غربة وكمان حالا فقُر
+2
طارق كمبال
أزهرى الحاج البشير
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
غربة وكمان حالا فقُر
أيها المغتربون إستمتعوا بغربتكم حيث كنتم
اقرأها حتى أخرها ستجد أنها تنطبق علينا
د. فيصل القاسم
مهما طالت سنين الغربة بالمغتربين، فإنهم يظلون يعتقدون أن غربتهم عن أوطانهم مؤقتة، ولا بد من العودة إلى مرابع الصبا والشباب يوماً ما للاستمتاع بالحياة، وكأنما أعوام الغربة جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
لاشك أنه شعور وطني جميل، لكنه أقرب إلى الكذب على النفس وتعليلها بالآمال الزائفة منه إلى الحقيقة. فكم من المغتربين قضوا نحبهم في بلاد الغربة وهم يرنون للعودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة! وكم منهم ظل يؤجل العودة إلى مسقط الرأس حتى غزا الشيب رأسه دون أن يعود في النهاية، ودون أن يستمتع بحياة الاغتراب! وكم منهم قاسى وعانى الأمرّين، وحرم نفسه من ملذات الحياة خارج الوطن كي يوفر الدريهمات التي جمعها كي يتمتع بها بعد العودة إلى دياره، ثم طالت به الغربة وانقضت السنون، وهو مستمر في تقتيره ومعاناته وانتظاره، على أمل التمتع مستقبلاًً في ربوع الوطن، كما لو أنه قادر على تعويض الزمان!
وكم من المغتربين عادوا فعلاً بعد طول غياب، لكن لا ليستمتعوا بما جنوه من أرزاق في ديار الغربة، بل لينتقلوا إلى رحمة ربهم بعد عودتهم إلى بلادهم بقليل، وكأن الموت كان ذلك المستقبل الذي كانوا يرنون إليه! لقد رهنوا القسم الأكبر من حياتهم لمستقبل ربما يأتي، وربما لا يأتي أبداً، وهو الاحتمال الأرجح!
لقد عرفت أناساً كثيرين تركوا بلدانهم وشدوا الرحال إلى بلاد الغربة لتحسين أحوالهم المعيشية. وكم كنت أتعجب من أولئك الذين كانوا يعيشون عيشة البؤساء لسنوات وسنوات بعيداً عن أوطانهم، رغم يسر الحال نسبياً، وذلك بحجة أن الأموال التي جمعوها في بلدان الاغتراب يجب أن لا تمسها الأيدي لأنها مرصودة للعيش والاستمتاع في الوطن. لقد شاهدت أشخاصاً يعيشون في بيوت معدمة، ولو سألتهم لماذا لا يغيرون أثاث المنزل المهترئ فأجابوك بأننا مغتربون، وهذا البلد ليس بلدنا، فلماذا نضيّع فيه فلوسنا، وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة!
ولا يقتصر الأمر على المغتربين البسطاء، بل يطال أيضاً الأغنياء منهم. فكم أضحكني أحد الأثرياء قبل فترة عندما قال إنه لا يستمتع كثيراً بفيلته الفخمة وحديقته الغنــّاء في بلاد الغربة، رغم أنها قطعة من الجنة، والسبب هو أنه يوفر بهجته واستمتاعه للفيلا والحديقة اللتين سيبنيهما في بلده بعد العودة، على مبدأ أن المــُلك الذي ليس في بلدك لا هو لك ولا لولدك!! وقد عرفت مغترباً أمضى زهرة شبابه في أمريكا اللاتينية، ولما عاد إلى الوطن بنا قصراً منيفاً، لكنه فارق الحياة قبل أن ينتهي تأثيث القصر بيوم!!
كم يذكــّرني بعض المغتربين الذين يؤجلون سعادتم إلى المستقبل، كم يذكــّرونني بسذاجتي أيام الصغر، فذات مرة كنت استمع إلى أغنية كنا نحبها كثيرا أنا وأخوتي في ذلك الوقت، فلما سمعتها في الراديو ذات يوم، قمت على الفور بإطفاء الراديو حتى يأتي أشقائي ويستمعون معي إليها، ظناً مني أن الأغنية ستبقى تنتظرنا داخل الراديو حتى نفتحه ثانية. ولما عاد أخي أسرعت إلى المذياع كي نسمع الأغنية سوية، فإذا بنشرة أخبار.
إن حال الكثير من المغتربين أشبه بحال ذلك المخلوق الذي وضعوا له على عرنين أنفه شيئاً من دسم الزبدة، فتصور أن رائحة الزبدة تأتي إليه من بعيد أمامه، فأخذ يسعى إلى مصدرها، وهو غير مدرك أنها تفوح من رأس أنفه، فيتوه في تجواله وتفتيشه، لأنه يتقصى عن شيء لا وجود له في العالم الخارجي، بل هو قريب منه. وهكذا حال المغتربين الذين يهرولون باتجاه المستقبل الذي ينتظرهم في أرض الوطن، فيتصورون أن السعادة هي أمامهم وليس حولهم.
كم كان المفكر والمؤرخ البريطاني الشهير توماس كارلايل مصيباً عندما قال: ” لا يصح أبداً أن ننشغل بما يقع بعيداً عن نظرنا وعن متناول أيدينا، بل يجب أن نهتم فقط بما هو موجود بين أيدينا بالفعل”.
لقد كان السير ويليام أوسلير ينصح طلابه بأن يضغطوا في رؤوسهم على زر يقوم بإغلاق باب المستقبل بإحكام، على اعتبار أن الأيام الآتية لم تولد بعد، فلماذا تشغل نفسك بها وبهمومها. إن المستقبل، حسب رأيه، هو اليوم، فليس هناك غد، وخلاص الإنسان هو الآن، الحاضر، لهذا كان ينصح طلابه بأن يدعوا الله كي يرزقهم خبز يومهم هذا. فخبز اليوم هو الخبز الوحيد الذي بوسعك تناوله.
أما الشاعر الروماني هوراس فكان يقول قبل ثلاثين عاماً قبل الميلاد: “سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”.
إن من أكثر الأشياء مدعاة للرثاء في الطبيعة الإنسانية أننا جميعاً نميل أحياناً للتوقف عن الحياة، ونحلم بامتلاك حديقة ورود سحرية في المستقبل- بدلاً من الاستمتاع بالزهور المتفتحة وراء نوافذنا اليوم. لماذا نكون حمقى هكذا، يتساءل ديل كارنيغي؟ أوليس الحياة في نسيج كل يوم وكل ساعة؟ إن حال بعض المغتربين لأشبه بحال ذلك المتقاعد الذي كان يؤجل الكثير من مشاريعه حتى التقاعد. وعندما يحين التقاعد ينظر إلى حياته، فإذا بها وقد افتقدها تماماً وولت وانتهت.
إن معظم الناس يندمون على ما فاتهم ويقلقون على ما يخبئه لهم المستقبل، وذلك بدلاً من الاهتمام بالحاضر والعيش فيه. ويقول دانتي في هذا السياق:” فكــّر في أن هذا اليوم الذي تحياه لن يأتي مرة أخرى. إن الحياة تنقضي وتمر بسرعة مذهلة. إننا في سباق مع الزمن. إن اليوم ملكنا وهو ملكية غالية جداً. إنها الملكية الوحيدة الأكيدة بالنسبة لنا”.
لقد نظم الأديب الهندي الشهير كاليداسا قصيدة يجب على كل المغتربين وضعها على حيطان منازلهم. تقول القصيدة: “تحية للفجر، انظر لهذا اليوم! إنه الحياة، إنه روح الحياة في زمنه القصير. كل الحقائق الخاصة بوجود الإنسان: سعادة التقدم في العمر، مجد الموقف، روعة الجمال. إن الأمس هو مجرد حلم انقضى، والغد هو مجرد رؤيا، لكن إذا عشنا يومنا بصورة جيدة، فسوف نجعل من الأمس رؤيا للسعادة، وكل غد رؤيا مليئة بالأمل. فلتول اليوم اهتمامك إذن، فهكذا تؤدي تحية الفجر”.
لمَ لا يسأل المغتربون عن أوطانهم السؤال التالي ويجيبون عليه، لعلهم يغيرون نظرتهم إلى الحياة في الغربة: هل أقوم بتأجيل الحياة في بلاد الاغتراب من أجل الاستمتاع بمستقبل هـُلامي في بلادي، أو من أجل التشوق إلى حديقة زهور سحرية في الأفق البعيد؟
كم أجد نفسي مجبراً على أن أردد مع عمر الخيام في رائعته (رباعيات): لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان، واغنم من الحاضر لذاته فليس في طبع الليالي الأمان.
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
رد: غربة وكمان حالا فقُر
صباح الخير يا عمدة
نحن في الداخل لا نراها هكذا بل انفتاح على الشعوب كسب خبرات معرفة مال لحظة حنين وشوق لزيز مثلها مثل اي انسان يحن الى ماضيه ولا يستطيع الرجوع اليه
هذا احساسنا ولربما لاننا لم نجربها بعد
نسال الله ان يرد قربتهكم يا كبار
نحن في الداخل لا نراها هكذا بل انفتاح على الشعوب كسب خبرات معرفة مال لحظة حنين وشوق لزيز مثلها مثل اي انسان يحن الى ماضيه ولا يستطيع الرجوع اليه
هذا احساسنا ولربما لاننا لم نجربها بعد
نسال الله ان يرد قربتهكم يا كبار
طارق كمبال- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
رد: غربة وكمان حالا فقُر
أبو الزهور .... كان هــذا مجال نقاش مع صحبك بروفسير آدم اسحق ( كبير أخصائي النساء و التوليد ) " المنتدى الثقافي للسودانيين بالدوادمي "الآس"( الصندوق)" وقد أورد كل الأقوال وكأنه قرأ مقال فيصل القاسم ,,,
الشاعر الروماني هوراس الذي قال “سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”. وقصيدة الشاعر الهندي كاليداسا ,,ونصيحة السير وليام أوسلير لطلابة... وجعل الجميع يغطون في تفكير عميق ...... وطلب الإجابات مكتوبة سرية في مظاريف في اللقاء القادم
تخاطر عجيب ..... و الأعجب الموضوع الذي هو الحقيقة..الشاعر الروماني هوراس الذي قال “سعيد وحده ذلك الإنسان الذي يحيا يومه ويمكنه القول بثقة: أيها الغد فلتفعل ما يحلو لك، فقد عشت يومي”. وقصيدة الشاعر الهندي كاليداسا ,,ونصيحة السير وليام أوسلير لطلابة... وجعل الجميع يغطون في تفكير عميق ...... وطلب الإجابات مكتوبة سرية في مظاريف في اللقاء القادم
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: غربة وكمان حالا فقُر
ماامرها الغربة ربنا يرد غربتكم سالمين غانمين يارب
حسن قادم نوية نواي- نشط ثلاثة نجوم
رد: غربة وكمان حالا فقُر
طيب يأبو الزهور والكوكبه النيرة راجين شنو فى الغربة نحن فى امس الحوجه لكم جمعياً والسودان حيكون منور بوجودكم يأحباب ونحن فى الأنتظار على احر من الجمر ودمتم بيناأخوة كرام
osama osman- نشط مميز
رد: غربة وكمان حالا فقُر
الغربة يا حسن يــأخوي
أمرهــا عجب ..... نهارها صَخب وليلها خُطَب
أمرهــا عجب ..... نهارها صَخب وليلها خُطَب
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: غربة وكمان حالا فقُر
أســـامة ....
العودة منها حلم القلب ,,, والعودة ليها بالغصِب
العودة منها حلم القلب ,,, والعودة ليها بالغصِب
الفاتح محمد التوم- مشرف المنتدى السياسى
رد: غربة وكمان حالا فقُر
أسعدني مروركم يا أحبة ... تذكرت وعدي يا فاتح بإرسال تلفون بروفسير القوني فمعذرة إذ شابت الزوائد مني وداهمتني السنوات وتوقع مكالمتي اليوم ... أما أنت يا زكي الفؤاد أسامة فيسمع الله منك إن شاء الله وهنا مربط العجيل عفوا الفرس وبيت القصيد ولو باليد حيلة لكنت إلى من هويت أطير ... شكرا طارق لفعلك الجميل بمكالماتك التي ترد الروح .... فلا عدمناك من أخ وحبيب .... العزيز حسن أسأل الله أن ألقاك قريب لتكمل الصورة الزاهية التي يرسم لنا معالمها الرائع الفنان محمد ول نوية ...
دمتم أحبة
دمتم أحبة
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
مواضيع مماثلة
» أكلو نيم............. وكمان محمر
» بعد غربة وشوق
» وكمان قفشات
» ## دندنة غربة ##
» تجربة الفنان احمد بدير مع فرقة تيراب الكوميديا.
» بعد غربة وشوق
» وكمان قفشات
» ## دندنة غربة ##
» تجربة الفنان احمد بدير مع فرقة تيراب الكوميديا.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى