العرقية والجهوية أس البلاء وسبب الداء 4/5
صفحة 1 من اصل 1
العرقية والجهوية أس البلاء وسبب الداء 4/5
فإذا نظرنا إلى المجموعات التي حملت السلاح وكونت تنظيمات عسكرية حاربت الدولة في السابق أو المجموعات التي ما زالت مستمرة في حمل السلاح نجد أن هذه المجموعات تشترك جميعها في كونها مجموعات عرقية ذات أصول أفريقية لا تنتمي إلى المجموعات العربية بل لديها إحساس عميق بالتمييز الإجتماعي ضدها بدءاً بالجنوب الذي بدأ التمرد في العام 1955م حينها لم ينل السودان إستقلاله بعد ولا توجد وقتها فوارق في التنمية بين أقاليم السودان ولا توجد قوانين شريعة إسلامية رغماً عن ذلك وجد التمرد دعماً قوياً من أبناء الجنوب ، ثم جبال النوبة ، والنيل الأزرق ودارفور وإنتهاء بالشرق . رغم أن هذه المجموعات تنتمي جهوياً لمناطق جغرافية متباينة وتعيش إلى جانبها ، إذا استثنينا الجنوب ، قبائل ذات ثقافة وأصول عربية ، لكن هذه المجوعات الأفريقية تمردت بصفتها العرقية الأفريقية فقط ولم تطلب دعم المجموعات العربية التي تعيش معها في نفس المناطق الجغرافية وتشترك معها في كل الظروف الحياتية وتتقاسم معها نفس المعاناة ونفس الآلام والآمال بل أن القبائل ذات الثقافة العربية أصبحت هدفاً رئيسياً لهذه الحركات المسلحة ، إذن الأمر ليس خاصاً بالتنمية والخدمات إنما هو صراع قائم على منطلقات عرقية بحتة . ونعلم أن الإستقطاب العنصري الذي يعزف على وتر التهميش والتعبئة العرقية هو أسهل أنواع الأستقطاب لأنه يأتي من ذوي القربى الذين يتحدثون نفس اللغة ويعيشون نفس الظروف مما يسهل إزكاء نار النعرات القبلية وإثارة حمية الجاهلية والعصبية النتنة . لا شك أن الإستقطاب العنصري يقود المستقطب إلى كراهية كل ما يمت للعروبة بصلة بل قاد الاستقطاب الحاد والطرق العنصري المتواصل هذه المجموعات إلى إعتبار القبائل ذات الأصول العربية التي تقاسمت معهم العيش في هذه المناطق منذ قرون ماضية ليسوا أصحاب أرض بل هم مجرد مجموعات دخيلة يجب إعادتها إلى أوطانها ... طبعاً لا أحد منهم يعرف وطناً غير الوطن الذي ولد فيه آباؤه وأجداده . هذا الفكر المتخلف لا يصمد أمام أي نقاش موضوعي ولكنه نتاج للتطرف والكراهية التي ولدتها الأمراض الإجتماعية التي ذكرناها سابقاً والتي يجب أن نبحث جميعاً عن دواء يكفينا بلاويها . في معظم أو كل البلدان الأوربية والأمريكية يحق لمن عاش في البلد أكثر من عشرين عاماً الترشح لرئاسة الدولة وبعضها يشترط الميلاد في الدولة . السؤال الهام الذي يفرض نفسه ، هل تعي الدولة هذا البعد ودوره في الصراعات القائمة حالياً ؟ وما هو دورها في إزالة المفاهيم الخاطئة التي لا تقودنا إلا إلى التباعد والتناحر والحروب . ألم تسأل الدولة نفسها هذا السؤال البديهي لماذا هم يكرهوننا ؟ أو بالأحرى لماذا يحاربوننا ؟ وأين هي الدراسات الإستراتيجية التي تشرِّح الأزمة وتغوص في أسبابها وتبحث لها عن حلول ؟ وهل يوجد سؤال يهم السودان أكثر من هذا في الوقت الحاضر ؟ وأين هي المعالجات وإقتراحات الحلول ؟ فالمعطيات لا حصر لها وهي واضحة كما الشمس في كبد السماء .
