرئة مصطفى أمين، وكانت هذه المحاولات فى الغالب من تلاميذ مصطفى أمين نفسه مثل إبراهيم سعدة الصحفى الذى كان يعمل مع المخابرات والذى اقترب من السادات وأصبح رئيسًا لتحرير «أخبار اليوم» فيما بعد، وكذلك الكاتب الصحفى موسى صبرى الذى كان من أكثر الصحفيين المقربين من السادات وعمل على تلطيخ صورة عبدالناصر بأى صورة وتبرئة مصطفى أمين من تهمة التجسس.
ولأن مصطفى أمين نفسه قد أصدر بعد خروجه من السجن سلسلة من الكتب تحت عنوان «سنة أولى سجن» عمل فيها على تبرئة نفسه واتهام عبدالناصر بتعذيبه وقدم قصصًا وألوانًا من التعذيب لو صحت لكان قد توفى فى الحال.. وقد ادعى مصطفى أمين وتلاميذه وحوارييه فى «أخبار اليوم» أنه كان يتقابل مع مندوب المخابرات الأمريكية بعلم عبدالناصر، وأن عبدالناصر عند ربه، وأن عبدالناصر علم فيما بعد أنه بريء وأنه كان ينوى الإفراج عنه لولا ظروف حرب 1967 والتداعيات الناتجة عنها.. وكان يمكن لـ«مصطفى أمين» أن يقوم برفع قضية يطالب فيها بإعادة محاكمته لو كان مظلومًا إلا أنه لم يفعل ذلك وخرج من السجن بعفو من أنور السادات لينضم للحملة ضد عبدالناصر.
كما عمل مصطفى أمين على تشويه صورة صلاح نصر مدير المخابرات العامة الذى أقيل بعد حرب 1967، وقال فى أحاديث لعدد من الصحف اللبنانية إن صلاح نصر كان يعرف أنه بريء وأنه على استعداد أن يذهب للمحكمة والشهادة بذلك.
كما حرض مصطفى أمين عددًا من السيدات على نشر كتب عن عبدالناصر تحاول فيها تشويه صورته وصورة صلاح نصر.
وكان أنور السادات قد أصدر عفوًا عن مصطفى أمين بعد ضغوط أمريكية عليه فى عام 1974، ولم تكد تمر بضعة أعوام على الإفراج عن مصطفى أمين حتى نشب خلاف بينهما.. كان مصطفى أمين قد وصف انضمام نواب حزب مصر العربى الذى كان يرأسه ممدوح سالم رئيس الوزراء فى ذلك الوقت إلى الحزب الوطنى الذى كونه السادات فى 1978 بـ«الهرولة».. وقد دعا هذا السادات إلى وصف مصطفى أمين بالكاتب «المغرض».
وطبعًا كان تلاميذ مصطفى أمين قد أشاعوا أيضًا أن عملية القبض عليه قد تمت لصالح محمد حسنين هيكل وحتى يظل هو الصحفى الأوحد بجوار جمال عبدالناصر.
وكان الأستاذ هيكل قد فاجأ الجميع فى منتصف الثمانينيات ومع استمرار اللغط الخاص بقضية مصطفى أمين بنشر كتاب مسلسل فى جريدة «الشعب» لسان حزب العمل الاشتراكى تحت عنوان «بين الصحافة والسياسة» وكان الكتاب يشتمل على واحدة من وثائق الأستاذ هيكل المدهشة وهى عبارة عن خطاب كتبه مصطفى أمين لـ«جمال عبدالناصر»، ويعترف فيه بصلاته بالمخابرات الأمريكية الـ«سى آى إيه» ويطلب منه العفو.
ورغم نشر هذه الوثيقة الدامغة منذ حوالى 25 عامًا وامتناع الأستاذ مصطفى أمين عن رفع قضية على الأستاذ هيكل فإن الحملات على عبدالناصر استمرت كما هي.
