ابو الزهور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ابو الزهور
الــدور الــمـصــري فـــي الــســـودان!!
الكاتب الطيب مصطفى
الخميس, 24 يونيو 2010 07:16
ويأبى حكام مصر إلا أن يواصلوا غطرستهم وتطاولهم على السودان وشعبه ويقول «ديك العدة» حسام زكي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن الوزير أحمد أبو الغيط كلف السفير المصري لدى الخرطوم بالاستفسار من وزارة الخارجية السودانية عن حقيقة التصريحات التي نُسبت إلى وزير الخارجية السوداني علي كرتي والتي انتقد فيها الدور المصري مطالباً مصر بأن تلعب دوراً أكثر إيجابية في الملف السوداني.
نفس الفرعون الصغير «حسام زكي» الذي كان ينبغي أن يدفع ثمن تصريحه القديم المذل لشعب السودان حين اعتبر السودان مجرد مزرعة بغال مصرية لا يجوز الدخول فيها إلا لمن يأذن له سيدُها وصرَّح بذلك على رؤوس الأشهاد يعود من جديد ليعلن على الملأ أن تحقيقاً سيجري من قِبل «السفير المصري» حول تصريحات «الوزير السوداني»!!
ليت مصر تستخدم عُشر تطاولها على السودان مع أصدقائها الصهاينة الذين تتوالى معهم وتضيِّق الخناق على الشعب الفلسطيني حصاراً وتجويعاً وصلفاً وغطرسة.
ماذا قال الوزير علي كرتي غير أن أشار بطرف خفي إلى حاجة السودان إلى دور مصري أكثر فاعلية في دعم السودان تماماً مثلماً يطلب الأخ من أخيه مساعدة ومؤازرة؟! ماذا قال غير أن عبَّر بدبلوماسية هادئة عمّا تعتمل به نفوس شعب السودان الذي ظل يتجرع حملات الإذلال المصري للسودان منذ عقود من الزمان؟!
لا أريد أن أنكأ الجراح القديمة من لدن حلايب ولا قصة الذخيرة «الفشنك» التي قبضت مصر ثمنها نقداً «ستة ملايين من الدولارات» ولم تنطلق منها رصاصة واحدة إبان احتدام المعارك مع قرنق ولا غير ذلك من الكيد المصري للسودان منذ العهد المصري الذي سُمِّي بالتركي تأدُّباً وما تبعه من غزو بريطاني مصري قضى على الثورة المهدية وإنما أتحدث عن الكيد المصري الجديد والمتجدِّد على السودان فقد كانت مصر تستقبل قرنق بالبساط الأحمر في حين كان ذلك ممنوعاً من البشير في سني الإنقاذ الأولى ثم ها هي اليوم تؤيد الموقف الإفريقي حول محكمة الجنايات الدولية والذي يطالب بتجميد قرار توقيف الرئيس البشير لمدة عام واحد فقط بدلاً من الموقف العربي الذي عُبِّر عنه في قمة الدوحة والرافض تماماً للجنائية ثم ها هي تستقبل خليل إبراهيم ثم تحيله إلى ليبيا دفعاً للحرج بدلاً من تسليمه للخرطوم ثم تستقبل ولا تزال الحركات المتمردة الرافضة لمؤتمر الدوحة في سعيها لتعطيل ذلك المؤتمر حتى تحُول دون حل مشكلة دارفور وها هي تستقبل الرئيس التشادي إدريس ديبي بعد أن رأت تقارباً بينه وبين الخرطوم والله وحده يعلم ما تنطوي عليه من كيد وتآمر تحيكه من خلال زيارة ديبي للقاهرة!!
معلوم أن مصر ظلت تحُول دون قيام السدود في السودان بل إنها لم تُخفِ تبرمها من قيام سد مروي وأعلنت عن وفد فني قام بزيارة السودان لدراسة الآثار السلبية للسد على مصر وكم عوَّقت بضغوطها على الدول العربية محاولات السودان لإقامة السدود التي تمكِّنه من الاستفادة من حصته في مياه النيل والتي لم تتمكن مواعينُه من استيعابها الأمر الذي جعل جزءاً من حصة السودان يتدفق نحو مصر بالرغم من أن اتفاقية مياه النيل تمنح مصر ثلاثة أضعاف الحصة الممنوحة للسودان!!
لم أذكر ذلك إلا لكي أؤكد أن إستراتيجية مصر ظلت على الدوام تسعى إلى تعويق تقدم السودان باعتبار أن ذلك يهدِّد الأمن القومي المصري الذي يلعب النيل فيه الركن الأساسي الذي تقوم عليه إستراتيجيتها الأمنية ولذلك يمكن أن نفهم موقفها من كل مشكلات السودان بما في ذلك دارفور وجنوب السودان الذي تصر على حشر أنفها في شأنه وترفض مجرد التفكير في تقرير المصير الذي تسعى إلى تعويقه حتى لو كان ثمن ذلك إغراق السودان جميعه أو إغراق الجنوب في الفوضى.
كثيراً ما ذكّرنا مصر بموقفها في كامب ديفيد الذي أدارت به ظهرها وتنكّرت للموقف العربي المساند لقضية العرب المركزية «فلسطين والأقصى» واعتبرت مصر ذلك الموقف المخزي محقِّقاً لمصلحتها حتى لو دفع العرب جميعاً ودفع العالم الإسلامي ثمن ذلك هزيمةً وانكساراً أمام الطغيان الصهيوني المدعوم من أمريكا لكن مصر تكيل بمكيالين وتريد للسودان أن يخوض الحرب بالنيابة عنها وخدمةً لأجندتها وعندما يهمس وزير الخارجية السوداني بأسلوب مهذب تقوم قيامة مصر معترضة وكأنها تُغدق على السودان المنّ والسلوى بالرغم من أنها تجرِّعه من كؤوس التآمر والكيد ألوناً.
لا أدري هل حاسبت مصر الكاتب المصري فهمي هويدي حين نعى عليها تقصيرها في السودان بل وانكفاءها عن قضايا الأمة جمعاء ومساندة الأعداء والتنكُّر لدورها التاريخي؟!
أعلم يقيناً أن مصر ليست راضية عن تعيين الوزير علي كرتي ولذلك استعجلت التعبير عن موقفها بمجرد أن باشر مهام منصبه الجديد فقد كانت تضغط باتجاه تعيين من يروق لها ولم تنسَ لعلي كرتي حينما كان وزيراً للدولة بوزارة الخارجية تصريحه الرافض لدعوتها إلى إقامة مؤتمر دولي حول السودان في شرم الشيخ بدون أن تستأذن السودان أو تخطره مسبقاً باعتبار أن صاحب المزرعة لا يستشير البغال الموجودة فيها إذا أراد أن يبيعها أو يتصرف بشأنها فكيف توافق على وزير يجيد أحياناً أن يقول «لا» بدلاً من أن «يدنقر» كما يفعل البواب لسيده قبل أن يقول له «نعم يا بيه»!!
نسيت أن أقول إن الفرعون الصغير حسام زكي قد صرَّح في معرض احتجاجه على تصريحات الوزير علي كرتي بأن «مصر تحرص دائماً على تحقيق التوافق الداخلي بين مختلف القوى السودانية وترتبط بعلاقات وثيقة مع تلك القوى في ضوء سياستها المتوازنة تجاه مختلف الأطراف السودانية» وليت «ديك العدة» المصري يجيب عن السؤال: تُرى هل ترضى مصر بأن يستضيف السودان المعارضة والقوى السياسية المصرية ويُقيم سياسة متوازنة مع مختلف الأطراف المصرية بما في ذلك الإخوان المسلمون وأيمن الظواهري وهل تقبل أن يعاملها بالمثل ولا أقول يتآمر عليها كما تفعل مع السودان؟! ثم ألا ينبغي أن تفهم مصر سر الغضب السوداني من مصر وتعلم أن سياستها في السودان تُلحق أضراراً فادحة بأمنها القومي؟!
إن مصر في حاجة إلى أن تعيد النظر في تعاملها مع السودان فذلك مما يحقِّق مصلحتها وعليها أن تعلم أن بيد السودان كروتاً كثيرة يستطيع أن يلعب بها وأن لديه أسناناً يستطيع أن يعض بها.
إنني حين أتحدث عن مصر فإني لا أقصد الأرض أو الشعب وإنما أقصد طواغيتها الصغار الذين يجيدون التعالي على السودان والتقزُّم والانكسار أمام الأعدا
الكاتب الطيب مصطفى
الخميس, 24 يونيو 2010 07:16
ويأبى حكام مصر إلا أن يواصلوا غطرستهم وتطاولهم على السودان وشعبه ويقول «ديك العدة» حسام زكي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن الوزير أحمد أبو الغيط كلف السفير المصري لدى الخرطوم بالاستفسار من وزارة الخارجية السودانية عن حقيقة التصريحات التي نُسبت إلى وزير الخارجية السوداني علي كرتي والتي انتقد فيها الدور المصري مطالباً مصر بأن تلعب دوراً أكثر إيجابية في الملف السوداني.
