طقوس زواجنا السودانى

في السودان عادات كثيرة في مسألة الزواج ، معظمها تمثل اثراً قديماً للحضارة الكوشية المروية ( النوبية ) التي تزامنت مع فترة الحضارة الفرعونية وبعضها عادات عربية لا تزال تمارس في العديد من الدولة العربية مثل الخضاب أو الحناء ( حِنّه ) للعروس والعريس كذلك وعندنا : الحنه حنينة . وان أصبح بعض المتدينون يرفضون ممارستها مؤخراً .

الخطوة الأولى : تبدأ طقوس الزواج بذهاب أهل العريس من النساء إلى منزل أهل العروس للتعرف وطلبها حاملين هدايا لها وأم العروس ومال وهو لا يعتبر مهر بأي حال ( ويسمى قولة خير ) . على أن تكون العروس عالمة بذلك في الآونة الخيرة فالزواج كان في السابق عشائرياً في الأساس لا تعلم العروس عند العريس شيئا بل حتى اسمه أحياناً حتى تطلب وقد تراه ليلة الدخلة فقط أما الآن فقد تغير الحال كثرا خاصة بعد ثورة اتصالات الجوالات والنت كافى.

الخطوة الثانية : يأتي الرجال والنساء من أعيان أهل الرجل للخطبة من والدها أو والى أمرها إما أن القبول مباشرة أو يحدد زمن للسؤال من أخلاق العريس وأهله وهذا يعتمد على سمعتهم بين الناس .

الخطوة الثالثة : يتم بعد القبول إخطار بذلك . ثم تعتبر الخطبة قد تمت . وعادةً ما يتم تحديد وقت العقد في هذه الأوقات.

الخطوة الرابعة : يقوم فيها العريس بإحضار( شنطة العروس ) هي ملابس وعطور وزينة و ذهب على حسب المقدرة المالية ، وهي مرحلة تباهي وتفاخر ، يتم المغالاة فيها وهي سبب من أسباب العزوف عند الزواج ، يقترن ذلك مع إحضار كمية من المواد التموينية والغذائية ( قد تكفى لافتتاح مول) تسمى (الشيلة ) قديما كانت مأونة بيت الزوجية القادم . ويحضر المهر ، والغريب أن الناس في السودان لا يهتمون عادة بمقدار المهر فهو اسمي ( انت وزوقك ) .

الخطوة الخامسة : تجهيزات العروس ، وهي كثيرة جداً ، أهلها ليلة الحناء ،وهي عادت لاتزال منتشرة عند كل العرب . تجتمع فيها الفتيات والنساء بدعوة مسبقة وفيها تقدم وجبة للضيوف ويتم الغناء السوداني ويسمى ( غُنى البنات ) وله مطربات مشهورات مثل ندي القلعة المشهور وحنان بلوبلو وحوه الطقطاقة ، وفيه غناء عفوي مخصص للأحاسيس الأنثوية وتعبر فيه عن نفسها وتفتخر .


الخطوة السادسة : العقد ، وهو عقد الزواج الشرعي المعروف ويقوم به الرجال في سرادق (صيوان ) بنصب لذلك عادة في الطريق العام ، تقدم بعده المرطبات والمعجنات ( الخبايز ) وتطل الأعيرة النارية وتطلق النساء الزغاريد فرحاً وإشهاراً لإتمام العقد . وهذا الإجراء عندنا لا يخول لقاء العريس بعروسته ولا تعتبر زوجته ( عرفاً ) حتي يحدد ويعلن الدخول بها يقيم احتفالا محضور لهذه المناسبة ، وتقام وليمة بعد عقد الزواج للرجال والنساء على السواء .

الخطوة السابعة : حفل الدخلة ، وهو احتفال للجميع خاصة أصدقاء العرسان ، ويكون ساهراً في الفترة المسائية ، بفنان محترف في سرادق في مكان عام وان ابتدعت الصالات المغلقة والمكيفة في الأندية والفنادق . وفيه السيرة وهي الزفة حيث يزف العريس الى بيت العروس عند السودانيين على خلاف ذلك عند بعض العرب ، وتتم السيرة بالعربات اليوم باعداد كبيرة من الضيوف تشمل الجيران والاصحاب وقد يصل عدد هم 200 او اكثر .

الخطوة الثامنة : وهي ما يعرف بالجرتق ، وهي طقوس نوبية قديمة وجدها العرب تمارس فأعجبوا بها حتى أصبحت جزء مهم عندهم واضافوا عليها ، يبدأ بوضع ( عنقريب ) وهو سرير في وسط ساحة أو باحة المنزل يتحلق حولها الأهل ويشرف السرير بالقماش قطيفة وبرش من سيقان القمح الناعم ويزين بجريد النخل وهو رمز للبشر عند العرب جميعهم . فيجلس العروسين عليه ، لتبدأ الطقوس بقراءة سورة يس للبركة ، ثم يتم بعد ذلك إلباس العروسين بواسطة النساء الكبار جديلة من الحرير على اليدين والخرز و السوميت ( حجار كريمة ) على الجيد ويطلق البخور من الصندل ويصاحب ذلك غناء خفيف مثل ( اليلة هيي العديل والزين .. الليلة العديلة تقدمو وتبرا .. بسم الله ابتديت قولى السمح والزين ... ... ) ثم تواصل بذكر مآثر الأسرة وفروسيتها وخصالها الكريمة والتمنيات بالحياة السعيدة والرخاء والبناء . وتوضع على رأس العريسين عجينة من خليط من المحلب والصندل عطور مختلفة تسمى ( الضريرة ) . ثم يأتى بشئ من اللبن في انائين يشرب اولاً منه العريس ويرش بجزء يسير منه العروس ، علامة للوعد الخير ومحاكاة لتفضيل الرسول للبن عند الاسراء والمعراج . بعدها ينطلق العروسين الى شهر العسل السعيد .......