كما قام صلاح نصر مدير المخابرات العامة قبل 1967 بنشر كتاب تحت عنوان «عملاء الخيانة وحديث الإفك» وهو كتاب صدر فى عام 1975 وبعد عام واحد من الإفراج عن مصطفى أمين والكتب التى أصدرها ضد عبدالناصر فى 1974 وتعرض فيه بالتفصيل لعلاقة مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية.. والأكثر من ذلك ذكر صلاح نصر أن جهاز مكافحة التجسس كان يحتفظ بملف لـ«مصطفى أمين» حول علاقته بالمخابرات الأمريكية حتى من قبل ثورة يوليو 1952 وأنه تعرف على مستر «كافوي» سفير أمريكا فى مصر بعد الحرب العالمية الثانية وأن هذا عرف بمستر «ليتلاند» ضابط المخابرات الأمريكى الذى عمل فى السفارة الأمريكية تحت مسمى ملحق سياسي، وأنه اتصل بضباط المخابرات الأمريكية مثل كيرمين روزفلت ومستر لى إيان ومايلز كوبلاند وبيل ميللر وجون سايدر وبروس تايللور وأن جون سايدر الملحق السياسى بالسفارة الأمريكية بـ«القاهرة» عرفه بالمدعو «بروس أوديل» وقدمه له على أنه خبير بشئون الشرق الأوسط، وأنه واحد من أهم موظفى السفارة وصاحب نفوذ على السفير، واتضح أن «أوديل» هذا هو مدير محطة المخابرات الأمريكية فى سفارتها بـ«القاهرة».
كما نفى صلاح نصر فى كتابه «عملاء الخيانة وحديث الإفك» كل ما ذكره عنه مصطفى أمين، خصوصًا ما قاله من أنه كان يعرف أنه بريء.
ولكن رغم كل هذا الذى نشر وأكثر من دلائل على تورط مصطفى أمين فى الاتصال بالمخابرات الأمريكية، فإن الحملات ظلت تتواصل وتصر على أنه مظلوم وتصر أيضًا على تشويه صورة عبدالناصر واتهامه بالظلم والجبروت.
ومؤخرًا جدًا قام الأستاذ هيكل فى سلسلة حلقاته الجديدة التى يقدمها على شاشة قناة الجزيرة بعنوان «الطريق إلى رمضان» والتى تتحدث عن الاستعدادات لحرب أكتوبر بعرض دليل جديد جدًا عن اتصال الأستاذ مصطفى أمين بالأمريكان، وهذه المرة كان الدليل قادمًا من الأمريكان أنفسهم وليس من شخصيات داخل مصر.
والدليل الجديد هو عبارة عن كتاب صدر مؤخرًا فى الولايات المتحدة تحت عنوان «ميراث من الدماء.. تاريخ وكالة المخابرات المركزية الأمريكية».. وهو كتاب ضخم وموسوعى يقدم أول سرد تفصيلى عن تاريخ هذه الوكالة منذ إنشائها عام 1947 وحتى نهاية عصر جورج دبليو بوش.. ومؤلف الكتاب هو «تيم وينر» المراسل الخارجى لأهم الصحف الأمريكية وهى صحيفة «نيويورك تايمز».. وكان «تيم وينر» مراسلاً للصحيفة فى أفغانستان وباكستان وأغلب بلاد الشرق الأوسط وعلى رأسها مصر، وبعد أن تفرغ لمكتب الجريدة فى العاصمة الأمريكية واشنطن منذ 10 أعوام قام بتغطية أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجيش ووزارة الدفاع الأمريكية.. وقد حصل كتاب «ميراث من الدماء» الذى ألفه «تيم وينر» على جائزة بوليتزر الأمريكية الصحفية الشهيرة لدقة المعلومات الواردة فيه وغزارتها غير المسبوقة.
ويقع كتاب «ميراث من الدماء» فى 702 صفحة، وهو بذلك عبارة عن موسوعة أو مجلد عن عمليات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 1947 والعمليات التى قامت بها فى عهد حوالى 16 رئيسًا تعاقبوا على رئاستها.. وكما هو واضح من عنوان الكتاب فإنه يركز بالذات على سلسلة «الإخفاقات» والفشل الذى منيت به الوكالة وذلك رغم التمويل الهائل الذى تحصل عليه هذه الوكالة من الحكومة الأمريكية، وذلك على مدار حوالى 60 عامًا منذ إنشائها، ويركز بالذات على فشلها فى التنبؤ بسقوط الاتحاد السوفيتى وسقوط شاه إيران ونهاية الحرب الباردة وغزو الكويت على يد صدام حسين وفشلها فى التنبؤ بهجمات «سبتمبر 2001» وفشلها الكامل فيما يخص امتلاك صدام حسين سلاحًا نوويا، علاوة على دورها فيما يسمى الآن بعمليات التعذيب بالوكالة، والتى تم من خلالها نقل المعتقلين المشبوهين لدى أمريكا إلى بلادهم لكى يتعرضوا هناك للتعذيب لتقديم المعلومات.
وفيما يتصل بمنطقتنا يكشف الكتاب لأول مرة النقاب عن عمليات أجرتها وكالة المخابرات الأمريكية فى الشرق الأوسط والعالم العربى منها ما يتصل بمحاولات اغتيال متواصلة لـ«جمال عبدالناصر»، علاوة على علاقة الملك حسين بالمخابرات الأمريكية.. إلا أن أهم ما يكشف عنه الكتاب هو صلة الأستاذ مصطفى أمين بالمخابرات الأمريكية، ويعتبر الكتاب فى هذا الصدد هو أول كتاب أمريكى يكشف عن هذه العلاقة رغم مرور وقت طويل عليها، ورغم الكتب الكثيرة التى صدرت فى أمريكا عن الـ«سى آى إيه».
ويأتى ما كشفه الصحفى الأمريكى «تيم وينر» فى كتابه «ميراث من الدماء» فى إطار ما ذكره فى جزء خاص عن سلسلة الإخفاقات التى تعرضت لها المخابرات الأمريكية فى عهد من تولوا رئاستها طوال سنوات الستينيات بدءًا من جون ماكون (1961 ـ 1965) وليم رابورن (1965 ـ 1966) وريتشارد هيلمز (1966 ـ 1973).
وتحت عنوان «الاعتبارات الأولية يجب أن تكون الحساسية السياسية» يتحدث الكاتب «تيم وينر» عن أن ريتشارد هيلمز مدير المخابرات الأمريكية وأكثرها إثارة للجدل فى الفترة من 30 يونيه 1966 وحتى 2 فبراير 1973 قد تولى منصبه تسبقه القليل من الانتصارات والنجاحات للوكالة ووسط حالة وطوفان من الأخطاء والفوضى وكانت أكثر هذه الأخطاء قادمة من محطة المخابرات فى السفارة الأمريكية فى القاهرة.. فى هذه الفترة قام مكتب «مصر» فى الخارجية الأمريكية بـ«واشنطن» بإخبار «ليوك باتل» مساعد وزير الخارجية الأمريكى الجديد لشئون الشرق الأوسط بتسبب قسم العمليات فى المخابرات الأمريكية فى إيجاد مشكلة كبيرة.. كان حاكم مصر فى ذلك الوقت الرئيس جمال عبدالناصر يشتكى بصورة متواصلة ـ وليس للمرة الأولى وبأسباب مقنعة ـ من أن وكالة المخابرات الأمريكية تسعى بكل دأب للإطاحة بنظامه الحاكم.. وقال مكتب «مصر» فى رسالته إلى «ليوك باتل» يبدو أن الـ«سى آى إيه» تأمل فى التعتيم على هذه الحوادث ودفنها تحت الأغطية وهذا ما لا يجب أن يسمح به».
وكان «ليوك باتل» يعرف ما يمكن أن تجره عمليات المخابرات الأمريكية فى القاهرة من متاعب.. لقد كان «باتل» نفسه سفيرًا فى السابق لـ«الولايات المتحدة» فى القاهرة (وقبل أن يصبح مساعدًا لوزير الخارجية) وحدث أن قام ضابط مستهتر يتبع المخابرات بكشف علاقتها مع محرر صحفى بارز لإحدى صحف القاهرة يدعى مصطفى أمين.. كان أمين مقربًا من عبدالناصر وكانت الـ«سى آى إيه» تدفع له الأموال مقابل الحصول على معلومات وعلى نشر تقارير إخبارية مؤيدة للسياسات الأمريكية.. وكان مدير محطة المخابرات فى السفارة فى القاهرة يكذب على السفير بخصوص علاقة الوكالة بـ«مصطفى أمين».