ما يمارسه الفرد لا شك سينعكس على المجموعات المتباينة المكونة للوطن وبالتالي على الدولة طالما أن الدولة تتكون في الأساس من مجموع هذه المجموعات البشرية . فالدولة التي تحترم نفسها يجب أن تضع المعايير اللازمة التي تكفل معاملة جميع مواطنيها وفقاً لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في الحصول على التعليم والعلاج والتوظيف وخلافه ولا تفرق بين مواطنيها عرقياً ولا جهوياً وتحول دون محاباة القريب والحسيب . فواجب المواطنة يفرض علينا كمجتمع أولاً وكدولة ثانياً معاملة جميع أبناء الوطن كمواطنين يتمتعون بحقوق وواجبات المواطنة ليحسوا بأنهم هم أبناء الوطن حقاً وبأنهم متساوون في الحقوق والواجبات ولا فضل لأحد على أحد إلا وفق مبدأ التنافس الشريف العادل الذي لا تلعب فيه المحاباة أي دور في الإنحياز لأحد على حساب أحد ، فعلينا أن نعمل لوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وأن نولي الأمر لأهله وإلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. يجب أن لا ندفن رؤسنا ، كمجتمع وكدولة ، في الرمال وعلينا أن نواجه مشاكلنا بكل جرأة وموضوعية لكي نصل إلى الحلول الناجعة والنافعة . فالدول الراشدة لا تُبنى بالمحاباة ولا بتولية الأمر إلى غير أهله فلا بد من العمل الجاد من أجل تجاوز المفاهيم الضيقة ، فهذه هي أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى بقاء العالم الثالث كعالم ثالث يمارس نفس مفاهيم المحاباة والعرقية البالية والمتخلفة المتوارثة عن الأجداد منذ قرون ما قبل التاريخ والتي تؤخر ولا تقدم وأنه لا زال يمارس نفس هذه التقاليد التي عفا عليها الزمن في حين نجد أن العالم الأول بمجتمعاته وحكوماته قد تجاوز هذه المفاهيم الضيقة منذ زمن بعيد ومضى يبحث في الكيفية التي تمكنه من تحقيق أقصى درجات الرفاه لشعوبه ، وبقينا نحن نتنابذ بالألقاب والأعراق ونقاتل بعضنا بعضاً بسبب الجهة واللون والعرق ، عرب وزرقة ... قبيلتي وقبيلتك ... وشمالي وجنوبي ... ومركز وهامش . فحتماً لن تساعدنا هذه المفاهيم في بناء دولة ذات كيان قوي موحد الأهداف والتطلعات ولن تساعدنا في الوصول إلى الغايات التي نطمح . فنحن إن لم نتدارك بالتصويب مثل هذه المفاهيم المتحجرة فسوف لن نصل إلى الحد الأدنى من الإنسجام الضروري للتوافق الوطني المطلوب في هذا البلد وسنظل نراوح مكاننا ما أن نخرج من كارثة حتى ندخل في كارثة أخرى .
ما يمارسه الفرد لا شك سينعكس على المجموعات المتباينة المكونة للوطن وبالتالي على الدولة طالما أن الدولة تتكون في الأساس من مجموع هذه المجموعات البشرية . فالدولة التي تحترم نفسها يجب أن تضع المعايير اللازمة التي تكفل معاملة جميع مواطنيها وفقاً لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص في الحصول على التعليم والعلاج والتوظيف وخلافه ولا تفرق بين مواطنيها عرقياً ولا جهوياً وتحول دون محاباة القريب والحسيب . فواجب المواطنة يفرض علينا كمجتمع أولاً وكدولة ثانياً معاملة جميع أبناء الوطن كمواطنين يتمتعون بحقوق وواجبات المواطنة ليحسوا بأنهم هم أبناء الوطن حقاً وبأنهم متساوون في الحقوق والواجبات ولا فضل لأحد على أحد إلا وفق مبدأ التنافس الشريف العادل الذي لا تلعب فيه المحاباة أي دور في الإنحياز لأحد على حساب أحد ، فعلينا أن نعمل لوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب وأن نولي الأمر لأهله وإلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. يجب أن لا ندفن رؤسنا ، كمجتمع وكدولة ، في الرمال وعلينا أن نواجه مشاكلنا بكل جرأة وموضوعية لكي نصل إلى الحلول الناجعة والنافعة . فالدول الراشدة لا تُبنى بالمحاباة ولا بتولية الأمر إلى غير أهله فلا بد من العمل الجاد من أجل تجاوز المفاهيم الضيقة ، فهذه هي أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى بقاء العالم الثالث كعالم ثالث يمارس نفس مفاهيم المحاباة والعرقية البالية والمتخلفة المتوارثة عن الأجداد منذ قرون ما قبل التاريخ والتي تؤخر ولا تقدم وأنه لا زال يمارس نفس هذه التقاليد التي عفا عليها الزمن في حين نجد أن العالم الأول بمجتمعاته وحكوماته قد تجاوز هذه المفاهيم الضيقة منذ زمن بعيد ومضى يبحث في الكيفية التي تمكنه من تحقيق أقصى درجات الرفاه لشعوبه ، وبقينا نحن نتنابذ بالألقاب والأعراق ونقاتل بعضنا بعضاً بسبب الجهة واللون والعرق ، عرب وزرقة ... قبيلتي وقبيلتك ... وشمالي وجنوبي ... ومركز وهامش . فحتماً لن تساعدنا هذه المفاهيم في بناء دولة ذات كيان قوي موحد الأهداف والتطلعات ولن تساعدنا في الوصول إلى الغايات التي نطمح . فنحن إن لم نتدارك بالتصويب مثل هذه المفاهيم المتحجرة فسوف لن نصل إلى الحد الأدنى من الإنسجام الضروري للتوافق الوطني المطلوب في هذا البلد وسنظل نراوح مكاننا ما أن نخرج من كارثة حتى ندخل في كارثة أخرى .
يس محمد يس- نشط مميز
مواضيع مماثلة
» [b]العرقية والجهوية أُس البلاء وسبب الداء[/b]
» العرقية والجهوية أُس البلاء وسبب الداء 1/5 ، 2/5
» العرقية والجهوية أُس البلاء وسبب الداء 3/5
» إشتبك مع وزير المالية في مكتبه..والي القضارف يصف حكومة البشير بالعنصرية والجهوية والقبلية
» هل تعرف عدد الامراض التي ينقلها البعوض؟
» العرقية والجهوية أُس البلاء وسبب الداء 1/5 ، 2/5
» العرقية والجهوية أُس البلاء وسبب الداء 3/5
» إشتبك مع وزير المالية في مكتبه..والي القضارف يصف حكومة البشير بالعنصرية والجهوية والقبلية
» هل تعرف عدد الامراض التي ينقلها البعوض؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى