مع الشاعر كمال الجزولي في "دِيوَانِيبْ"! أو .. القَصِيدَةُ الجبلية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مع الشاعر كمال الجزولي في "دِيوَانِيبْ"! أو .. القَصِيدَةُ الجبلية
شكلناها عشان ود المحلج مايزعل
"دِيوَانِيبْ"! أو .. القَصِيدَةُ الجبلية
كمـال الجزولـي
هَلْ قُدَّ مِنْ صَخْرٍ عَزِيفُكَ فِي انْتِظَاَرِ الْغَاَشِيَةْ؟
أَمْ أَنْتَ مِنْ صَخْرٍ .. قُدِدْتَ؟!
أَمْ أَنَّ صُوَّانَ النَّشِيدِ سِيَاجُ صَدْرِكَ
يَا ابْنَ هَذَاَ الرُّعْبِ ،
وَاللَّيْلِ الطَّوِيل ؟!
أَمْ أَنَّ أَسْيَاَفَ الْيَقيِنِ عَلَىَ الْيَقيِن ..تَثَلَّمَتْ ،
فَإذَاَ بِصَهْبَاءِ الْحَنِينِ ثُمَاَلَةٌ ،
وَكَثِيرُ شَجْوِكَ ، فِي الأَسَىَ ، شَجَنٌ قَلِيلْ ؟!
أَمْ أَنّ مَنْ نَدَبُوكَ لِلْمَوْتِ الزُّؤَاَمِ ، وَلِلشَّهَاَدَةِ ،
قَاَيَضُوا فِيكَ الْقَوَافَي ..
بِالْمَنَافي،
وَالْحَدَائِقَ بِالْحَرَائِق ِ،
والبنفسجَ بالردى ، والحُلمَ ..
بالشجرِ القتيلْ ؟!
صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،
صخرٌ لعينيكَ
صخرٌ لقدميكَ
صخرٌ .. وكلُّ الموتِ مرصودٌ لأغنيةٍ يتيمةْ ،
هل ضاعَ هذا الرصدُ فى وجدانِنا .. عبثاً ،
وهل ذهبَتْ مراثينا .. سُدى ؟!
صخرٌ وأغنيةٌ وموتْ
هأنتَ تخرجُ من ..جلالِ الموتِ ، متشِحاً
بأغنيةِ الصخورِ الشُّمِّ ، ترجعُ ..للصدى ،
قالَ الذين نحبهم:
يا ليتنا كنا ، فما كنا ، إذنْ ، فى موضِعِ
السيفِ التجأنا .. للندى ،
حتى تبدَّدَ حُلمُنا فىْ ذائبِ الذكرى ،
وغرغرَ بالنشيجِ المُرِّ ، منْ أعراقنا ، دمُنا الموزَّعُ في المدى
صخرٌ وأغنيةٌ وموتْ
إن الجراحَ تخُصُّ وجهَكَ .. وحدَهُ ،
إن الجراحَ الآنَ تلفظُ ملحَها ،
إن الجراحَ تضئ أبوابَ المتاجر
ونزيفُكَ اليومىُّ يصعدُ فى بخارِ الشاحِناتِ ،
نزيفكَ اليومىُّ يهبطُ فى ثغاءِ .. النائحاتِ ،
نزيفك اليومىُّ يختزلُ المسافةَ بينَ صدرك والخناجِرْ ،
فعلامَ صمتُكَ ..أمْحَكَتْ كلُّ الدروبِ ،
استأكمَ السهلُ الفسيحُ ، وصَوَّحَتْ فيكَ الجريمةْ ،
يا أيها المأسورُ فى جُلبابِ سقطتِه .. العظيمةْ ،
صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،
صخرٌ لعينيكَ
صخرٌ لقدميكَ
صخرٌ وصخرٌ
لم يعُدْ فى البالِ غيرُ الصخرِ ، هلْ تُجدى .. الأظافرْ ؟!
صخرٌ وصخرٌ
لم يعُدْ فى الصخرِ غيرُ الصمتِ ، هل يُغنى .. السؤالْ ؟!
وأراكَ أمشاجاً تَفرَّقُ فىْ .. الورى ،
يا واحِداً فى كلِّ حالْ ،
خُذنى بعِشقك ..َ تلتقينىَ ساجِداً ،
زدنى بعِلمِكَ ..أصطفيكَ ،
إنى وأنتَ البعضُ ، والبعضُ المُكَمِّلُ ،
كيفَ جازَ ، إذنْ ،ضياعُ الكلِّ فيكَ ؟!
إنى وأنتَ النهرُ .. والغرقىَ ،
فهل خفَّتْ ،لنجدتِنا ،مراثيكَ .. الطوالْ ؟!
أدمنتَ شهوتكَ الأثيرةَ ، لم تَنَلْ ..
غيرَ المخالِبِ فى الظلامِ ،
ولم .. تَنلْ غيرَ الحبالْ،
وتأرجُحِ الأجسادِ ..بين الصخرِ والصخرِ ، هنا ،
وهناكَ أعقابُ التراتيلِ .. العقيمَةْ ،
فلأىِّ موتٍ ننتمى ؟!
قالَ الذين نحبهم:
يا بئسَ برق لا يليهِ الغيثُ ،
يا بئسَ الرعود المُستغيثة ، كالولايا .. النادباتِ ،
لأىِّ موتٍ ننتمى ؟!
وبأىِّ شجوٍ نحتمى ؟!
قالَ الذين نحبهم:
كثرَتْ تواريخُ المراثىْ ،ظِلها يمتدُّ
لا يمتدُّ أبعد منْ مدى البصرِ .. الكليلِ ،
بأىِّ شجوٍ نحتمى ؟!
أهىَ البصيرةُ ،أم هىَ الأبصارُ
قدعَمِيَتْ ،
سواءٌ عندها الورقاءُ والعنقاءُ ، والصِّدِّيقُ
والزنديقُ ، والمسخُ الدَّعىْ
ما كلُّ وضَّاحِ السَّنا ذهبٌ ، ولكن ..من يعِىْ ؟!
فاطوِ السُرادقَ بالمُعزِّينَ .. الكسالى ،
مَصْمَصوا شفةً بثُفلِ القهوةِ الأولى ،
وأغفوا ..فى سراديبِ الهزيمةْ ،
صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،
صخرٌ لعينيكَ
صخرٌ لقدميكَ
صخرٌ وصخرٌ
لم يعُدْ إلاَّكَ فيكَ ، الآنَ ، فانهضْ ،
من رمادِ الصمتِ .. إنهضْ ،
من خواءِ الموتِ .. إنهضْ ،
من ضياعِ العُمْرِ هدراً ،
من كسادِ الطيْلساناتِ ، البذاءاتِ ،
الشعارات الرَّجيمةْ ،
وانبعثْ ،يا طائرَ الفينيقِ ،
إعصاراً يهُبُّ على القلانِسِ شائهاتٍ ،
واللحى ..مخضوبةً بدمىْ ،
وهرطقةِ الأكاذيبِ الدَّميمةْ ،
أنتَ العليمُ ،
وصمتُكَ العِلمُ .. القديمُ ،
وإننى ..مزَّقتُ صدرىَ فى النشيجِ المُرِّ ..
بينَ يديكَ ، فانهضْ !
هذا المساءَ تشابهَ البَقَرُ
قد صَدَّ عصفكَ عن آذانِها الوقرُ
فاشدُدْ إليكَ صباحَكَ ، لا يُعتِّمُهُ
شبهُ الرجالِ بآلاءٍ لهُ كفروا
وإذا أصابَكَ ممَّا أنتَ فيهِ أذى فاصبرْ
جميلاً وقلْ: طوبى لِمن صَبَروا
"دِيوَانِيبْ"! أو .. القَصِيدَةُ الجبلية
كمـال الجزولـي
هَلْ قُدَّ مِنْ صَخْرٍ عَزِيفُكَ فِي انْتِظَاَرِ الْغَاَشِيَةْ؟
أَمْ أَنْتَ مِنْ صَخْرٍ .. قُدِدْتَ؟!
أَمْ أَنَّ صُوَّانَ النَّشِيدِ سِيَاجُ صَدْرِكَ
يَا ابْنَ هَذَاَ الرُّعْبِ ،
وَاللَّيْلِ الطَّوِيل ؟!
أَمْ أَنَّ أَسْيَاَفَ الْيَقيِنِ عَلَىَ الْيَقيِن ..تَثَلَّمَتْ ،
فَإذَاَ بِصَهْبَاءِ الْحَنِينِ ثُمَاَلَةٌ ،
وَكَثِيرُ شَجْوِكَ ، فِي الأَسَىَ ، شَجَنٌ قَلِيلْ ؟!
أَمْ أَنّ مَنْ نَدَبُوكَ لِلْمَوْتِ الزُّؤَاَمِ ، وَلِلشَّهَاَدَةِ ،
قَاَيَضُوا فِيكَ الْقَوَافَي ..
بِالْمَنَافي،
وَالْحَدَائِقَ بِالْحَرَائِق ِ،
والبنفسجَ بالردى ، والحُلمَ ..
بالشجرِ القتيلْ ؟!
صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،
صخرٌ لعينيكَ
صخرٌ لقدميكَ
صخرٌ .. وكلُّ الموتِ مرصودٌ لأغنيةٍ يتيمةْ ،
هل ضاعَ هذا الرصدُ فى وجدانِنا .. عبثاً ،
وهل ذهبَتْ مراثينا .. سُدى ؟!
صخرٌ وأغنيةٌ وموتْ
هأنتَ تخرجُ من ..جلالِ الموتِ ، متشِحاً
بأغنيةِ الصخورِ الشُّمِّ ، ترجعُ ..للصدى ،
قالَ الذين نحبهم:
يا ليتنا كنا ، فما كنا ، إذنْ ، فى موضِعِ
السيفِ التجأنا .. للندى ،
حتى تبدَّدَ حُلمُنا فىْ ذائبِ الذكرى ،
وغرغرَ بالنشيجِ المُرِّ ، منْ أعراقنا ، دمُنا الموزَّعُ في المدى
صخرٌ وأغنيةٌ وموتْ
إن الجراحَ تخُصُّ وجهَكَ .. وحدَهُ ،
إن الجراحَ الآنَ تلفظُ ملحَها ،
إن الجراحَ تضئ أبوابَ المتاجر
ونزيفُكَ اليومىُّ يصعدُ فى بخارِ الشاحِناتِ ،
نزيفكَ اليومىُّ يهبطُ فى ثغاءِ .. النائحاتِ ،
نزيفك اليومىُّ يختزلُ المسافةَ بينَ صدرك والخناجِرْ ،
فعلامَ صمتُكَ ..أمْحَكَتْ كلُّ الدروبِ ،
استأكمَ السهلُ الفسيحُ ، وصَوَّحَتْ فيكَ الجريمةْ ،
يا أيها المأسورُ فى جُلبابِ سقطتِه .. العظيمةْ ،
صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،
صخرٌ لعينيكَ
صخرٌ لقدميكَ
صخرٌ وصخرٌ
لم يعُدْ فى البالِ غيرُ الصخرِ ، هلْ تُجدى .. الأظافرْ ؟!
صخرٌ وصخرٌ
لم يعُدْ فى الصخرِ غيرُ الصمتِ ، هل يُغنى .. السؤالْ ؟!
وأراكَ أمشاجاً تَفرَّقُ فىْ .. الورى ،
يا واحِداً فى كلِّ حالْ ،
خُذنى بعِشقك ..َ تلتقينىَ ساجِداً ،
زدنى بعِلمِكَ ..أصطفيكَ ،
إنى وأنتَ البعضُ ، والبعضُ المُكَمِّلُ ،
كيفَ جازَ ، إذنْ ،ضياعُ الكلِّ فيكَ ؟!
إنى وأنتَ النهرُ .. والغرقىَ ،
فهل خفَّتْ ،لنجدتِنا ،مراثيكَ .. الطوالْ ؟!
أدمنتَ شهوتكَ الأثيرةَ ، لم تَنَلْ ..
غيرَ المخالِبِ فى الظلامِ ،
ولم .. تَنلْ غيرَ الحبالْ،
وتأرجُحِ الأجسادِ ..بين الصخرِ والصخرِ ، هنا ،
وهناكَ أعقابُ التراتيلِ .. العقيمَةْ ،
فلأىِّ موتٍ ننتمى ؟!
قالَ الذين نحبهم:
يا بئسَ برق لا يليهِ الغيثُ ،
يا بئسَ الرعود المُستغيثة ، كالولايا .. النادباتِ ،
لأىِّ موتٍ ننتمى ؟!
وبأىِّ شجوٍ نحتمى ؟!
قالَ الذين نحبهم:
كثرَتْ تواريخُ المراثىْ ،ظِلها يمتدُّ
لا يمتدُّ أبعد منْ مدى البصرِ .. الكليلِ ،
بأىِّ شجوٍ نحتمى ؟!
أهىَ البصيرةُ ،أم هىَ الأبصارُ
قدعَمِيَتْ ،
سواءٌ عندها الورقاءُ والعنقاءُ ، والصِّدِّيقُ
والزنديقُ ، والمسخُ الدَّعىْ
ما كلُّ وضَّاحِ السَّنا ذهبٌ ، ولكن ..من يعِىْ ؟!
فاطوِ السُرادقَ بالمُعزِّينَ .. الكسالى ،
مَصْمَصوا شفةً بثُفلِ القهوةِ الأولى ،
وأغفوا ..فى سراديبِ الهزيمةْ ،
صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،
صخرٌ لعينيكَ
صخرٌ لقدميكَ
صخرٌ وصخرٌ
لم يعُدْ إلاَّكَ فيكَ ، الآنَ ، فانهضْ ،
من رمادِ الصمتِ .. إنهضْ ،
من خواءِ الموتِ .. إنهضْ ،
من ضياعِ العُمْرِ هدراً ،
من كسادِ الطيْلساناتِ ، البذاءاتِ ،
الشعارات الرَّجيمةْ ،
وانبعثْ ،يا طائرَ الفينيقِ ،
إعصاراً يهُبُّ على القلانِسِ شائهاتٍ ،
واللحى ..مخضوبةً بدمىْ ،
وهرطقةِ الأكاذيبِ الدَّميمةْ ،
أنتَ العليمُ ،
وصمتُكَ العِلمُ .. القديمُ ،
وإننى ..مزَّقتُ صدرىَ فى النشيجِ المُرِّ ..
بينَ يديكَ ، فانهضْ !
هذا المساءَ تشابهَ البَقَرُ
قد صَدَّ عصفكَ عن آذانِها الوقرُ
فاشدُدْ إليكَ صباحَكَ ، لا يُعتِّمُهُ
شبهُ الرجالِ بآلاءٍ لهُ كفروا
وإذا أصابَكَ ممَّا أنتَ فيهِ أذى فاصبرْ
جميلاً وقلْ: طوبى لِمن صَبَروا
الفضل الحاج البشير- مشرف منتدى الشعر
رد: مع الشاعر كمال الجزولي في "دِيوَانِيبْ"! أو .. القَصِيدَةُ الجبلية
علي طريقة مصطفي ..يا سلام عليك يا سلام..انها قصيده من الدرر المخبؤه
احسان
احسان
nashi- مشرف المنتدى الرياضى
مرحب بابنتي الدكتورة إحسان
فرحت فرحتين ... أُولاهما دخولك المنتدى ... والثانية أنت أول من قرأ وعلق على هذه القصيدة الجميلة لكمال الجزولي في رثاء محمود محمد طه.
عمك فضل
عمك فضل
الفضل الحاج البشير- مشرف منتدى الشعر
رد: مع الشاعر كمال الجزولي في "دِيوَانِيبْ"! أو .. القَصِيدَةُ الجبلية
دى ايام الاستاذ كمال الجورلى يا فضل
بالله راجع أخر قصيدة له فى بوست اخر لأشرف
تحياتى
فيصل خليل حتيلة- مشرف إجتماعيات أبوجبيهة
مواضيع مماثلة
» ترنـيــمـــــــــة الذاهبيـــــــــــــن ...(قصيدة جديدة) - كمال الجزولي يوليو2011م
» مقتبس من روزنامة الاستاذ كمال الجزولي
» بدء محاكمة صحفيين سودانيين
» عندما تتوشح الملاعب "الخضراء"بـ "السواد"
» تلفونات كمال دقدق الحميمة
» مقتبس من روزنامة الاستاذ كمال الجزولي
» بدء محاكمة صحفيين سودانيين
» عندما تتوشح الملاعب "الخضراء"بـ "السواد"
» تلفونات كمال دقدق الحميمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى