الزول السمح الفضل الحاج البشير ...

عمنا الأستاذ الجليل / فضل الحاج
شهادتي فيه مجروحه يا إقبال.... " رجل بقامة أجيــال " وكفى ,,,, لمست عشقه لأيــام الجامعة عندما كانت في ريعان شبابها ممشوقة مهيبة ,,,خطابها يهيمون بها وينشدوها " ياجميلة ومستحيلة" ...لذا آثرت أن أداعبه ب"ساعات أنس الجامعة والبركس " ..... لأخونا الشاعر محمد قسم الله من طابت الشيخ عبدالمحمود.........
سـاعـاتُ أنسٍ فى الجامعة والبركس


فِى داخِـليـات " البركسِ "

كانتْ لَنـا ساعـاتُ أُنسِ

فِـيها الحَـياةُ مَلِـيحـةٌ ونَفِـيسَـةٌ فى كـُلِ نَفْـسِ

كَـمْ ذَا نَهـلتُ مُنَّـعَمـاً مِـنْ خَندريسِ الروحِ كأسى

كأسـاً تَوّلـى سَقْـيَها " أدروبُ " عندَ الشيخِ " عَبسِ "

نَغدو ونَمْـرحُ فِى المـُنى ونَروحُ فى الحُسنى ونُمسى

ونَـسيرُ بينَ مَـواكِـبٍ حـُلِيَـتْ بآيـاتٍ وقُـدسِ

ما زِلـتُ أذكُـرُهـا فتُحـىِ القَـلبَ ذِكراها وتُنسى

وذَكـرتُ كُـلَّ الطِـيبينَ المـُسـرعينَ لِـكلِ دَرسِ

للفُـولِ والفـاصُوليا وَردوا إلى سُـفَـرِ " البركسِ "

فإذا الصفوفُ مع الصفـوفِ كأنهُـنَّ سُطورُ طِرسِ

وذكرتُ " كوسو " سيداً فى النـَاسِ يأمُـرُ كُلَّ جِنسِ

لِيُـظاهِرَ الطُلابُ فى صَـولاتِه ِ تَحْـتَ الدِِرَفْـسِ

فَـتَرى الحُـكومةَ مِنْهـمو تَشـقى وتَـلقى كُلَّ بأسِ

وذكـرتُ يَـومَ دَخـلتُهـا فَـرأيتُ من جِـنٍّ وإنسِ

من كُـلِ "حَنْـكوشٍ" أوَى "حَنكوشَةً " فِى ظِلِّ غَرْسِ

حسناءُ ترفُـلُ فِـى الحَـريرِ السَابرىِّ وفى الدِمقسِ

رُعبـوبَـة مَحـبُـوبَـة مَصْحُـوبَة " بالمارِسِدسِ "

رَقـراقـة فَـكأنّـها بَينَ الخَـمائـِلِ ضوءُ شـمسِ

لَـولاَ خَـساسـتُهـا لقـُلْـنـا آيـةً للهِ تـُخْـسـى

جَـلَـسَتْ على كُرسِيّـِهـا وصَديقُها من دونِ كُرسى

جَـلسـا ومِن حَـولَـيهِـما أسْـرابُ أبْـكارٍ ولُعْسِ

يَـتَنـاجَيـانِ كأنَّـمـا نَـجْـواهُـما أنفاسُ هـَمسِ

فى الـشَارعِ " المينِ " الذى أشجـارُهُ حُفّـَتْ بِخُنسِ

فِـيهِ أعـاجـيبُ الوَرى مِـنْ أهـلِ رُومانٍ وفُرسِ

ومِـنْ الطيـورِ بـلابِلٌ تَـشْـدو بألحـانٍ وجَـرسِ

وتَصـِلُ أمـواهٌ صَلـيلَ عَـرائِسٍ فِى لَـيلِ عُـرسِ

ثُـمْ انـثَنـيتُ ولَـمْ تَـزَلْ ذِكرى "حَـناكيشٍ" بِرأسى

فَـرأيتُ "بَرلوماً" جَـرى خَوفَ "السَنايِر" جَرىَ تكسى

لَـحِـقَ "البَرالِمةَ" الذينَ أخـافَهـم نَـفْـسُ الأخَـسِّ

فدخَـلتُ فى "الآدابِ" يحـتمِـلُ الأسَـى مِنى التأسى

فرأيتُ "شِينَ" و "جون كلودْ" أستاذَنـا الرَجلَ الفَرنسى

شَـفْتَـاهُ تَبسـُمُ كُلَّـما أهـدى إلى الطُلابِ "مِرسى"

و"الحِبرُ" يَـمشى مِـشيةَ الأسدِ الهِزبرِ لأجـلِ فرسِ

وعَلى " النشاطِ " شَـراذِمٌ مـِنْ كُلِّ نَـاحيةٍ وقِنسِ

يَـتصَارخونَ فـَكـُلهم يَدعُـو على " مَايو " بِكنـسِ

فى حَـومـةٍ كَـمْ ذَا تُـدارُ بِـثـُلَّةٍ شُـعثٍ وغبسِ

فِـيها التَهـالِـيلُ التى هَـزَّتْ عَـماراتِ "البرَكسِ"

فَـوَلجـتُ مَـقهـىً " للنشاطِ " حَـسبتُهُ محرابَ قِسِ

صِرحـاً بَـنَتـهُ يَـدُ المُـهندِسِ مِنْ قَـوارِيرٍ وكُلسِ

أبْـصَرتُ فِـيهِ كَـواعِـباً يَـشـرَبنَ لَيموناً وبِبْـسى

ويَـسُـقْـنَ أطرافَ الحَديثِ لِـفتـيةٍ بِـيضٍ ومُـلسِ

فخَـرجتُ أسعى " للبركسِ " أسُـوقُ آمـالى ويَـأسى

وأُرَدِدُ الكَـلماتِ مِـن صَـدرٍ رَمَـتْـهُ سِـهـامُ أمسِ

يالَيتـَنى أجـدُ الذى أمْـحُـو بِـهِ تَـعـسِى ونَـحْسى

**********..........**********

حاشية :

1. البركس ؛ هو مجمع داخليات الطلاب بجامعة الخرطوم .

2. أدروب وعِبس ؛ ألقاب زملاء للشاعر .

3. كوسو ؛ إختصار الكلمات الإنجليزية التى تعنى إتحاد طلاب جامعة الخرطوم KUSU .

4. حنكوش ؛ لفظة تطلق على الفئة المنعمة من الطلاب .

5. المين ؛ هو الشارع الرئيسى بالجامعة .

6. برلوم ؛ هو طالب السنة الأولى بالجامعة حيث كان دائماً عرضة لمقالب طلاب السنوات المتقدمة .

7. السناير ؛ هم طلاب السنوات عدا السنة الأولى بالجامعة .

8. الآداب ؛ يقصد بها الشاعر كلية الآداب حيث كان يدرس .

9. شين ، جون كلود ؛ مدرسين بكلية الآداب فى ذلك الوقت .

10. مرسى ؛ كلمة فرنسية تعنى شكراً .

11. الحبر ؛ يقصد الشاعر الدكتور الحبر يوسف نورالدائم الأستاذ بكلية الآداب .

12. مايو ؛ يقصد بها الشاعر ثورة مايو .

13. النشاط ؛ هو مكان يمثل مقر النشاطات الطلابية بالجامعة .