نفس الفرعون الصغير «حسام زكي» الذي كان ينبغي أن يدفع ثمن تصريحه القديم المذل لشعب السودان حين اعتبر السودان مجرد مزرعة بغال مصرية لا يجوز الدخول فيها إلا لمن يأذن له سيدُها وصرَّح بذلك على رؤوس الأشهاد يعود من جديد ليعلن على الملأ أن تحقيقاً سيجري من قِبل «السفير المصري» حول تصريحات «الوزير السوداني»!!
ليت مصر تستخدم عُشر تطاولها على السودان مع أصدقائها الصهاينة الذين تتوالى معهم وتضيِّق الخناق على الشعب الفلسطيني حصاراً وتجويعاً وصلفاً وغطرسة.
ماذا قال الوزير علي كرتي غير أن أشار بطرف خفي إلى حاجة السودان إلى دور مصري أكثر فاعلية في دعم السودان تماماً مثلماً يطلب الأخ من أخيه مساعدة ومؤازرة؟! ماذا قال غير أن عبَّر بدبلوماسية هادئة عمّا تعتمل به نفوس شعب السودان الذي ظل يتجرع حملات الإذلال المصري للسودان منذ عقود من الزمان؟!
لا أريد أن أنكأ الجراح القديمة من لدن حلايب ولا قصة الذخيرة «الفشنك» التي قبضت مصر ثمنها نقداً «ستة ملايين من الدولارات» ولم تنطلق منها رصاصة واحدة إبان احتدام المعارك مع قرنق ولا غير ذلك من الكيد المصري للسودان منذ العهد المصري الذي سُمِّي بالتركي تأدُّباً وما تبعه من غزو بريطاني مصري قضى على الثورة المهدية وإنما أتحدث عن الكيد المصري الجديد والمتجدِّد على السودان فقد كانت مصر تستقبل قرنق بالبساط الأحمر في حين كان ذلك ممنوعاً من البشير في سني الإنقاذ الأولى ثم ها هي اليوم تؤيد الموقف الإفريقي حول محكمة الجنايات الدولية والذي يطالب بتجميد قرار توقيف الرئيس البشير لمدة عام واحد فقط بدلاً من الموقف العربي الذي عُبِّر عنه في قمة الدوحة والرافض تماماً للجنائية ثم ها هي تستقبل خليل إبراهيم ثم تحيله إلى ليبيا دفعاً للحرج بدلاً من تسليمه للخرطوم ثم تستقبل ولا تزال الحركات المتمردة الرافضة لمؤتمر الدوحة في سعيها لتعطيل ذلك المؤتمر حتى تحُول دون حل مشكلة دارفور وها هي تستقبل الرئيس التشادي إدريس ديبي بعد أن رأت تقارباً بينه وبين الخرطوم والله وحده يعلم ما تنطوي عليه من كيد وتآمر تحيكه من خلال زيارة ديبي للقاهرة!!
معلوم أن مصر ظلت تحُول دون قيام السدود في السودان بل إنها لم تُخفِ تبرمها من قيام سد مروي وأعلنت عن وفد فني قام بزيارة السودان لدراسة الآثار السلبية للسد على مصر وكم عوَّقت بضغوطها على الدول العربية محاولات السودان لإقامة السدود التي تمكِّنه من الاستفادة من حصته في مياه النيل والتي لم تتمكن مواعينُه من استيعابها الأمر الذي جعل جزءاً من حصة السودان يتدفق نحو مصر بالرغم من أن اتفاقية مياه النيل تمنح مصر ثلاثة أضعاف الحصة الممنوحة للسودان!!
لم أذكر ذلك إلا لكي أؤكد أن إستراتيجية مصر ظلت على الدوام تسعى إلى تعويق تقدم السودان باعتبار أن ذلك يهدِّد الأمن القومي المصري الذي يلعب النيل فيه الركن الأساسي الذي تقوم عليه إستراتيجيتها الأمنية ولذلك يمكن أن نفهم موقفها من كل مشكلات السودان بما في ذلك دارفور وجنوب السودان الذي تصر على حشر أنفها في شأنه وترفض مجرد التفكير في تقرير المصير الذي تسعى إلى تعويقه حتى لو كان ثمن ذلك إغراق السودان جميعه أو إغراق الجنوب في الفوضى.
كثيراً ما ذكّرنا مصر بموقفها في كامب ديفيد الذي أدارت به ظهرها وتنكّرت للموقف العربي المساند لقضية العرب المركزية «فلسطين والأقصى» واعتبرت مصر ذلك الموقف المخزي محقِّقاً لمصلحتها حتى لو دفع العرب جميعاً ودفع العالم الإسلامي ثمن ذلك هزيمةً وانكساراً أمام الطغيان الصهيوني المدعوم من أمريكا لكن مصر تكيل بمكيالين وتريد للسودان أن يخوض الحرب بالنيابة عنها وخدمةً لأجندتها وعندما يهمس وزير الخارجية السوداني بأسلوب مهذب تقوم قيامة مصر معترضة وكأنها تُغدق على السودان المنّ والسلوى بالرغم من أنها تجرِّعه من كؤوس التآمر والكيد ألوناً.
لا أدري هل حاسبت مصر الكاتب المصري فهمي هويدي حين نعى عليها تقصيرها في السودان بل وانكفاءها عن قضايا الأمة جمعاء ومساندة الأعداء والتنكُّر لدورها التاريخي؟!
أعلم يقيناً أن مصر ليست راضية عن تعيين الوزير علي كرتي ولذلك استعجلت التعبير عن موقفها بمجرد أن باشر مهام منصبه الجديد فقد كانت تضغط باتجاه تعيين من يروق لها ولم تنسَ لعلي كرتي حينما كان وزيراً للدولة بوزارة الخارجية تصريحه الرافض لدعوتها إلى إقامة مؤتمر دولي حول السودان في شرم الشيخ بدون أن تستأذن السودان أو تخطره مسبقاً باعتبار أن صاحب المزرعة لا يستشير البغال الموجودة فيها إذا أراد أن يبيعها أو يتصرف بشأنها فكيف توافق على وزير يجيد أحياناً أن يقول «لا» بدلاً من أن «يدنقر» كما يفعل البواب لسيده قبل أن يقول له «نعم يا بيه»!!
نسيت أن أقول إن الفرعون الصغير حسام زكي قد صرَّح في معرض احتجاجه على تصريحات الوزير علي كرتي بأن «مصر تحرص دائماً على تحقيق التوافق الداخلي بين مختلف القوى السودانية وترتبط بعلاقات وثيقة مع تلك القوى في ضوء سياستها المتوازنة تجاه مختلف الأطراف السودانية» وليت «ديك العدة» المصري يجيب عن السؤال: تُرى هل ترضى مصر بأن يستضيف السودان المعارضة والقوى السياسية المصرية ويُقيم سياسة متوازنة مع مختلف الأطراف المصرية بما في ذلك الإخوان المسلمون وأيمن الظواهري وهل تقبل أن يعاملها بالمثل ولا أقول يتآمر عليها كما تفعل مع السودان؟! ثم ألا ينبغي أن تفهم مصر سر الغضب السوداني من مصر وتعلم أن سياستها في السودان تُلحق أضراراً فادحة بأمنها القومي؟!
إن مصر في حاجة إلى أن تعيد النظر في تعاملها مع السودان فذلك مما يحقِّق مصلحتها وعليها أن تعلم أن بيد السودان كروتاً كثيرة يستطيع أن يلعب بها وأن لديه أسناناً يستطيع أن يعض بها.
إنني حين أتحدث عن مصر فإني لا أقصد الأرض أو الشعب وإنما أقصد طواغيتها الصغار الذين يجيدون التعالي على السودان والتقزُّم والانكسار أمام الأعدا
moneertom- نشط مميز
رد: ابو الزهور
شكرا منير أطلعت عليه اليوم وكنت قد قرأته من قبل ..................... شكرا
أزهرى الحاج البشير- مشرف عام
مواضيع مماثلة
» أم برم برم .... عربية شاعيبو ....
» شاي القايلة
» تحية للجميع
» ابو الزهور
» أهلاً بأبنائي وأخواني السلام جاكو
» شاي القايلة
» تحية للجميع
» ابو الزهور
» أهلاً بأبنائي وأخواني السلام جاكو
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى