شكراً حسنى مبارك........ منقول

رأيت في ما يري المتيقظ مفرط الإحساس والحنية ، ولست أدعي أنني من هذه الفئة ، أن جموع المتظاهرين في ثورة مصرابطال جمعتي (الغضب) و(الرحيل) وما قبلهما وبعدهما ، يحملون لافتات كتب عليها (شكراً مبارك) ، وذلك بعد تقبل الرجل مغادرة الكرسي بعد جهاد مع النفس شديد.
نعم هذا يمكن أن يكون واقعاً ، وحلاً لبعض أزمة مصر التي تبحث عن خروج آمن ومشرف لرئيسها الذي تغنت باسمه سنينا عددا .
لا نختلف حول جرائم نظام مبارك وتنكيله بشعبه ، ونهب ثرواته ، ولكننا أيضاً لا نختلف أن الرجل قدم لوطنه الكثير ، وأنه دخل للزعامة من بوابة القوات المسلحة ، ومن أوسع ابوابها (سلاح الطيران) ، فالمعروف عندنا أن من يدخل عبر بوابة القوات المسلحة إنما هو بائع نفسه للوطن ‘ خاصة إذا تزامن ذلك مع حروب تخوضها دولته .
إذن حسني مبارك (كان)وطني ،جاء ليخدم وطنه ، قبل أن يخدمه الحظ ليكون زعيم للبلاد ، ويجلس علي كرسي الحكم ، ذلك الكرسي (الشيطان) الذي كم افسد من رجال وخرب نفوسهم وأبعدهم عن غاياتهم التي جاءوا من أجلها ، فكم من رئيس قدم الوعود والعهود للشعب بخدمته والعمل علي راحته وتوفير سبل العيش الكريم ، قبل أن يصاب بالمس الشيطاني ، فينسي عهوده ووعوده ، وهو يفكر في الكيفية التي تجعله جالساً علي هذا الكرسي أطول سنوات ممكنة ، وفي رواية أبد الدهر، تساعده علي ذلك بطانة فاسدة ، تصور له الاشياء علي غير حقيقتها ، وتزين له سوء الأمور ، وتحجب عنه ما يدور في الشارع البسيط .
نعم علي مبارك أن يغادر كرسي الحكم ، ليس بأمرنا ولكن بأمر شعبه الذي خرج أمواجاً هادرة في كل المدن والمحافظات ، من قبل الاسبوعين وحتي الآن ، لم تجف حلوقهم ولم تفتر حناجرهم من الهتاف (إرحل .. إرحل) ، وهي فعل أمر واضح لا يحتاج لإعراب أو مترجم.
علي مبارك أن يخاطب شعبه ويقول أنه قبل الرحيل من أجل سلامة الشعب وأمن مصر ، ويقول له الشعب (سماح) ، وما بك من صدمة هي عقاب يكفينا ، وما أشده من عقاب ، أن يصحي الرئيس الذي كان بطلاً تلاحقه الهتافات والأغنيات باسمه ، ليجد نفسه خائناً تطارده اللعنات والدعوات عليه. ولا حول ولا قوة إلا بالله