ويقول «باتل» إن أكاذيب مدير المحطة انكشفت واتضح أن مصطفى أمين كان على قائمة من تدفع لهم المخابرات الأمريكية مبالغ مالية، وأن مدير المحطة واسمه «بروس أوديل» كان يتقابل بصفة منتظمة مع مصطفى أمين، وتم التأكيد لى أنه لم يتم تبادل أى أموال معه فى مصر، ولكن حدث أن هناك صورة التقطت لإحدى الصفقات وتم القبض على مصطفى أمين وتصدرت القضية عناوين الصحف حول العالم وبها صورة بارزة لـ«أوديل» الذى كان يعمل تحت غطاء دبلوماسي.. وتمت محاكمة مصطفى أمين وتم تعذيبه بوحشية وظل فى السجن لمدة 9 أعوام.
وقد حاول ريتشارد هيلمز مدير الوكالة الجديد فى 1966 بعد سلسلة من الإخفاقات أهمها انكشاف قضية مصطفى أمين أن يعيد الثقة فى الوكالة، وأن يأتى الرئيس ليندون جونسون لزيارة مقر الوكالة فى «لانجلي» فى فرجينيا وإلقاء خطاب أثناء احتفالات الوكالة بعيدها العشرين فى سبتمبر 1967.
إلى هنا وانتهى الجزء الخاص بما كتبه الصحفى الأمريكى «تيم وينر» عن قضية مصطفى أمين فى أحدث وأهم كتاب عن المخابرات الأمريكية وهى رواية يضمها لأول مرة كتاب أمريكى عن أنشطة هذه المخابرات أو الـ«سى آى إيه».. وهى رواية تكشف لأول مرة عن أن الأستاذ مصطفى أمين كان يتلقى بصفة مستمرة أموالاً من المخابرات الأمريكية مقابل معلومات كان يقدمها لها، وأن وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب «مصر» فيها علاوة على مساعد وزير الخارجية ليوك باتل والذى كان سفيرًا لـ«أمريكا» فى مصر اكتشفا هذه العلاقة والتى كانت بين مصطفى أمين وضابط المخابرات المستهتر «بروس أوديل» وتسببت فى إحراج شديد لـ«الولايات المتحدة» وأصبحت حديث العالم، وأكدت صحة ما كان يردده الرئيس عبدالناصر من أن المخابرات الأمريكية كانت تسعى بكل دأب على الإطاحة بنظام حكمه.. كما يورد الصحفى الأمريكى هذه الحكاية للتدليل على الفشل الذى منيت به الـ«سى آى إيه» فى أماكن كثيرة حول العالم، وكيف أن انكشاف أمر العلاقة بين مصطفى أمين والمخابرات الأمريكية قد دفعت بالرئيس الأمريكى ليندون جونسون إلى اختيار مدير جديد لـ«سى آى إيه» هو «ريتشارد هيلمز» وهو كما قلنا أكثر من تولوا رئاسة «سى آى إيه» إثارة للجدل حيث تولى فى فترة حساسة جدًا من تاريخ الوكالة، وهى الفترة من يونيه 1966 وحتى فبراير 1973 وهى الفترة التى شهدت حرب 1967 ووفاة عبدالناصر وتولى أنور السادات وذروة الحرب الباردة بين الأمريكان والسوفيت.
ويتعرض الكتاب لتواصل محاولات الوكالة الأمريكية لاغتيال عبدالناصر وعلاقتها القوية بالملك حسين ملك الأردن، علاوة على نظرتها لجماعة الإخوان المسلمين وهى قضايا كلها مثيرة ويكشف الكتاب لأول مرة جوانب عنها، ولكن لذلك قصة أخري.
__________________
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: من خطير الكلام
شئ عجيب ... كنت أتمنى التداخل بصورة أسع ولمني والله مشغول وسأعود لهذا البوست لاحقا.
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: من خطير الكلام
أبوالزهور ....مشكور .. من خلال قراءاتي التواضعة فإن أغلب المشاهير يتهمون بهــذا الإتهام ,,, حتى عندنا في السودان ولحد الآن نجد الكثير من المؤشرات يحاول الغرب أن يدلنا على فلان أو علان فالمعلومات عنه إلتحق عام 1935 بكلية الحقوق، ثم سافر بعد ذلك للولايات المتحدة حيث إلتحق بجامعة جورج تاون وحصل في عام 1938 على الماجستير مع مرتبة الشرف في العلوم السياسية والاقتصاد والصحافة والتي عمل خلالها كمحرر متجول بجريدة المصري.
بدأت علاقته مع الصحافة هو وشقيقه علي عندما أصدرا سوياً صحيفة تطبع بالبالوظة ثم مجلة التلميذ ومجلة الأقلام وعطلتهما الحكومة، ثم إشترك في تحرير مجلة الرغائب 1929، ولكنها توقفت عام 1930 فإشترك في تحرير مجلة روز اليوسف في نفس العام ثم انفصل عن روز عام 1934 وإشترك في إصدار آخر ساعة مع محمد التابعي وشارك في إصدار عدد من الصحف.
وتولى رئاسة آخر ساعة في عام 1938. وفي أغسطس حكم عليه بالسجن مع الشغل لمدة 6 شهور مع إيقاف التنفيذ لمدة 5 سنوات وتعطيل مجلة آخر ساعة لمدة 3 شهور بتهمة العيب في ذات ولى العهد الأمير محمد علي، وعين رئيساً لقسم الأخبار بالأهرام وعمل في نفس الوقت محرراً دبلوماسياً بالجريدة ثم تولى مجلة الاثنين التي أصبحت أوسع المجلات إنتشاراً وذلك في عام 1941.
وكانت البداية الحقيقية له هو تأسيسه وشقيقه جريدة أخبار اليوم في عام 1941 التي خلقت لها مدرسة صحفية متميزة ثم إشترى مجلة آخر ساعة عام 1946. وفي عام 1952 أصدر مع علي جريدة الأخبار اليومية، وفي عام 1960 صدر قانون تنظيم الصحافة وتم تأميم أخبار اليوم وإبتعدعنها لأول مرة منذ إنشائها وعاد إليها عام 1963 رئيسا لمجلس إدارتها ثم مشرفا عاما لتحريرها.
وقد ألقى القبض عليه عدة مرات وكان أكثرها في عام 1951، حيث ألقي القبض عليه 26 مرة خلالها. وفي 21 يوليو 1965 ألقي القبض عليه بتهمة التخابر مع المخابرا ت الأمريكية وصدر الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في 21 أغسطس 1966. وفي عام 1974 أصدر الرئيس أنور السادات قراراً جمهورياً بالعفو عنه وتم تعينه في نفس العام رئيساً لتحرير أخبار اليوم.
وفى عام 1976 أصبح كاتباً متفرغاً لعموده اليومي (فكرة) بالأخبار وأخبار اليوم، كما أصبح مشرفاً على عدد ضخم من المشروعات الإنسانية التي أنشاها هو وتوأمه وهي (ليلة القدر) و(لست وحدك) (دار للأيتام) ب6 أكتوبر.
الشاهد في كلامي إنه رجل مبدع لوطنة ,, فهل يتهم كل مبدع ؟؟ أو ينتمي كل مبدع للعملية الإستخباراتية... وماهو حجم المعلوماتية التي يقدمها ؟؟؟؟تساؤلات......كثيييييييرةبدأت علاقته مع الصحافة هو وشقيقه علي عندما أصدرا سوياً صحيفة تطبع بالبالوظة ثم مجلة التلميذ ومجلة الأقلام وعطلتهما الحكومة، ثم إشترك في تحرير مجلة الرغائب 1929، ولكنها توقفت عام 1930 فإشترك في تحرير مجلة روز اليوسف في نفس العام ثم انفصل عن روز عام 1934 وإشترك في إصدار آخر ساعة مع محمد التابعي وشارك في إصدار عدد من الصحف.
وتولى رئاسة آخر ساعة في عام 1938. وفي أغسطس حكم عليه بالسجن مع الشغل لمدة 6 شهور مع إيقاف التنفيذ لمدة 5 سنوات وتعطيل مجلة آخر ساعة لمدة 3 شهور بتهمة العيب في ذات ولى العهد الأمير محمد علي، وعين رئيساً لقسم الأخبار بالأهرام وعمل في نفس الوقت محرراً دبلوماسياً بالجريدة ثم تولى مجلة الاثنين التي أصبحت أوسع المجلات إنتشاراً وذلك في عام 1941.
وكانت البداية الحقيقية له هو تأسيسه وشقيقه جريدة أخبار اليوم في عام 1941 التي خلقت لها مدرسة صحفية متميزة ثم إشترى مجلة آخر ساعة عام 1946. وفي عام 1952 أصدر مع علي جريدة الأخبار اليومية، وفي عام 1960 صدر قانون تنظيم الصحافة وتم تأميم أخبار اليوم وإبتعدعنها لأول مرة منذ إنشائها وعاد إليها عام 1963 رئيسا لمجلس إدارتها ثم مشرفا عاما لتحريرها.
وقد ألقى القبض عليه عدة مرات وكان أكثرها في عام 1951، حيث ألقي القبض عليه 26 مرة خلالها. وفي 21 يوليو 1965 ألقي القبض عليه بتهمة التخابر مع المخابرا ت الأمريكية وصدر الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في 21 أغسطس 1966. وفي عام 1974 أصدر الرئيس أنور السادات قراراً جمهورياً بالعفو عنه وتم تعينه في نفس العام رئيساً لتحرير أخبار اليوم.
وفى عام 1976 أصبح كاتباً متفرغاً لعموده اليومي (فكرة) بالأخبار وأخبار اليوم، كما أصبح مشرفاً على عدد ضخم من المشروعات الإنسانية التي أنشاها هو وتوأمه وهي (ليلة القدر) و(لست وحدك) (دار للأيتام) ب6 أكتوبر.
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: من خطير الكلام
موضوع دثم
ده لو مصطفي امين كدة
عمر سليمان عراب الCIA وما يمكر به تجاه المنطقه خاصه فلسطين والسودان
نقول الله خير الماكرين
ده لو مصطفي امين كدة
عمر سليمان عراب الCIA وما يمكر به تجاه المنطقه خاصه فلسطين والسودان
نقول الله خير الماكرين
moneertom- نشط مميز
رد: من خطير الكلام
يا إبني الفاتح ديل من بدري متهمون بالعمالة مصطفى وأنيس منصور وسناء حسن الصحفية الشهيرة
وهذه المعلومات يمكن أنت امتلاكها لأنها مرت عليها خمسون سنة ستصيبك الدهشة إذا علمت أن رئيس دولة عربية راحل كان عميلاً للمخابرات الأمريكية سي آي أيه منذ عام 1957 براتب قدره مليون دولار أوقفها جيمي كارتر رئيس أمريكافي آخر السبعينات ولقد صدر كتاب عن هذا العميل الذي اسمه الحركي مستر نو بيف وأوردت عنه محطة ال أم بي سي إخباره لإسرائيل بموعد بدء حرب اكتوبر 1973 ولكن إسرائيل لم تصدقه وتصدق إنه لم يتبه جنازته سوى الصهاينة والأمريكان ومن شايعهم..لقد قالت قولدا مائير رئيسة الوزراء الاسرائيلية بعد حرب 1967 ( ستندهش الشعوب العربية حينما تدرك أن نصف رؤسائهم هم عملاء لاسرائيل ويمكن من حدسك السياسي أن تخمن بعضهم ممن يحكموننا اليوم وخاصة ناس الضفة الغربية من أمثال محمود عباس ميرزا ومحمد دحلان الذين ساهموا في اغتيال شيخ ياسين ودكتور الرنتيسي وعماد مغنية ويحي عياش وفتحي الشقاقي وآخرهم المبحوح!!!
وهذه المعلومات يمكن أنت امتلاكها لأنها مرت عليها خمسون سنة ستصيبك الدهشة إذا علمت أن رئيس دولة عربية راحل كان عميلاً للمخابرات الأمريكية سي آي أيه منذ عام 1957 براتب قدره مليون دولار أوقفها جيمي كارتر رئيس أمريكافي آخر السبعينات ولقد صدر كتاب عن هذا العميل الذي اسمه الحركي مستر نو بيف وأوردت عنه محطة ال أم بي سي إخباره لإسرائيل بموعد بدء حرب اكتوبر 1973 ولكن إسرائيل لم تصدقه وتصدق إنه لم يتبه جنازته سوى الصهاينة والأمريكان ومن شايعهم..لقد قالت قولدا مائير رئيسة الوزراء الاسرائيلية بعد حرب 1967 ( ستندهش الشعوب العربية حينما تدرك أن نصف رؤسائهم هم عملاء لاسرائيل ويمكن من حدسك السياسي أن تخمن بعضهم ممن يحكموننا اليوم وخاصة ناس الضفة الغربية من أمثال محمود عباس ميرزا ومحمد دحلان الذين ساهموا في اغتيال شيخ ياسين ودكتور الرنتيسي وعماد مغنية ويحي عياش وفتحي الشقاقي وآخرهم المبحوح!!!
خدورة أم بشق- مشرف منتدى الشعر
رد: من خطير الكلام
استاذي الفضل نورتنا والله ماكنت اعلم أن حجم المعلومات التي تقدم بهذه الضخامة و التواطؤ مع الغرب يصل لحد الإيذاء ,,, وبالمناسبة بدأ إهتمامي قبل عامين فقط بدرسة وثائقية جزء منها يتعلق بالتاريخ وكتابته في السودان ,,,, و الآخر بالوثائق الأمريكية لمسيرة الدولة السودانية فوجدت أن المسيرة مشوشة بكمية من أشياء ,,, و أول وثيقة قرأتها
:-----------------------------------------------------------حامد صالح المك:
التاريخ: 17-9-1956
من: السفير، الخرطوم
الى : وزير الخارجية
صورة الى: السفير، القاهرة
الموضوع: حامد صالح المك
"امس، قال لنا الشيخ محمد احمد ابو سن، وزير الشئون الاجتماعية، انه يحمل رسالة الينا من السيد علي الميرغني، زعيم طائفة الختمية، عن شخص يسمى حامد صالح المك.
وقال ابو سن ان المك قائمقام سابق في القوات السودانية المسلحة، وضابط سابق في القوات المصرية المسلحة (منح الرتبة مدى الحياة)، وكان حارب مع الجيش الفلسطيني (خلال حرب سنة 1948).وقال ابو سن ان المك، في الوقت الحاضر، يعيش في القاهرة، ويسمى نفسه "خليفة الخلفاء"، بالنيابة عن السيد على الميرغني. وانه ينظم جيشا من سبعة آلاف سوداني ليساعد مصر في المشكلة الحالية بسبب قناة السويس ...
(تعليق: يوم 26-7-1956، امم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس. ويوم 29-10- احتلت قوات بريطانية وفرنسية واسرائيلية قناة السويس. وبعد اربعة شهور انسحبت القوات المحتلة).
وقال ابو سن ان الميرغني يريد ان ينقل لنا انه برئ، وان الختمية ابرياء، من المك، ومما يفعل ومما يقول. وان المك ليس "خليفة الخلفاء"، وليس له جيش، وان كل تصريحاته كاذبة ...
وقال ابو سن ان الميرغني يريد ان تكون هذه الرسالة لنا سرية. ولا يريد ان يعلنها للشعب السودان، الا اذا انتشرت اخبار وتصريحات المك وسط السودانيين. وان الميرغني يعتقد ان المصريين وراء كل هذا الموضوع. وان المك، لانه انتهازي كما يثبت ماضيه، اتفق معهم ...
وفي الختام، قال ابو سن انه نقل رسالة مماثلة من الميرغني الى السفير البريطاني في الخرطوم ...
راينا:
اولا: فوجئنا بهذه التصريحات من وزير كبير في حكومة عبد الله خليل، على لسان الميرغني، زعيم طائفة الختمية الكبيرة.
ثانيا: فوجئنا، بسبب شكوك المصريين في عبد الله خليل، بسبب الخلاف التاريخي بين المصريين وحزب الامة، بان الميرغني، وهو حليف المصريين التاريخي، لا يريد ان يؤيد المصريين في هذا الوقت الصعب الذي يمرون به.
ثانيا: لاحظنا ان الوزير ابو سن، وهو الختمي الكبير، كان مترددا ومحرجا وهو ينقل لنا شكوى الميرغني من ختمي يعتبر من قادة الطائفة، رغم انه يعيش في القاهرة. كما انها لم تكن شكوى. كانت هجوما عنيفا فيه اتهامات كبيرة بالكذب والانتهازية ضد الرجل.
ثالثا: لاحظنا ان الوزير ابو سن كان، ايضا، مترددا ومحرجا وهو ينقل لنا نقدا للمصريين من الميرغني الذي ظل، تاريخيا، يعتمد على مصر.
رابعا: علمنا ان قلق الميرغني بدا بعد ان نشرت صحيفة "الاهرام" المصرية تصريحات على لسان المك, لهذا، نرسل نسخة من هذه الرسالة الى السفارة الاميركية في القاهرة، ونتوقع ان يرسلوا لكم، ولنا، معلومات اكثر عن هذا الموضوع ... "
==========================================================
منقول من وثائق امريكية عن عبد الله خليل (3): المصريون .. واشنطن: محمد علي صالح التاريخ: 17-9-1956
من: السفير، الخرطوم
الى : وزير الخارجية
صورة الى: السفير، القاهرة
الموضوع: حامد صالح المك
"امس، قال لنا الشيخ محمد احمد ابو سن، وزير الشئون الاجتماعية، انه يحمل رسالة الينا من السيد علي الميرغني، زعيم طائفة الختمية، عن شخص يسمى حامد صالح المك.
وقال ابو سن ان المك قائمقام سابق في القوات السودانية المسلحة، وضابط سابق في القوات المصرية المسلحة (منح الرتبة مدى الحياة)، وكان حارب مع الجيش الفلسطيني (خلال حرب سنة 1948).وقال ابو سن ان المك، في الوقت الحاضر، يعيش في القاهرة، ويسمى نفسه "خليفة الخلفاء"، بالنيابة عن السيد على الميرغني. وانه ينظم جيشا من سبعة آلاف سوداني ليساعد مصر في المشكلة الحالية بسبب قناة السويس ...
(تعليق: يوم 26-7-1956، امم الرئيس المصري جمال عبد الناصر قناة السويس. ويوم 29-10- احتلت قوات بريطانية وفرنسية واسرائيلية قناة السويس. وبعد اربعة شهور انسحبت القوات المحتلة).
وقال ابو سن ان الميرغني يريد ان ينقل لنا انه برئ، وان الختمية ابرياء، من المك، ومما يفعل ومما يقول. وان المك ليس "خليفة الخلفاء"، وليس له جيش، وان كل تصريحاته كاذبة ...
وقال ابو سن ان الميرغني يريد ان تكون هذه الرسالة لنا سرية. ولا يريد ان يعلنها للشعب السودان، الا اذا انتشرت اخبار وتصريحات المك وسط السودانيين. وان الميرغني يعتقد ان المصريين وراء كل هذا الموضوع. وان المك، لانه انتهازي كما يثبت ماضيه، اتفق معهم ...
وفي الختام، قال ابو سن انه نقل رسالة مماثلة من الميرغني الى السفير البريطاني في الخرطوم ...
راينا:
اولا: فوجئنا بهذه التصريحات من وزير كبير في حكومة عبد الله خليل، على لسان الميرغني، زعيم طائفة الختمية الكبيرة.
ثانيا: فوجئنا، بسبب شكوك المصريين في عبد الله خليل، بسبب الخلاف التاريخي بين المصريين وحزب الامة، بان الميرغني، وهو حليف المصريين التاريخي، لا يريد ان يؤيد المصريين في هذا الوقت الصعب الذي يمرون به.
ثانيا: لاحظنا ان الوزير ابو سن، وهو الختمي الكبير، كان مترددا ومحرجا وهو ينقل لنا شكوى الميرغني من ختمي يعتبر من قادة الطائفة، رغم انه يعيش في القاهرة. كما انها لم تكن شكوى. كانت هجوما عنيفا فيه اتهامات كبيرة بالكذب والانتهازية ضد الرجل.
ثالثا: لاحظنا ان الوزير ابو سن كان، ايضا، مترددا ومحرجا وهو ينقل لنا نقدا للمصريين من الميرغني الذي ظل، تاريخيا، يعتمد على مصر.
رابعا: علمنا ان قلق الميرغني بدا بعد ان نشرت صحيفة "الاهرام" المصرية تصريحات على لسان المك, لهذا، نرسل نسخة من هذه الرسالة الى السفارة الاميركية في القاهرة، ونتوقع ان يرسلوا لكم، ولنا، معلومات اكثر عن هذا الموضوع ... "
==========================================================
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
مواضيع مماثلة
» كلمات رائعه عن الأمل
» الفنان عاطف ابوجبيهة
» كم راتبك في المنتدى ؟؟
» ضيف الأسبوع
» قفة الملاح .....؟
» الفنان عاطف ابوجبيهة
» كم راتبك في المنتدى ؟؟
» ضيف الأسبوع
» قفة الملاح .....؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى